13 عن دفن الامام الحسين ومدفنه
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/1/1440 هـ
تعريف:

عن دفن الإمام الحسين ومدفنه

 

تفريغ نصي الفاضلة سكينة السعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

في الخبر المعتبر عن سيدنا ومولانا ابي عبد الله جعفر ابن محمد صلوات الله وسلامه عليه وقد سئل عن الذي يقتل في سبيل الله أيغسل ويكفن ويحنط فقال: يدفن كما هو في ثيابه وقال ان رسول الله صلى الله عليه واله قد كفن حمزة في ثيابه ولم يغسله ولكن صلى عليه) صدق سيدنا ومولانا ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه

حديثنا بإذن الله عن موضوع الدفن للميت ثم نتعرض الى جانب تاريخي يرتبط بدفن الإمام صلوات الله وسلامه عليه..

دين الإسلام يترافق مع الإنسان في تعاليمه من أول يوم يقدم فيه هذا الإنسان إلى الحياة بل ربما سبقت التعليمات الدينية ورود هذا الإنسان ووجوده لفترة من الزمان وذلك بما يوصي الإسلام الوالدين من وصايا حول اختيار شريك الحياة وأن يكون اللقاء الجنسي بصورة معينة وعلى ذكر الله عز وجل وضمن الإطار الشرعي وهذه التعليمات تسبق مجيء الإنسان الى هذه الحياة حتى إذا جاء الى هذه الدنيا انتظرته مجموعة من السنن:

ولها ما هو المعروف من استحباب الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى  وكأنه يراد ان يقال ان اول ملف يكون في هذه الذاكرة الإنسانية هو فصول الأذان والإقامة والتي هي بدورها اختصار الدين الأذان والإقامة عباره عن شعارات مختصرة لكل دين الإسلام وهذا يحتاج له إلى تفصيل خاص هذه الشعارات من تنزيه الله عز وجل والشهادة له بالوحدانية والشهادة لنبينا بالرسالة والشهادة للإمام أمير المؤمنين بالولاية

و الالتزام بقضية الصلاة والتفكير في أفضل الأعمال و في قضية الفلاح الدنيوي و الأخروي وهكذا يفترض أن هذه أولى الملفات التي تغرس في ذاكرة هذا الطفل كأنها تتحول الى برنامج تشغيل للإنسان كيف أن هذه الأجهزة تحتاج لبرنامج تشغيل !! كأن الأذان والإقامة يراد منها أن تكون برنامج تشغيل للإنسان في بداية حياته و تركز فيه نداء الفطرة و الإيمان و هذه هي الفاتحة و البوابة التي يأتي بعدها مع كل سنة تمر على هذا الطفل على هذا الإنسان مجموعه من المستحبات التوجيهات الأوامر إلى أن يصل للبلوغ وبعد البلوغ تبدأ كامل الحزمة التشريعية واجبه ومحرمه على هذا الإنسان ويستمر به الحال إلى أن يغلق عينيه مودعا هذه الدنيا هناك أيضا الدين الإسلامي يشيعه بمجموعة من البرامج و هذا مالا نجده غالبا في سائر الديانات لا أقل الديانات المعروفة عندنا فهذا الإنسان المسلم بعدما أغلق عينيه أولا لا يقال هذا جثه لا قيمة لها وإنما لاتزال حرمته ميتا كحرمته حيا و لذلك لا يجوز الاعتداء عليه لا يعامل كجثة لا قيمة لها .

في أبواب الجنايات لو أن إنسان قطع يد رجل ميت فيها عقوبة له حرمة لاتزال وله كرامة مستمرة ثم بعد ذلك أيضا لا تنتهي هذه القضية و إنما حتى إن أراد مثل ما يقال التخلص من جثته إن صح التعبير هذا في الحالة الإسلامية له كيفيه خاصه تتناسب مع كرامته وتتناسب مع توجيهات الدين فهو يلقن حتى قبل الممات و يغسل بعد موته بثلاثة أغسال و يحنط ويكفن ثم يدفن أيضا بطريقه خاصه

معروف عند المسلمين أنه عندما يدفن يكون متجها الى القبلة نائم على جانبه الأيمن نفس الاتجاه الذي كان فيه وقت حياته يتجه إليه واجبا في الصلاة ومستحبا في كل جلساته هناك استحباب للجلوس ناحية القبلة فلو ذهبت لمكان وكانت الأماكن متساوي فالأفضل لك أن تجلس مستقبلا للقبلة فيها ثواب فيها أجر هذه مثل ما أنها واجبه في الصلاة ومستحبة في سائر الأوقات حتى في دفن الإنسان المسلم يكون على جهته اليمنى متجها باتجاه القبلة وهذا مما يتميز به فلو اشتبه المسلمين مع غير المسلمين في مقبرة معينه فهذه إحدى العلامات أن المسلمين لا يدفنون موتاهم الا وقد وجهوهم للقبلة

نعم الدفن في مقبرة غير المسلمين غير جائز ولكن قد يحصل هذا اما تندثر المقابر او تتغير او يختلط الأمر فإذن هذا حتى الى ذلك اليوم بعدما يدفن الإنسان تعاليم الدين والشريعة موجودة هناك عنده لما ترجع إلى سائر المناهج تجد هذا الأمر غير حاصل

لعله أشرنا في بعض المرات إلى أنه الآن مثلا عند الهندوس وغير الهندوس بمجرد أن يموت الإنسان تجمع له الأخشاب وكلما كثرة كان أفضل حتى تحرق جنازته تصور لو مات والد شخص لازم يدفع فلوس ليجمع الحطب حتى يوضع هذا الوالد في أتون النار هذا اللي مشاعره ملتهبة بالفقدان وبعدم الارتياح لخسارته والده او والدته او ابنه او اخته وإذا به هو نفسه أول شخص يذهب حتى يشعل النار وكلما كانت النار أعظم وأكبر كان أفضل وقد يعطى فتكوز آخر الأمر من رماده أما أن يرشه في نارهم وإما أن يرشه في الغابات والأشجار

فأين هذه الطريقة وأين ذلك الطريق الذي يعتبر أي جرح قطع خدش في هذه الجنازة يعتبره إحدى الجنايات التي تستحق عقوبة من الشرع إكرام الإسلام والشريعة الإسلامية للمسلم حيا وميتا إلى هذه الدرجة وليس هنا فقط ففي بعض الأماكن وقد ذكرت حينها بعض الجرائد هذا الأمر كما في السويد فالسويد تعتبر من أكثر البلاد الغربية رفاهية كانوا يبحثون في البرلمان عندهم حول سبل الاستفادة من الجثث والجنائز

فحتى لا تلوث التربة كما يقولون كان هناك اقتراح أن توضع في مواقد معينه أفران ضخمه لتسخين المياه حتى الناس قبل لا يطلعوا الى العمل يستحموا على هذه العظام وعلى هذه الجثث تصور ذاك البعيد مثلا يغتسل غسل يوم الجمعة بجنازة والده مثلا او يستحم بجنازة والدته

هذا الفرق بين مثل هالمنهج ومنهج الدين الذي يعتني هذه العناية فمن جملة العناية هي قضية دفن الإنسان بهذه الطريقة المعهودة عندنا في الشريعة الإسلامية أن يحفر للإنسان قدر قامه ويدفن هناك بكيفية خاصه على أثر هذا صار إن في مجتمعات المسلمين إما أن تكون مقابر خاصه وهو القليل وإما أن تكون مقابر وقف البعض يشتري له وهذا لا مشكلة فيه أن يشتري له قطعة أرض يدفن فيها أهله ويدفن فيها إذا مات سواء كان في بعض المراقد كما يحصل هذا أو لا حتى في أجوائه الخاصة بيته مزرعته هذا يصير لكن جرت السيرة سيرة المتشرعة على أنهم يوقفون الأراضي لتكون مقابر

وهذا من أفضل القربات وعناوين الصدقة الجارية ربما الآن هذا قليل ولكن في السابق لعل لو سألتم في هذه البلدة مثلا ربما تكون المقبرة موقوفه من قبل بعض المؤمنين والمؤمنات في مناطق أخرى نعلم أنها موقوفه وهذا بلا ريب من الأمور التي ينبغي أن يعتنى بها الوقف لتكريم الإنسان المؤمن بدفنه في تلك الأرض

أنا عندي قطعت أرض لنفترض بين إني أسويها مخطط واربح فيها نسبه مئوية معينه من الربح والمال وبين أخليها صدقه جاريه يدفن فيها المؤمنون وتبقى ما بقي الدهر وهذي مو من الشيء اللي يستهلك إن يدفن في هذا اليوم زيد بعد عشرين او خمسه وعشرين سنه بدنه يتحلل يدفن فيها غيره وهكذا

هنا لابد أن نشير لنقطه ترتبط بالمسألة الشرعية ولعل التنبيه عليها حسن أحيانا يصير الإنسان يدفن ميته بنحو يكون مخالفا للوقف الشرعي في المقبرة أنا مثلا والدتي أعزها معزه كبيره جدا أحبها فإذا جيء بها ودفنت أقول أنا أبغى أسوي عليها قبة وأبغى أسوي عليها تدويره أخذت مكان ثلاثة أربعه خمسه أشخاص حتى أسوي هذه القبة او اخذت مكان اثنين ثلاثة حتى اسوي عليها رخامه مرتبه وكبيرة هذا غير جائز شرعا لماذا؟ لأنه مخالف لمنهج الوقف

الواقف عندما وقف هذه المقبرة افترض مثلا أن كل انسان مسلم له حق القبر مثلا بعرض 70سم مثلا وطول 180سم هذا المعدل هالمقدار يزيد أو ينقص فأنا إذا جيت أخذت لي 3م عرض و4م طول أنا تعديت على ما ليس لي بحق ولا يجوز هذا جيت وخليت رخامه عريضة طويله على قبر والدي فمنعت غيره من أن يدفن إلى جانبه يوجد مكان قبرين بجانبه ولكن لان الرخامة كبيرة ربما أنا أكون شخصيه وما أسمح بذلك وما حد يسترجي يجي يشيل الرخامة او يكسرها هذا من الناحية الشرعية غير جائز

او حاله أخرى انه انا كلما تقادم القبر جددت عليه البناء هذا أيضا غير جائز والدي مثلا صار له 40 سنه متوفى العادة وهي تختلف باختلاف الأراضي وتركيبها في بعض الأراضي بعد 20سنه خلاص يندثر البدن العظام تتحلل فيصبح جزء من التراب ذاك الوقت بعد انا ماليي حق في ذلك المكان تجري العادة انه يجي ويدفن أحد آخر مكان اللي كان قبر والدي كان قبر والدي الى قبل 20عام الان جثت هذا المتوفي خلاص اندثرت خلاص تحللت تبخرت لازم يجي غيره يدفن في هنا انا لأنه مخلي رخامه ومخلي بناء ما اسمح بذلك هذا أيضا غير صحيح من الناحية الشرعية

فيحتاج الإنسان ان يلتفت إلى مثل هذه الأمور الشاهد على انه الحالة الإسلامية جعلت هذا الأمر من الواجبات الكفائيه يعني أنه تجهيز الميت تغسيله تكفينه تحنيطه الصلاة عليه دفنه هذه كلها جعلتها واجبة واجبه معروف يسمونها بالواجب الكفائي وهو واضح عندكم الفرق بينه وبين الواجب العيني

الواجب العيني واجب عليكم كلكم ولا يسقط عن أحد بفعل الغيرمثلا انا واجب علي أصلي صلاة الصبح سواء انت صليت او ما صليت انا واجب علي أصلي لو كل الناس صلوا انا أيضا واجب علي أصلي لكن الواجب الكفائي ليس كذلك هو واجب المجتمع يراد ان يقام بهذا العمل يراد ان لا يتعطل هذا المتوفى فإذا قام به البعض سقط عن الاخرين حتى لو تاخروا عمدا خلاص يسقط عنهم فهذا كواجب شرعي كفائي طبعا لا يختص بهذا الموضوع كثير من الأمور حتى بعض الامور التنظيمية الدنيوية هي واجبات كفائية.

ان يكون في البلد طبيب يعالج الناس هذا واجب كفائي لو ترك الناس كلهم ما حد صار طبيب يكونون عاصين في هذه الجهة وجود عالم دين في البلد مرشد أيضا من الواجبات الكفائيه بحيث لو لم يكن هناك مرشد للناس في دينهم يكون المجتمع كله مسؤولا وهكذا سائر الأمور التي تتوقف عليها حياة المسلمين الاجتماعية هي من هذا النوع الواجب الكفائي فإذا الدفن وما يرتبط به من مقدمات هو من هذا القبيل

نعم هناك استثناء في بعض الحالات وهو لصالح الشهيد . الشهيد لا يغسل ولا يكفن وانما يصلى عليه ويدفن والشهيد قد يكون تحت راية نبي او وصي نبي رايه معصومة هذا واضح باتفاق الآراء يسقط تغسيله وتكفينه ولكن يبقى الصلاة عليه لابد ان يصلى عليه نفترض انه كان يقاتل خلف راية نبينا محمد  صلى الله عليه واله لاريب إذا قتل في داخل المعركة (لان أحيانا يجرح في داخل المعركة ثم يخرج يعالج بعد شهر أكثر اقل يموت) لا هذا حاله ليس حال الشهيد يغسل وتجرى عليه السنن

لكن إذا قتل في داخل المعركة نزف نزف حتى مات او مات في نفس الوقت هذا يسقط عنه ذلك التغسيل والتجهيز وما شابه وفي إشارة في حديث الإمام الصادق عليه السلام يقول:(ولقد كفن رسول الله حمزة في ثيابه) نفس الثياب اللي كان لابسها ولاريب انها كان فيها دماء لأنه ضرب بحربه طيب بينما الكفن لازم يكون طاهر بالملابس هذه التي استشهد فيها ذهب الى بارئه لم يغسل وهكذا الحال بالنسبة الى شهداء كربلاء مع الامام الحسين عليه السلام والحسين في طليعة هؤلاء جميعا .

هؤلاء شهداء عند الله ومن أوضح مصاديق أنهم لا يغسلون ولا يكفنون وانما يصلى عليهم ثم يدفنون بعض العلماء الحق بهؤلاء أيضا من استشهد تحت راية فقيه ومرجع ديني أيضا سيلحقه نفس الحكم افترض مرجع من مراجع التقليد تتوفر فيه الصفات أمر بخوض القتال في مكان ما للدفاع عن الإسلام في هذا الزمان المهم في غير زمان حضور المعصوم وراح أحد واستشهد في هذه الحالة في داخل المعركة لابد ان تكون معركة ولابد ان يكون قتاله فيها وقتله فيها فهذا أيضا يلحق بالشهداء اولئك بعض العلماء اقتصروا على الامر الأول اما اخرون لا حتى في الجانب هذا لا وسعوا الدائرة .

هنا موضوع موضوع آخر يرتبط بقضية التغسيل والتجهيز في حياة المعصومين عليهم السلام ان قضية التجهيز أصبحت اشاره وعلامة من علائم الإمامة وذلك ان الإمامة لها علامات متعددة من العلامات الكلام الصريح من المعصوم السابق الى المعصوم اللاحق ..عندنا مثلا ان النبي صلى الله عليه وآله كما روي عن جابر بن عبد الله الانصاري ذكر أسماء المعصومين وأنهم هم الائمه هذه علامة واشاره مهمه جدا من ذلك أيضا نص المعصوم السابق على اللاحق الامام الحسين مثلا ينص على الامام زين العابدين كذلك منها الوصية الى الامام التالي يسأل إلى من أوصى فيقال لفلان ولذلك في بعض حالات التقيه كما حصل بالنسبة الى الامام الصادق عليه السلام اخفى الامام عليه السلام الوصي الحقيقي لان المنصور العباسي كان ينتظر من وصي الامام جعفر بن محمد لان يعرف ان الوصي هو الامام من بعده فيقتله

الامام الصادق عليه السلام كان اذكى منه واوعى منه فجعلها مردده بين خمسة أشخاص واحد منهم هو نفسه أبو جعفر المنصور العارفون شيعة اهل البيت يفهمون أن أبو جعفر المنصور لا يمكن ان يكون امام ولكن هذا ادخل اسمه لأجل الستر على الإمام الحقيقي فالوصية الى الإمام التالي ان يكون وصيه فلانا هذا أيضا من العلامات أيضا من العلامات من يقوم بتجهيزه هذا الإمام الموجود الآن اذا توفي و الظروف كانت ظروف طبيعية من العلائم أن من يجهزه ويتولى امره هو يكون الإمام وهذا ليس مقوم وليس شرط بل هو علامه ..بعبارة أخرى هناك فرق بين التنصيب الإلهي هذا مقوم أي واحد ما ينص عليه ولا ينصب لا يكون امام العلم الإلهي أي أحد ما عنده علم إلهي لا يكون امام العصمة أي واحد ما يصير معصوم ما يكون امام هذه مقومات لكن مثل انه يلي امر ابيه أو يوصي اليه تكون وصيته عنده هذه علامات .

زيادة في المعرفة لو فرضنا انها تأخرت لسبب من الأسباب كما تأخرت علامة الوصية في حق الإمام الكاظم عليه السلام لأنه جعله الى جنب المنصور والى جنب عبد الله الأفطح والى جنب زوجته الامام مو معقول هذا وصي خمسة اشخاص واحدهم الد أعداء أهل البيت فلو تخلفت لسبب وهذا السبب كان ضغط سياسي وكانت نتيجته ممكن ان تذهب راس الإمام الحقيقي فكانت مجموعه ممكن ان يخفي هنا لو تخلفت هذه العلامة لا مشكله في ذلك .

كذلك لو فرضنا انها تخلفت في قضية التغسيل والتجهيز هذا لا يؤثر لا على امامة الامام السابق ولا على امامة الامام اللاحق لان هذه علامه وليست شرطا وليست مقوما من المقومات ولهذا بعض الناس لما يسألوا يقولوا احنا ندري ان الامام المهدي هو اخر الاوصياء من الذي يغسله؟ من الذي يكفنه؟ من يصلي عليه؟إذا قلت له ما ندري مثلا أو لا أحد (هناك روايات الآن مو محل بحثنا) لو فرضنا انه لا يوجد أحد هذا لا يؤثر على امامة الإمام المهدي لان هذه القضية هي علامة للإمام التالي انت أيها الإنسان قد تسمع الوصية هذه علامة !  قد تسمع النص هذه علامة تكفيك قد تكون بعيد ما تدري عن الوصية ولا تدري عن التنصيب إذا عرفت من الذي تولى تجهيزه وتكفينه في الحالة العادية فهذا يتبين انه هو الامام فهي إذا علامة من العلامات .

هذا يجرنا للحديث عن قضية تجهيز الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه  باعتبار يصير كلام عنه ويثار انه من الذي جهز الامام وغسله  طبعا تغسيل ماكو باعتبار انه هو سيد الشهداء تجهيزه والصلاة عليه الى القبر والدفن 

هناك في هذه القضية رأيان بل قولان:

القول الأول: ذهب اليه من قدامى علمائنا كالشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد والسيد ابن طاؤوس في اللهوف في قتل الطفوف وذهب اليه أيضا من يتمسك بزيارة الناحية المقدسة بناء على انها نص المعصوم لان فيها:( السلام على من دفنه اهل القرى) يقول لك دفنوه اهل القرى ليس زين العابدين .. في نص الارشاد للمفيد وابن طاؤوس أيضا هناك إشارة الى ان الحسين دفنه بني أسد هذا قول .

القول الثاني وهو القول المشهور عند علماء الإماميه: أنه لا الذي جهز الإمام الحسين عليه السلام هو ابنه زين العابدين والأمر لم يكن أمر طبيعي وانما كان امرا غيبيا واعجازيا ويستشهدون على ذلك بأمور متعددة الأمر الأول: يقولون ان هذه النصوص التي جاءت لا تنفي تجهز زين العابدين وانما تثبت فعل بني أسد فرق أنا أقول فقد جهزه غسله كفنه او دفنه بنو أسد او ان أقول ولم يدفنه زين العابدين إذا اكو فيها لم يدفنه زين العابدين لم يأتي اليه زين العابدين يصير تعارض واما إذا قلنا على سبيل المثال لا ودفنه بني اسد هذا مثل ان تقول على سبيل المثال وقد نظف المأمومين المسجد ما يمنع هذا ان الإمام كان معهم ينظف بل على رؤوسهم لكن لملاحظة كثرة المأمومين إنت أشرت الى دورهم .

متى يصير خلاف ذلك؟ تقول الى بعدما خرج الإمام من المسجد نظف المأمومون المسجد في هذا انت تنفي عنهم الفعل أو تقول نظف المأمومون المسجد ولم يشاركهم الامام هذا كلام صحيحبينما النصوص الموجودة والتي يستدل بها بعضهم ليس فيها هذا المعنى وانما فيها وقد دفنه بني اسد او السلام على من دفنه اهل القرى ليس فيها جهة نفي للإمام هذا واحد الثاني يقول أصحاب هذا القول وهو القول الذي نراه هو الصحيح أننا نجد ان الامام الرضا عليه السلام استدل في قضية عقائدية بقضية تجهيز الامام زين العابدين لأبيه الحسين عليه السلام وإذا صارت رواية والامام استدل بها وبنى عليها يتبين ان الأساس صحيح كيف؟

الامام الرضا عليه السلام كما تعلمون واجه بعد شهادة ابيه موسى الكاظم فرقه أطلق عليها فيما بعد فرقه الواقفه او الواقفيه هذولا يؤمنون بالأئمة الى زمان الامام موسى بن جعفر بعدين يوقفون عليه ولذلك يسمون بالواقفه او الواقفيه أصل هؤلاء ان 3 من الوكلاء وكلاء الامام عليه السلام خانوا امانة الوكالة فترة اللي كان فيها الامام الكاظم في السجن وفي بغداد الناس كانوا يعرفون هذولا وكلاء للإمام فاللي عنده حق شرعي اللي عنده أموال اللي عنده قضايا كان يأتي ويسلمها الى هؤلاء باعتبارهم وكلاء للإمام البطائني علي بن حمزه- زياد القندي -و السراج ثلاثه اجتمعت عندهم أموال طائله في فترة سجن الامام الكاظم لما استشهد الامام الكاظم في سجن بغداد المفروض ضمن النظام الطبيعي ان هؤلاء يذهبون للإمام الرضا خليفته ويقولوا له مثلا نحن كنا وكلاء وهذي عندنا هالأموال ماذا نصنع بها يسلموها له هم أكلهم الطمع ماذا يصنعون الآن قالوا ان موسى بن جعفر لم يمت أصلا ما مات موسى بن جعفر حي وهو الذي وعدنا بقيامه هو صاحب الامر هو القائم هو المنتظر ماراح يموت الآن هو غير ميت وماراح يموت وسووا بعض الحيل اللي تنطلي على الضعفاء مثلا يدخلوا مكان ويسووا روحهم يتكلموا مع شخصية الامام وكذا مع ان قضية وفاة الامام الكاظم عليه السلام كانت اشيع الوفيات يعني استشهد في السجن ثم جابوه الى جسر بغدادوصار كشف على ايدهوقالوا ترى هذا مسموم وانقلب ذاك الجمع الى مأتم اعلان وفاته كان اعلان ضخم جدا بس هم قالوا لا ما مات .

من أفسد خطتهم ؟؟

شيئان الامر الأول:ان بعض وكلاء الامام الكاظم المخلصين كيونس بن عبد الرحمن وهذا ممدوح بان يونس بن عبدالرحمن في زمانه كسلمان في زمانه شلون سلمان منا اهل البيت يوصف هذا مدح من قبل الائمه في علمه ومعرفته بأنه مثل سلمان المحمدي هذا رجل شخصيه و عنده معرفه راوي من الرواة العظام فجاءوا له وقالوا له ترى موسى بن جعفر مامات وانت بعد حقك محفوظ إذا تبي نحن عندنا كذا وكذا فبالتالي اذا تجي ويانا حقك محفوظ

الرجل كان مؤمنا حقيقة مع ان العرض عليه كان عرض كبير قال قد روينا عن الصادقين انه اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله و الملائكه والناس اجمعين وهذه بدعه هذا اتجاه انحراف خاطئ انا لا اشايعكم في شيء واخبر عنكم أتكلم فعادوه و نفروا منه فهذا وامثاله خربوا جزء من خطتهم

الجزء الاخر أفسده عليهم  الامام الرضا عليه السلام الامام الرضا نهض بالأمر فورا و بقوة آتاه الله العلم و الحكمة وتصدى للموضوع فجاءوا ليناقشوه هؤلاء الواقفيه قالوا له: ألستم تقولون إن الامام لا يجهزه الا امام ولا يلي امره الا امام مثله قال نعم هذه واحده من العلامات قالوا زين ابوك الكاظم اين كان؟ قال في بغداد انت وين كنت؟ قال في المدينة قالوا فأنت لم تجهز اباك وبالتالي انت لست بامام .

اما تقول ابوك مو امام ما تقدر إذا انت اللي ما جهزته وما توليت امره والعقيدة عندنا ان الامام لا يجهزه الا امام فيتبين انت مو امام فتبسم الامام الرضا عليه السلام وقال لهم اسألكم الحسين امام او ليس بإمام قالوا بلى امام أبو الائمه سيد الائمه الحسين

قال فمن ولي امره اذ كان في كربلاء وابنه زين العابدين في الكوفة محبوس إن الذي مكن علي بن الحسين وهو محبوس في الكوفة ان يأتي ليلي امر والده في كربلاء قادر على ان يمكنني وانا حر مو محبوس عند احد قادر على ان يمكنني حتى آتي الى بغداد والي امر والدي اذا تقول هناك ما راح زين العابدين للإمام الحسين فإذا الامام الحسين مو امام وهذا زين العابدين مو امام وبهذا انتم لا تعترفون بإمامتهما اذا تقولوا لا اثنيناتهم ائمه فإما تقول كلاهما امام مع ان زين العابدين ما راح لوالده او تقول ان زين العابدين امام و ذهب بقدرة اعجازية لتجهيز والده فبطلت حجتهم

طبعا في قضية الامام زين العابدين الامر أوضح ليش؟ الامر أكثر فيه داعي لان يأتي الامام زين العابدين بنفسه ليش؟ لأنه لو لم يأتي الامام زين العابدين سلام الله عليه كيف كانت تتميز الجثث

كيف يعرفوا بأن هذا هو الامام الحسين؟

هؤلاء بني اسد اللي جاءوا ما حضروا في المعركة حتى يعرفوا موقع مذبح الحسين ولا الرؤوس موجودة حتى يقال هذا راس الحسين وبالتالي هذا ندفنه على أساس انه الحسين وهذا العباس ندفنه على أساس ان راسه كذا وكذا لم يكن بإمكان بني اسد ابدا ان يدفنوا الأجساد لوحدهم من دون ارشاد مرشد يعلمهم ان هذا جسد فلان وهذا جسد فلان مو هذا راح تترتب عليه أمور بعدين راح تترتب عليه انه مثلا يقال لك إذا زرت الحسين زين الحسين ها لصوب او ذاك الصوب راح يقال لك تربة الحسين فيها شفاء زين تربة الحسين هذي الجنازة اللي ها لصوب او ذيك الجنازة اللي في ذاك الصوب تقرأ الدعاء الفلاني عند رأس الحسين وين الحسين حتى اقراء الدعاء عنده

كان لابد ان يأتي الامام زين العابدين الى كربلاء لكي يتميز لان هذي راح يترتب عليها مسائل شرعيه وأحكام دينيه فما ممكن ان تترك هكذا لاجتهاد رجال من بني اسد لا يعرفون الأشخاص بقدرة الله عز وجل اللي اغلبها قضية الإمامة موضوع غيبي العصمة شنو غير الغيبي العصمة امر غيبي العلم الخاص عند المعصومين شنو

راحوا المدرسة وتعلموا؟ لو لا امر غيبي حتى قضية انتقال العلم سواء كان علم رسول الله وانتقل إليهم او ما ورثوه من الكتب هي كلها في إطار الغيبي هسا وقفت على هذا الموضوع انه ما يصير عمليه غيبية

استدلال الامام عليه السلام على امامته وهذي قضية من قضايا العقائد اللي اهم من القضايا الفقهية استدلال الامام على امامته بفعل زين العابدين وولايته امر ابيه هذا من اقوى الأدلة على ما يذهب اليه أصحاب القول الثاني

أكثر من هذا أيضا غدا وبعد غد سيترتب اثار شرعيه واحكام دينيه الان على سبيل المثال الصلاة في الحائر الحسيني يعني عند جثة الحسين بمسافه معينه يصح فيها القصر والتمام ما بعد عن ذلك لا يصح فيها التخيير

نحن امامنا مجموعه من الجثث لا نعلم نحن بني اسد لا نعرف هذه جثة من وتلك جثة من

ما في علائم ما في مشخصات ما في بصمات نقدر نقرئها حتى نقول هذا فلان وهذا فلان

هذا يؤكد شدة الحاجة الى مجيء امام معصوم شهد المعركة أيضا وعرف المواضع والمواقع ويتولى هو بالتحديد مثل هذا الامر

وهذا هو الرأي الذي يذهب اليه مشهور علماء الشيعة وهو الرأي الموافق للواقع كما نعتقد

راس الحسين أيضا كما هو مشهور عند الإماميه الحق بقبره الشريف فيما بعد

عندنا روايات كثيرة طبعا الاقوال فيها متعددة البعض يقول في مصر البعض يقول في عسقلان البعض يقول في دمشق البعض يقول في المدينة البعض يقول حتى في النجف ولكن الصحيح الذي تدل عليه روايات كثيرة تعرضنا الى هذا المطلب في كتاب من قضايا النهضة الحسينية وألقينا نظرة على الروايات لكن الان ما في مجال

بس الراي الذي تدل عليه الروايات ويلتزم به العلماء وقرائن كثيرة عليه انه الراس مع الجسد والجسد مع الرأس بعد هذه الفترة من الدوران والانتقال رجع راس الحسين الى قبرة في كربلاء واما الجسد فقد دفن في مثل يوم غد الثالث عشر من شهر محرم الحرام بعدما خرجت نساء اهل البيت من كربلاء وقصدن الى الكوفة خرجت اجسامهن وبقيت قلوبهن في تلك الأرض

الان تلاحظ اللي ذكرناه ربما اخت او ام يفارقها ابنها او اخوها وهو سالم وعلى قيد الحياة يبقى قلبها معه الى ان تلتقي به

كيف إذا تركت مثل زينب وام كلثوم والرباب وسائر النساء تركوا هذه الجثامين المقدسة مرمية على الأرض تسري عليها الرياح الجاريات كان الوضع مؤلما جدا كان عسيرا عليهن صلوات الله عليهن

لكن هذه ضريبة حمل الرسالة ضريبة الدفاع عن الدين دفعها اهل البيت رجالا ونساء طول التاريخ جزاهم الله خير الجزاء عما قدموه وصنعوه حتى قدموا لنا هذا الدين صحيحا كاملا

هالتضحيات اللي وصلت ان هذا الدين والاحكام

لما هدأت الأوضاع في كربلاء ماكو صهيل خيول ماكو زعقات رجال ماكو أجواء حرب خيم الهدوء على المنطقة الأطراف المحيطة بتلك المنطقة كربلاء ومنهم حي بني اسد كان مبتعدا ببعض المسافة تيقنوا انه خلاص انتهت المعركة ولم يكونون يعرفون بالضبط ماذا جرى فأرسل الرجال من بني اسد نساءهم الى طرف الشريعة لكي يستقوا وفي نفس الوقت يلقين نظرة فاحصه على الوضع ويجيبوا الخبر الدقيق

جاءت النساء الى هذه الأرض وإذا بهن يرين بقية الخيام المحترقة يرين الأجساد المطهرة هذا مكبوب على وجهه ذاك على يمينه وذاك على شماله اجسام جمد عليها الدم وكلها قد فصلت رؤوسها من اجسادها

مرات العرض: 3416
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2549) حجم الملف: 60901.65 KB
تشغيل:

12 طهر النهضة الحسينية وأبطالها
14 عن مقامات أصحاب الامام الحسين عليه السلام