8 معا .. لمواجهة الابتزاز الجنسي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 8/1/1438 هـ
تعريف:

معاً لِمُواجهة الابتِزاز الجنسي

?تابة الأخت الفاضلة أم أحمد

قال الله تعالى : ( بِسْمِ اللهِ الرحْمَنِ الرَّحِيم * وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَل الظَّالِمُون إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ) صدق الله العلي العظيم

 حديثنا يتناول مشكلةً اجتماعيةً ابتُلِيَت بها مجتمعاتنا الإسلامية ، وهي : مشكلة الابتزاز الجنسي .. ينبغي أن يتعاضَدَ فيها أهل التوجيه ، وأهلُ التربية والتعليم ، وأهلُ الإعلام ، والمؤسسات الرسمية والقانونيةُ التي ترتبِطُ بالعُقوبات ..

المقدمة الأولى / تِقَنِيَّاتٌ مُتقدِّمة وعقلِيَّاتٌ مُتخلِّفة ..من المفروض أنه كلما تقدمَ العلمُ في المجتمعات ، وأنتج تِقَنِيَّاتِ مُريحَةً لِحياةِ الانسانِ ، أن يتعاضَدَ إلى جانبِ ذلك ارتفاعٌ في مُستوى التَّعَقُّلِ والمعرفة .. وهذه هي القاعدة ؛ لأن التقنيات والأجهِزة هي نِتاجٌ لِمرحَلةٍ مُتقدِّمةٍ جداً من العلم .. والمفروض أن اعلم إذا ارتقى يرتَقي بالمجتمع بشكلٍ كامل .. في الماضي كان الحجم العلمي مُتَناسباً مع وسائل المواصلات مثلاً كالبعير والخيل وأمثالِ ذلك .. عندما تقدم العلم الطبيعي أنتجَ تِقنِيَّات ووسائل جديدة للمُواصلات ، وكذلك أنتج وسائل للتواصل ، والمفروض أن زيادة العلم في العالم أن تكون العقول قد ارتقت وارتفعت ،، إلا أنّ ما يُؤسَفُ لهُ أننا نجد خُصوصاً في بلادِنا العربية والمُسلِمة انفكاكاً بين عُلُو التِّقَنِيات ودُنُو العقول والأفكار ، فتجِدُ الانسان مثلاً يستخدم آخر الموديلات من السيارات ووسائل الاتصال ، إلا أن عقليَّتَه لا تزال عقلية داحِس والغَبْراء في الجاهلية ، فِكرهُ لا يزال يقوم على أساس الثارات ، هذه العقلية تتناسب مع الزمان الجاهلي ، لا تتناسب مع القرن الحادي والعشرين ..ويحتاج المجتمع المسلم إلى نهضةٍ في عقله وفِكرِهِ ومَدارِكِه ، التي يُفترض في أن هذه التقنيات سهلتها ويسَّرَتها ، في وقت من الأوقات كان الانسان ينتقل من بلد إلى بلد ومن مكتبةٍ إلى مكتبة ، ويتحمل عناء ومخاطر السفر ؛ ليحصل على المعلومة ..

نُقِل أنّ ابن بابويه القُمي رضوان الله تعالى عليه صاحب كتاب – فقيه مَن لا يَحضُرُه الفقيه – تَنَقَّل في كثير من البلدان الإسلامية وعكَفَ فيها ، وبَحَثَ في مكتباتِها ؛ لكي يُؤلِّفَ كُتُبَه .. بذل الكثير من الوقت والجُهد والمال في سبيل أن يُحَصِّل هذا الحجم من المعلومات ، اليوم مع هذه التقنيات الجديدة أصبح في إمكان الانسان أن يدخل على الكثير من مكتبات العالم في أقصى بقاع الأرض ، الآن مكتبات واسعة مفتوحة الانسان عَبْر الانترنت ، فالعلم أصبح مُتاحاً ، لكن العقلية ما تزال هي العقلية الماضية ، لذا نرى المجتمع يستخدم هذه التقنيات العالية في اصطياد هذه الفتاة ، والتهريج على هذا الانسان وأمثال ذلك ، بدل استخدامها في تنمية فِكْرِه ، ولا لِزِيادة عِلمِه ، ولا لِتطويرِ عقلِه .. هذه العقليات القديمة مثل قُرصان يقِف على حاشية البحر ، أو على قارِعَة البر ويبْتَزُّ الناس أموالَهم وأعراضَهم .. هذا اليوم أصبح بهذه التقنيات العالية ..

المُقدِّمة الثانية / أن المجتمع العربي كما يُشيرُ عددٌ من الباحثين الاجتماعيين يتأثر بتقاليد وعادات الصحراء والبادية ؛ نَظَراً لكونه يعيش على حاشية الصحاري والبوادي فيتأثر بنفس العقلية البدوية في فهمِ الدين فَهْماً غليظاً ، في إعلاء مسألة العار حتى فوق الأحكام وفوق العقيدة ، وهو أمرٌ بدائيٌّ جاهليٌّ ، ولذلك رأينا في هذه المجتمعات ما يُسمى بجرائم الشَّرَف ،لو فرضنا أن فتاةً قد ارتكبت خطيئةً ، جرت العادة في هذه المجتمعات ، أنه يحِقُّ لأبيها أو أخيها أو عمها ولابن عمها أن يقتُلَها ؛ نظَراً لأنها ألحقت بالعائلة عاراً ؛ فلكي يغسِل شرفَهُ كما يقول لابُد أن يقتُلَها

فلا يسلَمُ الشرَفُ الرفيعُ من الأذى ***   حتى يُراقَ على جوانِبِهِ الدمُ 

مع أنَّ هذا البيت قيل في غيرِ هذا الموقِع ، لكننا نجد مثل هذا الأمر ، حتى أن هناك في بعض الأقطار العربية توجد أماكن في المقابر تُرمى فيها فيها هذه البنت الخاطئة بعدما تُقتَل من غير أن تُجهَّز ولا تُكفَّن كما تُرمى أي جِيفَةٍ من الجِيَف .. هذه العقلية هي عقليةٌ جاهليةٌ ماضية ، في الإسلام توجَد أحكام شرعية تضْبُط مثل هذه الأمور ،لكن التأثُّر بهذه الحالة الجاهلية والبدوية ، الانتقام بِاعتبار هذه القضايا ، الحِقد الذي لم يُهذِّبهُ الدين نجمت عنه هذه القضايا التي تأثروا بها أكثر من التأثر بأحكام الشريعةِ وأخلاقها .. ولقد صدق الشاعر في وصفِ هذا الأمر – تقدُّم التقنيات وتخلُّف العقليات – في قوله :

خُلاصَةُ القضِية تُوجَز في عِبارة

لقد لَبِسْنا قِشرَةَ الحضارة

والروحُ جاهلية

عنده هذا الجهاز أقصى ما انتجهُ العلم لكن القلب مُتخَلِّف ، العقل عقلٌ جاهلي ، لذلك لا غرابة أن تُستخدَم مثل هذه التقنيات في أسوء ما يُمكِن ... في الماضي كان الثأر يقوم على القِتال بالسيوف قبيلة وقبيلة ، تَيَّار وتَيَّار ، جماعة وجماعة وقتال ، الآن مع هذه الأجهِزة صارت الحروب بالقنوات الفضائية ، صار الانتقام بوسائل التواصل ... ومن ذلك ما يحصل من قضية الابتزاز الجنسي كما يُعرَف في زماننا ..

ما هو الابتزاز :

تعريف الابتزاز : هو امتلاك شخص أو جِهة لِمعلومات حول شخصٍ أو جِهة ذات طبيعة تدميرية اجتماعياً ، ثم الاستفادة من هذه المعلومات في ابتِزازِه مالِياً أو سياسِياًّ أو جِنسِياًّ .. زيدٌ من الناس لديه معلومات مُدَمِّرة عن عمرو تسيءُ لموقعه الاجتماعي إساءة كبيرة فيقوم زيد بابتزاز عمرو ، تُعطيني هالمقدار من المال أو هذه المُتعة الجنسية أو أنشر هذه المعلومات عنك .. وقد يكون الابتزاز من طرف امرأة لِرجُل .. وعلى مستوى الدول تقول دولة لأخرى أنا عندي هذه المعلومات عنكِ فإما أن تشتري مني الأسلِحة أو تأخذ هذا الموقف السياسي وإلا نكشِفُ هذه المعلومات للملأ العام ... وتتعدد جهات وأشكال قضية الابتزاز .

المشكلة الأكثر حِدِّيَّةً هي المُشكِلة الجنسية التي أصبحت في كثيرٍ من الأماكن مشكلة مُقْلِقَة ؛ نظراً لأن موضوع الاتصال والتواصل الآن أصبح سهلاً ويسيراً .. الشاب أو الشابة من عمرٍ صغير يمتلكان هذه الأجهزة وهما ليسا في وضعِ نُضْجٍ أو حِكمة ، ويُريدان الانفتاح على الدنيا ، هنا يأتي الخطر الذي رأينا كثيراً من مظاهِرِهِ ، ابتزاز مالي .. مثال : نُشِر في إحدى الصُّحُف أن امرأةً مُوَظَّفة طُلِّقَت ، فبدأت تتراسَل مع شخصٍ أظهر لها أنهُ يُريدُ أن يتزوجها ، فرحبت هي بهذا الأمر ، لكنها لم تتَّخِذ الطريق المُناسب حيث أغراها بالكلام الجميل والوعود المختلفة بأساليب مختلفة إلى أن أقنعها بأن يلتقيا للتعرف على بعضهما ، انزلقت وذهبت وحصل ما لا ينبغي ذكرُه من الخطيئة ، والرجُل وثَّق ذلك تصويراً ، ثم بدأ بابتزازها ، وعندما ذكَّرته بوعوده قال : هل أنا مجنون لأتزوج من امرأة أعطت رجلاً غريباً عليها ، ما يُدريني أنك لم تفعلي ذلك مع غيري ؟ الآن أنتِ يجب أن تعطيني 5000 آلاف ريال كل شهر ، وإذا لم تُعطِيني المال سيصل هذا المقطع لأهلكِ ثم على الانترنت ، واستمر الأمر لعدة أشهر ، ثم طلب منها قرضاً بمائة ألف بحجة المتاجرة ، هنا المرأة اتصلت بالجهات القانونية الرسمية وقُبِضَ عليه وسُجِن .. هذا ابتزاز مالي ..

في الزمن السابق أمر التهديد كان سهلاً   ؛ لأنه ممكن أن يسافر لبلدٍ آخر وتنتهي القضية ، لكن الآن الانترنت يحاصر الانسان في كل بلدٍ يذهب إليه ..

يوجد أيضاً ابتزاز جنسي : ينقل أحد كُتَّاب العقود أنه ذات ليلة عقد على شابٍ وفتاة ،، وفي النهار جاء والد الشاب يريد فسخ العقد ، فرفض كاتب العقد أن يفسخه واستفسر عن السبب لعله يستطيع الإصلاح بينهما فرفض الرجل الافصاح ولكن بعد إلحاح قال إن الفتاة هي التي تريد فسخ العقد ؛ لأنها كما تقول قبل عدة أشهر انزلقت بالخطيئة مع شاب والآن بعد الآن أرسل رسالة يهددها إما أن تستمري معي أو أنشر المقطع في كل مكان ، فاختارت أن تترك زوجها .. فبِئس ما صنعت مع انسان مجرم .. هذا الابتزاز بكل صورِه لا رَيْب هو جريمة بتمام معنى الكلمة قول الله عز وجل : ( وَلاَ تَحْسَبَنِّ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصًار * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِم لاَبَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ) .. فهو ظالم ومُجْرِم بتمام معنى الكلمة ؛ لأنهُ يُدَمِّر حياه إنسانة وإن كانت خاطِئةً معَهُ ..

رسالة إلى الأسرة: 1/ أن يتعاضَد الجميع بِدْءًا من ذاخل المنزل ، والمدرسة ، المُدَرِّسات ، زسائل الإعلام لبيان هذا الأمر والتحذير الشديد للفتاة من الخطوة الأولى ؛ لأنها الخطوة الأخيرة ، لأن يصعد شخص إلى السطح ويضع قدمه على الحافة فينزلق ، هذا انتهى خلاص لاينتظر أن يتوقف فجأة قبل أن يصل إلى الأرض وإنما سينتهي من تلك الخطوة .. على الأب والأم ان ينْفَتِحا على ابنتِهِما بالمقدار الذي يُناسب في بيان هذه المصائب ؛ حتى تحذر الفتاة عن وعْيٍ ومعرِفة ، المدرسة الفاضلة التي تُدرِّس البنات حتى وإن كانت تُدرِّس اللغة الانجليزية ، أو الفيزياء أو غيرها ،ينبغي أن تلتفِتَ إلى هذا المعنى ، وأن تُعطيَ تربيةً وتعليماً أيضاً ، ومن التربية هذا التوجيه ، ولا ريب أن قسماً منهُنَّ يقُمْنَ بهذا الأمر نفهُنَّ يُخَفِّفْن من المشكلة ، والكلام للفتاة الخاطئة أنتِ لا تختلفين عن غيرطِ وهو لا يختلفُ عن غيره ، ومن الخطأ التفكير في غير ذلك من أنه بريء ، ولا يقصُد الإساءة ، لأنه مثلاً يوصي بطاعة الوالدين دوماً ، وهذا جزء من المخبوءِ تخت التراب ، هو لا يُفتِّشُ عن زواج وحيٍّ حقيقي ، وإلا لكان يعرِفُ الطريق إلى أهل هذه الفتاة ، وإنما يُفَتِّش عن فتاة ساذجة طيبةُ القلب تُسْلِمُه قلبها ، بل رقبتها ، ثم بعد ذلك تُطالِبَهُ أن لايخنُقها .. لماذا حرَّم الإسلامُ الخلوة مع الأجنبية ؟

لماذا حرّم تبادل كلمات الحب والغرام بين شخصين لا تربطُهم علاقة شرعية ؟

هذا ليس عداوةً للشاب ولا للفتاة ، وإنما هو حكمة مُخْتَزَنة ومُتراكمة من هؤلاء البشر ؛ حتى لا يتورَّط الناس في النتائج السيئة وضع القوانين قبل أن تحدث هذه النتائج ..

   2** لو زلَّت فتاة بفعل جزءٍ من الخطيئة مع هذا الشاب ، لا تذهبي وحيدة فإنَّ القاصِيةَ للذئب ، وأخبري أهلكِ بالمشكلة ؛ لِطلب المساعدة في التخلص منها ، لا تتساوم مع هذا الشاب في ابتزازاه فهذا كلُّه اتجاه خاطيءٌ وباطِل ، توقفي وانظري إلى الأكثر انفتاحاً عليكِ من الوالدين أو الإخوة وأخبريه بما حدث ، واطلبي منه المساعدة في الخروج من هذه المشكلة ، هنا يأتي دور الوالدين عليهما أن يتبيَّنا أنهما أبوان مُرَبِّيان في هذا الاتجاه ، فالأبوان بالإضافة لقدرتهما على الإنجاب لديهما القُدرة على التربية والإرشاد والاستيعاب والتوجيه ، وهُنا تتَبَيَّن هذه القُدرة إن كانت موجودة عند الأبوين أو لا هما فقط قادِران على الانجاب دون التربية والاحتضان واستخراج هذه الفتاة – ابنتهم – من داخل الوَحَل والمُستنقَع .. لايكون تفكير الأوين مُنْصَب على كلام الناس ونَظْرَتهم ، ابنتكما أخطأت عليكما بممارسة دوركُما الأبوي ، فليتحدّث الناس إلى يوم القيامة المهم هو إخراج البنت من هذا المأزق ،، وجعلها تسيرُ على الطريق المُستَقيم ، فمتى توَقَّفَ كلام الناس عن الصالح فضلاً عن الطالِح ، كن شُجاعاً وحنوناً في نفس الوقت ..

- لو ابنك أخذ سيارتك وغرَّز بها ، هل المهم هنا أن تضربه وتنتقم منه أو أن تُخرِج السيارة من الرمل ؟

اللوم والضرب والانتقام ليست طريقة للإخراج ابنتك مُتورِّطة ونادِمة ، استخرجها من هذا الوَحَل واسترجِعها إليك ، بعد ذلك عاتبها ، أدِّبها بمقدارٍ مُعيَّن ، بَيِّن لها خطَأها ، ولكن كلُّ ذلك في إطار الاحتضان والاحتواء والتقريب ، في ألمانيا قبل مدة واحد من اللاجئين في دولة أوروبية مُتَقدِّمة كانت ابنته على علاقة حبٍّ مع شاب ، ذهب هذا الأب وبدون تحقيق وذبح ابنته ذبحاً ، ثم تبيَّن فيما بعد أنها بريئة من أي اعتداء ؛ وهذا لأنه كان يعيش في منطقة مشهورة بجرائم الشرف ، وجرائم الشرف في المناطق العربية ليس عليها عقوبات ، وفي أقصى الحدود يُسجن شهرين ، صحيح أن الأب لا يُقتَل بولده لكن العم لو قتل ابنة أخيه بهذه الحجة أو ابن العم ، هو قاتل يجب أن يأخذَ عقوبة القتل المُتَعَمَّد .. لكنه يفتخِر بأنه غسل شرف العائلة وطهَّره .. وهذا القانون _ مع مُخالفته للشرع والعدالة _ مع الأسف ، مُشَرَّع من مجالس نِيابية .. مفكر يقول : نحن ورّطنا كل العالم ، في كل العالم صنعنا لهم مشاكل ، بلادنا تعجُّ بالمشاكل ، وإذا ذهبنا للدول الأجنبية ملأناها بالمشاكل ..

_ 3 / في بعض الأحيان هذا الشاب الذي فعل الخطيئة مع الفتاة قد يُدرِكُه العقل ويُفكِّر في الزواج _ وهذا جائز شرعاً _ نعم هناك مَنْ يحتاط بحَيْضَةٍ بين هذه الخطيئة والزواج .. لكن أصل الزواج لا بأس به .. لكن لو كان الشاب – وهذا هو الغالب – لا يُفكِّر إلا في المتعة والحصول على المال ، هنا يأتي دور القانون ، وهذا موجود في كل بلاد العالم ، أن موضوع الابتزاز المالي أو الجنسي عليه عقوبات مُشدَّدة من الناحية القانونية ، وفي بعض الدول التي حولنا أقل غرامة مالية في هذا الموضوع قد تصل إلى نصف مليون ريال .. والعقوبة البدنية أقلها سنتين سجن ، وقد تصل إلى 10 سنوات ... في حالة الابتزاز الجنسي أو المالي لابد من وقفة صارمة ، بمعرفة التلفون المتَّصَل منه ن ومالكِه ومكانِه ومعلوماتِه ، فيتحدث معه إن أراد الخير كالزواج وإلا ينبغي التبليغ القانوني عنه ؛ لكي يلقى عقوبتَهُ المناسبة وعندنا جهات رسمية ومُخصَّصة – مكتب مُكافحَة الابتزاز - تتلقى الاتصال للتبليغ عن محاولات الابتزاز وهي نعمل على مدار الساعة ... وفي الغالب أنهم يقومون بِدورٍ إيجابيٍّ وجيد .. ولا ينبغي أن نتصف بالسلبية ونقول عنهم حاميها حراميها ..الغساد موجود في كل مكان وفي كل المجتمعات ، ولكن بشكلٍ عام هذه المؤسسات تقومُ باللازم والمناسب في متابعة هؤلاء المجرمين .. وهذا الطريق أفضل بكثير من الاعتداء على الشاب المعتدي على ابنتنكم بالضرب أو القتل أحياناً ، فيُصبِح المظلوم بحُمْقِه ظالِماً ، وذلك الظالم المجرم المعتدي على ابنتكم يُصبِح بريئاً مُبَرَّءً ، لا تُنَفِّذ القاانون بنفسك ، وهذا غير مسموح لك وفيه محاذير ، وقد يُعتَبَرتحدِّياً للدولة والقانون ..

كلمة للمُبْتَز / أيها المُبتَز أبشِر بما قاله الله عزَّ وجل : ( وَلاَ تَحْسَبَنِّ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصًار * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِم لاَبَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ) وهذا تهديد ، لا تُفكِّر أن الله تعالى غافِلاً عنك ، ولكنه يُعطيك مجالاً لتعود إلى نفسك وتنتبه لتصرفاتِك ، وإلا فستأتي وأنت في أعلى درجات الخوف مُنكِّساً رأسَكَ خجلاً من الناس . هذا هو العقاب الأخروي ، والعقاب الدنيوي في الحديث عن النبي المصطفى صلى الله عليه وآلِه وسلَّم : ( مكتوبٌ في التوراة أيُّها الناس لا تَزْنوا فتَزْني نساؤُكم ، كما تَدينُ تُدَان ) ..

هل النبي بحاجة للاستشهاد بالتوراة وعنده القرآن أفضل منها ؟ لا لكنه يقول مكتوب في التوراة ؛ حتى يُخبِرَنا بأن هذه من القضايا الدينية التي تتفِقُ عليها جميع الديانات .. وقريب من هذا حديث عن الإمام الباقر عليه السلام : ( كان فيما أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى موسى عليه السلام : يا موسى ابن عمران مَن زَنَى زُنِيَ بهِ ولو في العقِبِ من بعدِه ، يا موسى عُفَّ تَعُف أهلُك ) ، وهل الزنا بعَقِبِهِ من العدالة الإلهية ؟ ما هو ذنبُ أحفادِه لِيَحدُثْ لهم الزنا ؟ حتى من زُنِيَ به المقصود زُنِي بزوجته أو أخته أو ابنته ، مثال : لو قال انسان أنا سأترُك الزبالة على باب منزلي ولم يسمع لنداء أحد بحجة أنه حرٌّ في بيته ، بعد شهرين من الجيران مَنْ سيُصبِحُ مريضاً ، أو يُصاب بالميكروبات ، ماهو ذنبهم ؟ بماذا قَصَّروا ؟ هذا هو القانون الطبيعي .. أنَّ إشاعة الزبالة في هذا المكان يعني نشوء المرض في هذا الحي ، زهكذا شيوع الرذيلة في هذا المكان يعني وجود احتمال أن يحدُث في بيتِكَ ، وفي بيتِ ابنكَ ، وفي بيتِ حفيدِكَ كما نُدين تُدان .. الله ليس غافلاً عما يعملُ الظالِمُون ..

وأخيراً للمُجتمع كلمة / إن هذا الشاب المُبْتَز - سواء كان زانياً أو مُشيعاً للفاحشة - بالحُكمِ الشرعيِّ فاسِقٌ ، في عملِه إيذاء لإنسان مؤمِن ، هذا ذنب وتَعَمُّدِ هذا الذنب يوجِب الفِسْق .. والفاسق لا ينبغي أن يُصَدَّقْ ، لا سيما في زماننا إذ صار أمر المونتاج والفوتوشوب وتركيب الصور مفتوح الأبواب بحيث يُمكِن حتى إنتاج فلم بدون وجود أبطال عبر برامج الكمبيوتر ،، فهنا لاقيمة اعتبارية لمثل هذه الصور والفيديوهات ، بالإضافة إلى أنه يُعتَبَرُ إنساناً فاسِقاً ( وَإِذَاجَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا .. ) لا تُصدِّقوه ، لاتأخُذوا منه كلاماً أبداً ...

مرات العرض: 3387
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2554) حجم الملف: 64293.83 KB
تشغيل:

9الدعوات المهدوية الكاذبة وملامح مشتركة
من هم عبید الدنيا ؟ /  المقتل