من تاريخ التشيع في المغرب العربي 3
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 3/1/1440 هـ
تعريف:


من تاريخ التشيع في المغرب العربي

 

تفريغ نصي محمد الحبيب، مهتدى البراهيم ، علي الياسين

روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال:(مَن رَزَقَهُ اللهُ حُبَّ الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيتِي، فَقَدْ أَصابَ خَيْرَ الدُّنيا وَالآخِرة)، صدق سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

نفتتح بهذا الحديث الشريف الذي نقله الشيخ الصدوق محمد ابن علي ابن بابويه القمّي المتوفى سنة ثلاثمائة وواحد وثمانين للهجرة, وهو أحد محدِّثينا العِظام, نقل هذا الحديث في كتابه "الخصال". نفتتح به الحديث عن شيء من تاريخ التشيّع ومحبة أهل البيت عليهم السلام في بلاد المغرب العربي من عالَم المسلمين.

وقد دَأبنا في السنوات الماضية على التعرض إلى تاريخ التشيّع في بلد من بلدان العالم الإسلامي في كل سنة, فقد تعرضنا إلى التشيع في مصر والهند وأذربيجان وإيران والقطيف والأحساء والبحرين ومكة وغيرها من بلاد العالم الإسلامي, غرضنا في الحديث عن هذا الموضوع في البداية غرض معرفي:

التعرف على مسيرة التشيع في عالم المسلمين من بداياته إلى أيامنا المعاصرة قدر الإمكان, ويحمل الحديث رسالة التعايش بين المسلمين مع اختلاف مذاهبهم, فإن هذه المناطق لم تكن في الغالب موحدة مذهبيا, بمعنى أن يكون مذهب واحد هو الغالب والطاغي وليس هناك إلى جانبه غيره من المذاهب, وإنما كان هذا المذهب أكثرية هنا وأقلية هناك وبالعكس, ومع ذلك تعايش الناس والمسلمون وتواصلوا ولم تحدث حالات من الاعتراك والاحتراب والتهاجم إلا عندما جاء عالم متطرف من مذهب وحرض أتباعه على المذهب الآخر, أو جاء حاكم متهتك ورأى أن استمرار حكمه وسلطته رهين بأن يفرق بين الناس فحرض هذه الفئة على تلك في فترة , وتلك على هذه في فترة أخرى. وإلا فإنه لو ترك الناس على سجيتهم وفطرتهم الطبيعية لما كانت هذه المشاكل نظرا لأن غالب الناس ينظرون إلى المذهب على أنه اختيار ديني وأخروي, شخص يرى أن طريقه السالك والسريع إلى الجنة هو الطريق الشرقي, وآخر يرى أن طريقه السالك والسريع هو الطريق الغربي, فيسلك كل منهما حسبما يحب, لا يهمني أن ذاك قد سلك طريقا غير طريقي, هو الذي سيحاسب وهو الذي سيلقى جزاء ما قدم واختار, وأيضا لا ينبغي أن يهمه كثيرا أنني سلكت طريقا غير طريقه, من الممكن أن ينصحني ويقدم لي برهانا علميا لابأس بذلك و لكن أكثر من ذا لا ينبغي, ولهذا كما ذكرنا يعني في هذه المناطق أحيانا حتى في البيت الواحد والقبيلة الواحدة في فترات من التاريخ كان هناك مذاهب متعددة.

الغرض عندما نتحدث عن هذه الأوضاع التاريخية أن نستجلب نتيجتها إلى مجتمعنا المعاصر وأن تكون رسالة تسالُمٍ وتوافق, وإذا حدث أيضا أن أشرنا إلى بعض الانتهاكات والمشاكل والاحترابات فإنما لكي نشير إلى قبحها وأنها لا تستحق الذي حدث, من الممكن أن نتعرض مثلا في فترة تاريخية أن الحاكم الفلاني أو العالم الفلاني حرض أتباعه وحدثت مشكلة, لسنا هنا في صدد تحريض مقابل, وإنما نريد أن نقول هذه تجربة سيئة وعمل قبيح لا ينبغي أن يتكرر , ولا ينبغي أن يكون مثلا بل عبرة ناهية للمسلمين عن سلوك نفس ذلك الطريق, فهذا الغرض من الحديث في هذا الاتجاه

كان حديثنا في السنوات الماضية غالبا في جهة مشرق العالم الإسلامي, وحديثنا اليوم عن شيء من تاريخ التشيع لأهل البيت ولو بالمعنى العام في مغرب العالم الإسلامي والعربي خاصة ما يعبر عنه اليوم ببلاد المغرب العربي, تعلمون أنه في السابق كان هناك عنوان واحد وهو "بلاد المغرب", ويشمل كل هذه المنطقة, هذه التقسيمات الجديدة غالبا هي اصطلاحات حديثة ومعاصرة وتحديثات سياسية طرأت متأخرة.

يذكر المؤرخون أن أول تَعَرُّف في تلك البلاد على موضوع التشيع لأهل البيت ع يُفترض أن يكون في سنة سبع وعشرين هجرية, عندما ذهب جيش من المدينة أيام الخليفة عثمان بن عفان لفتح بلاد المغرب, هذا الجيش كان فيه عدد من أصحاب رسول الله ص ومن أبناء الصحابة وقسم من هؤلاء محسوبون على التشيع لأمير المؤمنين عليه السلام, واعتبار أنه أولى من غيره بالخلافة وأنه أفضل الصحابة, في ذلك الجيش الذي سمي بجيش العبادلة, جمع عبدالله, كان فيه كما يقولون, عبدالله ابن جعفر, عبدالله ابن عباس, عبدالله ابن مسعود, عبدالله ابن الزبير, عبدالله ابن عمر, وغير هؤلاء من الأصحاب مثل المقداد بن الأسود الكندي وأبوذر الغفاري وغير هؤلاء. هذه الفئة لا سيما المقداد و أبو ذر الغفاري وعبدالله ابن جعفر صهر الإمام عليه السلام وزوج ابنته زينب, وعبدالله ابن عباس تلميذ الإمام أمير المؤمنين ع, لا ريب أنهم كانوا قد نشروا ما يرتبط بأمير المؤمنين ع من فضائل ومناقب في تلك المنطقة. فهذا كان بداية تعرُّف تلك المنطقة على قضية أهل البيت ع وعلى شخص أمير المؤمنين عليه السلام بالواسطة.

بعض المؤرخين كعبدالرحمن ابن خلدون المتوفى سنة ثمانمئة وثمانية هجرية, ذكر اسم الإمامين الحسنين ع في ضمن هذا الجيش الذي ذهب إلى بلاد المغرب, يعني كما ذكر الأسماء التي نقلناها ذكر أنه أيضا ذهب الحسن والحسين في ذلك الجيش. بعض المؤلفين المتأخرين ومنهم من شيعة أهل البيت ع أخذوا هذه الفكرة من عبدالرحمن ابن خلدون , وهو معروف وشهرته في كتابه مقدمة ابن خلدون أكثر بكثير من شهرته في الموارد الأخرى, هسه بغض النظر أن كل أفكار المقدمة هل هي له أو لا, هذي لها بحث خاص, لكن هو بمقدمته المعروفة , حتى عُدّ مؤسسا لعلم الاجتماع وتحولات المجتمعات والحضارات ضمن إطار العالم العربي, بعض المؤلفين من شيعة أهل البيت أخذوا هذه الفكرة وكتبوها أيضا , أن الحسنين اشتركا في هذا الجيش وبرروا ذلك أو وجهوه بأن الحسنين ع أولى من غيرهما في نشر الإسلام وإيصال مبادئه وتعاليمه إلى بقية المجتمعات والدول.

قسم آخر من محققي الشيعة وعلمائها رفضوا هذا المعنى ولم يقبلوا صحة فكرة أن الحسن والحسين كانوا في هذا الجيش وأن هؤلاء كانوا تحت قيادة شخص آخر, وسبب ذلك كما يقول يقولون الرافضون لهذا الفكرة, أولا هذه أول ما ذكرت ذكرت في كلام عبد الرحمن ابن خلدون, وهو في سنة ثمانمئة للهجرة وفوق, أين من ذكر وما يذكر هذا من المؤلفين حتى لو ما كان من مدرسة أهل البيت؟, الطبري مثلا واحد من أهم مؤرخي الإسلام توفي حدود سنة ثلاثمئة وعشرة هجرية يعني قبل ابن خلدون بخمسمئة سنة؟, ابن الأثير صاحب "الكامل في التاريخ" توفي في سنة ستمئة وثلاثين هجرية قبل حوالي مئتين و ثمانين مئتين وتسعين سنة من وفاة ابن خلدون, وغير هؤلاء..., ومؤرخو الشيعة لم يذكروا هذا المعنى مع أن هذا الشيء لو كان , كان مهم أن يذكر, ولذلك قال أحد كبار علمائنا وهو المحقق الكركي صاحب كتاب جامع المقاصد واحد من عظائم فقهائنا وعلمائنا قال هذا الأمر لم يأت من طرقنا ولا توجد قرائن على صحته, على كل حال سواء ذهبا أو لم يذهبا , فوجود هذه الفئة من أصحاب رسول الله كأبي ذر والمقداد ومن شابه ووجود أبناء الصحابة كعبدالله بن عباس و ابن جعفر بل حتى مثل عبدالله بن مسعود, هو ما أوصل ما يرتبط بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام من مناقب وفضائل ولاسيما قبل مثل ابن عباس و عبدالله بن جعفر والمقداد و أبو ذر. هذي هي المرحلة الأولى التي يفترض أن تلك المنطقة تعرفت على شيء من قضايا أهل البيت.

لما نجي للمرحلة الثانية يذكرون أن الإمام الصادق عليه السلام جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه قام بأمرين:
•الأمر الأول أنه تزوج امرأة مغربية بربرية وهي حميدة المصفاة حميدة بنت صاعد البربري, البربر هم قبائل كثيرة جدا. الآن هم يعبرون عن أنفسهم  بالأمازيغ الذين هم عادة في شمال المغرب العربي الذي لهم لغة خاصة وقومية خاصة وتاريخيا يعرفون بالبربر عندهم قبائل كبيرة. الإمام عليه السلام تزوج حميدة البربرية, ولها مدح كبيرا جدا, مثلا في كلام من الإمام الباقر عليهالسلام عنها, واحد يجي إلى الإمام ويقول له لم لا تزوج جعفر؟ , ذاك الوقت حوالي عمره عشرين سنة الإمام الصادق, فيقول للإمام الباقر, واحد من أصحابه, لم لا تزوج جعفر؟, قال قريبا يأتي رجل ومعه جارية ونزوجه إياها ثم أخذ يتحدث عنها, في روايات مثلاً ورد في الكافي وغيره الإمام عليه السلام يقول: (حميدة محمودة في الدنيا وفي الآخرة), والإمام الصادق بعد أن تزوجها يقول: (حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب وما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلي كرامة من الله تعالى وللحجة من بعدي), يعني الإمام الكاظم عليه السلام صلاة الله عليه, وهي أم الامام الكاظم. بعض الباحثين يلفت النظر إلى هذا المعنى أنه في سنة حوالي سنة 123 هجرية للإمام الباقر, زوّج الإمام الصادق عليه السلام  بهذه حميدة وكانت تذكر, يفترض أن يكون هناك جوا, هذه المرأة لم تنبت هكذا كما يقولون فجأة مرة واحدة لكي تكون مصفاة من الأدناس عارفة بحق أهل البيت, بل في روايات تقول كان الإمام الصادق يحيل إليها النساء لكي تفتينا في أمور الدين فيفترض بعض الباحثين أن هذه جاءت من بيئة تستحق أن تكون زوجة للإمام الصادق زعيم  المذهب وأما للإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه وهذا يعني أنها كانت امرأة  عارفة بالولاية عارفة بأهل البيت عليهم السلام هي قضية يذكرونها في حياة الإمام الصادق والجدير ذكره  أنه من ذاك الوقت يعني من زمان الإمام الصادق عليه السلام تزوج هذه ثم هي ايضا عندها جارية زوجتها الإمام الكاظم عليه السلام وهي تكتم إم الإمام الرضا صلوات الله وسلمه عليه وعليها يعني أمهات الأئمة من ذاك التاريخ بدأت تتخذ طابع ألا تكون عربية, قبل هذه الفترة كانت أمهات الأئمة عربية, من ذاك التاريخ كانت من غير من قوميات أخرى غير عربيات مو من قريش, وهذا له فلسفة ومعاني ربما نتحدث عنها في وقت آخر.
•القضية الأخرى التي قام بها الإمام الصادق عليه السلام أنه أرسل اثنين من دعاته و أصحابه يعرفون واحد باسمه الحلواني والآخر السفياني أو أبو السفيان وهاذوله راحوا في حدود سنة مئة وأربعين هجرية و هناك استقروا في بلاد المغرب واختلطوا في قبائلهم هذه وبنو مسجدا وأصبحوا يجلسون للناس اللي مو هؤلاء الناس القرآن والفقه والسيرة نبينا محمد (الله صلي على محمد وآل محمد) وتاريخ أمير المؤمنين عليه السلام, وينقل المقريزي وهو ليس من مؤرخي الشيعة ينقل في كتابه "الخطط" أن الإمام الصادق عليه السلام كان قد قال لهما: (إنكما تأتيان أرضاً بكرًا, فابذرا فيها البذر حتى يأتي من يقطف الثمر), تروحو إلى مكان و أرض بكرا مافيها أهواء ولا آراء مصطرعه, فابذروا فيها بذرة حب أهل البيت عليهم السلام وفقه أهل البيت وبالفعل هؤلاء ذهبوا واستقروا هناك لذلك.

لما ذهب إدريس ابن عبدالله ابن الحسن في حوالي سنة مئة وتسعة وستين هجرية وبنى دولة الأدارسة هناك, كان قد ذهب إلى أرض امهيأها الإمام الصادق عليه السلام, وقبل ذلك المنطقة كانت منطقة مُحبة للأهل البيت إلى هذه الأيام يعني هناك كلام وإن كان في بعض الاستثناءات لكن كلام عام في أن المغرب العربي قلبه شيعي ٌحسب ما يقولون, ولكن فقهه غير شيعي يعني عندهم محبه لأهل البيت أنسابهم كثير منهم من العلماء عندهم من الحاكمين من الملوك ينتسبون إلى أهل البيت عليهم السلام نسبهم ينتهي إلى الإمام الحسن عن طريق هذا إدريس ابن عبدالله إدريس ابن عبدالله كان من الناجين من "وقعة فخ" في سنة مئة وتسعة وستين هجرية ثار العلويون بقيادة الحسين ابن علي ابن الحسن المثلث, اكو عندنا الإمام الحسن السبط, واكو الحسن المثنى ابن الحسن, واكو الحسن المثلث, الحسن ابن الحسن ابن الحسن.

هذا الحسين ابن علي معروف بـ"شهيد فخ" ثار ضد السلطة العباسية على إثر تمادي والي المدينة في إيذاء بني هاشم و ممارسته للاضطهاد والظلم في قضية مفصلة, المهم زمان الهادي العباسي موسى الهادي العباسي هذا أيضا جرّد حملة قوية جدا وفتكوا بالثائرين العلويين فتكا عنيفا, قطعوا رؤوسهم وسبوا نسائهم, وحتى نقل عن الإمام الكاظم عليه السلام و الإمام الكاظم مدحهم مدح الحسين شهيد فخ ومدح الثائرين وتألم لما أصابهم, ونقل عنه أنه قال ما كان لنا بعد موقعة الطف مصرع أعظم من موقعة فخ, إلى هالدرجة كانت شدة التعاطف عند الإمام الكاظم مع هؤلاء, قتلوهم قتلا عاما.

إدريس ابن عبدالله ابن الحسن جرح جروح كثيرة ولكنه استطاع أن ينسل, السلطة العباسية عينت مراقبين على كل مكان, في ذاك الوقت كان اكو وفد جاي إلى الحج من المغرب وبين هؤلاء وبين بني هاشم معرفة إلى الدرجة اللي شيخ قبيلة هناك تسمى قبيلة أوربة مو أوروبا طيب, قال لو عرفت أحدا من نسل رسول الله يأتي إلينا لسلمته قيادة القبيلة والحكم خلاص أنا أتنازل عنه, هاذوله أيضا كان يراقبون الوضع في المشرق فكان هناك قافلة من المغرب جاية, فلما تعرفوا على الواقعة احتضنوا هذا إدريس وأخفوه فيما بينهم حتى سَووه مثل العبد حتى لا يفتش, لبسوه ملابس مدري خلِقة مادري كيف ذلك وشاله وياهم إلى هناك إلى أن ذهب, لما وصل إلى تلك المنطقة هذا شيخ القبيلة او كبير الجماعة هناك تعرف عليه, عرف فيه الفضل انتسب إله تأكد له نسب هذا فأشهد الناس جميعا, أنا متنازل عن هذا الحكم وهذا أولى بقيادة الناس لأنه من نسل رسول الله ولأن عنده علما كثيرا ولأن أخلاقه تذكر بأخلاق الأنبياء, فأنا أتنازل عنه الحكم ويصير بيده ومن هناك بدأت دولة الأدارسة, طبعا دولة شيعية في الإطار العام, بعضهم يقول هم من الزيدية ولكن الزيدية الذين كانوا منسجمين مع الأئمة المعصومين عليهم السلام مثل زيد ابن علي ابن الحسين, لأن اكو قسم من الزيدية أخذوا الاتجاه بعيد عن الأئمة وقسم من الزيدية لا, بقو ينظرون إلى أئمة أهل البيت نظرة احترام و إكبار وأنهم هم القادة, هؤلاء كانوا هكذا فأشاع بلا شك الفقه الامامي, حتى قيل أنه يرفع الأذان والإقامة بالطريقة المعهودة عند شيعة أهل البيت, ممارسة الصلوات والعبادات كانت ضمن هذا الإطار, وبالتالي تعرف الناس بشكل أكبر على مذهب آل محمد.

الزمان كان زمان هارون الرشيد العباسي, فلما شاف دولة الأدارسة قامت على سوقها , والمغرب تقريبا صار كل مناطقه تحت يدهم, اتفق مع طبيب على أنه انت روح إلى هناك, وتظاهر بأنه انتطبيب جاي تريد تخدم في هذه المنطقة, ثم تحين الفرصة وَسُمّ إدريس بن عبدالله, واحنا نعطيك اللي تريد, وبالفعل هذا جاء, وصار

يتقرب إليهم قام يخدم وياهم فترة الزمان وثقوا به صار الطبيب الخاص بإدريس بن عبدالله قائد المنطقة وواليها صار عنده حمى ذات يوم قال انا أحسن شي الك فصد على الطب القديم ففصده بريشة مسمومة واختفى ما أمهله هذا السم بقى يوم يومين وتوفي إدريس بن عبدالله كان عنده ابن صغير تمت المحافظة عليه تربيته سموه إدريس الثاني واستمرت هذه الدولة وبعد ذلك جاء الفاطميون الفاطميون أيضا دعموا مذهب والتوجه إلى أهل البيت ع وتكرس هذا حتى على مستوى الفقه لكن يشهد للأدارسة وللفاطميين أنهم تركوا الحرية لباقي المذاهب ولم يكسروا أحدا على مذهب معين مو معنى ذلك معصومين من كل خطأ لكن في هذه الجهة ما كان عندهم هذا الانغلاق وبل بالعكس كانوا يولون من كان مختلف معهم مذهبيا في أرقى المناصب تحدثنا في السنة اللي تحدثنا عن موضوع صلاح الدين أنه صلاح الدين في مصر ما كان على مذهب الفاطميين وما كان على مذهب التشيع ولا عمه أيضا لكن الفاطميين عينوا عمه بمثابة الوزير في مصر وهذا خلى ابن أخيه صلاح الدين وصلاح الدين لما إجا سيطر اشوي اشوي ثم كنس الوجود الفاطمي وأعلن استقلاله وحارب التشيع حربا عظيمة الفاطميون والأدارسة لم يصنعوا هذا الصنيع اذا هذا مو مذهبنا إذن احذفه إلى جانب ولو أنهم ما حصلوا نتائج مو زينة بس أصل هالمنهج أصل صحيح هذولا ايضا في الفاطميون تولى من قبلهم شخص يسمى المعز ابن باديس معز ابن باديس تربيته الفقهية كانت مالكية تربيته العقائدية كان ضد الحالة الشيعية بقوة يعني أستاذه ومعلمه كان إلى درجة يحمل روحا طائفية فمن الجهة الفقهية هو مالكي ومن الجهة العقائدية هو كان شديدا فيما يرتبط بأمر الشيعة وأشد فيما يرتبط بالإسماعليين الفاطميين فإجا هذا صار والي لما صار والي بدأ من 400 حدود 405 إلى 455 سنة كان والي في هذه المنطقة أول ما إجا بدأ يستقوي ثم اشوي اشوي أعلن خلع الخليفة الفاطمي وقال أنا الخليفة ولا ارتباط لي بالفاطميين وبدأ يقلم كل شيء فيه إشارة إلى التشيع وأعلن الحرب صريحة وقوية وللأسف كان في هذا قاسيا جدا مو فقط المظاهر يعني لنفترض في مصر صار إلغاء للمظاهر الشيعية الأذان منع الجامع الأزهر أوقف الكتاب حرم الدروس اللي ترتبط بمذهب أهل البيت منعت إلى غير ذلك تحدثنا في وقت سابق هنا اكو زيادة في الانتقام صار قتل وهذا شيء لا يمكن تبريره بأي مبرر صار قتل لمن صار ينهج لهذا المنهج وهذا ينقلوه في التاريخ هذا ابن الأثير صاحب كتاب الكامل أيضا يتحدث عن هذا الموضوع يقول في إحدى السنوات ركب هذا المعز يتجول في هذه البلاد الي تحت إيده في محرم فشاف جماعة هسه ما أدري حسب ما هو مذكور في محرم لفت نظره أنهم في موسم الحسين لنفترض كأن عندهم ممارسة عزاء اجتماع غير ذلك بس إلى ينص عليه ابن الأثير في محرم ركب فرأى جماعة مجتمعين فقال ما هؤلاء أو من هؤلاء قالوا له هؤلاء الرافضة فأشار إشارة تعني أنه عليكم بهم فهجم العامة والغوغاء عليهم وحدثت مقتلة عظيمة في التاريخ المغربي تعرف بواقعة المشارقة أو مذبحة الأشارقة يقدر الإنسان أن يكتب في محركات البحث يشوف فظائع للأسف لذلك قلنا الأصل هو التعايش لكن قد يأتي عالم متعصب أو حاكم سيء الإدارة والسياسة فيصنع هذه المشكلة والفتنة يضيف ابن الأثير شيء أيضا يضيف لنا كيف أن الفتن الطائفية تحدث يقول وأصل ذلك أن والي القيروان علم أن ابن باديس يريد عزله فافتعل هذه الفتنة وشبك بين الناس حسب التعبير وخلاهم يتهاجمون طبعا هو اللي راح يصير حافظ البلد لما هذا الطريق يعترك مع هذا الطريق مو حافظ البلد منو اللي يضبط الأوضاع هو هذا هو اللي مسوي الشغلة طيب هذا يذكرنا بما صنعه المغيرة ابن شعبة أحيانا بعض هؤلاء السياسيين من أجل أن يبقى فترة أطول في حكم سنة سنتين ما عنده مشكلة أنه يورط الأمة في مذبحة ما عنده مشكلة أن يورط الأمة في مسار غلط يذكرون في شأن المغيرة ابن شعبة, المغيرة ابن شعبة وضعه العام الأخلاقي فيه ما فيه كان واليا من قبل الأمويين على الكوفة زمان معاوية معاوية ابن أبي سفيان فكر في تغيير المغيرة ابن شعبة إما لأن المغيرة كان كبير السن بعد ما يطلع منه شغل أو لأنه كما يشير بعضهم نفس معاوية كان يتخذ هذه طريقة كل فترة قصيرة يغير واحد حتى أي واحد يجي يستميت في إرضاء الحاكم حتى لا يطلعه إذا أنت تجي وتحكم 10 سنوات رح ياخذ راحته حتى إذا يدري إنه مسلط عليه بعد 6 أشهر تنعزل هذا حاضر أن يستميت في ولائي هذا الحاكم فإما أنه كبير في السن أو لأن معاوية يغير بين فترة وأخرى هؤلاء الولاة فسمع المغيرة أن معاوية عازم على تغييره شنو سوى في هذه الحالة فقام من فوره وجاء إلى دمشق يقال كان داهية المغيرة صاحب خطط فدخل على يزيد ابن معاوية وقال له يا ابن أمير المؤمنين حسب تعبيره ليش والدك ما يعهد الك بالملك بعده أنت شنو ناقصك ما شاء الله علم وورع وتقوى وما تقصر عن غيرك لماذا لم يوليك العهد إلى متى والدك بعد أصبح كبير في السن طيب ذاك الوقت عمر معاوية تخطى ال70 وقت اله قاله حدود سنة 52 ه فقال له يزيد يعني هذا معقول يصير هو ما كان يصدق أنه راح يصير شنو أمير البلاد قال له وترى أنه يكون قال بلى أنا علي الكوفة وابن زياد عليه البصرة ووالدك في دمشق خلاص انتهى الموضوع انا أبقى في الكوفة خلي والدك يعهد لي وانا ارتب الك الأمر هو قد ما يكون عنده يجي عند يزيد أو ما يجي المهم هو أن يبقى في الكوفة واليا بس نتيجة هذا شنو ولي بالفعل صار نتيجة أنه بليت الأمة بذلك الوالي وهو يزيد ابن معاوية الي أورد الأمة في هذا المنحدر ولي كان بسببه واقعة كربلاء وواقعة الحرة وقصف مكة المكرمة على شان شنو أن المغيرة ابن شعبة سنة ولا سنتين يبقى أكثر في الحكم نفس الكلام هنا نحن نلاحظه فيما جرى على شيعة أهل البيت على أثر ذلك الوالي من جهة الوالي الكبير كان طائفيا والوالي الأقل منه كان أيضا طامعا في أن يبقى اجتمعت هاتان المصلحتان وبالتالي حصلت هذه المجزرة والمذبحة ومن ذاك الوقت بعد كان الأمر سيئا بالنسبة إلى شيعة أهل البيت صار تخفي في البداية صار تقية وبالتدريج زال هذا الجانب الفقهي والعقائدي نعم بقيت المحبة القلبية موجودة ولعلها تجدها أثرها عند كثير من هؤلاء هذا الأمر الي يخلينا نقول أنه هذه التوجهات العنيفة الشديدة التي يقودها أحيانا علماء متطرفون أو حكام من هذا النوع هذه ليست في مصلحة الإسلام والمسلمين بعد هذا صار أيضا توجه إلى مذهب أهل البيت من خلال الانفتاح العالمي الي صار فكر أهل البيت صار معروف كتب منتشرة إنترنت واسع ناس يروحون إلى أوروبا من أهل المغرب بعدد كبير من الناس التقوا بنظرائهم من المذاهب الأخرى بعضهم اختار الانضمام إلى مذهب أهل البيت هذا الأمر ضمن هذه الظروف وضمن هذا الحجم لا يستدعي أن يتحدث بعض الأمن المذهبي في بلاد كذا يعني شنو السالفة 4 5 أنفار انتموا الى مذهب أهل البيت شنو صار هذا تهديد إلى الأمن المذهبي هذي مبالغة في الأمر هذا شيء غير معقول انتماء الإنسان إلى مذهب عبارة عن اختيار طريق ديني طريق أخروي يأخذه الإنسان ويتخذه أكثر من هذا لا ونحن نعتقد أن أكثر الناس في القضية المذهبية والدينية ينظرون إلى الآخرة لا إلى الأمور السياسية ولا إلى الأمور الدنيوية هو أي واحد انت لما تجي تفكر انه انتماءك إلى الإسلام لماذا لأن الإسلام لأنه ينجيك من النار ويدخلك الجنة تلتزم بمذهب أهل البيت لماذا لأنك ترى ينجيك من النار ويدخلك الجنة ذاك ينتمي إلى المذهب المالكي ﻷنه يرى نفس الكلام هذا الكلام أنه قضايا سياسية وقضايا كذائية هذا لا ينبغي وكذلك ايضا نوصي المسلمين جميعا هذا الإنسان الي من أصله على مذهب أهل البيت أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الأمر عندنا الحديث (من رزقه الله حب الأئمة من ذريتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة) الحمدلله رب العالمين ونسأل الله أن يثبتنا وأن يرزقنا شفاعتهم لكن مكو داعي أن واحد يهرج على غير مكو داعي أن واحد يستدعي غيره أنت حصلت منهاج طيب وممتاز الحمدلله رب العالمين غيرك ما إجا إله هذا هو باختياره لا تتحول إلك عقدة ومشكلة طيب أنت أيها الذي انتقلت إلى مذهب أهل البيت هذا الأول مثلا ماخذ مذهبه من أجداده ومن أسرته هذا الي انتقل أيضا نفس الكلام انت ينبغي أن تكون انت انتقلت إلى مذهب أهل البيت ضمن إطار ديني وغرض أخروي لا يتحول هذا الانتقال إلى احنا وبغضاء ومشكلة بينك وبين الجو السابق الذي كنت تعيش فيه بالعكس انت اسلك مسلك أئمة الهدى ع واحد ماخذين حقه وبالعكس يقول صبرت وبالعين قذى وبالحلق شجى واحد هو الأولى ولكن يقول لأسالمن إذا سلمت أمور المسلمين زين فأنت تزين بهذه الزينة واعمل على هذا الطريق وايضا نقول لعير هؤلاء انت يا أيها الذي لا تنتمي إلى مذهب أهل البيت لا يضرك شيء لو انتما غيرك لا تفتعل معركة لا تصير مشكلة عندك مع غيرك لأنه انتمى إلى هذا المذهب أو ذاك قضيتك خليك انشغل بجنتك لا تنشغل بنار غيرك كما تزعم انشغل بما انت عليه من الهدى برأيك لا تنشغل بما عليه غيرك من الضلال في رأيك هالطريق نحن نصنع نوع من التسالم والتوافق في المجتمع أقصى ما تستطيع ان تقدمه النصيحة شكرا جزيلا انا أنظر فيها ثم أختار ما أرى ليش تشن علي الغارة ونفس الكلام اقصى ما استطيع أن اقدمه لمن يختلف معي في المذهب ان هذه هي رؤيتي بس ماكو داعي لأن اعاديه وانشغل فيه وكأنما هو عدوي الأعدى هذا هو الطريق النجاة بل هو طريق قادة هذه الأمة الذين كانوا ما وجدوا الي الرفق إلا وسلكوه هذا إمامنا الحسين س إمام الحسين لا تتصور أنه من اليوم سل سيفه وهل من مقاتل وهل من مبارز إلى آخر لحظة كان يرجوا ان يهتدي هؤلاء وأن تمنع الحرب إلى أن أطلقوا السهام قال أكره أن أبدأهم بقتال لحقوه إلى مكة المكرمة حتى تصير معركة وفتنة في مكة المكرمة لا انا انسحب مو عن جبن الإمام الحسين خرج من لا من المدينة ولا من خرج خائفا على نفسه إنما خائف على الرسالة خائف على الأمة خائف على سيرة جده رسول الله ينسحب من هنا إلى من مكان إلى مكان بس الغرض أن هذه الأمة تحتفظ انسجامها لما هذولا أيضا حتى في مكة لحقوه وجهز هذا عمر ابن سعيد الأشدق الأموي ثلاثين رجل فاتك بيدهم السلاح سيغتالونه لو كان متعلقا بأستار الكعبة اهنا الإمام الحسين ع انسحب من مكة المكرمة .

 

مرات العرض: 3410
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2560) حجم الملف: 54851.02 KB
تشغيل:

خط الورع الحسيني وخط الفسوق الأموي 2
حياتنا بين الصبغة الربانية والثقافة الأجنبية 5