3 فلينظر الإنسان إلى طعامه
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
المكان: مسجد الخضر
التاريخ: 2/1/1445 هـ
تعريف: فلينظر الإنسان إلى طعامه | كتابة الفاضلة ليلى الشافعي | قال الله العظيم في كتابه الكريم :( فلينظر الإنسان إلى طعامه ، أنا صببنا الماء صبًا ، ثم شققنا الأرض شقًا ، فأنبتنا فيها حبًا ، وعنبًا وقضبًا ، وزيتونًا ونخلًا ، وحدائق غلبًا ، وفاكهةً وأبًا ، متاعًا لكم ولأنعامكم ) حديثنا في شيءٍ مما تريد أن تتعرض له الآيات المباركات وتبدأ ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) أمر بالنظر إلى الطعام . هل المقصود أن ينظر هذه النظرة الساذجة البسيطة ؟ أو أن المقصود ما وراء هذا النظر. فالقرآن الكريم عنده أوامر كثيرة بأن ينظر الإنسان إلى أشياء مختلفة ( فلينظر الإنسان مم خلق ، خلق من ماءٍ دافق يخرج من بين الصلب والترائب ) وإلى الطبيعة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت ) وهكذا أوامر كثيرة ومختلفة ومتعلقاته مختلفة ، فتارةً إلى الإنسان نفسه أخرى ينظر إلى الطبيعة ولا ريب أنه ليس المقصود من ذلك النظرة الساذجة البسيطة وإنما المقصود النظرة التي تعقبها فكرة وعبرة وتنفذ من الظاهر إلى الباطن . فالقرآن حين يقول فلينظر الإنسان إلى طعامه أنظر ماذا فعل الله ؟ ( أنا صببنا الماء صبًا ، ثم شققنا الأرض شقٌا ) فقد جعل الله تعالى علاقةٌ بين هذا الماء النازل من السماء وبين هذه الأرض وبين البذرة التي تنبت فيها بحيث ذلك الماء عند نزوله إلى الأرض فإذا كانت في هذه الأرض بذورٌ فإنها تنبت ، فنحن ننظر له على أنه أمر طبيعي ، ولكن ما هي العلاقة بين الماء والأرض بحيث يحييها ؟ ما هي العلاقة بين الأرض والبذرة التي تحتضنها ثم تطلقها من جديد في صورةٍ أخرى ؟ لولا أن الله تعالى جعل هذه العلاقة بين هذه الأمور الثلاثة الماء والتربة والبذرة لما وجدت رائحة شجرةٍ على الأرض . لكن وجود هذه العلاقة التي جعلها الله سبحانه وتعالى أصبح الأمر عاديًا وطبيعيًا إلى الدرجة التي عندما ننظر إليه بل عندما نزرع لا نلتفت إلى هذا الأمر . وهنا يقول القرآن الكريم ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) هذا الطعام الذي جاءك جاهز وهضيم وقابل للأكل ويعطيك القوة والطاقة . ونفس هذا الأمر وهو إعطاء بدنك القوة والطاقة هو نفسه محل تأمل وتفكر . كيف صار هذا؟ من الذي جعل هذه العلاقة ؟ لماذا ليست هناك علاقة بين الحجر مثلٌا والأكل بحيث يصبح طاقة ؟ لولا أن الله تعالى جعل هذه العلاقة لكان حال النباتات والخبز والتفاح كحال الحجر حين تبتلعه . ( ثم شققنا الأرض شقًا ) فلو كانت الأرض صلدة كالأحجار لما كانت صالحة للزرع ، بل مهدها الله تعالى ثم أنبت فيها الأشياء ، لاحظوا التعداد الموجود أيضًا محل نظر ومحل تأمل ( فأنبتنا فيها حبًا ) مثل القمح والشعير والذرة وهذا عادةً مما تكثر الحاجة إليه عند البشر وهو الطعام الأساس عند أكثر البشر لذلك جاء به مقدمًا ، فلو أن بلدًا خلا من الحنطة والشعير فإن قسم مهم من تغذيتهم وهو المخبوزات لن يكون موجوداً فإن أصلها من الشعير، كذلك الفواكه التي فيها فائدة كبيرة ولكنها ليست من الأغذية المهمة مثل العنب والقضب ، وهنا إلتفاتة إلى تفسير القضب وهناك اختلاف في أن القضب هو علف الحيوانات لأنه يقضب ويقطع وينمو من جديد وكذلك الحيوانات التي تأكله تنمو فهي تصبح مقدمةً للحم الحيوانات التي تصبح غذاءً للبشر. (وزيتوناً ونخلاً) التفارق بين الزيتون والنخل كثير جداً مثل شدة الحاجة إلى هذا وقلة الحاجة إلى هذا في طعم هذا وطعم الآخر وغيرها ، فيأتي القرآن يعدد هذه الأشياء ويقول هذه ليست لكم فقط وإنما لأنعامكم (متاعاً لكم ولأنعامكم) إذا كان كذلك فنظرة الإنسان ستعبر من النظرة الساذجة إلى النظرة المركبة الإيمانية زادت درجة إيمانه ، نظر فيها وتأمل فيها فحمد ربه عليها وقال لو أن الله تعالى ما خلق لنا هذه الأمور فكيف ستكون حياتنا ؟ بل لو لم يعدد خلقه فقد ذكرنا في ليلةٍ مضت أن عدد الأشجار والثمار عشرات الآلاف مع أن الإنسان العادي لا يحتاج لكل هذه الأشياء بل يكفيه شيء من الخبز أو الرز والخضروات ونوع أو نوعين من الفاكهة وستبقى حياته . ولكن الله سبحانه وتعالى مبالغةً منه في نعمه نوع لك كل شيء ( وآتاكم من كل ما سألتموه ) بل ما لم تعرفوه وما لم تخبروه حتى تسألوا عنه . وهذه النظرة هي التي تعبر بالإنسان إلى حالة الإيمان وشدة الاعتقاد بالله وكثرة الحمد لله تعالى . وهنا أقول ليكن ذكرك بالحمد لله رب العالمين على طرف لسانك . وعندنا بعض الأذكار مثل : (إذا قال الإنسان الحمد لله على كل نعمةٍ سابقةٍ ولاحقةٍ فقد أدى شكر النعم ). أو الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى . غير هذا الثواب إذا قلت : الحمد لله رب العالمين كنت محل دعاء كل مصلٍ على وجه البسيطة لأننا إذا رفعنا رأسنا من الركوع نقول : سمع الله لمن حمده . يعني يارب اسمع حمد من حمدك . فهذا الجمع الغفير في كل مكان فهم يدعون لي ولكل حامد لله عز وجل . فقدر إمكانك إذا قلت في اليوم الحمد لله 100 مرة فنعما تفعل لأن هذه نتيجة النظر . يوجد معنى أبعد من هذا يفسره لنا أئمة الهدى من آل محمد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام في توجيه الآية المباركة قال ( فلينظر الإنسان إلى طعامه قال فلينظر إلى علمه الذي يأخذه عمن يأخذه) . فطعام الروح والنفس فهما لا يتغذيان على الرز واللحم وما شابه وإنما تتغذى على العلم والمعرفة . وهذا يحتاج لتدقيق أكثر من الأول لأن الأول أقصى ضرر هو أن يأكل طعامًا ملوثًا فيصيبه مغص فيذهب إلى الطبيب ويتلقى العلاج وينتهي الأمر ، لكنه إذا أخذ للروح طعامًا ملوثًا وعلمًا باطلًا هذا سيجعل برنامج حياته كله برنامجًا خاطئ ويودي به إلى نار جهنم وهنا يصبح الأمر أصعب ولذلك ورد أيضًا ( ينظر إلى علمه عمن يأخذه ) من أين تستقي برنامج حياتك وتأخذ ثقافتك وعلمك وخريطة اتجاهك . في الحديث عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : ( عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه ) فأنت حين تشتري الطعام تدقق في تاريخ الإنتاج وفي التصنيع ونوعية الشركة ، فكيف لا تتفكر في أفكارك التي تدخلها إلى وجدانك وضميرك فإن في بعضها ما يردي . وهناك حديث وارد عن أمير المؤمنين عليه السلام يذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ما لي أرى الناس إذا قُرب إليهم الطعام ليلًا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم ولا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة ) فلماذا لا تنير لترى الأفكار هل هي صحيحة أو منحرفة وباطلة أو سليمة . هذا يفتح لنا الباب على أن نفكر في مصادر المعرفة التي نأخذها ما هي ومن أين . وحديثنا حول أحد قسمي العلم ، فهناك علم تطبيقي كالهندسة والرياضيات وفيزياء وغيرها وحديثنا ليس فيها إنما حديثنا في العلم الذي يشكل خارطة طريق لحياتك وعن ثقافتك وعن رؤيتك للأشياء، وابدأ من العقائد الأساسية وأكمل الى بقية الأشياء ماهو هدفك في هذه الحياة ، وماذا تريد من هذه الحياة ، كيف تريد الوصول لأهدافك ، ممن تقترب وعمن تبتعد ، وأما العلوم الأخرى فأمرها سهل ، من أين استطعت أن تأخذها فخذها ، من الداخل أو من الخارج من مؤمن أو من غير مؤمن لافرق . فلو تعلم إنسان الرياضيات من شخصٍ متدينٍ جدًا أوتعلمها من شخصٍ غير متدين ، ففي حدود المعرفة بالرياضيات لا يتغير الحال كثيرًا ، ولكن إذا أخذت عقائدك من خط منحرف فبرنامج حياتك كله سيتغير ، وإذا أخذت أحكامك الشرعية ممن هو غير مؤهل فمن الممكن أن يرديك ، وإذا أخذت طريقة الحياة والتعامل من غير محلها من الممكن أن تتأثر تأثرًا كبيرًا ويكون الوقت قد فات لتغيير عقائدك وسترى أن هنالك حمل ثقيل عليك وطريق طويل طويته وأنت خاطئ . ولهذا يقول الإمام عليه السلام إن من معاني هذه الآية بل بطنها الأكبر (فلينظر الإنسان إلى طعامه) أن ينظر إلى العلم الذي يأخذه, ينظر إلى الفكرة التي يستلمها، ممن وعمن ولذلك يؤكد أئمتنا عليهم السلام على ألا تأخذ علمك في هذا الجانب إلا من كل عالم ثقة مأمون على الدين والدنيا وقد تتلمذ على تراث آل محمد صلى الله عليهم. إذاً لماذا وجدنا مثلًا أن كلام الأئمة عليهم السلام في حق بعض الفقهاء المخالفين لمنهج أهل البيت لهجة كلامهم لهم لهجة شديدة . مثلاً استعمال القياس في أمور الدين الذي اشتهر به المذهب الحنفي ، فقد شن الأئمة حملة قوية على هذا التوجه إلى درجة أن روي عنهم أن أول من قاس هو إبليس حيث قال كما في القرآن الكريم ( قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ) وهذا قياس فالناظر للنار يجدها أفضل من الطين فهي أحد العناصر المهمة في الحياة ففيها إضاءة وفيها دفء وتستطيع أن تطهو بها طعامك والطين ليس كذلك ، وهذا قياس والقياس باطل ، فهذا الطين فيه نفخةٌ من روح الله عز وجل وأسجد الله له أحسن خلقه آنئذٍ وهم الملائكة . مع أنه قد يكون قد يكون القياس صائبًا لكن الأئمة عليهم السلام أرادوا أن يمنعوا هذا التوجه لأنه كثير الخطأ وغير مضنٍ من الناحية الشرعية . لماذا يقول الإمام لبعض العلماء ( شَرِقا غَرِبا لن تجدا علمًا صحيحًا إلا خرج من أهل بيت محمد ( ص) ) . وطبعا المقصود من العلم هو العلم برنامج للإنسان وثقافة حياتية وتعريف بعقائده وأحكامه . من هنا يرد الحديث عن رسول الله ( ص ) بأن ( لا تجلسوا عند كل داعٍ مدعٍ يدعوكم من اليقين إلى الشك ومن الإخلاص إلى الرياء ومن التواضع إلى التكبر ومن النصيحة إلى العداوة ومن الزهد إلى الرغبة ) فأنت الآن تجد في مواقع ألكترونية وقنوات فضائية أشخاص أحيانًا يلبسون كما تلبس ويرفعون الشعار الذي ترفع ولكنهم يدعونك من اليقين إلى الشك حتى في الأساسيات أحيانًا . وفي بعض الأحيان يكون عند هؤلاء بعض الحق فيخلطون مع هذا الحق كثيرًا من الباطل ويبثه وأنت تدخل في داخل عقلك وذهنك ونفسك وروحك هذه الأشياء المختلطة والتي تجتمع فيما بعد فتكون المحصلة 70 في المائة شاك و30 في المائة متيقن ، فضاع من عندك اليقين وضاع الاطمئنان إلى أفكارك وعقائدك ومذهبك وحل محله هذا المقدار من الشك والتردد . ويتردد كثيرًا في هذا الزمان كلمات مثل أنت عندك عقل عليك أن تعتمد عليه وهذا يدعوك من التواضع إلى التكبر فأنت تتكبر على هذا العالم لا تأخذ منه وتتكبر على ذاك الحديث لاتأخذ به وبالتدريج تجد نفسك في صحراء التيه . لننهِ الحديث بإشارة ، إذا فتحت عينك على المواقع الإلكترونية والكتب المنشرة والقنوات الفضائية والمتكلمين والمتحدثين تجد ثلاثة أقسام وهذا تبسيط شديد للمسألة : قسم من هذه المواقع والقنوات الحرام فيها بل الكفر فيها والخطأ فيها واضحٌ وجليٌ ، فكل إنسان حين يرى مثلًا المواقع الإباحية يفتهم وهو ينظر أن هذه أمور محرمة وقد يغلبه جانب الرحمن فيغلقها وقد يتغلب عليه الشيطان فينظر إليها لكن وهو ينظر يدري أن هذا حرام وربما فيما بعد يندم ويتأسف وبعض الناس بل كثيرٌ منهم يتوب بعد ذلك ويقبل الله توبته . كذلك مواقع الطعن في القرآن الكريم والطعن في المعصومين ومواقع تفنيد الأحاديث وتكذيبها يتبين للإنسان أن هذه من الأماكن الموبوءة صراحةً ومعلومة وفيها الحرام والفساد والكفر وهذه صريحة وواضحة . وهناك قسمان آخران يحتاج أن يتنبه لهما الإنسان أكثر، فهناك من المواقع ما يمارس الإغفال الهادئ والتضليل المتدرج فلا يعطيك إياها لقمةً واحدةً وإنما يجذبك إلى سنة كاملة ثم تجد نفسك بعد هذه السنة أو يراك غيرك لأنه أحيانًا الإنسان نفسه لا يلتفت فيرونك قد تغيرت وتبدلت وطرأ عليك شيئٌ غير أحسن . فأحد المستبصرين والذاهبين إلى منهج أهل البيت عليهم السلام كان يقول فكرةً جميلة ، فيقول قبل أن أنتمي إلى هذا المنهج كنت أدرس كتاب ( منهاج السنة ) ومؤلفه حشد فيه كثيرٌ من القضايا التي تنتهي إلى صناعة البغض لعلي بن أبي طالب ولكن ليس بصورة صريحة ، فمن جهة يقول نحن نعتقد أن علي بن أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين وهو زوج بنت رسول الله وهو كذا وكذا ، لكن حين يأتي لآية ( إن الذين آمنوا سيجعل لهم الرحمن ودًا ) لا تنطبق على علي بن أبي طالب لأن أكثر المسلمين لا يحبونه ويمشي عنها ، ثم يمر على رواية من الروايات الثابتة ويقول وهذا لم يذكره إلا عددٌ قليلٌ من أهل العلم مع أنه قد يكون واردًا في الصحاح المعتبرة وهكذا يقطع المناقب والفضائل على دفعات فيقول هذا الرجل المستبصر أننا حين انتهينا من هذا الكتاب بالمطالعة والمباحثة والمدارسة أحسست أن قلبي قد نفر نفورًا كبيرًا من علي بن أبي طالب . وهذه المواقع وهذا النوع من الكتب وهذا النوع من الفضائيات قد تكون أخطر من القسم الآخر . نورد مثال آخر في وضعنا الشيعي : زيد يقول كنت أقلد مرجع من المراجع فإذا سمعت قصةٌ من قصص زهدهم وعملهم في اتجاه الدين والمذهب وأخلاقهم ترف نفسي لذلك وتهش وأتمنى لو أستطيع الوصول إلى ربع تلك الدرجة من الزهد والعبادة والصبر على المصائب وتضحياتهم ودروسهم .. الخ فكنت إذا سمعت قصةً من هذه القصص أزداد إيمانًا ويقينًا بهذا الخط وبهذا التوجه إلى أن بدأت أتابع إحدى القنوات الفضائية من باب الفضول فلأسمع ما يقولون فسمعت أن فلانًا صار كذا وآخر صار كذا وأكثره لو لم يكن كله كذبٌ محض . فيقول أغراني هذا الشيئ بالمتابعة وبعد فترة من الزمان قلت أننا نقلد مراجع هكذا يفعل أشباههم ونظراؤهم ؟! فلأترك التقليد وما الداعي للتقليد ما داموا هم هكذا ، فضعف أمر التقليد عندي وعلى أثر ذلك ضعف الاتجاه الإيماني والتأثر بالموعظة وسماع القصص والحوادث التي تحفزني على الخير وضعف جانب العبادة أيضًا والجانب الروحي ووصلت إلى درجة كانت بمثابة جرس الإنذار لي ، فصرت أفكر من قال أن الأئمة ما كانوا هكذا ؟ لو واصلت هذا التشكيك فستصل بتشكيكك إلى رسول الله وإلى الكفر وانتبتت . ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) عندما تأخذ طعام فكري ملوث وإن كان المتكلم به معممًا وإن كان يتكلم بقال الصادق والباقر وإن كان يلبس لباسك ويستخدم نفس عباراتك لكنه يعطيك السم ممزوجًا بالعسل وأنت ستصل لا سمح الله في يوم من الأيام ليس فقط للتشكيك في المرجعية ولكنك ستشكك في الأئمة ومن ثم تصعد للتشكيك في النبي ( ص) وهنا هذا القسم الثاني هو الأكثر خطورةً لأن الإنسان لا يشعر به مثل الميكروبات والفيروسات والأخطر من الفيروس هو الذي لا تظهر آثاره بسرعة فيدخل في بدنك ويتوغل ثم يوقعك أما إذا صعد الميكروب حرارتك من البداية فستلاحظ الأمر وهذا النوع من المصادر قد تفقد الإنسان يقينه بل إيمانه وتشيعه وولاءه لأهل البيت عليهم السلام . القسم الثالث : يطلق عليه اللهو كألعاب الإنترنت والتسجيلات والضحك والفرفشة فهي لا تحتوي على تعري ولا هي ضد الدين إنما مجرد ألعاب ألعبها إما بنفسي أو مع الآخرين ، وهذا أيضًا فيه خطورة ما لم يلتفت الإنسان إليه وتكمن خطورته أن الإنسان يخسر أهم شيء عنده وهو عمره من دون أن يلتفت ويلاحظ . فلا مانع في مثل بعض الألعاب لبعض الوقت للتسلية ولتنشيط الذهن ، لكنها مبرمجة لتكون حالة إدمانية ، فأصبح إدمان الألعاب الألكترونية ليس على مستوى أفراد بل على مستوى دول . أحد برلمانات الدول العربية قرر بالإجماع أن يمنع بعض الألعاب لما فيها من آثار تضييع القوة الشبابية واحتلال كامل الوقت ، فبعضهم أحيانًا يبقى طول النهار مع هذه الألعاب باستثناء وقت اللعب والنوم فأهملوا دروسهم وبعضهم عطلوا أعمالهم وقضية البيت واحتياجاته أصلاًا لا يعرفها فهو مشغول للغاية بهذه الألعاب . وما هي النتيجة لعبة هنا ولعبة هناك وهذه تجر وتلك تجر هذا إذا لم تجر لأشياء أسوأ من هذا ، قبل أيام نقلت على الإذاعات والتلفزيون امرأة مسلمة باكستانية زوجها هنا في المناطق الحارة يعمل ليدبر لهم أمور معيشتهم وهي هناك تلعب بعض الألعاب في الإنترنت فتتعرف على هندوسي فتتعلق به ويتعلق بها ولديها ثلاثة أولاد وينتهي بهم الأمر إلى أن تهرب إليه ويأخذها وينكحها مع أن زواج الكافر بالمسلمة غير جائز غير أنها ذات زوج وعندها ثلاثة أولاد وذاك المسكين زوجها يعمل في هذه المناطق الحارة . وهذا وإن لم يحدث دائمًا لكن قد تتطور الأمور إلى هذا . وهذا النمط من الألعاب والتسالي إذا كان ضمن حدود الترفيه ولا يحتل وقتًا كثيرًا قد يغض النظر عنه ولكن إذا تحول إلى حالة إدمانية فيذهب عمر ذاك الشاب وتلك الشابة ، وهذا الوقت الذي يمر عليك ولا يرجع ولا يستجع ولو بذلت فيه ما بذلت من الأموال كله يذهب في أمر لا فائدة فيه . نسأل الله تعالى أن يكفينا وإياكم شر الانحرافات وأن يعيننا على الهداية والبصيرة إنه على كل شيءٍ قدير .
مرات العرض: 3469
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 63857.29 KB
تشغيل:

2 المخدرات حرب ضد الدين والمجتمع
4 الحجاب سبيل العفاف