بسم الرحمن الرحيم قال الله العظيم في كتابه الكريم (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غيرِ الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا ) حديثنا يتناول بعض معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله وكيف أنها برهان صدقه ونبوته . المعجزة كما يعرفها علماء الكلام : هي أمر خارق للعادة والطبيعة مع التحدي وعدم المعارضة ومطابقة الدعوى . كل جملة من هذه الجمل وفقرة تشير إلى جهةٍ لابد من توفرها حتى تصبح تلك الحادثة معجزةً. أول أمر لابد أن تكون خارقة للعادة وخارق لطبيعة ، كثير من الأعمال التي يقوم بها البشر يقومون بها ويحققون نتائج بناءً على تهيئة مقدمات . شخص يريد الرزق يحصل على المال فيعد لذلك مقدمات من ذهابه إلى العمل أو تجارته في السوق فإذا حصل على مالٍ هذا ليس أمراً خارقًا للعادة وليس أمر خارق لطبيعة لأن كل الناس يستطيعون تهيئة هذه المقدمات من الحصول على الرزق ،يصبح عالماً عن طريق الدراسة المكثفة فيصبح عالماً فهذا أمر طبيعي وعادي وليس فيه أي خرق لأن غيره أيضًا لو قام بهذا الأمر من التعلم والدراسة والمطالعة أيضًا يصبح عالماً ، فلان أنجب أولادًا بعد أن تزوج ضمن علاقة مشروعة فأنجب أولاداً لم يصنع شيئًا استثنائياً ليس خارقًا لطبيعة هذا هيئ مقدمات تنتهي لحصول الولد . المعجزة لابد أن تكون أمر خارق للعادة خارق لطبيعة لايستطيع الناس توفير مقدماتها في الإنجاب الكل يستطيع يتزوج فينجب عادةً في الرزق الجميع يستطيع أن يذهب لسوق ويتاجر ويحصل على المال يهيئ المقدمات ينتهي إلى تلك النتيجة. في المعجزة الناس لايستطيعون تهيئة المقدمات لأنها أمر فوق الطبيعة خارق للعادة ليس بيد البشر توفير مقدماتها وأيضأ لابد أن يكون فيها تحدي و عدم إمكان المعارضة . النبي عندما يأتي بمعجزةٍ إما هو يتحدى المجتمع الكافر وإما رد على تحديهم وأبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله واحيي الموتى بإذن الله فإما هو يتحداهم بهذا أن يصنعوا شيئاً من هذا القبيل وهو الأمر المختص به أو هو رد على تحديهم له ولا يمكنهم معارضته لايمكن لأحدً منهم أن يجاريه أن يسابقه أن يأتي بمثل ماأتى به أو أكثر مما أتى به غير ممكن مع مطابقة الدعوى أي لابد من المعجزة التي يأتي بها تؤيد صدق قوله عندما يرونها الناس يقولون نعم هذا برهان على صدق هذا النبي وعلى اتصاله بمصدر القدرة المطلقة وهو الله عز وجل لأن أحياناً يكون أمر خارق للعادة ولكن معاكس للدعوى كما نقل في بعض قضايا مسيلمة الكذاب قالوا أنه قيل له يامسيلمة هذا محمد نبي المدينة كان إذا جاء إلى بئرٍ قل ماؤها وملُح يخلطه بريقه فتحلوا وتعذب مياهها وتزداد فهل تستطيع أنت كذلك قال نعم فجاؤوا له ببئر مثلاً إلى الربع يوجد به ماء فبصق في ذلك البئرفغاض مائُه بالمرة فنشف وأصبح مثل البلاط (حسب التعبير ) هذا أمر غير طبيعي أمر خارق للعادة أنه مرة واحدة الأرض تشرب كل هذه المياه ولكن هذا ليس مطابق لدعواه بالنبوة وإنما هذا معاكس لهذه الدعوى أو مانقلوه عنه أيضا قيل له مسيلمة يحنك أطفال المسلمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحنك أطفال المسلمين إما يأخد من ريقه ويضعه في فمهم أو يأخد شيء من التمر ويخلطها بيده ويحنكهم به يديره تحت حنكه الطفل فيأتي الولد فصيح بليغ متكلم فأنت أفعل لنا في هذا القبيل فجاؤوا له بخمسة من أولادهم فلما حنكهم لم يتكلم منهم ولا واحد لم يكن فصيح وإنما لم يتكلم الكلام العادي أيضاً . هذا طبعاً يعتبر أمر خارق للعادة بما أن خمسة لم يتكلم منهم ولاواحد يصبحون بكم هذا أمر خارق للعادة ولكنه ليس معجزة لأنه لايطابق دعواه في النبوة وإنما يعكسها تماماً فلابد إذاً أن تكون المعجزة أمر خارق لطبيعة خارق للعادة فيه تحدي للخصم عدم قدرة الخصم على أن يأتي بمثله و أيضاً أن يكون مطابقاً لدعوى صاحب المعجزة بالنبوة من هنا مثلاً يعلم أن بعض ما يأتي به قسم من الناس يقول لك مثلاً هذا في الجري أسرع واحد يقطع مسافة كذا في كيلومتر هذا معجزة عنده لا ليس معجزة لأن هذا أولاً : مبدأ مقدماته مقدمات طبيعية، كثرة التدريب والتعود والركض السريع لفترة طويلة من الزمن وأيضأ هذا مثل ما أتى وحطم الرقم القياسي بهذا المقدار يمكن أن ياتي شخص آخر يتفوق عليه فإمكانية المعارضة موجودة وقبل ذلك مقدمات هذا الأمر أيضاً مقدمات في متناول الأيدي ومثل السحر أيضاً تبين أنه لايرتبط بقضايا المعجزة أصلاً لأن السحر كما يقول القرآن الكريم غايته أنه فسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحرٍ عظيم في نظر الناس طبعاً عظيم وليس في نظر الله عزوجل هذا العمل هو من الخبرات هو مما يمكن تعلمه لذلك في القرآن في هاروت وماروت علماني السحر (ومايعلماني من أحدٍ حتى يقول إنما نحن فتنة) فهناك إذاً تعليم وفيما بينهم أستاذ كبير السحرة وهناك أُناس يتدربون عنده في المعجزة هذا الأمر لايوجد لايمكن لصاحب المعجزة أن يعلم أحدًا أو يدرب أحدًا على القيام بمعجزة لأن مقدماتها لاترتبط بالبشر وإنما هي مرتبطة بالله عز وجل الأنبياء زودوا بالمعاجز من قبل الله عز وجل ويلاحظ في المعجزة لكي تصبح أبلغ في الإعجاز أنها عادة تتحدى المجتمع في نقطة قوته في نقطة القوة اللتي يمتلكها المجتمع ويبرع فيها أهل ذلك المجتمع المعجزة تأتي لكي تتحدى في تلك النقطة ولذلك مثلاً مانقل من أن المجتمع الإسرائيلي في عهد موسى بن عمرآن كان متفوق في أمور السحر والشعوذة زود النبي موسى بقدرة إعجازية في هذا المجال لو أتى وقال أنا ابره الأكمه والأبرص لم يكن التحدي تحدي قوي لكن لابد أن يأتي في نقطة قوة المجتمع ويضرب نقطة هذه القوة ويأتي بشيء لايستطيعون عليه فجاء بعصا عادية تتحول إلى أفعى حين يشاء الله عز وجل ثم تبتلع فإذا هي تلقف مايأفكون كل هذا العمل السحري الذي قاموا به والذي أرهب الناس وخوف الناس وصور لهم صور غير طبيعية هذه لقفته وابتلعته فجاء بشيء لايستطيعيون الإتيان بمثله أبداً ثم استرجع هذه العصا هذه الأفعى الضخمة التي يذكرون في أوصافها الشيء الكثير استرجعها ووضعها إلى جانبه كأي عصا أخرى نبي الله عيسى في زمانه كان قد حذق مجتمعه في الطب والعلاج وشفاء المرضى لكن إذا وصلت القضية إلى ماوصل إليه عيسى بن عمرآن هناك يصبح العجز مطلق أحيي الموتى أبره الأكمه والأبرص بإذن الله واُنبؤكم بما تأكلون وبما تدخرون في بيوتكم هذه أمو لايستطيعون مجاراته فيها على الإطلاق نبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم جمع ماكان لذا سائر الأنبياء من المعجزات الحسية وتفوق عليهم أيضاً بمعجزة القرآن الكريم النظرية والعلمية ذلك الشاعر الأزري رضوان الله عليه يقول : جمع الله فيه جامعة الرسل وآتاه فوق ما آتاه كل الذي عند الأنبياء اجتمع عند رسول الله وفوق ذلك زوده بما لم يكن عندهم فإذا كان موضوع عيسى بن عمرآن يبرء الأكمه والأبرص فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفا عين أم أبي أيوب الأنصاري واعاد إليها بصرها كما نقل المؤرخون مختار النبي بيت أبي أيوب الأنصاري فرحب به أبو أيوب وأسكنه في حجرته السفليه هذه أم أبي أيوب الأنصاري كان قد كف بصرها وعميت منذ فترة طويلة من الزمان لاترى شيئاً فكانت تتمنى أنه تمنيت لو أنه كنت مبصرة ولو للحظةٍ واحدة حتى أشاهد نور النبي محمد فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضع يده على خمارها ووضع الخمار على عينها فإذا بعينيها تعودان سليمتين صحيحتين مبصرتين فهذا إعادةالبصر لو لم يكن اصعب من إبراء الأكمه والأبرص بكثير فهو مثل ذلك أو أصعب منه بقليل لكن مادامت القضية من طرف الإعجاز والمعجزة لايكون هناك صعب وسهل إذا كان نبي الله موسى بن عمرآن على نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام يأتي بعصا تلقف السحر والسحر ليس موجود خارجي حقيقي مؤثر فإن نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله قد قسم بالإعجاز وبأمر الله عز وجل القمر إلى نصفين نصف ذهب إلى شرق الجبل ونصف إلى غرب الجبل مع أن هذا القمر موجود شيء طبيعي واضح بين وقد حصل هذا وتحدث عنه القرآن فلما حدث ذلك قال الكفار لقد سحركم محمد فنزل القرآن اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل آية يعرضو ويقولو سحرٌ مستمر هذا موجود كائن كما زعم بعضهم كيف يصيرإنشقاق القمر يتغير النظام الكوني وإذاً لايصير . أضرب مثال لتقريب هناك من المصانع قسمين قسم يعمل على الكمبيوتر بشكل كامل إذا واحد يتدخل في الأثناء ويوقف إحدى الحلقات يتلخبط النظام كله مصانع السيارات التي تمشي على سير متحرك لازم هذا يجهل قطعة تجي بعدها بثانية قطعة أخرى في الثانية الثالثة تلتحم في الثانية الرابعة كذا مبرمجة على أساس برنامج معين . لو فرضنا شخص معين أوقف في هذه الحلقلة يختل النظام وتبدأ صفارات الإنذار غير ذلك.. لكن إذا كان هذا المبرمج يوقف النظام متى شاء لايحدث أي شيء هذه البرمجة المبرمج يوجد له خيار قبول التدخل البشري من قبل فلان هذا لايحدث له أي شيء بسبب وجود هذا الخيار . الله سبحانه وتعالى واضع نظام الكون وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا . ماذا إذا إنشق القمر؟ يحدث اختلال في النظام الكوني الله سبحانه وتعالى لايتحرك من متحرك ولا يسكن من ساكن إلا بإذنه وبإدارته فهذا إعتراض لايكون له معنى أصلاً. الله سبحانه وتعالى الذي نظم الكون على أن يمشي بهذة الطريقة يستطيع أن يوقفه متى يشاء ويحركه متى يشاء لأن السماوات والأرض تجري بأمره وبإذنه ولاتتحرك ولاتسكن إلا بإذن الله عز وجل وهذا من أمر الله وإذنه أن ينشق القمر . فإذاً قسم من المعجزات هي معجزات حسية حازها رسول صلى الله عليه وآله بعضها كان لدى الأنبياء ولدى النبي ماهو أعظم منها مثل تكثير الأشياء القليلة منها ماذكر في معركة الخندق وإن كانت قصص النبي في هذا المجال كثيرة مثل تكثير الطعام والشراب وغير ذلك .. قضية الخندق: الخندق حفرعلى أيدي المسلمين بعرض 10 متر كما قالو وعمق 4 متر تقريبًا مثل طابق وشيء حتى الفرس تجي وتقتحم ولاتستطيع الخروج ، وكان النبي يعمل فيه هو والمسلمون بدأب قيل 4 أيام أو أكثر من ذلك آخر يوم جابربن عبدالله الأنصاري أجهد نفسه كثيرًا بالعمل فقال له يارسول الله لوجعلت اليوم غدائك عندنا قال: لابأس ماعندك قال :عندي بهيمة صغيرة (خروف ، صخل، عنز ) وعندي ثلاثة أصوع شعير حدود (9-10 )كيلوات بقياساتنا اليوم والمرأة صنعتها إما شوربة شعير أو إما هريس أو شي من هذا القبيل مثل هذا بالكثير يكف إلى 20 أو 25 شخص وهؤلاء كانو مع النبي ، يتوقع أن النبي سوف يأتي بشخصين أو ثلاثة في بيت جابر هو وأبناءه وزوجته وأقاربه فقال له لابأس نأتيك ياجابر لما أنتهى النبي من العمل في الخندق نادى في المسلمين يامعشر المسلمين هلموا إلى بيت جابر تورط جابر نداء عام قريب من 700 شخص يعلموا في الخندق والآن النبي عزمهم عزيمة عامة هلموا إلى بيت جابر فذهب مسرعًا إلى بيته وأخبر زوجته أن النبي دعا الناس عامة إلى منزلنا لطعام لو نعلم هذا مثلاً لما كنا تورطنا مع النبي نعتذر منه فقالت له : ياجابر إذا كان رسول الله هو الذي دعا فلا عليك نحن نقدم ماعندنا والإنسان غير مكلف أكثر من هذا المقدار ولكن إذا فعلها النبي لاتوجد مشكله يظهر فقال لجابر: لأحد يأكل من الطعام حتى آتيك فأتى النبي وآخد مقدارً من البرمة التي طُبخ فيها ذلك الشعير وآخد مقادير من اللحم الذي أعد فقال ياجابر: أدخل الناس وهو سكب بنفسه في المرة الأولى وقال أدخل الناس عشرة عشرة أو عشرين عشرين حسب مقدار المكان فكانو يدخلون ويأكلون إلى أن يشبعوا ويخرجون والطعام لايكاد يتغير ويأتي غيرهم وهكذا إلى أن شبع كل من دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله . هذا لاتستطيع أن تفسرة بغير منطق غير منطق الإعجاز ليست قضية ولا قضيتين ولا ثلاث متكثرة ومتواترة بها ، هذا أمر خارق للعادة فيه إشارة بإتصال النبي بالله عز وجل يطابق دعواه في النبوة غير قابل للمعارضة من أحد و المجارة من أحد أنه يستطيع أن يعمل هكذا . فهذه من المعجزات الحسية التي يمكن النظر إليها ،لكن الأشرف من هذه المعجزات والأعظم منهاهو معجزة القرآن الكريم لماذا؟ لأن هذه المعجزات التي ينظر إليها بالعين وتدرك بالحس غير قابلة للإستمرار أنا وانت الآن لانستطيع أن ننظر إلى معجزة عيسى بن مريم في إحياء الموتى ولا إلى معجزة رسول الله في تكثير الطعام ولا إلى شق القمر لأنا لم نكن في زمنه وهي قضية متصرمة في الزمان منتهية وإن آمنا بها لثقتنا بما نقل الرواة وأعتقادنا بجريان هذه الأمور على يد الانبياء ،لكن المعجزة القرآنية لاتزال مستمرة قائمة موجودة بين يدي الناس والعارف يستطيع أن يتأمل في نواحي الإعجاز فيها وقد قيل في إعجاز القرآن الكريم شيء كثير جداً لانستطيع الآن أن نبحثه بحث مستفيض لايوجد وقت يكفي .. لكن أشير إلى بعض الإشارات على سبيل العنوان ذكروا أن منتهى الإعجاز إلى جهتين الجهة الأولى جهة الإعجاز اللفظي والجهة الثانية جهة الإعجاز المعنوي . جهة إلإعجاز اللفظي عدم قدرة أي أحد منذ أن أنزل القرآن الكريم إلى يومنا هذا على مجاراته ومباراته ومعارضته مع أن العرب كانوا أهل فصاحة وبلاغة وماتفوقوا في أي شيء أكثر من تفوقهم في الشعر إلى حد أن القصيدة القوية تقال فيجاريها ويعارضها العشرات من الشعراء فترا قصيدة مكونة من 200 بيت من الأبيات المسبوكة سبك عسجدياً فهم ممتازين في هذه القضية ، لكن القرآن الكريم تحداهم على مستوى أن يأتوا بسبع كلمات ،بثلاث آيات لم يستطيعوا أن يأتو بمثل (إنا أعطيناك الكوثر فصلِ لربك وأنحر إنا شانئك هو الأبتر ) هذه العرب العاربة الذي يأتي لك بقصيدة من 200 بيت في قمة البلاغة لايستطيع أن يأتي يعارض ويجاري ويباري هذه السورة المباركة لا في اللفظ ولا في المعنى حتى ذكروا أن أبن المقفع وبن أبي العوجاء وأبو شاكر الديصاني من الزنادقة آراد كل منهم أن يأتي بما يجاري في ثلث القرآن الكريم فأمهلوا أنفسهم سنة كاملة ذهبوا ورجعوا فقال واحد منهم أنا فقط آية (لو كان فيهما آلة إلا الله لفسدتا )عطلتني عن باقي الأشياء . آخر قال أنا رأيت فقط آية (فلما استيئسوا خلصوا نجيًا )فحيرتني بلاغتها، آخر قال لما رأيت الآية التي تتكلم عن طوفان نوح (وقيل يا أرض أبلعي مائك وياسماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدًا للقوم الظالمين ) هذه من أعظم الأيات التي تنهي مرحلة كاملة وتقدم لك صورة رائعة مشهد واضح جدا في عدد مختصر من الآيات تنهي مرحلة كاملة أوقفتني وحيرتني لم أستطع تخطيها ، فهذا في الإعجاز اللفظي في الإعجاز اللفظي يذكرون في القرآن الكريم عدد كلمة (يوم) ومايرتبط بها تساوي عدد أيام السنة 365 يوم ، وعدد كلمة (ساعة ) ومايرتبط بها تساوي 24 ساعة ، وعدد كلمة (شهر) وما يرتبط بها تساوي 12 شهر ، وأن عدد كلمة (الدنيا ) تساوي عدد الآخر ، وعدد كلمة (الرجل ) يساوي كلمة المرأة وهكذا... وإلى غير ذلك هذا شيء كثير . وهناك أيضاً جهة الإعجاز المعنوي ..إحتواء القرآن الكريم على معاني معجزة للبشر. أنت تستطيع أن تقص قصص حقيقة لأقوام قبل آلاف السنوات ليس فقط تنقل الجهة الخارجية للحدث وإنما تذهب إلى داخل مافي الصدور كما في قوله تعالى (فأوجس في نفسه خيفة مسوى ) هذه لم يقلها ..لم يقل موسى أنا خائف ولاظهر على شكله وهيئته وإنما في داخل النفس صارت هذه الحالة خطور هكذا خطر على نفسه خوف على رسالته وعلى مصيرها ينقلها القرآن الكيرم ويقدمها لك كصورة مما حدث قبل آلف السنين وهكذا بالنسبة لأخبار المستقبل ، قسم منهم قال لو القرآن كان من صنع رسول الله أو أكتتبه من أحد لكان بالإمكان أن يقع فيه الكذب هذه الآية (تبت يدا أبي لهب وتب )لو اليوم الذي نزلت الآية المباركة يوم ثاني جاء أبو لهب وقال لرسول الله حتى نكاية به قال له أنا آمنت بك فقط ليكذب القرآن تصبح ورطة هذه لكن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم خلجات الأنفس ومصائر الناس هذا مايؤمن وسيكون في تباب (تبت يدا أبي لهب وتب ماأغنى عنه ماله وما كسب ) في ذلك الوقت الذي كان يتوقع كفار قريش أن النبي حيث لاذرية له سينتهي وتنتهي رسالته وهو المتكلم عنده أولاد ويقول النبي أبتر سينقضي القرآن يأتي ويقول (إنا أعطيناك الكوثر ) وزن فوعل تعني الخير الكثير من الذرية من الإسم ..إلى آخره . وفي المقابل يقول إن شانئك هو الأبتر ، اليوم تلاحظ مهدي الحكيم رحمة الله عليه ابن المرجع السيد محسن الحكيم الطباطبائي إغتاله البعثيون قبل أكثر من25 سنة في السودان هذا كان عنده فكرة أن يسوي نقابة للهاشميين كم عدد الهاشميين في العالم ،ذاك الوقت كان هناك حديث أن مجموعهم تقريبًا وتقديرًا يصل إلى 70 مليون من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الذي عرف مكانهم وحاولوا واستطاعوا أن يرصدوا العدد التقريبي 70 مليون من ذرية رسول الله كل واحد يتشرف بالإنتماء إلى رسول الله ويكرم به وفي المقابل هذا العاص بن وائل السهمي أولاً نسبه غير موجود وثانياً لو فرضنا أن احد من نسله موجود لايذكر أنه انا من أبناء العاص بن وائل لأن هذا عار ومنقصة فيتنكر له حتى ابنه وذلك النبي صلى الله عليه وآله يتشرف به كل هذه الملايين إن شانئك هو الأبتر هذا إخبار عن المستقبل في خصوص رسول الله في عموم المجتمع الإنساني يقول(الم غلبت الروم في ادنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) خلال اربع سنوات أقل أكثر راح يتغلب الروم على الفرس وسيفرح المؤمنون عند ذلك لماذا؟ لأن الروم أهل ديانة سماوية والفرس لم يكونوا أهل ديانة سماوية فبالمنطق العام هؤلاء أقرب إلى المسلمين من أولئك هذه المعاني من إخبارات المستقبل وذاك النفوذ إلى بواطن الأشخاص في قصص الماضي وهل الحزمة الهائلة من الأحكام والقوانين الشرعية والإجتماعية اللي أحياناً حرف واحد في الآية يغير الحكم حرف واحد وليس كلمة (ولاتقربوهن حتى يطهرن أو يطّهرن) التشديد معناه حرفين (طائين) تصبح ،أو يطهرن الفقيه يقول جواز المقاربة الزوجية بالنسبة للحائض إذا الآية يطهرن لايحتاج إلى إغتسال يكفي أن تنتهي من الدم طهرت من الدم ، أما إذا( يطّهرن) يحتاج إلى إغتسال حتى تجوز المقاربة ففي حرف واحد الفقيه يستنبط حكم إذا زائد عن الحكم الآخر إذا كان الحرف ناقص، وغير هذا من المعارف العلمية والطبيعية مع أن القرآن الكريم لم يأتي من أجل الكشف عن قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء وكذا وكذا إلا أن القرآن الكريم يهدي إليها حتى أن بعض المسيحين والطبيعين في العالم من العلماء اهتدوا إلى نور الإسلام على أثر ذلك هذا دكتور موريس بكاي لديه كتاب أسمه التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث وهو في الأصل مسيحي فقال أنا كنت أريد أن أنظر إلى النظريات العلمية الثابته المتأكد منها هل يوجد في الوحي السماوي مايدل عليها وينسجم معها أو لا ، نشأته مسيحية أقرب إليه التوراة رجع إليه منهما فقال : هذا لايمكن أن يكون كلام الله سبحانه وتعالى هذا ليس كلام الله لماذا؟ لأن فيه تضارب مع أوضح القواعد العلمية فلابد أن يكون هذا قد خضع لتزوير والتزييف لما يروح يعرض نفس هذه الآيات على القرآن الكريم يجدها متوافقه تمام التوافق ومتطابقة تمام التطابق لذلك قال لايمكن أن يكون الذي جاء بهذا الكلمات شخص من عنده ،وإنما أن يكون محمد رسول لله عزول وجل ، فالقرآن الكريم هو المعجزة الباقية لرسول الله صلى الله عليه وآله والدائمة والتي يمكن للإنسان أن ينظر إليها وأن يتأمل فيها وأن يكتشف مناحي الإعجاز فيها ، نحن نطلق على مثل هذه الأمور بالنسبة للأنبياء معجزة مايجري على يد الأوصياء المعصومين الأئمة الأولياء لله عز وجل نطلق عليها عنوان الكرامة ، كرامة من الله عز وجل التعبير الدقيق أنها كرامة قد يكون في بعض الكتب مكتوب معجزات مثلاً الإمام الفلاني أو معجزات مريم بنت عمرآن ولكن التعبير الدقيق أنها كرامة مريم بنت عمرآن (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لكِ هذا قالت هو من عند الله) فاكهة الصيف في غير موسمها كأنها قطفت هذه اللحظة وفاكهة الشتاء في غير موسمها كأنها قطفت هذه اللحظة ومريم لم تغادر مكان عبادتها بل هي في المحراب هذه كرامة من عند الله عزوجل . الأئمة عليهم السلام يأتيهم أحياناً رجل قد يكون عنده الإمام مال فيعطيه من هذا المال أحياناً يجد ذلك الطرف مضطر إلى المال وهو ليس تحت يده مال من المخزون أو من الموفر فتحدث له كرامة بإذن ربه ويحول هذا التراب إلى شيء من الذهب ويقول أكتم علي هذه كرامة من الله عز وجل لوليه حتى يبين لناس أن هذا الرجل ليس شخصًا عاديا وإنما هو شخص مرتبط بالله عز وجل . في كربلاء وجدنا عدد من الكرامات حدثت للإمام الحسين صلوات الله عليه حتى يقتنع من عاداه ويتأثر بأن هذا ليس شخصًا عادياً لعلك تقول إذا الأئمة لديهم هذه الأشياء لماذا لم يستخدموها ؟ مثلاً يستطيع أن يحصل على الماء بأن يشير بأصبعه إلى الأرض يحصل على الماء ليش يبقى في العطش ؟ جواب هذا ذكرناه في مناسبة أخرى بمثال قلنا لو أن أنت تشتغل في مؤسسة وهذه المؤسسة أعطتك سيارة وقالت لك هذه السيارة فقط إلى مشاوير العمل تستخدمها الإستفادة الخاصة ممنوعة منها أنت إذا كنت أمين مالازم تستخدمها في امور شخصية وإذا الرئيس شافك تستخدمها في أمور شخصية ايش يسوى يسحبها منك لأن أنت المفروض حسب الاتفاق ما تستخدمها في امور شخصية الله سبحانه وتعالي عندما زود أوليائه بهذهِ الكرامات بهذه القدرات بهذا العلم على أن لايجر النفع وراحه لأنفسهم اما اذا كان يقدر يحول التراب الى ذهب خليني احول لي طن من الذهب و اخزنه حق اصير غني هذا خلاف الإتفاق هذا يصير مثل عامة الناس ما صار ولي من اولياء الله ووصي من اوصياء الله اذا كان سوف يدفع عن نفسه كل أنواع الضرر حتى يبقى مرتاح النبي ما لازم ينضرب ما لازم ينجرح ما لازم تكسر رباعيته ما لازم يجرح في حرب أحد خليه قاعد في مكانه ويدير المعركة بأصبع واحد ويقضي عليهم هذا ليس ميثاق الله مع أوليائه ميثاق الله مع أوليائة أنه القدرات يسخرونها في خدمة الرسالة وفي أن يبرهن على إتصالهم مع الله لا من أجل أن يجلبوا النفع و الراحة إلى أنفسهم ولذلك لا يستخدمونها إلى أنفسهم و النبي يقدر ما يصيبه أي ضرر ومع ذلك أُوذي إلى حد ما اوذي نبي مثل ما اوذي رسول الله ويقدر ما يصير هذا و جعلنا بينك وبين الذين كفروا حجاب و حاجز وانتهى الموضوع خلاص الامام الحسين في كربلاء حصلت له كرامات متعددة ومنها مثلا ما نقل بطرفين بطرف اهل البيت و بطرف بعض جنود معسكر بن زياد لأن الإمام الحسين سوى خندق خلف مخيم النساء و قبل المعركة ملئه بخشب كان موجوداً هناك مقدار من الخشب و القش و أشعل فيه النار و غرض من ذلك عسكري ان لا يهاجم معسكر النساء من الخلف و يتخربط نظام المعركة خليهم يواجهوا العدو من جهة واحدة فجاء احد جنود عسكر ابن زيادة اسمه ابن حوزة التميمي فأراد أن يقتحم شاف النار امامه فغضب فقال تعجلت بنار يا حسين في الدنيا قبل الاخرة الحسين ابن بنت رسول الله يصيبه نار الاخرة ويتعجل نار الدنيا فلتفت له الحسين فقال من هذا الرجل؟ من انت ؟فقال : أنا ابن حوزه التميمي فرفع الحسين يديه الى السماء وقال اللهم حزهُ إلى نار ما أتم كلامة إلا و الفرس ترفع رجليها من الخلف وتلقي بها إلى وسط خندق النار فحترق إلى نعله الله عزوجل ،هذه كرامة من الله عزوجل الى ابي عبدالله الحسين و لذلك ناقل الخبر من المعسكر الأموي يقول لما رأيت ما فعل بابن الحوزه علمت أن لهذا البيت شأن عند الله ومنزلة فخرجت من مقدم الجيش