19 أبناء الامام علي في كربلاء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/1/1440 هـ
تعريف:

 ابناء الإمام علي في كربلاء/ أنصار الحسين

 

كتابة الأخت الفاضلة فاطمة آل أحمد

تصحيح الأخ الفاضل باقر حبيب

 بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [1]

  حديثنا بإذن الله تعالى يتناول بعض الشهداء من أبناء أمير المؤمنين عليه السلام في كربلاء،وقد سبق في ما مضى من الليالي أن تعرضنا الى جملة من أسماء شهداء كربلاء من آل عقيل و آل جعفر أبناء أبي طالب عليه السلام . مؤكدين ما سبق أن ذكرناه من أن معركة كربلاء كانت فيها الأسرة الطالبية تحديدا هي القائمة بالحمل و المضحية في سبيل الله دون باقي الفروع من الاسرة الهاشمية،حيث لم نشهد سوى آل أبي طالب -عليه السلام- من شهداء كربلاء حاضرين في الميدان.

هنا سوف نتعرض الى عدد من الأبناء المباشرين للإمام امير المؤمنين -عليه السلام - و نرجع الحديث عن الاحفاد، كما نرجع الحديث عن الامام الحسين و أبي الفضل العباس -عليهما السلام - الى ليلة أخرى.  

اختلاف الباحثين حول أبناء أمير المؤمنين عليه السلام في كربلاء :

تختلف الإحصائيات التي تتحدث عن أبناء أمير المؤمنين -عليه السلام - و عن عددهم في كربلاء ،وهذا راجع الى أسباب متعدده منها :

  1. ذكر الشخص بكنيته في بعض النصوص وفي بعضها باسمه ، مما يؤدي الى ان يشتبه الامر على الباحث بين ان يعتبرهما شخصا واحدا او اثنين.
  1. ذكر نصوص مختلفة في كيفية جهاده ومقتل شخصية واحدة ( تعدد السيناريوهات لشخصية واحدة ).

 +++لذلك قد يأتي بعض الباحثين فيما بعد ويقول هناك شخصان هناك أكبر وهناك أصغر، فقد ذكروا مثلا وجود العباس الأصغر و العباس الأكبر ،خلافا لما هو المشهور و المعروف ، لماذا؟

لأنه قد ذكر اسم العباس وطريقة مقتله و ذكر قاتله في بعض الكتب بنحو مختلف عن ماهو المعروف و المعهود، فيضطر باحث الى أن يقول اذا هناك بناء على الإختلاف في من قتله وفي كيفية القتل فإن هناك شخصين باسم العباس، فنفترض أن واحدا هو الأكبر و الآخر هو الأصغر. لا سيما إذا ذكرت بعض الكتب التعدد .

فلهذا السبب قد تجد شيئا غير قليل من الاختلاف في ذكرهم ،ولهذا بعض الباحثين في هذا الجانب أوصل أسماء أبناء أمير المؤمنين-عليه السلام - المباشرين الذين استشهدوا في كربلاء الى عدد نعتبره كبيرا جدا وهو 17 شخص ،هذا لا يشمل الأحفاد (أبناء أمير المؤمنين عليه السلام بالواسطة) وهذا يعتبر رقما كبيرا ، بينما مثلا في الأشعار القديمة كما ذكرنا في ليلة سبقت أن زينب بنت عقيل بن أبي طالب عندما كانت ترثي شهدائها من اخوتها و بني اخوتها و شهداء أهل البيت عليهم السلام تقول في مصرع من شعرها: تسعة كلهم لصلب علي و سبعة لعقيل[2]، و هذه أيضا حصل فيها اختلاف هل سبعة أو تسعة؟ وهناك هل هي خمسة أو سبعة؟ فاذا هناك مجال واسع صار للإختلاف بين المؤرخين .

  نحن سوف نذكر هذه الليلة خمس شخصيات من أبناء أمير المؤمنين عليه و عليهم السلام لبيان أن هذه الأسرة الطالبية هي التي كانت في كربلاء تدافع عن الاسلام سواء في صورة أبناء عقيل ابن أبي طالب أو في صوره ابناء جعفر ابن ابي طالب أو في صورة أبناء علي ابن ابي طالب، الجامع المشترك بين هؤلاء هو والدهم حامي النبي (ص) ومؤمن قريش وهو ابو طالب.

أبناء امير المؤمنين عليه السلام الذين سوف نتحدث عنهم هم :

ابو بكر ابن امير المؤمنين (ع)

محمد بن علي الأصغر

ثلاثة من أبناء ام البنين عليها السلام

 الشخصية الأولى : أبو بكر بن امير المؤمنين عليه السلام

  الامام أمير المؤمنين سلام الله عليه تزوج من الحرائر ما بين ست الى سبع نساء ،و بطبيعة الحال لم يكن يجمع بين أكثر من اربع لأنه لا يحل للانسان المسلم أن يجمع أكثر من أربع نساء بعقد دائم و أمير المؤمنين ليس مستثنى من هذه القاعدة ، الاستثناء الوحيد في الحالة الاسلامية كان لنبينا محمد (ص) حيث كان يسوغ له العقد و الزواج بأكثر من اربع نساء في وقت واحد وقد حصل هذا في تاريخه المجيد, صحيح أن أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله (ص) وأن منزلته لا يدانيها أحد من المسلمين ولكن هناك مختصات للنبي صلى الله عليه وآله لا يشاركه فيها أحد.

احدى زوجاته الحرائر تسمى ليلى بنت مسعود النهشلية، تزوجها امير المؤمنين عليه السلام و أولدها عدة أولاد أحدهم يسمى بأبي بكر ،عمره أربعة و عشرين سنه عندما كان في كربلاء و استشهد فيها، وورد التسليم عليه في الزيارة زيارة الناحية المقدسة [3].

أما بالنسبة الى غير الحرائر من الجواري ومن تسرى بهن أمير المؤمنين (ع) بملك اليمين فيذكر بعض الباحثين أن عددهن يقارب عشرين امرأة ممن يطلق عليهن أمهات الأولاد (جواري يشترين فينكحن بملك اليمين ،فاذا ولدن ولدا ومات عنهن أزواجهن أعتقن وأصبحن حرائر بنصيبهن من الميراث) ، 

التوظيف الأموي لبعض أسماء أبناء أمير المؤمنين عليه السلام

أول ما يلفت النظر في هذا الشهيد هو اسمه , فالبعض في هذه الفترات وربما قبلها يريد ان يستفيد منه استفاده عقائدية بمعنى أن يقول أنظروا كيف كانت العلاقة بين الامام علي (ع) و بين الخلفاء الذين سبقوه... ألا يعني ذلك انه كان راضيا عنهم و قابلا بهم؟ بل ومنسجما معهم ؟ فهاهي اسماء ابنائه تشهد بأنه كان محبا لهم فهو عنده أبو بكر ابن ليلى النهشلية شهيد كربلاء و عنده عثمان ابن ام البنين و عنده عمر ابن التغلبية المعروف بالأطرف   

هذه الاستفاده استفاده في غير محلها. ولقد تناول المحقق السيد علي الشهرستاني[4] في كتابه المتميز بالبحث المتقن والرزين تحت عنوان - التسميات بين التسامح العلوي و التوظيف الأموي- ومن جملة ما يذكر في هذا الباب للرد على هذا الكلام :

ـ أن الأسماء مرتجلة أي بحسب تعبيرنا المعاصر الأسماء محايدة , والمقصود بذلك أن الاسم عندما يطلق على شخص من الاشخاص ليس بالضرورة أن يحمل ذلك الشخص مضمون الاسم.

ومثال ذلك انه عندما يكون لي ولد فأسميه ( صالح ) فإن ذلك لا يعني أنه حتما صالح و انما أتفاءل بأن يكون صالحا , وقد يكون سبب تسميتي له بهذا الاسم هو انه اسم والدي او والد زوجتي وانا استحسن هذا الاسم , واحيانا يكون السبب ان هذا الاسم شائع في المنطقة , وقد تختلف الأسباب فليس بالضرورة أن هذا الاسم عندما أطلقه على أحد أبنائي يكون فيه مضمون عقائدي بمعنى انه انا بسبب حبي لحاكم او تاجر او رياضي اسمه صالح أقوم بتسمية اسم ابني بإسمه. فهذا معنى قول العلماء أن الاسم محايد.

  الأمر الآخر الذي يذكره المحقق أن هذه الأسماء كانت موجودة قبل الخلفاء و بعد الخلفاء فإذا تسمى بها الخليفة الفلاني فلايعني ذلك ان الاسم صار ملكا له وحكرا عليه بحيث لا يستطيع أحد أن يسمي بهذا الاسم الا اذا كان محبا لهذا الخليفة أو كان قد أذن له الخليفة بالتسمية .

في تلك المرحلة كان هناك عشرات الأشخاص الذين تتطابق اسماؤهم مع أسماء الخلفاء , على سبيل المثال عمر ابن ابي سلمة و كان من اصحاب امير المؤمنين (ع)، عثمان ابن مظعون وغيرهم و لقد احصى هذا الباحث المحقق موارد تربوا على الثلاثين موردا وكلها كانت اسماؤها مطابقة لأسماء الخلفاء. و لعل أمير المؤمنين (ع) لما رأى ان البعض يريد أن يستفيد من هذه الملاحظة جاء و قطع الطريق فقال في خصوص عثمان ابنه : سميته على اسم عثمان ابن مظعون محبة مني له.

كا يذكر هذا الباحث و كلامه قريب من الواقع انه منذ زمان الامام السجاد (ع) فصاعدا كان الأمويون يوظفون هذا المعنى (وهو انه لولا أن عليا يحب أولائك الخلفاء لما سمى ابناءه بأسمائهم بهذه التسميات) ولذلك نرى انه منذ ذلك الوقت كان الائمة عليهم السلام يحبذون أن يسمى بأسماء أهل البيت وما شابه وأن يبتعد عن الأسماء التي من الممكن أن يساء استغلالها بهذا النحو و لربما من أجل ذلك كانت هنالك اشارات الى ان بعض الأسماء يحبها الله بعض الأسماء لا يحبها الله . 

اذا تسمية الامام امير المؤمنين عليه السلام لأبنائه بأبي بكر او عمر او عثمان ,لا يحمل مضمونا عقائديا يصحح خلافة أحد أو ينهي الخلاف بين الامام (ع) وبينهم ولقد أعربت عنه الخطبة الشقشقية بما لا مزيد عليه .

الشخصية الثانية: محمد بن علي الأصغر

وهو الذي الذي ورد في زيارته هذا النص  (السلام على محمد ابن أمير المؤمنين قتيل الأباني الدارمي لعنه الله و ضاعف عليه العذاب الأليم ).

وهو غير محمد ابن الحنفية, فمحمد ابن الحنفية لم يأتي الى كربلاء كما هو معروف وكان أكبر سنا ،لأننا نفترض أن الامام (ع) تزوج بأُمه خولة بنت جعفر الحنفية عن نكاح و مهر.

 توظيف المخالفين لزواج الإمام عليه السلام من خولة لتصحيح الخلاقة :

هذا ايضا مما وظف من قبل بعض أهل الحجاج و اللجاج لتصحيح الخلافة الأولى و ذلك بقولهم اذا كانت خلافة من سبق أمير المؤمنين (ع) غير صحيحة فكيف أخذ الامام عليه السلام من سبيهم خولة بنت جعفر الحنفية و تزوجها و أولدها ؟ فذلك يقتضي أنه عليه السلام يصحح ما كانوا عليه والا فلا يكون هذا السبي واقع على نهج صحيح بحيث يستطيع أن يتخذها الامام عليه السلام جارية له فيستخدمها و يولِدُها ...

لقد رد أئمتنا (ع) على هذا بالقول بأن الامام أمير المؤمنين (ع) لم يتزوجها بهذا الاعتبار و انما بعد ما جيئ بها كاحدى الجواري ضمها اليه و أفرد لها مكانا خاصا ثم بعث خلف أهلها فجاء اخوتها و خطبها منهم و أمهرها فهذا يعني انه عليه السلام لم يرتب الأثر على أنها امرأة مسبية من قبل أولائك الخلفاء و انما جعلها عنده ثم ارسل الى اهلها ثم جاء اخوتها و خطبها منهم فقبلوا و قبلت فتزوجا، فهو نكاح عادي لا يرتبط بعمل الخلافة ولا بالسبي و ما شابه ذلك.

فخولة أنجبت له محمد ابن الحنفية لعله كان هذا في حدود تاريخ سنه 13 الى 14 هجرية فيكون هو الأكبر ثم بعد ذلك جاء محمد الأصغر

 الشخصية الثالثة: عبدالله بن علي بن ابي طالب عليه السلام

وهو من أبناء ام البنين و أخ العباس الشقيق قالوا أن عمره 25 سنه و لذلك يحتملون أنه كان بعد أبي الفضل العباس في القتال باعتبار أنه أكبر سنا من بقية اخوانه و ان كان بعضهم يقول خلاف ذلك و ان جعفر هو الأكبر لأن عمره 30 سنه على اي حال هذا ايضا كان من شهداء تلك الواقعة و برز الى القتال و قتله هاني بن ثَبيت أو ثُبيت الحضرمي وورد التسليم عليه في زيارة الناحية و ذكر اسمه هناك و ذكر ايضا قاتله .

 الشخصية الرابعة: عثمان بن علي بن ابي طالب عليه السلام

وهو أيضا من أبناء ام البنين الكلابية والدة العباس وشقيق ابي الفضل العباس وكما ذكرنا ان سابقا ان الاسم مترجل او محايد وأنه سُمي عثمان محبة من امير المؤمنين عليه السلام لعثمان بن مظعون. وهذا ما أكدت عليه الزيارة الناحية فجاء فيها هكذا :  (السلام على عثمان ابن أمير المؤمنين سمي عثمان ابن مظعون )

فهذه هذه راجعة الى عثمان ابن مظعون رجل كان من خُلّص أصحاب رسول الله (ص) وهو أول من مات بعد قدوم النبي الى المدينه و دفن في البقيع وكان النبي صلى الله عليه واله يترضى عليه و يترحم و كان عظيم المنزلة وهنا تنبه الزيارة على أن هذا سمي لعثمان ابن مظعون لا لشخص آخر.

وقد ذكروا أن عثمان بن امير المؤمنين عليه السلام كان عمره 21 سنه و أن من قتله هو خولى بن يزيد الأصبحي لعنة الله عليه[5] .

الشخصية الخامسة: جعفر بن علي بن ابي طالب عليه السلام

آخر القوم جعفر بن علي بن ابي طالب ولقد جاء في رواياتنا تصريح ان الامام أمير المؤمنين (ع) لحبه لأخيه جعفر بن ابي طالب سمى ابنه بجعفر و كناه بكنيته  ( ابو عبدالله  ) ، وهو يعتبر كبيرا في السن قياسا الى بقية اخوانه و قالوا ان عمره كان 30 سنه تقريبا .

 ولقد ورد ذكره في زيارة الناحية مع شيء من الاشارة الى بعض خصوصياته حيث قال الامام عليه السلام :

( السلام على جعفر بن أمير المؤمنين الصابر نفسه محتسبا ، والنائي عن الاوطان  مغتربا ، المستسلم للقتال المستقدم للنزال ، المكثور بالرجال ، لعن الله قاتله هاني  ابن ثبيت الحضرمي .  )

 و لهذا فإن بعض الباحثين يعتقد أن جعفر هو أول من تحرك من أبناء أم البنين للقتال باشارة  (المستقدم للنزال ) يعني تقدم على غيره.

و من جملة ما فعله أبو الفضل العباس عليه السلام أنه قدم اخوته أمامه و كأن هذا التقديم هو نوع من أنواع الإحتساب [6]يعني أنا يا ربي سأتألم لأجل هؤلاء ...

فهناك فرق بين أن يُقتل قبلهم فلا يعيش ألمهم وبين أن يخليهم أمامه فيقتلون فيتألم و يكابد الألم و الجزع ثم هو أيضا يقتل فكأنما إجتمع عليه أمران .

(المكثور بالرجال  ( المكثور اصطلاح في المعارك العسكرية في ذلك الوقت ويقال للرجل الذي يحاط به من كل الجهات , وقد ورد هذا المعنى في حق ابي عبد الله الحسين (ع) بعد ما فني أصحابه في أواخر المعركة و بعد أن تعب الإمام و أحاط به العسكر من كل الجهات فكان يقال في حقه ما رأيت مكثورا مثل الحسين كلما شدت عليه الرجال أشرق وجهه و قاتلها،

يظهر أنه لما وصل جعفر ابن امير المؤمنين (ع) الى المقاتلين صارت عليه مثل الحلقة أو الدائرة يكون في في هذه الاثناء يكون في موقف صعب لأنه ان ضرب الذي امامه ضربة جاء الذي في الخلف او الذي عن يمينه او عن شماله وضربه ...

 أبناء امير المؤمنين عليه السلام هم امتداد لأبي طالب عليه السلام - المحامي الأول عن الاسلام :

هذه اشارات الى بعض من استشهد من أبناء أمير المؤمنين (ع) في كربلاء ولا غرابة في ذلك فان جدهم أبا طالب هو الذي أخذ الحمل الثقيل عندما جاءه رسول الله (ص) أول ما بدأ في الدعوة و تعرض الى التهديد من قبل كفار قريش.

فإنه صلى الله عليه وآله ذهب الى عمه العباس و استنجد به ولم يجد عنده شيءا كثيرا مع ان كان عنده قوة مالية ضخمه ولكن عقلية انسان تاجر منسجم مع الوضع الموجود و عنده شراكة مع هؤلاء التجار القرشيين ثم ذهب بعد ذلك الى عمه ابي طالب عليه السلام و اخبره عن ذلك فقال له ابو طالب :

(يابن اخي اذهب وقل ما شئت فانك الرفيع كعبا الأعلى نسبا والله لا يسلقك منهم السنه حداد الا سلقته منا أسنة حداد  ).

أي اذا جاءك أحد و قال لك بلسانه شيء نحن نرفع في وجهه السلاح و السيف ونتوكل على الله و بلغ رسالتك ولا يهمك شيء فأنت الأسمى وأنت الأرفع وأنت الشخصية الأكبر ونحن خلفك فكانت هذه الكلمات من أفضل ما قيل لرسول الله (ص) ربما طيلة حياته المباركة.

هذا موقف الجد وأما موقف الأب فهو ذاك الموقف الذي هتفت به ملائكة السماء  ( لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي ( و أخيرا هؤلاء أبناءه و أولئك أحفاده صلوات الله و سلامه عليهم جميعا و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين

 

[1] سورة آل عمران : 169

[2] لنزاع والتخاصم: ص ٢٩

[3] ذكرنا سابقا انه يوجد هناك زيارتان بإسم زيارة الناحية المقدسة فواحدة تنسب للإمام الحجة عجل الله فرجه وهي التي لم يذكر فيها أسماء الشهداء و انما ذكر فيها صور مفجعة من مقتل الامام الحسين عليه السلام، و ذكر فيها مقدمات لنهضة الحسين (ع) ووصف لأوضاع المسلمين قبل حركته المباركة ، وهي مشهورة و يورد الخطباء قسم من فقراتها في مجالس العزاء.

أما زيارة الناحية الأخرى فهي تنسب الى الامام علي الهادي ( أو العسكري ) سلام الله عليه ورد فيها أسماء أغلب شهداء كربلاء و تعتبر مصدرا من المصادر التي يرجع اليها الباحثون في معرفة شهداء كربلاء و معرفة قاتليهم و ربما معرفة كيفية القتل.

أما بالنسبة لكلمة  (الناحية  ( فقد ذكرنا انها كانت اشبه بغطاء أمني تستخدم للإشارة الى الامام، وقد بدأ اطلاق هذا اللفظ من زمان الامام الهادي (ع) ثم الامام العسكري ثم الامام الحجة (عج) ،ويظهر أنه لم يكن هذا المصطلح مستخدما بين الشيعة قبل الأمام الهادي (ع) حيث انه في بعض الفترات الصعبة ،كان يشار الى الامام بمصطلحات اخرى مثل العبد الصالح او العالم كما هو الحال في زمان الامام الكاظم (ع).

 ونذكر هنا ان كتب هذا المحقق التي يكتبها رزينه وعلمية و قوية وله عده كتب منها :وضوء النبي ، تدوين السنه النبوية [4]

[5] نلاحظ أنه كثيرا ما يتردد ذكر هاني ابن ثبيت الحضرمي و خولى ابن يزيد الأصبحي ولعل ذلك راجع الى أنهم كانوا يرمون بالنبال وهذا لا يحتاج الى شجاعة بعكس القتال بالسيف فإنه يحتاج الى قرب من المقاتل و و جرأة و شجاعة .

 6] و لذلك يقال :  ( إحتسبه عند الله )

مثلا في كربلاء الإمام الإمام الحسين (ع) كان يحتسب كل من يخرج من أصحابه و أهل بيته أي انه كان يتألم من أجله و يحصل على أثر ذلك ثواب عند الله عز و جل اذا صبر ولم يجزع.

مرات العرض: 3379
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2563) حجم الملف: 54384.79 KB
تشغيل:

17مسلم بن عقيل قبل وصوله الكوفة
التوسل والاستشفاع بالنبي محمد عند المسلمين