من كلام سيدنا ومولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه
قال يا بن شبيب ان احببت ان يكون لك من الأجر مثل ما لأصحاب الحسين فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما.
هذه الليلة هي قبل الموسم الحسيني وتعنون بعنوان انها في استقبال ايام الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
أيا يكن الذي انتخب هذه الديباجة التي تفتتح بها مجالس الحسين ومنابره فلا ريب انه كان موفقا غاية التوفيق والان ديباجة موجوده تكاد تكون متفقا عليها تبدا بالصلاة على الامام الحسين او حتى قبل ذلك على رسول الله وامير المؤمنين ثم بعد ذلك فقرة تشير الى فوز الانسان بالتمسك بهم ما خاب من تمسك بكم امن من لجا اليكم وتنتهي عادة بالتمني والرغبة بان يكون الانسان معهم يا ليتنا كنا معكم وهذا كانه مأخوذ من حديث الامام الرضا عليه السلام للريان بن شبيب الحديث المشهور والمروي بسند معتبر اورده في كامل الزيارات تقريبا هذه الديباجة مع زياده ونقيصة او ذكر مفصل او غير ذلك لكن هذه في الاجمال ولا ريب انه موفق فانه كانت في السابق على الظاهر كان منشد او الخطيب في زمان الائمة عليهم السلام على الظاهر يأتي ويبدأ مباشرة بالقصيدة بحسب ما راينا في الروايات التاريخية او الاحاديث يدخل دعبل على الرضا عليه السلام فيقول له عندي قصيدة فيقول له انشد فيبدا بالإنشاد تلك القصيدة المعروفة مدارس آيات او غيرها و سيد الحميري مثلا يدخل على الامام الصادق عليه السلام فيقول له الامام الصادق عليه السلام انشدني في الحسين فيقول يبدا على الفور امرر على جدث الحسين وقل لأعظمه الزكية الى اخر الابيات التي قد نتعرض لها فيما بعد وهكذا بالنسبة الى غيرهم لم نعثر قد يكون موجود ولم نعثر عليه ولكننا لم نعثر على مثل هذه الديباجة المنتقاة في الزمن القديم وانما هي شيء متأخر من الذي ابتكرها يختلفون في ذلك ولا يهم هذا الجانب ولكن على اي حال هي ديباجة موفقة فإنها تبدا اولا بالصلاة على محمد وال محمد وفي ذلك من تركيز الولاء والمحبة والثواب المترتب على ذلك ما هو معروف انت عندما تصلي على رسول الله تصلي على امير المؤمنين تصلي على فاطمه وعلى الحسن والحسين والمعصومين تحصل على ثواب كثير يزيد انتماؤك وولائك هذا ايضا امر اخر هذا القسم الاول
القسم الثاني معنى عقائدي وهذا مهم ما خاب من تمسك بكم امن من لجأ اليكم تساوي ان الفوز في اتباع منهجهم والامن
من الخوف ومن الفزع الاكبر في يوم القيامة هو باتباع مسلكهم ما خاب من تمسك بكم امن من لجا اليكم هذا معنى عقائدي والقسم الثالث هو اعلان موقف وتمني لو ان الانسان كان معهم يا ليتني كنت معكم وكما قلنا هذا هو من توصيات الامام الرضا عليه السلام للريان ابن شبيب في الحديث الطويل المفصل يا ابن شبيب ان سرك او ان احببت ان يكون لك ما لأصحاب الحسين من الاجر والثواب فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما وهذا المعنى معنى اسلامي اكدت عليه الروايات من احب عمل قوم اشرك معهم فيه ومن احب قوما كان معهم هذا في ذيل تفسير الآية المباركة ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين الى اخر الآية المباركة في ذيلها يقول جابر بن عبد الله الانصاري كنا في زيارة احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله واعرب ذلك الرجل عن محبته لرسول الله صلى الله عليه واله فقال له رسول الله ابشر فان من احب قوما حشر معهم ومن احب عمل قوم اشرك معهم فيه وهذا نفس اللي استشهد به جابر بن عبد الله الانصاري عندما جاء في يوم الاربعين وقال لعطية مرافقه فاني سمعت رسول الله يقول وساق هذا الحديث هذا المبدأ مبدأ اسلامي المرء مع
من احب تحب انسان باطل ظالم كافر ذاك البعيد سيكون معه تحب هذا الانسان الولي من اولياء الله تتعلق به ايضا تكون معه لماذا اخترته انت من بين كل البشر؟
احببته حبا كبيرا واحببت عمله وتعلقت به دون سائر البشر هذه الديباجة كما قلت هي ديباجة موفقة وهي التي عادة تبتدئ
بها المنابر الحسينية تقريبا في اغلب الاماكن يعني انت هذه الليلة او الليلة القادمة قل ان تجد منبرا حسينيا لا يفتتح بهذه الكلمات وهي على اختصارها الا ان فيها هذه المعاني التي ذكرناها
المنبر الحسيني هو جوهر الموسم الحسين باقي الامور كلها تأتي بتبعه وحواليه ولكن المنبر الحسيني واقامة المجلس
الحسيني هو الاساس في كل ذلك فهو الداعي الى تلك الامور الدمعة انما يستدعيها عاده المنبر العزاء انما يفلسفه ويذكر فضله ويبين اثاره المنبر الحسيني وهكذا سائر الامور الاخر بالإضافة الى بيان العقائد والأحكام والأخلاق وغير ذلك فالمنبر الحسيني هو قلب الموسم الحسيني الذي ينبغي ان يحافظ عليه اي على المنبر الحسيني في ابلغ تألقه وفي تكثيره وفي نشره وسبحان الله هذا التطور الذي حصل من البدايات بدايات القراءة الحسينية اللي كانت في صورة اولية عباره عن قصائد حزينة وشجية يقرأها قراء على الائمة عليهم السلام وأخذ مساره الى ايامنا هذه بالنحو الذي نراه الان هذا المنبر الحسيني فيه من الميزات ما لا يتوفر لأي وسيلة اعلامية اخرى يمكن ان تخدم القضية الحسينية كما يخدمها المنبر فيما نعلم لا توجد و اخرى تتوافق مع اغراض واهداف الامام الحسين عليه السلام لا توجد وسيلة اخرى تستطيع ان تخدم تلك الاغراض والاهداف كما يخدمها المنبر الحسيني دعني اشير لك الى بعض هذه الجهات التي تتوفر فيه ولا تتوفر في غيره
مميزات المنبر الحسيني
اول ميزه من ميزات هذا المنبر الحسيني سهولة إعداده وسهولة تناوله
اما سهولة اعداده فما يحتاج له لا الى تشريفات ولا الى كذا انت في غرفه ثلاثة في ثلاثة تستطيع ان تعقد منبر حسيني ومأتم
حسيني تأتي بكرسي وتقعد عليها واحد راثي او عارف بهذا الامر وتجمع لك ابنائك وبناتك صار مأتم حسيني وصار منبر حسيني انت لا تحتاج لا الى تشريفات ولا الى بروتوكولات ولا الى اعدادات مفصله إذا اردت ان تعمل اي برنامج اخر اي برنامج اخر مع ان تلك البرامج فيها فائدة وفيها منفعة تريد تعمل ندوه على سبيل المثال انت تحتاج الى اصطناع مناسبه ما هي مناسبة هذه الندوة؟ ناس يتساءلون المنبر والمأتم والقراءة ما تحتاج الى مناسبه مجردا تقول لناس لدينا قراءة منبر لا أحد يتساءل لماذا؟ وما هو السبب؟ يكفي المكان لو ما يكفي؟ في فلان شي لو ما في فلان شي؟ ابدا بينما اي برنامج اخر إذا قلت للناس عندنا ندوة يسألك ما هو المبرر؟ ما هو السبب؟ ما القضية؟ لماذا اذهب؟ ما هو موضوعها الغرض منها؟ وذهابه اليها ايضا قد لا يكون بنفس الاندفاع الذي يذهب فيه الى منبر الحسين سلام الله عليه حتى لو مجلس ابو عشر دقائق يذهب وهو في داخل نفسه متقرب الى الله عز وجل مواسيا للأمام الحسين عليه السلام قناعة اما بفائدة علميه او على الاقل بفائدة الثواب والاجر فهذا المنبر لا يحتاج الى اعدادات كثيره نعم بعض الحسينيات لأنها تريد ان تصنع منبرا متميزا تحتاج الى مكان كبير تحتاج الى اثاث من نوع خاص وتحتاج وتحتاج لكن اصل المنبر ما يحتاج الى هذه الامور كذلك ايضا الفئة المخاطبة فيه انت تريد ان تصنع ندوة علمية يأتي اليك مثلا ولد من ابنائك عمره عشر سنوات تتعجب ما لذي اتى به الى هذه الندوة العلمية ؟ تريد ان تعمل لنفترض موضوع مسرحي قد لا يستسيغه هذا الرجل كبير السن او تلك المرآه او غير ذلك بينما بالنسبة للمنبر الحسيني يحضر فيه الصغير والكبير والمرآه والرجل وحدث السن وكبير السن وكل يأخذ من ذلك المنبر بقدر سعه انائه علما وثوابا واجرا فهو اذا وسيله من الوسائل سهله الاعداد وسهله التناول من قبل فئات المجتمع ، اذا تريد ان تعمل فضائية مثلا وهو عمل طيب وجيد ولكن تحتاج اذا تريد تسوي فضائيه اموال طائله تحتاج الى بث تحتاج الى برامج تحتاج الى اعدادات تحتاج الى من يستقبل بشكل خاص والى جهاز معين ووالى اخره بينما المنبر كل هذا لا تحتاج اليه لا في اعداداته هو امر مكلف وصعب ولا في الفئة التي يستهدفها هذا امر اول يجعل المنبر الحسيني قلبا للموسم الحسيني ومهما جدا وينبغي المحافظة عليه كما يقول علماؤنا بالصورة التقليدية المتوارثة مما ذكرنا في سابق الكلام
الامر الاخر ان في المنبر ما يسميه العلماء تأثير التوافق الجمعي على الحاضرين الإنسان يقولون عندما يستمع بمفرده الى
شيء يتأثر بمقدار معين لكن اذا صار في ضمن مجموعة متفاعلة متجانسة فان تأثير هذا الانسان يكون أكبر تلاحظ في نفسك من الممكن ان قصيدة تسمعها على سبيل المثال وحدك تتأثر في قلبك لكن لما تكون في جماعة احد الحاضرين يبكي يبدأ تفاعلك فانت ايضا تقوم و تبكي دعاء انت تقرأه لوحدك تتفاعل معه بمقدار معين لكن اذا شفت جماعه غفيرة معه وبدأوا
بالتفاعل نفس الدعاء ونفس الكلمات اللي انت تسمعها لوحدك فلا تبكي هنا تنشج نشيجا لماذا يقولون هذا تأثير حالة التوافق الجمعي التي تؤثر في الانسان الحاضر في الجمع المنبر الحسيني ايضا هو هكذا ضمن مجموعة الانسان عادة يحضر ولذلك ينبغي ان لا يضيع الانسان مثل هذا الامر يقول لك انا مثلا استمع هذا في البيت وانا قاعد في مكان واسع ومتمدد على راحتي وما احد يزاحمني ولا ان الصوت عالي أو منخفض لا اسمعها على البث المباشر او على تسجيل .. بل الفرق كبير أحد جهات الفرق قضية الثواب والأجر ان يحرك الانسان اقدامه ويسعى للحضور الى هذا المكان الذي يذكر فيه الحسين عليه السلام هذا مرتبه من مراتب الثواب لا تتحقق قطعا في مثل ذلك ذاك يتحقق اجر الاستماع لكن اجر السعي ما موجود هذا واحد والثاني الاثر الذي يحصل على الانسان وهو يستمع في الجمع يختلف عن الاثر الذي يحصل عليه الانسان عندما يستمع اليه بشكل منفرد لذلك ندعو ونؤكد الدعوة الى تكثير هذه المنابر وهذه العزاءات مهما امكن باي مستوى كان من المستويات باي طريقه من الطرق الافكار التي تدعو الى انه كم عندنا في هذا المكان الفلاني مأتم كثيره ومنابر كثيره لو يصير اثنين منبران مركزيان ثلاثة منابر مركزيه ضخمة هذه فكرة غير صحيحة لا من الناحية الدينية صحيحه بل ولا من الناحية الواقعية ايضا تحصل مثل ما صاحب هذا المأتم والمنبر يريد الثواب والاجر بإقامة نداء الحسين انت تقيم في بيتكم مجلس وذاك يقيم في مكانه وهكذا لا تستطيع ان تقول لي اترك هذا الامر و دعه يصبح مأتم ومنبر قوي واحد احسن ليس بأحسن وليس بممكن ايضا وانما قل كل يعمل على شاكلته الانسان الذي يستطيع ان يقيم مأتما يجمع فيه عائلته ليفعل ذلك جزاه الله خير الانسان اللي يقدر يصنع مأتم ويجمع فيه اهل الحي ليصنع ذلك كل ضمن النظام العام لا باس بذلك و المجالس الكبيرة نافعه والمتوسطة نافعه والصغيرة نافعه ومجالس الرثاء المجرد فقط نافعة ومجالس المضمون والمعنى الاكثر نافعه وهكذا التنوع فيه فوائد كثيرة واذا قال انسان انا ذهبت الى مجلس رثاء فقط نعم نعمه ما يصنع هذه حاجه من الحاجات وهناك قسم من الناس يتقربون الى الله باستماع الرثاء من اول المجلس الى اخر المجلس لا ضير في ذلك فيه ثواب فيه اجر فيه حرارة المأساة واحد اخر يقول لا انا ذهبت الى مأتم اخر ومنبر اخر مسائل شرعية قضايا اجتماعيه الى غير ذلك هذا ايضا حسن والتنوع حسن لان كل انسان يستطيع ان يجد حاجته في تلك لو كان كل البقالات على شكل واحد وكلها بضاعه واحده انت ما تحصل اغراضك المطلوبة لكن تنوعها في السعر تنوعها في العرض تنوعها في البعد والقرب هذا يجعل الناس في سعة كذلك المنابر و المأتم هي ايضا من هذا القبيل ولذلك نحن ندعو الى تكثيرها والى المواظبة عليها والدوام اعطيك معادلة وانهي بها الحديث ان شاء الله ، فكر انت مثلا في كل موسم محرم كم مجلس تحضر في اليوم لنفترض مجلس او مجلسين اذا لم يكن اكثر احسب هذا مضروبأ في سنوات عمرك اطال الله عمرك في خير وعافية ادنى شيء بحسب الحساب ادنى شيء لو ان انسان من اول بلوغه الى ان يصير عمره ٧٠ سنه وفرضنا ان هذا الانسان لا يحضر الا مجلس واحد بس طيب هذا الانسان لما يصير عمره ٧٠ سنة مستمع على الاقل الى ٢٠٠٠ مجلس وهو يعني ٢٠٠٠ساعة علم وتاريخ وولاء ومحبة ومعرفة ليش شيء قليل الان دورات الى ما شاء الله يدفع عليها لنفترض ذاك المقدار من المال حتى تقعد مثلا ايش قد ١٣ ساعه ١٥ ساعه ٢٠ساعه بعض الشهادات تحتاج الى هالقدر من الساعات حتى تعطى لك شهاده انت اليوم بحضورك في مأتم الحسين عليه السلام كما قلت اقل شيء هذا الإنسان المؤمن الموالي الى ان يصير عمره ٧٠ سنه هذا اللي لو لم يحضر الا مجلس واحد فقط وهذا ادنى شيء فانه يكون قد استمع خلال هذه المده من عمره الى قريب من ٢٠٠٠ حديث ومحاضرة وكلام وتوجيه وموعظة متنوعه ومختلفة هذا سيكون قلبه نيرا بالهدى وفؤاده مليئا بالمحبة لمحمد وال محمد نسال الله سبحانه وتعالى ان لا يحرمنا من هذه النعمة ما بقينا على قيد الحياة.