حج الأنبياء وتاريخ الكعبة المشرفة 18
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/9/1439 هـ
تعريف:

حج الأنبياء وتاريــخ الكعبـــة المشرفـــة

كتابة الاخت الفاضلة تراتيل

قال تعالى ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ .فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ  ﴾‏
حديثنا ان شاء الله تعالى بعنوان حج الأنبياء وتاريخ الكعبة المشرفة، فبعد ان انتهينا من الحديث عن تشريع الصلاة ومقدماتها كالوضوء والغسل والتيمم وما يرتبط منها من تحويل القبلة وغير ذلك من تشريع الصيام و آياته والأدلة على هذه الفريضة العبادية، اليوم نبدأ ان شاء الله في الحديث عن تشريع اخر
وسيكون البحث اليوم عن تشريع الحج، ومن الطبيعي ان نتحدث عن تاريخ الحج وحج الأنبياء فقد كان الحج موجود في الديانات السابقة وكان الأنبياء والمرسلون يذهبون للحج ويقصدون الكعبة المشرفة.
المنهج المتبع في بحث الحج
حديثنا سيكون في هذا الايطار بحسب الروايات التي هي المرجع الأساس في هذا الموضوع حيث لا مجال لمعرفة هل حج الأنبياء السابقون ام لم يحجوا
في هذا البحث لا نستطيع ان نستفيد من علوم التاريخ، وان كانت هناك استفادة فإنها تبقى احتمالات او انها تكون مُعْتَمِده على روايات فمثلا لو اردنا ان نعرف هل حج نبي الله آدم عليه السلام ! فلو رجعنا الى الكتب التاريخية فإنها ستنقل لنا معلومات إما ممن عاصر الحدث او تنقل عن جانب يرتبط بالغيب فالمرجع اذن فيها هو الجانب الروائي والنقلي
اول من حج بيت الله
 الروايات تتحدث عن ان اول من حج الى بيت الله الحرام كانت الملائكة , ففي رواية معتبره عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : "لما افاض نبي الله آدم من منى استقبلته الملائكة , فقالت له : بُرَّ حجك اما انه قد حججنا قبلك بالفي عام "
هذه الرواية وهي معتبره تشير الى معنيين , المعنى الأول : ان الملائكة قد حجوا قبل ادم بالفي عام , كما تثبت الفترة التي سبقوا بها ادم بالحج إضافة انها تثبت ان نبي الله ادم نفر وافاض وهذه علامة نهاية الحج
وهذا يشير الى ان الأمور العبادية الأصل فيها الاتفاق وإذا حصل الاختلاف بين هذه الشريعة وتلك وعُلِم ذلك ينبغي البحث عن السبب لان الأصل يفترض انه التشابه لكون الغرض واحد فهذه الروية تشير الى هذا المعنى
اذن سابقة الحج وسابقة الكعبة ووجودها يمتد الى عشرة الالاف سنه فصاعدا لأنه بناء على ان آدم اب البشر و راس السلسلة البشرية التي نعيش فيها  وننتمي اليها بيننا وبينه ثمانية الالاف سنه - كما اشارت كتب بني إسرائيل وبعض الروايات والاثار الموجودة في التراث الإسلامي و كما ورد في بعض الروايات بما مضمونه انه قبل آدامكم هذا الف آدم وقبل عالمكم هذا ا لف عالم – وان بين حج آدم عليه السلام و الملائكة الفين سنه فهذا يعني ان هناك عشرة الاف سنه كسابقة للحج ووجود البيت الحرام
هناك رواية أخرى تفيد من حيث المعنى وهي معتبره، عن زارة بن اعين انه سال الامام عليه السلام: " اني اسألك عن مسائل الحج فتفتيني فيه منذ أربعين سنه قال له الامام : يا زرارة بيت يحج اليه قبل آدم بألفين عام تريد ان تفنى مسائلة في أربعين سنه ؟!"
فالظاهر ان المقصود من الرواية هو حج الملائكة الذي حصل قبل نبي الله ادم بالفي عام
و قد ورد في  روايات عن امير المؤمنين  ان عدد حجات نبي الله آدم هي سبعون حجة ماشيا يطوي هذه المسافات الى ان يصل الى مكة وكان معه طائر الصرد يدله على مواضع الماء . فهذا حج نبينا آدم عليه افضل الصلاة والسلام
حج الأنبياء
لدينا روايات منها ما ورد في تفسير العياشي قال سئل الامام أبو جعفر الباقر عليه السلام عن البيت اكان يحج اليه قبل ان يبعث النبي محمد صلى الله عليه وآله , فقال: نعم , ان الناس كانوا يحجوا ونخبركم ان آدم ونوح وسليمان قد حجوا .
فالنبي سليمان له خصوصية حيث انه كان يحج بالجن والانس والطير فينتقل مع هذا الجمع الغفير من الطائعين لله  لحج بيت الله . ولقد حج بيت الله موسى وهو على جمل احمر وكان يقول :" لبيك لبيك ", وفي رواية أخرى اضافت " عبدك وابن عبديك."
وهكذا بالنسبة الى سائر الأنبياء حيث تشير الروايات . المتحصل ان الحج وزيارة الكعبة كان قبل النشأة المعاصرة بالفي سنه ثم بعد تواجد الأنبياء حج نبي الله آدم ثم توال حج الأنبياء نبي بعد نبي إبراهيم وإسماعيل الذين نسب اليهما الحج – داوود  ونوح و موسى وهناك خصوصية لسليمان انه كسى الكعبة بالقباطي – جمع قبطي وهم صناع الاكسية  – و الاكسية كانت تصنع في مصر فالنبي سليمان كسى الكعبة بكسوة من القباطي وهذا لم يذكر للأنبياء السابقين الذين لم يذكر تفاصيل الا في اصل الحج الى الكعبة . فهذا ما حدث حتى زمن نبي الله محمد صلى الله عليه وآله
ومن المعروف ان مركز الحج و محوره هو الكعبة – اول بيت فهو رمز لعبادة الله عز وجل أي البيت التعبدي – وان كان البعض احتمل انه في التاريخ البشري ان اول بيت بمعنى البيت هو بيت الله الكعبة المشرفة و هذا ليس بعيد ولكن الظاهر منه انه البيت ضمن الاطار العبادي وربما ليس المقصود هو البيت السكني. و هناك روايات تقول ان هذا البيت الذي هو في الارض تمثيل لما هو في السماء من طواف الملائكة حول البيت المعمور فجعل في الأرض شبيهه لها , فكما تمارس حالة من التخضع والعبودية لله في السماء من قبل الملائكة ففي الأرض تمارس مثلها من قبل عباد الله .
تاريخ بناء الكعبة
حسب ما ورد في الاخبار ان اول من بنى الكعبة هو جبرائيل رئيس الملائكة وكان ذلك بأمر من الله حيث هبط للأرض ومعه الحجر الأسود من الجنة فبنى الكعبة بنفس هذا البناء المكعب وبنفس المكان المتواجد عليه اليوم فكانت الملائكة تحج اليه وتتعبد فيه وكان جبرئيل هو اول من حج للكعبة فقد سبق باقي الملائكة في هذا الامر .
عندما جاء الأنبياء حصلت تغيرات حسب الفترات الزمنية وتداعت الكعبة وانهدمت لأسباب منها السيول والعوامل الطبيعية وغيرها و قد قيل ان عدد الانهدامات الكلية التي حصلت للكعبة هي احدى عشر مره تقريبا- بناء على استقصاء تاريخي ناقص غير تام  - وقد نصت الروايات على ان آدم عليه السلام بنى الكعبة  وكذلك نبي الله إبراهيم ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾‏ (‏ البقرة‏:127)‏ فهناك كانت تتواجد قواعد فرفع الخليل إبراهيم عليه السلام الجدار عليها مما أسس تأسيس جديد .
 ثم ان إسماعيل عليه السلام بعد وفاة امه هاجر دفنها بجوار الكعبة في المكان المسمى بحجر إسماعيل  وقيل: ان إسماعيل عليه السلام مدفون هناك أيضا بل هناك مجموعه من الأنبياء وامهات انبياء , المعلوم منهم هاجر وإسماعيل . وهنا ملاحظة ان جميع المسلمين منذ ذلك الزمان عند طوافهم حول الكعبة فانهم طافوا حول القبور, فهؤلاء الذين يقولون بحرمة زيارة القبور لا يستطيعون فعل شي فهم لا يتمكنون من الطواف حول الكعبة الا وهم يطوفون حول قبور هذه القبور . فلو كان ذلك شرك لتصدى رسول الله لذلك
العناية بالكعبة
الكعبة كانت تحت عناية نبي الله إسماعيل عليه السلام ثم من بعده قبيلة جرهم اعتنوا بها في بادئ الامر ولكنهم بعد ذلك اساءوا وطغوا فيها فحصلت سرقات واهمال وتعدي فجاء بعدهم قبيلة مضر ثم بعد ذلك قريش نالت شرف العناية بالكعبة.
و لما حصل انهدام للكعبة أيام السيل قبل بعثة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حادثة معروفة ومفصله بنيت و كان وضع الحجر الأسود في مكانه على يد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله , فهذا الحجر تتناوله يد الأنبياء والاوصياء ليعاد وضعه في مكانه .
ثم جاء الإسلام فزادها رفعه وتشريفا بتشريعاته و تعليماته وتكريمه لها  الى ان تعرضت الكعبة المشرفة في العصر الأول في سنتين غير متتاليتين الى اعتداء عليها . فقد احترقت ستور الكعبة في أواخر حكم يزيد بن معاوية عندما هاجم جيشه عبدالله بن الزبير عندما كان معتصما في مكة المكرمة فألقى جيش يزيد القذائف الملتهبة من المنجنيق فالتهم النار جزء من الكعبة  وآثر على السقف والجدار شيء ما .
هنا ابن الزبير أعاد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم أي القواعد الاصلية وضاقت مساحة الكعبة بمقدار بسيط ( لذا نجد ان الشاذروان تتعلق به احكام شرعية لدينا نحن الامامية حيث ان الطائف ببيت الله يجدر به ان لا يصعد برجله على الشاذروان  لأنه سيعتبر لم يطف حول الكعبة بل من الخارج, كما ان بعض الفقهاء يشكلون على الاستمرار في لمس الكعبة اثناء الطواف لان هذا هو جزء من بدنه وكانه اصبح بداخل الكعبة ) كما ان ابن الزبير عندما أعاد بناء الكعبة جعل للكعبة بابين .
و بعد هلاك يزيد سنه 64هـ  استمرت معارضة ابن الزبير الى الدولة الاموية فقد كان جميع الأطراف المتنازعة- ابن الزبير و ابن مروان وابن الحكم الضحاك الفهري -  يدعون الاحقية بالخلافة حتى استقر الامر بين ابن الزبير وبين ابن مروان من الفرع المرواني الاموي  . هنا عبدالملك جهز جيش وعهد الى الحجاج بهذا الجيش وكان الحجاج على المدينة و مكة لذا جاء الجيش واقتحم  المدينة بدون ان يقف امامه شيء ثم دخل مكة وقد كان فيها ابن الزبير و اتباعه فكانت هناك مقاومه , حينذاك امر الحجاج بأن تنصب مدافع المنجنيق على الجبال الحافة حول الكعبة لان ابن الزبير كان لائذ بالبيت الحرام ومعتصم به فبدأ القصف المنجنيقي للكعبة كما ضربت الكعبة أيضا بكتل الحجارة حتى تصدع جدرانها واحترق أطرافها في سنه 73هـ
وعلى اثر ذلك قتل ابن الزبير وصلب و اعيدت السيطرة على مكة لصالح الامويين فاحتاجت الكعبة الى اعمار وترميم جديد على اثر الاضرار التي حدثت لها و هكذا فان ابن مروان قام بترميم الكعبة واغلق الباب الاخر الذي استحدثه ابن الزبير وبقيت الكعبة بنفس مساحتها الضيقة قليلا مع وجود الشاذروان حتى الان
كما حصل بناء للكعبة في عهد السلطان الرابع مراد العثماني عندما حصل للكعبة تضرر كبير, والبناء الموجود حاليا من حجارة سوداء و نحاس هو من ذلك الزمان
مكانة الكعبة في الإسلام
الإسلام بتشريعاته منح الكعبة المكانة اللائقة بها من ذلك:
• الاستقبال جهة الكعبة للصلاة : فمكانة الكعبة عالية وهي مكرمه و ستبقى لها مكانتها في نفوس الناس.
• حرمة الاستقبال والاستدبار حال التخلي : هذا على نحو الفتوى  عند اغلب العلماء وعلى نحو الاحتياط الوجبي عند بعض العلماء ,  بل لا يصح حتى عند حال الاستنجاء والتطهير عند اغلب العلماء سواء عند وجود حاجز او عدمه .
• الطواف حول الكعبة : (وجوبا و استحبابا ) فكما ان تحية المسجد صلاة ركعتين به  فَتَحِيَة الكعبة يكون بالطواف حولها .
• النظر اليها عبادة .
• استقبالها حال الذبح: ليصح فهو شرط من شروط التذكية.
• الميت عندما يدفن في قبره يوجه الى جهة القبلة .
( الحمد لله الذي عظمك و الحمد لله الذي شرفك والحمد لله الذي جعل محمدا نبيا وعليا اماما)
وصف الكعبة
 لها أربعة اركان ولذا سميت كعبه فالعرب يسمون كل جسم مربع كعبة و مكعب , وهناك وجه اخر للتسمية فقد قيل : سميت كعبه لكونها مرتفعة وكل شيء مرتفع يسمى كعب ومكعب لذا يسمى كعب القدم بكعب لغويا لأنه كاعب ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ ﴾
و ارتفاع كل ضلع اقل من خمسة عشر مترا بقليل قرابة عشرين الى ثلاثين سنتيمتر
مسالة فقهية
لو صنع مطاف طوله اعلى من طول اضلاع الكعبة خمسة عشر مترا كما حصل قبل فتره فما حكم الطواف حول الكعبة
فبناء على راي بعض العلماء فانه ان كان ارتفاعه اكثر من خمسة عشر مترا فان الطواف يكون طواف فوق الكعبة لذا يستشكلون على صحة هذا الطواف ولكن بعض العلماء لا يستشكلون  لانهم يرون انه مهما ارتفع عن مستوى الكعبة فان الطواف يعتبر حول الكعبة مثله مثل المصلي الذي يصلى على متن طائرة مستقبل القبلة وهو على ارتفاع الالاف الكيلومترات وكذلك المصلي عندما يصلي وهو في الدور العاشر مثلا, وهكذا ليس شرط ان تطوف بارتفاع الكعبة فالمهم الطواف بجهة الكعبة المشرفة ,, وعلى كل حال فانه على المقلدين الرجوع الى مراجعهم في هذا الامر .
حرمة الكعبة
لا ينبغي الاحداث في الحرم المكي – احداث مشاكل وفتن وقتال و أي عمل مخالف – فالمعصومين عليهم السلام حرصوا على ان تقديس بيت الله و تكريم الكعبة ويشيرون الى اتباعهم ومواليهم بإكرامها وزيارتها " الله الله في بيت ربكم الا لا يخلو ن منكم  فانه ان خلا منكم لم تناظروا " فلو امتنع المسلمون عن الذهاب لبيت الله هنا للإمام ان يجبرهم بإصدار امر ولائي على زيارة بيت الله تعظيما له﴿  إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾96 ال عمران  

وسميت بكه لإنها تبك الظالمين بكاً أي تنسفها وقيل تبك الذنوب أي تنسفها ومن هنا نجد ان الامام الحسين عليه السلام كان حريص على ان لا تنتهك حرمة الكعبة حتى لو الامر يتعلق بسلامته شخصياً لذلك اضطر الى ان يخرج منها فالبعض نصحوه بالبقاء حيث الأمان في بيت الله لكنه عليه السلام كان يعلم بان هؤلاء القوم لا يراعون حرمة للكعبة وقد اثبت التاريخ ذلك عندما قصفوها مرتين مع ابن الزبير
الامر الاخر الذي سنلقي نظرة عليه هو ان الامام الحسين عليه السلام  رأى امامه وعرف ان والي يزيد على المدينة و مكة قد ارسل اليه ثلاثين رجلا مسلحين اخفوا اسلحتهم تحت ازرهم و كانوا مأمورين بقتل الحسين حتى لو كان متعلقاً بأستار الكعبة كل ذلك لعدم مبايعته لسلطان الجور يزيد
لذا كان الامام الحسين عليه السلام يقول : "والله لئن اُقْتل خارج الحرم بشبر احب الي من ان اُقْتل داخل الحرم بشبر",  فاحل احرامه و خرج منها متجها صوب العراق ليكون طوافه و سعيه وحجه بوادي الطفوف و ليكون بعدها هو ذاته كعبة للوفاد فصلاة الله وسلامه على من هبطت ملائكة السماء افواجا تصلي عليه و تبكيه وهو مرمل بالدماء على حر الثرى , وسلام على المهجة الطاهرة العطشى التي مازلت تدوي في ضمير الاحرار

              
                                
                              

 

 

 

مرات العرض: 3464
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2565) حجم الملف: 53024.85 KB
تشغيل:

أقسام الصيام ومشروعية الاعتكاف 17
الامام علي واستقرار الأسرة 19