9الدعوات المهدوية الكاذبة وملامح مشتركة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 9/1/1438 هـ
تعريف:

الدعوات المهدوية الكاذبة

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

قل أالله أذن لكم أم على الله تفترون

وروي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال ( أن لصاحب هذا الأمر غيبتين  غيبة يرجع فيها إلى أهله وغيبة يغيب فيها حتى يقال في أي وادٍ سلكت  فقيل له إذا كان ذلك وادعى مدعٍ فماذا نصنع قال سلوه عن العظائم التي لا يجيب فيها إلا مثله )

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول الدعوات المهدوية الكاذبة والملامح المشتركة بينها وكيف يمكن التعرف على زيفها نقدم لهذا الحديث بمقدمتين ضروريتين 

الأولى :أن قضية الإعتقاد بالإمام المهدي عجل الله فرجه وأنه من أهل البيت من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله  وأنه المذخر للبشرية ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً هذا المعنى يحصل فيه اتفاق بين  جل المسلمين لو لم يكن كلهم هذه العقيدة بهذا المقدار محل إتفاقٌ وتسالم  نعم يوجد بعض الإختلاف في التفاصيل بين المدرستين الرئيسيتين  لدي المسلمين مدرسة أهل البيت الإمامية ومدرسة الخلفاء يتمثل جوهر ذلك الخلاف  في أنه هل ولد وهو موجود وحيٌ مستمرٌ وأن بقاءه يدخل  ضمن إطار الإرادة الإلهية  كما يذهب إليه الإماميون أو أنه لم يولد بعد وإنما يدبر الله أمره إذا شاء أن يخرج في أخر الزمان وبالتالي هو الأن بحسب النظرية تلك ليس موجوداً وليس حياً أما أصل  المسألة فموضع إتفاق .

 النقطة الثانية أنه حصل في العالم الإسلامي الكثير من الدعوات الكاذبة المنتحلة لأمر المهدوية وإدعائات حصلت منذ عصور الإسلام الأولى القرن الثاني الهجري مثلاً في منتصفه وإلى هذه الأزمنة المتأخرة هذا من الناحية التاريخية ومن الناحية الجغرافية تعددت أماكن هذه الدعوات في أماكن كثيرة جداًما بين الجزيرة العربية والحجاز وما بين بلاد المغرب العربي وما بين السودان وما بين غيرها من البلدان بحيث قل أن يكون هناك قرنٌ من القرون لم يحصل فيه دعوة منتحلة لأمر الإمام المهدي ودعوته عجل الله فرجه وربما يتصور البعض أن هذه الدعوات هي من الأدلة على أن أصل فكرة الإمام المهدي فكرة غير واقعية لأن قسماً كبيراً من الناس يدعونها إلا أن الصحيح إن كثرة الإدعائات هي دليلٌ على صدق أصل الدعوة لماذا؟ لأن كثرة هذه الدعوات عدداً وامتدادها على قرون التاريخ زماناً وإنتشارها على أرض  الإسلام جغرافيةً هذا يشير إلى أن المرتكزة في أذهان أبناء الأمة في مختلف الأزمنة وفي مختلف الأمكنة أن هؤلاء يعتقدون بأمر الإمام المهدي ونهضته  فيستغلوا هؤلاء الكاذبون هذه الدعوة الحقة لكي يقدموا مصداقاً  كاذباً وباطلاً  أصل الدعوة موجودة في أذهان أبناء الأمة لكن يأتي هذا الكاذب  هذا المنتحل يستفيد مما هو مركوز في الأذهان ويقدم نفسه وهو كاذب يقول ذاك الذي في أذهانكم عن المهدي وعن دعوته وعن نهضته هو أنا وهذا يبين أن إيمان الناس بالقضية المهدوية إيمانٌ راسخٌ وجازمٌ ومتمدد في التاريخ وفي الجغرافية الإسلامية وهذه نقطة من الأدلة التي قد لا يذكرها الباحثون في الإستدلال حول موضوع الإمام المهدي لو تقرأ كتاب من الكتب حول الإمام المهدي في الإستدلال عليه يقول لك مثلاً ما جاء في تفسير الأيات (  ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا  ) وما شابه ذلك أيضاً ما جاء من روايات عن النبي وعن المعصومين بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يضاف دليلٌ وهي أن فكرة الإمام المهدي وقضيته مرتكزة في أذهان أبناء الأمة في كل التاريخ إلى الدرجة التي حاول الكاذبون أن يستغلوا هذا الأمر ويقدموا أنفسهم بعنوان أنهم يمثلون الإمام عجل الله فرجه هاتان مقدمتان أساسيتان .

الدعوات المهدوية تاريخيا :

دعونا نذهب إلى عرض سريع جداً على ما حصل في الأمة من دعوات مهدوية

1/ ربما من أقدم الإدعائات في الموضوع المهدوي كان في زمن الإمام الصادق عليه السلام  الذي يصادف زمان المنصور العباسي وذلك عندما أراد محمد إبن عبد الله إبن الحسن إبن الحسن المعروف بالنفس الزكية من أحفاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أراد أن ينهض بثورته ضد العباسين الذين في البداية بدأوا بالحركة في أواخر أيام الأموين واستمرت إلى أيام العباسين   الذين سرقوا الثورة في الواقع  الحركة العلوية الهاشمية ضد الأموين سرقها العباسين في حديثٌ مفصل لسنا بصدده الأن محمد إبن عبد الله حفيد الإمام الحسن عليه السلام أراد أن ينهض بالثورة ويلقب تاريخياً بالنفس الزكية والده عبدالله إبن الحسن جمع بني هاشم حتى يعقد له البيعة بعض من كان حول محمد وأبيه عبدالله أرادوا أن يستفيدوا من عنوان  الإمام المهدي فقالوا الإمام المهدي في الأذهان إسمه محمد وفي الرؤية غير الشيعية  إسم أبيه عبدالله عندهم في كتبهم إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي محمد إبن عبدالله وهذا إسمه محمد إبن عبدالله .

ثانياً :هو قرشي ومن أهل البيت من ذرية الحسن وبالتالي من أبناء رسول الله ويريد أن ينهض بالأمر بالمعروف ويواجه المنكر فإذن إجتمعت فيه هذه الصفات التي ذكرت في حق المهدي فأشاع بعض هؤلاء أن هذا  هو المهدي جاءت الأخبار عن رسول الله بشأنه ودع الإمام الصادق إلى بعض الإجتماعات فأخبرهم إنه إذا يريد أن يتحرك على أساس مقاومة المنكر فهذا لا بأس به ولكن إذا كان الكلام أنه يبايع على أساس أنه محمد المهدي المنتظر فهذا لا يكون لأن هذا ليس هو وهذا محمد إبن عبدالله النفس الزكية سيكون في المواجهة مقتولاً بينما المهدي هو المنتصر والباقي وبعض السامعين لم يرتاح إلى كلام الإمام الصادق عليه السلام ربما تكون هذه الحادثة من أوائل  ما أدعي في تطبيق   عنوان الإمام المهدي على شخصية من الشخصيات والتي بعد ما أعلن ثورته محمد إبن عبدالله النفس الذكية واجهه المنصور   قرب المدينة واستشهد النفس الزكية وقتل معه جماعة كثيرون

2/ بعد هذا نحن نلاحظ إن في البيت العباسي حصل إدعاء بالمهدوية وذلك عندما أبو جعفر المنصور إسمه عبد الله وجد الشغلة خوش فقال أنا إسمي عبدالله أسمي إبني محمد وألقبه بالمهدي مثل ما يوجد  المنصور والرشيد  والمتوكل هذا أصبح إسمه محمد إبن عبدالله الذي هو المنصورولقبه المهدي معروف بالمهدي   ومعروف الأن محمد المهدي في تاريخ  العباسين فهذا هو المهدي  وهذا أيضاً قرشي ومن بني هاشم وإن لم يكن من ذرية رسول الله لكن من بني هاشم من قريش والروايات الواردة في أن المهدي من قريش تنطبق عليه وإن شاء الله في المستقبل يقوم بالأمر بالمعروف وإزالة الظلم وهذا أتى فعلاً بعد والده المنصور وأصبح حاكماً عشر سنوات  وكان مجرماً شرهاً للدماء وأساء كما اساء أبوه أو أكثر من ذلك وعرف بعد ذلك أن هذا كان مجرد إستغلال للعنوان حتى يجمع الأنصار حوله ويشد اللحمة حوله .

3/ في مذهب أهل البيت أيضاً حصلت محاولة منحرفة من قبل بعض وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام الذين أسسوا مذهب الواقفة قالوا أن الكاظم هو أخر الأئمة وهو القائم بهذا الأمر وإنه لا يوجد إمام بعده لأغراض دنيوية  هم كان  عندهم أموال للإمام الكاظم وأبقوها عندهم فلما أستشهد الإمام الكاظم في سجن هارون ابقوها عندهم لكي لا يسلموها  إلى خليفته فقالوا إن الإمام لم يمت وإنه حيٌ يرزق وهو الذي سيظهره الله والأن نحن في زمن غيبته هو غائب فتمت مواجهة هؤلاء على مستوى الإمامة الإمام الرضا أصدر لعناً وطرداً في حق هؤلاء وإن هؤلاء جماعة من المرتزقة المالين وأيضاً أصحابه مثل يونس إبن عبد الرحمن وأمثاله أيضاً اظهروا أن هذه فئة إنما كانت من أجل الأموال والسراق في الواقع ولكن بهذا الإسم ولم يصبح لها أنصار ففي ذلك القرن  وهو القرن الثاني حصلت هذه المحاولات لعنونة أشياء حركات أشخاص بعنوان الإمام المهدي وكلها كانت كاذبة وغير حقيقية حصل بعدها ولكن نحن لا نريد أن نتطرق لها كلها

4/ لما تذهب إلى المغرب في حوالي سنة خمسمائة وأربعة وعشرين محمد إبن عبد الله إبن تومرت مؤسس دولة الموحدين في ذلك القرن القرن السادس الهجري ظهر هذا الرجل  كان عنده شيئاً من العلم وأراد أن يوحد المنطقة   وإستنكر على الناس بعض الأعمال التي يقومون بها  ونهض للأمر بالمعروف إسمه محمد وأبوه عبدالله وأصبح الجو إنه هذا آمرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر  وطالب للإصلاح وتنطبق عليه الصفات التي أريدت في المهدي أسس دولته توسعت هذه الدولة ولكن بعدين توفي وإنتهت هذه الدولة ولكن هي بعنوان الحركة التي حصلت لبناء دولتهم  إن هذا محمد إبن عبدالله المهدي تذهب للأمام أكثر.

5/  في السودان يأتي محمد أحمد المهدي السوداني إلى الأن أسرته موجودة أحفادة  متوفي سنة ثلاثمائة  وأثنين هجرية تقريباً هذا كان صوفي وأخذ شيئاً من العلم ثم بدأ  يحاول أن يغير ما يراه شيئاً فاسداً فبدأ يتحرك أصبح عنده أنصار حالة زهد وعبادة لديه وأيضاً ناهض لمثل هذه الأمور إلى هنا لم يكن هناك كلام عن المهدوية إلى ان أتى شخص إسمه عبدالله التعايشي هذا دوره كان غريباً وهالأشخاص هؤلاء عادة يكون دورهم في إدعاء الدعوات دور مميز فأتى إلى محمد أحمد المهدي وقال له أنا رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول أنه فلان أنت محمد المهدي الذي لابد ان يصلح الله بك الأرض والذي ورد ذكره في الأحاديث هذا هو أنت وليس أحد سواك وأنا سوف أكون خليفتك  أنت فقط شد  لي وأقطع لك كما يقولون أنا خليفتك وأنت المهدي ولابد أن تنهض بهذا الأمر  وأنت ماذا ينقصك عن المهدي زود عندك علم عندك  وأنت ناهض بالأمر بالمعروف والنهر عن المنكر فهذه  هي الصفات  فأعلنت مهدويته أيضاً وقاوم الإستعمار البريطاني في ذلك الوقت كان مسيطر على السودان إلى أن انتهى أمره وإنتهت دولته

6/ في ايامنا الأخيرة والتي شهد الكثير منكم في بلادنا أيضاً واحد أتى بإسم محمد إبن عبدالله القحطاني في حدود   ١٤٠٠ هجرية مطلع العام ذاك وظهر في مكة بعنوان أنه هذا المهدي وأنه بالتالي إسمه محمد وأبوه عبدالله ومن العرب وهو يريد أن يأمر بالمعروف ومن هذا الكلام ويحصل جماعة حوله بالتالي أنصار  يروجون هذا المعنى وتعلمون نهايته وما حصل له  لما تذهب إلى العراق وتشاهد المشكلة تجدها ذات أبعاد أعظم

7/  أحد العلماء الباحثين يقول خلال عشرين سنة في العراق بحسب التتبع يعني في أواخر ما سمي بالحملة الإيمانية أيام صدام البعثي  بعثي لكن عامل حملة إيمانية  من أواخر عهده التي حصلت فيه هذه  الحملة وجدنا حركات تدعي المهدوية وأمور من هذا القبيل ومنذُذلك الوقت إلى عشرين سنة رؤي في العراق حوالي سبع حركات كاذبة تدعي المهدوية سبع حركات  يعني كل ثلاث سنوات كم حركة  أشدها وأسوؤها ما سميت بحركة جند السماء في حوالي ٢٠٠٧ ميلادي  وكان عندها أسلحة وكانت في أيام محرم تريد أن تهاجم النجف والحركة العلمية وتحتل حرم الإمام علي عليه السلام وتقضي على المرجعية الدينية وهذا بعتبار إنهم جند السماء  وإن قائدهم هو المهدي كما زعموا مرة يقولوا إبن المهدي مرة قالوا لا هو المهدي  وكلمات تسوق بحسب الحاجة.

8/  فيما بعد أيضاً وجدنا جماعة يدعون ولا يزالون حتى الأن يدعون أنهم من حركة مهدوية ومرة يقال إبن المهدي ومرة يقال هو المهدي مرة يقال نائب المهدي الخاص وهذه إذا صح تسميتها الجماعة الأربعة والعشرينية

توجد الإمامية الاثنى عشرية  هذه لازم تصبح  الجماعة الأربعة والعشرينية لأنهم يقولون يوجد أثنى عشر إمام ويوجد أثنى عشر مهدي فالمجموع أربع وعشرين  عقبه يضاف ليهم واحد وهكذا تصاعدياً فهؤلاء أيضاً أدعوا هذه الدعوة الكاذبة والباطلة لما يأتي شخص يرى هذا العدد وغيره يتسأل لماذا يحدث هذا الإدعاء وكيف يتبع قسمٌ من الناس هذه الدعوات  هي محل تعجب قسم من الناس يقولون هذه مصالح واتباع مصالح وهذه إجابة من الإجابات لكن إذا تذهب إلى بحث إجتماعي أعمق تقول بعض الأبحاث أن  الإحباطات التي يعشها الإنسان المسلم تولد نزوعاً شديداً عنده بلابدية أن يتغير شيئٌ وآنئذٍ أي دعوة يحتمل فيها أن تغير الوضع يسارع إليها يبادر إليها  الأن إذا إنسان يفتح عينه على وضع العالم الإسلامي يرى المآسي منتشرةً في كل مكان بين تفتح أخبار  بلاد غير إسلامية هي اخبار الربوتات المتقدمة وأخبار العمليات الجراحية المعقدة وأخبار النظريات العلمية المتقدمة وأخبار كذا وكذا  ولما  تأتي  الفقرة للعالم الإسلامي لوالشاشة تسيل دماً لسالت لا ترى إلا انفجارات وقتل وإحن وحروب ومشاكل وتدمير تدمير بمنتهى معنى الكلمة تدمير إقتصادي تدمير إجتماعي تدمير للأشخاص سحق للحياة هذه  الأحوال عندما يشادها الإنسان يصاب بالإحباط يا رب أين أنت عن هذا العالم أين نصرك الذي وعدت به عبادك

إنا  لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

أين  وإلى متى هل هناك حلقة ضيقٍ  أعظم من هذه الحلقة أليس كافياً هل ينبغي أن تدمر الامة أكثر من هذا فالإنسان هنا يأتي ويقول لا يمكن أن الله يرضى عن مثل هذه الأمور يوجد قسم من الناس المؤمنين يأتي ويقول لك .. اللهم أخر لي في قضاؤك   وبارك لي في قدرك حتى  لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت

يا رب أنا أعتقد بحكمتك وإدارتك لهذا الكون وأؤمن إيماناً جازماً  أن ما يجري في هذا الكون هو بنظر الله عزوجل  وعين الله ترعاه وضمن تدبيره وإن خفيت علينا الحكم والعلل والمئالات فأنا متوكل على الله متى شاء وكيف شاء ويوجد قسم من الناس لا يتحمل هذا المعنى فإذا ظهر واحد يرفع راية أمل وقال أنا المهدي قالوا الحمد لله أخير أذن الله لهذا الشلال من الدماء بإن يتوقف  آن لهذا الكم من الظلم أن يتراجع فدعونا نذهب خلفه ونسير معه الإحباطات عند قسمٍ من الناس تتحول إلى إستجابة سريعة لكل رافعٍ راية إصلاحٍ أملاً في الإصلاح من غير تحقيق أو تدقيق  لشدة تعلقه بحل المشكلة وهذا الذي يجعل قسم من الناس فعلاً يبادرون من غير تحقيق ومن غير تفكير لعلى وعسى أن تتغير هذه الامور هذا واحد من الاشياء التي تجعل هذه الدعوات تنبت وتجعل قسم من الناس أيضاًيقبلون ويسيرون معه شيئٌ أخر هناك متسلقون ومغامرون هؤلاء ينتهزون الفرصة مهما أمكنهم وعقليات الناس مختلفة يوجد عقليات مثل الحاضرون والحاضرات زادهم الله نوراً وبصيرةً هؤلاء يحسبون الامور بدقة وبحكمة بتعقل ويوجد قسم من الناس يفتل في ذروته وغاربه بثلاث كلمات  ينهي أمره يتحكم في ماله بكلمات يتحكم في نفسه بكلمات  يتحكم في دينه ومذهبه بكلمات  هؤلاء هم طعمة هذه الدعوات الكاذبة هؤلاء هم جند هذه الدعوات المنحرفة والتركيز عليهم لذلك ترى إستهدافات هذه الدعوات لا يذهب إلى شخص عالم ضحتى يدعوه إلى دعوته لا يذهب إلى شخص مفكر لا يذهب إلى شخص واعي لا يذهب إلى شخص صاحب بصيرة يذهب إلى شخص مسكين على قد حاله عنده شحنة حماس كبيرة جداً ولكن عنده وعي ضئيل فهنا يستطيع أن يسيره كيفما شاء هذا  متسلقون ومغامرون ويوجد هناك قسم من أصحاب هذه الدعوات  على الأقل في بداية أمرهم مخدوعين

نحن مطمئنين مثلاً إلى من كان يتحدث في زمان الإمام الصادق عليه السلام عن أن محمد النفس الزكية هذا هو الإمام المهدي لا ريب إنه كان مخدوعاً وإذا صدقه ولم يعلم تصديقه إذا يصدقه محمد النفس الزكية هو مخدوعٍ بهذا الأمر إذا هذا محمد السوداني أتى واحد وقال له أنا رأيت النبي في المنام وأكد علي هذا المعنى  أنه أنت المهدي المنتظر أنت أقل من غيرك يخدعه عن نفسه لا سيما إذا قال له ترى المهدي نفسه لا يعلم عن نفسه لابد من أن شخص يخبره بذلك  لازم يأتي له شخص يقول له ترى أنت المهدي وأنا أتيت رسولاً لك من قبل النبي وهذه مشكلة سالفة رأيت النبي ورأيت الإمام وهكذا أصبحت حجة كما سنشير فيما بعد إليها   عند بعض من الناس رؤية حجة  رأيت واحد من هؤلاء الذين لديهم منحى طائفي شديد ضد مذهب أهل البيت كأنه في مزاد فيديو مسجل له قال أنا إلى  الأن رأيت النبي اثنين وعشرين مرة وهذا شيى كثير جداً بعدها بفترة قصيرة قال سبعة وأربعين انا رأيته بعدها قال أنا إلى  الأن رأيت النبي ثلاثمائة وخمسة وستون مرة يعتبر كل يوم يرى النبي وهذا قال لي كذا وأمرني بكذا وهذا من نعمة الله علي وهذا من كرامة الله واحمد الله عزوجل وطبعاً قال لي إن هذا المذهب مذهب فاسد وباطل وهذا فيهم وهذا عليهم مثل هؤلاء غير مخدوعين ولكن يوجد قسم من الناس يكون مخدوعاً في نفسه فإذا أتى وانخدع هذا بشكلٍ من الأشكال وصدق نفسه   ومشى في هذا المشوار صار عندنا سبب إضافي لأعلان هذه الدعوات الكاذبة الأن كان في التاريخ مثل هذه الدعوات والأن أيضاً موجود حتى في مجتمعاتنا الإسلامية والشيعية  ليس فقط الشيعية والإسلامية في أمريكا ظهروا أربع مهدين سنة ألفين اربع كل واحد يقول الزود عندي ما دام لا توجد مقاييس في القبول والرفض لذلك ينبغي أن يعرض الإنسان المقاييس الكاشفة لزيف الإدعاء هناك مقاييس يستكشف بها زيف إدعاء هذا وذاك نشير إلى بعضها المقياس الأول موقف هؤلاء إتجاه العلم الديني الصحيح ما هو موقف هذه الدعوات  المهدوية الكاذبة إتجاه العلم الأن نفترض نحن في الدائرة الإمامية يوجد لدينا تراثٌ علميٌ  على الأقل عمره أكثر من ألف سنة من الزمان يعني منذ أن بدأ شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه الحركة العلمية في النجف الأشرف بل أسبق من هذا تستطيع أن تحسب من أيام الشيخ المفيد سنة ثلاثمائة أربعين خمسين النشاط العلمي كان لحد وفاته تقريباً بعد  الأربع مئة بقليل من ذلك الوقت إلى يومنا هذا انتجت المدسة الإمامية حجماً علمياً ضخماً  في مختلف الجهات في الأصول جهود بديعة وعظيمة تدقيقات رائعة في الفقه  الفقه الإستدلالي أيضاً كذلك في التفسير بكافة أشكاله كذلك في علم الرجال كذلك تأتي وتعرض هذه الدعوة الكاذبة للمهدوية الأن ما هو موقفها إتجاه هذا الحجم العلمي فائقة عليه أكبر من عنده هاضمة له دون رافضة له إذا فائقة عليه يعني مثلاً أكبر قامة مرجعية في هذا الزمن زيد من الناس  أحسن الكتب الكتب الفلانية إذا أتى بأشخاص ورأينا منهم علماً  يتجاوز هذه الأمور هذه أول علامة من علامات سلامة المسيرة لماذا؟ لأن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف  يأتي ليكمل ويتمم ما نقص من علوم هؤلاء أما إذا كما رأينا وهو الواقع الأن وهو أول ما يأتي هؤلاء  يضربون كل هذا الوجود العلمي.

اعتمادهم على الأحلام والاستخارات :

بعض هؤلاء كما ينقل في أحواله  من أدعياء المهدوية  ذهب إلى النجف الاشرف سنتين ثم بحسب تعبيره رأى المهدي في المنام  قال  له أترك هذا المكان  ولا تتعلم هذه العلوم لانها ضد علوم أهل البيت هذا الذي أتى سنتين ما لحق يقرأ لغة غربية  ورسالة عملية  لكن أصبح بستطاعته أن ينسف كل حجم العلم  إن هذا ضد علوم أهل البيت كيف  انتهى هو ضد علوم أهل البيت هؤلاء لما يأتون تأتي تسأله أنت عندك نظرية في الأصول  هذا كل حجمه سنتين في الفقه عندك شيئ لا مما يقرأ ويسمع في الرجال يقول لا الرجال أصلاً حرام لا يجوز تعلمه لماذا؟ يقول لك هذا أتى به المخالفون حتى يمنعونا عن التعرف على روايات أهل البيت لا ليس كذلك لانه سوف يجيب  من هذا الحشو الموجود في الكتب الان كتبنا وكتب غيرنا فيها الكثير من الروايات الصحيحة وفيها الكثير من الروايات غير الصحيحة الباطلة فيها حشو كثير فهو إذا يريد أن يأتي بحشو من هذه الروايات ويدعه أمامنا سوف نقول له ترى هذا بحسب موازين علم الرجال والدراية هذه الرواية ساقطة لا قيمة لها هؤلاء الرواة ضعاف هذا الكتاب الذي أنت ناقل منه كتاب غير معلوم  إنه لمؤلفه  يوجد هناك علم يبحث في صحة إنتساب النسخة إلى المؤلف والكتاب إلى المؤلف ويعرف الراوي كان في هذا الزمن أو لم يكن أو أساساً هذا الراوي موجود أم غير موجود ثقة أم غير ثقة فنستطيع أن نقول لك هذه الرواية غلط نستطيع أن نقول لك هذه الرواية مجهولة  ضعيفة  لذلك أسهل شيى عنده يقول لك أصلاً علم الرجال لا ينبغي أن يكون هذا باطل وأتى من عند السنة هو يفتهم  الشغلة موقف هذه الفئات من العلم الديني الصحيح هو موقف الجاهلين هو موقف غير العارفين

طيب أصول ليس لدينا فقه هم ما عندنا في الإستدلال علم الرجال أيضاً ما عندنا ماذا نصنع على ماذا نعتمد يقول لك نحن نعتمد على الإستخارة  الإستخارة عندهم منهج  ثابت تريد أن تتبعنا أم لا  لا ما اتبعكم إستخير  طبعاً هو ذكي هؤلاء عندهم نسبة من الذكاء  لو افترضنا مئة شخص إستخاروا عنده إحتمال أن تأتي زينة وإحتمال لا

نص بنص الإحتمالات الرياضية موجودة فمن مئة شخص إذا أتى له خمسين إستخاروا وطلعت خيرتهم زينة هو في الربح  لا يهمه الخمسين الباقين ولو أردنا أن نطبق هذا البرنامج على سائر   الأماكن  لنفترض مسيحي يقول لك انت المسلم تعتقد بالخيرة تعال إستخير تصبح مسيحي أم لا  تقبل لنفسك هذا الأمر  إحتمال خمسين في المئة من المستخيرين تطلع الخيرة زينة على أن ينتموا إلى المسيحية تذهب وتترك الإسلام وتصبح مسيحي بناءاً على الخيرة هذا أمر غير مقبول يهودي يقول لك نفس الكلام لا بل ملحد هم يقول لك ذلك قد يكون أن الإيمان بالله صحيح وقد يكون غير صحيح تعال إستخير أنا الملحد لا أعتقد بالخيرة لكن أنت المسلم تعتقد بها إستخير تصبح ملحد هناك إحتمال خمسين في المئة أن تأتي الخيرة زينة وسبق في العام الماضي نحن ذكرنا إن الإستخارة لا يمكن أن تكون في الأصول العقائدية لا يمكن أن تكون في إثبات الشرعية بل حتى في الامور العادية لو أتت الخيرة على أمرٍ إنها جيدة وعلى تركه إنها غير جيدة لا يلزمك العمل بها لو خالفتها مع ذلك لا تكون مأثوم من الناحية الشرعية واحد إستخار على شيى طلعت زينة على ترك شيئ طلعت مو زينة ما عمل بها ذلك العمل خالف الخيرة لم يرتكب إثماً ولم يذنب ذنباً هذا في الأمور العادية فكيف في الامور الإعتقادية تريد أن تترك الإسلام أم لا إستخير تريد أن تصبح مسيحي إستخير تريد تصبح يهودي إستخير لا يمكن كذلك تريد ان تصبح معنا نحن أدعياء المهدوية إستخير  ما يمكن هذا الكلام واحد يأتي ويقول لك أنت من أتباع أهل البيت وأنا من أتباع المدرسة الأخرى  أليست الخيرة عندكم زينة إستخير على ترك المذهب مالك وتعال معنا تقبل لنفسك هذا أترك مذهبك بالخيرة اترك دينك بالخيرة أصبح يهودي بالخيرة أصبح معتقد لهذا الشخص المغرر بالخيرة فيأتي يعتمد لك بدل ذاك الحجم العلمي البديع الذي خلفه العلماء على مدى اكثر من أحد عشر قرن من الزمان يأتي يقول لك أنت أخر عمرك أن تشتغل بالخيرة أو تشتغل بالأحلام بالرؤى مثل ما ذاك قالوا له أنت المهدي وأنت لا تعلم عن حالك بالفعل عمل حاله المهدي فيما بعد تعال أنت أيضا إذا رأيت هذه الليلة رؤية صدقها وإعمل بها وذكرنا  في العام الماضي والعام الماضي الذي سبقه إن هؤلاء يأتون ويرسمون الحلم يأتي يقول لك الليلة سوف ترى شخص عليه عمامة خضراء وجهه منير   جالس يرسم خريطة في ذهنك ووجهه منير يأتيك في المنام ويقول لك أن فلان وهذه الجماعة على حق رسم كل الصورة وجعل الفديو كله في ذهنك لما تذهب أنت للنوم يأتي هذا من ألاوعي و ينتقل إلى منطقة الوعي  يأتي الصباح  سبحان الله نفس الكلام الذي قاله لي  بالضبط لم يختلف  أبداً  نفس الشخص نفس الكلام    هذا خلاص رسم في ذهنك وجعل الفديو فيه  فهذا أول مقياس لهؤلاء عرض رأيهم على العلم الديني الصحيح هؤلاء عادة يدعون للتجهيل  يدعون للحشو يدعون للغفلة لا يدعون إلى الإبتكار العلمي وإلى النشاط العلمي تراه عادة ليس لديه مستويات من هذه المستويات التي نعهدها في مراجع الدين الإمام المهدي وأمثاله  هؤلاء مراجعنا لا شيئ أمام علمه ومع ذلك هم القمم السامقة  هذا أول مقياس المقياس الأخر الذي يمكن أن يعرض عليهم في هذا الباب هو أن نعرض هؤلاء على موقفهم إتجاه المرجعية نفسها مراجع الدين المفروض في هذا الزمان هم قادة الطائفة المرجعية الدينية هي قيادة الطائفة هي صيانة الطائفة من الناحية العلمية من الناحية الإجتماعية هي التي تلم هذه الطائفة ومحافظة عليها والمفروض إن الإمام المهدي أو إذا أتي أحد من وكلائه الخاصون يدعم هذه المرجعية  ويرفعها صح ام لا

لأنهم  هم الحافظون لحدود الله والمرابطون على ثغور المذهب والصائنون لهذه الطائفة المفروض هكذا هذه الفئات شغلها الشاغل تدمير المرحعية لذلك لما قالوا في قضية جند السماء عام ألفين وسبع ميلادي  كان عندهم معسكرات وأسلحة خارج النجف  ومجمعينها على أساس محرم يهجمون على النجف الأشرف الناس مشغولة  في المآتم والعزاء وكانت خطتهم أول ما يحتلون يحتلون بيوت المرجعية  ويقتلونهم فوراً كل المراجع من الطبقة الأولى والثانية يقضى عليهم ومدرسين الحوزة الكبار أيضاًيقضى عليهم   إما بالإعتقال أو بالقتل ثم بعد ذلك يباشرون في سائر المخطط طيب هنا ما هي مصلحة الإمام المهدي في أن يقتل المرجعيات الدينية هذا الصورة الفاقعة للعداوة  وأما الصورة المخففة هي الكلام الكثير في مثالب المرجعيات  هذا المرجع فيه كذا وذاك المرجع فيه كذا وذاك المرجع عنده كذا وهذا ما عنده كذا بعض هؤلاء شغلهم الشاغل  الطعن في المرجعية عندنا لا توجد أي قضية من القضاية  تهم المجتمع الإسلامي  والمجتمع الشيعي  إلا أن ندمر هذه  المرجعيات   الدينية التي حافظت على الطائفة والأمة فأنت تلاحظ أن من  المقاييس هو موقف هذه الدعوات من المرجعية لازم يقول لك المراجع كاذبون لازم يقول لك المراجع مخالفون لازم يقول لك المراجع ضد أهل البيت عليهم السلام لازم يقول لك نحن لا نسمع إلى كلام المراجع لأنه بهذه الطريقة يقول لك إسمع كلامي أنا لا تسمع لهم فيسيطر على أتباعه بهذه الطريقة هذا أمر ثاني أو مقياس ثاني   الأمر الثالث وأنهي به الحديث  عرضهم على ما قاله الإمام الصادق عليه السلام على ما لا يجيب فيه إلا مثله تعال أنت المهدي أهلاً وسهلاً إبن المهدي هم على عيني وراسي أخو المهدي هم على نافوخي  محترم مقدر  طيب هذا المهدي أو إبنه أو أخوه أو وكيله الخاص  يعني متصل بالغيب صح أم لا

فلازم يكون مختلف عني أنا الإنسان العادي  أنا الإنسان العادي مطحون في هذه الدنيا لا أستطيع ان أعمل شيئ تجري علي المشاكل والمصائب لأن قوتي ضعيفة  أنت المهدي والذي يستند إلى قوة الله أو إبن المهدي الذي يستند إلى من يستند إلى قوة الله  أو أخو المهدي أو غير ذلك صار لك خمسة عشر سنة عشرين سنة عندما بدأت هذه الدعوة الكاذبة تعال وناولني إنجاز واحد حققته لشيعة أهل البيت واحد فقط   إنجازاً واحداً خلال الخمسة عشر سنة  غيرت حال إنسان فقط لا أكثر لا أقول لك غيرت حال طائفة والشيعة وغير ذلك إلى متى  خمسة عشر  سنة وعشرين سنة تمر وغير ذلك  إذا لا تستطيع أن تعمل شيى فما هو الفرق بينك وبيني  أنت إنسان مطحون مغلوب على أمرك وأنا أيضاً إنسان مطحون مغلوب على أمري  لماذا أنت تصبح المهدي وأنا لا ماهو الفرق عندك عني هذا واحد في الامور العلمية توجد بعض القضاية الغيبية يقول الإمام عليه السلام

 سلوه عن العظائم التي لا يجيب فيها إلا مثله

 توجد مسألة شرعية  مسائل الشك والسهو والحج هذه أي طالب علم يستطيع الإجابة عليها لكن هناك مسائل غيبية لا يستطيع أن يجيب عليها  إلا من كان على إتصال بالله عزوجل عبر الإمام تفضل خبرنا عن مسائل غيبية  أنت لا تعلمها وغيرك لا يعلمها الذي هو مرتبطٌ بالسماء أو وكيل عنه يعلم ذلك ويخبر الإمام وكيله نتحدى أن يخبرنا عن شيئٍ غيبيٍ هاك تفضل هذه مسألة غيبية إذهب ستة أشهر وتعال بالجواب لا يستطيع ذلك سلوه عن العظائم التي لا يجيب فيها إلا مثله  إذا عرضنا هذه المقاييس على صاحب أي دعوة لا شك إنه يفشل فيها إن كان مبعوثاً من الله عزوجل  فبراهينه واضحة ظاهرة  وكل هذه الأمور سوف يجتازها إن كان كاذباً كما هو  الذي يوجد في مجتمعاتنا المسلمة فلن يستطيع جواباً كان الأولى بهؤلاء أن يلتفتوا إلى قول الله عزوجل ( أالله  إذن لكم ) الله قال لك إذهب وقل أنا الإمام المهدي أو قال لك قل أنا إبن المهدي أو قل أنا أحد المهدين الأثنى عشر  أو أحد المهدين الأربع وعشرين أم غير ذلك أم على الله تفترون

لا ريب أن هذا إفتراء على الله لاحظوا أن ذوات السامقة في أهل البيت عليهم السلام  يوجد شخص نسخة متكاملة من رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وهو لم يدعي أي إدعاء شخص نسخة في أخلاق النبي نسخة في فكر النبي نسخة في منطق النبي عقليته ونطقه وكلامه ومع ذلك لم يتقدم خطوة ولم يدعي دعوة كاذبة

مرات العرض: 3397
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2558) حجم الملف: 64642.86 KB
تشغيل:

فهم الحديث ودوره في ثقافة الأمة
8 معا .. لمواجهة الابتزاز الجنسي