الطب النبوي..نظرة جديدة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/9/1432 هـ
تعريف:


الطب النبوي في نظرة جديدة 

 

كتابة الخطيب الحسيني فتحي أل عبد الله

ورد عن رسول الله (ص) (وما خلق الله داء إلا جعل له دواء )[1]

حديثنا في هذه المحاضرة حول مسألة ( الطب النبوي ) لاسيما انه يوجد في هذا العنوان على المستوى التأليف والتصنيف في المكتبة الاسلامية عدد غير قليل بهذا العنوان .

بالإضافة الى المستوى النظري في الكتابة والتأليف ، فإن هناك اشخاص يدعون أنهم يعالجون الناس بالطب النبوي وأن العلاج بالنبوي هو افضل من العلاج بسائر الأنواع من الطب .

فهل هذا الكلام صحيح ؟ وماهي النظرة التي ينبغي ان ننظر بها الى هذا العنوان ؟ وإلى هذه القضية .
•رسول الله (ص) بين البعثة والطبابة

 

ان الظرف الذي جاء فيه رسول الله (ص) والذي أطلق عليه زمان الجاهلية كان جهلاً على مختلف المستويات ، حيث كان هناك جهل ديني وهو يتمثل في عبادة الاصنام والاوثان ، وجهل في قضايا المعاد والآخرة حيث كان هؤلاء لا يتوقعون البعث والمعاد ، بالإضافة الى الجهل على مستوى العلاقات الاجتماعية والجهل بالعناية بالصحة وتطبيب الامراض
•الطب قبل الإسلام

وفي هذا المجال يتحدث ذاكروا السيرة والمؤرخون عن بعض القضايا التي يقومون بها على اساس ان يتقوا مشاكل الامراض وأن يعالجوها وهي تعكس عن الحالة الجاهلية التي كانت سائدة .ومثال على ذلك
1.تطبيب الحيوانات في الجاهلية :

انه عندما يصاب أحد إبلهم بالجرب مثلاً ، او بمشكلة في مشافره [2]

فالعادة التي تحدث معه في مثل هذه الحالة هو قيامه بعزله عن بقية الحيوانات ثم يعالجه او يتركه ، في الجاهلية كانوا يتركون الجمل المريض مع باقي الجمال ، ويعمدون الى جمل آخر صحيح فيكونه أو يعالج ، فالمريض لا يعالجونه بل يكوون جملاً آخر او يسقون الجمل الآخر الدواء حتى يشفى الجمل المريض . وهذا أمر لا يخضع لأي قاعدة عقيلة فالمريض جهة والعلاج فهذا ليس من اجل الوقاية كتطعيم ، فهؤلاء يختارون واحداً ،
1.تطبيب الانسان بين الجاهلية والواقع المعاصر :
2.اذا طال المرض عند الانسان فهم يعتقدون ان سبب المرض هو الجن فيعمدون الى إرضاء هذا الجن بطعام او بشراب ، فتجدهم يعمدون الى ان يصنعوا على جمل من الطين ويعلقون على هذا الجمل جوالق[3] ويمالونها بالمأكولات من تمر او ربط او عسل وغيرها من المأكولات المختلفة ، ويبقونها حتى الصباح التالي ، فإذا رأو هذه الجوالق لم تتبعثر ولم تتحرك فيقولون ان الجن لم ريض حتى الآن ، فإما ان يبقونها على حالها ، أو يزيدوا عليها ، فاذا جاء طفل وبعثر فيها أو جاءت الريح وحركتها او لأي سبب كان ، تجدهم يقولون ان الجن رضيت وأكلت وبعثرت الباقي فيتبين ان مرض هذا الشخص سوف ينتهي مرض المريض ، فينسبون طول المرض الى الجن

للأسف بعض ذيول هذه القضايا موجودة في بلادنا بحيث انهم اعطوا للجن دورا كبيراً بحيث انه لا يوجد احد يصاب في رأسه الا قالو ان اصابه جني او اصابه أي نوع من الالم أن الجني قد دخل فه ، ويأتي يسترزق في مثل هذه الأمور ويقول انه سيقرأ عليه ويعمل الرقية ، وبعضهم يتصل هاتفياً على الجني ، والجني في المقابل يصرخ ويتألم ، لماذا لا يغلق الجني الهاتف ، يستطيع ان يفعل كل شئ ، فهذا العلاج عن بعد الذي لم يستطع الغرب ان ينجزه نحن في بلادنا استطعنا عليه .. فهذه الحالة كانت موجودة عند الجاهليين وهي نسبتها الى الجن ويجدون لها علاجات مختلفة بهذه الطريقة .

رسول الله طبيب الطب الوقائي

النبي المصطفى (ص) لما جاء أراد بالرغم من ان النبي لم يأتي طبيباً بدنياً ولم يأتي من أجل فتح صيدلية ، انما هو رحمة للعالمين انما دوره (فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )[4]وكان من اجل ان يعطي الناس حياة سعيدة في هذه الدنيا وفلاح في الآخرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [5] فمع أن عمله الاساس ليس في علاج بالأدوية أو ان يطبب انما من أيجعل حياة طيبة للإنسان ، لكنه حاول أن يجعل نمط حياتي صحيح وان تكون هناك استقامة بدنية للإنسان وهو أهم من وصفة الصفراء يصفها طبيب ، بحيث يكون هناك نمط حياتي يكفل الوقاية من المرض والصحة والسلامة ، ويمكن ان تعطيها اياه في أي زمان يكون وفي أي مكان يعيش ، فأول ما جاء جاء بما نسميه الآن الطب الوقائي وهو تعليم العناية بالصحة والرعاية الصحية العامة.

ارشادات بصيغة الأوامر :

جاء (ص) بقواعد تقلل من المرض ، تمنع المرض وتخفف من وطأة المرض لو حصل وهي أوامره مثل أوامره في التنظف ، كالنظافة العامة وانها من اخلاق النبي وبعض المناطق من الفم والانسان والبراجم[6] [7] حيث كان المجتمع سابقاً كانو يسيرون على الطرقات فتجتمع الاوساخ في تلك المنطقة وتسبب التهابات جلدية ومشاكل صحية بالإضافة الى الروائح النتنة ، بل شرعة (ص) غسل الجمعة وبعض الروايات التي عن رسول الله ظاهرها الوجوب ، فإن جماعة الاخوة الإخباريين التزموا في الفتوى بوجوب الجمعة في بعض الفترات لأن نص الروايات غسل الجمعة نص قوياً مثل روايات غسل الجمعة واجب ، او عندنا في رواية وصية النبي لأمير المؤمنين:  يا علي على الناس كل سبعة أيام الغسل، فاغتسل في كل جمعة ولو أنك تشتري الماء بقوت يومك، وتطويه فإنه ليس شئ من التطوع أعظم منه[8] .

وهذه الأهمية بحيث على اقل تقدير في كل اسبوع مرة واحدة ، يلزم على المؤمن أن يغتسل ، واذا لا يتمكن من دفع النقود الا على قوته وعياله من طعام يقول له ذلك اليوم تكون صائم وتشتري بثمن هذا القوت والطعام ماء حتى تغتسل . مثل هذا اللسان هو لسان استفاد منه علماءنا الاخباريين على وجه الخصوص هو الوجوب . نعم الأكثر من العلماء الاخباريين والأصوليين هو فيه إشارة الى شدة الاستحباب والتأكيد على غسل الجمعة وغسل الجمعة بعض العلماء يرى أنه من جملة التشريعات الولائية لرسول الله (ص) وهذا يعني ان للنبي مقامات متعددة ونحن لسنا بصدد تفصيلها ، فهو تارة يكون مبلغ عن الله في الاحكام بهذا الاعتبار ينقل الحكم ومرة اخرى يأتي بحكم ضمن كونه قائداً للمجتمع وقاضياً فيه وزعيماً له ، فيقرر شيئ للتنظيم الاجتماعي وهو ما سمى بالحكم الولائي وبه فروق بين تلك الأحكام هذه وهو ليس محل الحديث .

من اجل إلزام المجتمع المسلم بهذا النمط الحياتي النظيف والنقي كان غسل الجمعة لازماً بهذا المقدار وبهذه الدرجة ، فهناك اوامر تنتهي الى قضية التنظف .

هناك نواهي تنتهي الى الصحة العمة ،،

نواهي بصيغة الأمر

نهي رسول الله ان تبيت القمامة في المنزل (   لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان. )[9] فمن الواضح السبب في بيئة كبيئة المدينة المنورة ومكة بسبب درجة الحرارة العالية فمبيت القمامة في هذه درجة الحرارة بحيث تتكون بيئة للأمراض النشطة .

نهى عن إبتاتت منديل الغمر [10]( لا تؤووا منديل الغمر في البيت )[11] ففي هذا المنديل الدسم او الدهن ، فاذا باتت في المكان يتسبب في تكاثر الامراض ، فالنبي صنع مجموعة من التوجيهات التي تلاحظ قضية العناية الصحية ، قبل تكون المرض مثل ما يسمى بالطب الوقائي

رسول الله (ص) يأمر بمراجعة الطبيب

الامر الآخر الذي رسول الله ( ص) اكد عليه هو (وما خلق الله داء إلا جعل له دواء ) وهو من القضايا المهمة فالبعض حتى اليوم لا يؤمن بهذه القضية فتجده لا يطلب الدواء الا من الله ولا يسأل الطبيب ولا الأمصال ، فرسول الله قال بأن الطريق بأن الله تعالى ما خلق داء الا خلق بجانبه الدواء والمتكفل في ذلك هو الطبيب ولابد ان يعود الطبيب ، حتى امر اصحابه مثل سعد ابن ابي وقاص: فقال له رسول الله عليك بالحارث ابن كلدة [12]وهو طبيب على مستوى مكة والطائف والمدينة معروف بحذاقته في الطب ، حتى ان كفار قريش في بداية البعثة ان النبي ربما يشتكي مرض وان يرسلوه له . ويقال انه توفي في اوائل البعثة ولم يسلم ، فنصحه بأن يتعالج عند الحارث

ملاحظة لمن يطبب بلا شهادة

بل رأى ان من يمارس مهنة الطب من  دون أن تكون له معرفة به فهو ضامن لكل ما يحصل على المريض من أضرار ، ولعمري فإن هذا من أقوى سبل القضاء على الفساد ، حيث نجد في بعض الدول مئات الأطباء من غير شهادة صحيحة تشهد له بمعرفة طبية .  الرواية عن قال أمير المؤمنين عليه السلام: من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه وإلا فهو له ضامن . لذلك يقول ( من تطبب ولم يعرف بطب فهو ضامن ) ، فاذا استخدم المريض العلاج ومات او ساء حاله فهذا الطبيب عليه ان يضمن الخسارة  .

ولقد استسهل أمر طب الأبدان حتى وصل الأمر إلى ما يقال ( اربط اصبعك وكل يصف لك دواء ) فتجد الكثير يصف الادوية وهو لم يعرف بالطب قبل ذلك ، كما يقوم البعض بفتح دكان ويضع القنينة ويقول لك انها عن الزكام والرئة واليدين والروماتيزم وكل شي في هذه القنينة . اليوم الطب يقول لك ان في العين الواحدة عشرات  التخصصات ، وهذا في القنينة فيها زيت  يضع مستشفى كامل في هذه القنينة من روماتيزم ووجع رأس ووجع صدر وجلدية وغيرها

بل رأى ان الرواية عن قال أمير المؤمنين عليه السلام: من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه وإلا فهو له ضامن [13]

لذلك يقول من تطبب ولم يعرف بطب فهو ضامن ، فاذا استخدمه المريض ومات او ساء حاله فهذا الطبيب عليه ان يضمن الخسارة .

قاعدة الله الشافي فقط من دون اسباب

يعتقد البعض سابقا وحالياً بمقولة ( ان الله الشافي فقط ) فهذا الكلام صحيح ؟

الجواب : الكلام نصف صحيح والآخر خاطئ ، النصف الأول بأن الشفاء من الله ، النصف الآخر الخاطئ فالله جعل سنناً في الكون فمن الله الرزق ولكن طلب من العبد ان يمشي من اجل الرزق (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [14]

فـ( العلم نور وضياء يقذفه الله في قلوب أوليائه، ونطق به على لسانهم )[15] ، لكن لا يأتي الا عن طريق الدراسة في الجماعة او الحوزة ، وذلك بعد سلوك الوضع الطبيعي ،،

صحيح أن الشفاء من الله ولكن الطريق الذي جعله وهو وجود متخصص يصف الدواء لك وانت تستعمله وتدعو الله بالشفاء وهو يشفيك ، فقد ورد في الرواية عن نبي الله موسى ( انه قال : يا رب من أين الداء؟ قال: مني. قال: فالشفاء؟ قال: مني. قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟
قال: يطيب بأنفسهم. فيومئذ سمي المعالج الطبيب  )[16]

فالطريقة الصحيحة التي يريدها منا رسول الله ان نمتثل بها ..

الحكمة من تجنب الدواء واحتمال البدن

ورد عن النبي (ص) (تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء. ) [17]

وهو يشابه كلام امير المؤمنين ( امش بداءك ما مشى بك ) [18]

وهذا يريد من الشخص ان يقاوم المرض من خلال الحركة وعدم الاستسلام ، لكن اذا لم تستطع فعليك بالدواء .. فالنبي كان يعطي تعليمات في الطب الوقائي ويجعل القضايا المرضية من الأدواء التي خلق الله لها دواءً فعلى الانسان في هذه الحياة بما فيه المتخصص في اكتشاف الدواء ، فلا تقولوا ان الله ابتلى المرئ بمرض لا علاج فيه ، بل علينا البحث والتقصي والاستعانة بالمراكز الجامعية البحثية ثم يقوم الطبيب بوصف الدواء وليس احد غيره .

معالجة أحاديث باسم الطب النبوي

ان البعض يأخذ الرواية النبوية فقط ولا يلجئ الى العلماء الغربيين ، وهناك من يشجعه على ذلك من اصحاب المحلات التي تدعي العلاج بالطب النبوي ويعطيك المبالغ الباهظة في العلاج بالطريقة النبوية بينما العلاج في المستشفيات الأخرى موجود بما هو اقل بكثير من هذا العلاج وبطرق مضمونة .. بينما هو يقول لك ان هذا الطب مضمون ايضاً وهو طب النبي والأئمة ،، فهي هذا المقام يقول الشيخ الصدوق ( صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه ) 381 هـ لديه كلام في رائع في هذا الجهة وهو محدث خبير

عندما يناقش الاحاديث التي نقلت في قضية طب النبي والأئمة

هذه الأحاديث على أقسام

القسم الأول : تناسب الأحاديث مع اجواء مكة والمدينة

 اذا صح نقله فهو محمول على ما يوافق هواء مثل مكة المدينة ،، فالنبي مثلاً كان يعيش في بيئة مكة والمدينة وقسم من الادوية تتناسب مع تلك البيئة لكن في مكان آخر قد لا تتناسب في تلك الاماكن ، فالبيئة تؤثر في بناء الاجسام ، فتجد قابلية الاجسام تحتويها فتجد في شهر رمضان في درجة حرارة مرتفعة تصل 43 وتجده في الصباح يلعبون كرة القدم ولا كأن حدث شيئ ، بينما درجة الحرارة في اوروبا في ارتفاع حرارة 37 درجة فيموت الناس من شدة الحرارة ، فقابلية الاجسام تختلف من منطقة الى منطقة أخرى .

فهل تصف الدواء لذلك الذي يتحمل الحرارة عالية كالذي يعيش في اماكن منخفضة .

القسم الثاني : توافق حال السائل

فتجد البعض الدواء الذي يصفه رسول الله (ص) لأحدهم يعتمد على حالته الصحية ووزنه ونشاطه وغير لك ، فهذا الوصف يتناسب مع حل مشكلته فليس بالضرورة ان تكون في غيره نافعه ولكن النفع له

فمثلا في رواية وصية (يا علي افتتح طعامك بالملح فان فيه شفاء من سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق  )[19]

فالذي يعاني من مرض الضغط ويأخذ الملح في اول الطعام واخر الطعام ونهاية الطعام ما الذي سوف يجري له .؟ قيل ان السبب ان تلك المنطقة كانوا يعيشون في بيئة حارة ويبذلون مجهوداً عالياً فتنقصهم السوائل والاملاح بسبب التعرق وهي تحتاج الى التعويض من مصدر خارجي ، لكن الذين لا يعانون من هذا الامر من تعرق وبيئة مختلفة ويعيش في منطقة بحرية التي هي مصدر من مصادر البحر فليس كل شخص تتناسب مع كل شخص

العسل قال فيه رسول الله ( فيه شفاء من كل داء ) ولكن الذي يعاني من السكر فهو قد يتسبب في موت احدهم اذا تناوله لكن بائعي العسل يقول لك لا ان هذا لا يؤثر فيك ابداً لان رسول الله (ص) قال ذلك .

هذه الوصفات التفصيلية كوضع الحبة السوداء او نوع من الاعشاب قد لا تتناسب مع الجميع

القسم الثالث : الروايات الموضوعة

حيث دس البعض مما لا يخاف الله تعالى ، بغرض تقليل الاعتماد على النبي وعلى المعصوم عموماً

كراوية ( لا عدوى ) أي بأن لا يعدي شيئ شيئاً صحيح وهو مخالف للوجدان والعلم ، ينقل ان أعرابي: يا رسول الله أفرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الظباء فيأتيها الجمل الأجرب، فتجرب جميعا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟)[20]

لو حاولنا ان نقاشنا هذه الرواية وهي بأسانيد معتبرة ، ورأيناها انها تخالفنا الوجدان والتجربة والعلم فلا نأخذ بها ..

الشيخ الصدوق يقول ان بعض الروايات أخذت لأسباب
1.تشويه الصورة العلمية لرسول الله : حيث ان العلم يخالف الروايات الصادرة من اهل البيت فهذا يشكك الناس في رسول الله (ص) بحيث ان رسول الله لا يعلم
2.نقل نصف الرواية : لان البعض يرون اجزاء من الوصفات الصادرة من رسول الله بحيث ان الخلطة مثلا مكونة من خمسة اشياء فذكرت ثلاثة فيكون التأثير معدوم لانهم نسوا بقية الرواية .
3.فليس كل ماهو موجود في الطبي بحيث نبغي ان لا يتعامل معه بأنها واقعية وحقيقة للأسباب اعلاه التي اوردها الشيخ المفيد

غيبية اسباب العلاج

بعض القضايا تدخل في الدائرة الغيبية ونحن لا نكاد نعرف تعليلاً واضحا لها مثل رواية (غبار المدينة شفاء من الجذام ) [21]فنحن لا نستطيع ان نصنفها ضمن القضايا العلمية الواضحة

فإننا نعتقد بعد صحة الروايات فيه يرتبط بجهة غيبية تكشف عن قداسة لذلك المكان بسبب انها مثوى لرسول الله (ص) فما ورد من الاحاديث المتواترة في الشفاء في تربة الامام الحسين عليه السلام وهي كثيرة ومتضافرة ومتوارة بحيث لا يشك الانسان في صدورها لكثرتها

بل رأينا تجارب عينية بالمشاهدة ،

قصة شارب السم

ينقل أن أحد الاخوة المجاهدين العراقيين ايام النظام الصدامي وهو له نشاط كبير في الذهاب إلى أوروبا والتحرك السياسي فاستطاعوا ان تصل إليه المخابارات العراقية بأن جعلوا في كوب العصير الذي يشربه سماً ذلك التركيز كان كما يقول الأطبال يكفي لقتل سبعة فيلة حتى هو عندما افاق كان يقول انا الفيل الثامن لذلك لم يؤثر فيني ، يقول بعد شربه العصير اصبح عنده تشنج كلي ودخل في نوبة اغماء وبسرعة نقل الى المستشفى ولم يمكن عنده سوى التنفس والأطباء قرروا بأن حياته منتهية بازالة الاجهزة .

في اليوم التالي كان احد المرافقين كان عنده تربة حسينية من داخل القبر الشريف ، حتى وضع له تحت اللسان وهو مغمى عليه حتى بدأ يستعيد صحته وحواسه الى ان صارت حواسه اكثر ادراكاً في اليوم التالي .

وفيما بعد نقل لي شخصياً قصته وقد كان لفترة من الزمان لا يستطيع ان ينطق بشكل جيد ، لكن لا يستطيع ان يقف بشكل تام وهو موجود الى الآن حي يرزق وهذا النقل ليس من العلماء السابقين او قرأناه وهذا شاهدناه وعيناه

هذه قضية غيبية تامة ، حيث لا نستطيع ان نقول ان الانسان الذي يستخدمها سيشفى تماماً من مرضه فقد لا يشفى لان مشيئة الله لم تكتب له ذلك .

ماهي هذه العلاقة بين التربة الحسينية او المحمدية ولكن لا نعلم

لان الله يجعل سره في الشئ كالماء ، فالماء جعل له كل شئ حي ، فالبترول اكثر منه قيمة مادية الا انه لا يحي الانسان ، مادة الكيروسين نفس لون الماء ونفس صفاء الماء لكنه يحرق الارض بدلا ان يحيها ، فالله جعل السنة في الماء فيه الحياة ، الله سبحانه تعالى يجعل الشفاء في بعض الاشياء فقد يكون في الحبة او الزهرة فقد يجعلها في تربة من التراب كتربة الحسين عليه السلام الذي احتضنت جسمه المقدس .

 

[1] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٩ - الصفحة ٦٦

[2]  مشفر : شفة الجمل

[3] الجوالق : وعاءٌ من صوف أَو شعر أَو غيرهما

[4] سورة التغابن آية 12

[5] سورة الانفال آية 24

[6] معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨

[7] الْبُرْجمة : مفصِل الإصَبع

[8] مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٧ - الصفحة ٥٨١

[9] وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣١٨

[10] الوسخ

[11] موسوعة الأحاديث الطبية - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٧٨

[12] الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٦٨٧

[13] الكافي - الشيخ الكليني - ج ٧ - الصفحة ٣٦٤

[14] سورة الملك آية رقم 15

[15] العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٣٦

[16] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٩ - الصفحة ٦٢

[17] مكارم الأخلاق - الشيخ الطبرسي - الصفحة ٣٦٢

[18] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٨ - الصفحة ٢٠٤

[19] وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٥٢٢

[20] مسند الشاميين - الطبراني - ج ٣ - الصفحة ٦٧

[21] الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج ٣ - الصفحة ٢١٠

مرات العرض: 5728
المدة: 00:48:27
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 16.6 MB
تشغيل:

سيد الكائنات عبادة وعبودية
 الصلاة الإبراهيمية : إنتماء وتفضيل ومرجعية دينية