15 أبناء عقيل بن أبي طالب شهداء كربلاء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/1/1440 هـ
تعريف:

 أبناء عقيل شهداء كربلاء

تفريغ نصي الفاضلة رملة العلوي

قال سيدنا ومولانا الحسين صلوات الله وسلامه عليه (( إني لا أعلم أصحاباً خيراً ولا أوفى من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ من أهل بيتي )) صدق سيدنا أبا عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه .

حديثنا يتناول جانباً من أصحاب الحسين عليه السلام وهم الهاشميون وسنتحدث قليلاً عن الفرع العقيلي للهاشميين من أنصار الحسين عليه السلام

يقسم الباحثون انصار الحسين عليه السلام إلى قسمين رئيسيين :

1 – القسم الأول الهاشميون

2- القسم الثاني غير الهاشميين

هذا التقسيم الذي ذهب إليه بعض الباحثين يمكن أن يناقش أولاً هل هو تقسيم دقيق أم أنه ينبغي أن يقسم إلى طالبيين في الهاشميين ثم غيرهم , لماذا ؟ لأن معنى أن يقسم إلى هاشميين وغير هاشميين يعني أن طيفاً هائلاً من الهاشميين يفترض أنه قد شارك والحال أن الأمر ليس كذلك , هاشميون يعني منسوبون إلى هاشم والد عبد المطلب والد العباس بن عبد المطلب ووالد الحمزة ووالد أبي طالب وآخرين ممن لم يبق منهم إلا هؤلاء .

الذين حضروا إلى كربلاء وهم تحديداً أبي طالب فمثلاً العباس بن عبد المطلب مع أنه قد خلف عدداً كبيراً من الأولاد والذرية إلا أنه لم يحصى أي اسم من بين ابنائه المباشرين ولا من بين أحفاده أي شخصية في كربلاء مع كثرتهم هم يعدون اثناعشر واحداً من الأبناء وبعضهم يقول عشرة وأما من الأحفاد أكثر من ذلك ولكن لم يشارك من أبناء العباس بن عبد المطلب المباشرين ولا من احفاده أي شخصية بل لا ذكر لهم إلا ذكر بالنسبة لعبد الله بن العباس عندما اقترح على الإمام الحسين عليه السلام أن لا يخرج من أرض مكة وأن لا يذهب إلى العراق لأن أهل العراق سوف ينكثون عهدهم وسوف يفعلون به كما صنعوا بأبيه وأخيه من قبل , تقريباً هذا لعله الذكر شبه الوحيد الذي يكر فيه ابناء العباس بن عبد المطلب وأما سائر ابنائه وهم كثرة كما ذكرنا , وبعضهم باقي على قيد الحياة إلى سنة 60 هـ ولم يلحظ على أحد منهم ولا من أحفاده أنهم شاركوا في كربلاء . فإذاً هذا من الهاشميين ولا توجد مشاركة له , حمزة بن عبد المطلب عليه السلام أسد الله وأسد رسوله باعتبار أنه لم يبق من ابنائه إلى ذلك الوقت أحد, حمزة كان قليل العقب أولاده قلة ولم يدركوا تلك السنوات بعضهم قال خلّف اربعة ابناء وبعضهم قال أقل , لكن لم يبقوا إلى سنة 60 هـ وبطبيعة الحال لم يشاركوا في قضية كربلاء . فهذا هاشمي ولكن لم يؤثر عنه مشاركته باعتبار شهادته المبكرة ولا من ابنائه باعتبار أنهم لم يبقوا .

الذين شاركوا في كربلاء من بني هاشم هم حصراً ابناء أبي طالب .

عقيل بن أبي طالب شارك من ابنائه جماعة واستشهدوا اعدادهم يختلف المؤرخون هل هم اربعة أو خمسة ما بين ابن مباشر وما بين حفيد ما بين قبل المعركة الفاصلة مثل مسلم بن عقيل وما بين ما حصل يوم عاشوراء , هذا عقيل بن أبي طالب اشترك ابنائه بهذا المقدار ,

اشتهر بعض الشعر الذي يُنقل عن ابنته زينب بنت عقيل بن أبي طالب تقول إنهم خمسة كما سيأتي الحديث فيما بعد , هذا واحد من ابناء عقيل بن أبي طالب , الثاني هو جعفر بن أبي طالب عليه السلام شهيد مؤتة , وهذا المشهور حتى يصل للاتفاق حيث شارك اثنان من ابنائه في كربلاء واحد ابن زينب وواحد ابن الخوصاء التي كانت زوجة عبد الله ابن جعفر إلى جانب زينب العقيلة عليها السلام فمن أحفاد جعفر بن أبي طالب شارك اثنان .

بعض المؤرخين يضيف ثالث لكن المشهور هو ما ذكرنا أن هؤلاء كانوا اثنين من أحفاد جعفر بن أبي طالب من أبناء عبد الله بن جعفر , هناك كلام أيضاً حول محمد بن جعفر وسيأتي الكلام عنه هذا الثاني , اذن صار عقيل وجعفر ابناء أبي طالب وعلي أمير المؤمنين ابناؤه وأحفاده شاركوا في كربلاء كما هو المعروف بطل الثورة هو الحسين بن علي عليه السلام وأخوه أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام , بقية أخوته من أم البنين ومن غيرها ثم أحفاد الإمام أمير المؤمنين من أبناء الحسن المجتبى ومن ابناء الحسين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين , اذن ن الذين شاركوا في كربلاء هم حصراً من ابناء أبي طالب واحفاد أبي طالب من عقيل ومن جعفر ومن علي أمير المؤمنين عليهم السلام .

سنتحدث عن عقيل بن أبي طالب لأن هناك كلام حوله يتردد عند البعض نحاول في استعراض سريع عنه كتمهيد الحديث عن ابنائه أن نتعرض إلى أخ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام .

عقيل كما هو المعروف هو الثاني من ابناء أبي طالب , ابو طالب عنده الأول اسمه طالب وهو الأكبر وهذا لم يُعلم خبره خرج من مكة ولم يرجع , اختفى أثره في الطريق في اوائل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله , فما يوجد لدينا معلومات عن هذا الرجل ثم من بعده يأتي عقيل ثم جعفر ثم أمير المؤمنين علي عليه السلام .

بين قوسين كلام يتردد وهو محل تأمل وهو أن بين كل واحد من ابناء أبي طالب والآخر عشر سنوات , المشهور أنه بين طالب وعقيل عشر سنوات وبين عقيل وجعفر عشر سنوات وبين جعفر وعلي عشر سنوات وبالتالي بين عقيل وأميرالمؤمنين يفترض عشرين سنة هذا مذكور في بعض الكتب لكنه محل تأمل و تساؤل , الأمر الذي دعا بعض المحققين في قضايا التاريخ إلى عدم قبول هذه الفكرة وكـأنما هناك توقيت معين أن فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها ما تنجب إلا كل عشر سنوات , وانتهى إلى أن هذه الفكرة غير صحيحة على الأقل بين عقيل وعلي لا يوجد هذه الفاصلة عشرين سنة وإنما هو بحسب تقديره والقرائن التي أقامها توصل إلى أن بينهما ثلاثة عشر سنة وتخللها انجاب نساء وجعفر أيضاً في هالأثناء فترتيب عشر السنوات لم يقبله الباحث التاريخي جعفر العاملي وهو باحث متميزفي التاريخ وكلامه قريب إلى الاعتبار ويمكن أن يكون مقبولاً بل هو أكثر معقولية من كلام المشهور العشر سنوات ولو أن المرأة الهاشمية كما ذكروا يستمر فيها الحيض إلى الستين سنة , عندنا المسائل الفقهية ترى المرأة الدم إلى أقصى مدة عامة النساء خمسين سنة والهاشميات إلى الستين سنة فعندهم مجال نساء بني هاشم نساء قريش يأتيها الحيض إلى الستين سنة ويترتب عليها آثار تكوينية وهو امكانية الحمل وآثار شرعية وهو أنه إذا رأت الدم وعمرها خمسة وخمسين تتعامل معه على أساس أنه حيض . وهو محل نقاش عند الفقهاء: هل هناك فرق بين المرأة القرشية وسائر النساء ؟ من حيث يستمر الحيض تكويناً أو تشريعاً حكماً إلى ستين سنة بينما غيرها إلى خمسين سنة أو لا ؟ الرأي المشهور من الفقهاء نعم يترتب آثار الحيض لو رأته بعد الخمسين وكانت هاشمية وكان بصفات الحيض واستمر ثلاثة ايام تعتبره حيض .

قسم آخر من الفقهاء لم يقبل التفريق وقال في كلتا الحالتين سواء كانت هاشمية أو غيرهاشمية فأقصى فترة يأتيها الحيض أي ( يترتب عليها حكم شرعي ) هي خمسون سنة .

إذا قال الفقيه لا ترى الدم لا يستطيع شخص يقول غير صحيح فزوجتي ترى الدم , فمعنى لا ترى الدم ( أي لا يترتب عليها الأثر الشرعي من ترك الصلاة وحرمة مس القرآن وحرمة اللقاء الزوجي وأمثال ذلك ) الفقيه ليس عمله يطلع دم أو لا , وإنما عمله هل تترك الصلاة أو تصلي , يحرم عليها المكث في المسجد أو لا يحرم ,

أما من الناحية التكوينية يأتيها الدم أو لا ليس من شغل الفقيه

اذن مسألة ما بين واحد وآخر من أولاد أبي طالب عشر سنوات شكك في هذا الأمر بعض المحققين وخاصة الفارق بين أمير المؤمنين وبين عقيل ابن أبي طالب , أن الفاصل هي ثلاثة عشر سنة وانجب خلالها جعفر وبنات .

عقيل لم يكن كأمير المؤمنين في سبقه إلى الإسلام لكنه أسلم وشارك في بعض الحروب .

ونقل المؤرخون أن رسول الله صلى الله عليه وآله نفله بعض الأشياء من قتله لبعض الكفار أي بارز الكفار فقتلهم فنفله واعطاه خاتمه وسيفه وسلبه حق الكافر , الشيء الذي اشتهر به عقيل على مستوى واسع عند العرب أنه كان يعرف الأنساب ويعرف تبعاً لذلك المثالب محاسن القبائل ومعائبها , الملفات السوداء يعرفها في كل قبيلة وكذلك الملفات المضيئة لذلك كان يُخشى من لسانه , إذا واحد مثلاً أراد أن يوجه كلام سيء إليه يخشى أن يفتح ملفات جده ووالد جده إلى سابع جد مثلاً وهذه ورطة معه , وهذا كان يفعله مع الأمويين وانصارهم بشكل واضح , في نفس الوقت الذي يأتي أمير المؤمنين علي عليه السلام يستشيره في خطبته لأم البنين من هذا الباب لأنه عارف بالأنساب ومحاسن ومعائب القبائل فيريد امرأة من قبيلة ذات محاسن وفضائل في المقابل كان عنده ذاك الطرف .

عندنا عدة نقاط فيما يرتبط بقضية عقيل :
1.القضية الأولى : هي الحادثة المشهورة بينه وبين أمير المؤمنين عندما وضع عليه الحديدة المحماة بعد ما طلب منه عقيل الأموال وهذه ذكرها أمير المؤمنين ومسجلة مدونة فقلت له ( ثكلتك الثواكل يا عقيل أتضج من نار أحماها انسانها للعبه وتجرني إلى نار سجّرها ربها لغضبه اتئن من أذى ولا أئن من لظى ؟

والقضية إن عقيل احاط به دَين ثقيل وكان كثير العيال اربعة وعشرون ما بين ذكر وأنثى ونساء ما بين ملك يمين ونكاح دائم , وطبيعي هذا سيكلف الإنسان مصارف مادية , تصور اربعة وعشرين ولد , في نفس الوقت هو لم يكن ثرياً من الأثرياء ولا تاجراً من التجار فهذا يضغط عليه من ناحية المادية فلحقه دَين على أثر ذلك قالوا بلغ اربعين ألف درهم أو دينار في ذلك الوقت الذي ربما العطاء بخمسة أو عشرة دراهم ,

فجاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام في القضية المعروفة وطلب منه المال فقال انتظر حتى يخرج عطائي وأنا اعطيك , قال : ما قدر ما يبلغ عطاءك حتى يكفيك نفسك وأهلك ويزيد فتعطيني أياه ؟

قالوا هنا أن الإمام عليه السلام أراد أن يعلمه ويعلم غيره فمرذات يوماً قريب الصلاة على سوق الكوفة , والحوانيت والمتاجر في ذلك الوقت ما كانت تغلق وتقفل بالكامل وإنما كانت تغطي عليها شيء من البساط إلى أن يرجعوا - لعله إلى الآن في بعض الأسواق الشعبية فقط يضع عليها رداء أو يربطها برباط وينتهي الموضوع - فقال لأخيه عقيل ما رأيك أن نكسر هذا ونأخذ ما فيه ؟ قال : يا أمير المؤمنين تأمرني بالسرقة أنت امام الناس وأمير المؤمنين , قال : تأبى أن تسرق من واحد وتأمرني أن اسرق من بيت المال المسلمين , لا يكون هذا ,

كأن عقيل ألّح في الموضوع ويظهر أن وضع أهله يضغط عليه يقول الإمام عليه السلام في نهج البلاغة ( ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان كأنما سودت وجوههم بالعظلم وخاطبني مؤكداً وأعاد القول عليّ مردداً فأحميت له حديدة حتى إذا جاء ادنيتها من يده فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد يحترق من ميسمها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل ...)

وهذا يشير إلى أن عقيل قد كف بصره في أواخر الأمرلولاية امير المؤمنين عليه السلام أصبح كفيف البصر . كان مع الإمام عليه السلام في أكثر من مكان شدة حنوه على أمير المؤمنين حتى لما سمع أن سرية لمعاوية قد اغارت على بعض اطراف أمير المؤمنين يقودها الضحاك ابن قيس كتب لأمير المؤمنين عليه السلام أن هؤلاء قوم المنافقين قد أغاروا على ديارك يقدمهم الضحاك بن قيس فيا بؤساً لزمن أصبح الضحاك ابن قيس يعترض أمرك يا أمير المؤمنين هذا الذي لا قيمة له ولا اعتبار يصير في مواجهتك ، هذه حادثة تعليمية قام بها أميرالمؤمنين عليه السلام .

بين قوسين : قسم من الناس يتصور ما دام الشخص ينتمي لبني هاشم فأنه من أفضل لناس وأروعهم وهذا ليس صحيحاً , نحن نعتقد أن هناك صفوة اختارها الله عز وجل لشريعته ولعقيدته ولارشاد الناس وهم محمد وآل محمد ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) وهؤلاء لا يقاس بهم أحد ابداً هؤلاء اصطفاء رباني لأغراض محددة تكميل الهي ومن دونهم فيه ارتفاع وفيه انخفاض قد تجد في بني هاشم شخصية مثل جعفر الطيار لكن لا يصل إلى ربع درجة أمير المؤمنين ولا إلى ربع درجة الحسن والحسين  .

ذاك انتخاب آخر لكن هو في حد ذاته شخصية عظيمة كبيرة , هذا من بني هاشم وتجي للعباس بن عبد المطلب أيضاً من بني هاشم هذا ما يصل حتى إلى درجة جعفر الطيار ولا يقرب من مستواه فضلاً عن مستوى علي والحسن والحسين فليس صحيحاً أن يفكر الإنسان مادام من هذا البيت من بني هاشم أو مادام من بيت علي بن أبي طالب من ابناء علي لازم كذا و كذا , لا , ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ....) سورة فاطر 32 , ومثل جعفر مقتصد في هذه المجموعة مقتصد واعي يتحرك في اتجاه الدين يفدي يضحي ( ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) , عنده اذن من الله تعالى , عنده مبادرة عنده اختصاص وهناك اشخاص لا يمكن أن يكونوا في هذا الصف ابداً , فلما واحد يريد يقيس عقيل بعلي بن أبي طالب هذا ظلم , ظلم حتى لعقيل ,

عقيل رجل مؤمن مسلم لكن لا يمكن يكون جنب علي عليه السلام , بالتالي عقيل ضغطت عليه الظروف المادية ويحاول يحصل على أموال .

الإمام علي أمير المؤمنين فوق هذا المستوى ليس لأنه أخوه فيعطيه أكثر من غيره يظلم لأجل القرابة كلا اذن ما فرقه عن بني أمية وما فرقه عمن سبقه من الخلفاء ؟

ميزة علي بن ابي طالب عليه السلام هي هذه. هذه الملاحظة قد تجيب على اشكال البعض .
1.المسألة الثانية : في حق عقيل ما يذكر أنه ذهب لمعاوية بن أبي سفيان , بالفعل عقيل ذهب إلى الشام واستفاد من الأموال التي أعطاه إياها معاوية بن ابي سفيان , هل هذه تسقط عقيل من الميزان نهائياً ؟ كلا ,أولاً لأن ذهاب عقيل إلى الشام إلى دمشق كان على الرأي الأصح بعد شهادة أمير المؤمنين وليس قبل شهادته , بعد ما استشهد الإمام علي عليه السلام وأصبح معاوية مسيطر على كل البلاد والأمور بيده , كان عقيل لا يزال ملحوقاً بالديون وبحالته المادية ولم يستطع الخروج منها ومعاوية كان يرغب في أن ياتي إليه عقيل في ضمنه حتى يستفيد منه في عدة أمور :

الأمر الأول : كان يريد أن يطلع من عقيل كلمة أن معاوية أحسن من علي بن أبي طالب عليه السلام لأن علي ما اعطاه فلوس ومعاوية اعطاه

الأمر الثاني : أن يُحسب عقيل على معاوية ويتكلم بما يناسب المقام , الذي حدث لم يحقق لمعاوية ما كان يرغب فيه فأولاً عقيل عندما ذهب وسأله أكثر من مرة , معاوية يسال عقيل : أنا خير أو اخوك علي ؟ كان يجيبه علي خير لي في ديني من الجهة الدينية خير لي وأنت تعطيني من دنياك وأحياناً تعبيرات قريبة من هذا أنت تتصرف لتبيع دينك فتحصل على دنياك . وعلي لا يفعل هذا , فمعاوية ما قدر يطلع تصريح واضح في هذه الجهة وإن كان بعض المخالفين إلى التوجه الإمامي مثل الجاحظ وما شابه نسب لعقيل بعض الكلام الذي لا يتوقع صدوره ,

كان معاوية يريد يطلع شهادة بفضله بجوده وعقيل كان يعرف المثالب كان يطلع الرائحة السيئة في تلك الموارد قيل أنه دخل ذات مرة على معاوية وكان معه عدد من اصحابه مثل عمرو بن العاص وما شابه فاستلمهم عقيل واحداً واحداً قال من هذا ؟ فأعطاه ملفه وذاك نكس رأسه

فلما وصل لمعاوية قال له ما أنا عندك يا ابا يزيد – كنية عقيل - ؟ قال : خلينا ساكتين قال : تعرف حمامة ؟ سكت معاوية لا يعلم ماذا يعني حمامة , فلما غادر عقيل ذلك المجلس بعض الكبار ممن يعرفون الأنساب سألهم معاوية ماذا تعني حمامة هل اللي تطير أم غيرها ؟ فقالوا : أعفنا , ألح عليهم قالوا : حمامة جدتك من طرف ابي سفيان وهي من ذوات الأعلام في الجاهلية لها شهرة في هذا الجانب السيء فما حصل معاوية على الكلام الذي يريده من عقيل .

نعم أعطى عقيل مبالغ مالية وسدد بها ديونه وهذا كان محل أصل ذهاب عقيل لمعاوية وكان عند قسم من شيعة أهل البيت غير محبذ وغير مستحسن .

إذا عرفنا أنه بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام كما صرح به ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة وأنه بعد ما كف بصره في اواخر حياة أمير المؤمنين فهذه زادت على تلك فإذا واحد في الأحوال العادية يستطيع كسب شيئ من المال إذا صار كفيف البصر فأمره يصبح حرج أكثر , فأخذ مقادير من المال ورجع لبلاده وصرفها لديونه و هذا اجمال ما ينقل عن عقيل .

عقيل ينقل عنه مدح أنه يحب حبين حب لذاته وحب لأن ولده مسلم بن عقيل وسائر ابنائه الآخرين سوف يكونون انصاراً للإمام الحسين عليه السلام مصاهرة بين ابنائه وبين أمير المؤمنين كانت حاصلة , لكن الشيء الذي شرفه ورفع درجته ومنزلته أكثر من سائر الهاشميين هو كون عدد أولاده من الشهداء في كربلاء التي كانت ترثيهم زينب بنت عقيل :

يا عين جودي بعبرة وعويل         واندبي إن ندبتي آل الرسول

تسعة كلهم لعلي وخمسة لعقيل

بحسب كلام ابنته زينب التي ترثي اخوتها وابناء اخوتها أنهم كانوا خمسة , المقدار المتيقن أن عددهم كان غير قليل لذلك ينقل عن مولانا زين العابدين عليه السلام أنه كان يقول :

( كلما مررت على ديار آل علي وآل عقيل خنقتني العبرة لأني أراها خالياً من أهلها يقال له يا زين العباد لم لا تزال حزيناً لماذا تكثر من البكاء ؟ فكان يقول كلما مررت على منازل آل علي وآل عقيل أراها خالية ...... ) ديار مقفرة نساء نائحات أطفال يتامى , هذا كان يثير الشجى والأسى والحزن في قلب مولانا زين العابدين عليه السلام , بل قبل ذلك عندما غادر الحسين عليه السلام وغادر ذلك الركب

نحن نفترض أن مسلم بن عقيل من اوائل الذين غادروا مع الحسين عليه اسلام من المدينة لأن عندنا قسمين : قسم التحقوا به في الطريق وهؤلاء ربما يطلق عليهم أنصار وقسم آخر من البدايات التحقوا به من بدايات النهضة الحسينية هؤلاء يطلق عليهم اصحاب لأن هؤلاء صاحبوا الحسين من بدايات خروجه فهؤلاء خرجوا مع الحسين وذلك عندما أمر اللعين يزيد واليه على المدينة أن يأخذ البيعة من المسلمين عامة ومن الإمام الحسين على وجه الخصوص استحضره واستحضر بني هاشم إلى قصر الأمارة وهناك عرض عليه البيعة ليزيد فقال له : يا أمير إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة بنا فتح الله وبنا يختم , ويزيد رجل فاسق فاجر شارب للخمور عامل بالفجور قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ,

ولذلك عزم مولانا الحسين عليه السلام على الخروج من المدينة ..

مرات العرض: 3425
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2565) حجم الملف: 46160 KB
تشغيل:

14 عن مقامات أصحاب الامام الحسين عليه السلام
16 آل جعفر بن أبي طالب في كربلاء