16 آل جعفر بن أبي طالب في كربلاء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 16/1/1440 هـ
تعريف:

آل جعفر بن أبي طالب في كربلاء

كتابة الأخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

‏‫جاء في زيارة الناحية المنسوبة إلى إمامنا علي ابن محمد الهادي سلام الله عليه، أنه خاطب الشهداء من أبناء عبد الله ابن جعفر فقال : السلام على محمد ابن عبد الله ابن جعفر الشاهد مكان أبيه والتالي لأخيه وواقيه ببدنه ،لعن الله قاتله عامر ابن نهشل التميمي ، السلام على عون ابن عبد الله ابن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ومُنازِل الأقران الناصح للرحمن ، التالي للمثاني والقرآن ، ولعن الله قاتله عبد الله ابن قتبة النبهاني ، صدق سيدنا ومولانا أبو الحسن علي ابن محمد الهادي صلوات الله وسلامه عليه ..

من خلال هذا السلام الذي يوجهه الإمام الهادي صلوات الله عليه من خلال هذه الزيارة المعروفة بزيارة الناحية نفتتح حديثنا حول الشهداء من أبناء عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب عليه وعليهم السلام .

في البدء لابد أن نشير إلى أن هناك زيارتين قد ذُكِر فيهم أسماء شهداء كربلاء ، أحدها زيارة معروفة بزيارة الناحية وهي تختلف عن زيارة الناحية المقدسة ..

الناحية لفظٌ كان يطلق على الأئمة عليهم السلام من زمان الهادي إلى العسكري ،إلى الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وهذا يكشف عن أن الوضع في ذلك الزمان بدأً من زمان الإمام الهادي فصاعداً كان وضعاً حرجاً إلى الحد الذي تكون فيه محاذير ومشاكل عند  نسبة الخبر أو الزيارة إلى الإمام ، ولهذا كان يقال ( عند رواية الحديث أو الزيارة ) خرج من الناحية ..

ويعرف لدى الشيعة والخواص والمقربين أن الناحية هو الإمام المعصوم وهذا التعبير وارد بالنسبة للإمام الهادي في بعض المواضع وبالنسبة للإمام العسكري في مواضع أخرى ، وإما بالنسبة للإمام المهدي فقد ورد ذلك التعبير كثيراً .

إحدى هذه الزيارات زيارة الناحية المقدسة المفجعة المعروفة والتي تحتوي على عبارت مفصلة عن المقتل كقوله : وهويت إلى الأرض صريعا ًوأمثال ذلك، فتلك يفترض أنها صادرة عن الإمام المهدي وسميت  بزيارة الناحية لهذا السبب.

وهنا زيارة أخرى تسمى بزيارة الناحية تنسب إلى الإمام الهادي عليه السلام وهذه الزيارة ليس بها توصيف للمقتل ، وإنما فيها تسليم على عدد من شهداء كربلاء ومن جملة من وردت أسماءهم في هذه الزيارة أسماء أبنَي عبد الله أبن جعفر أبن أبي طالب.

جعفر ابن أبي طالب المعروف بجعفر الطيار وهو ناقل الإسلام إلى الحبشة والراعي للرعيل الأول المهاجر للحبشة ، والذي خرج من مكة المكرمة فرارً بدينه ، حيث اختاره النبي صلى الله عليه وآله ليكون على المهاجرين ، وكان قد تقدم إسلامه في أوائل البعثة، وعندما كان النبي صلى الله عليه وآله متجهاً إلى الكعبة وإلى يمينه كان أمير المؤمنين عليٌ عليه السلام يصلي أشار أبو طالب إلى ابنه جعفر وقال  صٍلْ جناح ابن عمك ، أي ما دام علي على يمين النبي فقف انت على شماله حتى يكون النبي كطير له جناحان 

وهذا كان أول ظهورٍ لإسلام جعفر وإلا فإنه يفترض أن يكون قد  قَبِل دعوة النبي، 

وقد تحدث النبي صلى الله عليه وآله عن جعفر كثيراً ومن جملة هذه الأحاديث المهمة أنه كان يخاطبه ويقول أشبهت خَلقي وخُلقي ، ولذلك يَعُد المسلمون عامةً  جعفر ابن أبي طالب من جملة من شابه رسول الله صلى الله عليه وآله بالإضافة إلى أنه كان يشابه النبي في أخلاقه ، وكان يكنى بأبي المساكين لشدة حنوه عليهم وعطفه على الفقراء ..

أنجب جعفر إبن أبي طالب ،عبد الله في الحبشة قبل  الوصول إلى المدينة وكان عمره حينها ما بين سبع إل ثمان سنوات كما قيل ، واستشهد جعفر أبن أبي طالب في معركة مؤتة .

وقد أولى رسول الله عبد الله ابن جعفر وأخوته وأخواته عناية خاصة واهتماماً خاصاً ودعى بخصوص عبد الله ابن جعفر أن يبارك الله له في صفقة يمينه ، ولعموم الأولاد بأن يخلف الله عليهم أحسن الخلف ،

وقد يكون من مظاهر استجابة الدعاء النبي لعبد الله ابن جعفر أنه كان في طول حياته واسع اليد ، لديه ملائة من المال ، وكان معطاءً حتى كان يسمى ببحر الجود وقد تعاهد بينه وبين نفسه أن يسأل الله من فضله وأن يوسع على غيره ، حتى قيل أنه في أواخر عمره ضاق به الأمر وضاقت يده شيئا ما لأنه عُمِر وقد وصل به العمر إلى حدود الثمانين ، ولما وصل به العمر إلى هذا الحد قال لربه سبحانه وتعالى مخاطباً إياه يارب لقد عودتني أن تنعم علي وقد عوَّدتُ خلقك أن أعطيهم فإن قلَّ فضلك علي فاقبضني فقد صارت يدي ضيقة .

 وبالفعل بقي فقط مدة قليلة وتوفي على أثر ذلك ،

وقد يكون هذا لصدقه مع ربه ..

عبد الله ابن جعفر كان صهر أمير المؤمنين عليه السلام على زينب الكبرى بطلة كربلاء ، وكان له زوجات أخريات أيضاً .

إثنان من جملة من كان من شهداء كربلاء وأصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء من أولاد عبد الله ابن جعفر ، أحدهم من أبناء السيدة زينب سلام الله عليها ، والآخر من إمرأة من بكر ابن وائل يقال لها الخوصاء ، وقد كانا أخوين متقاربين في السن .

عبد الله ابن جعفر كان كثير العيال له عشرون من الذكور ، ولكن المعروف منهم هما هؤلاء الشهيدان اللذان رافقا الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء واستشهدا ، أحدهما اسمه محمد والثاني إسمه عون ، وعلى المشهور،  أن عون هو ابن زينب سلام الله عليها ولعل هذا هو المطابق للواقع، وهناك خلاف هل انه هو الأكبر ام الآخر محمد ابن الخوصاء .

كان عبد الله ابن جعفر رفيقاً للحسنين ومصاحباً لهما في كل حياته ويكفي أنه صهر أمير المؤمنين عليه السلام وقد تزوج السيدة زينب وتزوج أيضاً إلى جانبها عدة نساء ، إحداهن الخوصاء ، 

وهنا ينبغي أن نلفت النظر إلى أن مثل عبد الله ابن جعفر عندما يتزوج على العقيلة زينب فليس معنى ذاك أن زينب سلام الله عليها فيها عيب ، أو أنه قصَّر في حقها ، أو ما شابه ذلك ، فهذا ( وكما يبدو لنا ) إنما هو من الأفكار الوافدة والتي تعتبر الرجل الذي يتزوج على من هي مثل زينب ، أنه ظالمٌ لها، فيتساءل البعض ما هو العيب في زينب حتى يتزوج عليها ؟!!!

هذه فكرة غير صحيحة ..

نعم كانت لديه زينب العقيلة ولا ريب أن ما نسمعه ونعرفه عن زينب سلام الله عليها من الكمال ومن العلم ومن المعرفة يقتضي أنها تقوم بشؤون زوجها ، ولم نشهد من زينب ردة فعل سيئة أو غير ذلك من زواج عبد الله عليها ..

كان عبد الله كثير الولد، فقد أنجب له عشرون من الذكور ، وفي قضية كربلاء كان لديه إثنان من الشهداء..

أما عن عدم خروجه لكربلاء، هناك آراء متعددة في مثل هذا الأمر ، ولكن من الواضح أنه كان يؤيد هذه النهضة ويعتقد بإمامة الحسين عليه السلام ويشير إلى ذلك ما فعله مع بعض غلمانه وهو (أبو اللسلاس ) وذلك بعد ما رجع ركب السبايا إلى المدينة ورجعت زينب سلام الله عليها  ومعها الركب الحسيني وخبر أن أبناء عبد الله ابن  جعفر قد استشهدا وبطبيعة الحال سيكون البيت بيت حزن فقال ذلك الغلام : هذا ما لقينا من الحسين ،فصرخ عبد الله ابن جعفر في وجهه ورماه بالحذاء كما تقول الرواية ، ونهره في ذلك وقال له لا تقل هكذا ، إنه وإن عزَّ علي أن أشاركه بنفسي، إلا

إني شاركته بولدَي .. أن الحسين جديرٌ بأن أشاركه بنفسي ولكني لم أتمكن من ذلك فيكفيني أن إثنين من أبناءي أصبحوا شهداء ..

هذه هي الفئة الطالبية ..

ونقول الطالبية لأنه لايصح أن نقول (الهاشميون من أنصار الحسين عليه السلام) فليس كل الهاشميين قد شاركوا وإنما خصوص الطالبيين 

لأننإ ن قلنا (الهاشميين)  فإن ذلك يشمل بني العباس لأنهم يدخلون في بني هاشم ، وكذلك أبناء حمزة أيضاً ، والحال أن حمزة ابن عبد المطلب لم يعقِّب ، ولكن الصحيح هو أن الذين كانوا في كربلاء من بني هاشم مع الإمام الحسين هم خصوص آل أبي طالب حصراً ،

كأبناء عقيل ابن أبي طالب سواء كان مسلم ابن عقيل أو باقي الشهداء الذين استشهدوا في كربلاء ، أو أحفاد عقيل،  ذلك أن عقيل له أبناء وأحفاد استشهدوا في كربلاء ،

كذلك هناك جعفر أبن أبي طالب وأيضا الإمام الحسين سلام الله عليه وأبو الفضل العباس وإخوته ، وكذلك أحفاد أمير المؤمنين من أبناء الحسن المجتبى عليه السلام ، فإذن الهاشميون المعنيون في كربلاء هم آل أبي طالب حصراً ..

فلا يوجد أحداً من بني العباس  أصلا في كربلاء ، ولا حتى من أبناء عبد المطلب ولا أحفادهم ، وإنما حصراً ، آل أبي طالب ..

وهذا من الفضائل التي تحسب لأبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ...

 

أولاد عبد الله ابن جعفر إذن هم محمد وعون .

عون إبن السيدة زينب سلام الله عليها والذي وقع محلاً للتسليم من قبل الإمام الهادي صلوات الله عليه.. 

نشير هنا إلى أن هناك مزاراً خارج كربلاء بمسافة وكما يرى بعض  الباحثون المحققون أن هذ القبر لا يرتبط بعون ابن السيدة زينب عليها السلام وذلك لأن عون دفن كسائر الأصحاب في منطقة الحائر الحسيني بجانب الإمام الحسين عليه السلام ،

والمنفردون هم فقط حبيب ابن مظاهر في مكان ، والحر الرياحي في مكان آخر وكذلك أبي الفضل العباس ، أما باقي الأنصار والأصحاب فقد دفنوا في هذه المقبرة ( مقدرة الشهداء ) والتي عادةً يُسلَّم على الشهداء فيها ومن جملتهم أيضاً أبني عبد الله ابن جعفر ..

عون الذي له مرقد خارج كربلاء والذي اشتهر عند الناس أنه ابن السيدة زينب ، إنما هو لسيدٍ حسني كما يقول الباحثون والمحققون وهو من أحفاد المجتبى سلام الله عليه واسمه عون ، كان يسكن هناك وكان معروفاً بالصلاح والعلم ، وقد قُبِض في ذلك المكان فدفن فيه.

 

الإبن الآخر لعبد الله ابن جعفر وهو محمد ابن عبد الله ابن جعفر من شهداء كربلاء وله رجزٌ معروف في كربلاء،

وكان قتاله هو و أخيه عون قتالاً حسناً، وقد قتل عونٌ تسعة عشر شخصاً ، و أخيه محمد قتل قريباً من هذا العدد،ولكن بالتالي كان نهاية أمرهما  أن استشهدا ..

نقل بعض المؤرخين أن محمد وعون لما يخرجا مع الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة المكرمة ، وإنما التحقا بالإمام الحسين عليه السلام بعد خروجه من مكة في طريقه للعراق ..

    نعم قسمٌ من مناصري وأصحاب الإمام خرجوا معه من المدينة  ويبدو أن السيدة زينب سلام الله عليها كانت كذلك ،بناءً على بعض المرويات ،وقسم آخر لم يكونوا معه من المدينة إلى مكة ولم يلتحقوا به في أول الأمر حيث بقي سلام الله في مكة  قرابة الأربعة أشهر ، وانما التحقوا به في الطريق ومن جملة أولئك و كما يقول المأرخون أولاد عبد الله ابن  جعفر ، عون وأمه زينب  ومحمد وأمه الخوصاء الوائلية .

التحقا بالإمام الحسين عليه السلام وقيل أنهما حملا رسالة من والدهما عبد الله ابن جعفر إلى الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه،واذا صح هذاالخبر فالحال أن عبد الله ابن جعفر لم يكن في مكة ، وإن كان حريصاً على  الإمام الحسين عليه السلام ،وعلى ما سيؤول إليه أمر الإمام . 

 

هذه الزيارة التي ذكرناها في البدء والتي هي من إمامٍ معصوم ،يفترضُ أن يعتنى بها عناية خاصة.

يقول الإمام في الزيارة بالنسبة إلى محمد : السلام عليك يا محمد ابن عبد الله ابن جعفر، الشاهد مكان أبيه ، وفي هذا إشارة إلى ما ذكره عبد الله ابن جعفر  من قوله لغلامه ( اللسلاس ) أنه (وإن عزَّ علي أن لا أشارك الحسين في كربلاء ، لكني قد جدت بولدَي لنصرته) 

فهذه العبارة تثبت المعنى المذكور في الزيارة وهو أن محمداً شهد مكان أبيه حيث أنه كان ينبغي أن يكون هناك نائب عن والده في كربلاء ، فكان محمد هو النائب الشاهد مكان أبيه.

 ( والتالي لأخيه )قد يكون هذا المعنى بلحاظ الترتيب الزمني قي القتال بينهم فكان عوناً أولا وتلاه محمد ، وقد يكون المعنى بلحاظ تُلُوه لأخيه في المنزلة والعظمة والشأن ، وهذا يشير إلى أن عون ابن السيدة زينب تكون درجته أعلى من درجة أخيه لو تحقق هذا المعنى الأخير .

فالتالي مرة يفهم منها أنه التالي له في الوقت، ومرة أخرى يفهم منها أنه التالي له في المنزلة.

 

( وواقيه ببدنه ) وهذا يعني أن محمداً ساهم في الدفاع عن أخيه عون ، أو يقصد به الدفاع عن الحسين صلوات الله عليه .

ثم يبين الإمام في الزيارة من كان قاتله ، حيث يقول ( لعن الله قاتله عامر ابن نهشل التميمي ) ومن خلال هذه المقولة وبعض الزيارات المشابها  نستفيد( فضلاً عن اعتبارها رابطة بين الإنسان الموالي وبين أهل البيت عليهم السلام )ونتمكن من معرفة ما فيها من معاني تاريخية ومعاني معرفية ، وإثبات لبعض الحقائق ، وبذلك تصبح هذه الزيارات مصدر من المصادر التاريخة حيث  تخبرنا مثلاً عن قاتل محمد ابن عبد الله ابن جعفر،  وكمثال ،في زيارة الناحية المنسوبة للإمام عجل الله فرجه الشريف ، فإن بعض العبارات التي وردت فيه تشرح بعض ما جرى في المعركة، وكيف جرت الأحداث ، وكيف حدث هذا الحدث ، ( فضلاً عن وصف حالة التفجع فيها ) 

كقوله: فلما رأين النساء جوادك مخزيا والسرج عليه ملويا ، خرجن من الخدور ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات وبالعويل داعيات ، وبعد العز مذللات ، إلى آخره.. 

فهذه العبارات مثلاً تؤيد القول الذي يذكر أن النسوة خرجن قبل مصرع الحسين عليه السلام ،وقبل حز الرأس الشريف ، وذلك لأن هناك قولان بين المؤرخين ، هل أن زينب ومن معها من النساء قد خرجن من الأخبية وذهبن إلى الإمام الحسين بعد أن احتُز رأسه الشريف وبعد أن هجمت الخيل ؟ أو أنهن خرجن قبل ذلك ورأو اللعين شمر ابن ذي الجوشن في ذلك الحال على صدر الحسين عليه السلام ؟

إذا ثبت أن  زيارة الناحية وردت عن الإمام المعصوم عليه السلام ، فإنها ستكون نصاً يثبت لنا أن النساء خرجن بهذه الكيفية وذهبن لمنازعة الشمر ، وهذا كله قبل المقتل وقبل حز الرأس الشريف للإمام الحسين صلوات الله عليه .

كذلك فإن زيارة الناحية المنسوبة للإمام الهادي،عندما يأتي ليسلم على أحد الأنصار ، ويذكر بعض صفاته وأوضاعه فإن هذا ينفعنا في بيان بعض صفاته ،ومن قتله ،وكيف قاتل، فضلاً عن الإرتباط بهذا الشهيد  .

وفي النص الآخر من الزيارة لعون ابن عبد الله ابن جعفر ، يقول السلام على عون ابن عبد الله  ابن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ومنازل الأقران ، الناصح للرحمن ( والنصح هنا تأتي بمعنى الإخلاص لله ) ولا يُتصوَّر هنا في معنى النصح أن ينصح الله ،فهذ ليس منطقياً ، والنصح كلمة تعني الإخلاص لأن الإنسان عندما يعض شخصاً يكون مخلصاً لله في نصحه له فإنه يسمى ناصحاً .

والمعنى أن الناصح للرحمن تعني المخلص للرحمن .

(التالي للمثاني والقرآن) ، وهذا من خصائصه فإنه كان يتلوا آيات القرآن الكريم ( ولقد آتينك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وكان له إقبال على القرآن وتلاوته.

(لعن الله قاتله عبد الله ابن قطبة النبهاني) ويسمى باسم آخر وهو ابن قطنة ، وعلى كلا الحالين  فإنه من أهل جهنم لأنه قتل مجاهداً شهيداً إلى جنب الحسين ، على وجهٍ خاص ومن أهل البيت بالمعنى  العام .

و الحديث تارةً يكون في دائرة المعصومين ، وتارة في دائرة أعم وهم الذين يقتربون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، 

فالذين في دائرة المعصومين لهم حق الولاية ولهم حق الإمامة ، ولهم حق الطاعة ولا يمكن أن يصل إليهم أحد ،وأما الذين يكونون في دائرة أعم في أهل البيت فلهم حق المودة والمحبة لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله .

 

اذن إن الذين كانو في كربلاء ليسو خصوص الهاشمين وإنما خصوص الطالبييين ، أبناء آل أبي طالب وأحفاده، ولعل هذا من كرامة الله لهذا الرجل العظيم ، مؤمن قريش الذي حمى النبي صلى الله عليه وآله وضحى بكل شيئ من أجل حفظ الرسالة ، فقد اختصه الله وأختص أبنائه بأن يكونوا أنصاراً لدين الله ، وللإمام المفروض طاعته على البشر وهو الإمام الحسين عليه السلام في وقد  حُرم من ذلك باقي أقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني هاشم .

آل أبي طالب تارة يكونون من أبناء أو أحفاد عقيل ، وتارة يكونون من أبناء وأحفاد جعفر ابن أبي طالب وهم الإثنان الذَيْن شهدا المعركة، وتارة أخرى يكونون من أبناء وأحفاد أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه.

لم يكن عبد الله ابن جعفر ( كما ذكرنا)  في كربلاء لأسباب متعددة ، ولكن عوَّض ذلك بأن كان أبناه محمد وعون في كربلاء ،

وذكر في المقاتل أن عبد الله ابن جعفر أرسل إلى الإمام الحسين من باب التعطف عليه والرأفة به ، أن لا يذهب للعراق لأنهم أهل غدرٍ، وقد فعلو بأبيه وأخيه ما فعلوا ، وكان اتجاه عبد الله ابن جعفر هذ اتجاه عطوف على أبي عبد الله سلام الله عليه .

ينقل أيضاً أن عبدالله ابن جعفر كان يتساءل عن رحلة الحسين عليه السلام ، والحال أن كل الناس كانوا قد توجهوا إلى مكة المكرمة للحج ، بينما قافلة الحسين مغادرة في الإتجاه الآخر ،ولا ريب أن الناس تتساءل عن هذا الفعل كابن عباس الذي كان في مكة المكرمة للحج وحاول إقناع الإمام الحسين عليه السلام أن لايخرج من مكة وأن لا يذهب للعراق .

كذلك محمد ابن الحنفية والذي يضهر من بعض التواريخ أنه كان في الحج أيضاً في تلك السنة ، وبالتالي شهد مكان الحسين عليه السلام ، وناقشه فيما هو عازمٌ عليه حتى قيل أن الإمام الحسين عليه السلام قال له أنظرُ في الأمر ،ولما عرف محمد ابن الحنفية أن الإمام عازمٌ على الرحيل جاء اليه باكياً متأثراً متألماً ، وقال له ألم تعدني أن تعيد النظر في أمرك وأمر خروجك فقال إني ماضٍ لأمرٍ أمرني به ربي ، وأني قد رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك ولا مجال للتغيير ..

لم يفلح ابن الحنفية ولا ابن عباس في ذلك ، حتى أن أرباب الخبر والمنبر نقلوا أن ابن عباس كان يناقش الإمام في ذهابه ، فقال سلام الله عليه شاء الله أن يراني قتيلا قال نعم ولكن ما معنى حملك هذه النسوة فقال شاء الله أن يراهن سبايا..

قيل هنا أن زينب عليها السلام خشيت ان  يفسد ابن عباس عليها الأمر بأن يجعل الحسين يتركها في مكة أو يردها إلى المدينة وهي لا تريد فراق الإمام الحسين عليه السلام ..

مرات العرض: 3384
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 43396.96 KB
تشغيل:

15 أبناء عقيل بن أبي طالب شهداء كربلاء
18 مسلم بن عقيل وانقلاب الأوضاع في الكوفة