17مسلم بن عقيل قبل وصوله الكوفة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/1/1440 هـ
تعريف:

(مسلم ابن عقيل حياته قبل وصوله الكوفة) 1


كتابة الأخت الفاضلة فاطمة بنت الشيخ منصور


جاء في رسالة مولانا الإمام الحسين عليه السلام لأهل الكوفة (أما بعد فإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم ابن عقيل فإن أخبرني أنه قد اجتمع رأي الملأ منكم على طاعتنا أخبرني حتى أقدم وشيكًا إن شاء الله) صدق سيدنا ومولانا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
حديثنا يتناول شيئًا من سيرة شهيد الكوفة وشهيد النهضة الحسينية مسلم ابن عقيل ابن أبي طالب سلام الله عليه وسيكون الحديث ضمن النقاط التالية:
- حياته الشخصية.
- دوره في الكوفة.
- انقلاب الكوفة لصالح ابن زياد.
أمه وحياته الشخصية:
قيل أن أمه نَبطية تسمى عُليَة ولا يذكر التاريخ شيئًا مفصلًا عنها إلا أن معرفتنا أن عقيلا كان مستشارًا لعلي ابن أبي طالب في أمر نكاحه من أم البنين يقتضي أن يتخير من النساء ما يناسب شأنه وشرفه وما يتوقع منها من الإنجاب حيث كان عالمًا بالأنساب من جهة وعالمًا بالمناقب والمثالب في القبائل العربية.
ومن كان كذلك يفترض منه أن يتخير من النساء بالذات لقضية النكاح والاستيلاد على نحو الزواج لا على نحو التسري فيكون اختياره على أسس وإن كنا لا نعرفها الآن.
وبذلك تُرد الرواية التي تذكر أن أمَ مسلم ابن عقيل جارية أهداها له معاوية وهذه الرواية مشتهرة وتذكر أحيانًا في كتب الإمامية كما يذكرها المدائني.

بين معاوية وعقيل:
وروى المدائني قال: قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب: هل من حاجة فأقضيها لك؟ قال: نعم، جارية عرضت علي وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا، فأحب معاوية أن يمازحه، قال: وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى؟ تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما: قال: أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذا أغضبته يضرب عنقك! فضحك معاوية وقال: مازحناك يا أبا يزيد، وأمر فابتيعت له الجارية التي أولد منها مسلما رحمه الله، فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة وقد مات عقيل أبوه قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة، و إني أعطيت بها مائة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إياها، فادفع إلي ثمنها، فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن إليه، فبلغ ذلك الحسين عليه السلام فكتب إلى معاوية:(أما بعد فإنك اغتررت غلامًا من بني هاشم فابتعت منه أرضا لا يملكها فاقبض من الغلام ما دفعته إليه واردد علينا أرضنا) فبعث معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين عليه السلام وقال: أردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت ما لا تملك، فقال مسلم: أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا، فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه وقال: يا بني هذا والله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك، ثم كتب إلى الحسين عليه السلام: إني قد رددت عليكم الأرض وسوغت مسلما ما أخذه، فقال الحسين عليه السلام: أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما.
تأمل ونقاش :
 إن في الرواية أخطاء تاريخية ومضمونية واضحة إضافة لكونها مرسلة وهي:
أولا: من الواضح أن الرواية سيقت من أجل إظهار بني أمية ومعاوية على أنهم ذوو فضل وحلم وكرم فعقيل يطلب من معاوية جارية بقيمة أربعين ألف ويعطيه إياها و حين قال له عقيل أُنجبُ منها غلاما يضرب عنقك إن أغضبته يستلقي لشدة ضحكه فهو حليم و متسامح.
ثانيًا: المراسلات القائمة بين الإمام الحسين وبين معاوية من جهة وبين مسلم ابن عقيل وبين معاوية لدرجة أن مسلم يقصد الشام ليبيع معاوية أرضًا لم يشترها أحد في المدينة ولم يعهد أن علاقة من هذا النوع كانت بين بني هاشم والخلافة الأموية .
ثالثا : قول الإمام الحسين في ذيل الرواية (أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرمًا) مدح لآل أبي سفيان الذي كان معروفًا ببخله الشديد حتى أنه ينقل في كتب مدرسة الخلفاء كما في صحيح البخاري أن هندًا بنت عتبة قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا ينفق عليّ وعلى ولدي أفيجوز أن أخذ من أمواله دون أن يعلم فقال لها خذي بالمعروف.
فكيف يمدح الإمام الحسين عليه السلام  من اشتكت زوجته بخله وشُحه عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حكم شرعي من قصة هند:
لا يستدل بقصة هند وأبي سفيان على جواز أخذ المرأة من جيب زوجها ولا يحل لها ذلك إذا كان ينفق عليها بالمعروف وإذا أرادت المزيد لا بد أن تستأذن منه، أما إذا لم يكن ينفق عليها فلابد أن تشاور الحاكم الشرعي في ذلك.
إذًا هذه الرواية لا تشير إلى أن معاوية أعطى لعقيل جارية أنجب منها مسلم لإنها لم تكن جارية وإنما إمرأة من النَبط وهم قوم من الأقوام مثل بربر المغرب والنوبة الذين تزوج منهم الأئمة فيما بعد.
 
 ولادة مسلم ابن عقيل :
تزوج عقيل من عُلية وأنجبت له مسلمًا  وقد اخُتلف في سنة ولادته فقيل:
- السنة الثانية والثلاثون  للهجرة: لا ينبغي الاعتماد عليه لأن المعلوم تاريخيًا أن مسلم ابن عقيل شارك في صفين وكان قائدًا على جهة من الجهات ومعركة صفين كانت في سنة سبعة وثلاثين أو ثمانية وثلاثين للهجرة  فيكون عمر مسلم على هذا القول أربع أو خمس سنوات وهذا أمر غير طبيعي أن يكون قائدًا في المعركة وهو في هذا السن.
- ما بين السنة السابعة أو الثامنة للهجرة فيكون عمره عند شهادته ثلاث وخمسون سنة كما يستقرب ذلك السيد المقرم.
- السنة الثانية والعشرون للهجرة فيكون عمره عند شهادته ثماني وثلاثين سنة.
زوجته وأولاده:
في ريعان شبابه تزوج من رقية ابنة الإمام علي عليه السلام حيث قال بعض المؤرخين أن للإمام علي عليه السلام رقيتان رقية الكبرى ورقية الصغرى ونحن نعتقد أنها رقية واحدة وهي التي تزوجها مسلم ابن عقيل وأنجبت له ابنتين وخمسة ذكور.
ويرد الذكر الكثير لابنته حميدة أو حُميدة والأكثر شيوعًا عند العرب التصغير.
كانت حميدة مع أمها في الطريق إلى كربلاء حيث وصل خبر مقتل مسلم ابن عقيل فأجلسها الإمام الحسين عليه السلام  في حجره ومسح على رأسها كما ينقل في كتب التاريخ.
بطولاته في الحروب:
شارك مسلم في حروب أمير المؤمنين ويذكر له دور خاص في معركة صفين لأن الإمام عقد له راية ضمن اثنتي عشرة راية وممن عقد لهم رايات الإمام الحسن والإمام الحسين ومحمد ابن الحنفية وكل من تعقد له راية يكون قائدًا على فرقة لأن عدد المقاتلين كان كبيرًا جدًا.
يذكر له بعض المؤرخين من العامة حضورًا في زمان الخليفة الثاني في معركة البهنساء ويذكرون له دورًا مهمًا فيها وهذا القول لا يصح إلا إذا قلنا أن ولادته كانت مبكرة أي في السنة السابعة أو الثامنة أما لو قلنا أنها في السنة الثانية والعشرين فهذا لا يستقيم حيث لا يمكن أن يشارك في المعركة وهو صغير السن.
فالقدر المتيقن أنه شارك في صفين وكان له دور بارز وخبرة عسكرية وقاتل فيها قتالا شديدا.
دوره في النهضة الحسينية:
أهم ما يذكر عنه مشاركته في النهضة الحسينية من خلال سفارته للإمام الحسين عليه السلام  حيث اختاره للسفارة بينه وبين أهل الكوفة ويبدو من مجريات التاريخ أن مسلم كان ممن خرج مع الإمام الحسين من المدينة إلى مكة المكرمة حيث أن بعض الهاشميين وبعضهم من جملة شهداء كربلاء لم يخرجوا مع الإمام الحسين من المدينة وإنما التحقوا به عند خروجه من مكة متجهًا إلى العراق مثل أبناء عبدالله ابن جعفر.
يظهر أن مسلم ابن عقيل خرج مع الإمام الحسين في وقت مبكر ولما بقي الإمام الحسين في مكة وجاءته كتب أهل الكوفة وكانت على دفعات وتكاملت عنده في حوالي النصف من شهر رمضان أو قبله من سنة ستين للهجرة وقيل أن آخرها كان قد جاء به عابس الشاكري الذي تذكر له بطولة وكان يعرف بأسد الأسود.
على أثر ذلك فكر الإمام الحسين عليه السلام وخطط للسيطرة على الكوفة والاستجابة لطلب هؤلاء.
رسائل المخلصين:
كانت الأكثر من رسائل أهل الكوفة هي رسائل كبار الشيعة الخلص أمثال مسلم ابن عوسجة وحبيب ابن مظاهر ومسلم ابن كُثَير والمسيب ابن نجبة الفزاري وسليمان ابن صرد الخزاعي وهم فيما بعد إما شهداء كربلاء وإما شهداء ثورة التوابين بعد كربلاء وهؤلاء الشيعة أرسلوا رسائلهم نيابة عن قبائلهم وأسرهم.
رسائل الغنائم :
ومن بين رسائل أهل الكوفة رسائل كانت تفتش عن المغنم نتيجة تصورهم أن السلطة ستكون بيد الإمام الحسين وسيعطي من سانده في المواقع والمناصب العليا من باب حفظه للحقوق من أمثال الحجار ابن أبجر وشبث ابن ربعي وعمر ابن الحجاج الزبيدي فكتبوا رسائلهم بعبارات بليغة وقوية بأن يعجل الإمام الحسين القدوم إلى الكوفة وكان الغرض تقديم يد عند الإمام الحسين لا أكثر.
أحد الدوافع:
لما وصلت هذه الرسائل شكلت أحد الدوافع عند الإمام الحسين للتوجه إلى الكوفة وهنا لابد أن نشير لنقطة مهمة وهي أن نهضة الإمام الحسين وحركته لم تكن استجابة لرسائل أهل الكوفة الذين دعوه للقدوم ثم غروه وخدعوه وقد يركز على هذه الفكرة بعض أتباع المدرسة الأخرى وهي فكرة غير صحيحة لأن الإمام الحسين عليه السلام قالها منذ البداية(إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) حيث بدأ حركته في السابع والعشرين من رجب من سنة ستين للهجرة وحينها لم تكن هذه الرسائل قد أُرسلت وهي إنما تكاملت في النصف من شهر رمضان في السنة ذاتها فيكون بين بداية الحركة الحسينية وهذه الرسائل ما يقارب ثلاثة أشهر فهي لم تكن الدافع والمحرك الوحيد لقدومه إلى الكوفة.
رسائل واحتجاج:
هذه الرسائل كانت أحد دوافع الإمام الحسين للقدوم إلى الكوفة وقد استفاد منها الإمام في الاحتجاج السياسي وإحراج الخصم حيث أن قسمًا من الذين انضموا لمعسكر الإمام الحسين عليه السلام في ليلة العاشر وإن كانوا آحادًا كان على أثر احتجاجه عليهم بتلك الكتب والرسائل (ألم تأتني كتبكم، ألم تكتبوا إليَ أن قد أينعت الثمار وأخضَر الجناب) فهذا الاحتجاج قدح في ذهن الحر الرياحي فكرة تغيير موقفه فهو لم يجد جوابًا لسؤال الإمام عليه السلام إذا كنتم لا تريدونني فلماذا دعوتموني؟
سفير الحسين:
لما تكاملت الكتب اختار الإمام الحسين عليه السلام مسلم ابن عقيل ووصفه في رسالته لأهل الكوفة بأنه (أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي) فهو بمنزلة الأخ لا بمعنى النسب كما يقول النبي محمد للإمام علي عليهما السلام (أنت أخي)  فلا تحمل على ظاهر الأخوة بل تحمل على المعنى العام للأخوة من القرب والمعاضدة وبالترقي إلى مرتبة أعلى نقول بمعنى المشابهة باستثناء ما يستثنى مثل العصمة والإمامة فالإمام يريد أن يقول أن مسلم بمحل نفسي وهو ثقتي من أهل بيتي.
من الأفضل؟
قد يُسأل سؤال هل أن مسلم ابن عقيل أفضل من أبي الفضل العباس أو علي الأكبر؟
والجواب: أن هذه الجملة لا تتولى بيان الأفضلية وهي في مقام بيان أن مسلم من ثقاة الإمام الحسين عليه السلام.
تزكية وتوثيق:
زود الإمام الحسين عليه السلام مسلم ابن عقيل بهذه الرسالة وبُثت هذه الرسالة في أوساط الكوفة و كان غرض الإمام الحسين عليه  السلام من توثيق مسلم ابن عقيل والمبالغة في تزكيته أن لا يواجه اضطرابًا حول سفارته وعزوفًا عن بيعته وهو ما حدث فعلًا فكانت بيعته سهلة وسلسة جدًا لأن الناس ينظرون لبيعته وكأنها بيعة للإمام الحسين عليه السلام فبايعه ثمانية عشر ألفًا في فترة قصيرة.
المختار الثقفي وأزمة التصريح:
وعلى العكس ما حصل مع المختار الثقفي فمن أشد المشاكل التي واجهها المختار الثقفي في مجتمع الكوفة هي مشكلة التفويض والتصريح لأن السجاد عليه السلام لم يكن من الصالح أن يعلن عن ارتباط المختار به إما لجهة سياسة والموقف من بني أمية أو لأنه ستحصل بعض الإشكالات التفصيلية في أعمال أنصار المختار فيما بعد فالإمام لا يريد أن يتحمل تلك الأخطاء أولأسباب أخرى فلم يصرح الإمام السجاد عليه السلام كهذا التصريح الذي صرحه الإمام الحسين عليه السلام في حق مسلم ابن عقيل لذلك واجه المختار مشكلة كبيرة واستطاع الزبيريون والأمويون أن يضربوا على  هذا الوتر فهو لا يؤيد من قبل أهل البيت عليهم السلام لولا أن محمد ابن الحنفية سأل الإمام زين العابدين عليه السلام عن موقفه تجاه المختار فقال له الإمام زين العابدين عليه السلام فقال له جوابًا عامًا (ياعم من تعصب لنا أهل البيت وطلب بحقنا وجب على المسلمين مناصرته ولو كان عبدًا حبشيًا) فجواب الإمام فيه موافقة من جهة وعدم تحمل كامل المسؤلية من جهة أخرى.
رحلة مسلم ابن عقيل:
في الخامس عشر من شهر رمضان خرج مسلم ابن عقيل من مكة مرورًا بالمدينة لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أستأجر دليلين من المدينة وغادر معهما إلى الكوفة ووصل إلى الكوفة في الخامس من شهر شوال حيث استغرقت رحلته عشرين يوما وهذه الفترة أكثر من المعتاد فالعادة أن يُقطع هذا الطريق في اثني عشر يومًا وكحد أقصى في أربعة عشر يومًا ويرجع ذلك ربما لبقائه في المدينة يوم أو أكثر، أو ماقيل بأن الدليلين الذين كانا معه لم يستطيعا إكمال الطريق معه بعد أن ضلا الطريق ونفذ ما عندهم  جميعًا من الماء فلم يتمكن من أخذهما معه ولا أن يبقى هو معهما لإنه سيتلف فقالا له اذهب من هذا الطريق وقد تنجو بحشاشة نفسك بناء على صحة هذه الرواية.
يوم للاحتفاء بمسلم:
وصل مسلم ابن عقيل إلى الكوفة في الخامس من شهر شوال ومن اللطيف أن إدارة مسجد الكوفة جعلت هذا اليوم يومًا للاحتفاء بمسلم وإقامة الندوات والمؤتمرات فهو اليوم الذي شرَف فيه هذا البطل الهاشمي الكوفة.
بيعة الكوفيين:
أقبل الكوفيون لمبايعة مسلم ابن عقيل حتى بلغ عددهم ثمانية عشر ألفًا وهو أمر ليس بالسهل ولكن لأن الوضع العام بالنسبة للشيعة كان مستقرًا وهذا واضح من الإسراع للبيعة وقد يكون لوضوح سفارة مسلم ووكالته من جهة الإمام الحسين عليه السلام ثم المدح والثناء الذي جاء في رسالته إلى الكوفة.

قيل أن مسلم نزل في دار المختار الثقفي وقيل أنه نزل في دار مسلم ابن عوسجة الأسدي.
القائلون أنه نزل في دار المختار ينظرون لأن هذه الدار كانت آمنة باعتبار أن المختار هو زوج ابنة النعمان ابن بشير الأنصاري والي الكوفة وهذه القرابة ستوفر لمسلم شيء من الحماية فلن يُقتحم المنزل ولن يُهاجم لهذا الاعتبار.
القائلون أنه نزل في دار مسلم ابن عوسجة لما له من دور مهم وبارز حيث كان مسلم ابن عوسجة بوابة مسلم ابن عقيل فكل من يريد البيعة أو الوصول إلى مسلم ابن عقيل يجب أن يستأذن من مسلم ابن عوسجة فقيل أنه نزل في داره لهذا الاعتبار.
مسلم ابن عوسجة ومَعقِل:
لما أراد عبيد الله ابن زياد أن يعرف مقر مسلم ابن عقيل الجديد وهو دار هانئ ابن عروة، أرسل عبيد الله ابن زياد أحد الجواسيس واسمه مَعقِل فقال لمسلم ابن عوسجة أنا من شيعة أهل البيت عليهم السلام لكنني  لست من الكوفة وعندي ثلاثة آلاف درهم وأريد أن يستلمها    من كان من طرف الإمام الحسين عليه السلام وسمعت أن مسلم ابن عقيل هنا فأحب أن أسلمه النقود.تردد مسلم ابن عوسجة في البداية وبعد الإصرار أدخله على مسلم ابن عقيل فكان معقل يأتي من الصباح ويبقى إلى وقت متأخر وكأنه تستفيد من حضور  مسلم ابن عقيل لكنه في الواقع يتجسس عليه وعلى من يحضر عنده ويرفع ذلك إلى ابن زياد.
تطورات وانقلاب:
نتيجة لمجموعة من الأعمال والتدبيرات العسكرية والسياسية والإعلامية التي قامت بها السلطة الأموية وعبيدالله ابن زياد خصوصًا حصلت مواجهات عسكرية وكان نتيجة الهجوم على قصر الإمارة سقوط عدد من الشهداء بعضهم من أعيان الشيعة في الكوفة فبقي مسلم وحيدًا فريدًا حتى قيل أنه لم يكن معه في اليوم الأخير إلا ثلاثون رجلًا وبعد الصلاة لم يكن معه أحد يدله على الطريق فخرج من المسجد وظل يمشي حائرًا في أزقة الكوفة لا يمكن أن يقصد البيوت المعروفة في الكوفة لأنها أصبحت ملغومة وقد وُكِل بها الحراس لمراقبتها كما حصلت مداهمات لبعض البيوت لذلك لم يرجع مسلم إلى البيوت التي كان فيها ولم يشأ أن يقصد بيوت كبار الشيعة لهذا السبب فساقه الأمر أن وقف على باب دار طوعة وهي إمرأة صالحة كانت جارية للأشعث ابن قيس وكانت خيرًا منه ومن أبنائه رزقها الله نصرة الحسين في صورة نصرة سفيره مسلم ابن عقيل فأجارت المطلوب الأول للسلطة الأموية ووقفت هذا الموقف القوي رغم إمكان اعتذارها منه ولو بحجة الحفاظ عللى حياتي ونفسي أو بحجة عدم وجود رجل في البيت لكنها اختارت ما عند الله عز وجل ووفقت في ذلك توفيقًا كبيرًا وهنا الفرق بين موقفها الذي أدخلها الجنة فرافقت الأنبياء وموقف ابنها بلال الذي ساقه إلى الجحيم فرافق الأشقياء.

مرات العرض: 3409
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2557) حجم الملف: 54780.81 KB
تشغيل:

18 مسلم بن عقيل وانقلاب الأوضاع في الكوفة
19 أبناء الامام علي في كربلاء