كيف تحدث القرآن عن الحسد 6
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 22/4/1438 هـ
تعريف:

سلسلة الأمراض الأخلاقية

هكذا تحدث القرآن عن الحسد

كتابة الاخت الفاضلة امجاد عبد العال

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد

وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين

السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته

حديثنا بإذن الله تعالى، ضمن الحديث عن بعض الخلقيات السيئة والذميمة، يتناول موضوع الحسد. وفي هذا اليوم، نتناول الحسد من وجهة النظر القرآنية. كيف تناول القرآن الكريم هذه الخصلة؟ وكيف تحدث عنها؟

في القرآن الكريم، نجد عدة معالجات، بعضها مفصل، وبعضها مختصر. فمن ذلك، ما تحدث فيه القرآن الكريم بالأسلوب القصصي عن الحسد، وعن آثاره، وأضراره، وشروره. ومنها ما تحدث فيه عن حسد بعض أصحاب الديانات لدين الإسلام ونبيه. ومنها ما تحدث فيه عن داخل دائرة المسلمين وما فيها من حسد بعض الفئات المسلمة للفئات التي أنعم الله عليها بنعمه. نشير إلى هذه العناوين بشيء من الشرح إن شاء الله تعالى.

في البداية، تناول القرآن الكريم أمر الحسد في ثلاث قصص قرآنية. القصة الأولى: ما كان بين إبليس ونبي الله آدم (ع). وقد ذكر القرآن الكريم أن الدافع الأساس لإبليس في رفضه السجود لآدم، وترتيب أثر: أنه سوف يعادي ذرية آدم إلى يوم القيامة، كان له منشآن: منشأ التكبر من جهة، ومنشأ الحسد من جهة أخرى.

فالقرآن الكريم، يقول: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)، (قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا)، حالة الكبر والافتخار بالعنصر وبالذات وأنني أفضل من ذاك. فكيف أقوم بالسجود له والاحترام لشأنه. قال ماذا؟ (أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ)، هنا يبدأ موضوع الحسد. أن إبليس رأى أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى لآدم كرامة بأن أسجد الملائكة له، ولم يكن يتمنى أن يحصل آدم على هذه المنزلة: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا). فالآن، لا يمكنني أن أفعل شيئا في هذه الكرامة؛ لأنها من عند الله عز وجل. ولكن سوف أعادي أبناءه وذريته وأسقطهم في مزالق المعاصي والشهوات. هذه هي الترجمة العملية لحسد إبليس لآدم. ذلك الحسد الناشئ من صفة التكبر والإعجاب بالذات، وأنه كان يرى أن آدم لا يستحق هذه النعمة التي أعطيت له من قبل الله عز وجل.

في أكثر من آية، وأكثر من سورة، تم التركيز في القرآن الكريم على قضية إبليس وآدم في بعدي التكبر والحسد. وأن إبليس قد أتبع ذلك الحسد الداخلي بشر خارجي، بكيد خارجي، بفعل إضراري بذرية آدم. وهذا مهم. وسوف يفسر لنا ماذا يعني قول القرآن الكريم: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، أي شر لدى الحاسد؟ هذا الحديث الأول في جانب القصص.

الجانب الثاني: ما كان من أمر قابيل وهابيل. قصة قابيل وهابيل: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

اثنان، قضيتهما معروفة، من ذرية آدم. الذي يُلفِت النظر هنا: ليس القصة العامة – وهي معروفة – وإنما الإشارات الموجودة فيها. يعني أحيانا يحسد الإنسان إنسانا؛ لأن لديه مال مثلا، أو زوجة حسناء، أو مركبة فارهة، أو بيتا فخما وواسعا. أما أن يحسد الإنسان إنسانا آخر؛ لأنه محبوب عند الله، فهذا أمر غريب. ويريد أن يزول هذا الحب من هذا الطرف إليه. أي بدل أن يكون ذاك محبوبا من الله، تصبح المحبة لي أنا. وبدل أن يكون ذاك المقرب لله عز وجل، تزول القربى بينه وبين الله، وتصبح بيني وبينه. فأكون أنا المحبوب، المقرب. هذا أمر عجيب. يعني ذاك الحسد من الممكن أن تفهمه بصورة من الصور في الأمور المادية والدنيوية. أما أن يكون أحدهم يحسد إنسانا؛ لأنه متق ومؤمن وقريب من الله، فيحب أن تزول هذه النعمة عنه. فهذا أمر عجيب وغريب.

والأمر الآخر: التركيز هنا على قضية الإخوة. فالحسد لا يعرف قرابة ولا نسبا. فمن الممكن أن يحسد الإنسان أخاه لأبيه وأمه. كابني آدم هؤلاء، إذ تحققت فيهم هذه الخصلة السيئة، من قبل قابيل لهابيل. وسيأتي إن شاء الله، عند حديثنا في: من يحسد من؟ أن الحسد في الأقارب أكثر منه في الأباعد، وفي المتشابهين أقرب منه في المختلفين، وفيما بين الأرحام أكثر مما هو بين الأجانب عن بعضهم البعض. سيأتي الحديث. ولعل الآية المباركة أو الآيات المباركات التي تتحدث عن قضية ابني آدم، وبعد ذلك عن أبناء يعقوب، كما سيأتي الحديث، تريد أن تشير إلى هذا الأمر: أن هذه الخصلة الذميمة لا تعرف أخا ولا أختا ولا ابن عم ولا ابن خال ولا زوجا ولا زوجة. فمن الممكن أن تكون فيما بين هؤلاء. هذه هي القصة الثانية.

أما القصة الثالثة، فهي: قضية نبي الله يوسف - على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام - مع أخوته. وهي قضية معروفة: أن هؤلاء على أثر حسدهم له، كانوا يتمنون أن تزول محبة أبيهم ليوسف – المحبة الفائقة – فلا تعود له وتنصرف منه إليهم. كيف يحدث أن يكون: (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)! هذا كلام غير مقبول أصلا: (إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)، هذا شيء غير صحيح. ويترتب على هذا – كما سيأتي – أن الشر الذي يقوم به الحاسد ليس أمرا غيبيا كما يتصور بعضهم. فيقول لك: نحن نأتي إلى البيت فنرى غير طبيعية، فمؤكد أحدهم حاسدنا. لم يثبت لا علميا ولا شرعيا أن هذا النوع من الحسد يؤثر بهذه الطريقة في الإنسان.

أما قضية العين، ففيها بحث خاص، يمكن أن نشير إليه ونبين ما هو الحق فيها. لكن موضوع الحسد لا يؤثر تأثيرا غيبيا على المحسود. بمعنى أنه: لو أحدهم مثلا حسد إنسانا على سيارته فاحترقت، لا يوجد برهان أبدا على أن هذا من الحسد. أو فلان حسد إنسانا على ماله فضاعت منه، لا يوجد دليل على هذا المعنى. أو حسد إنسانا على زوجته فماتت، لا دليل على هذا.

فالحسد بالمعنى الذي تحدثنا عنه، بما هو تمني إنسان أن تزول النعمة عن شخص، ثم إما تكون له، أو لا تكون إليه، فالمهم ألا تبقى عنده وله، فهذا لا أثر له ضمن هذا الإطار. وإذا له أثر، أين الأثر؟ الأثر: (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا).

فأثر الحسد في أنه يدفع الحاسد إلى أن يكيد للمحسود. معه في العمل، تقدم عليه، أصبحت مرتبته عالية، يبدأ يحسده. ماذا يصنع؟ يكيد له. فيقدم - مثلا - تقارير كيدية عنه، يحاول توريطه في أعمال غير قانونية، يتكلم عليه بما يشوه سمعته، وأشباه ذلك من المؤامرات. تحسد امرأة على مكانتها من زوجها، ومحبته إياها. فتكيد لها، ماذا تصنع؟ مثلا تزوِّر على اسمها رسائل بينها وبين أشخاص. هذا من الحسد، من الكيد، من الشر. هذا الذي يتورط به الحاسد، والشر الذي يتأتى منه.

لذلك، هم أصلا كشفوا عن هذا الكيد الذي احتمله نبي الله يعقوب: (لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)، ما هو هذا الكيد؟ (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)، ومشكلة الحاسد هنا، إما أن يتكلم على إنسان بكلام يشوه سمعته، أو يُقدِم على عمل أو فعل تؤامري عليه: نغرِّبه في مكان من الأماكن.

أحد المؤمنين نقل أن في أسرة من الأسر، كان أحد الأبناء مخصوصا بالثلث من أبيهم المتوفى، والأخوة الباقون لم يقبلوا هذا الأمر. فلماذا هذا يختص بالثلث؟! فالإنسان بحسب الحكم الشرعي، يجوز له من الناحية الفقهية، أن يتصرف في ثلثه، حتى لو خص به واحدا من أبنائه وبناته. نعم، ينبغي أن يلاحظ الآثار الأخلاقية التي يمكن أن تحدث بينهم كالبغضاء أو ما شابه ذلك.

وهذا بالفعل حصل مع ذاك. عندما اختصه أبوه بشيء من الثلث. فقام بقية أخوته بتزوير كلام عليه، أدى إلى سجنه! لماذا هذا أخذ هذا المقدار من الثلث، والمفروض أننا شركاؤه فيه: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ)، الغاية ما هي؟ (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ). ولديهم التبرير، الحاسد لديه التبرير، يقول: (وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ). هذا العالم الفلاني، إذا أتكلم عليه، وأهتكه وأنشر ضده هكذا، يرتاح المجتمع. يكذب. هذا مثل: (وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ). هذا الحسد هو الذي يحركه في مثل هذا الأمر.

إذا يرجع إلى نفسه، يرى أنه يغالط نفسه. فهو لا يريد أن يكون صالحا، فكيف يكونون قوما صالحين وقد قتلوا أخاهم أو طرحوه في الجب، وقد جرَّحوا قلب أبيهم إلى حد أنه بكى عليه دهرا حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم. أترى هذا يمكن له أن يحب هؤلاء؟! أتراه يراهم قوما صالحين؟! يعقوب يرى أولاده هؤلاء بعملهم هذا، وبشرهم، وبكيدهم، يراهم قوما صالحين؟! كلا.

نعم، فإذن، هذا واحد من الطرق التي تحدث عنها القرآن الكريم في أمر الحسد، أنه: جاء بالحسد وآثاره في صورة قصص واقعية جرت في أول مبدأ الخلقة ما بين إبليس وآدم، وفيما بعد، فيما بين أبناء آدم، وفيما بعد ذلك، بين أبناء نبي الله يعقوب.

ثم تحدث القرآن الكريم أيضا عن هذه الخصلة فيما بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم. فمن الممكن أن يكون الحسد فردي، ومن الممكن أن يكون حسد ماذا؟ اجتماعي. فالقرآن الكريم يقول: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا)، لماذا؟ (حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). هؤلاء أهل الكتاب – على وجه الخصوص: اليهود - يتمنون لو أن العرب القرشين يرجعون وثنيين أصلا، يردونكم كفارا. سبحان الله، أنتم أهل الكتاب من مصلحتكم أن يكون هؤلاء الوثنيون سابقا، مؤمنين موحدين. على الأقل من أجل أن يشتركون معكم في عبادة الله، وإن اختلفوا معكم في النبي. مع ذلك، كانوا يتمنون لو يرجع العرب الذين أسلموا وآمنوا برسول الله محمد – لذكره صلوا عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد – كفارا ويعبدون الأصنام. هذا أفضل إليهم. كانوا يتمنون – أي اليهود – زوال نعمة الإيمان عن المسلمين العرب، وأن يعودوا كفارا. لماذا؟ (حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم)، كيف حسدا؟ لأن هؤلاء أصبحوا إما متساويين معهم، أو أرقى منهم درجة في الإيمان. وهم لا يريدون هذا الشيء. فحاضرين حتى لو يصبح هؤلاء كفارا، على أن يصبحوا أفضل منهم.

وقد ذكرنا في حديث سابق، أنه أحيانا الحاسد يحسد إنسانا على نعمة، ويتمنى أن تصل له بدل صاحبها. لكن لأنها لا تصل، يتمنى أن تزول عنه. حتى لو ما وصلت له، المهم أن تزول. هذا الإيمان الذي لديه ليذهب منه، حتى أصبح أنا – اليهودي – وإن لدي مقدار من الإيمان، أفضل منه وهو كافر، فلنجعله يرجع إلى الكفر أحسن؛ حتى أنا أبقى أفضل منه. هذا مورد.

وفيما يرتبط بنبينا محمد (ص)، أيضا ذكر بعض العرب حسدهم لرسول الله (ص): (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)، أهذا يستحقها؟! لا ينبغي أن تكون له النبوة، ولا يكون حديث الوحي معه، ولا القرب من الله له، ليذهب ذلك إلى غيره، لماذا له هو؟! نحن نتمنى أن لا تكون النبوة والرسالة والاتصال بالسماء والوحي، أن لا يكون ذلك عند محمد بن عبد الله، لتذهب إلى أي أحد غيره من أهل القريتين: من الطائف، أو مكة. لتذهب إلى أحد الكبراء – حسب التعبير – ، أهذا يأتي ويصبح رئيسا علينا؟!

وهكذا الحال في داخل الأمة الإسلامية أيضا. فقد ورد في تفسير قول الله عز وجل: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، ما هو في أكثر من مصدر: أن المقصود بـ (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ): يحسدون آل محمد (ص).

ففي بعض الروايات: "فَنَحْنُ وُلْدُهُ الْمَحْسُودُون". وهذا إذا الواحد منا يتجرد، ويحكم بإنصاف، يجد في عبارات بعضهم، أنه: ماذا عندكم أنتم الجماعة الفلانية، تقومون: آل البيت، تجلسون: آل البيت، لا تذكرون محمدا إلا وأتبعتموه بآل محمد؟ أعطيتموهم منازل كبيرة، كذا وكذا. حسنا، ماذا نصنع؟

الله سبحانه وتعالى فضلهم وأعطاهم وأثنى عليهم ومدحهم في القرآن الكريم. فإنما نصنع ما صنع الله عز وجل. أما أنت، فلماذا تنفس على هؤلاء أن يختصهم الله بهذه الرحمة؟ لماذا ترى كثيرا عليهم أن يكونوا أئمة الهدى؟ لماذا ترى عليهم كثيرا أن يكونوا ورثة النبي؟ لماذا ترى كثيرا عليهم هذه المنازل والمراتب التي رتبهم الله فيها.

ولذلك كانوا كثيرا ما يستشهدون في قضية أمير المؤمنين، بالشعر المعروف: "حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه"، "والناس أعداء له وخصوم"، "كضرائر الحسناء قلنا لوجهها"، "حسدا وبغيا إنه لذميم".

ترى قسما من هؤلاء إذا مر على ذكر أمير المؤمنين، ومناقبه، وفضائله، ومناقب أبنائه الطيبين الطاهرين، تراه يصاب بشيء من الزمع والارتجاج الداخلي، وكأنما إنسان يوجه إليه سهاما، وقاتلة. الله سبحانه وتعالى اختصهم وأعطاهم وفضلهم، ولا ينبغي أن يحسدوهم على ذلك، إنما أن يسلم المؤمنون لهم بهذا الأمر.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت على ولاء محمد وآله، وأن يجنبنا حسد أولي النعمة، وأن يكرمنا بغبطة هؤلاء، وأن يعطينا كما أعطى أهل نعمته، إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

 

مرات العرض: 3401
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2580) حجم الملف: 25950.65 KB
تشغيل:

الخلق الذميم  : الحسد 5
مَن يحسد مَن ؟ ولماذا ؟ 7