6 دولة النبي في المدينة
تفريغ نصي الفاضلة رباب محيسن
حديثنا يتناول جانب من الخطوات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وآله لتأسيس تلك الدولة المتماسكة في زمانه نبدأ بهجرة النبي ( ص ) من مكة إلى المدينة وتلك التي استغرقت فترة أكثر مما يتحملها المشوار العادي فإن المسافة بين المدينة ومكة تصل إلى قريب من أربعة مئة كيلوا في هذا الزمان وفي تلك الأزمنة يفترض أنها أقرب بعتبار أنها غير مقيدة بالمرور على طرق واسعة فمن الممكن أن تمر في المنحدرات وما شابه وعادة كانت المسافة بين المدينة ومكة تقطع ما بين خمسة أيام إلى ثمانية أيام النبي حسب ما ورد في روايات تاريخية استغرق في هذا المشوار شئ يصل إلى اثني عشر يوما أولا لأن النبي خرج في البداية متجها إلى الجنوب كأنما يريد أن يذهب إلى اليمن وذلك لتعمية على قريش وتضليلهم عن طريق مساره ثم التف بعد ذلك وعاد إلى الطريق الأصلي واختبئ في هذه الفترة أيضا في الغار وكان يكمن في بعض الأوقات لكي لا يعثر عليه من قبل كفار قريش هذا الأمر الذي مدد فترة الهجرة وزمان الطريق إلى إن وصل إلى المدينة دخلها من جهة منطقة قباء
قباء هي حي لبني عبد الأشهل رئيسهم سعد بن معاد أحد كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله والمخلصين والمجاهدين بين يديه ولذلك استقبل النبي استقبالا جيدا في منطقة قباء وكانوا يتنافسون على ضيافة رسول الله تعلمون أن المدينة لم تسلم بمجيئ رسول الله يعني عندما قدم النبي المدينة كان القسم الكبر منها قد آمن برسول الله وذلك على مراحل مرحلة جماعة جاؤا في سنة من السنوات وبايعوا بيعة العقبة الأولى العقبة منطقة في منى هناك عقد النبي معهم اجتماعا وكانوا من رؤساء المدينة وأعيانهم وفيها أسلموا على يده وعاهدوه على النصرة والتضحية بما يملكون من أجل نشر الرسالة فلما رجعوا إلى المدينة بدأوا يبثون فكرت الإسلام وتعاليمه بين أهاليهم وأنصارهم وأقاربهم صارت أيضا بيعة ثانية فيها أكثر يقرب سبعين شخصا من كبار أهل المدينة وهؤلاء جاؤا لكي يؤمنوا برسول الله ويعاهدوه أن يضحوا بما يملكون لحمايته وعلى أثر ذلك بعث رسول الله (ص) معهم مصعب بن عمير
مصعب ابن عمير واحد من أفاضل الصحابة مع الأسف إن هذا الرجل الذي ترك الثراء والرخاء والترف الذي كان يتنعم به واختار رسول الله ( ص ) وذهب إلى المدينة مرسلا من قبل رسول الله بالمناسبة المرحوم سيد محمد رضا الشيرازي تغمده الله بواسع رحمته له كتاب بغير إسمه إسمه مصعب دين الأباء ورسالة الثائرين وهو كتاب جميل جدا وهو مطبوع بغير إسم المؤلف هذا مصعب ابن عمير كان مرسل من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله ومندوبا إلى المدينة المنورة وهناك بدأ يبشر ويبلغ فكان ممن التقى بهم سعد بن معاد وسعد بن معاد هو زعيم بني عبد الأشهل فلما أسلم جاء إلى قومه فقال لهم يا بني عبد الاشهل ما انا فيكم قالوا أنت سيدنا وأعظمنا منزلة وأسدنا رأيا أنت منزلتك عظيمة رأيك سديد أنت سيدنا ورئيسنا قال فإن كلام رجالكم ونسائكم حرام عليي حتى تؤمنوا بالله وبرسول الله محمد فأسلم كل أهل ذلك الحي الذين يسمعون كلمته شوف الإنسان الذي عنده شخصية اجتماعية إذا استفاد منها في تعزيز روح الإيمان من الممكن أن مجتمع كامل او حي كامل يؤمن على أثر ايمان و كذلك في بقية الأماكن هذا كمثال يرشدك الى ان النبي جاء إلى المدينة والمدينة مهيئة لستقباله ومؤمنة برسالته في أكثر جمهورها فبقي النبي في ذلك المكان في منطقة قباء المشهور إن أهل المدينة أنشدوا النشيد المعروف
طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. مادعي لله داع
أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة .. مرحبا يا خير داع
البعض يقول إنه لما قدم النبي من هجرته من مكة إلى المدينة أنشد هذا المحققون من المؤرخين يقولون لا وذلك لأن (ثنيات الوداع ) منطقة ليست في جهة مكة وانما في المنطقة المقابلة لها وهي من جهة الشام وانما قيلت هذه الابيات عندما رجع النبي من غزوة تبوك التي هي في جهة الشام هذه المنطقة (ثنيات الوداع ) جغرافيا في منطقة جهة الشام وهي معاكسة تماما لجهة مكة المكرمة فالصحيح انهم انشدوها في رجوع النبي من تبوك الى المدينة على أي حال النبي بعد ذلك أنتظر كما في روايات مدرسة الأمامية أنتظر علي بن أبي طالب حتى يأتي بركب الفواطم من مكة فاطمة بنت رسول الله كان في هذا الركب فاطمة بنت أسد أم الأمام علي وفاطمة بنت الزبير ابن عبد المطلب من بنات أعمام النبي بنت عمه وكانت قد أسلمت أم ايمن حاضنة النبي ومربيته تقريبا التي لازمت النبي منذ وفاة أمه من سن الثامنة والآن أصبحت كبيرة في السن ومعها ولدها أيمن هؤلاء وعدد من النساء ذكروا أم كلثوم بنت النبي كانت في الركب عدد آخر من النساء خرج بهن جميعا علي بن أبي طالب وقد ذكرنا هذا فيما تقدم من الليالي فالنبي أنتظر إلى أن يحضر هذا الركب الفترة الأنتظار بين المؤرخين فيها أختلاف بين خمسة أيام إلى عشرين يوم أعتقد بأن الفترة التي تطول في تلك المدة هي الأقرب والأحرى بالقبول لماذا ؟؟؟ لأن أولا الإمام علي خلال هذه الفترة يحتاج على الأقل ما بين خمسة إلى ستة سبعة أيام إلى أن يصل إلى المدينة المشوار هذا من مكة إلى المدينة وهو قد أنتظر من حين خروج النبي مدة ثلاثة أيام لكي يتسلم الناس ودائعهم فهذه مجموع قريب تسعة إلى عشرة أيام مضت إضافة إلى ذلك قرينة أخرى أن النبي أمر ببناء مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام حتى قبل مسجد رسول الله مسجد قباء (( لمسجد أسس على التقوى من اول يوم أحق أن تقوم فيه )) هذا شاهد عليه وليس دليل لأن أول يوم رجع أن التقوى كانت فيه لا إنه أسس من أول يوم ولكن المعروف إن أول مسجد أسس في الإسلام كان مسجد قباء والفترة لم تكن فترة طويلة يعني بحدود أسبوعين من الزمان أستغرق بناء هذا المسجد كما ن مسجد رسول الله استغرق إثني عشر يوما فقط ذلك الزمن لم تكن المساجد كما في هذه الأيام يعني تحتاج إلى مدة زمنية طويلة فبني المسجد وروايات إن أول جمعة صليت في مسجد قباء مجموع هذه القرائن تفيد أن الفترة التي كان فيها رسول الله منتظرا في قباء كانت فترة تزيد عن العشرة أيام والأسبوعين إلى أن جاء أمير المؤمنين معه ركب الفواطم بعد ذلك النبي بدأ يرتحل من منطقة قباء إلى داخل المدينة المركز هناك لما وصل النبي إلى المنطقة المركزية حسب التعبير اليوم التي هي مجمع الناس يعني بني عبد الأشهل في ذلك الوقت والآن هي تعتبر طرف المدينة وليست في الوسط وليست المركز النبي لما وصل طبعا الكل كان يريد أن يكون محظوظا أن يكون النبي في منزله فالنبي لم يكن عنده منزل في المدينة المنورة فإلى أن يتأسس كان يحتاج إلى فترة الكل يريد أن يتشرف بهذا وهذا من الممكن أن يصنع مشكلة لأنه إذا جلس النبي عند الأوس يصير في نفسهم أو إذا جلس عند واحد من الأغنياء الفقراء والمتوسطون يصير في أنفسهم أو عند الجماعة فترك الأمر على الغيب قال متى ما بركت هذه الناقة في مكان فهناك المسجد وعند المسجد يكون منزلي دعوها فإنها مامورة كانوا يأخذون بخطامها حتى يريخوها في منازلهم بعضهم كبار قال دعوها فأنها مأمورة إلى إن وصلت إلى مربد المربد مكان متسع من الأرض كان ينشر فيه التمر التمر حتى لا يتراكم ويصبح دبسا فيفرشون هكذا على الحصير ثم بعد ذلك يعبؤن هذا كان ينشر فيه وربما أتخذ أيضا مكان لبعض الأغنام
وكان ليتيمين فكان نصيب هذين اليتيمين أن ربضت هذه الناقة في هذا المربد فقيل نبني هنا مسجد رسول الله النبي سأل لمن هذا فقيل لفلان وفلان يتيمان في المدينة فنقدهما الثمن فقالوا يا رسول الله هذه هدية قال لا هذا شيئ لابد أن نعطي ثمنه لاحظوا أن النبي بالذات في القضايا العبادية كان يحرص على أن يكون من حر ماله وخالص ماله حتى في الهجرة كما نقلوا الهجرة لما جاء أبو بكر من كان يرافقه فيه طريق الهجرة وجاء ببعيرين رفض النبي أن يركب البعير المعين له حتى يدفع ثمنه لأن الهجرة بالنسبة إلى النبي فعل من الأفعال العبادية فلا ينبغي أن يكون فيها أحد متصدق عليه بمال أوعامل بالنسبة له معروفا فنقذه الثمن وقال لا اركب إلا على ما أملك وهكذا الحال لا يبني مسجدا إلا فيما نقذ فيه الثمن ويعلمنا في هذه دروس فالنبي لما ناخت الناقة هناك قال أهنا محل المسجد غدا أغدوا عليي حتى نبدأ ببناء المسجد فالتفت إلى اقرب بيت هناك رأى بيت أبو أيوب الأنصاري أبو أيوب الأنصاري هذا من أعاضم صحابة النبي ممن كان على خط أمير المؤمنين وشهد كل حروب أمير المؤمنين أبو أيوب الأنصاري ونحن إن شاء الله إذا تحدثنا في موضوع الصحابة المفضلين في خط الإمامة والمفضلين في خط الخلافة سنبين قاعدة ومقياس إن الذي كان منسجما مع خط أمير المؤمنين هذا بالنسبة إلى خط الإمامة مفضل على غيره بعتبار الخريطة العامة بيده أبو أيوب كان من هذا النوع وهو الشهيد الذي في إسطنبول وله مشهد يزار ويعتقد فيه الأتراك أعتقادا كبيرا جدا وجرت لهم إجابة الدعاء في مكانه ومشهده ومرقده لعل البعض زار المكان مرتب ومهيئ ويحتفى به من قبل الأتراك حتى أن بعضهم يلتزموا في كل أسبوع لابد أن يذهب إلى زيارة هذا الشهيد الكريم فنزل عند أبو أيوب الأنصاري أبو أيوب الأنصاري كان فقيرا بيته كان به غرفتين فقط واحدة في الأسفل وواحدة في الأعلى فقط هذا كل البيت نتصور إن حجم البيت من غرفتين واحدة في الأسفل وواحدة في الأعلى ولو كان عنده مساحة لكان يصنعها في الأسفل كلها يتبين الك إنه كم مقداره فقال له ننزل عنك يا أبا أيوب قال يا رسول الله أنا أترك منزلي وأنت تنزل فيه فقال لا ليس عدلا أنت تنزل ونحن ننزل وأختار أي الغرفتين لك وهذا شرف عظيم يفتخر به كبار الصحابة لو استجاب لهم رسول الله فالنبي أختار الأسفل وأبو أيوب أختار الأعلى حتى أن أبو أيوب كان ينقل في بعض رواياته إنه انكسر علينا حب في الغرفة التي فوق فبدأ الماء ينزل على النبي يقول فظللنا أنا وأم أيوب نتتبع الماء بلقماش والفوط والثياب حتى لا تنزل القطرات على رسول الله إلى أن فيما بعد بني للنبي بيت وانتقل اليه وضم إليه من كان من أزواجه في اليوم الثاني بدا بأول عمل ببناء المسجد وهي أول نقطة بالنسبة إلى هذه الدولة أي مكان لو نلاحظ به نقطة مركزية في الدول إذا قامت يعني قامت وإذا سقطت يعني سقطت فعندما يهاجمون أو يثورون على واحد يذهبون إلى القصر الرئاسي أو القصر الجمهوري إذا مسكووه يعني سقطت الدوله بيد هؤلاء الجدد وبالعكس إذا ملكه أحد مادام هذا الرمز موجود معنى ذلك إن الدولة قائمة النبي حول ذلك وجعل المسجد هو نقطة المركز في دائرة المجتمع والدولة الإسلامية بالتالي بدأ في ببناءه في اليوم التالي وهو النبي أيضا شارك في البناء بضعف ما كان يعمل باقي المسلمين كما ذكرنا في وقت سابق إنه كان يحمل طوبتين بينما كان يحمل سائر المسلمين يحملون طوبة واحدة عمار بن ياسر يحمل طوبتين وهنا أحد المواقع الذي قال له رسول الله يا عمار تقتلك الفئة الباغية بعض الأحاديث لم يقولها رسول الله مرة واحد فقط هذه مثل إشارة المرور لو نلاحظ العلامة المرورية لا يضعونها فقط في أول المشوار وانتهى الموضوع وإنما نجدها بعد عشر كيلو مترات وكذلك نجدها أيضا بعد خمسين كيلومترات حتى يبقى الإنسان في الإتجاه الصحيح بعض أحاديث النبي كانت مثل هذا النوع بالنسبة إلى الناس حتى يبقى الإنسان عارف الإتجاه الصحيح هذا مقياس تقتلك الفئة الباغية في مكان آخر ياعمار أخر شرابك ضايح وتقتلك الفئة الباغية ويح عمار تقتله الفئة الباغية مواضع متعددة الغرض منها هو مثل إشارة المرور الذي لم يسمعها هنا سوف يسمعها هناك فيكون في هذا الموقع ويسمع ولذلك من العجيب حقيقة أن الانسان يتعجب لما يأتي واحد من مفتي بلاد المسلمين لكي ينقل هذا الحديث تقتلك الفئة الباغية من جهة ويعلم أن معاوية هم الذين قتلوا وعمار ومع ذلك يقول بيعة معاوية بيعة شرعية وبيعة يزيد بن معاوية بيعة شرعية النبي يقول هذه فئة باغية وهذا يقول بيعة شرعية أيهما نصدق فبني المسجد خلال فترة قصير أثنى عشر يوما تقريبا هي كانت كل المدة التي تم فيها بناء المسجد صار المسجد نقطة لتجمع المسلمين لتعليم المسلمين لأرشاد المسلمين للمشاورة بين المسلمين فنلاحظ بأن ننسمع بين فترة وأخرى أو تقرا فدعى النبي بالصلاة جامعة يعني أذهبوا إلى المسجد حتى لو كان وقت الضحى ولا يوجد صلاة يعني اذهبوا إلى المسجد عندنا مؤتمر عندنا مشاورة عندنا ضرب للآراء عندنا كلام نريد أن تحدث به تحول إلى مركز للحكم مركز للمشاورة مركز للمساعدة الإجتماعية مركز للتعليم والإرشاد مركز للصلاة والعبادات هذا كله في المسجد وينبغي أن نعيد هذا الدور إلى المسجد في مجتمعاتنا لازم تتشكل لجان لدعم التوجه إلى المساجد لماذا نرى صور مناسبة في بعض الليالي ليلة القدر كل المساجد فيها لا توجد مكان الأوقات التي تجب فيها صلاة الآيات كثير ما تكون ممتلئة ليش باقي الأيام لا تكون هكذا يحتاج إلى أن الوالد يحث أبنائه والأم تحث أولادها والنساء يحثون الرجال والرجال يحثون النساء على الحضور إلى المساجد هذا المسجد هو منصة أنطلاق من الأرض إلى السماء مكان اتصال بينك وبين رب السماء سبحانه وتعالى هذا مكان مقدس ذكر بعض علمائنا إلى أن الإنسان عندما يجيئ إلى المسجد ويجلس فيه يحصل على ثمان فوائد ذكرها في محلها الشهيد الأول رضوان الله تعالى عليه فأول الأمر من الأمور أن النبي أنشأ المسجد كنقطة أرتكاس وكشعار لوجود الدولة مثلما أن القصر الجمهوري أو الرئاسي أو منطقة الحكم في الدولة علامة على وجودها وبقائها كذلك مسجد رسول الله كان بمثابة هذا لذلك نلاحظ الثورات التي كانت تصير على الولاة أول ما ماتحاول اتحاول أنها تسيطر على المسجد يعني اذا سيطروا على المسجد يعني خلاص كأنما أمتلكوا زمام المبادرة فهذا أول عمل قام به النبي عمل أخر قام به على المستوى الأجتماعي وهو عقد المأخاة بين المهاجرين والمهاجرين وبين الأنصار والأنصار بعض المؤرخين قالوا صار بينهم بعد خمسة أشهر بعضهم قالوا صار بعد سنة المهم لما تكاملوا مجئ المهاجرين إلى المدينة لما يأتي العدد الكبير إلى المدينة موارد الرزق محدودة الآفاق محدودة الأراضي محدودة هذا مضنة النزاع والشحناء بين المهاجرين والأنصار هم نفس الأنصار الأوس والخزرج لهم تاريخ طويل ممتد من الحروب والدماء فالنبي يصنع شيئ حتى يمحو هذه الاثار بين الأوس والخزرج وبين الأنصار وبين المهاجرين والمهاجرين بعتبار طبقات إجتماعية مختلفة وبين المهاجرين والأنصار بعتبار هؤلاء المضيفون وأولئك ضيوف فعقد المؤخاة بعض المؤرخين يقولون مرتين وبعضهم يقول مرة واحدة والنبي حكيم أيضا لذلك رأى الشخصيات المتقاربة عقد بينها اخوة أبو ذر الغفاري اخا سلمان الفارسي متقاربان بتوجه وبالآراء وكان أحدهما يخاطب الاخر باخي الى وقت متأخر عبدالرحمن بن عوف مع عثمان بن عفان تقارب على مسار واضح على توجه واضح والنتيجة حصلها أيضا الخليفة الثالث في قضية الشورى عبد الرحمن رعى حق الأخوة تمام ومثل مثلا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب أيضا آخا بينهما وتآخا علي بن أبي طالب مع رسول الله محمد فكل واحد مع قرينه مع شبيهه مع شكله مع من يقرب إليه في التوجهات العامة كلها حدث ولهذا كان رسول الله دائما ينادي أمير المؤمنين بأخي أدعوا ليي أخي حتى إن أم أيمن ام أيمن إمراءة جليلة القدر ولكن حسب تعبيرنا احنا المعاصرين على نياتها يعني طيبة القلب فلما تسمع أن النبي ينادي يا أخي او أدعوا ليي أخي تقول يا رسول الله كيف يكون أخاك وقد زوجته إبنتك كيف يكون واحد يتزوج بنت أخوه هي غير ملتفته أو غير متوجهه إلى إن الأخوة هنا ليست الأخوة النسبية التي تحرم إبنت الأخ على أخيه وإنما هي قوة تنزيلية في المنزلة وفي الإتجاه وفي الخط الواحد بعض المهاجرين إنزعجوا إنه كيف يؤاخي النبي علي ابن أبي طالب فهي مشكلة كبيرة وعويصة فأنكرا موضوع الأخوة تماما فقالوا ليس هناك أخوة بين النبي والأمام علي ابن أبي طالب يعني ما يسمى بوزارة النفي أمرها قديم جدا وليس فترات العصر الحديث على أي حال فالنبي صنع هذا الأمر وقد أبرز المسلمون صورا رائعة في الآخاء بينهم وسوف نورد لكم بعض الأمثلة والمختصرة وكنا نتمنى أن نتعرض إلى أن هل أن الدولة لها صورة معينة وهيكل خاص وإنها هي المطلوب منها أن تحقق مبادئ العدالة والإنصاف والحرية والتنمية وبالتالي ليس لها هيكل معين هذا يحتاج إلى حديث خاص ومفصل والوقت لا يسعفنا في الحديث عنه من صور الأخوة والمأخاة بين المسلمين أن بعض الأنصار نزلوا عن قسم نصف ثروتهم لاخوانهم يعني أنصاري آخاه مهاجريا فنزل عن نصف ما يملك عنده بستان قسمه أتريد هذا النصف أم هذا النصف أنت أخي فلا بد أن ترمم حياتك وتنهض فيها بل البعض أكثر من هذا أراد أن ينزل عن زوجته أي طلق زوجتها إذا كان له زوجتان يطلق واحدة حتى يتزوجها ذلك الأنصاري بالطبع لم يطلق المراءة العجوز بل هنا يؤثرون على أنفسهم وأكثر من هذا ينقلون الصورة لما جاءت غنائم بني النضير اليهود وقد تكلمنا عنها في ليلة الحديث عن غزوات النبي وحروبه وإدارته العسكرية جيئ بالغنائم فتجلت صورة من أروع صور المآخاة والتكافل الأجتماعي بين الأنصار وبين المهاجرين النبي التفت إلى الأنصار والمهاجرون لايزالون ضيوف واكثرهم ضيوف على الأنصار يعني مثلا أنت واحد من المدينة تسكن معاك شخص آخر من أهل مكة وقد تكون معه زوجته أيضا فمن الطبيعي أن يضيق البيت عليك إذ إنه ليس يوم أو يومين وهذا الكلام في غزوة بني النضير في السنة الثالثة للهجرة فبعد ذلك النبي قال للأنصار يا معشر الأنصار إن أحببتم قسمت المال بينكم وبين المهاجرين ويبقى المهاجرون معكم في بيوتكم وإن أحببتم أفردت المهاجرين بالغنائم وخرجوا من بيوتكم إذا تقسمت بين المهاجرين والأنصار فسوف يحصل المهاجري على شئ بسيط مع إن عدد الأنصار عدد كبير فاذا مثلا حصل على خمسين درهم خل يبقى وياك في البيت وأنت تحصل على العطاء ولكن إذا نقسمه فقط بالمهاجرين وهم عددهم قلة بدل الخمسين سوف ممكن أن يحصل على الخمسمائة ذلك الوقت المهاجرين كل واحد يبحث له عن مكان يتاجر أو يبني ويرتب حاله وبالتالي يريحكم فقال الأنصار يا رسول الله أقسم الغنائم فيهم وليبقوا في بيوتنا أيضا يعني الغنائم إجعلها فقط لهم ويبقوا أيضا في بيوتنا وهذه الحالة من التآخي العام هنا لا نتكلم عن بعض الحالات الفردية هنا وهناك بل نتكلم عن المستوى العام أستمرت الى فارة طويلة إلى فتح مكة عندما دخل الخط الأموي في الإسلام راغما غير طائع هناك بدأت المشاحنات واحتقار الأنصار وإثارة النعرات بين المهاجرين وبين الانصار وإن كان قبلهم بعض المنافقين كإبن أبي عمد إلى ذلك عندما تكلم ضد المهاجرين هنا الخط الأموي بدأ يتكلم عن الأنصار بستهانة وبتحقير وأنه هو ماهي قيمتهم في الأصل وتجلى هذا فيما بعد وهو حديث سري ولكن عندما أصبحت أيام دولة الأمويين واام حركة الأمويين وتوجهاتهم اصبح الأمر صريح يستنشدون أشعار مثل
ذهبت قريش بالمكارم كلها واللؤم تحت عمائم الأنصار
المكارم فهو لقريش أما اللؤم فهو نصيب الأنصار وتحت عمائمهم فكان هذا الخط والتكافل قائما إلى فترة متأخرة إلى أن دخل الخط الأموي على خط المسلمين وبدأ يعبث ولو أن شخص يبحث دور الخط الأموي التخريبي للأمة وفي الدين يجد شيئا رهيبا جدا يحتاج إلى تتبع هذا الأمر الأمر الثالث الذي قام به النبي رسخ أمور الدولة بمجموعة من الاتفاقيات والمواثيق والعهود التي تنظم علاقة المسلمين مع المسيحيين ومع اليهود اليهود داخل المدينة والمسيحيون خارج المدينة فهناك نصوص ووثائق مروية عن النبي بعضا تام السند وفيها من المعاني السياسية الرائعة التي تحفظ لكل شخص في إطار هذه الدولة حريته الدينية حتى لوكان على خلاف الدين الرسمي واليهود كانوا على خلاف الدين ومع ذلك حفظ لهم النبي في هذه الوثيقة حقوقهم الدينية حفظ أموالهم حفظ اعراضهم حفظ شخصياتهم صان أموالهم ضمن ودساتير محكمة ثابته لو أردنا ان تنعرض إليها لوجدنا قمة ما يصل إليه الدين في صيانة حقوق الأخرين لا تجبر مسيحية على الزواج من مسلم أمرها بيدها لو فرضنا أن مسيحية كانت او يهودية تحت مسلم قبل أن يأتي الأمر بأن لا تنكح من جديد الكوافر لا تمسك بعصم الكوافر إنه لابد أن يعطيها حقها لابد أن لا يمنعها من ممارسة دينها وشعائرها إلى غير ذلك من الأمور التي اليوم البشر يسعى وراء قضايا من هذا القبيل نحو حرية الديانة بهذا المعنى حرية التعبير عن الراي حرية التنقل والسفر والحياة والتي البشر يركضون وراءها النبي خلف وراءه وثائق في القمة من هذا القبيل ويوجد كتابات حول هذا الموضوع من أراد التفصيل يستطيع الرجوع إليها
النتيجة إن النبي أستطاع خلال فترة وجيزة جدا وهي عشر سنوات عشر سنوات لو القينا النظر إلى تلك الدول الموجودة حولك لنرى ماذا تصنع دولة خلال عشر سنوات بعض الدول تظل في الفوضى خمسة عشر سنة وعشرين سنة تظل في الفوضى بعضها الآخر إلى أن تستقر لا تصنع شيئ قصارى ما تستطيع أن تصنع هي أن تؤمن من الأمن الظاهري أما تنمية لا يوجد حريات لا توجد إلى عشر سنوات ليس شيئا النبي صنع شيئا كثيرا في هذا الباب لو استطاع أولا أن ينتصر على أعداه كلهم وأن يقيم دولة معترفا بها من قبل البعيد والقريب وقد بسطت نفوذها في هذه المنطقة وأيضا فيها تنمية داخلية فيها قانون من أحيا أرض فهي له من القوانين التنموية الرائعة التي إلى اليوم موجود على ما هو مشهور من رأي الفقهاء لا تستطيع أن تأتي وتأخذ لك أرض لأن عندك قوة وعندك سلطة عشرات الكيلو مترات وهذا غير مشروع أبدا أخذت أرض الواجب عليك أن تحييها إن كنت قادرا على إحياء خمسمائة متر تأخذ خمسمائة متر وتحييها ببناء أو زراعة أو غير ذلك فتكون ملك لك أي طريق آخر لإحياء الأرض الموات ليس عندنا الشرع الإسلامي يقول لنا الطريق الوحيد لتملك الأرض الموات هذه الصحاري والأراضي المدفونة والبحار غير ذلك إذا اتحولت إلى أرض الطريق الوحيد لها هي أن تحييها غير هذا الطريق وفيه تنمية لك على المستوى العمراني وعلى المستوى الزراعي تعليم الذي كان موجود في عهد النبي من مصعب بن عمير المعلم إلى الشفاء معلمة النساء إلى أن كل واحد من أسرى بدر كان يعرف القراءة والكتابة كان يعلم المسلمين بحيث وجدنا في فترة وجيزة خمسين معلما ليس خمسين متعلم بعد هذه الفترة القريبة كان على مستوى المدينة المنورة نهضة علمية كانت كبيرة النبي يذكر المسلمين بما كانوا عليه وبما حتى يشكروا الله واذكروا صنع لكم مكان دولة مجتمع تأوون إليه فآواكم ونصركم صار هذا المجتمع مجتمع يدافع عن نفسه من أمام الغزوات ويدافع عن أعداءه اليهود والمشركين بل المسيحيين في غزوة تبوك فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات أي أصبحت تنمية عندكم من الطيبات أصبح عندكم رزق وافر لعلكم تشكرون كل هذا على أن تشكر الله عزوجل باللسان وبالعمل أما باللسان الأكثار من ذكر الحمد لله رب العالمين وبالعمل تأكيد العهد على السير في نهج الله ونهج رسوله النبي لم يحقق هذا المستوى وهذا العطاء في خلال عشر سنوات إلا بعد شيئا كثير من المعاناة حتى لقد قال عن نفسه كما روي ( ما أوذي نبي مثلما أوذيت
) لو تأملنا في هذه الكلمة نجدها في الواقع كلمة محيرة نجد إن بعض الأنبياء سلخت فروة رأسهم وهم أحياء بعض الأنبياء نشروا بالمناشير بعض الأنبياء أحرقوا كيف ما أوذي نبي مثلما أوذيت الفرق هو في أمور إن الألم الفجائي يختلف عن الألم المستمر بين أحد يقتل بضربة سيف أو بمنشر منشار فهذا الألم لا يستغرق أكثر من ثلاث ساعات أو أربع ساعات أو خمس ساعات ويموت هذا النبي لكن هذا النبي الآخر الذي يعاني من الجراح البدني والجراح النفسي مدة ثلاث وعشرين سنة هي طول مدة البعثة إلى وفاته هذه كأنه يتجرع الموت في كل يوم في كل ساعة من الأذى والألم والمشاكل مرا على يدي كفار قريش |