عقوبة الظالم لغيره ومعين الظالم 27
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 16/4/1441 هـ
تعريف:

عقوبة الظالم لغيره ومعين الظالم

تفريغ نصي الفاضلة تراتيل

 

جاء في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله التي حذّر فيها من مساوئ اعمال توجب عقوبات دنيوية واخروية والتي نقلها الشيخ ابن بابوية القمي المعروف بالشيخ الصدوق جاء فيها ما يرتبط بقضية الظلم اعانةً و ممارسةً , فقد يعين الانسان شخص ظالم و قد يمارس نفس هذا الانسان الظلم  بنفسه وله اشكال  متعددة 

مما جاء في خطبة رسول الله انه قال:" من تولى خصومة ظالم او اعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله ونار جهنم خالدا فيها و بئس المصير " أي ان يأخذ انسان على عاتقة المخاصمة عن الظالم ولحساب الظالم 

مثال : شخص سرق مال من شخص اخر  فيتولى المحامي  بقدرته اللسانية امر المخاصمة عن السارق فيقول له "انا اخرجك من هذه الورطة بشكل او باخر وانت عليك ان  تعطيني نسبة او  مبلغ معين مقطوع " فبدل ان يكون الظالم في الواجهة يكون المحامي هو في الواجهة

مثال 2 : انا لدي وجاهه اجتماعية او شخصية استطيع ان اذهب للقاضي وأقول له ان يضيع ملف القضية جانبا

فانا الذي اتولى الدفاع عن ذلك الظالم اما بقدرتي اللساني او بوجاهتي الاجتماعية او ببذل المال للطرف الاخر   فهذه اشكال مختلفة من تولى المخاصمة عن الظالم 

في الحياة الاجتماعية هذا يكون أوضح سنؤكد عليه لكثرة الابتلاء به , كأن يأتي رجلا الى امرأة يقول لها : انت تريدين ان تخلعي زوجك وانا مستعد ان اجعل موضوعك يمشي , والحال ان لدينا الامامية في الطلاق الخلعي شروط يجب ان تكون متوفرة منها ان تكون بين الزوجين كراه من جهة المرآه بالغة حد لا تستطيع ان تعيش معه او ان تقوم بحق الله بالنسبة له فتقول : أنا لا استطيع ان أعيش معك فحقوقك لا استطيع ان اؤديها لك لأني اكرهك , والحال ان قسم من الطلاقات الخلعية التي تحدث ليس فيها ذلك . أحيانا اب الزوجة يكره زوج ابنته لسبب او لاخر – متعاركين او متساببين او يجد انه ليس كفء لابنته – فيقول لابنته : اطلبي الطلاق منه والحقيقة انه ليس طلاق فان حصل فهو طلاق باطل لان اول شرط هو ان   تكون الكراهة من الزوجة . ثم ان الكراهة من الزوجة حصلت بسبب اعمال يتعمدها الزوج لكي تكرهه فان هذا عند قسم من العلماء ليس من موارد الطلاق الخلعي وهذا حاصل فمثلا يتزوج فلانه عندها ميراث وعمل ذا راتب جيد ثم بعد الزواج بفترة قصيرة - اسبوع أسبوعين – يبدأ في ايذائها بالضرب او سب , إهانة, فحش , هو واقعا ليس كارهها ولكن يريدها ان تطلب منه الطلاق  لكي ينتهز الفرصة ليطلقها طلاق خلعي ويطلب منها مبلغ تبدله له مثلا نصف مليون ريال , فهذا ليس من موارد الخلع وهذا من موارد الظلم 

أيضا المرأة التي تطلب الطلاق الخلعي و تريد ان تدفع فقط المهر فاذا جاء المحامي او الساعي ليساعدها على الطلاق الخلعي من المحكمة الغير شيعية ليعطى نفس مقدار المهر الذي بدله مع عدم توفر الشروط الخاصة بالطلاق الخلعي هذه صورة أيضا من اعانة الظالم 

قبل أيام اتصل احدهم يقول بان فلانة ساعدها احدهم في الطلاق الخلعي مع عدم رضا الزوج  كما ذكرناه, والان لها 3 سنوات مطلقة طلاق خلعي و الزوج قال انا لست راض بهذا الطلاق وهذا المبلغ الذي عرضوه , والان هي ستتزوج فما الحكم ؟؟

الإجابة : ان هذا الطلاق هو طلاق باطل وان تزوجت والحال هذه تكون تزوجت وهي على ذمة زوج أي انه حرام شرعا , فهناك من يعين هذه الظالمة على ظلمها وله عقوبة 

اذا عرض على الرجل مبلغ المهر وهو ليس في معرض الطلاق فقط اختلافات بسيطة يمكن حلها فهنا اعانة الظالم على ظلمة . بل أحيانا ا لمرأة لا تريد الطلاق تريد ان تبقى لتربى ابناءها ولكن هناك من يحاول ان يقنعها بالطلاق و يعرض عليها الاعانة باي شكل لكي تأخذ حضانة الأطفال اليها من ابيهم على خلاف الحكم الشرعي فنحن عندنا الحضانة من سن سنتين و اقل للام  أي حضانتهم عند الزوجة  وهذا حكم شرعي , واما بعد السنتين فهو لأبيه , واما بعد البلوغ فانه ليس لاحد حق لان الأولاد هم من يخيرون  فلو اختاروا مع امهم ارفق لهم لكان لهم ان يتوجهوا لامهم  او اختاروا مع ابيهم فلهم ذلك

اذا كان الأطفال في سن ما قبل البلوغ وكانت حضانتهم لأبيهم فان البعض يعين الام على جعل حضانتهم لها بان يتهموا الاب بانه منحرف سلوكيا او عنيف وقاسي ويستخرجون بعد ذلك أوراق رسمية لإعانة الظالم على المظلوم 

أحيانا يكون الانسان معين للظالم على أمور اجتماعية , مالية , على حقوق , الحديث هنا قضية الميراث لان هي بالفعل  قضايا واقعية خارجية  حقيقة بالخصوص في المناطق التي يوجد فيها حكمان من الناحية الشرعية : حكم يتبع مدرسة اهل البيت وحكم اخر يتبع غيرهم فالموالي في بعض الاحيان يحتكم الى غيرهم للحصول على ما يريد وهذا غير صحيح

فمثلا الميراث اذا نقسمه بالطريقة الشيعية لا يحصل على الكثير من الأموال لكن اذا قسّم بالطريقة الأخرى يحصل على اكثر , فلو كان المتوفي لديه عدة مخططات التي هي في الحكم الشرعي الشيعي لا ترث منها الزوجة ثمناً وانما ترث في البناء فقط ترى الزوجة تتجه الى محاكم أخرى غير شيعية لكي ترث ثمن جميع الأموال والعقار الذي قد يكون مال طائل مليون او اكثر , هنا يتبين مدى عدالة الانسان وايمانه فهذا الانسان اما ان  يترك حكم الله وما نقل عن أئمة الهدى او انه يقول ما عند الله خير وابقى 

الذي يعين ظالم  على ظلمه فجزاءه لعنة الله و النار و تنزل اليه ملك الموت بالبشرى – أي تهكم كقول بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين – بلعنة الله ونار جهنم خالدا فيها وبئس المصير . فهذا جزاء من يعين الظالم ويسهل له اموره 

اما جزاء الظالم مباشرة فهو اعظم , ورد : ان من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان  ويقول الله له يوم  القيامة زوجتك   امتي على عهدي فلم تفي لي بالعهد – أي انت تسخر بي - فيتولى الله طلب حقها فيستوجب حسناته كلها فلا يفي بحقها فيؤمر به الى النار"

هو يتصور انه شاطر ولكن ما يظهر في الرواية انه مغلوب فعمرك الذي صرفته ستين سنة مثلا كلها ذهبت عليه اذن هو خاسر الصفقة لان سيفلس افلاسا كاملا ثم يؤمر به الى النار 

مثلا قال لها دعينا نكتب في العقد انك قبضتي المهر وان شاء الله ادفع لك لاحقا ثم بعد الزواج لا يعطيها حقها أي ظلمها مهرها , في هذه الحالة حتى  ولو قالت المرأة : زوجتك , وهو قال : قبلت , فان ما يكون بينهما يعتبره الله زنا لان ما يفرق بين الزنا والزواج هو العقد الشرعي والمهر , وان من قام بهذا العمل هو اخلّ بالمهر 

وهناك افراد يظلمون زوجاتهم بعد الزواج , من الطرائف في احدى الايميلات التي وصلت مكتوب انه امرأه طلبت مقدم ومؤخر, ثم بعد الزواج أراد الزوج ان يطلق فطلبت المرأة المؤخر وهو حقها ,  هنا حاول الزوج ان يتفاوض على تقليله فلم تقبل المرأة  فقام الرجل بالاتفاق مع احدهم بتطليق الزوجة بطريقة او بأخرى فحصل فعلا على تطليق الزوجة . هذا ضحك على نفسك أيها المطلق انت تعلم ان الزوجة لم تطلق وانت مديون لها 

مؤخر في المهر عندنا قليل في بلادنا ولكنه موجود في ايران والعراق وغيرهم ويكون المؤخر اكبر من المقدم كنوع من الحماية تطالب به عندما تشاء فاذا طلقها ستطالب به فمن يريد ان لا يدفع يستمر في الحياة الزوجية ولا يكون الطلاق عنده من اهون ما يكون 

 

وفي الحديث " من اضرّ بامرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرضى الله له بعقوبة دون النار"  لان الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم , هناك نساء اعتى من فرعون ظالمات لأزواجهن ضاربات 

لو قيل : عض كلبا رجلا, فهذا لا غرابة فيه هو شيء طبيعي , لكن اذا قيل : عض رجلا كلبا يكون غريب . الجميع سيتسائل كيف رجل يعض كلبا؟

 

فعادة الرجل هو في موقع قوة بدنية فاذا حصل تعنيف في البيت فيكون الرجل هو من يضرب المرأة لكن في حالات نادرة جدا المرأة هي من تضرب زوجها فيكون الزوج مستضعف اعانه الله وهذا خلاف القاعدة ففي العادة ان المرأة حالها حال اليتيم وعُبّر عنها بالضعيف " اتقوا الله في الضعيفين اليتيم والمرأة " فاذا اضر احدهم بها حتى تفتدي منه و يأخذ أموالها منها في ذلك الوقت الله يعاقبه بعقوبة النار. 

 

نسال الله ان يرحمنا ويرحم عوائلنا ويجنبنا الاعمال الموجبة لغضب الله عزو جل وعقوباته ببركة الصلاة على محمد وال محمد

 

 

 

مرات العرض: 3409
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2570) حجم الملف: 33433.07 KB
تشغيل:

عقوبة إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم 26
عقوبة سوء الأخلاق 29