النبي الشهيد يحيى بن زكريا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 24/9/1437 هـ
تعريف:

23- النبي الشهيد يحيى بن زكريا – عليهما السلام -

تفريغ نصي الفاضل لؤي يوسف طرَّادة

تصحيح الأخ الفاضل سعيد ارهين

((كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا  إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا  قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا  وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا  يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا  يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا )) مريم 1- 7

الحديث عن النبي الشهيد يحيى بن زكريا – عليهما السلام – سيتطرَّقُ إلى :
• الإعجازِ في ولادته.
• مسألةِ وراثته لأبيه النبي زكريا .
• بعضِ صفاته .

              الإعجاز في ولادة النبي يحيى

دعا زكريا ربه أنْ يهبَ له ذريةً طيبة ؛ بعد أنْ لفتَ نظره الإعجاز المركّب من رزق الله  تعالى للعذراء مريم من دون مقدِّماتٍ سببيةٍ مادية مبذولة ؛ بالإضافة إلى رزقها فاكهةً في غير موسمها .يقول الله تعالى : (( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ  قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذريةً طيبة  )) .38  آل عمران

لفتَ هذا الإعجازُ الرباني نظرَ وفكرَ النبي زكريا من أنْ يطلب الذرية الطيبةَ من الله تعالى ؛ على الرغم من وجود عوائق ماديةٍ طبيعية ؛ تتمثّل في كِبر سنِّ زكريا نفسِه ، وعقم وكِبر سنِّ زوجته . تشير إلى ذلك الآيات الكريمة في سورة مريم  .

قال تعالى : ((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )) . مريم 3-7

فالله تعالى الذي أعطى لمريمَ الرزق دون سببٍ ماديٍّ مبذول ، وأعطاها الرزق في غير موسمه ؛ استجاب إلى طلب زكريا – ع – بأنْ رزقه ( يحيى ) بطريقةٍ إعجازية مركبةٍ أيضًا ؛ حيث كِبرُ سنِّ الزوجين مانعٌ طبيعيٌّ أول ،  و عقمِ الزوجة في الأساس حال شبابها مانعٌ طبيعيٌّ ثانٍ .

وفي ذلك درسٌ للبشر ألا يستعظموا شيئًا في طلبهم ودعائهم لربهم ؛ فهو الخالق الرازق المحيط القادر على كلّ شيءٍ سبحانه وتعالى .

وراثةُ يحيى لأبيه زكريا – عليهما السلام -

(فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا  يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) مريم 5-6

خلافٌ بين مفسري مدرسة أهل البيت من جهة وبين مفسري مدرسة الخلفاء من جهةٍ أخرى ؛ حول مجال وموضوع تلك الوراثة .
فمفسرو مدرسة الخلفاء صرفوا وراثة الأنبياء إلى النبوة نفسها ؛ أيّ أنّ الأنبياء لا يورّثون لأبنائهم المتاع المادي كسائر البشر ؛ بل إنْ كان من إرثٍ للأبناء فهو النبوة !
ومردُّ ذلك المنحى هو أنّهم جعلوا الحديث الذي يرويه الخليفةُ الأول عن النبي (نحن معاشرَ الأنبياء لانورث درهمًا ولا دينارًا وما تركناه فهو صدقة - في بعض النقولات – ( أو ) فهو لولي الأمر - في نقولات أخرى- )  - جعلوا ذلك الحديث - أصلاً ؛ وفسّروا القران بحسب مؤدّاه ؛ وذلك رفعًا للحرج العقدي في منع الخليفةِ الأولِ فاطمةَ – عليه السلام – ميراثها من أبيها رسولِ الله – ص-

أمّا مفسرو أهل البيت فالأصل عندهم القران . والأحاديث تُعرضُ عليه ؛ فإنْ وافقته أُخذ بها ، وإنْ لم توافقه تُركتْ .
والمعنى الحقيقي للوراثة  ، والأصل فيها  ؛ وراثةُ المتاع المادي وليس المنصب أو المكانة فضلاً عن النبوة . وتخصيصُ وراثةٍ بالنسبة للأنبياء تحتاج إلى مخصِّصٍ وقرينة ؛ وهذا ما احتجتْ به الزهراء – ع -  في الخطبة الفدكية عندما قالت: ما كان أبي عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفًا . أعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول: (( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أولادكم لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ )) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا :   (( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ )) .  وقال: ((وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ  )). ثمّ في الأساس  ... هل ورّثَ الأنبياءُ النبوةَ لأبنائهم؟!

تاريخ الأنبياء يوضِح خلاف ذلك  ؛ إذ : - لم تستمرّ النبوة في عقبِ يعقوبَ -ع-  في امتداد ابنه النبي يوسف ؛ وإنما كان الأنبياء من صلب ابنه غير النبي ( لاوي ) ؛ وهذا يدل على أنّ النبوة لا تنتقل  بالوراثة ؛ إنما هي بأمر الله سبحانه وتعالى  واصطفائه .
- في قضية موسى وهارون ... الصفات المتوفرة في هارون من كبر السّن وفصاحة اللسان ؛ تؤهله أنْ يكون هو النبي ؛ لكن الجعل الإلهي والاصطفاء كان باتجاه موسى  ( ع ) .
- طلبُ زكريا ( ع ) الولدَ الصالحَ  من الله تعالى ليأخذَ من بعده متاعه وأشياءه  ؛ كي لا تتعثر بين الموالي وقرابته وبني عمومته السيئون. ولا معنى من أنْ يطلب زكريا من ربه أنْ يكون الولدُ صالحاً ؛ طالما هو بحسب كلامهم نبيٌّ  فصفةُ الصلاح متحققةٌ فيه في الأصل .

 من صفات النبي يحيى – عليه السلام -


1.هو أول من أُطلق عليه اسمُ ( يحيى ) : يقول الله تعالى : ((  لم نجعل له من قبلُ سميّا )) .لم يكن قد سُميَ أحدٌ قبله باسم  ( يحيى) .

2. كان سيدًا شجاعًا جسورًا  ،  قال تعالى : {َسَيِّدًا وَحَصُورًا} .

 كان سيدًا  ، أي صاحب شخصية ليس بذليل النفس، وكان شجاعًا لذلك واجه طاغية زمانه الذي قيل بأنّ اسمه (هيرودس او بيلاطوس)  .  

3. كان حصورًا  ، والمعنى أنّه ليس له رغبةٌ في النساء ؛  كما يرى أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من تنزيه الأنبياء من أيّ نقصٍ  في النواحي العقلية والبدنية وخلافها ؛ لا أنه  ( عنينًا ) – كما يذهب بعض مفسري مدرسة الخلفاء لمفردة حصورا  - إذ تستلزم ( العنةُ ) وجودَ نقصٍ في جانبٍ معين .
رغبته كانت منصرفة عن النساء إلى ماهو أعظم عنده .  ولعلّ الظروف التي عاشها نبي الله يحيى والمصير الذي انتهى إليه كان من الأنسب له أنْ يكون دون ارتباطٍ بزوجةٍ  وعُلقةٍ بأولاد .
كانت روحه معلّقةً بالملأ الأعلى ، أي أنّه لم يكن من لأهل الدنيا . كان شديدَ الخوف من الله ؛ إذا ذُكرت أمامه الجنة حسبته ستخرج روحه شوقا إليها ، وإذا ذكرت النارُ يهيم على وجهه .
 ولذلك ذُكر في بعض الروايات أنّ زكريا النبي كان إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل - وكان في ذلك الوقت بنو إسرائيل قد تعمقت فيهم الحالة المادية إلى أقصى درجاتها  -  ؛  يعظهم باستمرار في هذا الجانب ويحذرهم من نار جهنم والعذاب الأخروي، ويرغبهم في الآخرة.
فينظر نبي الله زكريا إلى الحضور؛ فإذا كان فيهم ابنه يحيى ؛ كان يُعرِض عن ذكر نار جهنم ؛ رحمةً وشفقةً بابنه يحيى  .
فمثل هذا الشخص لا يناسب أنْ تكون له زوجةٌ و أولاد . بالإضافة إلى أنّ كونه حصورًا  حكمةٌ من الله - عز وجل- لأن أيَّ إمرأة سيصعب عليها العيش مع إنسان بهذه الصفات .

بيانٌ مهم :
في الشريعة الإسلامية لا يجوز الانصراف عن الدنيا كليةً بحجة التبتّل والانقطاع إلى الله ، بل إنّ شريعتنا سهلةٌ يسيرة  سمحة متوازنة  ؛ تطعمك الدنيا بالحلال كما شئت  - وهذا ليس قدحًا في الشرائع السماوية السابقة ؛  فالمشرِّع واحدٌ ؛ غير أنّ كلّ شريعةٍ تراعي الظرف الذي وجدتْ فيه ، والناسَ الذين جاءت لهم -   .
قيل أنّ امراةً دخلت على الإمام الصادق (عليه السلام) فقالت له : (( يا أبا عبدالله ، إني إمراة متبتلة . فقال لها : ما التبتل عندك؟ . قالت: أنْ لا أتزوج ولا أشتهي الرجال و لا أنجب ، وأنصرف عن هذا  . فقال لها : كُفي عن ذلك  ؛ فلو كان في هذا فضلٌ لسبقتكِ إليه فاطمةُ بنتُ محمد - صلى الله عليه وآله وسلم- .

أمّا ما يخصُّ رغبةَ نبي الله يحيى - عليه السلام -  عن النساء ؛ فكانت طريقةً ممدوحةً بحسب التشريع السماوي آنذاك . ولعلَّ هذا التوجيه الروحي المبالغ فيه يهدف إلى تنبيه المجتمع اليهودي الغارق في الماديات  إلى ضرورة التعلّق بالخالق  وما يستلزمه من تذكر الآخرة وما فيها من نعيمٍ وعقاب .

4. كان ذا زهدٍ وخوفٍ من الله بشكلٍ استثنائي  :
و ينقل مفارقة بين عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا (عليهما السلام) ؛ إذ كان عيسى أكثرَ تفائلاً برحمة الله ،  بينما  كان يحيى أكثرَ حزنًا وخوفًا من الله عز وجل.
وقد سُئل -  لو صح الحديث -  النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الجانب .  فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):  (( الذي كان عليه عيسى  من حسن الظن بالله أحب ّ إليي  )) .

• يستفاد من الروايات أن  يحيى – عليه السلام -  كان في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر صريحًا وواضحًا ومباشر اللهجة   ؛ بخلاف طريقة عيسى بن مريم (عليه السلام)  الذي  كان يضرب الأمثال حالَ وعظه ، ويتكلّم بلغةٍ عامة دون أنْ يوجّه خطابه إلى مُعيّنٍ .

•     ويُذكر أنّ أصولَ - النبي يحيى - أصولٌ مسيحيةٌ . وقد ذكرَ المؤرخون المسلمون  في ذيل الحديث عن سبب تسميته بالمعمدان ؛  أنّه  في التراث المسيحي يُسمى   (  يوحنا المعمدان)  لأنه كان يعمّد الناس .
وورود مفردة ( التعميد ) في حقّ يحيى – عليه السلام – في الموروث الإسلامي كثيرٌ  ؛ لكنّه منقول عن المصادر المسيحية  الأصلية . ولم نقف على فكرة تعميده للناس في المصادر الإسلامية الأصيلة المتمثلة في الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوعن أهل البيت (عليهم السلام) فضلاً عن القرآن الكريم . فتبقى هذه الفكرة موجودةً  ؛ ما لم يأتِ دليلٌ على خلافها  .

التعميد مازال موجودًا إلى اليوم عند المسيحيين وعند الصابئة، ويعتبرونه  - وبالأخص الكاثوليك -  قضيةً مهمةً جدًا . وحاصل ذلك أنّه لابد من غسلِ الإنسان في ماءٍ ، ويعتبرونه سراً من الأسرار وأمرًا مقدسًا ، وبالتعميد يبقى هذا الإنسان مسيحيًا إلى آخر عمره .
وهم في ذلك طرقٌ متعددةٌ ، منهم ما يكون تعميدهم بالانغماس كليةً في الماء (  كالغسل الارتماسي عند المسلمين ) وتلاوة بعض الأذكار .
و فِرقٌ أخرى ...يكون التعميدُ عندهم بغسلِ أجزاء معينة من البدن ، ثم يمسحون على جبين المعمَّد بطريقة معينة تصاحبها أذكارٌ خاصة  .  والذي يقوم بعملية التعميد  لابدّ أن يكون كاهنًا ( قسًّا ) .
بالنسبة لنظرتنا نحن المسلمين للتعميد ؛  لا نعلم ما إذا كان من الأمور المبتدعة والمحرفة أو من ضمن الشريعة السماوية النقية .
يحيى – عليه السلام – كان معاصرًا للنبي عيسى – عليه السلام -   وكانا يعيشان ضمن دائرةٍ مكانيةٍ متقاربة ، إلى أن استشهد يحيى (عليه السلام)  ،  وبقي عيسى بن مريم (عليه السلام)  زمنًا يواصل الدعوة إلى الله تعالى  إلى أنْ رُفع إلى السماء.

في هذه الأثناء توفي نبي الله زكريا (عليه السلام)  وفاةً طبيعية ( كما يعتقد الإمامية )  ؛  بخلاف ما يعتقده بعض المنتمين لمدرسة الخلفاء من أنّه – عليه السلام – مات مقتولاً شهيداً ، ويوافقون بذلك قسمًا من الصابئة  والمسيحيين . وقد ورد في بعض مصادر  مدرسة الخلفاء  حديثٌ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنّ جماعة كانوا يتحدثون عن الأنبياء والمفاضلة بينهم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أين أنتم عن الشهيد ابن الشهيد يحيى ابن زكريا ؟

شهادة يحيى بن زكريا – عليهما السلام -
تقريبا يوجد اتفاقٌ من جميع المسلمين على أنّ يحيى بن زكريا (عليهما السلام) استشهد شهادة ًداميةً  . وذُكر فيه الكثيرُ من الأحاديث والروايات والمقارنات  ؛ ومن ذلك ما سطّره الشيخ المبرور حسين العصفور المتوفى عام 1214هـ -  من أعلام المدرسة الأخبارية الكبار -  في كتابٍ له عن وفاة النبي يحيى بنِ زكريا (عليهما السلام) ؛ حيث ساقَ عددًا من الروايات التي تفيد شهادته .
ودائمًا ما تُذكر أوجه المشابهةِ بين شهادة النبي يحيى وشهادة الامام الحسين (عليهما السلام) في كثير من الموارد  ؛ فكلاهما قتل على يدِ طاغية زمانه .

الإمام الحسين (عليه السلام) استشهد على يد الطاغية يزيد ، ويحيى (عليه السلام) استشهد على يد إما (هيرودس أو بيلاطوس) الذي كان يريد أن يتزوج إمراة لاتحل له – ( ربيبته من زوجته أو ابنة أخيه ) .
مما حدا بيحيى (عليه السلام)  أنْ يجاهر بمعارضته لما يقوم به الحاكم من امتهانٍ للشرع ؛ إرضاءً لغرائزه ونزواته . وقد بيّن النبي يحيى أنّ ما يحاوله الحاكم من هذا الزواج يُعدُّ جرأةً على أحكام الله عز وجل  ، وهو حرامٌ شرعًا ومخالفٌ للفطرة .
وقد قيل إنّ هذه المرأةَ الفاجرةَ العاهرةَ زُفتْ إليه متزينةً ، متبرجةً إلى أنْ سيطرتْ على قلبه ، فقال لها : تمنّي علي ما شئت  . فقالت له : أريد رأس يحيى بن زكريا . فأرسل إلى يحيى (عليه السلام)  بعضَ جلاوزته ، وقطعوا رأسه وجاؤوا به في طبق إلى هذه البغي الفاجرة .

 

 

مرات العرض: 3445
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2557) حجم الملف: 54850.02 KB
تشغيل:

دين الاسلام : رؤية من الداخل
الاسلام من الخارج : جغرافية الامة وتاريخ عقائدها