14 عن مقامات أصحاب الامام الحسين عليه السلام
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 14/1/1440 هـ
تعريف:

مقامات أصحاب الامام الحسين عليه السلام

 

كتابة الاخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

روي عن سيدنا ومولانا علي ابن الحسين زين العابدين سلام الله عليه أنه سمع أباه ليلة العاشر من المحرم قد خطب في أصحابه فقال : اللهم لك الحمد أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وجعلت لنا أسماعاً وأبصارً وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين ،أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبَّر من أهل بيتي ،فانصرفوا رحمكم الله وتفرقوا في سواد هذا الليل ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، وليأخذ كل رجلٌ منكم بيد رجل من أهل بيتي ،ليس عليكم مني ذمام ، صدق سيدنا ومولانا أبو عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه  عليه ..

حديثنا يتناول هذا النص المروي عن الإمام الحسين عليه السلام في تزكية أصحابه وبيان منزلتهم .

هذه الرواية وهذا الخطاب نقله الطبري المؤرخ المعروف محمد ابن جرير الطبري المتوفى سنة ثلاثمائة واربعة عشر للهجرة عن أبي مخنف .وأبو مخنف  (وهذه كنيته )هو لوط الأزدي  .

وكلمة ( مخنف ) تعني من كان في أنفه ميلان ، وهذا الاسم يطلق على  من يخنف أنفه من أجل التكبر على الناس،  وهذه الكلمة تختلف عن الكلمة الأخرى ( مخنث ) التي تحمل معنىً سيئاً..

وأبو مخنف ( لوط الأزدي ) من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وقد نقل هذه الرواية عن الإمام الصادق عن الأمام زين العابدين عليه السلام

وهو مقبول الرواية عند بعض الرجاليين القدامى ، كالنجاشي رضوان الله عليه ، وعند المتأخرين كالسيد الخوئي رحمة الله عليه . وفي المقابل  ذَمَّته المدرسة الأخرى غالباً لتشيعه، وهو مؤرخٌ بارع وله مؤلفات كثيرة في الموضوع التاريخي .

من جملة تأليفاته ما هو عن حرب صفين وحرب الجمل وقضايا الخلافة والسقيفة وبني أمية ، وكذلك له كتاب حول مقتل الحسين عليه السلام ، ويعد هذا المقتل من أقدم المقاتل لأنه ( أبو مخنف) كان في زمان الإمام الصادق والبعض يقول أيضاً أنه أدرك الإمام الباقر، فهذه هي الفاصلة التي تفصله عن زمان كربلاء وهي زمان الإمام الباقر عليه السلام ، ولذا يُعْتَمد عليه غالباً في روايات المقتل وما يرتبط بها .

نقل الطبري هذه الرواية عن أبي مخنف الذي نقلها عن عبد الله ابن شريك العامري ، عن الحارث ابن حصيرة عن الإمام زين العابدين عليه السلام ،أنه سلام الله عليه استمع إلى خطبة والده ليلة العاشر وهو يتحدث عن إصحابه ( أصحاب الحسين عليه السلام  ) ،

بدأ الإمام الحسين عليه السلام بالثناء على الله سبحانه وتعالى فأحسن الثناء ثم حمد الله وقال : اللهم لك الحمد على أن أكرمتنا بالنبوة ( أي جعلت لنا نحن أهل البيت كرامة النبوة ) وعرفتنا القرآن وعرفتنا أحكامه وآياته ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، ثم قال أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً خيراً ولا أوفى من أصحابي ، وهذا النص نقله مؤلف آخر بشكل مختصر وهو ابن أعثم الكوفي وهو من مؤلفي الإمامية وقد نقل هذا النص مع شيئٍ من الإختصار ..

كيف نوجه هذا النص من قول الإمام عليه السلام؟؟( أنه  لا يعلم أصحاباً كأصحابه ) ؟؟؟

لا يراد بالمعنى هنا نفي علم الإمام ، ولكن المعنى من قوله عليه السلام  أنه لايعلم أي أنه لا يوجد ( وهذا هو الفرق بين كلام المعصوم وبين غيره من الناس )

وكمثال ،نرى في القرآن أن الله تعالى يخاطب نبيه محمداً ( ص ) حيث يقول ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعمٍ يطعمه ) فليس المعنى من كلمة لاأجد أنه يوجد ولكنني لأراه ولا أحصل عليه ،

وكذلك لو سألك أحدهم  مثلاً بأنه ( هل هناك حديث بهذا المضمون ؟ ) وأجبت أنك لم تعثر على حديث بهذا المضمون ، فإنه قد تكون أحاديث بهذا المضمون لكنك لم تجدها ، ولا تجد مصادرها ، ولم تستطع العثور عليها، هذا في حال إذا كان التعبير من أي أحدٍ من الناس ولكن لو كان هذا التعبير  من نبي أو إمام أو كتاب من الكتب السماوية ، وقال (لا أجد ) ،فإنه لا يوجد أصلاً ، ولو كان موجوداً لكان علمه عند النبي ولكان علمه عند الإمام ولكان موجوداً في الكتاب ، وبناءً عليه فإن قوله ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً ) أنه لا يوجداً أصلاً ،

وكذلك في بعض الحالات يُسْأل الإمام مسألة مثلا فيجيب ( ما وجدت هذا في كتاب الله ) فالمعنى من ( ما وجدت ) أي أنه لا توجد أصلاً في كتاب الله ولا توجد حتى أجدها وليس أنها موجودة ولكني لم أعثر عليها .

ولذلك عندما يقول الإمام الحسين عليه السلام ( إني لا أعلم أصحاباً خير من أصحابي ) أي أنه لا يوجد أصلاً أصحاباً خيراً من أصحابه عليه السلام ..

وإذا كان كذلك فهل إن أصحاب الحسين عليه السلام أفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ؟!، وهل هم أفضل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وخاصة مع تلك المكانة والثناء العظيم لبعض أصحاب رسول الله ، حيث يشهد صلى الله عليه وآله أن عماراً مُلِئ إيماناً من رأسه إلى قدمه، وكذلك بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وبالتالي كيف يمكن  لنا أن نوجه كلام الإمام الحسين عليه السلام ؟

لا بد لنا من النظر إلى أن القياس هنا هو قياس كتلة في مقابل كتلة ، أي أن تلك المجموعة من الأصحاب ، في مقابل تلك المجموعة من الأصحاب ، ولكي يكون الأمر أكثر توضيحاً نضرب مثالاً ، كأن نقول : هذا الفريق في مقابل ذلك الفريق الآخر ،

 وقد يكون في أحد هذين الفريقين لاعِبَين من أحسن لاعبي الدنيا مثلاً ، ولكن هذا الفريق الآخر كمجموع هو أفضل من الفريق الأول حتى وان كان  فيه لا عِبَين من أفضل لاعبي العالم .

وهذا هو الحال عندما يكون  القياس بين هذه المجموعة وهذه المجموعة ،وبين هؤلاء الأصحاب في مقابل سائر الأصحاب ..

نحن نعلم أنه في  أذهان الكثير من الناس أن أفضل الأصحاب هم أصحاب رسول الله ولأنه رسول الله محمد وهو أفضل البشر،  فلابد أن يكون أصحابه أيضاً أفضل الأصحاب ،! وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه بعض علماء مدرسة الخلفاء .

إن كون رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله هو أفضل البشر لايلزم من ذلك أن يكون أصحابه هم أفضل البشر .

ومن خلال القياس بين أصحاب رسول الله ككتلة وأصحاب الحسين عليه السلام ككتلة أخرى ،  سنجد أن هناك عدة أوجه لهاذ الإختلاف ،

وهذه الأوجه هي :

١-  قضية الثبات على المواقف وفي المعارك .

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، كانت نسبتهم الثلث في أقصى الحالات بالنسبة إلى أعداءهم ،

في أحد مثلاً كان الأصحاب  سبعمائة  ،في المقابل كان الكفار الذين كان عددهم قريباً الثلاثة آلاف ، أي ثلاثة أضعاف المسلمين ،

وفي حنين كان المسلمون بعدد إثني عشر ألفاً ويصل عددالكفار إلى قرابة الخمسة وعشرون ألفاً  أي بنسبة النصف تقريباً ،

ومع ذلك فإن الذين في أحد وهم بنسبة الثلث قد انهزمو ، ويوم حنين كذلك ، حيث يقول الله تعالى ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم).

ولكن عندما نأتي لقضية أصحاب الحسين عليه السلام فإننا نجد أن النسبة بين جيش الحسين وبين جيش بني أمية هي نسبة هائلة وعظيمة ،  فإن أقلَّ ما قيل في جيش الأمويين أنه بلغ ثلاثون ألفاً ، وأكثر ما قيل في جيش الإمام الحسين عليه السلام أنه يزيد عن المئة ، وهناك قول بأنهم اثنين وسبعين وقول آخر أنهم بلغو إثنين وثمانين ، وقد ذكر الشيخ الكلباسي انهم بلغو الثلاثمئة لكنه يصرح في الأثناء أنه  قد يكون إسم أحد الأصحاب مختلطاً مع إسم غيره .

 ولكن مع ذلك تبقى النسبة عالية وكبيرة ، فمئة ومئتين وثلاثمئة في مقابل ثلاثين ألفاً تكون نسبة واحد إلى مئة  أو  واحد إلى مئتين أو  واحد إلى ثلاثمئة ،وفي الطرف المقابل ( أصحاب رسول الله ) تكون نسبة واحد إلى ثلاثة أو نسبة واحد إلى إثنين، ولكنهم انهزموا وثُرِّبوا وذُمُوا من قبل القرآن الكريم ، بينما هناك ( أصحاب الحسين ) ثبتوا واستمروا على القتال ، وصمدوا  إلى آخر لحظات حياتهم .

 فهذا أحد المقاييس ، هؤلاء ثبتوا مع أن  العدد الذي كان أمامهم ثلاثمئة ضعف ،وهؤلاء انهزمو وفروا مع أنهم كانو في مقابل ضعفين أو ثلاثة .. (والرسول يدعوهم في أخراهم ) وفي بعض المعارك ذهب بعض الأصحاب بها عريضةً فلم يتوقف إلا بعد أيام من هذه الهزيمة .

ولهذا فإنه عندما تكون المقارنة بين هاتين  المجموعتين بهذ المقياس في العدد والنسبة ستكون النسبة كبير وعظيمة لصالح أصحاب الحسين صلوات الله عليه .

٢- الوجه الثاني :

يعزز موقف أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء ،وهو أن احتمال النجاة لأصحاب الحسين كان يساوي صفراً بينما كان احتمال النجاة مع من خرج مع رسول الله يساوي في أكثر الحالات خمسين بالمائة وكانو يحتملون إما أن يُقتلوا ويُهزموا أو أن ينتصروا ويبقوا على قيد الحياة، ويكون بذلك إحتمال النجاة لديهم أكبر بكثير،

 وإن ثبتوا فإن هذا يكون أمراً طبيعياً ، ولكن ماذا لو كانت المعركة لايحتمل فيها النجاة أبداً بل أنه لا مفر من الموت فيها ... وهذا كان بإخبار الحسين عليه السلام حيث أخبر أصحابه بأنهم يقتلون ولا يبقى منهم أحد .

فلا ريب إذاً أن من يقدم على المعركة الفدائية والإستشهادية التي لايوجد فيها إحتمال للنجاة والبقاء ، يختلف اختلافاً كبيراً عمن يرى نسبة النجاة والبقاء لديه عالية..

ومع ذلك فإن أصحاب الحسين ثبتوا ومضو واستمروا ولكن أصحاب النبي الذين يحتملون النجاة كانو يولون الأدبار !!

وهذا بنص القرآن الكريم في أكثر من موضع من المواضع، وبهذا تجد أن  الفرق بين تلك المجموعتين هو فارق كبير.

٣- الوجه الثالث:

في ليلة العاشر من المحرم أرخى الإمام الحسين عليه السلام العنان لأصحابه  أرخى العنان ،وأرخص لهم أن يتركوه وأنه لا تثريب عليهم ولا مسؤولية شرعية ولا مسؤولة أدبية ( ولا ذمام)  أي أنني لن أذمكم حتى وإن قام أحدكم فتركني وذهب لأهله ، فأنتم في حلٍ من بيعتي

ولم يكتف سلام الله عليه بهذا،  بل أعطاهم خطة للذهاب والخروج فقال ( هذا الليل قد غشيكم ، فاتخذوه جملاً) إذا كان يخشى أحدكم أن يُعرف حين خروجه، فلا يراه أحد ، وإذا كان يستوحش من الخروج وحده فليأخذ  بيد أحد من الرجال و( ليخرج كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا  في سواد هذا الليل)

ومع ذلك وقفوا هذا الموقف العظيم الذي نقله التاريخ واستمروا على ذلك إلى الأخير

ولكن في الطرف المقابل ( وهم أصحاب رسول الله)  يناديهم الرسول وقد أمر العباس ابن عبد الله المطلب أن يصيح بهم في يوم حنين وقد كان معروفاً بأنه جهوري الصوت ، فوقف في سفح  الجبل ونادى بهم ( يا أصحاب بيعة الشجرة ، ويا أصحاب سورة البقرة ، يا أيها المسلمون ، هذا رسول الله حيٌ ، ولا يزال على قيد الحياة ، فيئو إليه ) ، ولكن لا مجيب ..

وهكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى غزوة أحد ، حين فروا من المعركة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( لمقام نسيبة بنت كعب الأنصارية خيرٌ من مقام فلان وفلان ) حيث فروا وانهزمو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وآله محاصراً وحده ، في حين أنها ( نسيبة ) كانت تدافع وتواجه  ، وعدد من ثبت

معه عدد محدود جداً ..

فتجد هذه الفئة مرخصاً لها في الإنصراف والذهاب ولا عليها ذمٌ ولا عتاب ولا مسؤولية شرعية ومع ذلك بقوا وثبتوا ، وفي المقابل هذه الفئة يدعوهم نبيهم ويصر عليهم وينبؤونهم أن حياة النبي في خطر ، ومع ذلك لم يستمعوا الى ذلك الكلام وانصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله..

فهذه المواقف وأمثالها تجعل أصحاب الحسين عليه السلام خيراً ، وأفضل وأحسن ومتفوقة على تلك الأصناف .

هذا ينطبق أيضاً  على أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك أصحاب الحسن عليه السلام، فهم أيضاً ليسوا أفضل من أصحاب الحسين عليه السلام حيث قال سلام الله عليه ( لا أعلم خيراً من أصحابي )

وهذا لنفس الوجوه التي ذكرناها سابقاً ،

وكذلك لجهةٍ أخرى ، وهي أن حتى هؤلاء أيضاً خالفوا رسول .ذلك أن مخالفة رسول الله لم تقتصر على حياته فقط حيث تكرر ذلك كثيراً ، في حوادث كثيرة وقد نقلها المؤرخون عبر التاريخ ، بل حتى بعد حياته ، وقد ذُكِر هذا في حديث رواه المسلمون ( انك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) وهذا لاينفي أن رسول الله يعلم ، وإنما هو يشير إلى عضيم ما فعلوه بعد رسول الله . حيث خالفوه في حياته وفي مماته ، في سلمه وحربه، تقدمو وتأخروا عليه ، وأضهرو سوء المعاملة معه كما ذكرت سورة الحجرات وغيرها من السور القرآنية ، أما أصحاب الحسين عليه السلام الذين فاق حماسهم حتى إن حبيب يقول لولا أنني انتظر أمره لي لعجلتهم

، وأنا أرغب في قتال هؤلاء لكنني أنتظر أمر الإمام سلام الله عليه

هذا مع الفارق بين حبيب والحسين عليه السلام في العمر،  فهو أكبر سناً من الحسين حيث يتقدم حبيب بقرابة عشرين سنة تقريباً، ومع ذلك لايتقدم ، على إمامه في أمر، ولا يحرك لسانه بين يدي الإمام بما يخالف الإمام .

إن حياة هؤلاء الأصحاب ، وهؤلاء الصفوة  ينبغي أن تدرس ففضائلهم التي تكاد أن لا تظهر

 وعادةً أن الأصحاب الذين يعيشون بجانب شخصية عظيمة جداً فإن فضائلهم وميزاتهم قد تختفي ، ومن ثم تحتاح إلى إظهار أكثر،

فمثلهم إنما هو مثل الكوكب الذي يكون بجانب الشمس فلا يُرى بسبب نور الشمس الذي تغطيه ، وهؤلاء لأنهم كانو بجانب شخصية مثل أبي عبد الله عليه السلام ، فنوره غطى على أنوراهم وإن كان كل واحد منهم نور .

 وكان لكل واحد منهم شخصية و تاريخ وكانو محل إقتداء، ومن عِلية المؤمنين ويكفي قول الحسين عليه السلام فيهم ( لا أعلم خيراً من أصحابي ) . اننا نحتاج إلى أن نتحدث في شأنهم وقضاياهم،

والجميل في أمرهم أنهم متعددون في النوعيات ، ففيهم الرجل الكبير والطاعن في السن كمسلم ابن عوسجة الأسدي و حبيب ابن مظاهر وفيهم الشاب الصغير ذو الأحد عشر سنة كعمر ابن جنادة الأنصاري ، والقاسم ابن الحسن وأمثالهم ، وكذلك فيهم ما هو بين هذين المقدارين كعلي الأكبر والعباس وسائر أبناء الحسن ، وأبناء عقيل ، وأبناء أمير المؤمنين الذين كانو يصغرون العباس ابن علي .فهؤلاء المتنوعون في الأعمار كانو قدوة لصغير السن ولكبير السن .

وهم بين أحرار وعبيد ، وهذا تنوع آخر ، لأنه كان بينهم عبيد بحسب التصنيف الإجتماعي في ذلك الوقت ،ولكن هؤلاء العبيد كانت نفوسهم حرة ،وكذلك كان هناك الأحرار باطناً وظاهراً .

 كانو أيضاً من مختلف المناطق والبلدان ومختلف الطبقات الإجتماعية وفي هذا مجال لأن يتأسى المرء بهؤلاء ويقتدي بهم .

من هنا نفهم أحد أسرار تأكيد أئمة الهدى عليهم السلام على أحياء قضية الإمام الحسين عليه السلام  باعتبار أن ذكر هؤلاء فيه دعوة للإقتداء بطريقتهم ، كما نرى  مع أحدهم حين يلتفت إلى السماء فيقول للإمام أن وقت الصلاة قد حضر ولا أحب أن أقتل إلا بعد أن أكون قد صليت  هذه الصلاة معك   ، فيتبين لنا أهمية الصلاة لدى هؤلاء وبالتحديد صلاة الجماعة وكذلك ما نرى في سيرهم والتعرف إلى أقوالهم التي تؤثر في النفوس وهذا سر من أسرار تأكيد أئمتنا عليهم السلام على إحياء هذا الذكر وتكراره.

يقول الإمام عليه السلام ، تجلسون وتتحدثون ؟ قلت بلى ، فيقول الإمام إني والله أحب تلك المجالس ، أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ،

كيف نحيي امركم يبن رسول الله؟

فيقول سلام الله عليه يتعلم علومنا فيعلمها للناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ..

هذه نعمة لدى المجتمع الشيعي حيث خصصو الأيام من أول محرم إلى يوم العاشر لذكر ما يرتبط بهذه الفاجعة  والمأساة وفي بعض المناطق يستمر الإحياء إلى الثالث عشر ،وفي البعض  إلى آخر محرم ، وفي مناطق أخرى إلى آخر صفر ..

وكم لهذا من الآثار والمنافع والفوائد ، لذلك لا غرابة أن أظهر أئمة اهل البيت عليهم السلام حزنهم وتأثرهم وجلسوا للعزاء..

مرات العرض: 3423
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 41059.59 KB
تشغيل:

13 عن دفن الامام الحسين ومدفنه
15 أبناء عقيل بن أبي طالب شهداء كربلاء