كيف تضاعف ثواب الأذكار
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 22/8/1446 هـ
تعريف:

كيف تضاعف ثواب الاذكار

كتابة الفاضلة سلمى بوخمسين

قال الله تعالى (يا أيها الذي أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا). الذكر يكون أحيانا بأجراء الذكر على اللسان كقول يا الله، ويكون احيانا حين ذكر نعم الله فحينها يقول الانسان الحمد لله رب العالمين وغيرها من الموارد هذا الذكر باللفظ واللسان، وهناك ذكر قلبي والتذكر لله عز وجل فالمؤمنين حينما تصيبهم مصيبة ذكروا الله وتوجهوا بقلوبهم لله لكي يخفف عنهم، وإذا عرض عليهم طريقان طريق فيه طاعة لله وطريق فيه معصيه حينها يتذكرون الله ويختارون طريق الطاعة ويتركون طريق المعصية حبا لله ولكسب رضاه ، هذا فيه ذكر قوي لله وان لم يذكر باللسان ، وكل هذه الطرق في ذكر الله مطلوبة من الانسان المؤمن ،فحينما يكون لسان الانسان رطب بذكر الله في اوقاته المختلفة من حمد واستغفار وتقديس وتهليل وتكبير في السفر والحضر وفي الضيق والراحة ففي كل خطوات حياته يعتاد على ذكر الله فمن المفروض أن المؤمن لا يبدأ عمله وخطوات حياته الا بذكر الله والتسميه بقول بسم الله الرحمان الرحيم ففي الخبر(كل أمر لم يذكر عليه أسم الله عليه فهو أبتر ) فالمؤمنون مأمورون بأن يكثرون من ذكر الله عز وجل باللسان وهذا الذكر لا يحتاج الى مقدمات فالأرض كلها مسجد وطهور فالإنسان يستطيع عبادة الله في اي مكان شاء والذكر اللساني لا يحتاج الى مقدمات كالطهارة ويستطيع القيام بالذكر وهو يمارس حياته اليومية المعتادة وهذا يدخل في أمر واذكر الله ذكرا كثيره ، كما أن بعض الاذكار تعتبر ذكرا كثيرا ومن الممكن الحاق اذكار أخرى بها فتزيد في الثواب ، فمن الاذكار التي خصصت بالذكر الكثير تسبيحة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي هي قول الله أكبر 34 مره والحمد لله 33 مره وسبحان الله 33 مره وقد وصفها الامام عليه السلام فقال ( تسبيحة امي الزهراء من الذكر الكثير ) فمن يؤديها بعد الصلاة مباشرة فقد ذكر الله ذكرا كثيره. هناك طريق لمضاعفة ثواب الذكر وهو حين الحاقه بإعمال أخرى كأتيان تسبيحة الزهراء بعد الصلاة المفروضة او المستحبة أو تكرراها بعدد معين، وبعض الاذكار من الممكن مضاعفة الثواب فيه بإضافة اذكار اخرى أو جمل أخرى له كقول الحمد لله كلما حمد الله الحامدون والحمد لله كما يحب الله ان يحمد وكما هو اهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله الحمد لله الذي يزيد ويبيد الحمد لله كما ينبغي أن يحمد الحمد لله على جميع نعمه كلها ،بهذه الكيفية تضاعف الذكر فبالتالي تضاعف الاجر فحينما يقال الحمد لله كلما حمد الله شيء يضاعف الحمد بعدد البشر وجميع المخلوقات التي تحمد الله وقول كما يحب الله أن يحمد يرتقي بصيغة الحمد العادي الى الحمد الالهي فالله يعلم كيف يريد ان يحمده عباده فحينما يقول المؤمن الحامد لله هذه العبارة يرتقي بحمده لله، وحينما يقول الحمد لله كما هو أهله فهو يرفع مستوى حمده من حمد الانسان لله الى ما يقدره الله في طريقة الحمد فيوكل حمده لله الى الله نفسه فالله يعلم ما تستحق تلك النعم من الحمد، وكذلك في بقية الاذكار من استغفار وتسبيح وتقديس لله . فالذكر أحيانا يكون ذكر لساني وتارة أخرى يكون قلبي بصون الانسان عن الانزلاق في الطريق الخطأ ويمنعه من ارتكاب المعاصي التي يوسوس بها الشيطان في قلب الانسان ويدعوه لارتكابها فحينما يذكر الانسان الله يمنعه ذلك الذكر القلبي لله من ارتكاب المعاصي. الاذكار أيضا لها أثار أخروية واضحة وهو ما اخبر عنه الله عز وجل في آياته الشريفة وأخبر عنه النبي وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ( من قال لا اله الا الله دخل الجنة ) ( من حمد الله ضاعف الله له الحسنات ) ( من أستغفر من ذنبه مسحها عنه ) هذه امور أخروية وهي ابواب كثيرة تبين كثرة عطاء الله لعباده لا يستطيع الانسان ان يحصيها ويعدها فعطاء الله وجزاءه لا يستوعبه البشر فالله يضاعف الثواب والاجر لعمل بسيط جدا فقول سبحان الله يبني قصر في الجنة وقول لا اله الا الله والاستغفار يحرق سيئاته ويبدلها حسنات وكما يرد في قول (إذا خرج المرء من بيته لسفر فليقل بسم الله وبالله أمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله فاذا قال ذلك ابتعدت الشياطين عنه وقالت ما نفعل بإنسان أمن وهدي وكفي من الله فلا يكون لهم سلطان عليه فهو في حصانة الله عز وجل ). فالأذكار لها اثار أخروية وأثار دنيوية كالبسملة والحوقلة والاستعاذة بالله فحينما يداوم الانسان على تلك الاذكار يصبح ذاكرا في الذاكرين ، ذاكر بمعنى انه ليس غافل وليس ساكت اي أن الذكر له تأثير عليه في تصرفاته فحينما يقول لا حول ولا قوة الا بالله يستشعر معنى التفويض لله عز وجل فحينما يخير الانسان بين الطاعة والمعصية فيقول لا حول ولا قوة الا بالله بقوله هذا يطلب من الله ان يصرفها ويبعدها عنه ويحوله الى الطاعة فبقول لا حول اي لا انتقال ولا تحويل الا بقوة من الله وعون ومساعده ربانية وايضا تعني ان القوة المطلقة لله سبحانه وتعالى فينبغي للإنسان حينما تصادفه محنة وصعوبة ان يلتجئ الى الله يطلب العون منه باتخاذ الاسباب التي تعينه على تجاوز محنته ولكنه يحتاج ايضا الى قوة الله وعونه في تجاوز تلك المحنة . كما ورد في دعاء الامام الصادق يقول فيه (لا حول ولا قوة الا بالله غنى كل فقير، لا حول ولا قوة الا بالله أنس كل غريب فرج كل مهموم وأسير ...) فقول لا حول ولا قوة الا بالله تقال في اي أمر عسير فالله يعطي القوة والمعونة لعباده لتجاوز محنهم. وذكر بسم الله الرحمان الرحيم ينبغي قوله عند البدء بأي عمل يقوم به الانسان وافتتاح اليوم بها فالله بدء بها في كل السور القرآنية ما عدا سورة التوبة فالبسملة هي جزء من الفاتحة والسور القرآنية على قول الامامية وأكثر المذاهب الاسلامية تقول بذلك. والدليل على أهمية البسملة أنه ينبغي ان تذكر حين الذبح (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) سوء بقول بسم الله او بسم الله الرحمان الرحيم لكي تحل الذبيحة. حينما يعتاد الانسان على البدء بأعماله اليومية بالبسملة سيلاحظ البركات التي يحصل عليها وتسهيل الامور له من الله فهو بدء بذكر الله وتوكل عليه وحينها البركات تشمل النفس فذكر الله كالماء الصافي الذي يجليها وينظفها من الشوائب والافكار التي تحيط به فذكر الله يصفي فكره وعقله مما يسمعه ويراه من أفكار وسلوكيات خاطئة قد تشوه أفكاره وتؤثر على تفكيره وسلوكه فالمداومة على ذكر الله بالاستغفار والحوقلة والبسملة والتوكل على الله تذكره بالله وبثقافته وقناعاته والله يعينه ويحميه من الوقوع في الخطأ فالله هو الرزاق والحامي والمدافع والحافظ لعباده الذاكرين له في كل امور حياتهم.
مرات العرض: 6582
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 72809.55 KB
تشغيل:

النصف من شعبان .. ليلة عبادة ومعرفة وقيادة
ماذا ستصنع في شهر رمضان؟