جاء في الدعاء المخصوص بليلة النصف من شهر شعبان
( اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها وحجتك وموعودها التي قرنت الى فضلها فضلا فتمت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك ولا معقب لأيأتك نورك المتألق وضيائك المشرق والعلم النور في طخياء الديجور الغائب المستور جل مولده وكرم محتده والملائكة شهده والله ناصره ومؤيده اذا حان ميعاده والملائكة أمداده سيف الله الذي لا ينبوا ونوره الذي لا يخبوا وذوا الحلم الذي لا يصبوا مدار الدهر ونواميس العصر وولاة الامر والمنزل عليهم ما يتنزل في ليلة القدر واصحاب الحشر والنشر وتراجمه وحيه وولاة أمره ونهيه اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم المستور عن عوالمهم وادرك بنا ايامه وظهوره وقيامه وأجعلنا من أنصاره وأقرن ثأرنا بثأره وأكتبنا في أعوانه وخلصائه وأحينا في دولته نائمين وبصحبته غانمين وبحقه قائمين ومن السوء سالمين يا ارحم الراحمين )
ليلة النصف من شهر شعبان موسم عبادة ومعرفة لها فضل في الاصل باعتبار هذا الزمان الذي اجتباه الله وأختاره أضيف الى فضلها فضلا بأن شهدت صبيحتها وفجرها ميلاد سيد الاوصياء وخاتم الائمة الاطهار الامام محمد المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فزادت فضلا بهذا الفضل، ولهذه الليلة منزلة مميزة وطريقة خاصة لأحيائها الليلة هي اليوم الرابع عشر مساءا بعد الغروب ليلة اليوم الخامس عشر.
هذه الليلة اختلفت مواقف المسلمين في فضيلتها وجهة فضيلتها، مثلا المدرسة السلفية من المسلمين لا تعتبر لهذه الليلة أي ميزة بل يقولون بأن ما جاء من أحاديث وروايات بخصوص هذه الليلة والاعمال العبادية المخصوصة لها وأحيائها يعتبر هذا كله ضعيف وموضوع فلا ميزة لها على سائر الليالي بل ان البعض من علمائهم يعتبر العبادة المخصصة لها عمل غير مشروع.
بينما سائر المذاهب الاسلامية من مدرسة الخلفاء غير الاتجاه السلفي انقسموا الى قسمين أحدهما لا يرى فضيلة لهذه الليلة على سائر الليالي والقسم الاخر ولعله الاكثر في داخل كل مذاهب الخلفاء غير المذهب السلفي ففي المذهب الشافعي يرون ان لهذه الليلة خاصية فهي ليلة مباركة وكذلك المذهب المالكي يرون ذلك ويعطونها قيمة استثنائية ويميلون الى أحيائها وتعظيم شائنها ، والسبب انهم يرون الاحاديث التي وردت بخصوصها صحيحة ،وقسم أخر يقولون ان بعض الروايات التي وردت بشأن هذه الليلة غير صحيحة والاعمال المستحبة التي خصصت لها من صلوات وادعية ومناجات تقرب لله هذه الاعمال جميعها لا تحتاج الى أحاديث ذات سند معتمد فهي ليست بأحكام شرعية ، ويعتمدون على هذه الفكرة بما يشبه بالقاعدة المعروفة عند الامامية بقاعدة التسامح في أدلة السنن ومقصود بها أنه لا ينبغي التدقيق في الروايات التي يرد فيها ذكر المستحبات .
وقسم ثالث يقولون شيء أخر بأن هذه الأحاديث وأن لم تكن صحيحة السند ولكنها كثيرة متعددة وأن كانت ضعيفة ولكن يقوي بعضها بعض فيرون استحباب احيائها بالصلاة والذكر والاجتماع في المساجد بعكس رأي الاتجاه السلفي الذي يقول بأن احياءه هذه الليلة غير وارد ويعتبر بدعة من البدع.
بالنسبة الى المذهب الامامي يرون أن ليلة النصف بخصوصها ترد كثير من الروايات المعتبرة حول فضلها الاستثنائي وأنها تتلوا ليلة القدر في المنزلة وفي الاهمية وأن العمل فيها عمل مستحب وتذكر كتب الادعية مجموعة من الاعمال المشهورة لدى أتباع المذهب الشيعي وهناك أحاديث كثيرة تبين فضل أحيائها بالعبادة والتقرب لله سبحانه وتعالى ومن يقوم بتلك الاعمال يثاب من يقوم بها بأضعاف العبادة في الليالي الاخرى.
وهناك تفضيل لبعض الليالي والايام في سائر ايام السنة كتفضيل العبادة في ليالي القدر ويوم الجمعة وبعض الليالي المخصوصة في شهر رجب وشعبان ويوم عرفة عن غيرها من سائر أيام السنة فهذه اللية من جملة هذه الليالي المخصوصة بالإحياء والعبادة وتفضيلها من قبل الله سبحانه وتعالى ومضاعفة ثوابها وأجر المحيي لها ، ومن ذلك ما جاء في زيارة الامام المهدي عجل الله فرجه التي تم ذكرها ( اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها ) فهذه الليلة زاد فضلها بسبب ولادة الامام المهدي في فجرها فقد زاد فضلها واقترن فضل هذه الليلة بفضل الامام عجل الله فرجه ( قرنت الى فضلها فضلا فتمت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك ولا معقب لأيتك ) فذلك المولود هو ( نورك المتألق وضيائك المشرق والعلم النور في طخياء الديجور الغائب المستور ) فالإمام هو النور الذي يضيء في الظلمة الحالكة والامام غائب عن العباد ولكن فعله بين الناس موجود وواضح بدون أن يشعر به الناس فهو يعمل ضمن خطة الله سبحانه وتعالى وليس حسب حاجة الناس ونظرتهم بوجوب خروج الامام ولهذا مطلوب من المؤمنين بوجوده ان يدعون الله بتعجيل الفرج ( جل مولده وكرم محتده ) فهو من اصل كريم وشريف لأنه من نسل رسول الله صل الله عليه واله وسلم وأخره وهو من سيظهر نور رسول الله في أخر الزمان
( والملائكة شهده والله ناصره ومؤيده اذا حان ميعاده والملائكة امداده سيف الله الذي لا ينبوا ونوره الذي لا يخبوا وذوا الحلم الذي لا يصبوا ) فنصر دين الله يحتاج الى قائد حليم حكيم وهذه الصفات المطلوبة في القائد بالإضافة الى امداد الله بنصره وتأييده ، والامام سمي بهذا الاسم الامام المهدي اي انه المهدي الى مالم يستطيع ان يصل له أحد من الخلق ولم يهتدوا اليه وهو فوق طاقاتهم العقلية فالإمام مهدي الى الامور الغيبية التي لا يستطيع ان يصل الى غايتها أحد غيره (اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم المستور عن عوالمهم وأدرك بنا ايامه وظهوره وقيامه وأجعلنا من أنصاره وأقرن ثأرنا بثأره وأكتبنا في أعوانه وخلصائه وأحينا في دولته نائمين وبصحبته غانمين وبحقه قائمين ومن السوء سالمين يا ارحم الراحمين ).