خريطة الانبياء ما بين آدم والمصطفى
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 16/9/1437 هـ
تعريف:

16- خريطة الأنبياء بين آدم (ع) والمصطفى (ع)

 

تفريغ نصي للفاضل علي حسن حبيب الجمريّ

تصحيح الأخت الفاضلة أم رضا.

 مقدمة:

 

     بعد أن تعرّضنا إلى ديانتين من الديانات السماوية الباقية مع أنبيائها وسيرة حياة بعض الأنبياء السابقين كآدم وإبراهيم عليهما السلام , وعن تاريخ الأنبياء (ع) وأماكن تواجدهم . سوف نعرض صورة إجمالية لحركة الأنبياء (ع) تاريخيًا وجغرافيًا، تمهيدًا للحديث عن جوانب من حياة نبينا المصطفى محمد (ص) وعن دينه الإسلام وعن أمّته.

     إذن حديثنا بإذن الله تعالى بعنوان (خارطة الرسل من آدم إلى المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء السابقين) .

        

التطور العقلي للبشرية :

 

من المعلوم أن البشرية في حالة تكامل وترقٍّ من مرحلة إلى مرحلة ، البشر الذين كانوا أيام نبي الله آدم -على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام - لاريب أنهم يختلفون عن البشر الذين يعيشون في هذا الزمان ، فيفترض أن البشر في هذا الزمان قد تطوّرت مداركهم العقلية وتوسّعت معلوماتهم ومرو بالتجارب المختلفة ؛ قد وصلوا إلى مستوى أفضل مما كان عليه البشر السابقون. وهذا أمر طبيعي يجده الإنسان حتى في حالته الشخصية، فهو عندما كان في أول عمره وسنه عشر سنوات يختلف في إدراكاته النظرية وحكمته العملية عن نفسه عندما 

صار ابن الخمسين وابن الستين، كما هذا الأمر واضح في الحياة الشخصية للأفراد .      

     هو أيضًا كذلك في الحياة الاجتماعية للمجتمعات البشرية ، و هذا الأمر يقتضي أن تكون الرسالة التي تأتي في مرحلة لاحقة أكثر تطورًا من الرسالة التي كانت في مرحلة سابقة، ولهذا نعتقد أن أكمل الرسالات كانت الإسلام وأن أشرف الأنبياء والرسل وأعظم الخلائق هو نبينا محمد (ص) ، الرسالة اللاحقة تأتي لتنسخ ما قبلها[1]

نسخ الرسالات السابقة :

 

 نسخ الرسالة السابقة من قِبل الرسالة اللاحقة لا يعني أن تُرْفع أحكامها بالكليّة ، مثلًا إذا كان عند اليهود في شريعة موسى (ع) أن الأمانة جيدة ، لا يأتي الإسلام فيرفع هذا فيقول الأمانة ليست جيدة ، أو أنهم إذا كانوا يعبدون الله تأتي الرسالة اللاحقة وتقول لا تعبدوا الله , لأن هذا حكم منسوخ! ليس هكذا.  

وإنّما النسخ هو نوع من أنواع التكميل والإضافة مع إطار اعتباري جديد ، ماذا يعني هذا الكلام؟ خذ لك مثال في الكلام الاجتماعي والسياسي ، لو أن دولةً من الدول فيها شبكة مواصلات جسور وشوارع , شبكات تعليم مدارس وجامعات , وفيها شبكات تواصل , هذه تشكل البنية التحتية لهذه الدولة ، عندما يزول هذا النظام بانقلاب على الحاكم أو جاء احتلال أو صارت انتخابات وألغيت هذه الحكومة أصلًا نهائيًا . هل مثلًا المستشفيات تتخرّب؟ أو المدارس تدمّر؟ أو الشوارع تكسّر؟ !!   كلا ، بل تبقى على حالها عندما يأتي النظام الجديد والرئيس الجديد , صحيح الإدارة تتغير، النقد ممكن يتغير وجهة إصدار الأوامر تتغير.  

     لو أتى شخص وقال أنا عندي نقود من زمن الحاكم السابق الذي تغير وتغيرت الحكومة بالكامل ، لا يقبلونه , يقولون هذا ورق لا يفيد شيء ، لا بد أن تأتي بأوراق نقدية جديدة لها اعتبار، أو يأتي شخص يقول : أنا عندي مرسوم صادر من السلطان السابق يقول كذا وكذا… يقولون له أن السلطان انتهى وانتهت مراسمه , فليس له اعتبار، لكن الشوارع على حالها والبنية التحتية على حالها ، ربما هذه الحكومة الجديدة أيضًا تأتي وتعمل إصلاحات وتحسينات أكثر مما كان ,هذا مثال تقريبي .

  إن الرسالة التي تأتي لاحقةً لا تأتي وتمحو ما قبلها ، فلا تلغي الأخلاق , أو تنفي العبادات أو تمنع توحيد الله , أولا تقبل بالإيمان باليوم الآخر، ليس هكذا!                           

     هذه الأمور مثل البنية التحتية - الأصول المشتركة بين الأديان السماوية - هذه تبقى لكن اعتبار هذه الرسالة انتهى زمنها ، الآن لابد أن تعرف تكليفك حسب آخر الرسالات من هذا النبي الجديد ، الصلاة التي كانت لها نسخة سابقة الآن لها نسخة حديثة ، أصل الصلاة موجود هناك وموجود هنا , ولكن هذه الصلاة هي المطلوبة , عبادة الله كانت موجودة والآن موجودة لكن تلك لها طريقة لزمان معين ، الآن هذا الرئيس هذا السلطان الإلهي هذا النبي الرباني أنت لابد أن تأخذ أوامرك منه دون غيره ولذلك ورد عن النبي (ص) في ما نقل[2] ( أن النبي قال لأحد أصحابه لما أراد الرجوع الى التوراة وأخذ التعاليم منها قال : لا تفعل فو الله لو كان موسى بن عمران حيًا لما وسعه إلا اتِّباعي ) ، هذا الآن يصير انسان عادي بالنسبة إلي كيف كان هذا سابقًا رئيس جمهورية منتخب يستطيع أن يصدر قرار بالأمر بالحرب والسلم ،لكن الآن انتهت مدة رئاسة جمهوريته فصار إنسان عادي لازم يلتزم كما يلتزم غيره، هذا النبي الذي انقضت رسالته الآن هكذا لازم يتبع الرئاسة الإلهية الجديدة ، السلطان الجديد، سابقًا كان هو يصدر الأوامر الآن يلزمه الخضوع للأوامر ، نسخ الرسالة هو من هذا القبيل ، إبقاء الأصول السماوية الدينية المشتركة بين الأديان وتتميمها , ورد في الخبر عن رسول الله (ص)[3] : (مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع لبنة من زاوية من زواياها ... فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء ) إذا رأى شخص بيتًا فخمًا جميلًا لكن هذا البناء تنقصه لبنة ليكتمل جماله ولا يتشوه منظره , هذه اللبنة أكملها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول : [4] (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). هذا معنى أن الرسالة اللاحقة تنسخ الرسالة السابقة ، هذا أيضًا مقتضى الحكمة ؛ أن البشر كانوا يتدرجون في التطور العقلي وفي الحكمة العملية ، فلو جاء لهم في أول الأمر بأكمل الرسالات كان ذلك خلاف الحكمة , ولو جاء لهم في آخر الأمر بأول الرسالات كان خلاف الحكمة , مثال تقريبي : افترض أننا أعطينا شخصًا سيارة آخر موديل من أفضل الأنواع , لكن أعطيناه إياها في غابة , لا يوجد بها بنزين لن تنفعه هذه السيارة أبدًا لأن البيئة لا تساعدها ، السيارة كاملة ليس بها نقص لكن البيئة التي وجدت بها هذه السيارة لا يمكن الاستفادة منها - هذا مثل لو جئت بأكمل الرسالات في زمن النبي (ع) نوح-   الغابة تحتاج إلى مركب مناسب لطرق الغابة لا تحتاج إلى زيت ولا تحتاج إلى وقود بل الغابة تحتاج إما إلى المشي على قدمين أو ركوب دابة . ولو انعكس الأمر لنفترض أن شخصًا يريد الذهاب إلى هيوستن[5] وهي مدينة كل شوارعها كبيرة وفيها جسور طويلة وعريضة وكل جسر يحتاج مدة ليقطعه , هذه الشوارع الضخمة والجسور الكبيرة المتسعة , لو طلبنا من هذا الشخص أن يتنقل بينها على قدميه ، بدون أي وسيلة نقل أخرى سيكون الأمر متعبًا جدًا لقضاء أقل الحاجات في هذا المكان ، هذا معناه أن تأتي برسالة ذات مستوى ابتدائي في هذا الزمان أو تأتي برسالة ذات مستوى متقدم كرسالة الإسلام في زمان النبي آدم (ع) أو في زمان النبي إبراهيم (ع) ، الحكمة هي ماقاله رسول الله محمد (ص) : ( أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم، وأن الله مابعث نبيًا إلا بلسان قومه .. )[6] لسان ليس يعني لسان اللغة فقط وإلا هذا بمقدور كل إنسان ، مثلًا عندما يشتري أحدهم من البقالة لابد أن يكون قادر على التفاهم مع البائع إما بالإشارة وإما عربية ضعيفة أو فصيحة ، بلسان يعني جملة البيان والبلاغ بدءًا من اللسان ومرورًا بطريقة التفهيم , وإمكانيات أن يصل هذا المخاطب إلى ما يريده المخاطِب .

 

التدرج في الرسالات السماوية :

 

   بناءً على ذلك كان هذا التدرج في الرسالات السماوية رسالةً بعد رسالة ، نحن نشير إلى الأسماء المذكورة في القران الكريم ونمر عليها مرورًا سريعًا كي يكون الإنسان حاضرًا في جو الرسالات والرسل، أول ما يبدأ أبو البشر آدم - على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام- الذي يفصلنا عنه الآن قريب من ثمانية آلاف سنة من الزمان، حيث تشير بعض التواريخ أنه كان في سنة خمسة آلاف وتسعمائة قبل الميلاد ، بُعث بهذه الرسالة وبلّغ رسالة الله سبحانه وتعالى وكان عمره أيضًا كبير ما شاء الله ، وهذه نقطة من النقاط التي لم نجد لها تفسيرًا واضحًا، آدم (ع) مثلًا عمره تسعمائة سنة، بينما سليمان (ع) عمره أقل من ستين سنة، نوح (ع) هناك رأي يقول أن كل عمره تسعمائة وخمسين سنة " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما " [7] بعض المفسرين يرى أن عمره كل هذه الفترة الزمنية , وبعضهم الآخر يرى أن هذه فترة الدعوة وهناك حوالي مئتين وخمسين سنة غير فترة الدعوة فتضيفها إليها فيصير عمره كاملًا ألف ومائتين سنة ، هذا عمر النبي نوح (ع) على أقل التقادير 950 سنة , بينما داوود (ع) عمره حدود ثمانين سنة أو أقل من ذلك , أما نبينا محمد (ص) فعمره في الستينات .

   كيف أن الله سبحانه وتعالى جعل ذاك في هذا السن وجعل هذا في هذا السن؟ لا نجد شيئًا واضحًا في هذا المجال , لاسيما أن بعض الفترات التاريخية متقاربة جدًا ومع ذلك هنالك فرق كبير في عمر هذا النبي عن ذاك النبي , ولكن قد نفهم أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول أنني عندما أدبر أمرًا من الأمور لا يعترضني شيء ، نبي من الأنبياء يحتاج لإكمال رسالته تسعمائة سنة أعطيه تسعمائة سنة ، إمام من الأئمة يحتاج أن يغيب غيبةً فيحتاج ألف ومائتان سنة أعطيه ذلك، وإمام آخر أعطيه أربعين سنة لا يوجد مشكلة ، بالنسبة لله لا توجد مشكلة، "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " [8] .

   النبي آدم عليه السلام :

     يذكر القرآن الكريم أماكن جغرافية متعدد ة لكن لم يحدد مكان نبي الله آدم (ع) بالضبط بعد نزوله من الجنة إلى الأرض , , ولكن في السيرة أنه (ع) كان موجودًا في مكة المكرمة في قصة بناء الكعبة , وفي عرفات أيضًا ، بعض المصادر التاريخية تذكر أنه كان موجودًا في الهند ، و سيريلانكا , أيضًا تذكر مصادر الإمامية تواجده في العراق في وادي السلام بالنجف الأشرف , ولذلك يشار اليه في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام (السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح) [9]، هذه المناطق تذكر بالنسبة إلى نبي الله آدم (ع).
   

النبي إدريس عليه السلام :                                                                                 ومن الأسماء المذكورة في القرآن الكريم النبي إدريس (ع) ، " إنه كان صديقًا نبيًا * ورفعناه مكانًا عليًا " [10] وهو يتلو نبي الله آدم ويعتبر من أحفاده عن طريق شيث بن آدم . يُذكر اسم                         النبي إدريس (ع) في مجموعة من الأمور المرتبطة بإمكاناته . فقد ذكرت بعض الأحاديث إنه كان خيّاطًا , ولعل هذا يراجع إلى فكرة وهي تعليم الله سبحانه وتعالى للإنسان أمور حياته. مثلًا يُتحدّث عن أن الأنبياء غالبًا كانوا يمتهنون رعي الأغنام لجهات ، أولًا هذا شيء متاح كعمل اقتصادي واضح الحليّة، فهذا أمر بالتالي يعتاش منه الإنسان بشكل مباشر مثل شرب ألبانها , وبشكل غير مباشر مثل البيع والشراء ، فهي ثروة تدخل في إنفاق الإنسان بشكل سريع لا تعتمد على غيرها , فبعض الثروات لا يمكن أن تتشكل إلا بوجود الغير، بينما مثل رعي الأغنام لا تعتمد على غيرها , حتى لو لم يشتري أحد منك شيء يمكنك أن تشرب من ألبانها وأن تأكل من لحومها . ولما نزل آدم(ع) من الجنة لم يكن هناك ملابس أو خيّاط لتفصيل الملابس، " وطفق يخصفان عليهما من ورق الجنة " [11] وهذه الآية لا تكون حالة دائمة للبشر، يحتاج البشر أن يهتدوا إلى طريقة في اللبس، فأنزل الله عليهم لباسًا يواري سوءاتهم وريشًا [12]، في بعض الروايات , وعلّم البشر ذلك عن طريق الأنبياء . قد يكون نبي الله إدريس (ع) في إمتهانه لهذا العمل كان في صدد تعليم البشر أيضًا كيف يستر البشر أنفسهم بهذه الطريقة المعينة. 
   يذكر في شأنه (ع) أيضًا قضية الكتابة بالأبجدية , أن أول من كتب الأبجدية كان نبي الله إدريس، علم بالقلم قد تفسر بهذا المعنى، أنه في تلك المراحل الزمنية التاريخية المبكرة، كان تعليم الله سبحانه وتعالى للإنسان شؤون حياته وتدبير أمره، حيث هذا الإنسان ربما يحتاج فترات زمنية طويلة لكي يتدرب ويتعلم يدبر أمور حياته، فاختصر عليه ذلك بأن علمه الأنبياء بعض الأمور المهمة بالنسبة له . وإدريس (ع) على بعض الآراء ؛ رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم (ع) وعلى رأي آخر يقول رفعناه مكانًا عليًا المقصود به الرفع المعنوي أن منزلته كانت منزلةً عاليةً .

النبي نوح (ع ):
بعد هذه المرحلة يأتي نبي الله نوح -على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام- بعد مرور ما يقارب ألفين سنة من نبي الله آدم -على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام - جاء في سنة ثلاثة الاف وتسعمائة ميلادية تقريبًا , وقضيته في القرآن شرحت شرحًا وافيًا ، فقط هناك مسألة تحتاج بحثًا مفصلًا هي: هل أن الطوفان عمّ كل الكرة الأرضية أم كان في منطقة واسعة من الأرض، هل أن الطوفان أغرق كل الأرض أو أن الأرض المشار إليها في الآية المباركة هي الأرض المعهودة هناك ، كما يقول الشخص (سجلت الأرض بإسمي) لا يقصد أن الكرة الأرضية سجلها باسمه وإنما الأرض المعهودة ، " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي " [13] هل المقصود هنا أرض معهودة ؟ كما ذهب إليه بعض الباحثين ؟؟ وربما حددوا المنطقة بالمنطقة الجنوبية من تركيا بما يشمل العراق، منطقة نينوى والموصل، هذه المنطقة التي يقال أن جبل الجودي يوجد فيها قرب الموصل. أو أن الموضوع أن الأرض كلها كان قد عمّها الطوفان وبالتالي أبيدت الأحياء والمخلوقات وتم خلق جديد تناسلوا من هؤلاء الذين حملهم نبي الله نوح معه في السفينة ( هذا محل بحث طويل جدًا ويحتاج إلى تحقيق دقيق فيه الآن لا نستطيع التعرض إليه).
     منطقة نشاطه كما ذكرنا هي هذه المنطقة، المنطقة الجنوبية من تركيا والشمالية والوسطى من العراق، هذه أشبه بنصف دائرة تبدأ من وسط العراق أطراف دجلة والفرات متجهة إلى أعلى في تركيا المنطقة الجنوبية منها، هذا كما يذكره المؤرخون. 


النبي هود (ع) :

تبدأ بعد نوح (ع) ذرية نوح ، إن الله اصطفى آدم ونوح ،  ومن بعد نوح كان من أبنائه ومن بعده أحفاده مثل هود (ع) . 
النبي هود (ع) كان عمره مئة وثلاثون سنة , وكانت منطقة نشاطه وعمله الديني والدعوي ما يطلق عليه (الأحقاف ) إذ أنذر قومه بالأحقاف[14]، والأحقاف حاليًا تعادل المنطقة التي تمتد من ظفار جنوب عمان متجهًا إلى الغرب باتجاه حضرموت وهي اليمن الجنوبي سابقًا، هذا المحاذي إلى بحر العرب ، منطقة ظفار ثم تأتي إلى حضرموت أو اليمن الجنوبي ، هذه من الناحية التاريخية منطقة الأحقاف التي كان فيها نبي الله هود عليه السلام ويقال أن هناك آثار تدل على تلك المراحل الزمنية القديمة في هذه المنطقة. 

النبي صالح عليه السلام :

يأتي بعده نبي الله صالح على نبينا وعلى آله وعليه أفضل الصلاة والسلام صاحب الناقة -والفصيل - التي قتّلها قومه بعد أن سألوه إياها كمعجزة واشترط عليهم بعد ذلك أن لها شرب ولكم شرب يوم معلوم [15]، لكن لم يبقوا على هذا الوعد ، فعقروها فأصبحوا نادمين، هذا النبي العظيم أيضًا دعا قومه إلى مشتركات الأديان السماوية كما ذكرنا في ما مضى في منطقة مدائن صالح المعروفة الآن والتي قد عُبِّر عنها في القرآن الكريم باسم ( الحجر)، وهي منطقة في أطراف المدينة المنورة معروفة إلى الآن باسم مدائن صالح ، وآثار مدائن صالح إلى الآن لا تزال قائمةً شمال غرب المدينة المنورة.

 

النبي إبراهيم عليه السلام : 
بعد هذه الفترة يأتي نبي الله إبراهيم وآل إبراهيم، "إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم" [16] ، يأتي أولًا إبراهيم (ع) رأسٌ لهذه الأسرة – آل إبراهيم - ولهذه الذرية المصطفاة وبقي من حيث العمر مائة وخمسة وسبعين سنة ، دعا الناس إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام ، هذه العبادات " صلاتي نسكي محياي مماتي"[17] ذكرنا أكثر الأمور الواردة في دين الإسلام ذكرها نبي الله إبراهيم في دعوته إلى الله عز وجل في سنة ألف وتسعمائة قبل الميلاد ، يعني بيننا وبين نبي الله إبراهيم حوالي ثلاثة آلاف وتسعمائة سنة .

ويلاحظ هنا أننا نتحدث عن تفاصيل حياة هؤلاء الأنبياء(ع) ولا سيّما عن النبي إبراهيم(ع) وكأن القضية جدًا قريبة ، بحيث لا نتصور أن بيننا وبينه حوالي أربعة آلاف سنة ، وذلك لأن القرآن الكريم حفظ التفاصيل المفيدة لمن يقرأ والأحاديث أيضًا حفظت جزءًا آخر فأصبحت حياة النبي إبراهيم (ع) حاضرةً عند المسلمين وكأنها بنت اليوم أو أمس.
منطقة النبي إبراهيم (ع) كما تحدثنا سابقًا تبدأ من الناصرية في العراق (أور الكلدان) سابقًا ، -تل إبراهيم في الناصرية حاليًا - ثم تصعد إلى منطقة حرّان جنوب تركيا ثم تنزل إلى بلاد الشام - فلسطين وأطراف سوريا - شيئًا ما , أيضًا من مصر وقسم من الأردن ؛ عندما أرسل نبي الله إبراهيم إليها ابن أخيه لوطًا كي يدعو أهلها إلى عبادة الله عز وجل (قرية سدوم) ويأمرهم بترك المحرم - الشذوذ الجنسي - ولكنهم لم يستجيبوا له فعُذًّبوا بعذابٍ استئصالي تحدث عنه القرآن الكريم .

  

النبي إسماعيل عليه السلام :

   بعد نبي الله إبراهيم (ع) يأتي نبي الله إسماعيل (ع) وهو جد سيد الأنبياء محمد (ص) ، كانت نبوة النبي إسماعيل (ع) بعد أبيه تقريبًا بخمسين سنة من نبوة أبيه إبراهيم -على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام- يعني إذا كان النبي إبراهيم عام ألف وتسعمائة تقريبًا قبل الميلاد , يكون النبي إسماعيل عام ألف وثمانمائة وخمسين قبل الميلاد .                                    

وكانت دائرة عمله الدعوي والتبليغي في مكة وأطرافها ، فلم يُؤثر أن النبي إسماعيل (ع) ذهب إلى أماكن مختلفة , وإنما كانت دائرة نشاطه الديني ودعوته في هذه المنطقة فقط .

   شارك إسماعيل أباه (ع) في إعادة بناء الكعبة , وفي الحج كانت أول حجة حجّها النبي إبراهيم(ع) مع ابنه إسماعيل (ع) ، وقد عُيّنت مواقيت ومناسك الحج في تلك الحجّة والتي إلى الآن لا تزال نفس المناسك ونفس المواضع التي سنّها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام . كان عمر إسماعيل (ع) أيضًا ليس بالكثير, فقط مائة وأربعين سنة بينما كان عمر والده إبراهيم مائة وخمسة وسبعين سنة.

 

 النبي إسحاق عليه السلام وباقي الأنبياء :
بعد النبي إسماعيل (ع) يأتي إسحاق (ع) الذي كان أصغر من إسماعيل , وقد تحدثنا في ليلة من الليالي عن من هو الذبيح منهما , كان الذبيح في عقيدة المسلمين هو إسماعيل (ع) , أما اليهود فإنهم يصرون على أنه إسحاق(ع) .

إسحاق أصغر من إسماعيل إما بخمس أو عشر سنوات ,وكان من نسله الأنبياء ، بعد النبي إسحاق (ع) كان يعقوب ، بعد النبي يعقوب (ع) كان يوسف ، ثم امتدّت السلسلة خارج ذرية النبي يوسف (ع) ، من نسل (لاوي) .                                                                              

   الأنبياء (ع) والأوصياء (ع) جاؤوا من ذرية لاوي ، وكان منهم في المرحلة المتأخرة النبي هارون (ع) والنبي موسى (ع) وقبلهم كان النبي شعيب , لأن النبي شعيب (ع) كان عندما جاء إليه موسى كبير السن، "قالت وأبونا شيخ كبير" [18]، في الوقت الذي كان موسى (ع) لا يزال شابًا يافعًا فهو سابق عليه في النبوة زمانًا , ولما أتى إليه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين [19] . فصارت المرحلة الآن مرحلة النبي موسى (ع) والنبي هارون (ع) وهما من هذه الذريّة من نسل إبراهيم عليه السلام ، والأقرب من ذلك من نسل إسحاق (ع) , كلٌ منهما كان في المائة والعشرين بفارق أن هارون أكبر سنًا من موسى مع أنه هو الخليفة , في العادة أن الخليفة يكون أصغر من السابق له، وهنا انعكست القضية , وقد كان هارون (ع) أيضًا بشهادة موسى (ع) "هو أفصح مني لسانًا "[20] ، رغم أن هارون أكبر منه سنًا، هذا مائة وثلاثة وعشرين سنة بينما موسى قيل أنه مائة وواحد عشرين أو مائة واثنان وعشرين يعني أكبر منه بسنة ، ومع ذلك اختير هارون خليفة له مع أنه الأفصح بشهادة نبي الله موسى (ع) ومع أنه الأكبر سنًا، والباري عز وجل في القرآن الكريم يقول لنا أن الأمر كله يرجع له سبحانه لا إلى مقاييسكم " وربك يخلق ما يشاء ويختار " [21]هذا الشيء ليس نحن من نقرره ، الذي يقرر هو الله سبحانه وتعالى . 

 الذين يقولون كيف إن أبناء النبي محمد (ص) من فاطمة !

وأن علي بن أبي طالب الذي وتر صناديد العرب , ولا يوجد بيت إلا وأدخله ثكلٌ أو ترمل ، لن تتقبله الناس!  ليس لكم الحق في هذا الكلام، ولا كلمة " وربك يخلق ما يشاء ويختار" هذه مقاييسكم أنتم وليس مقاييس الله سبحانه وتعالى . الإمام علي بن أبي طالب (ع) استصغره القوم وبعضهم قال لابن عباس يا ابن عباس تعلم ما الذي منع قومكم عنكم أنهم استصغروا عليًا [22] فقال لهم : ما استصغره رسول الله (ص) عندما أمره أن يبلغ براءة وقال لا يبلغها إلا أنا أو أحد مني) ، كيف يأتي علي ويتولى الأمر وهو في ذلك السن , وعندنا أشخاص عمرهم خمسين وستين سنة ، فكيف يكون إمام وخليفة لهم ، ، فهذه مقاييسكم , الله هو الذي يختار، لو كان بكبر السن كثير كانوا أكبر سنًا من رسول الله (ص) ، بل حتى خارج هذه الدائرة عندما سألوا والد الخليفة الأول في ما نقل أنه من اختاروا؟ قال اختاروا ابنك أبا بكر، قال : لما؟،  قالوا : لأنه أكبر سنًا من أصحاب رسول الله، فقال : أنا أكبر منه ، إذا على الإختيار أنا لازم يختاروني , بناءً على صحة هذا النقل . 

فإذن هذه ليست هي المقاييس ، هارون (ع) أفصح لسانًا نعم، هارون أكبر سنًا نعم، ولكن لا يكون نبيًا وإنما يكون خليفةً ، أيضًا لم يصبح خليفة لأنه توفي قبل موسى (ع) بسنة واحد ، صعدا إلى الجبل لعبادة ربهما فتوفي هارون في ذلك المكان ، وهناك في بلاد الشام جبل يسمى هارون، ينسب أن هارون مدفنه هناك- قبل سنة من وفاة موسى بن عمران (ع) - . 

فالشاهد إذن أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار، هو الذي يقرر ، مقاييسنا لا تلزم بعضنا بعضًا فكيف تلزم ربنا ، أنت الآن عندما تكتب الوصية بعد عمر طويل، أن وصيي فلان ( لماذا لا تجعله ابنك الأكبر؟ ) يقول : أنا أعرف ماذا أصنع ، هذا أكثر شفقة مثلًا ويتحمل مسؤولية أكثر فأنا أعرف فيه أكثر، فأنت لا تقبل كلامي في أمورك , فكيف يقبل الله كلامنا نحن العباد الذين لا نعرف تفاصيل المسائل في تعيين المقاييس .

بعد النبي موسى (ع) والنبي هارون (ع) جاءت مرحلة النبي اليأس (ع) والنبي أليسع (ع) ، وبعدهما كان نبي الله زكريا (ع) وأنجب النبي يحيى (ع)على الكِبر - حوالي تسعين سنة قبل ميلاد النبي عيسى بن مريم – ثم جاء النبي عيسى بن مريم (ع).

  

شبهة ورد حول الاصطفاء الإلهي للأنبياء (ع) والأوصياء (ع):

   نلاحظ أن القرآن الكريم يركز على موضوع " إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " [23] ، يأتي من يقول هذا الأمر غير مقبول , نحن لا نفهم سبب اختيار آل إبراهيم ؟ أو آل عمران ؟ لماذا لا يكون الامر بدون اصطفاء ؟

   نرد على هؤلاء أن هذا الأمر ليس من شأنكم ، هذا اعتراض على الله سبحانه وتعالى ، ولذلك نتعجب مما ذكره مثلًا الشيخ أحمد بن تيمية [24] في كتاب من كتبه بأسلوب هجومي ينافي المنهج العلمي – في كتابه منهاج السنة - يقول : هناك شبه بين اليهود وبين الروافض، في أن اليهود قالوا إن الملك لا يصلح إلا في آل داوود، وإن الرافضة قالوا لا تصلح الإمامة إلا في أهل البيت .                                                                                                             نقول أولًا لتكن هناك مشابهة ماهي المشكلة ؟ إذا كانت سنة الله سبحانه وتعالى أن لا يصطفي فقط أشخاص، يصطفي أيضًا ذريات ، لاحظوا أن القرآن ذكر في البداية : إن الله اصطفى آدم واصطفى نوح , ثم لم يصطفي أشخاص بل قال آل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، إذن كانت طريقة الله أحيانًا يصطفي فردًا , وأحيانًا يصطفي قبيلةً وعشيرةً ما المشكلة في ذلك؟ سواءً كان طريقة اليهود أو النصارى أو المتقدمين أو المتأخرين ما لمانع في ذلك؟!! 


ثانيًا رمتني بدائها وانسلّت كما يقول المثل ؛ هذا التيار الذي يمثله صاحب هذا الكتاب يقبل بما هو محرفٌ عند اليهود وتسرب إلى المسلمين ؛ مثل قضايا إثبات الصفات والكيفيات لله عز وجل[25] ، نحن لا نعتقد أن هذا موجود في التوراة الأصلية لأن توحيد الله يخالف تجسيده تمامًا، فلا يمكن أن يكون كتاب سماوي صحيح يأتي لنا بشيء فيه تجسيم لله عز وجل، نعم التوراة المحرفة فيها هذا الكلام، فأنت الذي تتهم الرافضة بأنهم يأخذون من اليهود ويشابهونهم ,    

أنت أخذت من اليهود قضايا محرّفة ، إذا أخذ الشيعة - كما يدعي ابن تيمية - من بني إسرائيل قضية الإصطفاء للأسرة , وهي حق بلا ريب ومدلول عليه في القرآن الكريم ، فغيرهم أخذ أمورًا محرفة من التوراة والتزم بها كعقيدة من العقائد الأساسية فأثبت لله اليد والرجل والعين وغير ذلك .  هذا الكلام لا ينبغي أن يصدر من عالم , ولو كان الآخر يخالفك في المذهب ولكن "لا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا " فبالتالي " اعدلوا هو أقرب للتقوى " [26] .

 

المشابهة بين الإمام علي (ع) والأوصياء :

       نحن نعتقد أن طريقة الله سبحانه وتعالى - إن صح التعبير- في الاصطفاء والانتخاب والمشابهة بين النبوات هي طريقة واحدة ، يختار من الأصلاب الشامخة ومن الأرحام المطهرة ؛ أمناء على رسالته من أفضل خلقه ، وقد ورد من أحاديث رسول الله (ص ) إيجاد مُشَابَهَات، (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) [27] ، ذاك كان نبي وأنت لست بنبي ولكن بنفس المنزلة وزير من أهلي , أنت تشدد أزري , وأنت شريك في أمري وأنا وأنت نسبح الله كثيرًا ونذكره كثيرا ، هذه مشابهة وفي السنة مشابهة بين علي (ع) ويوشع (ع) ، لما توفي هارون (ع) قبل وفاة موسى (ع) كان وصي موسى من بعده هو يوشع (ع) كان من تدبيرالله سبحانه وتعالى أن يكون فتى موسى الذي رافقه من الصغر هو الوحيد الذي ينبغي أن تنقاد إليه بنو إسرائيل حتى يفتح الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ، وبالفعل تحقق هذا الشيء .

ويتحدث المسلمون بمن فيهم إخواننا أهل السنة عن قضية : رد الشمس إلى يوشع بن نون بأمر الله سبحانه ، ويثبت الإمامية وعدد كبير من غيرهم نفس هذه الفضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام. يثبت لهارون (ع) شبر وشبير عليهما السلام , كما يثبت لعلي (ع) الحسن والحسين عليهما السلام .

 

ربما يتساءل شخص أننا بحثنا في التوراة فلم نحصل على نتيجة أن أولاد هارون شبر وشبير , فأنتم من أين أتيتم بهذا الكلام ؟ أسماء أبناء هارون أربعة مذكورة في التوراة لا يوجد فيها شبر وشبير!! الجواب على ذلك : ربما أن التوراة الفعلية لا يوجد فيها , فالتوراة الموجودة الآن بالفعل هي نفسها التي تقول إن هارون هو الذي صنع عجل الذهب ليعبده بنو إسرائيل وهذا معناه أن نبي من الأنبياء دعا إلى الوثنية والصنمية، هل تقبلون هذا في التوراة؟ إثبات التوراة الفعلية لهذا الكلام هل تقبلونه؟  هذا الأمرلا يمكن قبوله ، فالقرآن الكريم يذكر لنا أن السامري هو الذي صنع العجل ودعا إلى عبادته , وأن نبي الله هارون (ع) قاومهم ولكن استضعفوه وكادوا يقتلونه إلى هذا الحد!.
التوراة الفعلية تثبت أن نبي الله موسى (ع) - حسب زعمهم وهو غير صحيح - أنه لما أراد الخروج مع بني إسرائيل قال لنساء بني إسرائيل - وكنا يعملن في قصور نساء الفراعنة والمصريين- كل ماترونه ذهبًا احملوه معاكم ، والتي لا ترى فلتستعير من سيدتها، تقول لها مثلًا : أنا أريد هذا الذهب عندي مناسبة ، و خذوه معكم عند الفرار معنا ، هل تقبلون أن نبيًا من الأنبياء العظام يأمر بالسرقة والخيانة، هل تقبلون هذا؟ هذه هي التوراة الآن.

إذا كنتم تقبلون كل ما جاء فيها .نقول نعم لا يوجد في هذه التوراة اسم شبر وشبير، ولكن عندما تلزموننا بما ورد في التوراة فلابد أن تلتزموا بكل ما ورد في التوراة كدعوة الصنمية لهارون ونسبة الأمر بالسرقة وبالخيانة لموسى وهذا لا يمكن أن يقبله أي مسلم هذا أولًا
ثانيًا هناك تعبير ذكره بعض الباحثين وهو أن شبر تعادل تمامًا كلمة حسن بالترجمة حسن وطيب وأولت هنا باسم الإمام الحسن عليه السلام ، نعم شبير ليس موجود. 
ثالثًا أفرض أن هذا الكلام ليس موجود في هذه التوراة ، فإذا أخبر نبينا الصادق (ص) عن أنه موجود لا بد أن هذا هو الواقع ، وقد ورد في روايات مدرسة الخلفاء بأسانيد صحيحة أن النبي قال لعلي : سَمِّه باسم أبناء هارون، وهذا المعنى موجود أيضًا في مصادر مدرسة أهل البيت (ع) ، هذه الرواية يسميها العلماء رواية قطعية الصدور لأن كل الأمة أجمعت عليها ، فريق مدرسة الخلفاء وفريق مدرسة أهل البيت ، فإذا هذا أثبت وهذا أثبت فلا يوجد فيها خلاف، فتكون من السنة المقطوعة ، نحن السنة القطعية نكذبها لأن التوراة المحرفة ليس مذكور فيها! لايمكن أن يكون هكذا. 
فكان هذان الإمامان في تنظيرهما وتشبيههما بأبناء هارون قاما بالأمر كما قام أولئك به ولا سيما إمامنا الحسن المجتبى سلام الله عليه الذي أخذ الأمر على عاتقه بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين وتحمل من الأعباء ما تحمل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] النسخ : نسخ الكتاب أي نقله وكتبه حرفيًا , النسخ الشرعي : إذالة ما كان ثابتًا بنص شرعي / معجم المعاني.

[2] كتاب السنة لابن ابي عاصم 5/2 وكتاب جامع بيان العلم لابن عبدالبر 2/42

[3] فتح الباري في شرح صحيح البخاري باب خاتم النبيين 3341

[4] كتاب الطبقات لابن سعد 193/1

[5] في ولاية تكساس بأمريكا.

[6] كتاب ميزان الحكمة الريشهري

[7] سورة العنكبوت آية 14

[8] سورة القصص آية 68

[9] زيارة أمير المؤمنين / مفاتيح الجنان

[10] سورة مريم آية 56-57

[11] سورة طه آية 121

[12] قوله تعالى :"يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم وريشًا .." الأعراف 26

[13] سورة هود آية 44

[14] قوله تعالى :" واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف " الاحقاف 21

[15] قوله تعالى :" قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم " الشعراء 155

[16] سورة ال عمران آية 33

[17] سورة الانعام آية 162

[18] سورة القصص آية 28

[19] سورة القصص آية 25

[20] سورة القصص آية 34

[21] سورة القصص آية 68

[22] شرح احقاق الحق للسيد المرعشي ج22 ص 426

[23] سورة ال عمران آية 33

[24] المتوفى سنة 728هـ وهو زعيم تيار واضح ومعروف في الأمة.

[25] هذا الذي تحدثنا عنه في محاضرات سابقة أنه كان في التوراة مبادئ لتجسيم الله عز وجل وأنها تسربت للثقافة الإسلامية.

[26] سورة المائدة آية 8

[27] صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن ابي طالب 71/7   ح3706

مرات العرض: 3406
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2560) حجم الملف: 59682.16 KB
تشغيل:

أحكام زكاة الفطرة في المذاهب الاسلامية
مع أهل الحديث في آرائهم وأفكارهم 29