تعريف: |
تشريع صلاة العيدين والآيات
تفريغ نصي الفاضلة ريحانة " ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين" آمنا بالله صدق الله العلي العظيم. في ضمن الحديث عن قضية تشريع العبادات نتناول في هذه الليلة بإذن الله تعالى تشريع صلاة الآيات والعيدين والاستسقاء. صلاة الآيات الآية في اللغة بمعنى العلامة , ولذلك كل شيء في هذا الكون اذا كان علامة على خالقه ومرشداً اليه فهو اية من الآيات , الزهرة اية والشجرة آية والسماء آية والسحاب آية وانت كمخلوق آية وهكذا , وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد , لكن في خصوص الحديث عن صلاة الآيات وهذا بين قوسين هذا التعبير تعبير تابع للمدرسة الأمامية , عند مدرسة الخلفاء غالبا لا يستخدم هذا التعبير في الفقه , يستخدم صلاة الخسوف صلاة الكسوف الزلزلة على رأي ولكن كعنوان عام صلاة الآيات هذا الاصطلاح هذا موجود في فقه الامامية كثيرا وموجود في فقه مدرسة الخلفاء قليلا وربما نادرا , لما نأتي الى هذا الاصطلاح في فقه الامامية نجد انه يشير الى خسوف القمر والى كسوف الشمس والى الزلزلة وقد الحق بهذه الثلاثة كل مخوف سماوي يصنع الرعب العام عند الناس الغاية هي ان تكون هذه الآيات مناسبة لتذكر صاحب الاية وخالق الاية ومنشأ الاية , " ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين " على اثر حصول خسوف القمر وكسوف الشمس وغير ذلك , هذا ينبغي ان يذكر الانسان بخالق الشمس بخالق القمر بواضع النظام الكوني فيصلي الانسان له متذكرا ربه الذي كون الكائنات ونظم الكون وجعل فيها هذا النظام العظيم الذي لو تأخر قليلا وهذا تنبيه فقط هذا من ضمن النظام الكوني الخسوف من ضمن النظام الكوني الكسوف ليس خطأ في الحسابات ولا خلل في النظام وانما هو مناسبة على اثر حدوثه ينبغي ان يتذكر الانسان ربه المكون ربه الخالق فيفزع اليه بالصلاة حامدا شاكرا مستغفرا , ليس فقط في هذا المورد نحن نرى ان ربنا سبحانه وتعالى جعل الصلاة مفزع للإنسان وجهة في كل شيء , تحدث لك نعمة من النعم صلي صلاة الشكر , تحتاج حاجة من الحاجات عندنا في الرواية اذا احتجت الى حاجة ألمّ بك امر استصعب عليك قضية من القضايا فاسبغ الوضوء ثم اتجه الى بيت الله عزوجل أي مسجد من المساجد وتوجه الى القبلة وصلي ركعتين واطلب ما تريد من ربك فإنه حق على الله سبحانه وتعالى ألا يرد من قصده في بيته بحاجته , عند حاجة صلاة حاجتك قُضيت اشكر ربك بالصلاة , عندك مرض اسعى لشفائه بعد القيام بالأمور المادية والطبيعية اسعى لترتيب الاثر من خلال الصلاة هذا غير الصلوات المفروضة كأن الله سبحانه وتعالى يريد ان يقول لك بيني وبينك حبل متصل هو الصلاة في كل احوالك اسعى للصلاة ولذلك عندنا في الخبر من طريق الامامية الصلاة خير موضوعٍ او خيرٌ موضوع ٌ من شاء فليستقل ومن شاء فليستكثر عندك كنز امامك خير موضوع ميسر سهل التناول , او خير موضوعٍ يعني افضل شيء يمكن ان يتناوله الانسان افضل من الصدقة وافضل من الدعاء وافضل من كذا خير موضوعٍ يجسر علاقتك بالله فاستفد من هذا الموضوع , اكثر من الصلاة ما استطعت في ذلك سبيلاً , ومن ذلك انت ترى في العيد انت تصلي في القحط والجذب انت تصلي , في الزلزلة والخوف انت تصلي , في كسوف الشمس وخسوف القمر لا يوجد خوف وايضا انت تصلي , في الميت انت تصلي عليه , هذه كلها وامثالها تشير الى هذا المعنى من ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يقول للإنسان الرابط بينك وبين ربك هو هذه الصلاة في كل احوالك حاول ان تجعل هذا الرابط خطا ساخنا , ليس فقط في الصلوات الواجبات , الرواتب النوافل المستحبات حين الخوف حين الامن حين الاطمئنان حين الشكر حين الطلب حين المرض حين الصحة ومن ذلك قضية صلاة الآيات. صلاة الآيات حسب ما ورد في بعض المصادر اول ما شرعت شرعت في السنة الثانية من هجرة نبينا محمد , قيل انه في جمادى الثاني حصل هناك كسوف للشمس فدعى النبي الناس للصلاة وصلى بهم صلاة الكسوف , في سنة خمسة للهجرة بعد ثلاث سنوات حصل خسوف للقمر فأيضا تمت دعوة الناس لصلاة الخسوف او حسب تعبير الامامية لصلاة الآيات , توفى ابراهيم ابن نبي الله ابن رسول الله من ماريه القبطية وكان عمره ثمانية عشر شهرا سنة ونصف وهو الوحيد من غير خديجة وابناء رسول الله هم الوحيدون من ابناء خديجة سلام الله عليها فإبراهيم لما توفي صادف ذلك اليوم الذي توفي فيه ان كسفت الشمس السماء اظلمت هنا على اثر هذه الحادثة وفاة ابراهيم ابن النبي وكسوف الشمس من جهة اخرى صار هناك فريقان قسم من المنافقين الذين لم يدخل الايمان في قلوبهم مستقرا قالوا مات ابنه ولو كان نبيا لكن عزيزا على الله فلم يبتله ولم يسلبه ابنه , لو هذا نبي صحيح كان الله لم يأخذ ابنه وابتلاه , هذا يتبين انه غضب هذا المعنى يشير الى ان هذا ليس بنبي هذا ما قاله المنافقون , طبعا جواب هذا واضح بالعكس تماما ً عندنا في الرواية اولى الناس بالبلاء الانبياء ثم الاوصياء ثم المؤمنون الامثل فالأمثل , كثرة البلاء تشير الى علو الدرجة هناك شخص من اول امتحان في جدول الضرب يسقط خلاص 2*2 لا يعرف في ذلك الوقت لا يحتاج ان يمتحنوه في 6*6 صحيح , لكن ذلك الذي ينجح في الامتحان الاول يُختبر في امتحان اكبر ثم في الثالث ثم في رابع الى ان يصل الى درجة نبي الله ابراهيم واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن " لما كمل كل الامتحانات وتممها قال اني جاعلك للناس اماما , فهذا ان النبي الله اخذ ابنه فكذا وكذا هذا غير صحيح لماذا ؟ الله اخذ الانبياء انفسهم امات انبياءه لو يحبهم كان لم يموتهم , قسم اخر وهم المسلمون او بعض المسلمين من غير العارفين والعالمين قالوا ان سبب كسوف الشمس هو موت ابراهيم ابن النبي , هنا النبي اخبرهم بعد ان تردد وهذا يحدث لما الناس يبالغون في الامر , فلان عالم لما توفي صار كذا فهذه من المعجزات هذا يتبين مقامه عند الله كذا وكذا , قالوا ايضا ابراهيم لمنزلته فإذا انكسف الشمس لأجله , عندنا في الرواية في الكافي عن الامام الكاظم عليه السلام وعند اتباع مدرسة الخلفاء في مصادرهم انه لما حصل هذا الكلام قام النبي فقال ان الشمس والقمر ايتان من آيات الله لا تكسفان لموت احد ولا لحياة احد فإذا حصل امر من ذلك فأفزعوا الى صلواتكم . هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية لها قانونها المعتاد والمعروف ليس لأن فلان عزيز عند الله كسفت الشمس ولأن فلان ليس بعزيز لم تكسف الشمس , بكرة النبي يموت لا تكسف الشمس , ولو قلنا ان كسف الشمس لعزة الله لماذا لم تكسف لموت النبي ؟ هذا الامر الذي يجعل بعض حتى المخالفين للإسلام يقدرون موقع النبي وصدقه , بعض الكتاب المسيحيين والمستشرقين لما يمروا على هذه الحادثة يقولون هذا يدل على امرين: الامر الاول :على صدق النبي والثاني: على دعوته الى العلم هذا النبي لا يكذب لأنه لو كان في ذلك الوقت من مصلحته يقول نعم هذا ابني عزيز عند الله وانا عزيز عند الله فلذا الشمس كسفت من اجله , ولما لم يقل ذلك مع ان التوافق موجود انه مات في نفس اليوم والشمس كسفت ولا يوجد احد يرد عليه مع ذلك النبي كان صادقا مع قومه , فقال لهم الشمس والقمر لم تنكسف من اجل ابراهيم هذا واحد , والثاني دعوته الى العلم ومقاومته الى الجهل , ما كان النبي يقبل بتجهيل الناس هاتان ايتان في الكون لهما نظامهما الخاص في حسابات معينة تنكسف الشمس وينخسف القمر صادف انه هذا في اليوم الذي مات فيه ابراهيم , فانت لابد ان تبحث عن قانون الخسوف للقمر وقانون الكسوف للشمس فمن جهة صدق ومن جهة اخرى علم , هنا قد يأتي انسان كما هو موجود ومثار عند بعض الناس يقول طيب اذا كان خسوف القمر وكسوف الشمس ظاهرة طبيعية بحسب المعادلات العلمية نحن نستطيع من الان والى خمسمئة سنة قدام نعرف بالضبط وبالثانية متى ستكسف الشمس ومتى سيخسف القمر فالعلم فسر هذا واذا لا يوجد داعي الى قضية الخوف والانسان يصلي ويتعبد ويدعو الله عزوجل , نحن نعرف ان فلان بعد مدة وفي هذه الساعة وهذه الدقيقة وهذه الثانية وسوف ينتهي بهذا المقدار , فلماذا نصلي ؟ نقول ومن قال لك ان القضية مرتبطة فقط بالخوف , انت يا ايها الانسان الذي تفتخر نحن نقدر ان نكتشف بمعادلاتنا العلمية الى الازمان المستقبلية متى تنكسف الشمس ؟ انت اقصى ما تستطيع انك تكتشف قانون وضعه المكون الاعظم , تدري ان الله سبحانه وضع من هذه القوانين مليارات , لمليارات الكواكب والنجوم والافلاك التي انت حتى اسماءها الى الان لا تعرفها تأتي وتعمل نفسك عالم العالم هو الله سبحانه وتعالى , أنت اقصى ما تعمله هو تكتشف قانوناً وضعه الله , الان لو جاء انسان وصور قصراً من القصور العظيمة , اخذ له صورة في الكاميرا , العظمة لمن بنى القصر العظيمة او العظمة للمصور الذي اخذ صورة له ؟ العظمة للباني المكون المنظم هذا الذي جاء اخذ صورة علمية اخذ معادلة تكشف عن ذلك فقط . الله سبحانه وضع في الكون مئات الالاف وملايين ومليارات القوانين انت جئت وكشفت عن واحد لكن العظمة والقدرة والخلاقية هي لله الله قال لك اذا رايت حادثة من الحوادث لا تبقى امامها سلبي وانما انفذ الى ما وراءها واشكر من كونها ونظم الكون على هذا الاساس , " قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة " ان جعل عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة بإمكان الله ان يصنع ذلك اراد ان ينبهك الى هذا ولابد ان تتنبه الى عظمة الشمس المخلوقة لله وعظمة القمر المخلوق لله فتتوجه الى عظمة الخالق المكون وتشكره على تكوينه وتشكره على خلقه , جعل السماء جعل الشمس جعل القمر لك بنحو تنتفع فيه , احيانا الانسان يحتاج الى تنبيه في جانب من العالم الحديث يوم من الايام لمدة معينة بسيطة تطفأ الانوار لمدة معينة في الغرب هذا موجود , لماذا ؟ يقولون حتى الناس يتذكرون نعمة الكهرباء والضياء , انت تعيش في الضياء طوال الوقت فتنسى هذا , زين الله الذي خلق لك كل هذا الشيء يحتاج الى منبه ينبهك لو صار كسوف للشمس ينبهك هذا الشمس ليست في حالتها الطبيعية , خسوف للقمر تتنبه فتفر الى ذكر الله عزوجل , وهذا يشبه الزوال الظهر , يشبه الفجر , اذا صار الزوال فصلي , اذا دخل الفجر فصلي , اذا كسفت الشمس فصلي لان هذه هي العلاقة التي تربطك بالله عزوجل , ليس بالضرورة ان تكون خائف في قضية الشمس والقمر كيفية هذه الصلاة ؟ عندنا الامامية كما هو المعروف انها صلاة من ركعتين فيها خمسة ركوعات في كل ركعة عندنا ركعة وعندنا ركوع , الركعة هي مجموع القراءة منتصبا زائد الانحناء زائد الرفع منه زائد السجدة الاولى والسجدة الثانية كل هذا يسمونه ركعة ولذلك انت تقول صلاة الصبح ركعتان , ركعتان يعني فيها المجموعة الاولى قراءة ثم انحناء ثم رفع من الانحناء من الركوع ثم سجدة اولى وسجدة ثانية هذا المجموعة الاولى تسمى ركعة تكرره مرة ثانية تصبح ركعتان تكرره مرة ثالثة تصبح ثلاث ركعات وهكذا , فتقول صلاة الصبح ركعتان وصلاة الظهر اربع ركعات , الانحناء ليست ركعة , الانحناء ركوع هذا الانحناء شخص واقف وينحني هذا اسمه ركوع وليست ركعة لذلك نقول صلاة الآيات ركعتان ولكن فيها خمسة ركوعات في كل ركعة اول شيء فيها وقوف وقراءة سورة وفاتحة ثم انحناءه يعني ركوع رفع فيه ايضا قراءة فاتحة وسورة ايضا ثم ركوع الان لم نصل الى الركعة وهكذا مرة ثالثة ومرة رابعة ومرة خامسة ثم نرفع رأسنا ونزلنا تحت نسجد السجدتين هنا كملت الركعة الواحدة نقوم من جديد ونفس العملية ركعتين فهي اذا صلاة ركعتين من خمسة ركوعات هذه الصيغة المطولة , هناك صيغة اخرى لها الحمدلله الحاضرون والسامعون هم من صلوا هذه الصلاة مرارا ويعرفونها ولكن نحن هنا من باب التذكير نقولها , ما دام حديثنا في فلسفتها وتشريعها نشير الى حكمها لا ان الحاضرين والسامعين والسامعات لا يعرفون ذلك ولكن من باب تكملة الموضوع وتذكير الطريقة الثانية هي الطريقة المجتزأة والمختصرة ونفس ذلك ركعتين من خمسة ركوعات يكبر الانسان يقرأ الفاتحة ثم يقرأ اية واحدة وعند بعض علماءنا الاحوط ان لا يقتصر على البسملة البسملة معها اية مثل سورة القدر بعد ان يقرأ الفاتحة يقول بسم الله الرحمن الرحيم انا انزلناه في ليلة القدر ثم يركع يجزأ السورة الى خمسة اجزاء اول اية بعد البسملة ثم يرفع رأسه هنا لا يقرأ البسملة بعد الفاتحة وانما يكمل السورة وما ادراك ما ليلة القدر ثم يركع يرفع رأسه مرة اخرى ليلة القدر خير من الف شهر ثم يركع ويرفع رأسه مرة اخرى وهكذا الى ان يكمل خمسة ركوعات مجزأة عليها الآيات المباركة الى خمس آيات ثم يرفع راسه ويذهب الى السجدتين هذه الصورة المختصرة لصلاة الآيات هذا عندنا الامامية. الصلاة الثانية التي نتحدث عنها ونشير اليها هي صلاة العيدين صلاة العيدين بحسب بعض الروايات الواردة انها شرعت في السنة الثانية للهجرة وهناك رواية نقلها الواقدي يقول انها في السنة الاولى للهجرة بالنسبة لرمضان سيأتي الحديث ان النبي صام تسعة رمضانات يعني من السنة الثانية للهجرة استثني السنة الاخيرة وهي السنة الحادية عشر وهي ان النبي انتقل الى ربه في السنة الحادية عشر في شهر صفر فلم يدرك شهر رمضان ولذلك يقوي البعض رواية انها شرعت أي صلاة العيدين في السنة الثانية حيث انها مرتبطة بقضية الصيام وعيد الفطر, رواية الواقدي يقول اول مقدم النبي الى المدينة شرعت صلاة العيد اول مقدمه يعني في السنة الاولى ولكن كما قلنا الرأي الاكثر انها شرعت في السنة الثانية للهجرة وان النبي عندما وصل بعد فترة من الزمان رأى اهل المدينة عندهم يوم من الايام في حالة من الفرح واللعب والاستبشار وما شابه ذلك فلما سألهم عن ذلك قالوا عندنا يومان في السنة اعياد نفرح فيها يلعب الاطفال فيها يخرج الناس , قضية العيد معروفة في الامم غاية الامر ان هذا العيد بماذا يرتبط بعضه يرتبط بالطبيعة النوروز وعيد شم النسيم وما شابه ذلك , بعضه يرتبط بمناسبات تاريخية في الامم بعضه يرتبط بمناسبات دينية فقالوا له ان عندنا هذان اليومان فقال لهم قد ابدلكم الله بخير منهما عيد الفطر وعيد الاضحى وصار بعد ذلك تشريع صلاة العيدين عيد الفطر وعيد الاضحى هذه الصلاة معروفة كيفيتها ايضا فيها هي ركعتان وفيها خمس تكبيرات في البداية في الركعة الاولى واربع تكبيرات في الركعة الثانية المجموع تسعة تكبيرات في كل ركعة هكذا الركعة الاولى بعد قراءة الفاتحة وسورة يكبر الانسان خمس تكبيرات بعد كل تكبيرة يستحب القنوت والدعاء أي دعاء يكفي ولكن المتوارد والمتعارف والمحفوظ عن المعصومين عند الناس هو دعاء اللهم اهل الكبرياء والعظمة واهل الجود والجبروت الى اخر الدعاء ثم يخلص من الركعة الاولى يقوم بالركعة الثانية فيها اربع تكبيرات وايضا بعد تكبيرهذا الدعاء او غيره من الادعية لا يوجد فرق هذه الصلاة هي بمثابة شكر الانسان لله عزوجل ان وفق لصيام شهر رمضان الانسان اكمل صومه وقام ليله وقرا كتاب ربه واطاع الله فيما امره هذا يستحق احتفاء واحتفال وشكر الشكر لله على ان وفق الانسان لخوض هذا الامتحان والخروج منه بنجاح طريقة الشكر هي الصلاة لما ذكرنا في بداية الامر ان الصلاة هي الرابط بين العبد وبين ربه في كل شيء شكرا واستغفارا وطلب حاجة والفرار من هم وغير ذلك من الامور فهذه صلاة العيدين في كيفيتها عندنا الامامية. هذه الصلاة صلاة مستحبة عندنا في هذا الزمان مستحبة استحباب مؤكد وقد كانت في زمان رسول الله وفي زمان حضور المعصوم واجبة على كل انسان , وتؤدى جماعة لعل بعض الاخوة الحاضرين يقول في ليلة مضت نحن قلنا انه الجماعة لا تكون في النوافل , النوافل لا تكون فيها صلاة جماعة لان مقوم النوافل التطوع الشخص يعمل زيادة على ما هو مطلوب منه بينما مقوم الجماعة سقوط ماهو واجب عليه , في صلاة الجماعة كانت القراءة بالفاتحة والسورة واجبة عليك لكن في صلاة الجماعة ماذا يحدث ؟ لا تقرأها خلف الامام وانما تسقط ويتحملها الامام عنك وانت لا تقرأ في الجماعة الفاتحة والسورة , فهناك مقوم النوافل يعطي زيادة على ما وجب عليه , هنا في صلاة الجماعة ما كان واجبا عليه يسقط منه فلا ينسجم مقوم هذا مع مقوم ذاك , فكيف هنا تصلى جماعة صلاة العيدين ومستحب فيها الجماعة ؟ اجاب علماءنا ان الصلاة التي لا تشرع فيها الجماعة ما كانت بالأصل مستحبة , لا بالعارض صارت مستحبة , صلاة الليل مثلا من الاصل مستحبة , نافلة المغرب من الاصل هي مستحبة , نافلة الظهر من الاصل هي مستحبة , لا يصح ان تقول للامام صليت بنا نافلة الظهر وصلاة الظهر ونافلة العصر وصلاة العصر كلا فما كان بالأصل نفلا ومستحبا لا تشرع فيه الجماعة لكن صلاة العيد في الاصل كانت واجبة انما طرأ عليها الاستحباب فيما بعد فبقيت على حكمها الاصلي من جواز الجماعة فيها , نعم سيأتي في بحث صلاة الاستسقاء ان من استثني من قاعدة لا جماعة في التطوع وفي النافلة استثنيت صلاة الاستسقاء , صلاة الاستسقاء في الاصل مستحبة طيب ولكن مع ذلك يستحب اتيانها جماعة لان نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قد اتى بها جماعة ومن المعلوم عند الجميع عند الطائفتين ان صلاة الاستسقاء ليست واجبة وانما في اصلها مستحب هذا من المستثنيات , والذين يدرسون الفقه واهل العلم واهل القراءة والمطالعة يعلمون ما من عام الا وقد خصص وهذا من موارد التخصيص. صلاة الاستسقاء وهي نهاية بحثنا تماما في كيفيتها كصلاة العيدين , نعم هذه فيها خطبة ولكن العيدان فيها خطبتان , ولكن كيفية الصلاة كركوع وسجود تماما هما متفقان , نعم لو ان انسانا اراد ان يأتي بقنوت صلاة العيد ينبغي ألا يقرأ فقرة نسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للناس عيدا في صلاة الاستسقاء , صلاة الاستسقاء اذا بلد من البلدان مكان من الاماكن صار فيه قحط وجذب وجف المطر والمراعي ذاك الوقت يستحب ان يخرج المؤمنون لصلاة الاستسقاء ومن الطبيعي ان هذا اليوم ليس بيوم عيد وانما يوم عادي قد حدث فيه القحط فيستحب للإنسان ان يصلي فيه صلاة الاستسقاء وان يدعو فيه حتى لو دعا فيه بدعاء صلاة العيد والافضل ان يدعو من الادعية ما يناسب الغرض من صلاة الاستسقاء وهو الطلب من الله سبحانه وتعالى ان ينزل عليهم المطر وان يرفع عنهم القحط والجذب , لعل سائل يسأل انه هذا قضية المطر بحسب نظريات العلمية غير ما كان الزمان القديم تطلب من الله والله ينزل المطر هذه فيها قانون شمس تشرق على المسطحات المائية على البحر مثلا يتبخر هذا الماء يصعد في طبقات الجو اذا صادف منطقة باردة يتكثف هذا البخار وينزل في صورة ماء هذا معادلة طبيعية مالها ربط بالصلاة اذا مكان نفترض لا يوجد منطقة باردة فوق لا ينزل الماء اذا مكان لا يوجد به بحر لن يكون هناك تبخير وصعود الماء الى الفضاء ؟ فكيف ربط هذا بقضية الصلاة؟ اذا في الزمن القديم يقولون لك كان الناس لا يعرفون هذه القوانين العلمية فكانوا يصلون كي ينزل عليهم المطر والحال ان المطر له معادلة علمية خاصة الجواب على ذلك تارة نحن نتكلم عن القانون الطبيعي الذي ينزل على ضوئه المطر تحت الله وتارة فوق الله والعياذ بالله , هل ان هذا القانون قننه الله جعله الله او انه قانون فوق الله فوق قدرة الله بعد الله ؟ الانسان الموحد لايمكن ان يقول ان القانون فوق الله صحيح , الله هو الذي جعل في الشمس خاصية التبخير ولولا هذه الخاصية لكانت هذه الشمس لا تصنع شيئا وجعل في الماء خاصية التبخر ولولا هذه الخاصية لكان مثل الرخام تشرق عليه الشمس مئة سنة لا يتغير الله جعل في الشمس قدرة التبخير وجعل في الماء خاصية التبخر وجعل في الهواء قدرة رفع البخار الى السماء وجعل قوانين في الضغط الجوي بين عالي ومنخفض وجعل في البرودة خاصية انها تكثف الماء هذه كلها قوانين الله سبحانه وتعالى جعلها بقدرته والله غالب على امره , الله الذي جعل هذه الخصائص هذه احد قوانين المطر جعل قوانين اخرى ايضا بعض البشر اهتدى اليها واصبح يعمل المطر الاصطناعي صحيح او لا ؟ هناك العشرات من الاساليب الاخرى الى الان لم يكتشفها الانسان من الممكن ان يكتشف في المستقبل معادلات جعلها الله في الكون بحيث يصبح المطر في متناول الانسان ولكن هذا لم يعمله البشر البشر اقصى عمل عمله هو انه رأها وفكر اكتشف لكن الواضع والمقنن والمنظم هو الله , ومن قدرته ايضا انه هو يدخل على الخط مباشرة والله يقبط ويبسط ويمحو ويثبت ويداه مبسوطتان حتى لو فرضنا انه من الناحية الطبيعية القانون رقم واحد لا يمشي , القانون رقم اثنين هو الذي يمشي مطر اصطناعي قانون رقم ثلاثة يمشي , لا تمشي كل هذه القوانين , الله سبحانه وتعالى وهو الغالب القادر القاهر يمطر بأمره , يأمر الماء ان يصعد الى السماء بدون سبب اصلا , يقدر الله او لا يقدر ؟ يمطره كيف يشاء هذا اذا ما اجرى القوانين المتعددة نحن نعتقد ان هناك قوانين متعددة البشر اهتدوا الى قانون او قانونين ممكن كل ما تقدم الزمان يكتشف البشر ما الله وضعه في الكون ولو فرضنا انه تعطل من كل شيء الله يتدخل يحي العظام وهي رميم كل القوانين الطبيعية هنا تتعطل لكن الله يخاطب العظم مباشرة ان يحيى واذا بذلك الحمار الذي لو تهف عليه قبل قليل ويصبح عظامه في الهواء الان يصبح حيا يتحرك والى غير ذلك فالله سبحانه وتعالى جعل من طرق ارواء الناس ان يستسقوا به والحكمة الالهية قد تقتضي الاجابة هنا وقد لا تقتضي هناك ومنها صلاة الاستسقاء التي يجب على الانسان ان يتعرض الى امر الله عزوجل , وقد حدث في زمان رسول الله كما قالوا اول ما شرعت كانت في السنة الخامسة للهجرة , اقحطت اطراف المدينة وجاءوا الناس الى رسول الله صلى الله عليه واله انقل انا الرواية كما نقلها الواقدي وغيره ايضا : السنة السادسة انا قلت الخامسة , اتى المسلمون رسول الله فقالوا يا رسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي فاستسقي لنا ربك فقال النبي : اذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا واخرجوا معكم بصدقات ايضا , اخرجوا بعض الصدقات ولما كان ذلك اليوم خرج رسول الله والناس معه يمشي وعليه السكينة والوقار تصور في ذهنك المشهد , حتى اتوا المصلى فتقدم النبي وصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة في الاولى بفاتحة الكتاب والاعلى والثانية بفاتحة الكتاب والغاشية فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه وقلب رداءه تفاءلا لانقلاب القحط الى الخصب ثم جثى على ركبته حتى دعاء النبي تصوره فيه رهبة , بين واحد يدعو ربه وهو يتثاءب وغير ملتفت وبين ان النبي سيد الكائنات والمخلوقات يأتي ويجثو على ركبتيه ثم رفع يديه قائلا : الله اكبر , اللهم اسقنا واغثنا غيثا مغيثا وحيا ربيعا طبقا غدقا مغدقا هنيئا مرئيا مريعا وابلا شاملا مسبلا مجلجلا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رائف غيثا تحي به اللهم البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا منا للحاضر والباد اللهم انزل في ارضنا زينتها وانزل عليها سكينتها اللهم انزل علينا من السماء ماءا طهورا تحيي به بلدة ميتا وتسقي مما خلقت انعاما واناسي كثيرا قال الراوي فما برحنا حتى اقبلت قزع من السحاب , اكوام من السحاب متفرقة من هنا وهناك والتئم بعضها حول بعض ثم مطرت عليهم سبعة ايام بلياليهن , لا تقلع عن المدينة فأتاه المسلمون وهو على المنبر في يوم اخر بعد هذه الفترة فقالوا يا رسول الله قد غرقت الارض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فأدعو الله تعالى ان يصرفها عنا فضحك رسول الله صلى الله عليه واله حتى بدت نواجذه تبسم ابتسامة عريضة ثم رفع يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على رؤوس الضراب ومنابت الشجر وبطون الاودية وظهور الاكام فتصدعت قطع السحاب حتى كانت في مثل الفسطاط تمطر على مراعيها على مراعي المدينة ولا تمطر عليها فلما صارت المدينة في مثل الفسطاط ضحك رسول الله ثم قال: لله ابو طالب لو كان حيا قرت عيناه , من منكم ينشدنا شعره فابتدر احدهم وقال: وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل تلوذ به الهلاك من ال هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل هذا ليس المكان الاول , النبي استسقي به للناس فسقاهم في زمان عبدالمطلب حينما جاء جده عبدالمطلب يحمل ذلك الغلام , ابو ثلاث سنوات رسول الله صلى الله عليه واله يحمله على كتفه وقد اقحطت الناس في مكة فألصق ظهر النبي بالكعبة بجدار الكعبة وسأل الله به ان يمطرهم فما خرج من المسجد حتى غرقت مكة من الامطار والغيث وهنا في هذه الحادثة ابو طالب ارخها بقوله وابيض يستسقى الغمام بوجهه , سقى مكة ثم سقى المدينة وسقى ولده الحسين سقى الكوفة عندما استسقى لعله والله العالم الحسين عليه السلام كان يريد ان يذكر الناس بجده فيقول لهم جدي هو الذي سقى اجدادكم وسقى ابائكم ..
|