الشك وتدمير الحياة الزوجية 23
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/3/1439 هـ
تعريف:

الشك وتدمير الحياة الزوجية
كتابة الأخت الفاضلة أمجاد حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد
وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين
السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته
لا يزال حديثنا في موضوع الأمراض الأخلاقية، والصفات الذميمة، جنبنا الله وإياكم هذه الأمراض، وتلك الصفات، وحديثنا اليوم، في ضمن هذا الموضوع، يتناول الشك في الحياة الزوجية، ومدى تدميره للعلاقة بين الزوجين. مثلما أن الشك يحصل في العقائد، فيهزها ويحصل في العبادات، فيفقدها روحانيتها، ويحصل في الحياة الاجتماعية فيمن يتصدى للخدمة، فتنسلب عنهم الثقة ويحصل إنكفاء عن التعاون معهم، قد يحصل الشك في الحياة الزوجية، بين الزوجين. ولا ريب أن هذا من مدمرات الحياة الزوجية، إذا لم يتعامل الطرفان معه بنحو صحيح.
أحيانا يحصل أن الزوج يشك في زوجته، أنها مثلا غير مخلصة له، وأنها والعياذ بالله، لها علاقة مع شخص أو أشخاص، وقد يكون عكس ذلك، بأن تشك الزوجة في زوجها، أنه غير مخلص لها، وأن لديه علاقات، وأنه يعبث بهذا النحو. كيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة وهذا المرض.
في البداية، لا بد من التذكير بأن الشك قد يكون صادرا من إنسان عادي ومتعارف على أثر بعض الحركات، بعض الألفاظ، بعض التصرفات، التي يقوم بها شريكه، فينقدح في ذهنه شك، وهذا يحصل، في كثير من الحالات الزوجية. وأحيانا وهذا الأسوأ، يكون أحد الطرفين مريضا بالشك. كيف أن عندنا في العبادات، مصطلح: كثير الشك والوسواسي، وتحدثنا عنهما، في الحياة الزوجية، أحيانا يكون طرف من الأطراف مريضا بالشك، مليئا بالشك، شكه ليس ناشئا من منشأ صحيح، إما لكثرة غيرته المبالغ فيها. وإما لقلة اعتقاده بالتزام وتدين وأخلاقيات الطرف الآخر. أو لأنه هو شخصا يشك أكثر مما يطمئن، ويظن أكثر مما يستيقن، وهذا قد يكون حتى في الحياة العامة. ما عنده أن أحدا صاف وطاهر وطيب، وإنما ينظر إلى المصلي، ويقول: هذا أكيد عنده رياء. وإلى المنفق، ويقول: أكيد عنده منفعة، وأن الذيب ما يهرول عبث حسب ما يقولون، وأمثال ذلك. فقد يكون أحد الطرفين: الزوج أو الزوجة، مريضا بالشك، وهذه مصيبة من المصائب.
كيف يقدر واحد يتعرف على مثل هذا الشخص، إله علامات كثيرة من هو مريض بالشك. بالنسبة إليه مثلا: أي حركة من الحركات بدل أن يحملها على المحمل الحسن كما هو القاعدة الدينية والإسلامية يحملها على المحمل السيء. لنفترض مثلا الزوج مصابا بهذه الحالة، مرض الشك. إذا رأى زوجته تأخذ التلفون وتخرج من الغرفة، وتتكلم في الصالة، بدل ما يقول: أن هذه لا تريد أن تعكر علي استراحتي ونومتي، يقول: لا، هذه أكيد عندها علاقة مع شخص من الأشخاص، والآن موعد الاتصال بينهم، دليل على ذلك: الساعة 10:30، في أحد يتصل الساعة 10:30. لو تعرض هذا على إنسان عادي، يقول لك: الأمر جدا طبيعي. الآن قسم كبير من الناس ما يفرِّق عنده: الساعة 10:30، لو الساعة 1:30، حاجته الآن يبغاها، يتصل، أصلا ما يلاحظ، هذا قاعد، نايم، يقبل، ما يقبل. ولا سيما في مثل هالأوقات. هذا عند الإنسان العادي، 10:30 أول الوقت، طبيعي.
بينما بالنسبة إلى المريض بالشك، علامة على أنها عدها علاقات خاصة. ليش قامت من الغرفة، ليش راحت إلى الصالة، يابا احتمال أنها لا تريد أن أنت تسمع الهدرة مالتها، ولا تزعجك في نومتك أو في استراحتك. أكو قسم من الناس يحب أن يرتاح فالطرف الآخر يلاحظ إلى هذا المعنى، فينسحب. هذي لا، لو ما عندها شي، كان قعدت بجنبي. وخلته على سبيكر بعد، حتى أسمع، منو ذاك الطرف، وماذا يقول أو تقول، وهي ماذا تقول. هذي حالة مرض. ليست حالة طبيعية.
ليش جوالها عليه كلمة سر، معنى ذلك، أكو شي فيه، تريد تخفيه علي. وهذا دليل على أنها عندها علاقات وعندها كذا وعندها كذا. يابا هذا أمر طبيعي. يندر أن إنسانا يجعل وسائله الخاصة متاحة للجميع. مو واجب على الزوجة ولا على الزوج، أنه يفتح جوالها إلى زوجها، من يقول هذا. ولا يصح ولا يجوز، لا هذا يفتش جوالها ولا ذيش تفتش جواله. شرعا لا يجوز بغير إذنها وبغير إذنه. طيب
لا، هو يتخذ هذي على أنها علامة على أنه أكو هناك مشكلة، وإلا ليش تخفيها علي. تروح إلى سالفة الإيميل نفس الكلام، وإلى ما أدري وسائل التواصل، ليشم مخلية شيء خاص كذا، ليش عندها في البيت قفل تقفل الكبت مالها، ليش مو مشرع هالشكل وأقدر أجي أشوفه.
وعكس ذلك أيضا، نفس الشيء. قد يصير الزوجة هكذا. لماذا مخلي جواله مقفول، لماذا أحيانا إذا تكلم، ما يخليني أسمع. لماذا أشوفه يوشوش مو بصوت عالي. طيب، هذي كلها، إذا تعرضها على إنسان عادي في ظروف عادية، يقول لك، أمور عادية وطبيعية. لكن بالنسبة إلى مريض الشك. هذي عنده أدلة. مو قرائن، دليل على أنه أكو شيء، وشيء خطير، ذاك اللي ما ينقال, طيب. هذا مرض بالشك.
لا سيما في فئات من الناس، اللي طبيعة عملهم، قضية الاتصال كثير. افترض الأطباء، بعض الأطباء، طبيعة عملهم، أنت كما يسمونه، أنكول، صحيح أنت رحت إلى البيت، وخلص دوامك، بس خلي التلفون مالك مفتوح، أي وقت احتمال يأتيك تلفون. بعض مسؤولي الشركات، اللي عندهم مناصب إدارية مهمة. صحيح أنت طلعت الساعة الثلاث، لكن قد يكون هناك سالفة أو قضية في الشركة، تتطلب أن ترد عليها فورا أو تجي على طول.
الآن يلحظ الإنسان، وظائف كثيرة من هذا النوع، مو إلا وظائف عالية. لا، أحيانا وظائف مهنية. طيب. مو إلا إدارية. وهذا كما هو بالنسبة إلى الرجال، أيضا موجود بالنسبة إلى النساء، بعض أقسام التمريض، بعض أقسام الطب، بعض أقسام الإدارة في الشركات وأمثال ذلك، رجال أو نساء. أحيانا يحتاج أن يتصل هذا المسؤول بالعامل المباشر، أو الفني المسؤول عن هالشغلة. وهذا بعد مو داخل الدوام، الساعة 10، الساعة 11، الخراب إذا صار في مؤسسته، أو في أجهزة شركته ما يقوله وقِّت الخراب مالك على، من الساعة 8 إلى الساعة 2. فهذي بعد المسألة تصير أكثر عند من يكون مريضا بالشك تجاه زوجته. وحصلت حالات هالشكل.
امرأة تقول: أنا طبيعة عملي هالشكل، يتصلون علي من الشركة، في أوقات مختلفة، وأنا في البيت، وهذي سببت لي أزمة. ما الزوج لا يريد أن يتفهم أن طبيعة شغلي هي هذه، ويقول: أكيد هناك شيء غلط، هالاتصالات الكثيرة، كل بين يومين وثلاثة، اتصال، مرة العصر، مرة المغرب، مرة بعد المغرب، مرة كذا، واتصال طويل. هي كل هذا، اللي في الحالة الطبيعية، ما يدل على شيء، بالنسبة إلى المريض بالشك، ليش الاتصال طويل؟ صار لش 7 دقائق الآن، وانتين تكلمي. 10 دقائق تكلمين. مو انتين اللي اتصلت، هو اللي اتصل، وهذا يعني أنه في غلط. طبعا لو هي اتصلت، هم نفس الشي يقول، مو هو اللي اتصل، انتين بادرت للاتصال، فهذا مرض. الشك أحيانا قد يكون في الزوجة وقد يكون في الزوج. ولا بد أن يبادر إلى إصلاح هذه المسألة عندهما وصنع تعادل وإلا حياتهم على كف عفريت كما يقولون.
أحد الرجال، كان يقول: أنا هالمشكلة عندي مع زوجتي، يعني لما أطلع من البيت إلى العمل، معدل مثلا نص ساعة أوصل، نص ساعة وخمس دقائق هي متصلة على المكان اللي أعمل فيه: أبغى أكلم فلان. والله بعده ما وصل. عجيب ما وصل إلى الحين. وهو قايل أنا طالع رايح العمل، وين رايح الآن. يابا تفتيش صار، أخره ربع ساعة، اصطدام صار في الطريق، هو علق في هذه الزحمة. سيارته بنشرت وما قدر يخلق إله إطار يتحرك فيه، هذا أدى إلى أن يتأخر 10 دقائق، عشرات الأسباب الطبيعية الموجودة، بالنسبة على هذه، لا، هناك احتمال وحيد فقط، أنه هذا عنده شيء معين، راح إلى مكان آخر، غير العمل ماله. طيب.
ويقول لك: فعلا، أنا أحيانا هم تتصل على العمل، شغلي يكون برا، ويصادف مثلا، إما جوالي مغلوق، مغلق، أو الاتصال غير متيسر في ذلك المكان، خلاص، بعد هذا الأمر دليل قطعي. في العمل ما موجود، الساعة 10، وفوق هذا أيضا، ما يرد مقفل جواله، وش معنى هذا. خلاص، بالنسبة لها، هذي لو كانت قاضية، تحكم عليه بالرجم والتقطيع، طيب. لكن هذه قد يكون لها أسباب طبيعية، لا مشكلة فيها. فهذا، من العلائم التي يبتلى بها مريض الشك، سواء كان الزوج، أو كان الزوجة.
والطريف أن بعض الشركات تسوق إلى أجهزة تعقب. وتطبيقات تعقب. أنه مثل ما هاي الشركات اللي عندها، حتى تعرف وين عمالها، وين رايحين، والسيارة وين الآن، في أي مكان، أظن حتى بعض سيارات التأجير المعهودة، يعرف الآن وين وصلت هذه السيارة، في أي مكان، في أي نقطة.
الآن بعض الشركات تسوق لأجهزة، حتى يصير تعقب، الزوج يخلي مثلا في جوال زوجته تطبيق تعقب، وين تروح يعرف، وبالعكس. الزوجة تطلب من زوجها أن يخلي جهاز أو تطبيق تعقب، أو تخلي في السيارة من دون أن يعلم. طيب. فهذه من آثار مرض الشك. المرض بالشك عند أحد الطرفين هذا مدمر للحياة الزوجية، هاي من العلائم.
لمثل هؤلاء، يقال: شريكك إذا كان مريض بالشك، واحد من أمرين: هذا الشخص، لنفترض أن إنسان مريض بالشك، ذاك الطرف، واحد من شخصين إما أن أنت وقعت في الاختيار الخاطئ، اخترت زوجة منفتحة بحسب التعبير، وأنت إنسان متقيد ومحافظ زايد، فما تقدروا تعيشوا في هذه الحياة، لازم تتفقوا على حدود معينة، أنت باعتبارك محافظ، باعتبارك في بيئة من هذا النوع، بالنسبة إلك، الاتصال التلفوني بين امرأة ورجل، معناه: الخطيئة.
بالنسبة لها: اللي جاية من بيئة، منفتحة، متعودة في بيتهم هذا الأمر طبيعي، ضمن أجواء أهله، كلش عادي هذا الأمر، فما لم تتفقا على نحو معين، هذي حياتكم مهددة بالانتهاء أو مهددة بأن الإنسان لا يسعد فيها، أنا الإنسان المريض بالشك، ما أقدر أسعد مع هذه المرأة اللي على طول أنا مراقب إليها، على طول أنا شاك فيها، على طول أنا في قلبي يختلج شيء غير مناسب. أو بالعكس. فلازم، هنا يصير قعدة مصارحة، حسب التعبير بين الطرفين، للاتفاق على أشياء، وإلا لا يمكن لهما الاستمرار.
من علائم المريض بالشك، الزوج أو الزوجة، الانشغال بالتفتيش لإثبات سوء ظنه. سامع الإنسان اللي يشتري إله من حلاله علة. هذا هم هالشكل. أنت أيها الإنسان لو كنت طبيعيا، لازم تدور على الاسترخاء، لازم تدور على اليقين، لازم تدور على الصفاء، مو تروح تنبر، حسب التعبير، حتى توصل إلى نتائج سيئة.
قسم من هؤلاء، المرضى بالشك. لا إلى الوصول إلى الحقيقة، وإنما لإثبات سوء ظنه، يقول: أنا شكيت فيها من أول، وبالفعل وصلت إلى هذا. وفي الأساس هو كان رايح ورا هالموضوع، لإثبات هذا الأمر، وهذا يكون مرتع للشيطان، الإنسان يقدر يلعب على هذا الإنسان، بل مو يلعب عليه، يلعب بيه حسب التعبير. يقذفه ويركله ويستعيده. يجي يقول له أنه: هذي فيها هالمشكلة زوجتك، أو زوجك فيه هذه المشكلة. طيب. مرة الإنسان يكون عاقل، يقول أنا مأمور بحسن الظن، والروايات تقول: "كذب سمعك وبصرك وصدق أخاك المؤمن"، إلى هالمقدار، شفت محادثات بينهم وتساب، يقول: "كذب سمعك وبصرك وصدق أخاك المؤمن"، إذا أخوك اللي هو بعيد عنك بالقياس، أخاك المؤمن يعني أي واحد من المؤمنين، إذا كان أنا مأمور في التعامل معه بهذا النحو، من تصلني به رابطة العلاقة الزوجية، أليس أولى بأن أصدقه؟ كثيرا ما يحصل هؤلاء المرضى بالشك، حتى لو وضح إليهم شريكهم: والله أنا رحت إلى فلان مكان، وحاضر أخلي أحد من الموظفين يكلموك. شافوني أنا هناك، بس انتدبت إلى عمل، ما يقب هذا الكلام. يكذب الحقائق، ويصدق الظنون والشكوك، وما يلقيه الشيطان. هناك، الشرع يقول له: "كذب سمعك وبصرك"، حتى لو سمعت، احملها على محمل آخر، طيب. لأنه محتمل، هذا الشيء، شفت رجل أجنبي يكلمها. هذا فيه احتمال أنه خطيئة، بل احتمالات.
نقل أن نبينا المصطفى محمد (ص)، كان يكلم إحدى زوجاته، من بعيد، فواحد من المسلمين قام يطالع هالشكل، فد نظر غير طبيعية، هالسا ولك هذا النبي (ص)، أنت اللي تأتمنه على خبر السماء والآخرة، بس مبين نظرة ما كانت نظرة عادية. فالنبي (ص)، وهو يعلمنا في ذلك، ألفت إليه النظر وقال له: شوف، ترا فلانة هذه. يعني زوجتي. مو امرأة أخرى. مع أنه حتى لو امرأة أخرى، خو ما ممكن، المفروض ما يكون هناك شك في النبي، بل حتى غير النبي أيضا. واحد إنسان عادي، امرأة واقفة تسأله مسألة شرعية، إذا كان من أهل المسائل الشرعية. إذا مو من أهل المسائل الشرعية، تسأله: عن الطريق وين؟ طيب. وأمثال ذلك. المريض بالشك ينشغل بإثبات ما ذهب إليه من سوء الظن، فهو يبحث عن المتاعب، يبحث عن هدم هدم حياته الزوجية، لا يبحث عن الاستقرار. لا يبحث عن اليقين. اليقين قدامه، قريب منه. في الآية المباركة، تلوناها: في بعض الحلقات السابقة: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ... ولا يغتب )، اجتنبوا أولا كثيرا من الظن، اعتمدوا إذن على ماذا؟ على اليقين. لو أن كل إنسان اعتمد على اليقين، هل تبقى هناك مشكلة.
هذا باب الشك لو سكره، قال: أنا أسكر منافذ الشيطان وأفتح عيني وأفتح أذني. إذا سمعت ذلك من غير تأويل ورأيت ذلك من غير أن يكون وجه آخر غله، أقول: نعم، واما ما عدا ذلك، فلا. طيب. أنا على شنو أدور؟ أدور على المتاعب، أدور على الاستراحة، أدور على اليقين، أو على الشط وسوء الظن.
المفروض أن الإنسان العادي يدور على الراحة في هذه الحياة، على اليقين، على الاسترخاء، فإذا أنا رحت تابعت الشكوك وسوء الظن، أنا قاعد أبحث عن المتاعب وعن القلق وينتهي الأمر، إلى تدمير الحياة الزوجية هذه. فيجي الشرع يقول له: لا، "كذب سمعك وبصرك" اجتنبوا كثيرا من الظن، ليش قال: كثيرا من الظن، ما قال: اجتنبوا كل الظن، وريحنا. لا، أكو هناك ظنون مأمور بها، مثل الظن الحسن. أنت ما تدري أن هذا الأخ المؤمن أو الأخت المؤمنة، كما عندك يقين أن عمله، وعملها سليم وصحيح، لكن أحسن الظن به، هذا ولو ظن، لكن ظن حسن، اعمل به. ما يخالف. عكس ذلك، لا تعمل به. لذلك قال: (إن بعض الظن إثم)، هذا الظن السيء، هذا الظن الذي ينتهي إلى الاتهام وإلى الشك وإلى التخريب، هذا إثم. لذلك: وراه أيضا قال: (ولا تجسسوا)، عادة الإنسان اللي عنده شك وسوء ظن، ماذا يصنع؟ يروح يفتش. يروح يبحوش، لذلك قال: حتى إذا صار عندك شك وسوء ظن، لا تتبعه بخطوة عملية، لا تتجسس.
أروح أنا نص الليل، بعد ما نام الزوج، أفلفل أوراقه، ورقة ورقة، لا يكون رقم موجود، خليني بتصل بشوف هالرقم مال منهو تطلع لي، اسم، زين، أسماء، أوه، أسماء، هو مثلا مقصودة أنه يسجل أسماء الموظفين، مثلا، ما كمل الجملة، أوه أسماء، يعني هذي بعد امرأة، وأكيد امرأة جميلة، لأن اسمها أيضا اسم جميل، ومبين عليها شابة، فإذن تحقق عندها شنو؟ أن هذا عنده علاقة مع فتاة جميلة اسمها أسماء.
يابا، أسماء مو هالشكل مقصود، المقصود أسماء الموظفين، لم تكتمل الجملة. الرقم هذا مال، سباك على أساس يجي، لا تتصورين أن هذا رقم امرأة، أو لا تتصور يا أيها الزوج، أنه رقم إلى رجل. على كل حال. فمن علائم المريض بالشك أنه ينشغل بماذا؟ بالبحث والتجسس لإثبات سوء ظنه، ولتأكيد أن ما شك فيه هو صحيح. لذلك، أي، أي قرينة تجي على أن شكك السيء مو في محله، يستبعدها، يروح يدور غيرها. ما حصل في، ما حصل، أو ما حصلت، في الأوراق شيء، خليني أروح إلى الإيميل، ما حصل في الإيميل، أروح للفيسبوك، ما حصل مثلا  في الفيسبوك، أروح إلى كذا، المهم بالنتيجة لازم أطلع فد شيء، اللي يحقق سوء ظني فيه.
نعم هنا، لا بد أن نشير إلى أن كل طرف ينبغي أن يتفهم طبيعة الحياة الزوجية الجديدة ويقضي على مناشئ الشك. هاي مسؤولية الطرفين. لا معنى أن تقوم مثلا الزوجة بعد ما تزوجت بالانفتاح اللذي كانت عليه في السابق، لا معنى لذلك، أبدا. لنفترض أن بيئتها بيئة منفتحة، كانت المكالمة مع أصدقاء العمل، عادية عندها، قبل زواجها، الآن مع الزواج تغيرت المعادلة. مع هذا الزوج اللي عنده هذه الأمور غير مناسبة، ينبغي أن تتغير المعاملة والمعادلة. ليس صحيحا أن تستمر على الطريقة السابقة فإنها مما تثير مزيدا من الشكوك. وبالتالي كأنها تريد بشكل غير مباشر أن تهدم حياتها الزوجية.
ونفس الكلام بالنسبة إلى الزوج، أنت سابقا كنت تطلع في أوقات إلى آخر الليل، باعتبارك كنت أعزب وي الربع، تسهر هنا، وهناك، هذا يستثير هذه الزوجة، لعلها تظن أن لديك علاقات، أو لديك ارتباطات أخر، انف هذه المصادر والمناشئ التي تصنع الشك وسوء الظن. أي شيء يتعارض مع هذه الحياة الزوجية لا بد أن ينفيه الزوجان، وأن يخرجاه من حياتهما.
ألفاظ مثيرة للشك، تصرفات مثيرة للشك، ضحكات مثلا مع، لنفترض امرأة اتصلت من العمل بيك في شأن عملي، لا معنى لأن واحد يوسع الدائرة إلىضحك ونكات وإلى آخره، هذا يثير الشك في نفس هذه الزوجة. وحق لها ذلك أيضا.
عندها شغل هذه الموظفة معك، في حدود العمل. أو عكس ذلك، اتصل بها زميلها في العمل، في بيتها، والآن زوجها موجود، التطويل والتعريض والدخول في الخاص والحكي في شؤون أخرى وتبادل النكات، هذا لا معنى له أبدا. لأنه هذا مثير لشك الزوج، ويحق له ذلك، الإنسان لازم يخلي قدامه الحياة الزوجية كثابت من الثوابت ويقيس كل شيء عليها. أي شيء يضرها يبعده جانبا. ما تبقى إلك أنت أيها الزوج أن الفتاة اللي تعمل معاك تستحسن شخصيتك، هذا ما يبقى إلك ولا ينفعك. وهكذا الحال بالنسبة إلى الزوجة، أن المدير مثلا يستلطفها باعتبار تضحك وتاخذ وتعطي، هذا ما ينفعها إذا كان يفسد حياتها الزوجية، فلا بد من الالتفات إلى أن أي نوع من أنواع الكلام سواء في الألفاظ أو في الطريقة، أحيانا حتى الكلمة الواحدة تنطق بشكل يكون جادا ومتينا، وبشكل آخر يكون مائعا ومهيجا، حتى بهذه الطريقة ينبغي أن يلاحظ الزوج والزوجة مثل هذا الأمر حتى لا يثير الشك وسوء الظن.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ حياتنا الزوجة، حياة المؤمنين، وأن يبعد عناه الشكوك والظنون فإنها كما يقول الدعاء الشريف: "لواقح الفتن ومكدرة لصفو المنائح والمنن"، الله أنعم عليك بزوجة ملتزمة نافعة وأنعم عليك بزوج صالح مقدر، لا تفسدا هذه النعمة بمزيد من الشكوك والظنون، لأنها تكدر هذه النعمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم والسامعين بمحمد وآله الطاهرين.

مرات العرض: 3405
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2592) حجم الملف: 21029 KB
تشغيل:

وظيفة الشكاك في العبادات 22
الظلم في حياتنا الزوجية 25