13 رمضان / الانجيل في المسيحية وعقائدها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/9/1437 هـ
تعريف:

13- الإنجيل في المسيحية وعقائدها

تفريغ الفاضل علي جعفر الجمريّ
تصحيح الأخ الفاضل سعيد ارهين

"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

حديثنا  - بإذن الله تعالى - حول "الكتب المقدسة لدى المسيحين"  ،  وفي طليعتها الإنجيل  . وسنتعرّض إلى شيءٍ من أهم عقائد المسيحيين .

أهميةُ هذا الموضوع تكمنُ في نقطتين:

الأولى : تحصيل معرفةٍ عامةٍ ، تُمكننا من المقارنة بين ما لدى سائر الديانات وبين الحقّ الثابت الحقيق بالإتباع المتمثّل في الدين الخاتمِ ، الإسلام .

الثانية : تحصينُ أبنائنا - المبتعثين منهم أو المولودين في البلاد الأجنبية - بإيصال رأي الإسلامِ المتعلّق بقضايا المسيح إليه؛ كي يكونوا في حرزٍ حالَ تعرضهم للرؤية المغايرة ، يُمكنّهم من مناقشتها والرد عليها بمنطق ورؤية الإسلام .
 ـــــــــــــــــــــــــــ
يؤمن المسيحيون بالعهد القديم (توراة نبي الله موسى والأسفار التي تحتويها ) ، وبالعهد الجديد (الإنجيل وما يرتبط به) .
ومما يُذكر في هذا الشأن ، حصولُ محاولاتٍ هادفةٍ لفصل التراثين ؛ اليهودي والمسيحي عن بعضهما في فترةِ "بولس الطرسوسي". لكن تلك المحاولات لم يُكتبُ لها النجاح ؛ إذ ظلّ المسيحيون على إيمانهم بالعهد القديم ( التوراة ) إلى جانب إيمانهم بالعهد الجديد ( الإنجيل ) .
ومن نافلة القول أنّ الإنجيل عند المسيحيين ليس إنجيلاً واحداً ، بل توجدُ عندهم أناجيلُ كثيرةٌ .
يتصدّر تلك الأناجيل – من حيث السبقِ والقِدم – إنجيلُ متّا ، المنسوبُ إلى أحدِ تلامذة المسيح غير المباشرين ، والذي كُتب في السنة السابعة والثلاثين للميلاد ( أي بعد صلبِ المسيح بأربع سنواتٍ بحسب إدعائهم للصلب ) .
الإنجيلُ كتابُ هدايةٍ ونورٍ ، كما جاء في القران الكريم :
(( كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكمُ الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ) . المائدة43
لكن السؤال المطروح  -في ظلِّ تعدّدِ الأناجيل - هو : أين الإنجيلُ الأصلُ الذي فيه الهدى والنورُ ؟

من البديهي حين لا يكون كتابُ نبيٍّ من الأنبياء موجودًا حال حياته – على سبيل الفرض - ولم يسمع به ، أو يره أحدٌ ؛ يكونُ الأمرُ مُلتبسّـًا ، وتكون شريعةُ قومه محل تشكيكٍ ووضع .
وفي فترة  المسيحية الأولى كثُرتِ الأناجيلُ ، حتى أوصلها بعضهم إلى تسعةٍ وخمسين إنجيلاً ! ؛ مما حدا بعلماء المسيحية الكبار إلى الاجتماعِ  في  حدود سنة ثلاث مئةٍ للميلاد ؛ مُقررين أنّ هذا العدد الكبير من الأناجيلِ يرجع إلى أربعةِ أناجيلَ مُعترفٍ بها ومقدسةٍ  لا غير .
هذه الأناجيل الأربعة هي : إنجيلُ متّا   ، إنجيلُ مرقص  ، إنجيلُ لوقا  ، إنجيل يوحنّا .
ولقد تسنى لهذا القرار الديني الكنسي الدعم والتأييد السياسي من قِبَل الحكومات المسيحية آنذاك .

ولنأخذْ لمحةً حول  كُتَّابِ الأناجيلِ الأربعة – آنفةِ الذكر - المعتمدة حوالي سنة ثلاث مئة للميلاد :

1-  "متّى" من تلامذة السيد المسيح عيسى بن مريم( ع )  كتبَ الإنجيلَ المسمّى باسمه سنة سبعٍ وثلاثين  للميلاد - بعد ارتفاع السيد المسيح بحوالي أربع سنوات - .
ونقل  في إنجيله عن السيد المسيح آراءً وكلماتٍ وقصصًا وتعاليمَ ، وتساؤلاتٍ  عن الإنجيل الذي كان عند عيسى بن مريم !
لكن لم تكن هناك إجاباتٌ على تلك التساؤلات .

2-  " مرقص"
 أحدُ تلامذة " بولس الطرسوسي " .
وبولس الطرسوسي هذا يطلق عليه المسيحيون لقب َالرسول بولست ، له دورٌ كبيرٌ في المسيحية .
كتبَ  مرقصُ الإنجيلَ المسمّى باسمه ( إنجيل مرقص )سنةَ سبعٍ وستين للميلاد  ، بفاصلةٍ زمنية تمتد إلى ثلاثٍ وثلاثين سنة أو تزيد على ذلك بسنةٍ واحدة .

3-  " لوقا" قيل إنه من تلاميذِ بولست أيضًا ، وقد كتب  الإنجيلَ المسمّى باسمه بين السنتين الميلاديتين الثانية والستين والثالثة والستين ، بفاصلةٍ  زمنيةٍ بين كتابته وارتفاع السيد المسيح تصل إلى ثلاثين سنة على وجه التقريب .

4-  " يوحنا" :  قيل إنه تلميذُ يحيى بن زكريا ( أو يوحنا المعمدان كما يُطلق عليه المسيحيون ) . ويُقال إنّ إنجيله كُتب في وقتٍ مُبكرٍ ، لكنّ بعضَ التحقيقاتِ تشيرُ إلى أنّ كاتبَ هذا الكتاب ( إنجيل يوحنا ) لم يكن تلميذَ يحيى بن زكريا ؛ وإنما كان كاتبه طالبًا من الإسكندرية  ، والكتابُ كُتب في حدود سنة مئةٍ للميلاد ( بعد حدود ستٍ وستين سنة من ارتفاع السيد المسيح ) .

نخلصُ إلى أنّ الإنجيل الأصلي الذي أنزله الله هدىً ونورًا لا يوجد له أثرٌ الآن ، والموجودُ ماهو إلا كتاباتٌ متأخرةٌ عن دعوةِ السيد المسيح ورسالته ، بل ومتأخرةٌ عن ارتفاعه  إلى السماء ، أو كما يزعمون بعد صلبه.
 وأقربُ إنجيلٍ زمنيّـًا للمسيح ظهر – كما أسلفنا – بعد رفع الله للمسيح بأربعِ سنواتٍ !
وباقي الأناجيل تفصلها مدةٌ زمنيةٌ طويلةٌ عن ارتفاع المسيح  ؛ تتراوح بين ثلاثةٍ عقودٍ  إلى أكثر من ستةٍ عقودٍ ؛ ولهذا وُجدَ  التخالفُ والتضاربُ بين هذه الأناجيلِ أحيانًـا في قصةٍ واحدةٍ ، أو حادثةٍ واحدة ؛ إذ يختلف النقل أو يكونُ الكلامُ حولها ليس منسجمًا بين إنجيلٍ وآخر . بالإضافة إلى التباين في أسلوبِ الكتابة ؛ تبعـًا للتباين والاختلاف في أسلوبَي وشخصيتي الكاتبين نفسيهما .
 
لذا يُشارُ إلى أنّ تعبيراتِ إنجيلِ يوحنا متأثرةٌ بالفكرِ الفلسفي ؛أكثرَ من تأثرها بالألفاظ السلسة السهلة ، التي كان يتعامل ويتحدث بها السيد المسيح عيسى بن مريم .

بعد بيانِ تأخّرِ ظهورِ أو كتابةِ الأناجيلِ عن حادثةِ رفع الله للمسيح زمانًا أقله أربعُ سنوات ، ويمتدُّ إلى عشراتِ السنين في بقية الأناجيل  ؛ وبعد بيان اختلاف الأناجيل في ما بينها لخصوص الأسلوبِ ، وإيرادِ القصصِ وطريقة نقلها – بعد ذلك – نسلّط الضوء على ما جاء في تلك الأناجيل من مخالفاتٍ أو قَصَصٍ لا يمكن قبولها .

القصة الأولى :
 "إنّ عيسى بن مريم كان قد تكلّم مع أمه كلامًا عنيفًا وشديدًا ؛لأنّ أمه بعد أنْ بُعث بالرسالة قالت له شيئـًا ، أواقترحتْ عليه إقتراحًا فنهرها وقال لها اسكتي أنتِ يا امرأة ، فسكتت"
وهذا يُخالف ما يروونه – وهو حقٌّ - من رقةِ ومحبةِ السيد المسيح ،  ودعوته إلى العفو والصفح حتى بالنسبة إلى من اعتدى عليه ؛ فكيف يروون عنه صدورَ مثلِ هذا التصرّف تجاه أمه العذراء الطاهرة ، والتي يعتبرونها الشفيعة ؟

القصة الثانيةٌ :
ورد في بعض تلك الأناجيلِ "أنّ أولَ معجزةٍ قام بها عيسى بن مريم ، بعد أنّ أعلن دعوته ؛ أنْ حوّل ماءً في أباريقَ وأونيَ إلى خمرٍ ؛ إذ كان مدعوًا لعرسٍ في قانةَ فطلبوا منه إثباتَ صحةِ نبوته بمعجزةٍ ؛ ففعل هذا الفعل الخارق !
ومعلومٌ أنّ الأديان مُجمعةٌ ومتفقةٌ على تحريم الخمر لما فيها من ذهاب العقل .

القصة الثالثة :
فيها اتهامٌ لنبي الله داوود بالزنا – والعياذ بالله - بامرأة ((أوريا )) ؛ حيث اشتهاها فنكحها  ، مع أنها ذاتِ زوجٍ كان غائبـًا لغرض القتال في سبيل الله !
وعجبٌ تجرؤهم هذا على داوود ( ع ) ، وهم يؤمنون أنّ مريم العذراءَ من نسله ! .

وأمثال ذلك هو كثير في هذه الأناجيل ، وليس هذا أمرًا مستغربًا ؛ لأن هذه الأناجيلَ ليست هي الإنجيلُ الذي جاء من الله - عزّ وجل- ، والذي فيه هدىً ونورٌ ؛  وإنما هو تأليف من قبل هؤلاء التلامذة ، طرأ عليه زيادةٌ ونقيصةٌ وتحريفٌ .

وهنا نودّ الإشارة إلى أنّ عددًا من علمائنا ناقشَ مجموعةً من  النصوص الواردة في الأناجيلِ الموجودةِ ، والتي لا يمكن أن تكون مقبولةً .
من ذلك "مقدمةٌ في أصول الدين" للمرجع الديني آية الله الوحيد الخراساني  ؛ والتي ناقش فيها نصوصًا وردتْ في الأناجيل المشار إليها آنفاً .

  ( بولس الطرسوسي )
ميلاده : السنةَ العاشرةَ لميلاد المسيح ( ع) ، في بلدةِ طرسوس بأطراف تركيا الجنوبية .
فكره وديانته أولَ الأمر: كان من اليهودِ الفريسيين المتعصبين ليهوديتهم ؛ إذ كانوا يتعاملون مع كلِّ مخالفٍ لهم في دينهم أشدَّ المعاملةِ وأعنفها.
 فكان بولس المنتمي إلى تلك الفئةِ المتشددةِ ؛ من أشدِّ الناس على كلِّ من آمن بالمسيح ؛ يُذيقهم القتلَ ، ويشي بهم عند حاكم الرومان .

إيمانه بالمسيحية:
قيل إنّ المسيح تمثّل له في الرؤيا ، أو رآه مباشرةً خلال تعقبه المسيحيين للقبض عليهم وتسليمهم إلى الحاكم الروماني للفتك بهم ؛ فكانت تلك الرؤيا المنامية أو الرؤية العينية نقطةَ تحوّلٍ في حياة ( بولس ). انتقل بعدها إلى تطرّفٍ مقابلٍ ، وأصبح ذا حماسٍ ملتهبٍ في نشرِ المسيحية والتبشيرِ بها ؛ يقطعُ المسافاتِ الطويلة من أجل ذلك الهدف ؛ فقد وصل إلى أسبانيا وروما وفرنسا ، وزارَ الشرق الأوسط في نشاطٍ دعويٍّ  تبشيريٍّ محمومٍ ؛ يحركه التطرف لدينه الجديد الذي كان قبلاً متطرفًا لليهوديةِ ضده   .

مكانته وأثره في المسيحية :
له أثرٌ كبيرٌ في نشر المسيحية ، وتغيير العقائد فيها ، واستحداثِ عقائدَ جديدةٍ مخترعةٍ ؛ لذا لقبوه بـ ( الرسول ) ، ويعدُّالمؤسس الحقيقي للكنيسة المسيحية . 
قبل ستِ سنواتٍ ( 2016 للميلاد ) – تقريبًا - احتفلتِ الكنائسُ المسيحيةُ في أوروبا قاطبة بمرور عشرين قرنًا على ميلاده ،  واحتُفي به احتفاءً عظيمً ؛ نظرًا  لأثره ودوره الكبير في الحالة المسيحية.

العقائد التي استحدثها:

1- بُنوة عيسى بن مريم لله – تعالى الله عن ذلك – :

لم تكن هذه العقيدةُ موجودةً في المأثوراتِ من الأناجيل ، بل إنّ الإشاراتٍ لعيسى فيها على أنّه ابنُ الإنسان ، ابنُ مريم.
وضع (بولس) عقيدةَ الابن ( أنّ عيسى ابنُ الله ) ؛ كي يضفي زخمًا غيبيّـًا لاهوتيـًا  ؛ منطلقـًا من أنّ عيسى تكوّن  بكلمة الله ؛ فهو جزءٌ من الله وبالتالي هو ابن الله !
أشار( بولس ) إلى عقيدةِ بنوةِ عيسى لله في رسائله التبشيرية الكثيرة إلى المناطق المختلفة . و لقد اكتسبت تلك الرسائل صفة الوثائق للمسيحية وأصبحت جزء من تراثها العقدي .

  2- التثليثُ :
بذرةٌ بذرها (( بولس ) عِبر رسائله . تمّ تطويرها بعد ذلك وشرحها ونشرها .

              بعضُ العقائدِ الموجودةُ لدى المسيحين إلى الآن :-

- عقيدة الخطيئة  والخلاص:
أولُ وأهمُ عقيدةٍ عندَ المسيحيين وبها يفتحون البلاد .
مؤدّاها أنّ خطيئةَ آدم في الجنة – بزعمهم – انسحبتْ على جميع وِلده ؛ فكلّ البشر دون استثناءٍ خاطئون مذنبون بخطيئةِ أبيهم آدم ! .
ولـمّا كان الله يحبُّ خلقه ، ويريد رحمتهم أنزل ابنه ( عيسى ) من السماء إلى الأرض ؛ كي يتحمّل آلام الصلب والتنكيل والتعذيب ؛فتكونَ آلامه وعذاباته فداءً لخطيئة البشر! ، وخلاصًا لهم من عذاب يومِ القيامة ، وتكفيرًا لخطيئةِ أبي البشر آدم .
 لقد نالتْ هذه العقيدةُ رواجًا منقطعَ النظير ؛ لأنها تلامس العواطف ، وتزيلُ عن كاهل اللاهين والمنغمسين في الذنوب والخطايا – تزيل عنهم – التبعاتِ بمجرّد إعلانِ حبهم للمسيح !. 
                         

أولًا : إنّ أصلَ قضيةِ آدم أنّه أخطأ مردودٌ عندنا في الإسلام ؛ سيّما عند مذهب الإمامية .وغايةُ ما في الأمر أنّه ترك الأولى فقط.
وتوجدمؤلفاتٌ عند الإمامية حول تنزيه الأنبياء من ضمنها كتابٌ عن الشريف المرتضى علم الهدى - أعلى الله مقامه

       ثانيًا : إنّ هذه العقيدةَ لا تصمدُ أمام قضية (( الكسب والجزاء )) الثابتةِ لدى الديانات السماوية جميعها ؛ والمنسجمةِ مع الأحكام العقلية .
فكيف لنا أنْ نتصوّر مؤاخذة الله لخلقه جميعهم لسبب خطيئة أبيهم الأول – كما يزعمون في شأنِ الخطيئة ؟.

ثالثًا  :هل ضاقتِ السُبل على الله الرحيم القدير ؛ بأنْ يجدَ طريقةً لخلاص البشر من خطيئة أبيهم الأول – بحسب الزعم- ؛ حتى يُنزّل ابنه – بزعمهم – كي يُصلب ويتألّم ؟

لا تصمدُ هذه العقيدة أمام النقاشِ الموضوعي الهادف .  بيدَ أنّ التمسّك بها ممزوجٌ بالتعصب والمصلحة الفردية (من أنّ خطايا الفرد تُمحى لمجرّد تفاعله مع قضية صلب المسيح ، وإظهاره الحبّ له)  .
 وكذلك لما فيها من بُعدٍعاطفيٍّ تجاه بريءٍ ، جعل نفسه فداءً لكلّ الخطائين ! .

- عقيدة التثليث:
من فرق المسيحيين من يقول بالتثليث ، ومنهم من يقول : بل المسيح هو الله – تعالى الله عمّا يقولون –  .
القسم الأكبر يقولون بالتثليث . وقد نشأتْ حروبٌ وصراعاتٌ شديدةٌ بين المسيحيين ، ودُمرتْ مدنٌ ؛ نتيجة الاختلاف بين فرقهم وتشظيهم بين كونِ المسيح ابنَ الله وثالثَ ثلاثةٍ ، وبين كونه هو الله .
عقيدةُ التثليث لا تصمد أمامَ النقاش  ؛ فهم في الأصل يقولون : إنّهم يعبدون إلهًا واحدًا  . ثمّ يقولون إنّ هناك ثلاث قوى : الأب الذي يفترض أنه الله ، والابن الذي هو عيسى  ، والملاك الذي نفخ في مريم ( روح القدس ) .
يعبّرون عنهم بالأقانيم الثلاثةِ ( الأٌقنوم يعنى "المتشخص"  )يعني أنّ كلّ واحدٍ متميزٌ و متشخصٌ .

                                      أسئلةٌ لنقاشِ عقيدةِ التثليث :
• كيف يمكنُ الجمعُ بين كونِ كلِّ واحدٍ من هذه الأقانيم شاخصًا بنفسه ، وبين قبول دعوى الإيمان بالله الواحد ؟
الكنائس المسيحية الآن يقولون : نؤمن بالإله الواحد ؛ والواحد يساوي ثلاثة  !

• هل  ثلاثةُ الأقانيمِ متميزون عن بعضهم بعضًا؟
إنْ كانت الإجابةُ بالإيجاب ؛ سيكون كلُّ إقنيم إلهًا . وإنْ كانت بالسلبِ ؛ أي أنّ الثلاثةَ ممتزجون ومخلوطون ومتركبون من بعضهم ؛ فإنّ الناتج من تركبهم يحتاج إلى أجزائه الثلاثة ليبقى مؤثرًا ؛ بينما المؤثر الوحيد في الكون الله الواحد الذي لا شريك له .

والحقيقة ُ ... أنّ بعضَ كبارِ علماءِ المسيحيين ، قالوا :"نحن لا نستطيعُ أنْ نفهمَ عقيدةَ التثليثِ إلا في يومِ القيامة ؛ لأنها غير مفهومة أصلًا  ؛ فإما القول بثلاثةٍ منفصلين متشخصين  ، أو القول بواحد  "

- عقيدة التوسّط والشفاعة:
معناها أنّ دينَ الإنسانِ المسيحيِّ وصلواته لابدَّ من أنْ يمرّ عِبر رجلِ الدينِ كي يصل إلى الله .
ومن عقيدةِ التوسّط هذه ، وُلدتْ قضية "الاعتراف بين يدي الكاهن والحَبر"  .
وتوجدُ غُرفٌ في بعض الكنائس المعاصرة ، تُسمّى بغرفِ الاعتراف  ؛ حيثُ يأتي الخاطئُ المذنبُ ، ويجلس بين يدي الكاهنِ أو القس ؛ ليعترفَ له بذنبه ؛ فيحصلُ الغفران من الله ! .
كذلك ظهرتْ -من خلال اتفاق السياسيين  مع الكهنة - ومن رحم عقيدةِ التوسّط والشفاعةِ ؛ فكرةُ "صكوك الغفران"  .
ولقد امتزجتْ هنا المصلحةُ السياسيةُ المتمثلةُ في إمدادِ الخزينةِ بأموالٍ مقابلَ بيع ِالغفرانِ على طالبيه ؛  – امتزجتْ – بمصلحة رجال الدين المسيحيين في تصدّر المشهد ؛ بجعلِ أنفسهم بواباتٍ حصريةً إلى الله ! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وخلاصةُ الكلام حول الإنجيل والعقائد المسيحية :
• الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى ( ع ) ليس له وجودٌ بين أيدي المسيحيين .
• أناجيلهم الكثيرةُ اختُزلتْ في أربعةِ أناجيلَ فقط ، بين ظهورها وارتفاع المسيح إلى السماء سنواتٌ تتفاوت من أربعِ سنواتٍ  إلى أكثر من ستٍ وستين سنة .
• بين الأناجيلِ الأربعةِ تناقضٌ ،وتهافتٌ ، وفيها عقائدُ تصطدمُ مع ثوابتِ الشرائع السماوية ، والقواعد العقلية .
• من عقائدهم : الخطيئةُ والخلاصُ  ،  التثليثُ ، الشفاعةُ والتوسّطُ .
• ظهرتْ لديهم ممارساتٌ تصطدم بالقواعدِ العقلية ، والأهم اصطدامها مع مقتضيات القواعد الشرعية ، ومنها : ممارسة الاعتراف أمام رجال الدين ، و ممارسة بيع الوهم عِبر صكوك الغفران .
 

مرات العرض: 3399
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2553) حجم الملف: 60721.65 KB
تشغيل:

الموقف الاسلامي تجاه اليهود
25 الصابئة عقائدهم والموقف الاسلامي منهم