طريق العودة من الشام إلى الكوفة 21
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 21/1/1442 هـ
تعريف:

طريق العودة من الشام إلى كربلاء

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

نتناول فترة البقاء في دمشق والظروف التي انتحت عودة ركب الإشارة إلى كربلاء قبل ذلك نشير إلى بعض الحوادث التاريخية لغرض التعليق عليها 

الحادثة الأولى

أن قسماً من المؤرخين قد ذكروا إلى أن يزيد ابن معاوية قد أمر بإقامة المأتم ثلاثة أيام في قصره أو في مكان مجاور له وقد نقل ذلك محمد إبن سعد البغدادي صاحب كتاب الطبقات وهو يعرف بإبن سعد طبقات الصحابة وقلنا في أحاديث سابقة إنه من جملة اشكال تغيب القضية الحسينية عن ذهنية المسلمين أنهم خففوا بشاعتها وشناعتها فإذا خفت هذه البشاعة والشناعة آن إذن لا يكون وقعها في القلوب كما هي على حقيقتها ومن جملة ذلك صنعوا أخبار كثيرة هذه تحتاج إلى تتبع تاريخي ولكن من جملة تلك الأخبار مثل هذا الخبر أن يزيد أمر نساؤه ومن في داخل القصر بأن يقيموا مأتم الحسين ثلاث أيام نحن لا نستبعد أن يكون النسوة في ذلك القصر قد تعاطفن مع مأساة الإمام الحسين عليه السلام ومع حال السبايا والأسارى 

لا نستبعد هذا لماذا ؟

لأن الإنسان السليم العاقل عندما يرى إنساناً مظلوماً متألماً لا ريب أنه يتفاعل معه إيجابياً ويحزن لما أصابه ولا ريب أن الرجال كايزيد ومستشاريه وقادته كانوا مجرمين بدرجات كبيرة وعندهم أحقاد لكن ليس بالضرورة أن تكون أيضاً النساء كلهن أيضاً لديهن هذه الأحقاد فلا نستبعد أبداً أن يكون هناك تفاعل وتعاطف وقد نقل ذلك عن زوجة يزيد هند بنت عبد الله ابن عمر ابن كريز وأنها كانت متألمة وربما دخلت أيضاً على نساء سباية أهل البيت عليهم السلام وأظهرت تعاطفها معهن نحن هذا لا نستبعده لكن أن يكون يزيد نفسه بأن يطلب نصب المأتم هذا معناه أنه يشعل النار أكثر عليه وهو لا يريد ذلك وبالعكس هو يريد أن ينفي التهمة عن نفسه ويوجهها إلى ابن زياد ابن زياد هو الذي فعل هذا وأنا لم أكن راضياً وفي نفس الوقت هو لا يريد أن يستثير مشاعر الناس على حكمه يريد يبين أنه في الجانب السليم وإن مرتكب الجريمة هو عبيد الله إبن زياد ويستفيد من هذا المعنى في تثبيت حكمه يعني لا تتوجه الإنتقادات والسهام له لكن لا يريد ان يوصل القضية إلى ان تتحول إلى مأتم وظاهرة حزن ويتعاطفون هذا لا يريده أيضاً لذلك نحن لا نعتقد بما أورده مثل إبن سعد وتبعه غيره من المؤرخين في هذا الجانب هذا موضوع

الموضوع الآخر : موضوع السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام الآن يوجد وبلا شك مشهد مجلل عظيم في دمشق للسيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام وهو يتوسع فيةكل فترة من الفترات يوجد هناك رأيان حول نسبة هذا المشهد إلى السيدة رقية وطريقة شهادة ووفاة هذه السيدة الجليلة هناك بعض الباحثين لم يتأكد لديهم هذه النسبة أن هناك طفلة للإمام الحسين عليه السلام بهذا العمر ثلاث سنوات أربع سنوات وإنها أتت مع السباية وأنها وصلت إلى دمشق والقصة المعروفة فيشككون فيها وهناك قسمٌ آخر ولعله هو المشهور بين المحدثين والمؤرخين من شيعة أهل البيت عليهم السلام

أن الإمام الحسين عنده طفلة بهذا الإسم وأنها قضت نحبها شهيدة في دمشق بهذه الكيفية عندما كانوا في تلك الخرابة وعلى أثرها حدث هذا المشهد نحن بالنسبة لنا نستخلص من هذا الموضوع شيئاً مهماً ينفعنا في حياتنا المعاصرة أننا نلاحظ أن الناس حتى إذا يشمون رائحة لأهل بيت محمد صلى الله عليه وآله رائحة لآل البيت طفلة صغيرة في هذا المكان ترى يعملون مشهد طويل عريض إلى آخره في بعلبك يقال عن بِنْت للإمام الحسين هل هي بنت مباشرة أم حفيدة فيشاد مشهد ومقام عظيم هذا على ماذا يدل ؟

يدل على دلائل كثيرة واحدة منها أن ربنا سبحانه وتعالى عندما وعد بأن يجعل لهؤلاء مودة ( وسيجعل لهم الرحمن ودا) تحقق وعده بين الناس بحيث ترى تحقق وعده في هذا الأمر حتى لو رائحة حتى لو قبر ينسب إلى أهل البيت عليهم السلام تراه يتحول إلى منارة من منارات الذكر ومحل من أماكن العبادة واجتماع الناس ولو كان على رأس جبل وعندنا فيه معنى كبير أيها الأحباب

أن الله سبحانه وتعالى جعل لهؤلاء مودة ومحبة في قلوب المؤمنين يعبر عنها المؤمنون بهذه الطريقة هذه جهة جهة أخر أن هؤلاء بركاتهم ليست فقط في أيام حياتهم وإنما بركاتهم ممتدة إلى ما بعد ذلك بمئات السنين أنت تتصور أن هذه الجموع البشرية على مدى التاريخ يأتون إلى هذه الأماكن يقرءون القرآن يذكرون الله يصلون له تأخذهم ذكريات الموقف إلى قضائية التاريخ والإيمان والجهاد والتضحية كم من الآلاف تأثروا بمثل هذه الزيارات ومثل هذه المزارات فبركات هؤلاء ليست فقط في أيام حياتهم وإنما هي ممتدة ومستمرة لذلك لانرى مبرراً واضحاً لمن يدأب نفسه في نفي أن يكون هذا المشهد لهذه السيدة أو ذلك المشهد لابن الإمام الفلاني أو ما شابه ذلك نحن لا نرى مبرراً واضحاً

لماذا ؟ أنت تسعى لإثبات خلاف ذلك أقصى ما يقال يقال هذا بناءٌ تم تشيده ليس مكان تترتب عليه أحكام شرعية قصرٌ تمام إلى آخره وإنما هو مكان يجتمع فيه الناس وقد رفعوا راية التوحيد وقرءوا القرآن وصلوا فيه ونحن نحتاج المجتمع المسلم يحتاج لتكثير هذه الأماكن يعني وجود خمس حسينيات أفضل من وجود حسينية واحدة ووجود عشرة مساجد أفضل من وجود مسجد واحد

لان الطرف المعادي للدين والإيمان لديه الوسائل المختلفة والطرق المتعددة لإلهاء وإغواء الناس وكل ما نستطيع نحن أن نبني ونشيد هذه المؤسسات الدينية والمرتبطة بالدين والتي تحقق تأثير في الناس للعبادة هذا أمر مطلوب ولا نقول كلما رأينا مشهد من المشاهد نقول نعم هذا هو أكيد ومئة في المئة بل لا بد من التحقيق والمراجعات التاريخية ولا بد من حشد القرائن والشواهد هذا أيضاً مطلوب لكن مع ملاحظة النقطتين السابقتين بعد فترة من وصول ركب الأسارى إلى دمشق بقي هؤلاء على ما هو الرأي المختار تسعة أيام في دمشق من يوم اثنين صفر يوم الجمعة اثنين صفر إلى يوم الأحد إحدى عشر طلعوا من دمشق وساروا في طريق غير الطريق الأول

طريق الذهاب وهو طريق يعرف بطريق الجزيرة الطريق المحاذي لدجلة الطريق الطويل حوالي ألفين كيلو متر لا بل سلكوا طريقاً آخر يصل على ما يزيد عن ألف كيلو متر بقليل أنا في السابق ذكرت أنه ألف وخمسمائة متر ومع المراجعة تبين أنه ألف ودون المئة متر هذا يعرف بطريق بادية الشام هذا يصير تقريباً نصف ذلك الطريق الذي سلكوه في الذهاب وإذا واحد في ذهنه الخريطة يرى أن المسافة من دمشق إلى كربلاء عند سلوك طريق بادية الشام جداً طريق مختصر وقريب فيصل إلى ما فوق الألف كيلو متر بشي قليل هذا الطريق بِنَاءَا على ما ذكرناه في وقت سابق بأن سير الإبل في تلك الأوقات يحسبونه بحدود المئة وستين كيلو متر في اليوم الناقة والبعير يستطيع أن يطوي مئة وستين كيلو متر في كل يوم وإذا كان الوقت حار أقل فإذا واحد يرى هذه المسافة مع ملاحظة سير الإبل سوف يجد أن سبعة أيام هي كافية للوصول إلى كربلاء هذا بعد هنا لا يأتي كلام لا نستعبد أنه كيف يسير يأتون من دمشق إلى كربلاء في عشرين صفر يوصلوا لماذا ؟ لأن هؤلاء لم يلتفتوا إلى نقطتين سوف نتعرض لهما 

النقطة الأولى أنه ظن هؤلاء أنهم رجعوا على نفس الطريق والحال ليس كذلك ذاك الطريق فعلاً طويل يحتاج إلى ثلاثة عشر يوماً وذكرنا أنهم خرجوا من الكوفة ووصلوا اثنين صفر خرجوا في اليوم التاسع عشر من المحرم ووصلوا اثنين صفر ثلاثة عشر يوماً يحتاج إلى أسبوعين تقريباً طريق طويل يصعدون أولا شمالاً ويدخلون الآن حسب الحدود لشي من الحدود التركية نصيبين ثم يعطفون يساراً إلى لبنان ثم إلى دمشق ذاك يحتاج إلى فترة طويلة هذا الطريق لا يحتاج طريق مستقيم من الغرب إلى الشرق عبر بادية الشام فوق الألف كيلو متر بقليل وهذا يقطع في سبعة أيام وقد صرح بذلك المرحوم السيد محسن الأميني العاملي صاحب كتاب أعيان الشيعة وهو من أبناء تلك المنقطة يقول إلى أيامنا الأعراب على الجمال من عرب بني عقيل يسلكون هذا الطريق من دمشق للعراق ويوصلون إلى النجف أو كربلاء في اسبوع واحد وذكر أسماء هؤلاء في زمانه ليس بالسيارة وإنما بالجمال والنياق إنه قسم من السيارات في هذه الطرق أبداً

لا يتيسر لها قطع الطريق تَارِيخِيًّا أَيْضًا ذكرنا نفس الكلام عن المحقق الكراسي في كتابه دائرة المعارف الحسينية والذي تتبع منازل هذا الطريق حوالي عشرة منازل وأماكن وقاسها بالكيلو متر وطلعت بنفس هذا المقدار كما إذا قسمتها على المئة وستين كيلو متر أو أقل أو أكثر ليس أكثر أقل فعندنا لما هم يخرجون من دمشق يوم الحادي عشر عندهم تسعة أيام حتى يصلوا إلى كربلاء المسافة لا تحتاج سبعة أيام ثمانية أيام ولكن هؤلاء استغرقوا تسعة أيام موضوع الرجوع إلى كربلاء والوصول

وقع محل خلاف وكلام بين المؤلفين قَدِيمًا وحديثاً من علمائنا القدامى من بينهم السيد إبن طاووس يقول هذا غير ممكن أبداً لا يمكن أن يرجعوا إلى كربلاء في يوم الأربعين عشرين صفر وأيضاً من العلماء الذين استبعدوه العلامة المجلسي صاحب البحار قال إن يرجعوا في نفس السنة عشرين صفر هذا مستبعد أن يرجعوا في نفس اليوم من السنة الثانية أيضاً عشرين صفر هذا أيضاً مستبعد ما استقر على رأي ومنهم أيضاً المحدث النوري صاحب المستدرك الوسائل ومن المعاصرين الذي أكثر من أثار هذا الموضوع وأثر في قارئيه المرحوم الشهيد مرتضي مطهري أيضاً قال هذا غير ممكن في مقابل هؤلاء والدليل مع علي من يقول بالإمكان والوقوع قال آخرون إنه لا أساساً ممكن وحصل أيضاً من هؤلاء المحقق الكرباسي صاحب دائرة المعارف الحسينية تتبع الموضوع جغرافية وتاريخياً وذهب وراء كل مكان هذا يبعد عن المكان الفلاني ها لقد وهذا يبعد عن المكان الفلاني ها لقد وقاسها بالكيلو مترات وقال هذه وعرف عندها مقدار قطع الإبل للكيلو مترات في اليوم وكان الأمر عنده سهلاً وطبيعياً ومثل ذلك أيضاً الشهيد القاضي الطباطبائي أيضاً أحد الأفراد

الذين ألفوا كتاباً في هذا الموضوع كذلك وأورد شواهد على قضية أن تطوى هذه المسافة في اسبوع كثير في التاريخ الإسلامي وأورد أماكنها فهذا ليس شيئ غريب أيضاً فمن أين هذه المشكلة أتت في ذهن هؤلاء كما ذكرنا اولاً هم قالوا وهذا خطأ أشرنا له إنه لما أتوا للكوفة بقوا فيها عشرين يوم لماذا؟ قالوا حتى ينتظروا حتى متى تروح الرسالة إلى يزيد من عبيد الله إبن زياد أنه ماذا افعل بهؤلاء وترجع الرسالة وهذه تحتاج على الأقل عشرين يوم جواب على هذا أَوَّلاً أصل انتظار عبيد الله إبن زياد لأوامر من يزيد غير مسلم ذكرنا قبل ذلك إن عبيد الله إبن زياد ما كان يرى نفسه شخص ينتظر أوامر يزيد ابن معاوية هو كان يتصرف قضايا كربلاء بتفاصيلها هو الذي اتخذ فيها القرار بحذافيرها لا يعني ذلك أن يزيد غير مسؤول لا بالتالي يزيد هو رأس النظام وأعطى صلاحيات لهذا الرجل وعمل هذا لكن يزيد

ما أتى وقال له رض صدر الإمام الحسين عليه السلام هو عملها هو نفسه أمر بالتعطيش ومنعهم من الماء فهو لم يكن يتصرف على أساس ينتظر الإذن من أحد هو أخذ التفويض الكامل من البداية وهو يعمل كما يرى ويحب ما كان هناك احتمال أن يدعهم عنده في الكوفة ولا احتمال أن يرجعهم إلى المدينة مكرمين معززين لازم يحتفلوا بالانتصار في دمشق ولذلك بقوا كما ذكرنا في وقتٍ سابق من اليوم الثاني عشر إلى اليوم التاسع عشر أسبوع واحد فقط ثم جهز معهم جماعة فسيرهم فهذا الذي يقول بقاهم عشرين يوم إلى إن ذهب وعاد هذا بلا دليل واضح

الثاني الناس ما قاسوها بشكل علمي وإنما بشكل تخميني بعضهم قال مثلا المسافة من الكوفة إلى بلاد الشام تستغرق نحواً من عشرين إلى خمسة وعشرين يوم من أين أتى بهذا الكلام أنت يحتاج لك أن تحسب اشقد المسافة بالكيلو متر إذا بالسيارة ها لقد إذا بالمشي ها لقد إذا بالإبل ها لقد واضحة المسألة وعند تقسيم تلك المسافة على سير الإبل يكون ثلاثة عشر يوماً شيء طبيعي جداً وأضاف بعضهم إلى انهم وقد مكثوا في بعض الأماكن يومان او ثلاثة ايام وهذا لا يوجد دليل عليه كانوا يمرون على هذه الأماكن يتزودون بالمئن يعرضوهم على أهل البلدة ثم يمشون اساساً خمسين في المئة من هذه البلدان رفضوا استقبال هذا الركب معاندة منهم لبني أمية يعني من ثمانية وثلاثين أو سبعة وثلاثين قرية ومنزل حوالي تسعة عشر او ثمانية عشر منطقة رفضوا استقبالهم غلقوا الابواب أمامهم فقط باتوا الليل ومشوا لم يعملوا عرض ولا غيره فإذن هذا طريق الذهاب طريق الرجعة أيضاً كما ذكرنا نصف هذه المسافة إذا ذاك ثلاثة عشر يوماً استغرقوا

هذا من السهولة ان يطوه في تسعة أيام وهو نصف المسافة فإذن الذي اشكل وأغلق على هؤلاء اصحاب هذا الراي المخالف لرجعتهم هو هذه الجهات والصحيح أنهم رجعوابالفعل إلى كربلاء يوم العشرين من صفر ويشهدوا لذلك اقوال مؤرخين وعلماء من علماؤنا لا ادري لماذا تم تجاهل هذه الأقوال فمثلاً أيضاً من الأشياء التي ادت إلى الاشتباه أنهم قالوا ومكثوا في دمشق نحو من عشرين يوم بعضهم قال خمسة وعشرين يوم بعضهم قال خمسة وثلاين يوم ماذا يصنعون هناك ؟

أبداُ لا يصح هذا بوجه لماذا؟

لأنه كما ذكرنا في ليالٍ مضت يزيد اتى بهم بنشوة النصر بعد الإعتراضات التي حصلت من رسول ملك الروم ومن صحابة رسول الله ومن داخل البيت الأموي ومن عامة الناس وصارت فضيحة بالنسبة ليزيد حتى قال لعنة الله على إبن مرجانة لقد بغضني إلى الناس تنصل من الموضوع الآن الذي تنصل يريد أن يتخلص ويغلق هذا الملف ويرجع الجماعة فلماذا يتركهم عنده شهر ونص أو عشرين يوم لا معنى لذلك ولهذا يتفق على أنه هو الذي عرض على الإمام زين العابدين الرحيل وليس الإمام

من قال له نريد أن نرجع هو أتى وقال له يابن الحسين إن أحببت المقام فلك ذلك وان أحببت الرحيل جهزناك بما تحب فالإمام السجاد عليه السلام بعد المشاورة مع عمته زينب اختاروا الرحيل فهذا ليس له معنى بان يبقيهم عنده شهر ونص أو عشرين يوم والصحيح أنهم بقوا تسعة أيام في دمشق ليس أكثر من ذلك من الذين ذكروا رجوعهم إلى كربلاء ولقائهم حتى مع جابر إبن عبد الله الأنصاري أحد العلماء وهو أبو الريحان البيروني متوفى سنة أربعمائة وأربعين هجرية مزامن تقريباً إلى شيخ الطائفة الطوسي وهذا

أبو الريحان عالم فلكي مؤرخ جغرافي فعنده معرفة بقضايا التاريخ والجغرافية وعنده في قضية الحسابات الفلكية شيء من المعرفة يصرح في كتابه يوم عشرين من صفر سنة إحدى وستين رد رأس الإمام الحسين إلى جثته بواسطة ابنه زين العابدين بعد إن خرجوا من دمشق إلى كربلاء ووصلوها يوم العشرين من صفر سنة إحدى وستين تصريح واضح من خبير جغرافي ومؤرخ وفلكي كان عالماً كَبِيرًا 

من ذلك أيضا 

ما ذكره الشيخ البهائي رضوان الله تعالى عليه من علمائنا متوفى سنة ألف وثلاثين هجرية عنده كتاب اسمه توضيح المقاصد في أيام السنة كأنما مثل التقويم كيف يذكر التقويم حدث في مثل هذا  اليوم هذا التقويم يذكر فيه أنه في يوم عشرين من صفر التقى جابر ابن عبد الله الأنصاري بركب الحسين العائد من دمشق الشام إلى كربلاء

ومنهم أيضاً في مصباح المتهجد شيخ الطائفة الطوسي أيضا أشار إلى ذلك وغير هؤلاء مما ذكروا في هذا المعنى فإذن نحن نعتقد أن هذا الركب بعد بقائه فترة تقرب من أسبوع في بلاد الشام في دمشق على وجه الخصوص سير هذا الركب إلى كربلاء الأصل أنهم كانوا يذهبون إلى المدينة ولكن عندما وصلوا إلى منطقة بعد المنطقة المشتركة من السير جهة تتجه إلى كربلاء من السيار وجهة بتجاه اليمين جنوباً بتجاه المدينة هناك حصل تشاور مع النعمان إبن بشير كما قيل واختار الإمام السجاد أن يذهبوا إلى كربلاء وأن يجددوا العهد مع الإمام الحسين عليه السلام قائد الركب على الأكثر هو النعمان إبن بشير الأنصاري النعمان إبن بشير هو وأبوه كانوا على خلاف خط الأنصار في التأييد الكامل لأهل البيت عليهم السلام حتى والده بشير رشح نفسه في مقابل منافسة من أجل ألا تصبح القضية بيد الأنصار وتروح للقرشيين فأخذت عليه من ذلك اليوم وهو ابنه أيضاً النعمان كان مع الأموين لم يكن مع الإمام علي عليه السلام وكان في ركاب معاوية وذهب معه الحروب صفين وبقي معه في الشام وكافأه معاوية بأن ولاه على الكوفة إلى ان أتى مسلم إبن عقيل وهو كان كاف يده عن مسلم بقى مسلم في الكوفة قريب من شهرين ولم يتعرض له النعمان بسوء قال له ما دام انت لم تتعرض اللي انا لا اتعرض لك وكأنه بقية بقاية من حسن الأنصار وطيبة قلبهم بقية كالثمالة بقيت في قلبه

ما كان عنيفاً وشديداً اتجاه أهل البيت كما هو الحال عند الأموين بل اكثر من هذا ينقل عنه لو صح هذا النقل فيتبين انه حصل له تغير كبير ايضاً ينقل عنه إنه لما رأى يزيد يقرع ثناية الحسين عليه السلام امتعض وغضب وقال له لو كان ابوك حياً لما رضي بهذا لو معاوية ابوك موجود ما كان يرضى بهذا فقال له يزيد معنفاً إياه قال له لو لا صحبتك لرسول الله لأخذت الذي فيه عيناك

لو لم تكن من صحابة النبي انا كنت اقتلك فقال له النعمان تحفظ صحبتي لرسول الله ولا تحفظ بنوة رسول الله إذا هذا الكلام صحيح فهذا ينبأ عن تغير كبير حصل في النعمان إبن بشير وأكثر من موقف ايضاً ينقلون له مع يزيد مثلاً لما يزيد سأل أنه ماذا نصنع بهؤلاء الأسارة كأنه هذا في آخر الأيام البعض اشار عليه بالقتل انه أقتلهم لا تبقي منهم أحد لكن حسب ما ينقل إذا صح هذا اقول أن النعمان ونحن الآن لسنا بصدد ان نمدحه او نثني عليه لإنه ما سبق شيئ سيئ له لكن إذا صح هذا نحتمل أنه حصل له تغير على أثر

ما رأى على أثر ما سمع على أثر هذه الجريمة العظيمة التي حصلت فقال له اصنع فيهم ما كان يصنع رسول الله فيهم لو كان حياً ماذا كان يعمل فيهم ولذلك يقولون إن يزيد كلف النعمان إبن بشير أن تكون الرجعة بواسطته هو يكون قائد الركب لأنه عنده شيء من التعاطف معهم وإنه لا يؤذيهم ويزيد الآن بعد حصل على بغيته فما يريد أكثر من هذا بأن يثير الناس عليه بمزيد من إيذاء لأهل البيت عليهم السلام وبالفعل هذا ما حصل وأنه عرض على الإمام زين العابدين عليه السلام قال له نعم ولكن رد علينا ما أخذ منا فهذا ظن أنهم يريدون أموال فصب الأموال بين يدي الإمام السجاد فقالت له أم كلثوم ما أصلب وجهك وأقل حيائك تقتل إخوتنا وتعوضنا بالمال ارفعوه قال ماذا تريدون فقل الإمام السجاد عليه السلام نريد مغزل أمي فاطمة الزهراء عليها السلام هذا من الأشياء التي سلبها القوم وله قيمة معنوية كبيرة عندنا وأيضاً نريد كما في رواياتنا نريد رأس والدي الإمام الحسين عليه السلام ومنه جاء ما قيل إنه رد الرأس إلى كربلاء بقية الرؤوس ما عندنا دليل على أن بقية الرؤوس قد ردت إلى كربلاء وإنما الدليل قائم على أن رأس الإمام الحسين عليه السلام قد رد إلى كربلاء في يوم الأربعين وأتى به الإمام السجاد عليه السلام إضافة إلى ذلك أن صحت الرواية أن سليمان إبن عبد الملك كان قد رأى بقية الرؤوس في خزانة ملحقة بالجامع الأموي سليمان إبن عبد الملك توفي في حدود سنة ستة وتسعون هجرية بعد الحادثة بحوالي خمسة وثلاثين سنة وتولى الخلافة لعدة سنوات الحكم الأموي ويقال إنه رأى هذه الرؤوس ملحقة بخزانة بالجامع الأموي نحن نعتقد أن ذلك كان باستثناء رأس الإمام الحسين لأن عندنا روايات كثيرة تشير  الى أن الإمام السجاد عليه السلام رجع بالرأس إلى كربلاء ودفنه مع أبيه الحسين سلام الله عليه

مرات العرض: 3428
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2567) حجم الملف: 52380.67 KB
تشغيل:

الأسارى في مجلس يزيد وخطبة الامام السجاد  19
أين دفن رأس الإمام الحسين 22