السيد حيدر الحلي و شعره الحسيني 27
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/1/1443 هـ
تعريف:

السيد حيدر الحلي وشعره الحسيني

كتابة الفاضل د. الخميس

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول شيئا من سيرة وشعر شاعر اهل البيت عليهم السلام السيد حيدر ابن السيد سليمان الحلي رضوان الله تعالى عليه المتوفى سنة ألف وثلاثمئة وأربعة هجرية يعني قبل نحو مئة وأربعين سنة أقل بقليل كانت وفاة هذا الشاعر الفحل المتميز.

هو يتيم الأب منذ الصغر ولكن كفله عمه السيد مهدي الحلي وهو حسيني النسب. عندما يقال حسيني الان في بعض المراجع تجد السيد فلان الحسيني بينما بعضهم الآخر السيد فلان الموسوي مع انهم كلهم بالتالي يرجعون الى الامام الحسين عليه السلام ويرجعون الى أمير المؤمنين عليه السلام ولكن يرجع الاصطلاح هكذا. فمن كان حسينيا الغالب أنه من نسل وذرية الامام علي ابن الحسين زين العابدين عليهما السلام وغالبا ما يكون من أبناء الشهيد زيد ابن علي رضوان الله عليه فإنه كان فيه عقب كثير وسلالة مباركة وسبحان الله هذا من أعاجيب الزمان بل هو من سنة الله عز وجل بين نداء يوم عاشوراء لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية وإذا بهذا الامام الأسير العليل الذي تم تهدده بالقتل عدة مرات عندما هجموا على المخيم كان محتمل أن يقتل وحين جيئة بالأسارى الى ديوان عبيد الله ابن زياد أيضا تهدده بالقتل وقام اليه اللعين عندما رده عليه الامام عليه السلام ب: انه كان لي أخ يسمى علي ابن الحسين قتله الناس قال اللعين ابن زياد بل الله قد قتله فقال له الامام عليه السلام الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها -تنتهي الحياة والموت لله ولكن المباشر من هو؟ هل يقدر يقول انا ما قتلته اذهبوا وخذوا ديته من عند الله! – فهنا قاله له اللعين وبك جرأة في رد جوابي اقطعوا عنقه ولوا ان العقيلة زينب عليها السلام رمت بنفسها عليه واعتنقته وقالت لابن زياد حسبك ما سفكت من دمائنا والله لا يقتل حتى أقتل قبله. وبالفعل تراجع اللعين عن هذه الخطوة. هذا الذي كان مهددا بالقتل وشعارهم لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية تعال وانظر الى ملايين البشر من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله من نسل الحسين ومن نسل الحسن عليهما السلام. فالحسيني عادة إشارة الى انه من أبناء الشهيد زيد ابن علي ابن الحسين عليهما السلام في الغالب. فهذا الشاعر ينتهي نسبه الى الشهيد زيد ابن علي ابن الحسين عليهما السلام.

توفي ابوه وهو صغير في السن. طبعا لولا انه توفر له من يحتضنه لربما صار كسائر الايتام الضائعين في هذه الحياة. لكن عمه أخ والده اسمه السيد مهدي كان رجل على مستوى المسؤولية وتعالى انظر الى الفضل الذي عمله. وهو أيضا اديب وشاعر أيضا. فتكفل ابن أخيه من كل الأشياء حتى انه قد قسم له من ميراثه. اكو هناك بعض العوائل والاسر معارك بين الاخوة وبين الاخوات حروب داحس والغبراء على حطام الدنيا وبعضها ثلاثين سنة لا تنتهي. وشوف هذا السيد مهدي عم السيد حيدر وكان عنده ولدان أوصى بان يكون ثلث أمواله لابن أخيه وثلثان لبقية الورثة. إذا زوجته موجودة لها الثمن والباقي لأبنائه وجعل وصيته في ثلث لابن أخيه حتى يكفل له مقدار من الحياة معقولة والكريمة. طول ما هو على قيد الحياة كان معتنيا به تعليم تدريس علمه الأدب اللغة والشعر فنبغ هذا السيد حيدر عن عمر مبكر وهو بعد لم يكن ذا عمر طويل فقط تسعة وخمسين سنة.

فمن بدايات عمر أخذ يعرض قصائده على عمه وعلى من كان في ذلك الوقت من شعراء فوجدوا فيه شاعرية عظيمة وكبيرة وأن هذا لو يستمر في هذا الميدان يسبق من يجري معه وبالفعل حصل هكذا. وأهتم بنفسه كثير لأن قضية الأدب والشعر ليست فقط هي موهبة من الله جزء منها كذلك لكن جزء كبير منها شغل وعمل وحفظ ومراجعه فقد كان يستظهر شعر الشريف الرضي تقريبا بكامله وهو في سن العشرين وهو كثيراً ما كان متأثر بشعر الشريف الرضي وقد تحدثنا عنه ذات ليلة. فكان يحفظ أكثره ان لم يكن كل شعر الشريف الرضي وبتالي استبغه أدبه وشعره وبلاغته وفصاحته وقوته من هذا الشاعر وأيضا الشاعر مهيار الديلمي أيضا شاعر متفوق جدا. هنا الفت نظر الاخوة الى امر ان العلم في أي ميدان أعطيه كلك يعطيك بعضه عندك علم من العلوم الطبيعية اوالدنيوية رياضيات فيزياء كيمياء أعطيه كل جهدك يعطيك بعضه وكذلك الامر في العلوم الدينية وهكذا في الأدب. فهذا السيد حيدر كان هكذا. كما قال بعضهم انه عثر على أحد كتبه وهو في سن العشرين كتب كل شعر الشريف الرضي بخطه فذاك الزمان لم يكن امر الطباعة والاستنساخ متيسرا كما الان. الان كل شيء متيسر وهذا فيه حجة على الناس إن لم يكونوا ذا همة وإنتاج علمي في هذا الوقت فكل الوسائل متيسرة. في السابق كم واحد كان يهاجر ليحصل على كتاب ولابد ان ينسخ الكتاب وقد يحتاج شهرين الى ثلاثة أشهر الان ما يحتاج الا ان يبحث في الانترنت ويراه باللحظة. فإذا لم ينتج أمثالنا في هذا الزمان انتاجا جيدا الحجة علينا تكون أبلغ وأقوى لأنه مع وفرة الوسائل وتسهيل الأمور ولا ننتج الإنتاج المطلوب وأولئك مع صعوبة الأمور الى درجة إذا أراد الشخص ان يقرأ كتاب لابد من أن ينسخه بنفسه وقد يستغرق منه ذلك فترة طويلة ومع ذلك أنتجوا ذلك الإنتاج العظيم.

فسيد حيدر برز بروزا استثنائيا وفاق سواه الى الدرجة التي أكرمه فيها مرجع الطائفة في زمانه بلا منازع الميرزا محمد حسن الشيرازي الكبير قائد ثورة التمباك- التي حرر منها إيران من الاستعمار الاقتصادي البريطاني قضية معروفة وعلامة فارقة في تاريخ إيران-. القضية أن البريطانيين جاءوا بالتعاون مع شاه إيران في ذلك الزمان قبل حوالي أقل من مئة وثلاثين سنة واتفقوا معه بمبلغ بسيط من الليرات الذهبية قالوا عشرة آلف ليرة فأعطاهم الجمل بما حمل كما يقولون. امتياز الاقتصاد بالذات في جهة التمباك التبغ كانت إيران تنتج التبغ على مستوى كبير جدا فكانوا يشترونه من الناس بسعر بسيط ويصنعوه يصدروه وما حد له الحق للبيع الا على هذه الشركة البريطانية في حديث مفصل ليس هنا مقام الحديث عنه. الميرزا الشيرازي الكبير-وهنا يتبين دور المرجعية وعظمة المرجعية الشيعية- رأى خطورةً كبيرةً في هذا الامر إذا دولة مثل بريطانية جاءت وسيطرت على اقتصاد بلد مسلم يصبح بزمامها تبيعه وتشتريه حسب التعبير. فأصدر فتوى من سطر واحد فقط هكذا كتب:( اليوم استعمال التنباك والتوتون باي نحو كان بحكم محاربة امام الزمان عجل الله فرجه). إذا واحد يستخدم التبغ يبيع او يشترى ويدخن التبغ في ذلك الزمان يعتبر ذلك اعلان الحرب ضد الصاحب زمان. وكانت مرجعية عامة لم يكن أحد ينافسه فيها فأمتنع الناس بأجمعهم عن البيع والشراء والاستعمال التبغ الى الدرجة أن زوجت شاه إيران الذي اعطى البريطانيين الامتياز أخرجت كل النرجيلات والتبغ عن منزلها فسأل الشاه عن النرجيلة ليستعملها فقالت زوجته إنها محرم فقال من حرمها فقالت كلمتها المشهورة الذي احلني لك هو الذي حرمها. فذلك كان تأثير الفتوة حتى في قصر الشاه فكيف في سائر الناس. فأنكسر الاستعمار البريطانيين لاقتصاد إيران واتلفت هذه الاتفاقية. الشاهد هذا الميرزا محمد حسن الشيرازي المعروف الميرزا الكبير وكان أقام في سامراء لخطة كانت لديه انتقل من النجف الأشرف الى سامراء. فذهب السيد حيدر آنذاك للمرجع الشيرازي وكان في شبابه في ذلك الوقت فأنشده قصيدة في إعظام لشأن مرجعيته وثناء على خطواته وعلمه. فالميرزا الشيرازي رد له الزيارة عادة المراجع إذا شخص عنده شخصية عظيمة في بلده إذا زاروهم يرسلون إليهم من حاشيتهم او أبنائهم. هنا المرجع الاعلى قام وذهب الى زيارة السيد حيدر الحلي في منزله الذي كان موجودا في سامراء وأعطاه مئة ليرة ذهب-الليرة الذهبية تساوي سبعة غرام والغرام بحدود مئتين وخمسين ريال في وقتنا تقريبا-. وأهم من هذا أخد يد حيدر الحلي وقبلها بالقوة والسيد حيدر يحاول الامتناع هذا حسب المنقول من أدب الطف وعن العلامة الأميني في الغدير وعهد هذه القصة عن ناقليها. وهذا يبين لك عظم هذا المرجع أولا ومعرفته بدور هذا الشاعر وعظمة هذا الشاعر وأثره وما الذي قام به. 

له كثير من القصائد فمنه ما كان يسمى الحوليات. الحوليات من الحول يعني سنة. فكان ينظم قصيدته في الحسين في أول السنة ولا يكشفها لأحد ويظل يراجعها ويصححها ويعود عليها ويعرضها على أهل الصنف الذين لهم القدرة شعرية قوية مدة سنة كاملة. ثم في بداية السنة القادمة يعلن عنها ويعرضها ويقرئها ويعطيها لمن أراد ولهذا كانت تسمى الحوليات. ولهذا يقولون أن الشعر السيد حيدر نادر جدا أن يكون فيه حشو أو كلام إضافي كان شعرا عجيبا في قدرته وتأثيره في بلاغته ونحن الآن لا نتحدث عن كل شعره وإنما هو في شعره الحسيني فقط رضوان الله تعالى عليه. 

مما يذكر في أموره ايضا ان بعض قصائده مطلعها كانت بواسطة سيدنا الزهراء عليه السلام. فإنه ينقل عنه هذه القصة انه في ذات ليلة رأى في عالم الرؤيا الزهراء عليها السلام جاء اليها وقبل يدها باعتبار انها جدته فقالت له: 

أنـاعيَ قتلى الطَّف لا زلت ناعيا        تُهيج على طول الليالي البواكيا 

هذا مطلع القصيدة فاستيقظ من النوم وأخذ يجول في غرفته وهو يكمل هذه القصيدة:

أعِـدْ ذِكـرَهم فـي كـربلا إنَّ ذكـرَهم       طوى جَزَعَا طيَّ السجلِّ فؤاديا

ودعْ  مُـقـلتي تـحـمُّر بـعـد ابـيـضاضِها   بعدِّ رزايــا تـتـركُ الـدمعَ دامـيا

الى ان يقول : 

ومـمَّاـ يُـزيـل القـلبَ عـن مُـسـتـقـرّه    ويترك زندَ الغيظِ في الصدر واريا

وقـوفُ بـنـات الوحـي عـنـد طـليـقِها    بـحـالٍ بـهـا يُـشـجينَ حتَّى الأعاديا

أبــا حــسـنٍ حـربٌ تـقـاضـتـك ديـنَهـا    إلى أن أسـاءت فـي بنيك التقاضيا

الى ان يستمر في هذه القصيدة الشجية والمؤثرة التي حظيت ببركاته سيدة نساء فاطمة صلوات الله وسلامه عليها. 

 هذا من ناحية يقطر رقتا وحزنا وألما لكن إذا أتى الى قضية الحسين ومواقفه ترى كل عناوين الكرامة كل عناوين الإباء كل عناوين العز بارزة في شعره. وقصائده في هذا الجانب كثيرة منها: 

قد عهدنا الربوع وهي ربيع       أين لا أين أُنسها المجموعُ

الى ان يقول: 

طمعت أن تسومه القوم خسفاً     وأبى الله والحسام الصنيع

كيف يلوي على الدنية جيداً       لِسوى الله ما لواه الخضوع

فتلقى الجموع فردا ولكن       كل عضو في الروع منه جموع  

عزمه من بنانه وكأن من          عزمه  حد سيفه مطبوع      

لكن إذا أتى الى قضية حريم أهل البيت هناك ينخذل يقول: 

قوضي يا خيام عليا نزار              فلقد قوض العماد الرفيع 

وأملائي العين يا أمية نوما           فحسين على الصعيد صريع 

ودعي صكة الجباه لؤيٌ           ليس يجديك صكها والدموع 

فلمى يصل الى النساء تراه يذوب رقة ويذوب حزنا لكن في الجهة الأولى يتفرعن فيه الإباء ويعظم فيه حس الكرامة. وهكذا سائر قصائده. هذه القصيدة من توفيقه ومن شدة إخلاصه اننا نراها قل ما يكون خطيب لا ينشدها لا يقرءها لا يتمثل بها اما بشكل كامل او في بعض الحالات القصيدة التي قرئناها اول المجلس: 

ألله يا حامي الشريعة               أتقرّ وهي كذا مَروعه 

بك تستغيثُ وقلبها                 لك عن جوى يشكو صدوعه 

هذه أصبحت أشهر من كل القصائد التي تليت في استنهاض واستنجاد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .

ومن قصائده المعروفة جدا ويترنم بها من يريد ان يجلي حياة الحسين عليه السلام في الإباء: 

كفاني ضنىً أن أرى في الحسـين***شَـفَت آلُ مروانَ أضغانَهَا

فأغـضــــــــــبـتِ اللهَ فــي قـتـلِــهِ***و أرضَـت بذلك شــيطانَهَـا

عشــــية أنـهـَضــَــهَا بـَغـيـُهَـــــــا***فـجـائــَتهُ تركـبُ طُغيانَهَـا

بِجَمـعٍ مـن الأرض سَــدَّ الفــُروج***فـَغَطَّى الـنجـود وعيظانَهَا

وَطَا الوحـــشُ إذ لم يَـجِـد مـهـرباً***وَلازَمَـتِ الطَـيـر أوكانـَهَا 

الى ان يقول : وسامته أحدى اثنتين (الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين أثنتين...)

وَسَـــامـَتهُ يركـب إحـدى اثـنـَتـَيـنِ***وَقَد صَرَّت الحربُ أسنانَهَا

و أمـا يـُرى مـــذعِــنـاً أو تـَمـــوت***نفـــسٌ أبَـى العِـزُّ إذعانَهَا

فـقـال لـهـا اعـتـصـــــمي بالإبــــا***فنفــــسُ الأبـيِّ وما زانَهَـا

إذا لم تَجِد غـيــرَ لـبـــس الـهَــوان***فـبالـمـوت تَنـزَعُ جُثمَانَهَـا

رأى القتل صبراً شـــعار الـكــرام***و فـخراً يـَزِيـنُ لَها شَـانَهَـا 

ولمى قال :

 ولـمــا قـضــــى لـلـعـُلــى حـقَّـــهَـا***و شَـــيَّدَ بالســـيفِ بُنيَانَهَـا

تـرجّــــل لـلـمــــوتِ عـن ســـابـق***له أخـلـَتِ الخيـلُ ميدانَهَـا

 غـريـبـاً أرى يا غـريـبَ الـطـفـوف***تَوسُّـــدَ خَـدِّكَ كـثـبـانـَهَـا ( يا أيها الشاعر اين الخد الذي توسد عليه!) 

وقتلك صبرا بأيدي ابوك  ***  ثناها وكسر أوثانها

وهكذا يستمر في هذه القصيدة النونية التي قل نظيرها ان لم يكن انعدم.  

قصيدته الخامسة التي نشير اليها في قوله : 

ثـوى الـيومَ أحـماها عـن الـضيم جـانباً … وأصـدقها عند الحفيظة مخبرا

وأطـعمها لـلوحش مـن جـثث الـعدى … وأخـضبُها لـلطير ظِـفراً ومِنسرا

الى ان يستمر هكذا ويشير الى وضع العقائل والزينبيات : 

مـشى الـدهرُ يـوم الـطف أعـمى فـلم يـدع … عـماداً لها إلاّ وفيه تعثّرا

وجـشمها الـمسرى بـبيداء قـفرة … ولم تدر قبل الطف ما البيد والسرى


وهكذا يعرج على قضية الاسارى والسبايا بعدما جلى صورة الحسين عليه السلام في أوضح درجات الكرامة والاباء والعزة. لا غرابة بعدها أن يكرمه مرجع زمانه هذه الكرامة. انت ترى الان مر على ممثل هذه القصائد نحو مئة وأربعين سنة ولكن مع ذلك الى اليوم عندما تقرأ عليك هذه القصائد وعندما تستمع الى تلك الصور المؤثرة لا تتمالك الا ان تحزن وتبكي وتتعلق أكثر بالحسين عليه السلام. وهذا ما أشرنا عليه من أن دور الشعر في الرواية من أنشد شعرا في الحسين فأبكى خمسين فله الى الجنة الى ان يقول من أبكى واحد فله الجنة الى ان يقول فبكى أو تباكى فله الجنة باعتبار أن هذا الشعر حدوده ليست زمان معين وانما حدوده انه يعبر الزمان ويعبر المكان ويؤثر على الناس ملايين البشر من شيعة أهل البيت عليهم السلام عندما يستمعون الى هذه الابيات وهذه الاشعار في مواضعهم ومواقعهم يزداد تعلقهم بالأئمة المعصومين عليهم السلام تتجلى في أعينهم مقادير التضحية التي قام بها أئمة الهدى عليهم السلام من أجل الدين والإسلام وهذا منحى عقائدي مهم ان أنت تستطيع ان تربط المجتمعات الشيعية والناس بأئمتهم و تزيد من قربهم اليهم وتعلقهم بهم في وقت كثير من الظروف التي تصنع بعدا عن الايمان عن أهل البيت وعن القرآن وعن الإسلام يأتي هذا الشاعر ولو كان قد القاها قبل مئة سنة فيلصقك بالحسين عليه السلام يقربك اليه يجعل مصيبة العقيلة زينب وسائر النساء أعظم من مصيبتك في نفسك. هذا أمر من الأمور العقائدية غير البسيطة ولهذا نفهم ما ورد في الروايات في شأن من أنشاء الشعر سوآءا كان من تأليفه هو او كان منشدا مثل الخطيب الرادود الحسيني بل انت أيضا إذا كنت تترنم في ابيات شعر في الحسين فحصلت لك حالة بكائية فهذا ثوابه ثواب العظيم في الروايات.

نسأل الله الله سبحانه وتعالى أن يجعل مقام هذا الشاعر الكبير السيد حيدر الحلي رضوان الله تعالى عليه مع أئمته ويجعلنا والسامعين معه ومعهم في الجنة إن شاء الله وهؤلاء بلا ريب ممن ترجى شفاعتهم الائمة المعصومون في طليعة القائمة ثم من بعد ذلك من كانوا مقربين منهم. احنا عندنا روايات ان من المؤمنين لمن يشفع في مثل ربيعة ومضر. ربيعة ومضر أكبر قبيلتين عربيتين في ذلك الوقت والحديث يقول من الممكن ان يكون هناك مؤمن يشفع في هذا المقدار مئات او آلاف من الناس إذا كانوا محل الشفاعة فكيف إذا كان ملتصقا بآل محمد عليهم السلام بهذه الطريقة وكيف إذا كان نفس المعصومين صلوات الله عليهم نسأل الله ان لا يخيبنا في رجاءنا في شفاعة أئمتنا وشفاعة المؤمنين بهم. نكتفي بهذا المقدار من الحديث عنه وان كنا لا نزال على ساحل بحره وشعره ويستحق أكثر من هذا هناك كتب دراسات عن الصور الجمالية والفنية والبلاغية في شعر السيد حيدر وهذا لا يتيسر للإنسان ان يلقيها لا في محاضرة ولا محاضرتين وانما تحتاج الى وقت طويل ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله ولكن كانت هي محاولة لتذكير بهؤلاء الشعراء في هذه الأيام التي انصرمت من أجل أن نتعرف عليهم وأيضا ان نقتدي بهم. قول الشعر خدمة من الخدمات التي يقوم بها هؤلاء في سبيل الحسين واهل بيته عليهم السلام أي خدمة انت تقوم بها في سبيل الحسين واهل بيته ومن اجل أعلاء صوته ونهضته أيضا انت مشمول بما وعد من الثواب على هذه الأمور والا ليست مقصورة على قول الشعر او القاء الشعر زيد من الناس ليست عنده هذه القدر هل معنى ذلك انه أغلق عليه الباب؟ كلا هناك أبواب كثيرة يستطيع من خلالها خدمة الحسين ومثل هذا المجلس وسائر المجالس هنا وهناك وضيافة من يحضر هذه المجالس الانفاق عليها العمل اليدوي فيها كل هذا ايضا محسوب في جملة الخدمات المنظورة نسأل الله ان يتقبل من جميع المؤمنين أعمالهم في هذا الامر. حقيقة الانسان عندما يرى مجالس للحسين في أماكن ما كان يتوقع ان تقام فيها مجالس اهل البيت من كمبوديا من ميانمار والناس قد لبست السواد وينادون لبيك يا حسين ولبيك يا علي الأكبر ولبيك يا عباس وهو لتوهم قد تعرف على هذا المنهج هذا من ثمار هذه المجالس وهذه المراسم وهذا العزاء. وكل ذلك راجع الى هذه التضحية التي قدمها سيد الشهداء من أجل دين ربه وشريعة جده صلوت الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين.   



مرات العرض: 3413
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 53317.88 KB
تشغيل:

حياة الشريف الرضي وشعره في الإمام الحسين ع
الشيخ حسن الدمستاني وشعره الحسيني