رحل إلى الله ولم يعد
لطالما طوف العلامة الشيخ عباس سباع في بلاد الله باحثا عن العلم حينا وعن العمل آخر .
فلقد غادر بلدته تاروت وقريته الربيعية موليا وجهه قبلة العلم قم بعدما توجه تلقاء منطقته يحفظ العلم عن علمائها .
وفي قم كانت آفاق الدروس وبحوث الخارج وكتب العلم محل تطوافه وسياحته . مثلما كانت أخلاق الأعاظم محل سيره وسلوكه .
وفي كل سفر كان يذهب بعيدا ويرجع ، ألم يقل ربنا ( ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم ) فها هو بعد سفر الدرس في قم يرجع ، وها هو بعد سفر التبليغ والعمل الديني يرجع !
حتى إذا سافر إلى ربه ، وتوجه إلى بيته ، وصل إلى غرضه الأقصى وغايته الكبرى فلم يرجع عنها !
لقد وصل عرفات وشهد الموقف ولعله أحس بالملك المبشر لأمثاله من الواقفين : استأنف العمل فلقد غفر لك ما تقدم من ذنبك !
هنيئا له ذلك الموقف زمانا ومكانا ، وعظم الله اجر أهله . ونسأل الله الخلف لهم ولاهل البلد .
رحمك الله يا شيخ عباس بكل كلمة علم تعلمتها ، وبكل ارشاد قمت به ، وبكل فكرة قلتها ، وبكل بسمة في وجوه المؤمنين عرفوها عنك !