من الحياة الاجتماعية والاسرية للإمام السجاد 25
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/1/1442 هـ
تعريف:

من الحياة الاجتماعية والأسرية للامام السجاد عليه السلام

كتابة الفاضلة هديل الزبيدي/ العراق

لابد ان اشير الى ان هناك صورة غير حقيقة هي الصورة الغالبة في اذهان قسم من الناس عن الامام السجاد زين العباد عليه السلام  هي صورة الامام العليل المريض الذي ظهره مقوس دائما وحاله لا يساعده على فعل شيء ولعله لذلك اصبح لقلب العليل هو اللقب الغالب على الامام عليه السلام مع ان هذا هو جزء بسيط من الصورة يعني الامام السجاد عليه السلام اذا كان عمره الشريف ٥٦ او ٥٨ او ٦٠ سنة على الاختلاف في سنة ولادته هي سنة ٣٤ او ٣٦ او ٣٨ وكانت شهادته سنة ٩٤ هجرية المهم هذه الفترة الزمنية الطويلة التي تصل في بعض التواريخ الى ستين سنة كانت فترة مرضه سلام الله عليه المفروض انها لاتتعدى شهرين في اكثر الفروض وان هذا المرض والذي اشرنا اليه في بعض المواقع وانه كان اشبه بما يسمى اليوم بالتجفاف الجفاف على اثر ان معدة الانسان لاتستطيع الاستفادة من الطعام ولا تمسكه كما يستفاد من روايات واردة في قضية كربلاء هذا المرض اذا صار عند الاطفال من الممكن ان يؤدي الى مماتهم في تلك الازمنة الان يستعينون فيه بالمغذيات والسيلانات لتعويض النقص الحاصل في البدن بمثل هذه الوسائل الطبية الحديثة ، في ذلك الوقت الغالب اذا صار عند الاطفال  مثل هذا المرض ينتهون وبالنسبة الى الكبار منهم من يموت بهذا ومنهم من يبقى ولكن مع عدم القدرة على صناعة شيء البدن كيف تصبح عنده طاقة عندما يكون قادر على الاستفادة من الغذاء الذي يصل اليه اما اذا هذا البدن لم يكن قادرا على الاحتفاظ بالغذاء والاستفادة منه فلا يملك هذا البدن طاقة ، هذا المرض ايضا الذي حدث كان لاجل حكمة وهي ان يسقط الجهاد والدفاع عن الامام السجاد بالنسبة لابيه الحسين عليه السلام الامام المعصوم اذا كان مهددا بالموت فيما نعتقد نحن الامامية فيجب على من حضر في ذلك الوقت من موته وان يجاهد بين يديه وان يضحي بنفسه دفاعا عن الامام او النبي المعصوم ولذلك ورد انه {لايكون احدكم مؤمنا حتى اكون احب اليه من نفسه} كما ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه واله فان الانسان اذا لم يحبب النبي اكثر من حبه لنفسه لايمكن ان يضحي بين يديه وامر الدفاع والجهاد وحماية المعصوم من قبل الناس هذا امر عندنا في عقيدتنا الامامية مفروغ منه فلو كان الامام عليه السلام السجاد في ذلك الوقت قادرا وغير معذور فانه مطالب بالدفاع والجهاد ، فقد نقل عن الامام الحسين عليه السلام{ فانه لايسمع واعيتنا احد ثم لاينصرنا الا اكبه الله على منخريه في نار جهنم } وبهذا حذر بعض الحاضرين قال لهم اذا لا تريد ان تنصرنا انصرف من هنا لماذا ؟ لأنه سيتفانى الأصحاب بعد ذلك ويستنجد الحسين و يستنصر واذا لم ينصره من كان قادرا على النصرة ومن كان غير معذور عن الجهاد فهذا مصيره اسود ، فإذن قضية المرض هي لحاجة معينة ولظرف خاص وفترة زمنية خاصة لم تستغرق هذه الفترة الا هذا المقدار فلنفترض من قبيل كربلاء من اول ايام محرم مثلا الى ما بعد العاشر من محرم ثم صار عليها اضيف على هذا ما لقي من الاذى والتعذيب والجرح وقضية الجامعة والاغلال والسفر المجهد فأستطال هذا المرض لفترة اطول ربما الى حين رجوعه الى المدينة المنورة ثم يفترض بعد ذلك انه انتهى هذا المرض ، لكن نأتي ونقول طول حياته انه عليل مع انه بفترة كان لاتتجاوز ٣ اشهر اكثر او اقل هذا امر ليس كامل الصورة والشخصية وانما احد جهاتها وعنواينها وهو صحيح ولا اشكال ، ربما قسم من الناس يلجأون الى هذا حين التوسل لشفاء المرضى لما يوجد من المناسبة بين علة ومرض الامام السجاد وبين الحاجة والطلب في المرض مثلما انه يتوسل بالامام الكاظم عليه السلام في قضية السجناء والمعتقلين والمكروبين لكن هذا كما قلناه هو لجهة ولفترة خاصة فينبغي ان تصحح هذه الفكرة في الاذهان ، الامام عليه السلام خارج هذا الاطار مارس ادوار مهمة جدا اجتماعية علمية سياسية متميزة اشير الى بعض الاشارات فيها ، الامام السجاد عليه السلام ينقل من قبل مؤرخي ومحدثي العامة مدرسة الخلفاء والامامية ان الامام السجاد عليه السلام كان يعول ١٠٠ بيت ويقال اكثر من ١٠٠ في المدينة المنورة حتى اذا انتقل الى رضوان الله عز وجل علم هؤلاء من كان يعولهم افتقدوا ذلك المدد ،

في بعض الروايات هو نفسه كان يحمل هذه الأشياء ؟ في بعض الروايات اخرى كان يستعين بآخرين هذه الرواية اذا فكرنا وتأملنا فيها وهي كما قلت مما وقع الاتفاق عليها بين الفريقين خمسمائة بيت في الحد الادنى في كل بيت ستة اشخاص المفروض هذا أدنى شيء زوج وزوجة واربعة اولاد مع الملاحظة ان تلك الازمنة (لا يوجد تحديد وتنظيم للنسل ) كان امر الاستكثار من الاولاد امر مطلوب ضمن البيئة الاجتماعية لكن لو حسبنا اقل معدل فهذا يعني انه هناك ستمائة شخص في المدينة المنورة كان الامام السجاد عليه السلام يعولهم ويرعاهم ويرفدهم في نفس الوقت ينقل عن الامام السجاد عليه السلام انه قال ما بمكة والمدينة عشرون من محبينا ، انت تصور ان هذا المعنى موجود اذا في المدينة لايوجد عشرين واحد محب حقيقي للامام عليه السلام لا المعنى العام انه يحبه يميل اليه لا وانما بمعنى انه يحبه محبة حقيقية يسمع قوله يتبرأ من اعدائه ينتهج بمنهجه سواء ان كان هذا عدد دقيق او عدد تقريبي مهما يكن ، هناك فرق بين عشرين واحد وستمائة واحد الامام عليه السلام كان يعولهم يعني ( مثل ما انت توفر الى اهلك الطعام والشراب وهم من عيالك وتجب عليك بناءا على ذلك زكاة فطرتهم ) كان يعول مئة بيت هذا مع ان المدينة لم تكن متعاطفة التعاطف المطلوب مع ائمة الهدى سلام الله عليهم ، رأينا في قضية كربلاء كيف كان ورأينا بعد كربلاء كيف كان الوضع ، فمثلا مثل هذا الامر اذا واحد يريد يظهره ويبينه الى الناس ان شخصا لايؤمن به جماعة ولا يحبونه ولا يتعاطفون معه ومع ذلك يحمل اليهم مؤونتهم وما يرم به عيشهم ، اذا كم ضعف بين عشرين وستمائة واحد بحسب الفرض هناك حوالي ثلاثين ضعف فهذا يتبين منه مدى نشاط الامام الاجتماعي عليه السلام في الجانب الاخر دور الامام العلمي كان الاما السجاد عليه السلام دور علمي متميز في المدينة المنورة بحيث ان السبعة الفقهاء تنتهي اليهم الحلق والدروس والمعارف العلمية الدينية هؤلاء بشكل مباشر او غير مباشر كانوا يأخذون عن الامام السجاد عليه السلام علمهم وكان الامام لا يقصر في هذا المعنى معهم حتى ذكر هذا كشاهد فقط والى الان هذا موجود ان قسما من هؤلاء اجتمعوا وتبادلوا النظر عن اقسام الصوم ، كم قسم للصوم عندنا ؟ من واجب ومستحب ومباح ومكروه ومحرم فالبعض قال خمسة والبعض قال ستة والبعض قال سبعة وما شابه ذلك ، فلما جاء احد هؤلاء الفقهاء الى الامام عليه السلام فسألهم فيم كنتم تتحدثون اليوم ماهي احاديثكم عما كنتم تتناقشون ؟ قال له بحثنا عن وجوه الصوم كم من الصوم عندنا من أفراد ؟ فبعض قال خمسة وبعض سبعة وبعض عشرة فقال له ياهذا ان الصوم يقع على أربعين وجها لا خمسة ولا سبعة ولا عشرة وانما اربعين مفردة عندنا في الصيام قال له بينها لي يا مولاي ، فاخد يبينها له واحدة بعد الاخرى ، ولم يكن يحجب علمه صلوات الله عليه حتى عن من كان يخالفه مثل محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، هذا كان بمثابة مفتي الامويين بالذات في ايام بني مروان الموجة الثانية من الدولة الاموية بعد السفيانيين معاوية ويزيد وجاء الدور المرواني هذا صار بما يشبه المفتي العام قاضي القضاة فأصاب دما في غير حل ، تعرف انت هؤلاء بعضهم يفتي من غير علم حقيقي الامام الصادق عليه السلام يخاطب اثنين من الفقهاء ويقول 

{شرقا وغربا لن تجدا علما صحيحا الا خرج من آل محمد}

فهذا اذا تصدى وهو لايملك العلم الصحيح يقع في اخطاء ومشاكل وبناءا على ذلك طاب دما فحسب تعبيرنا المعاصر اصابه اكتئاب يعني انصرف عن شغل وانعزل ولم يرض بان يتصدى لشيء واصابه اليأس انه مادام هذا اصاب دم قتل انسان من غير حل وحق ، بماذا يجيب ربه يوم القيامة ، فلما مر على الامام السجاد عليه السلام اخبره الامام السجاد انما ما انت فيه من اليأس من عفو الله عز وجل هو اشد من ذاك وعلمه كيف يخرج من هذه المسألة ثم صار محمد بن شهاب من جديد يأخذ عن الامام السجاد عليه السلام وللاسف لم يحفظ اهل البيت بما كان ينبغي ان يحفظوا فيه لكن الامام كان يلقي بعلمه ومعارفه وخزائن علمه حتى الى امثال هؤلاء ، فايضا الامام السجاد عليه السلام كان له دور علمي متميز ومهم .

هذه الليلة سوف نشير الى جهة اخرى في حياة الامام عليه السلام وهي ما يرتبط بحياته الاسرية والاجتماعية هذا البحث ربما يكون من البحوث القليلة التي تذكر وتبين في حياة المعصومين عليه السلام بالرغم من اهميتها وضرورتها نظرا لانها هي الاقرب الى حياة الناس ، الانسان يعيش حياة اجتماعية وأسرية عنده اولاد ،كيف يقوم بتربيتهم ، كيف يتحمل مسؤوليتهم هذا مهم نحن للأسف عندنا حالة بدأت تتشكل ويشتكى منها بأن الوالد قسم من الآباء ( ان شاء الله لا يكن أحد من السامعين ليس من هذا الصنف) يأتي بالولد ثم بعد ذلك لايهمه امره في شيء تستنجد به هذا ولدك لا يصلي الزوجة تكلم معاه ابنك لا يصلي ابنك يدخل على مواقع محرمة ابنك عابث ابنك يهمل في الدرس ابنك اصبح من البطالين ولا يتحمل مسؤولية الصلاة لا يصليها هو وكانه الأمر لا يهمه في شيء يعتبر ان وظيفته ومسؤوليته ان يذهب ويكد من الصباح يأتي بالأموال حتى ياكلوا ويسمنو ويكبرون ، الله يقول لك { قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } انت مسؤول عن ابنك كيف ان تطبعه على الهدى لا تقل انا مالي شغل هو يقوم للصلاة لايصلي ذنبه على جنبه او بعده صغير خصوصا هذا بالنسبة الى الفتيات ، اامهات تقول بعدها كل عمرها عشرة سنوات خليها بعد شوية ، البنت تتعلم على امور كثيرة افلام تشاهد العاب تصرف وقت ليس بقليل من وقتها على ذلك موضا تتاتبع حياة الممثلات تحفظها هذا كله ليس بصغيرة عليه ؟ اذا صار موضوع الصلاة والصيام ستكون البنت صغيرة ينبغي ان يلتفت المؤمنون الى ان مسؤولياتهم هذا الامر لاسيما وان التحديات اكبر الان ، ربما في وقت سابق ما كانت الاسرة تتحدى بهذه الصورة اذا انت قطعت ما تودي هذا الى الخارج خلاص انت في بيئة محافظة الان في داخل بيتك يأتون اليك ويغيرون افكاره واخلاقه ووو والى غير ذلك ، فمن المهم ان يتحمل الانسان المؤمن مسؤولية أبنائه و المؤمنة مسؤوليتها بناتها من هنا ينبغي ان يتم التعرض الى ائمة الهدى والى حياتهم الاجتماعية والاسرية .

نشير هنا الى بعض ما يرتبط بحياة الامام السجاد الاسرية صلوات الله وسلامه عليه نعني بذلك محيط زوجته او زوجاته واولاده المذكور ان اولاد الامام السجاد عليه السلام كانوا خمسة عشر ما بين ذكر وانثى اربع من الاناث واحد عشر من الذكور 

(زوجاته) الزوجة الحرة الوحيدة كانت بنت عمه فاطمة بنت الحسن المجتبى عليها وعلى أبيها وزجها السلام ، هذه امراة من النساء التي يتحدث عنه الامام المعصوم وهو الامام الصادق عليه السلام فيقول:

 { كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها } 

الامام يتكلم عن جدته والدة ابيه الباقر وينقل عنها بعض الكرامات ( الكرامة ما تصير للانسان الا بعد ان يبلغ من القرب مكانا من الله عز وجل بحيث يوقف الله سبحانه وتعالى المعادلات التكوينية ولو ببعض الوقت كرامة لهذا الانسان القريب منه ، معادلات الكون هي بيد الله سبحانه وتعالى فيجريها او يوقفها هو غالب عليها وعلى قوانينها)

 فيقال عنها مرت ذات يوم على جدار يكاد ينقض فاشارت بيدها هكذا لا والله ما إذن الله لك أن تسقط حتى اجوز ، وبالفعل جازت ومرت ثم بعد ذلك سقط ذلك الجدار ، نحن لا نستبعد هذا وامثاله من هذه وامثالها ، لا نريد ان نقول ان كل حياتهم كانت عبارة عن كرامات ومعاجز وما شابه ذلك لكن نفي هذا بالمرة ليس صحيحا ، كان لبعض هؤلاء ليس كل زوجات الائمة كانوا بهذا الشكل بل ولا كل زوجات الائمة ذكر فيهن انها صديقة لم يدرك مثلها لكن هذه ذكر فيها هذا المعنى والجدير بالأمر والمناسبة اللطيفة انها هي التي ستكون واسطة في ان يكون ائمة الهدى عليهم السلام من الامام الباقر الى الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ينتسبان الى الحسن والحسين لان الامامة بعد علي في الحسن والحسين ثم صارت في الحسين واولاده و هل خرج الامام الحسن من المعادلة بالكامل ؟ 

من خلال ابنته فاطمة هذه الصديقة التي لم يدرك في آل الحسن مثلها صار كل الائمة من بعد الامام السجاد عليه السلام كلهم جدتهم هذه وجدهم الحسن عليه السلام ولذلك اذا سألوك الامام المهدي بماذا ينتسب للامام الحسن عليه السلام ؟ 

يكون جده من جهة الأم بواسطة هذه المراة وكأننا نشبه بينها وبين فاطمة الزهراء عليها السلام في أن فاطمة الزهراء من خلالها اجتمعت النبوة والامامة وانجب الائمة المعصومون عليهم السلام هذه ايضا رجعت وجمعت فرعي الحسن والحسين بدءا من الإمام الباقر الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هذه زوجته الحرة الوحيدة فيما نقلوا كان من ابنائها الإمام الباقر سلام الله عليه وكفى به معرفة باقر علوم الاولين والآخرين الذي يتحدث عنه رسول الله قبل ولادته و ستدركه ياجابر فإذا لقيته فأبلغه عني السلام وهذا من أنباء الغيب التي كانت يخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وآله ، أيضا أنجب منها الإمام السجاد عليه السلام عبدالله ويسمى بالباهر ( عبدالله الباهر) لشدة جماله هناك الباقر لاجل علمه هذا الباهر لأجل جماله ووضاءة وجهه واستقامته ، وروى عن أخيه الباقر عليه السلام وروى عن أبيه السجاد عليه السلام روايات متعددة من جملتها هذه الرواية المشهورة تنقل منه وعنه وعن الرسول صلى الله عليه وآله هي { البخيل كل البخيل هو الذي إذا ذكرت عنده ولم يصلي علي }

وأيضا روى عن جده امير المؤمنين عليه السلام عن ابيه السجاد وجده الحسين وعن أمير المؤمنين روايات في أبواب الحدود (حد السارق) وتفصيلاته تذكر هناك، فهذا عبد الله الباهر هو من أولاد السجاد عليه السلام .

من اولاد الامام السجاد عليه السلام زيد الشهيد ابن علي ابن الحسين وهذا ليس من فاطمة بنت الحسن وانما من جارية نقل ان المختار بن عبيدة الثقفي المعروف قد اهدى ثمنها او اهداها الى الامام السجاد سلام الله عليه وقيل ان اسمها حوراء وهذه لما دخل بها الامام السجاد عليه السلام ولدت له زيد الشهيد في حوالي سنة تسع وسبعين هجرية وقيل غير ذلك وله مناسبة ايضا ، ان الامام لما أخبر عنها وكان يعقب بعد صلاة الفجر لان من المستحبات أن الإنسان بعد صلاة الفجر ان لا ينام وانما يبقى منشغلا بالتعقيب لأن في ذلك الوقت حسب ما ورد في الروايات تقسم الارزاق ووالى غيره فجاءه من يخبره بان احدى نسائه عندها طلق وفي حالة وضع فنظر الامام عليه السلام الى القرآن فخرجت الآية المباركة 

{ وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } فقال الامام أنه والله زيد لما عنده من العلم بان مسيرة هذا الشهيد ستكون مسيرته الجهاد ، زيد بن علي بن الحسين الشهيد ثار ضد هشام بن عبد الملك وعارضه لانحرافات هشام بن عبد الملك واستشهد سنة مائة وعشرين هجرية أخذ العلم من أبيه الى سن سبعة عشر بقى مع ابيه السجاد سبعة عشر عاما تقريبا ، نقول تقريبا لماذا ؟ لان عندهم اختلاف احيانا يصير في سنة ولادته وهذا الذي يجعل الأمر غير محسوم بعضهم يقول هل هذه السنوات بعضهم يقول بعد هذه السنتين او قبلها بسنتين فبقي مع ابيه السجاد عليه السلام حوالي سبعة عشر عاما أخذ عنه العلم ،لما استشهد الإمام زين العابدين عليه السلام سنة اربعة وتسعين على المشهور انتقل بالتعلم الى أخيه الباقر ، الامام الباقر أكبر منه سنا وهو متقدم عليه علما وكان زيد يعترف بان اخيه الباقر بالتقدم العلمي وعن الإمام الباقر وابيه السجاد أخذ زيد الشهيد علما كثيرا لاسيما ما يرتبط بالقرآن الكريم ، في بعض السنوات نحن تحدثنا في موضوع المعارف القرانية ذكرنا الشهيد زيد وكيف اخذ من القراءات وما شابه ذلك عن ابائه حتى الى الان له قراءة خاصة وتفسير خاص والى الان موجود ومحفوظ عنه كذلك في الفقه كان له معرفة كبيرة ومفصلة ويوجد مدح وثناء عليه من الامام الصادق عليه السلام {وأنه لو ظفر لوفى } يعني كان سيسلم الأمر لو حصل النصر على الأمويين كان سيسلمه الى أئمة أهل البيت عليهم السلام .

من ابناء الامام السجاد عليه السلام (عمر الأشرف) في مقابل (عمر الأطرف) والأخير هو من اولاد امير المؤمنين عليه السلام ، عمر الأشرف ( لعل قسم من الناس تقول لماذا الائمة عليهم السلام يسمون بإسم الخلفاء ، بل أكثر من هذا قسم من اتباع مدرسة الخلفاء يقولون هذا إذن يدل على انه هناك انسجاما تاما بين الائمة عليهم السلام وبين المدرسة الاخرى و رموزها وشخصياتها وهناك كتاب ربما اشرنا اليه كتابا محقق جيدا اسمه التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي مؤلفه المحقق السيد علي الشهرستاني وهو محقق بارع ومتين وتعرض الى هذا في بحث قيم في حوالي ٢٥٠ صفحة بشكل بديع رد على أصل الفكرة وعلى وتفاصيلها ومن اراد التفصيل يرجع إليه لكن المختصر يعني مايناسب هذا المقام حتى لاندخل فيه بشكل تفصيل انه اذا ثبت ان هذه الاسماء هي ملك لاشخاص معينين وماخذين عليه صك هذا الكلام صحيح ، يعني هذا الاسم ملكي وعندي عليه صك ملكية لا احد يستطيع ان يستخدمه الا ان يستأذن مني او ان يكون على انسجام معي اذا بهذا الشكل اذن الكلام صحيح واما اذا لم يكن هكذا هاشم جد الاسرة النبوية كان اسمه عمرو هل المطلوب من كل واحد اسمه عمرو ان يذهب ويستأذن من بني هاشم ، تقبلون ان اسمي ابني او اخي باسم جدكم ؟ لا احد يلتزم بهذا لا في ذلك الزمان ولا في غيره من الازمنة فلا دلالة لهذا على هذا الامر الا اذا كان المتقدمون يمتلكون هذه الاسماء ملكية ونهائية بل نستطيع ان نعكس المسألة ايضا ، نقول معنى ذلك انه اذا سموا انهم على انسجام واذا لم يسموا فهم على غير انسجام هكذا انتم تقولون ؟ لم نجد في اتباع مدرسة الخلفاء في الخلفاء والامراء اي واحد اسمه علي او الحسن او الحسين لايوجد اصلا الى مائة سنة ابحث لن تجد فخل معنى ذلك اهل البيت يحبون هؤلاء حتى يسمون باسمائهم ،اولئك لا يحبونهم فلا يسمون باسمائهم ، هل هذه المعادلة تقبلونها ؟ الحال انه لا القضية قد يرتبط الاسم بمسألة الحب وقد لا يرتبط ولا حاجة لي لا استأذن ، الان اليوم اذا اريد ان اسمي باي اسم من الاسماء باسم احد الحاضرين مثلا لجهة من الجهات لا احتاج ان اذهب واستإذن منه بل احيانا لا الحظ ان فلان اسمه هكذا وانني سوف اسميه بهذا الاسم لاجل ذاك فكون الامام السجاد يسمي ابنه بإسم عمر او ابو بكر او عثمان او فلان هذا لايعني بالضرورة انه يرضى عن كل سياساتهم لاربط هذا الموضوع بذاك هذا له ملف وذاك له ملف خاص )

فهذا عمر الأشرف كان من ابناء الامام السجاد عليه السلام وكان عالما جليلا وقد تولى صدقات النبي صلى الله عليه وآله وصدقات اميرالمؤمنين هنا اشير الى موضوع صدقات النبي وصدقات امير المؤمنين اشارة عابرة وهي ان امير المؤمنين عليه السلام بعدما حفر ابار كثيرة كأبيار علي وحفر مثلها في ينبع حفر البئر في ذلك الزمان يعني بستان لان العقبة الاساسية في ذلك الوقت كانت قضية الماء ، الأرض والبذور موجودة المشكلة الحقيقية هي الماء اذا البئر حفر معنى ذلك بسهولة يتكون البستان ، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في فترة ٢٥ سنة التي بقي فيها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله الى ان جائته الخلافة في هذه الفترة كان من جملة ما يعمل يعمل هذا الامر بعدما اكتملت هذه البساتين وعند قرب شهادته اوقفها صدقة لبني فاطمة اولا ثم أبناء علي عليه السلام ثم عامة المسلمين من كان يحتاج منهم إليها وترك ولايتها لولد فاطمة خاصة وابناء امير المؤمنين من غير ولد فاطمة يعني من غير ولد الحسن والحسين يعني مثلا اولاد محمد الحنفية لايدخلون في هذا ، اولاد عمر الاطرف لا يدخلون فيها بقية اولاد امير المؤمنين من غير نسل الحسن والحسين ليسوا أولياء على هذه الأوقاف وان كان يمكن ان يتصدق عليهم وينفق عليهم منها كل اولاد امير المؤمنين يستطيعون ان يستفيدوا منها بمعنى يصلهم ناتجها لكن الولاية لمن ؟ الولاية لمن كان من نسل الحسن والحسين فكان عمر الاشرف باعتباره من اولاد الامام السجاد فهو من اولاد الامام الحسين وبالتالي من اولاد فاطمة وأولاد الحسن نفس الشيء ، فكانت صدقات امير المؤمنين بين اولاد الحسن واحفاده من جهة واولاد الحسين وأحفاده من جهة أخرى الذي نازعهم فيه هو عمر الاطرف ه، من اولاد امير المؤمنين ولكن امه تغلبية الصهباء التغلبية ليست فاطمة الزهراء عليها السلام إجمالا الرجل كان لا حسن المصير ولا حسن المسير في مقابل عمر الاشرف وقيل انه للتمييز بينهما اذا قيل هذا عمر بن علي وذاك عمر بن علي يصير اشتباه فقيل ذاك عمر الاطرف وهذا عمر الاشرف ، فصار عنده نزاع عمر الاطرف مع ابناء زين العابدين عليه السلام في الولاية على صدقات امير المؤمنين عليه السلام والسلطة الاموية وقفت الى جانب عمر الاطرف في مقابل اولاد زين العابدين سلام الله عليه ، واجمالا كانت السلطة الاموية قدر الامكان تعزل عنها اولاد الحسنين سلام الله عليهما حتى لا يستغنوا ، كذلك كان عنده اخر بإسم الحسين يقال له الحسين الاصغر وعنده سليمان واخرون ومن خلال ما انتج هؤلاء يتبين لنا مقدار التربية التي صرفها الامام عليها السلام على هؤلاء ، لانريد ان نقول ان كل اولاد الائمة هم صالحون .لا….مثلما هي الأرض فيها ارض حسنة وأرض سبخة حتى لو صببت بها ماء عذب هذه تنتج هذه لا تنتج ولكن في المكان الذي فيه قابلية الائمة عليهم السلام بذلوا جهدا كبيرا في تعليم وتربية وتهذيب اخلاق ابنائهم وبناتهم ولذلك انتج هؤلاء ما انتجوه لكن بعض الاراضي ليس لها قابيلة مثلما ذكرنا مثل عمر الاطرف او من شابه ويوجد هناك في بعض ذريات الائمة هذا المعنى هذا لا يعني خللا في تربية الامام وانما الخلل هو في استقبال ذلك الشخص ، مثلا المطر ياتي من السماء طهور مبارك عذب لكن في مكان يتحول الى ملح وسبخة ومكان اخر يتحول الى جنة خضراء لذلك نحن مسؤوليتنا ايضا ان نؤديها الى عيالنا وابنائنا فاذا في هناك قابلية عند بعضهم سيتأثرون ، القسم الذي ليس له قابلية بعد انا معذور بيني وبين الله اقول انا بذلت جهدي حاولت فيه هذبت اخلاقه حرصت على دينه لكن هو اختار طريقا اخر بعد ماذا اصنع ، لا استطيع ان اصنع له اكثر مما صنعت هذا نحن نستفيد من الائمة في اننا نبذل غاية المجهود في تربية ابنائنا وبناتنا هذا اجمالا عن حياة الامام السجاد عليه السلام في حياته الاجتماعية والاسرية ، طبعا يشار الى ان امامنا السجاد سلام الله عليه كان له جهات اخر مثل سعيه وراء التهذيب الاخلاقي للامة وتقوية ارتباطها بالله عز وجل من خلال ادعيته ومن خلال مناجاته ومن خلال بث ثقافة الدعاء وهذا له حديثه الخاص اضافة الى ما كان عليه من ابقاء جذوة حرارة مأساة الحسين سلام الله عليه في هذه الامة حتي لا تنسى هذه الامة حرارة نهض الحسين ومأساته ولعل خطبته عندما وفد الى المدينة خير معبر على ذلك يقول { لقد قتل ابن رسول الله وسبي صبيته ونسائه واهل بيته ولقد بكت السماوات وسكانها والارض وعمارها والبحار وحيتانها والاطراف واكنافها حزنا لمصيبته فانها رزية لا مثلها رزية }

واما ما بعد ذلك انه كان مشغولا ببكائه على ابيه تذكيرا لهم للناس بمصيبة سيدنا ومولانا الحسين صلوات الله وسلامه عليه .

الى ان حان ان يتخلص منه بنو امية في دورهم المرواني الخبيث ولا سيما في ايام الوليد بن عبد الملك كان بالإضافة الى انحرافه الاخلاقي كان شرسا وفاتكا وغادرا اضافة الى سوء اخلاقه الدينية ليعد العدة لاغتيال الامام السجاد سلام الله عليه ، الإمام السجاد كان في المدينة والعمل الذي يعمله من اعالة ستمائة شخص يعني انه له دور اجتماعي متميز ، اذا فقهاء المدينة كلهم يتحلقون إليه ويعتبرونه هو الأعلم والاعلى والاعرف بالكتاب فيستديرون حوله هذا في راي الوليد بن عبد الملك لعنة الله عليه مهدد الى دولتهم فتقدم الى والي المدينة آن إذن يدس الى إمامنا السجاد سما نقيعا وان يقضي على حياته المباركة . 



مرات العرض: 3411
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 64206.07 KB
تشغيل:

ختام الرحلة إلى مدينة الرسول 23
أصداء النهضة الحسينية في واقعة الحرة 24