لا تكن من هذه الفئات !! 14
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/6/1440 هـ
تعريف:

لا تكن من هذه الفئات

 

تفريغ الاخت الفاضلة تراتيل

جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله : " اكثر الناس ذنوبا يوم القيامة اكثرهم كلاما فيما لا يعنيه" وفي وصية نبي الله داوود لابنه سليمان "عليك بطول الصمت الا من خير " و في حديث عن امير المؤمنين " عو[ّد لسانك حسن الكلام "

من الأمور التي لها تأثير كبير في حياة الناس سلبا وايجابا الكلام وآثاره مع انه من القليل من ينتبه الى ذلك مثلا ان الانسان يضرب انسان اخر فانه بسرعة يلاحظ وينظر اليه على انه تجنى في حقه فلو قال له كلاما فيه توهين في حقا لا يعتبر بنفس المقدار مع انه اثار جراح ,الكلام واللسان اكثر من اثار جراحة الأعضاء أحيانا , واحيانا تفسد حياة الناس على اثر كلمة انا قلتها فيحصل التخريب مع انني لست قاصدا التخريب بحيث لو انني جئت مثلا ومعي الة هدم كالتراكتورات وما شابه وهدمت جانب من بيتهم المادي هذا اهون من كلام قلته وغير قاصد للتخريب بينهما ومع ذلك فسدت حياتهم الاسرية

واحيانا هذا الكلام الغير الحسن الذي يشير له القران الكريم في نقذ له ( هماز مشاء بنميم ) أحيانا يتحول هذا الى طبيعة حياة وطريقة لأنسان ما ,

فهناك فئات يتحقق منها مثل هذا التخريب نحذر الناس منها حتى لا نقع في اخطأها . فمن هؤلاء نستطيع ان نسميهم قتلة الفرح في الحياة أحيانا بدون قصد أي بجهالة , فأحيانا انت تعيش نعمة وسرور فهذا الشخص يحول الفرحة الى نكد وسوء لذلك عندنا في الآداب الشرعية هناك تعليم بالآداب التي يستحب ان تقوم بها هناك فمن يشتري بيت هناك عبارات تستخدم وكذلك من ولد له مولود هناك عبارات أخرى

وبخلاف ذلك يقوم هؤلاء قتلة الفرحة والسعادة وشكر النعمة فمثلا لو وفق الله و بنيت لك بيتا ودعوت الناس للوكيرة أي الوليمة بعد ان تعب في بنيان هذا البيت فهناك أناس تقول لك :بارك الله لك فيك و بعضهم يقول: انزلك الله منزل مبارك

لكن قتلة الفرحة يقول لك مثلا : كم طابق بيتك ؟ هل عملت قبو؟ فاذا قلت له لا فانه يبدأ ينتقد قائلا عجيب !! اذن انت لم تعمل شيء طالما انك لم تعمل قبو , ثم يوضح لك فضائل القبو عليه السلام . فهذا البيت لم يجد فيه الا نقطة الضعف هذه ليدخل الحزن عليك منها, فكلامة لا نتيجة منه فلو قال هذا الكلام هل سنحصل على قبو مثلا ؟ ما هي النتيجة العملية لهذا النقد؟ انت نكدت عليه حوّلت سروره الى هم وغمّ .

نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا للاستقامة في حياتنا وان ينشر علينا الاطمئنان والاستقرار . فبدلا من ان يقول له: خير عملت وتشجعه وتدخل السرور في قلبه وتحثه على ذكر وشكر نعمة الله يقوم هؤلاء الذين هم ضد الفرح ليدخلوا النكد عليه فمن يقوم بذلك فهم من قتلة السرور الباعثين على ان لا يروا نعمة الله عليهم .. حتى لو كان البيت به كل الخدمات وبه القبو فانهم يبحثون عن أي شيء اخر ينتقدونه فمثلا يقولون له لماذا بيتك على شارع وليس على شارعين؟ ولماذا لم تصنع كفلان فهو عمل كذا وهذا افضل منك , هنا انت تصنع له حسرة في نفسه .

انت الان لو تحدثت معه طيلة النهار وبهذه الطريقة ماذا ستصنع له من فائدة؟ لا شيء يستفيد من كلامك . حتى لو بنى على شارعين سيبحثون على شيء اخر مثلا لماذا بنيت في هذه المنطقة؟؟ هذه لا يوجد بها خدمات لماذا لم تأخذ في المخطط الجديد الفلاني؟؟

هؤلاء الناس يساهمون في ان لا يشكر الله على النعمة التي أعطاها إياه يذكّرون الانسان بالنقص الذي هو موجود عنده , هناك العديد من الشخصيات من أمثال هذا الرجل المنجز المثابر لم يستطيعون بناء بيت مثله اذن هو في نعمه , يفترض ان يقال له : هنيئا لك ارتحت من دفع الايجار , فعليك ان تذكره به حتى يشكر الله بقول الحمد لله رب العالمين , انت أيها البعيد تقوم تعكس المسألة , طالما ان هناك شيء سلبي ونقد للبيت فلو تفضل هذا الناقد و قدّم المال لصاحب البيت ليكمل بنيانه كما هو يراه هذا الناقد لكان افضل لكن لن يعطيه ولن يفعل ذلك ابدا وربما لن ينتقد ابدا بعد ذلك لكن طالما ان الكلام مجاني لا يستدعي دفع أموال فهو يستمر في التحدث. وامثال ذلك كثر

مثلا امرأه تأتي لامرأة أخرى قد وضعت مولودا فتثير الحزن فيها فاذا هي انجبت بنتا تقول لها: لحد الان لم تنجبي ولدا ذكرا ؟؟ الولد عزوة ورفعة راس و كذا وكذا هذه فلانه عندها أربعة أولاد .. ان امر نوع الجنين هو ليس بيدها حتى تنجب من هذا النوع او من ذلك النوع فما فائدة هذا الكلام الان . ولو كانت المرأة الواضع قد انجبت ذكرا تعكس هذه القاتلة السعادة الامر فتقول : البنت اهم من الذكر هي التي تعين امها في اخر عمرها هي بهذا العمل تصنع في نفس المرأة الواضع غصة فمنهجها منهج الاستخفاف بنعمة الله عز وجل . الشرع يحثنا على ان نبارك لمن جاء له مولود ونقول له :شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب (أي انه هبة الله سبحانه لكم ) وتذكره بالنعمة و وجوب شكر النعمة .

هذا رسول الله محمد صلى الله عليه واله كان أبا لبنات فهذا ليس عيب, عندما نذكر الناس بالنعم التي عندهم فإننا نهون عليهم المصاعب التي عندهم و تكوني نعم تذكير بنعمة الله عليها

مثال اخر/ هناك أناس تتبع اخبار من سافر , وعند حضوره تقول له : جدد الله لك سفرك في خير وعافية الحمد لله على نعمته عليك , فاذا كان قادم من زيارة للائمة تقول له : ربحت التجارة زيارة مقبولة خير عملت . ولو سافر الى السياحة تقول له : خير عملت النفس تحتاج الى تنزه وترفيه وان شاء الله المال الذي صرفته معوض ومخلوف في اراحة النفس , ولكن البعض يقول لمن جاء من الزيارة : هل هناك احد يذهب لهذه الأماكن يتنزه اذهب الى اسبانيا وتركيا و روسيا

ولو ذهب للسياحة ينتقده أيضا فيقول له : كم صرفت؟ كثير هذا المبلغ هذا فلان ذهب مثلك ولم يصرف نصف ما صرفته انت . هنا يصنع الحسرة في نفسه فصناعة الحسرة تصبح عند البعض فن لينكد على الأخرين واحيانا ليس بقصد التنكيد ولكن أصبحت عادة عنده وطبيعة حياته .

مثل هؤلاء دورهم اسوء من معاول الهدم التي تهدم نصف بيت الانسان فالحزن الذي وضعه في قلب أصحاب البيت لا يقل عن أموال كثيرة فينبغي ان لا نكون من هذه الفئة الذين يبغضون للناس انجازاتهم التي هي بأموالهم وجهدهم

لو اشترى احدهم سيارة ننتقدها ان كانت أميركية الصنع مثلا فيقولون له : لماذا اشتريتها من هذه الماركة هذه تصرف وقود كثيرا جدا ,,خسارة اخذك لها . واذا اشترى اليابانية يقولون : هذه جيده لكن قطع غيارها غاليه و غير متوفرة , لن ترتاح بها حتما . انت هكذا نكدت عليه

ورد في الروايات "عليك بكثرة الصمت الا من خير " , وجاء " اكثر الناس ذنوبا اكثرهم دخولا فيما لا يعنيه "

فلو طلب منك صاحب البيت او صاحب السيارة او من يريد السفر استشارة وطلب ان تعطية دراسة حول بيته و سيارته ومكان سفره فلا باس قل ما عندك من حكايا حتى لو كان رأيك سلبي فلمستشار مؤتمن

فئة افساد استقرار الناس هذه موجوده و لقد شهدنا كثيرا من المجتمع من هذه الفئة لذلك عليك ان تحسب كلامك مؤذياته نهاياته واثاره

مثلا انسان معزوم عند أناس فيقول لهم : هذا الاكل من المطعم !لماذا تشترون من المطعم ؟!زوجتك لا تطبخ لك ؟! الأسبوع الفائت كنا معزومين عند فلان وكانت زوجته ما شاء الله عليها هي من طبخت كل الأصناف المتعددة و اللذيذة لماذا لا تطبخ لك زوجتك ؟

لماذا هذه الأسئلة فقد يكونا اتفقا على هذه الامر وقد تكون مريضة وقد يكون لا تعرف تطبخ وقد لا تستطيع الطبخ لهذا العدد الكبير , بكلامك هذا ستبدأ مشكلة بين الزوجين لان الزوج سيعاتبها لماذا لا تطبخين لي انت مقصره في حقي ومن هذا القبيل وهذا كثيرا ما يحصل هذا الامر .

رسول الله كان اذا قُدِّم له طعاما فان استحسنه ذكر ذلك والا فانه يشكر الله , لا يتحدث ويطلب معرفة الطريقة التي طهت بها هذا الطعام وماذا صنعت فيه .

مثال اخر : اشخاص يحضرون البيت فيقوم الزوج بتضييفهم فيسالوه لماذا زوجتك لا تقوم بواجب الضيافة فيخبرهم بانها في العمل فيبدؤون في انتقاد زوجته فيقول احدهم : انت متزوج حتى ترتاح ام حتى تذهب تلك الزوجة للعمل ؟ انا زوجتي تجهز لي الفوط والطعام و كل الأمور و في كل وقت . حسنا, نمط حياة الناس مختلف فانت لا تحتاج الى من يعينك على مصاريف البيت ولكن انا احتاج . انت زوجتك تفضّل ان تكون في البيت ولكن زوجتي انا لا تفضل البقاء بدون عمل . انت بهذا الكلام لم تقدم له مشروع حل عملي بل قدمت له مشروع مشكلة وافسدت صفاء هذين الزوجين واحيانا كثيرا يكون في هذا الكلام مبالغات والله العالم بنسبة الصدق فيه

مثال اخر : زوجين اتفقوا على مقدار معين من الأطفال تبعا لظروفهم , انا اجي اتحدث مع الزوج بالنسبة الى هذا الموضوع أقول له : الى متى ستبقى هكذا بدون انجاب أطفال جدد و افرض ان هذا الولد الذي عندك مات ماذا ستفعل في ذلك الوقت ؟ افرض انك مرضت ولم تستطع ان تنجب في الفترة القادمة . طيب هما اتفقا على ان يرتبا وضعهما هكذا من ناحية الأطفال قد يكون هو مريض وقد تكون هي مريضة وقد يكون لهما خطة معينة وقد يكون لديهم ضعف مادي وما الى ذلك . هذا الشخص قد لا يكون متعمد للافساد , هو يتحدث فقط كنوع من الاسترسال والجهل وعدم التفكير والدخول فيما لا يعنيه

مثال: فلان يعمل في مكان بعيد فتأتي ام الزوجة تقول للزوجة : لماذا يعمل زوجك هذا العمل الذي يضطر للمبيت فيه خارج المنزل . انت ما شأنك ربما هذا العمل يعطيه مال وفير ربما لا يوجد وظائف بديله عنده . هؤلاء الفئة التي تخرب وتفسد صفاء العلاقات يحركون الزوجة على زوجها او يحركون الزوج على زوجته فيقال له :لماذا تترك زوجتك تعمل في مستشفى في الليل او تعمل في مكان اختلاط.

نحن يجب ان تشيع عندنا "ان الكلمة الطيبة صدقة " حتى لو رأيت شيء سيء لا تتحدث عن السلبيات ابحث عن إيجابيات الموضوع واطرحها

فمثلا عندما تجد شخص يسكن شقة فقل له : ان الحمد لله انت افضل من غيرك استطعت ان ترتب حالك في 3 غرف جعله الله سكنا مباركا وقل لذلك الذي يعمل بمكان بعيد: ان الرزق يحتاج الى الخفة والحركة

 

نسال الله ان يوفقنا واياكم الى كل خير و يبعدنا عن كل شر بجاه محمد واله الطاهرين

 

 

مرات العرض: 3381
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 30356.94 KB
تشغيل:

من برنامج المؤمن يوم الجمعة 13
لا تكونوا آذانا سلبية !! 15