من صور الاستخفاف بالصلاة وعقوبته 20
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 2/8/1440 هـ
تعريف:

من صور الاستخفاف بالصلاة وعقوبته

كتابة فاضلة مؤمنة
قال تعالى { ۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا } .
حديثنا في ذيلِ الحديث عن عقوبات الأعمال  يتناول بعض الأحاديث والمسائل التي ترتبط بقضية التهاون بالصلاة والاستخفاف بها ، الآية المباركة تشير إلى أن قسماً من الناس تُعبر عنهم بالخلف تعبيران يتحدان في الحروف ويختلفان باختلاف الحركة وآن إذن يختلف المعنى وهذا من الميزات الموجودة  في اللغة العربية مثلاً : أنت تقول اللهُ يَشفيك هذا دعاء للإنسان بالشفاء والصحة لكن إذا قلت اللهُ يُشفيك دعاء بالهلاك ، الفرق في فتحة أو ضمة في أول الفعل وأمثال هذا كثير خلْف وخلَف إن خلَف تشير إلى شخص أو جماعة يخلفون جماعة يأتون بعدهم ويكونون على حسن السيرة فأنت تقول مثلاً : الخلَف الصالح المهدي عجل الله فرجه الشريف وتقول هؤلاء خير خلَف لخير سلف مدح في هذه الكلمة ، كلمة الخلَف مدح لهؤلاء لأنهم جاءوا بعد سابقيهم وساروا على سيرة حسنه ، نفس هذه الكلمة بدون تحريك وإنما بتسكين اللام خلْف أو خلَف ، خلْف تدل على السوء وخلَف تدل على الصلاح وكأنما هذه الكلمة التي فيها التسكين تشير إلى جهة مخالفة اللاحقين للسابقين القرآن الكريم يقول : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } خلْف الفئة السيئة التي جاءوا بعد السابقين {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } ينبغى أن ينظر الإنسان إلى أنه هو الخلف الصالح لآبائة وأجداده السابقين أو لا سمح الله الخلف الطالح السيء كانت أسرته آباؤه أسلافه أجداده  من المقيمين على الصلاة من المهتمين بها من المواظبين عليها هل يكون بعدهم خلْف أو جاء خلَف صالح ، قد يكون التهاون في الصلاة تهاون بوقتها لا بما أدى إلى ترك الصلاة في وقتها عمدا هذا فوق التهاون،  التهاون يتركها إلى آخر وقتها مع إمكانه أن يصليها في أول الوقت ، في الحديث عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  :  (من صلى الصلاة لغير وقتها{ وقتها مثلا الفجر في هذه الأيام من الساعة  أربع إلا ربع إلى خمس وربع هذا الإنسان أخرها إلى 6 او 7 أو إلى الظهر أو أخر صلاة الظهر لغير وقتها من زوال الشمس أذان الظهر إلى غروب الشمس هذا الوقت الواسع لها  جاء بها بعد غروب الشمس رفعت له سوداء مظلمه تقول ضيعك الله كما ضيعتني هذه الصلاة بدلا من ان تكون دعوة له قربة له تقول ضيعك الله كم ضيعتني هذا الوقت المفروض أداء الصلاة ضيعته في أمور تسوى او  لا تسوى وضيعتني انا الصلاة و أول ما يسأل المرء عن الصلاة فإن زكت صلاته زكى سائر عمله وإن لم تزكوا لم يزكوا عمله ، هذه الصلاة صلاها لغير وقتها لم يتركها وإنما ضيع وقتها في خصوص صلاة العشاء صلاة المغرب والعشاء أول وقتها من غروب الشمس بعدها تذهب الحمرة المشرقية إلى 12 دقيقه هو أول وقتها وأخر الوقت منصف الليل الشرعي لا بحسب الساعه مثلا 12 هذا نصف الليل لا يختلف بحسب اختلاف الصيف والشتاء ما بين غروب الشمس إلى شروق الشمس عدد الساعات لنفترض في هذه الأيام فرضا الساعة 6 أذان المغرب وصلاة الفجر الساعة 4 ، 10 ساعات تقسم على 2 فتكون 5 ساعات تضيف 5 ساعات إلى أذان المغرب 6+5=11 يختلف في الصيف عن الشتاء ، في الحديث عن زرارة بن أعين الشيباني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام  قال ملك موكل عن الله عز وجل يقول من نام عن العشاء إلى نصف الليل ليس عن العشاء الأكل أي عن صلاة العشاء من نام عن العشاء إلى نصف الليل فلا أنام الله عينه ) بعض الصلوات مخصصه وبعضها مطلقه صلاة العصر فعن أبي سلام العبدي قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام  فقلت ما تقول في رجل يؤخر صلاة العصر متعمد ( هنا الواضح يؤخرها عن المغرب بعد خروج وقتها او اخر وقتها يصليها كان من سياق الحديث فيما يأتي وإنما يؤخرها آخر الوقت قال عليه السلام : يأتي يوم القيامة موتورا أهله وماله معنى موتور أي محروم ( في الزيارة السلام عليك أيها الوتر الموتر أي مصاب في أهله في عياله مقتولة عياله هنا يقول الإمام يأتي يوم القيامة موتور الأهل والمال قال السائل أبو سلام العبدي جعلت فداك وإن كان من أهل الجنة قال وإن كان من أهل الجنة قال فهذا موتور الأهل في الجنة موجود قلت وما منزلته في الجنه ؟ قال يتضيف أهلها ليس له منزل في هذه الدنيا الموتور ليس له منزل ، الإنسان في الدنيا من ليس له منزل مره يتضيف عند جاره ومره عند صديقه ليلة ثالثه عند معارف ويقضيها كل ليلة على هذا النحو هذه لا تكون في الدنيا محمودة فكيف في الجنة  الناس يتنافسون في القصور وحتى بيت ما عنده يتضيف من مكان لمكان  فهذا من يضيع صلاة العصر ، أحيانا الإنسان ما يضيع كل  الصلاة بعض مقدماتها بعض كيفياتها يسجد ولكن كيف السجود يركع ولكن كيف ركوعه (وكأن احد راكض وراه يحاربه ) يصلي هذه الصلاة لا يعطي دقيقه واحد للركوع أين صلاة الطمأنينة أين صلاة السكينة أين التوجه إلى الله الإقبال عليه، الحديث المعروف والمنقول عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآلله وسلم وعن المعصومين عليهم السلام  عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام  يقول : دخل رجل مسجداً فيه رسول الله فخفف سجوده دونما ينبغي ودونما يكون من السجود ( السجود له درجات في جهة إطالة وتوجه وما عبد الله بشيء أعظم  من السجود وما طلب الله من الملائكة بالدرجة الأولى إلا السجود لآدم ، أقرب ما يكون الإنسان حين سجوده  مره أخرى بالحد الأدنى من السجود بمقدار قول سبحان ربي الأعلى وبحمده وجبهته على الأرض والبعض وهو متحرك سبحان ربي الأعلى فلا يصل إلى موضع السجود إلا بكلمة ربي فقط وهذا مع التعمد يبطل الصلاة لأن الذكر الواجب بعدما تضع الجبهة على الأرض والاستحباب اللهم صل على محمد وآل محمد لكن اقل من هذا المقدار حين تضع الجبهة على محل السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده وترفعها أقل من هذا لا يحقق السجود فقال صلى الله عليه وآله وسلم :  نقر كنقر الغراب لو مات مات على غير دين محمد ( لا حظوا الغراب نقرات سريعة لا يستقر بعض الحيوانات او الطيور تضع راسها وتأكل  أما الغراب كنقار الخشب نقراته سريعه هذا يقول سجوده كنقر الغارب ، كذالك في المقدمات قال أبي عبد الله الصادق عليه السلام :  من ترك شعرة من الجنابة متعمدا فهو في النار لماذا؟  لأن صلاته باطله وهو متعمد في ذالك ، الحديث هنا بالنسبة لمتعمد  ( اغتسل عن الجنابة وترك مقدار شعره سواء كان قليل أو كثير حتى الوضوء يجب إيصال الماء إلى جميع الأعضاء  في الوضوء والغسل فلو تركه غير متعمد فهو باطل ومن تركه متعمدا باطل وهو في النار ، مسائل محل اتفاق بين العلماء من موقع استفتاءات السيد السيستاني ويتفق معه العلماء :
س: أنا عامله في شركة لا أقدر أن اصلي الظهر والعصر في وقتها وأصليها عندما أرجع إلى البيت ؟ لا يجوز تأخير الصلاة إلى وقت الغروب ، في فرض السؤال حتى لو كان الإنسان في العمل فأنت لم تخلق للعمل وإنما للعبادة فإذا تعارض العمل مع العبادة تقدم العبادة ، فالصلاة لو أردا الإنسان أن يصليها بدون مستحباتها  لا تتجاوز دقائق 4 و كذالك العصر مثلها 4 فهذا الوقت الذي يعطى للاستراحة لشرب الشاي و ووو لا يمكن أن يصدق إنسان لا تتوفر عنده 8 دقائق لا يستطيع الصلاة فيها وعلى فرض التعارض تقدم الصلاة { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } فاذا عارض غرض وجودك شيء فقدم ما فيه غرض وجودك وهو العبادة  لذالك في الفرض المذكور الوصول إلى الغروب لا تؤخر الصلاة وإن كان رب العمل يمنع من العمل فيغير العمل ولماذا الإنسان يعتبر العمل هذا أمر مقدس وطول السنه تكون الصلاة قضاء ليس سنه ولا سنتين فهذا طول العمر تكون الصلاة قضاء وإن كنت مضطرا إلى البقاء معه فصلي بالكيفية الممكنة تقدر تصلي قياما مختصر أترك المستحبات بمقدار 4 دقائق فأي فرصة سواء كانت للحمام أو الأكل نأخذ منها 4 للظهر وأخرى للعصر ، في الجواب إذا كان وصل إلى حد الاضطرار للعمل  هذا بنحو لو تترك العمل لا تستطيع أن تأكل أو تكد على عيالك فأنت مضطر إلى هذا العمل لا يترك بالصلاة ففي الطائرة لو لم يسمح بالقيام والقعود تصلي على الكرسي كيف في المعركة القائمة وقتها ممتد يصلي على ظهر الفرس أو في الدبابة أو الطائرة  الحربية المهم الصلاة لا يجوز تأخيره في أي حال من الأحوال فصلي بالكيفية الممكنة .
سؤال آخر: هل يجب إيقاظ النائم للصلاة مع خوف فوتها عليه ؟ ابنك بالغ من الناحية الشرعية اخوك ومالحكم بالنسبة للوالدين ؟  يجب الا مع العلم بعدم رضاه في مثل الوالد وتأذيه إذا كان يتأذى من ذالك فالمطلوب عدم تأديته بل يجب إذا كان متهاونا فيجبأن ينبه ويرشد ويوقظ .
سؤال ثالث : كرة القدم رياضه يمارسها الشباب وغالبا ما يتزامن وقت ممارستها  مع أذان المغرب مع مالها من فضل إذا أُديت في وقتها فهل هناك تأثير  مضاعف في الاثم؟ تأخير  الصلاة عن أول وقتها وان كان ليس حراما لأن وقتها ممتد وإنما يفوت المكلف فضيلة أول الوقت وقد عُد في روايات أهل البيت أنه تضييع للصلاة ففي بعض الروايات فتقول ضيعتني ضيعك الله وغير ذالك من التعابير. 
سؤال آخر : إذا علم المكلف يقينا لو أنه سهر في الليل إلى ساعة متأخرة أنه لن يستيقظ لصلاة الفجر فهل يحرم عليه السهر ؟( السهر على الأفلام أو الألعاب الإلكترونية يصل إلى قبل ساعه أو ساعه ونصف من وقت الصلاة فينام وفي العادة لا يستيقظ ؟ اذا عد تهاون في اداء الواجب فلا يجوز ولا سيما اذا لم يجعل منبها او لم يوصي احدا بإيقاظه فلا يجوز
سؤال : هل يجوز تأخير الصلاة بسبب قدوم الضيوف والقيام بخدمتهم او بكاء الرضيع ؟ لا يجوز تأخيرها حتى ينقضي وقتها بالمبررات ويستحب تقديمها في اول وقتها
سؤال ابتلائي : هل يجوز التلهي بمشاهدة فلم ممتع وياتي وقت الصلاة ويكمل المشاهدة ( القنوات المسلمة لا نعلم ان كان متعمدا وضع الافلام الممتعة وقت الصلاة فكيف يمكن رفع الطفل عنها فلو تركه لا يأخذ قيمة للصلاة وان تركه سيتهاون في الصلاة فهل المبرمجين ملتفين لهذا لموضع أو متعمدين فيكون هنا الفاجعة ، لأنه من الواجب إعداد جيل مهتم بالصلاة وليس متهاون ) فبعض القنوات الهادفة يجب عليها تمهيد ثم الاذان وترك وقت للصلاة ) ؟
لا ينبغي للمسام تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها إلا عن عذر وليس منها ما ذكر .
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقيمين الصلاة ومن ذرياتنا ، فنجد نبينا إبراهيم عليه السلام أهم ما جاء في أدعيته { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ } فيجب علينا أن نبرمج أنفسنا ونربي أبناءنا على أداء الصلاة في أول وقتها .
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقيمين الصلاة والخاشعين فيها وأن يجعل ذرياتنا خير خلَف من خير سلف وأن يدخلوا الجنة مطمئنين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .

 

مرات العرض: 3413
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2565) حجم الملف: 33404.09 KB
تشغيل:

عقوبات تارك الصلاة 19
التهاون بالصلاة ..روايات ومسائل 22