أربعين الامام الحسين أسئلة الاستحباب والنتائج
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 14/2/1440 هـ
تعريف:

أربعين الحسين : أسئلة الاستحباب والنتائج

 

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

ورد في الخبر عن أبي عبد الله جعفر إبن محمد  الصادق صلوات الله  وسلامه عليه إنه قال
(  من خرج من منزله  يريد زيارة الحسين إبن علي إبن أبي طالب  عليهما  السلام  إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة  حسنة  وحط بها عنه سيئة حتى إذا صار بالحائر كتبه الله  من المفلحين  وإذا قضى مناسكه  كتبه الله من الفائزين  حتى إذا أراد الإنصراف  آتاه ملكٌ وقال له أنا رسول الله  ربك يقرأ عليك  السلام  ويقول لك  استأنف العمل  فقد غفر لك  ما مضى منك  صدق سيدنا ومولانا  جعفر  إبن محمد صلوات الله وسلامه  عليه )

زيارة الأربعين تحولت إلى مهرجانٍ عالميٍ   يشابه الحج في فوائده ومن أثره التي ندب الله  سبحانه  وتعالى حجاج بيته الحرام   لكي يشهدوها 
هذه الزيارة التيى مظهرها الأصلي المميز   عن باقي الزيارات   قضية المشيي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام حيث يقطع   من الزوار عشرات  أو مئات الكيلو مترات  حسب إختلاف قدراتهم وحماسهم ساعين  من مناطق  بعيدة للوصول إلى كربلاء  يستغرقون في ذلك  أياماً كثيرةً أو قليلة   هذه تحتاج إلى أن نتحدث أولاً  عن الجانب الشرعي  والإستحبابي فيها ثم  نعطف على الفوائد التي تحصل على أثرها  فعلاً  والآفاق التي من الممكن  أن تحصل للمؤمنين بشكلٍ  أكبر في المستقبل  وأخيراً نحاول أن نجيب على بعض الأسئلة  التي ربما تدور في أذهان البعض  حول هذه الزيارة ومرافقاتها و ما يشبه ذلك   بالنسبة إلى  الأمر الأول
 من الثابت من الناحية الشرعية  إستحباب المشي إلى مواطن التعبد  ما أشار إليه دعاء كميل الذي نقرأه في قوله

 ( أتسلط النار على وجوهٍ خرت  لعظمتك ساجدة وعلى ألسنٍ نطقت بتوحيدك  صادقة  وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة )

كأنما هذه الجوارح  الساعية لأوطان التعبد  هي وقاية من النار الإلهية   بل أكثر من هذا يوجد لدينا روايات تشير إلى أنه ما من عبادة  أفضل من المشي إلى مواطن التعبد  ولذلك كان هذا الإستحباب ثابتاً بشكل  محدد فيما يرتبط بالسعي   إلى مكة المكرمة  فقد نقلت الروايات  بل  التاريح أن عدداً  من  أهل البيت عليهم السلام منهم الحسنان  ومنهم علي إبن الحسين  عليهم السلام  جميعاً كانوا يذهبون من المدينة إلى مكة حجاً  وهم  يمشون مع إن النجائبة يعني النياق  السريعة والمريحة    تقاد  بين أيديهم  و مع ذلك  كانوا يذهبون مشياً على الأقدام  إلى بيت الله الحرام   بل ورد في الحديث  أن  الحسنين  عليهما السلام كانا يمشيان في طريقهما إلى مكة  وفي هذه  الأثناء لما رأى عامة الناس  إن الحسنين  وهما أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله  وأهل الشخصية  المعتبرة يمشيان على أقدامهما  تأخر الحجيج  ونزلوا يمشون فجاء  سعد إبن أبي وقاس الزهري  وقال للإمام الحسن عليه السلام   والحسين  إن الحجاج  إذا شاهدوكما تمشيان  لا يستطيعوا  أن يركبوا  إحتراماً لكما وتوقيراً لكما  هذا ما يشق على عامة الحجيج فإن شئتما أن تركبا أنتما أيضاً إركبا على الناقة  حتى الناس يمشون فقالا  لا نترك الفضل ولكن نتنحى  عن  الطريق  ضلا يمشيان  وجعلا الناس تمشي على رسلها وقالا  نحن أيضاً نتنحى عن الطريق و نمشي  على رسلنا   لأن في هذا الفضل والقيمة الإضافية
في الرواية عن عبدالله  إبن  سنان والحديث معتبر عن أبي عبدالله عليه السلام
قال (  ما عبد الله بشيئٍ أشد من المشي ولا أفضل ) يعني إلى طريق مكة   فأولاً    المشي إلى أماكن  التعبد يعتبر بخصوصه إلى مكة ذا قيمةٌ عاليةٌ وقد فعله أهل البيت سلام الله عليهم   بل جعل أفضل شيئاً عبد الله به هو المشي و بالخصوص إلى بيته الحرام  بل حتى سائر البيوت الإلهية المساجد مساجد الله عزوجل  يستحب للإنسان المؤمن  أن يسعى وأن يمشي على قدميه  إليها حيث تحسب خطواته تلك  فقد ورد في  الحديث
( إن من مشى  إلى المسجد للصلاة كتب الله له بكل خطوةٍ  حسنة ومح عنه سيئة ) فإذن أصل المشي إلى مثل الكعبة  إلى بيت الله الحرام من الأمور الراجحة شرعاُ وقد فعلها أئمة أهل البيت  عليهم السلام بل لما عوتبوا  في ذلك كما فعل  سعد إبن أبي وقاس  لم يسجيبوا له وقالوا نحن لا نترك هذا الفضل و هذه الفضيلة  والناس إذا يريدون  يمشون دعهم يمشون   ولكن نتنكب الطريق ودعهم يذهبون  على رسلهم بل هناك مسألة  يذكرها أحد علمائنا وهو الشيخ مفلح الصيمري   وذكرها غيره لكن هو يبدو  من أوائل من ذكرها  وهو من تلامذة الشيخ أحمد الحلي من علماء القرن السابع الهجري   يقول
لو نذر الحج ماشياً إنسان ينذر  الحج ولكن ماشياُ  هل ينعقد هذا النذر أم لا
لأنه عندنا النذر ينبغي  أن يكون راجحاُ  فهل أن المشي  للحج مع قدرته على الركوب هل هذا ينعقد يصبح راجحاً مستحباُ أم لا  هناك يذكر يقول أصل النذر بلا كلام ينعقد  نذر الحج لكن هل ينعقد  ماشياً أم راكباً يقول بعض العلماء  قالوا بأفضلية المشي مطلقاً  كما سبق في الروايات التي ذكرناها وبعضهم قال أن الركوب  أفضل ثم هو يقول المشهور والصحيح أنه إن كان  المشي  لا يضعفه عن أداء المناسك  فهو أفضل وأكثر ثواباً وأما لو كان يضعفه عن أداء المناسك  مثلاً إنسان كبير في العمر  إذا يمشي هذا  المقدار يوصل وهو مهدم القوة لا يستطيع  أن يؤدي الأعمال بشكلٍ جيد هذا الركوب أفضل له   الركوب فيه  فضيلة وهو إنه سوف يصرف أموالاً أكثر ولكن هذا غير مبرر  المشي  لن يصرف أموالاً أكثر ولكن في الركوب  سوف يصرف أموالاً أكثر فيقول  إذا كان  المشي لا  يتعبه  مشي لا  يؤثر ذلك على مناسكه  فالمشي أفضل   الآن لنفترض في كربلاء تارة إنسان ضعيف البدن إذا يذهب ماشياً  بعد لا يلحق  على الزيارة بخشوعٍ وخضوعٍ لآنه قد يصل وهو تعبان ومريض هذا  بحسب  رأي مثل الشيخ الصيمري الركوب أفضل  له بينما إذا لم يكن كذلك لا يضعفه المشي  عن مثل هذا الغرض يذهب ويزور ويؤدي الأعمال فالمشي أفضل وإن كانت مصاريفه  أقل فإذن أصل الذهاب إلى  أماكن العبادة كبيت الله الحرام وكالمساجد المشي على الأقدام هذا  أمرٌ راجحٌ ومستحبٌ  شرعاً بحسب  الروايات  وقد فعله أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم نأتي إلى زيارة قبر الحسين   سلام الله عليه   الحديث الذي ذكرناه وهو واحد من أحاديث متعددة  فإن مرجع زمانه السيد البوجردي أعلى الله مقامه  في كتابه جامع أحاديث الشيعة كتاب مهم جداً أشرف عليه السيد البورجردي  من مراجع الطائفة في زمانه أستاذ لكثير  من المراجع الفعلين هذا الكتاب عقد  باباُ في إستحباب المشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام   وأورد فيه أحاديث ومنها هذا الحديث الذي نقله من  تهذيب  الأحكام لشيخ الطائفة الطوسي يقول  فيه
(من خرج من منزله يريد زيارة الحسين  عليه السلام  إن كان ماشياً    كتب الله له بكل خطوةٍ حسنة وحط بها  عنه سيئة  حتى إذا صار بالحائر  كتبه الله من المفلحين   وإذا قضى مناسكه  كتبه الله  من الفائزين حتى إذا أراد الإنصراف  آتاه ملكٌ وقال له أنا رسول الله   فقال له ربك  يقرأ عليك السلام   ويقول لك إستأنف العمل فقد  غفر لك ما مضى من عملك    ) هذه درجة أرقى من المفلحين وأرقى  يعني كما إن الله يسلم على أهل الجنة  ويقول لهم  هذا جزاء ما صبرتم  عليه  أيضاً  يسلم على زوار الحسين    أي
 سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار
 هذا أيضاً الذي خلص مناسكه  وزيارته للإمام الحسين  الملك يقول له الله يسلم عليك ويقول لك إستأنف العمل فقد غفر لك ما مضى من عملك
نفس هذا المعنى نجده أيضا  في أحاديث أهل البيت فيما يرتبط بعرفات إن الإنسان إذا أنهى الموقف يوم التاسع وغربت الشمس أتاه ملكٌ  ووضع يده على كتفه ويقول له يا فلان يقول لك ربك إستأنف العمل فقد  غفر لك ما مضى من ذنبك نفس الأمر هناك في عرفات إرسال رسول  من قبل الله ملك من الملائكة مع أنه لا يوجد أحد من الحجاج يستشعر مباشرةً لا باللمسة  ولا بالكلام  لأن جهاز إستقبالنا جهاز ضعيف وإلا جهاز الإرسال  جهاز قوي  مثل ما إننا هناك لا نستشعر اللمسة ولا نسمع الهمسة  الملائكية ولكنها  واصلة هنا أيضاً في كربلاء كل زائرٌ ينتهي من زيارته  تأتيه لمسة إلهيةٌ وسلامٌ ملكوتيٌ ورسالةٌ  ربانية إن اسأنف العمل فقد غفر لك ما مضى من ذنبك    هذا إذن أصبحت عندنا فكرة أولية  بالإستحباب الوارد بنفس  المشي قد يقول قسم من الناس المراد هنا المشي  الوصول إلى ذلك المكان  ولكن هذا الفهم فهمٌ خاطئ   فإن بإمكان الإمام  والنبي أن يستخدم كلمة من زار الحسين من وصل الحسين من قدم إلى كربلاء  وهذه تشمل القدوم مشياً وعلى الدابة  وفي السيارة وفي الطائرة وفي السفينة لكن لما يأتي ويستخدم     كلمة من كان ماشياً يتبين  إن المشي له خصوصية موضوعية وله ثواب كبير وهذا ما أشار إليه  أحد أعاظم الطائفة وهو الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى الله في الجنان  مقامه  في كتاب الصلاة في أثناء حديثه إستشهد بالأحاديث الواردة  في فضل المشي لزيارة الحسين وقال إن هذه المقدمات يعني حركة المشي  هي يثاب عليها الإنسان  نفس الحركة هذه وتحريك الأرجل من مكان إلى مكان  هي فيها الثواب والأجر   ونفس  الكلام في ما عبد الله بشيئٍ أشد  وأفضل من المشي يعني إلى بيت الله الحرام  هناك خصوصية للمشي وموضوعية له إما بعتبار أنه يصنع   التخضع الأكبر وفيه المشقة الأعظم الإنسان يقول أنا وإن كان هذا يشق علي  وأبذل فيه جهداً كبيراً إلا إنه لما كان لأجل الله عزوجل     إذن أتعب نفسي  إن خير  الأعمال أحمزها يعني أكثرها مشقة   نأتي إلى موضوع  آخر وهي الآثار التي تترتب على هذه الزيارة الأربعينية  زيارة الأربعين  بهذا النحو الذي هو  الآن  موجود لم تكن في السابق  وإنما كان هناك أفراد من علماء من صلحاء من حسينين  من موالين يقصدون  قبر أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه
 طبعا يوجد بحث حول أن الأئمة سلام الله عليهم زاروا الإمام الحسين  يعني كانوا يذهبوا للزيارة الإمام السجاد غير قضية الأربعين ذهب لزيارة  الحسين عليه السلام  والإمام علياً  مرات الإمام الباقر أيضاً زار الإمام  علي والإمام الحسين مرات بعضها كان بصحبة أبيه السجاد وبعضها منفرداُ الإمام الصادق  مراراُ كثيرة راجعوا كتاب فرحة الغري وكامل الزيارات سوف تجدون كثيراً  من هذا المعنى في زياراتهم  الإمام الصادق  حوالي أربع أو خمس مرات يرافق أشخاص مرة   المعلى إبن خنيس مرة آبان إبن  تغلب  مرة صفوان الجمال كل هؤلاء  أي هو  كان   يذهب   إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام   لا سيما في الفترة التي كان فيها الإمام الصادق في الكوفة والإمام الصادق بقي في الكوفة  سنتين أطراف في   الكوفة عند الحيرة سكن سنتين وفي هذه السنتين  زار الإمام علي والإمام الحسين عدة مرات عندما استدعاه المنصور  إلى بغداد  إيضاً مر في طريقه على كربلاء وزار الإمام الحسين عليه السلام  الإمام الكاظم عندما أطلق سراحه من السجن لأن الإمام الكاظم   لم يكن سجنه مرة واحدة وإنما على فترات  ففي بعض  الفترات التي أطلق فيها سراحه من السجن كان يجعل طريقه  من بغداد إلى المدينة يمر على كربلاء ويزور الإمام الحسين  عليه السلام  وهذا بحث يحتاج له حديث خاص فيه عن ظروفه وعن أوضاعه  و مناح   عن تلك الزيارات هذه  الزيارات زيارت المشي كانت في الغالب حالات فردية أو جماعات صغيرة  والعلماء كانوا يذهبون منذ فترات طويلة علماء الحوزة العلمية  كان  عندنا  في أحوال بعض العلماء  قبل  أكثر من خمسين سنة  إلى مئتين سنة  يذكر في حياتهم إنهم ذهبوا لزيارة الإمام الحسين مشياً  وكلما إتجهنا في هذه الجهة  في هذه الأيام تحولت  من زيارة فردية ومحدودة إلى  مظاهرة جماعية  ومهرجانٍ عظيم عالمي  وهنا ينبغي ما دام تحولت  إلى هكذا ينبغي أن يحافظ عليه وأن يعزز  وأن يكثر وأن يدعم وأن تتم الإستفادة كاملة  منه هذا الشيئ رهيب  إن دولة كاملة تصبح في هذه المدة يعني أقل ما قيل  في العام الماضي سبعة ملايين زائر  بعضهم ضاعف هذا المقدار هذه السنة أكثر فأكثر لو فرضنا أقتصرنا   على أقل ما قيل    سبعة ملايين  هذا العدد دولة كاملة بعض الدول  لا يوصل سكانها إلى هذا المقدار دولة  كاملة بجميع سكانها يذهبون إلى زيارة   شخصٍ  واحد لغرضٍ واحد لا يوجد عندنا   عند المسلمين وهو أعظم موسم لم يحدث  في تاريخه راجعوا الإحصائيات التي كانت قبل عشر سنوات القيود  أقل وكان مفتوح للجميع لم تصل إلى خمسة ملايين  حتى بالتصريحات الرسمية  أبداً لم تصل
 أما هذه السنوات فالأمر أقل بعتبار الظروف مختلفة  هناك أقل ما قيل سبعة ملايين دولة كاملة  شعب كامل مجتمع كامل  من مختلف الأعراق  بعض  الإحصائيات من ستين دولة  قدموا  لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين وهذا مهرجانٌ كونيٌ لا نظير له  وبالتالي ينبغي أن يخطط للإستفادة منه   والإنتفاع به وأن يدعم بشتى الوسائل   مالذي يحقق هذا الأمر  ماذا تحقق لنا هذه الزيارة الأمر الأول  إجتماع يكون على   غرضٍ معين وهدف معين  يعمق ذلك الهدف بشكل مباشر وغير مباشر في نفوس الناس لاحظوا مثلاً  مثل هذه المهرجانات التي تحدث  في البلاد الغربية على سبيل المثال يوم المسيقى العالمي   وغير ذلك   منديال الرياضة والكره  هذا عندما يجتمع فيه هذا الجمع الغفير من الناس تسري  بينهم روحٌ تخدم هدف ذلك الإجتماع إذا   رياضة  يتعزز في الناس  التوجه إلى الرياضة ومحبة اللاعبين   والإهتمام بالشأن الرياضي  إذا موسيقى نفس الكلام أما إذا صار حجاً على سبيل المثال  وصار موسم الحج عندنا هنا القرآن الكريم يقول
(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله في أيامٍ معدودات )
الغرض هنا   هو قضية التوحيد  كأنما كل شيئٍ في الحج ينطق بتوحيد الله عزوجل  فيتكهرب  الناس كلٍ بحسبه بهذه الروح  التوحيدية  بهذه الروح العبادية  ولذلك ترى كثير من الناس عندما يذهبون للحج يكون الحج نقطة عطف في حياتهم بشكل كامل  يتغير تماماً يذهب ويرجع بشخصية  أخرى أمور لا توصف أمور تعرف تخرج ولكنها لا توصف أبداً  عندما يذهب  الناس لزيارة قبر الحسين سلام الله عليه  نفس الأمر  الذي
ليشهدوا منافع لهم هناك في الحج  هنا يشهدوا نفس  المنافع بإضافة إلى  منافع عبادية  هناك  الذي يقرأ القرآن والذي يتوجه إلى أهل البيت والذي  يزداد  ولائه فيهم والذي يتعرف عليهم والذي  يقرأ الزيارة فيزداد بهم معرفةً  وعلى هذا المعدل  فأولاً هذا الموسم بهذا العدد الكبير  يحقق ما يحققه الحج من المنافع والفوائد الدينية  والإجتماعية   الإجتماعية أيضاً فيه فوائد كم من الناس لا يعرفون  بعضهم   من أتباع أهل البيت يأتون من  أماكن بعيدة ومن  أماكن سحيقة ليتعارفوا هناك وبالتالي ليتبادلوا  ما يمكن  تبادله من التوجيه والإهتمام  بقضاياهم  هذا أمر
أمر آخر الأثر التربوي أنت تصور أن شخص  لما يذهب  للمسجد ماشياً هذا يحدث أثر مع أن  المسافة قد تكون  عشر دقائق فما ظنك إذا كانت في طريقهم إلى الحسين عليه السلام   مع كونه مالكاً للمال وبإمكانه أن يسلك أفضل الوسائل  ويركبها ولكن  مع ذلك يخضع نفسه ويلصق  نفسه بالتراب  ويتواضع لله عزوجل فيمشي  هذا العالم  الكبير وذاك التاجر المهم وهذا الشخصية   كلهم في هذا  يمشون على الأقدام ويتحملون المشقة  والجهد من أجل هذا  المقام الشريف أي روح ولائية سوف تحصل عند هذا  الإنسان يضاف  إلى ذلك ما سيحصلون عليه من  فوائد خلال هذا المشوار  خلال هذا  الطريق ونحن هنا نشيد بالجهد التي تقوم به الحوزة العلمية في  العراق والعتبات  المقدسة والذين توجهوا بحمد الله   إلى تكميل هذه  الشعيرة الولائية العظيمة  بجانب الثقافي والديني  أسست  خيم كثيرة  للقرآن الكريم تعليماً تلاوتاً  تجويداً تصحيح قراءة  فكأنما  إذا  الواحد  يذهب أيضاً يحصل على شيئاً  يغذي قلبه وشيئ يغذي عقله  ودينه ويعرفه على أحكامه  خيمات كثيرة نسبت من أجل تعليم الأحكام الدينية  فيما سمعت من  بعض العلماء الثقات يقول أرسلت الحوزة العلمية  في العراق إلى هذا الطريق ألفين وخمسمائة مبلغ ومبلغة  هؤلاء  شغلهم فقط تعليم الناس الأحكام  والإجابة على المسائل  العقائدية  والإهتمام بهذا  الجانب الديني هذه دورة تصبح بذلك دورة ثقافية ومعرفية  خلال هذا الطريقة إقامة صلاة الجماعات وهذه ظاهرة ممتازة وجيدة  في هذه السنوات الأخيرة  إنه في وقت حلول الأذان تجد هناك علماء  متصدين  لأقامة صلاة الجماعة وهم مرشحون ومزكون  من الحوزات  العلمية يتقدمون الصفوف لإقامة الصلاة الجماعية  هذه خطوات ينبغي الإشادة بها وتحسينها أثاب الله القائمين عليها خير الثواب  والجزاء  أنهي حديثي   في بعض الأسئلة السريعة التي ربما تدور في أذهان البعض  يقول بعضٌ إننا نجد  قسماً  من الناس يذهبون ويرجعون  ذهب ومشى له يوم يومين ورجع  نفسه هو ذاك لم يتغير فيه شيئ  نسأله   أولاً  سؤال   ما هو مقياسك في التغير  عندك أنت من قبل  أن يذهب مقياس عام وبعد أن عاد أتيت وطبقت عليه تغير أم لا   إذا فرضنا إنه  صلى صلاة الليلة في بيته مثلاً مالذي يدريك إنه تغير   هو لم يكن يصلي الآن أصبح يصلي صلاة الليل   إذا أصبح قلبه  أكثر خشوعاً كيف لك أن تعلم هو لا يأتي ويخبرك بأن قلبه أصبح أكثر خشوعاً   وتعال أنظر إلي كيف أصبحت خاشعاً
ثانياً  كم هي النسبة من هؤلاء يعني افرض يوجد قسم يقول لك يوجد أناس ذهبوا في نفس الطريق عملوا مخالفات سرقوا    عملوا مخالفات شرعية كذا وكذا  نسأل كم هي النسبة أنت  وثقت مئة حالة لا يوجد أحد وثق مئة حالة  ولنفرض أنت وثقت مئة مئتين حالة  أنت وثقتها  وواثق منها  لنفترض هذا وهو لا يحصل لو فرضنا  أنك وثقت مئتين حالة  في دولة قوام سكانها سبعة ملايين   هل هي نسبة تحسب فكيف آذا صار عشرين مليون   هذه دولة كاملة هذا مجتمع مليوني أن واحداً  عامل مخالفة  أو ذنب أو يقوم بعملٍ  من الأعمال ما هي  نسبة هؤلاء من العموم  ينبغي ملاحظة هذا الامر بشكل  إيجابي وهذا الأمر كما ذكرنا تقوم به الحوزة العلمية  والمرجعية الدينية  والعتبات  بتوجيه من  المرجعية   في إتجاه   الإرشاد والتعليم   وما شابه ذلك   لكن أن يأتي واحد ويقول يوجد هناك من يسرق في هذا الطريق  يوجد هناك من ينظر إلى النساء يوجد هناك من يفعل كذا وكذا نقول لو  فرضنا هذا موجود فلا يشكل  نسبة
طيب
تعال وأنظر في الحج
في الحج في الطواف وأنت تطول حول   الكعبة ولا تأمن على محفظتك أن تسرق  هل معنى ذلك أن الحج لا يصنع شيئاً ولا يفيد فائدةً كل  هالجمع الكبير   من الناس بالتالي يوجد هناك من يرتقي بأخلاقه ويوجد هناك من   يكون تأثرهم تأثر قليل  بهذا الموسم  فلا يصح  أن يقول  إنسانٌ
  أن هذا لا ينفع  و لا  يؤثر وإلا  لو كان كذلك لرفعنا اليد عن كل العبادات يوجد قسم من الناس يصلون ولكن معاملاتهم في السوق محرمة  يوجد  قسم من الناس يصومون ومع ذلك يغتابون غيرهم نأتي ونقول لهم  أنتم خلاص لا تصلوا ولا تصوموا  لا
هذا يؤثر بمقدارٍ من المقادير  فيه قسم يأتي ويقول  طيب هذه الأموال التي تصرف لماذا
لا تصرف على الشهداء على العمران على كذا وكذا  افترض  مثلاً في هذه المناسبة يصرف عشرة آلاف دولار    لماذا هذه الأموال  لا تصرف في البنية التحتية للعراق تصرف في فلان شيئ على الشهداء  هذا نوع أنا  أسميه من عدم معرفة المجتمعات يا أخي  الآن إفترض هذا الشخص الذي أتى بصينية فلافل حتى يطعمها المشاية هذا  كيف يتبرع إلى البنية التحتية للعراق    ذاك الذي ليس لديه قناعة إلا من هذا الجانب لديه قناعة أن من يخدم في هذا الطريق  ينال الثواب  أنت تأتي وتقول له لا تصرف في هذا إذهب واصرف في مكان ثاني   لا تستطيع الآن  كم يكون هناك تبليغ   أنه  تعال لماذا تذهب إلى هذه الأماكن  البعيدة  تعال وانشر كتاب عن الحسين عليه السلام هذا الإنسان  الذي يعطي قناعته بهذا الأمر وفي كثير من الأحيان هي أمور طوعية قليلة  لا يوجد مثلاً ميزانية يمتلكها شخص معين ويوجهها  هذا الصوب أو ذاك الصوب   هذا يصرف لك مقدار عشر دولار ذاك يصرف مقدار مئة دولار ذاك أكثر وذاك أقل  وكلٍ بحسب ما يراه أقرب إلى الله سبحانه وتعالى الصحيح أن نشجع  على هذا الأمر  وأن  نضيف له
 أنا مثلاً عندي أي ذاك المتحدث إعتقاد إنه ينبغي  دعم هذا الجانب من الجوانب جيد جزاك الله خيراً طيب أنت ابدأ اعمل من  مالك  وعادة هؤلاء الذين عندهم مثل هذه الملاحظات هم  متفرجين ناقدين
فقط يقول لماذا  لا يعملون هكذا ولماذا لا يعملون غيره
 أنت تعال بسم الله الرحمن الرحيم تقدم إلى الميدان  إنفق  من عندك الله يزيدك خير أو قنع من ترى أنه يقتنع  في ذاك الإتجاه  الذي تراه شيئاً حسناً إذا اقتنع    به هذا الإنسان صرف فيه  خل  يصبح عندنا فكرة التكامل  وليس  فكرة التناقض لماذا أنت تصرف على المأتم  هذا إذهب  اصرف على المستشفى ما هذا التناقض أنت تعال اصرف على هذا المأتم  وذاك   الذي مقتنع بالمستشفى دعه يذهب ويصرف  على المستشفى  يصبح فيه تكامل ديني
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر أولايائه  وأن يشيد  ما شاد منهم كما شادوا  دينه وهذه هي  نبوءة العقيلة زينب سلام الله عليها

مرات العرض: 3387
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2563) حجم الملف: 55146.26 KB
تشغيل:

28 الشهيد برير بن خضير الهمداني سيد القرآء
31 الموالي الشهداء في أصحاب الحسين عليه السلام