صفية بنت عبد المطلب عمة النبي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 26/9/1436 هـ
تعريف:

السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وآله
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم 
(قل لا أسألكم عليه جرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة تزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور) أمنا بالله صدق الله العلي العظيم.
لايزال حديثنا في تاريخ الأسرة النبوية الشريفة الكريمة منطلقاً من الآية المباركة ( قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وحديثنا يتناول إحدى شخصيات هذه الاسرة من النساء والتي تعد في بعض أعمالها سبقت غيرها ولم تتفنى في هذا الاطار فقد يُذكر عن صفية بنت عبد المطلب ب هاشم وهي عمة رسول الله (ص) أنها المرأة الاولى التي قتلت بمفردها رجلُ من اليهود كان يريد أن يهتك ستر النساء أو أن يجد ثغرة في الحصن الذي كانوا فيه ، وسيأتي حديث عن هذه الجهة ان شاء الله.
صفية بنت عبد المطلب قريبة العمر من رسول الله (ص) ربما تكبره بسنة أو قريبا من ذلك فإنها عندما توفي أبوها عبد المطلب قيل أن عمرها كان 9سنوات ومن المعلوم لا أقل هو المشهور أن النبي (ص) في تلك الفترة كان عمره 8سنين أو حوالي هذا المقدار فهي قريبة العمر منه قد لا نستطيع التأكد من الحساب الدقيق ولكن يمكن الاطمئنان إلى أن عمرها كان قريبا من عمر رسول الله (ص) وتوفيت بعد وفاة رسول الله بحوالي 9سنين لأنها توفيت في سنة 20 من الهجرة أيام الخليفة الثاني بينما توفي رسول الله (ص) في أوائل السنة الحادية عشرة من الهجرة ، بداية شبابها لم يكن شيئا ذا بال قبل البعثة وتزوجت كما يتزوج غيرها وكان زوجها في ذلك الوقت اي الزوج الاول أخا لأبي سفيان يسمى الحارث بن حرب وهذا مات في تلك الفترة أي قبل البعثة وقبل الاسلام فخلف عليها بعد ذلك وتزوجها العوام ابن خويلد والد الزبير بن العوام ابن خويلد هذا والد ( أي العوام) والد الزبير زوج صفية وهو في نفس الوقت أخو لخديجة بنت خويلد ، العوام ابن خويلد ابن اسد هو أخ لخديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوجة رسول الله (ص) هذا ايضا بعد ان انجب لها 3أولاد هم الزبير والسائب عبد الرحمن ايضا قتل في بعض حروب قريش السابقة على الاسلام وعلى البعثة وكانت تسمى ( حروب الفِجار) أو (الفُجار) وذلك لأن هذه الحروب كانت تحصل في أيام الأشهر الحرم فكأنما لجهة القائمين فيها المتحاربين لم يلاحظوا حرمة هذه الأشهر كان ذلك فِجارا وعرفت بهذا الاسم وهي أيام متعددة لأسباب متعددة (الأن لسنا في صدد الحديث عنها).فقتل زوجها زوج صفية في هذه الحروب ولم يدرك الاسلام بعد هذه الفترة . نظرا لأنها شقيقة لحمزة بن عبد المطلب من أم واحدة أمهما هالة بنت وهيب التي تزوجها عبد المطلب في نفس تلك الفترة التي تزوجها فيها عبدالله ابنه أمنة بنت وهب (ع) والد النبي بوالدة النبي في نفس تلك الفترة ايضاً تزوج عبد المطلب من هالة بنت وهيب وأنجب منها حمزة وأنجب منها أيضاً صفية ، هذه العلاقة كونهما أشقاء من جهة وكون صفية ليست ذات زوج في ذلك الوقت جعلت ارتباط حمزة وصفية وبالعكس صفية بحمزة جعلن ذلك الارتباط ارتباطا وثيقا سوف يظهر اثره فيما بعد لما بعث النبي (ص) كانت صفية من المسلمات اللاتي أمن برسول الله (ص) متى كان ذلك؟ لا يعلم على وجه التحديد ولكن من المحتمل ان يكون في وقت مقارب لإيمان حمزة برسول الله (ص) نظرا لما ذكرنا من العلاقة والارتباط الوثيق بين حمزة وبين صفية ومقتضى مثل هذه العلاقة التأثير من قبل حمزة ولتأثر من قبل صفية بالرغم من أن هؤلاء كما ذكرنا مرارا أي ابناء الاسرة الهاشمية كانت توجهاتهم على الديانة الابراهيمية وكانوا يلتزمون بالأصول الاخلاقية والدينية الموجودة فيها فلما بعث النبي (ص) طبيعي أن يكون فيها رسالة الاسلام ناسخة لكل ما سبقت من الديانات ، حيث أمن حمزة ومن المحتمل جدا أن يكون في نفس الفترة أو قريب منها قد أسلمت صفية تأثرا بأخيها حمزة ، وأول ذكر يوجد عن صفية كان في يوم الانذار لما نزلت الآية المباركة (وأنذر عشيرتك الاقربين) المعروف بيوم الدار في سنة 3للبعثة يعني بعد بعثة النبي في السنة الثالثة للهجرة نزلت الآية المباركة كما يشير الى ذلك المؤرخون والمحدثون نزلت الآية (وأنذر عشيرتك الاقربين) فالنبي التزاما منه بهذا التوجيه الالهي والقرآني جمع عشيرته هنا الحديث سوف تكون له أي حديث الانذار ستكون له طريقتان في الرواية:
الطريقة الاولى: ما نقله كتب مدرسة الخلفاء ومنها بعض صحاحهم والذي فيه حاصل الحديث هكذا ان النبي (ص) جمع أبناء عبد مناف وابناء بني هاشم وعنئد خطب فيهم وقال لهم : يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا فاطمة (هذا النص موجود) يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب خذوا  من مالي ما شئتم  لا امنعكم منه ولكني لا أغني عنكم من الله شيئاً.
هذا التوجه الذي فيه هذا الحديث المنقول في أتباع مدرسة الخلفاء يزيد أو ينقص ولكن حول هذا المحور في دعوة بني هاشم في تصريح اسم فاطمة بنت رسول الله (ص).في تصريح اسم صفية بنت عبد المطلب في كلام ( أنه خذوا من مالي ما تريدون ولكن لا اغني عنكم من الله شيئا ) اعملوا لأنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا وهذا الحديث منتشر ومشهور عندهم الى درجة انهم استفادوا منه استفادات عقائدية ، الرواية عندما تأتي الى اتباع مدرسة أهل البيت (ع) تتغير في هذا الاتجاه فتقول عن علي عليه السلام انه قال : لما نزلت أية الانذار دعا رسول الله (ص) بني هاشم وقال لهم : أرايتم لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذا الوادي أكنتم مصدقي؟ قالوا بلى ما جربنا عليك كذباَ قال : فإني لكم نذير من عذاب يوم عظيم  إن الله قد بعثني برسالته وإني أدعوكم الى الايمان بذلك فمن منكم يؤازرني في هذا الأمر فيكون أخي وخليفتي ووصيي من بعدي فانفض المجلس في اليوم الأول فطبعاً فعمل لهم طعاماً ووضعت فيه البركة بحيث أن هذا الطعام لم يكفي لربع هؤلاء مع ذلك أكلوا وشربوا حتى شبعوا  وقال قائلهم لقد سحركم محمد. باعتبار أن هذا الاكل لم يكفي لاحد قد كفانا كلنا ومع ذلك لم يتغير ، عمل لهم دعوة ثانية ونفس الكلام أعاده وأخيرا لم يجب منهم أحد فقام علي (ع) وقال : أنا يا رسول الله فقال : أنت أخي ووارثي ووزيري ووصي من بعدي  فتفرق هؤلاء وبعضهم سخر من الموقف فقال لأبي طالب : يا أبا طالب وكان حاضرا أن محمداً  يأمرك أن تطيع ابنك والامام علي عليه السلام كان وقتها صغيراً عمره 9سنوات او في هذا الحدود 10 سنوات في هذا الحد نلاحظ ان اتجاه هذا الحديث لدى مدرسة اهل البيت فيه فضيلة ومنقبة ونص على وصية أمير المؤمنين وولايته وخلافته من بعد رسول الله (ص)  في الطرف المقابل هذا الأمر غير موجود أصلاً بل أكثر من هذا موجود فيه ما يشبه نفي أي أثر لقرابة رسول الله (ص)  وأنه أنا لا انفعكم  بشيء ولا أغني عنكم شيئاً وهذا سيشابه الكلام الذي يقوله احد صحابة رسول الله (ص) لصفية بنت عبد المطلب حتى بعد الهجرة ونقلناه أول الليالي عندما زعم أنه رأى قُرطها فقال لها: غطي قرطك ( أي الحلقات التي في أذنك) فإن قرابتك من رسول الله لا تنفعك شيئا فغضب النبي (ص) وخطب في الناس وقال : ما بال أقوام يزعمون أنه لا تنفع قرابتي والله ان كل نسب وسبب هو منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي .
هذا الحديث الأول في هذه الشَمة (اعملوا لأنفسكم) أنا لا اغني عنكم من الله شيئاً . ا أفيدكم في هذا الاتجاه وقد ناقش بعض المحدثين هذا الحديث مناقشة علمية جيدة وهو المرحوم المحقق السيد مرتضى العسكري (رض) هذا الباحث له دراسات قيمة جدا ( أنصح الأخوة المؤمنين ممن يحبون المطالعة أو ممن يحبون أن يُعرفوا الأخرين على أدلة شيعة أهل البيت في المسائل المختلفة في قضايا الاختلاف المذهبي فليراجعوا مثل كتب هذا المرحوم مثل كتاب معالم المدرستين كتاب في غاية الجودة والإتقان ومثل أحاديث أم المؤمنين عائشة كتاب متقن علمي وبحث هادئ وهادف وموثق  من جملة ما ناقش هذا الحديث ننقل لكم خلاصة باعتبار أنه مذكور فيه اسم صفية بن عبد المطلب وغير هذا وهو الأهم أصبح من الأحاديث المنتشرة بين أتباع مدرسة الخلفاء المشهورة عندهم لحد كبير (فلندعه على الطاولة نعني بذلك هذا الحديث).
أول أمر أولا: من روى هذا الحديث؟
اذا كان واحداً من الحاضرين فمن هو؟ وان لم يكن من الحاضرين فعن مًن نقل؟ لابد أن يكون شاهد عيان فالإمام علي عليه السلام لما يقول أنه لما نزلت أية الانذار ( وأنذر عشيرتك الأقربين )) فدعاني رسول الله (ص) وقال اعمل كذا وكذا فهو شاهد موجود ، هناك في الطرف الاخر من رواة هذا الخبر وهم زوجة رسول الله عائشة وأبو هريرة وأبو موسى الاشعري.
أم المؤمنين عائشة عندما نزلت الآية المباركة في سنة 3هـ كان عمرها هي ولدت في سنة 4هـ وهذا هو المعروف والمشهور بينهم يعني الحادثة وقعت قبل ولادة السيدة عائشة فكيف يمكن لشخص لم يولد بعد الان كيف يستطيع أن يروي حديثا بشكل مباشر تارة واحد يقول مثلا: حدثني رسول الله (ص) أنه حدث كذا ( معلوم يصير هكذا) ظاهر الرواية أن عائشة قد قالت لما نزلت أية وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله بني هاشم وقال كذا وكذا وهذا ظاهره الرواية المباشرة ليس عن رسول الله فهذا اشكال واضح (يكون).
كيف يمكن لشخص لم يولد بعد أن يروي حديث قضية حدثت قبلاً ويرويها بشكل مباشر ليست عن شخص اخر ونفس الكلام بالنسبة الى أبو هريرة والى ابو موسى الاشعري هذان انما وصلاَ الى المدينة مسلمين سنة 7هـ ، النبي (ص) استغرقت جرته قبل البعثة 13سنة ثم هاجر أي اننا اذا حسبناها 10سنوات من البعثة + 7سنوات من الهجرة (شقد يصير؟) 17 عاما هي الفاصلة بين الحادثة وبين هاذين وهؤلاء لم يقولوا أننا سمعناها من رسول الله (ص) ولا من علي بن أبي طالب (ع) و لا من أحد من الحاضرين فهذه الرواية من الناحية السندية عند العلماء والمحققين بهذا الشكل تكون ساقطة وغير صحيحة، اذا لم يكن لها سند متصل بمعنى أن يقول أنا سمعت النبي يقول كذا وأنا كنت موجود ورأيت وسمعت هذه الرواية تكون ساقطة من هذه الجهة هذا واحد ، ثانياَ نذهب الى المتن والمضمون : النبي خاطب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا فاطمة بنت محمد (الا انهم يركزون على هذا الشيء) يا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً خذوا من مالي ما شئتم اعملوا لأنفسكم فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً) المحقق تاريخياً
أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ولدت في السنة الخامسة للبعثة ( يعني بعد كم سنة من تاريخ حدوث هذه الحادثة ؟ ) سنتين حيث حدثت في السنة الثالثة وفاطمة الزهراء ولدت في السنة الخامسة
هل يعقل أن يتحدث النبي صلى الله عليه واله عن فاطمة وهي الى الآن لم تولد أصلا !
يا فاطمة اعملي لنفسكِ لا أغني عنكِ من الله شيئاً . بقي سنتين الى أن تولد فاطمة عليها السلام على ما هو المحقق الصحيح في ولادتها من أنها ولدت في السنة الخامسة لبعثة رسول الله صلى الله عليه واله فتبين أن هذا الكلام والاستفادة منه حتى يقول أن النبي لم يكن يرى هؤلاء ويتحدث لهم عن قرابته حتى السيدة فاطمة تكلم عليها حيث أنها لم تزال في عالم الأنوار لم تولد بعد بقي على ولادتها سنتين إلا أن تولد وقد حدثت هذه الحادثة قبل ولادتها بسنتين كيف للنبي أن يخاطب فاطمة , حيث أن الشخص من المفترض أن الشخص   يخاطب مكلف كأن يقول : ( يا أيها المسلم أنتبه على نفسك , أتق الله , انظر الى الآخرة حتى وإن كان طفل موجود عمره 4 او 5 سنوات لا يحسن خطابه لأنه مكلف , فكيف إذا أصلاً ليس موجوداً هل يصح أن يخاطب غير الموجود وليس المولود بالخطاب التكليفي ؟ وأنه لا أغني عنكم شيء اعملوا لأنفسكم الى غير ذلك ؟
ثالثاً: من أين كان للنبي (ص) هذه الأموال التي يبيحها للناس (هذه أموالي خذوا منها
ما شئتم) النبي معروف لم يكن لديه أموال (لنقول أموال خديجة يجعلها سبيل أو تصبح  (فرهود) حسب التعبير تعالوا  الذي  يريد المال فليأخذ ) خديجة إذا أعطته إنما أعطته في سبيل الرسالة ليس أنه يا بني هاشم يا بني عبد مناف خذوا من مالي ما شئتم ))ما هذا الكلام؟ لا مال هو عنده الشخصي ولا مال خديجة أيضاً إلى مثل هذه الأمور ( أي شخصٍ يأتي يأخذ منه  و ما يشاء أيضاً , مثلاً أتى شخص وأخذه كله هل هذا يعقل ؟! فيتبين أن هذا الكلام وهذا الحديث بناء  على الرواية التي ينقلها أتباع مدرسة الخلفاء يتعرض إلى هكذا إشكالات حقيقية في الموضوع من حيث سند ذاك الكلام أنه لم يكن أحدٌ منهم شاهداً ولم ينقلوه عن من هو شاهدٌ لا هو منقولٌ عن النبي (ص) ولا عن علي بن أبي طالب عليه السلام ولا عن أبي طالب (وهم في اعتقادهم أنه كافر فلا يجوز أن ننقل عنه ) وعلى هذا المعدل , فإذاً هذا الكلام الذي ينقل في كتب أتباع مدرسة الخلفاء فيه هذه المشكلة , لكن هذا يذكرونه على أن صفيه بنت عبد المطلب كانت من المدعوات أو من الحاضرات , نحن لا نستطيع أن نؤكد هذا المعنى لأن الحديث بناء على تلك الرواية  التي فيها تلك الأسماء فيه بناء على الرواية التي في كتب مدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) لا يوجد فيها هذه الاسماء صفية وفاطمة وما شابه  ذلك ..
ولكن من المعلوم ان صفية امنت في وقتٍ مبكر ومن المحتمل جداُ ان يكون ذلك مزامنا لأيمان حمزة  بن عبد المطلب (عليه السلام ) , بعد هجرة النبي (صل الله عليه واله وسلم ) ايضاً هاجرت صفية مع ابنائها ومن المحتمل ان تكون رافقت اخاها حمزة (عليه السلام) باعتبار مقتضى الحال ان يهاجروا ويسافروا الى اشخاص ضمن الحالات الاعتيادية مع أقاربهم اذا كان مثل الحمزة بشهامته ونجدته ومروئته وهذه اخته التي لها العلاقة الوثيقة معه فمن الطبيعي ان يصطحبها .
هاجرت الى المدينة المنورة ,فأول ما نلاحظ لها من دور ان صفية كما نقل شاركت في غزوة بدر حسب تعبير المعاصرين في الخطوط الخلفية فكانت تساعد في سقي العطاشى من المقاتلين وتجلب الماء وبمعنى انه يحتاج الى استخراج هذا الماء واعطائه الى المقاتلين وايضا ساعدت كما نقل المؤرخون في مداواة الجرحى وما شابه ذلك وهي كانت امراءه جلدة شجاعة وقوية النفس هذا في بدر ينقل عنها مثل هذه المشاركة ..
في احد نُكبت (عليها السلام ) بأخيها حمزة الشهيد في قضيته ذكرنا في حديثنا عن حمزة كيف انه كيف ضربه وحشي بالحربة وشق صدره وبطنه ومثل به وجذع انفه واذناه والنبي تأثر تأثراً كبيراً في ذلك وكان لا يمل في اول الامر الا ان تراه صفية هنا تفصيل بعض المؤرخين ينقله اذا صح ينقلن في الاستفاده وهو ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) في اول الامر لم يسمح لها برؤية حمزة اخيها بتلك الحالة حتى اذا ارادت الذهاب قال اني اخاف على عقلها يعني الصدمة من الممكن اذا رأت اخاها حمزة وهو بالنسبة لها كل شيء الان حيث زوجها من فترة طويلة لم يكن موجود وابنائها الى الان لايزالون وليس محل اعتماد كافي , واخ شقيق كان يرعاها طوال هذه المدة قريب من 25-30 سنة والان تراه بهذه الحالة الصدمة التي تتعرض لها لاسيما المرأة قد تأتي على ادراكاتها وعقلها فقال اني اخاف على عقلها ..
قيل ان النبي استدعاها ووضع يده على صدرها وسأل الله (سبحانه وتعالى) لها الصبر والتحمل فهدأت لذلك عندما ذهبت الى جسد حمزه قالت : ان لله وانا اليه راجعون عند الله نحتسبه وصبراً على قضاء الله وحاله من التسليم والصبر والتجلد ,هنا البعض يقول بأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) بوضعه يده على صدرها استخدم قدرته الغيبية الاستثنائية التي اعطاها الله اياها في صنع الثبات لها والتحمل وهذا من عقيدتنا ان النبي (صل الله عليه واله وسلم ) بل والمعصومين عليهم السلام اعطاهم الله وزودهم بقدراتٍ هذه القدرات بحسب الحكمة وعندما يحتاج الأمر يستخدمونها  ( قدراتٍ غيبيه خاصة ) ليست لعبةٌ كل وقت يستخدما فأنه فحربه في غزوة أحد لم يستخدم القدرة الغيبية لقلب المعادلة حيث أنجرح وتأذى الناس وأنهزم جيشه لم يستخدم القدرة الغيبية الحكمة لا تقتضي استخدامها هنا , ولكن في مثل هذه الحالة نقلناها لعلل الأمر حسب ما يفسر بعضهم كان من هذه الجهة  ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أعمل ولايته وقدرته الغيبية في تثبيت قلب صفية هذا احتمال ,
الاحتمال الأخر الذي يذهب اليه الاخرون انه لا أن القضية ضمن الأطُر الطبيعية ذلك بأن من يصاب بمصيبة أو تحدث له مشكلة أو يتعرض الى اعتداء أو غير ذلك
هذا يحتاج الى دعم نفسي كبير جدا وتعضيد داخلي والا ممكن ان ينهار وعقله يتأثر من الممكن ان مستقبله يتأثر وهنا دعني أدخل الى (فذَ) مدخل الى قضية اجتماعية انه يحصل مثلا اعتداء على طفل اعتداء جنسي او تحرش او غير ذلك او يحصل اغتصاب لفتاة دعه يأتي على سجيته مظلوماً محطماً يأتي لأبيه او لأمه  هذا الأب الغير واعي من الغضب او من القهر يضربه ويعاقبه (أنت يا كذا , أنت يا لا أعلم ماذا..) ويسبه ويشتمه لماذا جعلتهم يفعلون بك كذا  وكذا حيث يضربه ويهينه أيضاً أسوء عمل يعمله هذا الشخص لأبنه وهو في هذا الوضع وفي هذه الحالة هو هذا العمل لماذا لأنه عندما يأتي هذا وهو معتدي عليه من الناحية الجنسية متحرشاً به تحرشاً سيئاً هذا مهتم من الداخل ومحطم يحتاج من يلمه ويحفظه ويحتاج من يدعمه ويحتاج من ينتشله من هذا التحطيم والتهشيم الذي تعرض اليه فإذا جاء هذا الوالد المحترم وفوق كل هذا ضربه وهزأه وفوق كل هذا أيضا سبه وأهانه , انهى على أخر شيء لم يتحطم يعني كان فتاتاً بسيطاً الآن بفعله أصبح كالطحين وهكذا الحال بالنسبة الى الفتاة يحدث , الله يجير بناتنا ونساءنا والمؤمنات من هذه الحالات السيئة من الاعتداءات ممن لا يخافون الله عز وجل , يعتدى على هذه الفتاة يتصور الأب أن المشكلة أن غشاء البكارة قد انفتح يا أخي ليست هذه المشكلة الأصلية المشكلة الأصلية هناك نفس محطمة وشخصية مهدمة وخطر كبير على هذه الفتاة الى المستقبل ,هذه في زواجها ستكون هناك مشكلة رؤيتها الى المستقبل ستكون مشكلة قد تصاب بحالة اكتئاب نفسي يؤدي الى الانتحار في حالات , أنت يا أيها الأب يا ايتها الأم عندما تأتي هذه البنت بهذه الطريقة اعتدي عليها ارتكب عليها العمل الفاحش اغتصبت لابد أن تحافظ عليها لا بد من اعادة بنائها من جديد لابد أن هذا الكيان المهدم والمهشم في داخلها والشخصية المحطمة التي تحطمت بهذا الفعل الشنيع لا بد من ارجاعه قدر الامكان عللا ما كان عليه  وهذا يحتاج الى حنان الى عطف ويحتاج الى تفهم ويحتاج الى استنقاذ اذا لم تكن من اهل الوظيفة ولم تعرفها فلتكن لديك شيمة ولتذهب الى طبيب نفسي يخبرك بالخطوات التي ينبغي اجراؤها في هكذا حالة ولذك من اجل هذه الاثار التي تحدث من وراء هذه الانتهاكات والاغتصابات القانون الدولي يعتبر من اسوء انواع الاعتداءات ويعتبرها جرائم حرب , قضية الاغتصابات يصنفها في حد اكبر من القتل على الرغم من ظاهرها ممارسة جنسية على الرغم من غير ارادتها لكن هذه الشخصية تكاد اذا لم تتعرض الى استنقاذ والى علاج والى اخذ من هذا التحطيم الذي حدث تتحول الى هيكل بشري نعم تلك التي ذهبت بإرادتها وباختيارها مسارها مسار آخر لكن هذه التي تعرضت الى اعتداء واغتصبت رغم عنها اجبرت على هذا الأمر هذه تحتاج الى رعاية وعناية تامة المشكلة التي تصبح عند هذه او عند تلك او عند ذلك الطفل مشكلة عظيمة وكذلك الحال بالنسبة الى المصائب اذا حلَت المصيبة على احدٍ او واحدة لا سيما النساء المراءة بالنسبة اليها تحتاج في اوقات النصيبة واوقات الاحزان لاسيما في مثل مصيبة حمزه تمثيل صفاري أي ان الوحوش لم تعلمه وهذه شقيقة التي بينها هذه العلاقة العظيمة والاخوة العظيمة , تأتي لتراه بهذه الطريقة فانبي المصطفى محمد  (صل الله عليه واله وسلم ) رأى من الضروري ان يصنع هذا فكان ان يمسح على صدرها ويقولون ان الرحم اذا وضع يده على الرحم الاخر يتأثر حتى لو كان عدواً وينقلون قصة وهي أن منصور الدوا نيقي  استدعى الامام الصادق (عليه السلام) وكان في أوج غضبه حيث جهز السيف ليقتل الامام (عليه السلام) فجاء اليه والوقت كان ليلاً ووضع يده على يد المنصور فهدأ فتعجب المنصور من هذا فقال الامام
(عليه السلام) أن الرحم اذا مست الرحم تاقت اليه وهدأت, هناك رابطة رحمة وان كانت من فوق أفسدها البشر ولكن يبقى أثر معين للرحم موجود في النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عمل هذا العمل ودعا لها عند الله (سبحانه وتعالى) ووضع يده ايضا على صدرها وهدأت واستقبلت المصيبة بهذا النحو وذلك رجعت ومارست حياتها يشكلها المعتاد هذا مع انها كانت قوية قلب وجريئة , وقال على حسب النقل : (اني اخاف على عقلها , كيف يتبين قوتها؟) في غزوة الخندق , في غزوة الخندق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) جعل النساء في أحد الحصون في المدينة وكان معهم حسان بن ثابت حيث كان شاعراً مجيداً ولكن لم يكن شجاعاً , في الخندق كان اليهود بنو قريظه متحالفين مع قريش حيث كان يحاولون ان يخربون من داخل المدينة اذ انهم في داخل المدينة , تقول صفية فلما كنا في الحصن حصن فارع اسمه (مكان مرتفع) نظرت واذا بيهودي يحوم حول الحصن اما كان يراقب او يلتمس غره واما كان يريد ان يرى يوجد احد اما لا , فتقول جئت الى حسان بن ثابت فقلت له ذاك من اليهود قد اتى اخشى ان يلتمس غِره فيهجم علينا فخذ السيف واذهب لقتاله فقال لها حسان: تعلمين اني لست من اهل هذا الامر انا لست من اهل القتال فلماذا جعلوني هنا !؟ ولو كنت من اهل القتال لذهبت الى المعركة (ليس هناك مسامحة فنحن مضطرين الى هذا) فلذا هي قامت اذ رأت التهديد جدياً وبه خطورة فتمنطقت (أي شدت في وسطها حزام ) وأخذت عمود ونزلت الى ان وصلت قريب الى الباب الذي هم فيه ذاك اليهودي يريد المجيء ويقتحم الباب بهدوء ويرى ماهي القضية , وهي ايضا شخصت هذا الامر حيث ذهبت واختبأت وراء الباب حتى اذا جاء اخذت العمود بأقصى قوتها وضربته على رأسه فقتل في ساعته ثم أخذت جنازته والقتها الى الخارج حتى تعطي من خلالها رسالة لًذي خلفه ان في هذا المكان رجال ونساء لأنه لو علم أن في هذا المكان نساء فقط لهجموا اليهود وغيرهم على هذا الحصن ,فألقت بجثته حيث اصبح في الاسفل فرجعت الى داخل الحصن وقال لحسان: يا حسان لقد مات هذا فلتذهب لتسلبه (الدرع والسيف الذي عنده) حيث أن لهذه الأشياء قيمة قال لها: حتى هذه الأشياء أنا زاهد فيها لا أريدها ربما كان به رمق من حياة فيهاجمني فلم يقبل بذلك , فقالت : او كنت رجلاً لذهبت وسلبته ولكن هذا الامر غير مقبول ,لأني امرأة وأسلب رجل . هذا مع قوتها وشدتها وشجاعتها فهي أول امرأة قتلت رجل من اليهود بهذا النحو وحمت بذلك هذا الحصن عرف الذين وراءه انه هناك من يوجد حماية وقال بعضهم هذا ما ضننا بمحمد ان يفعل الا يترك الحصن بهذا الشكل لم يهموا به ان يهاجموه من جديد. مع قوتها شجاعتها وجرأتها كانت تحتاج ايضا الى من يهدأ قلبها عليها السلام وكانت في ما نعتقد محافظة على خط بني الزبير واخوته ان يكونوا في خط غير العداء لأهل البيت عليهم السلام ( لماذا ما زال الزبير منا  أهل البيت حتى شب ابنه المشؤم عبدالله ) نحن نعتقد هذا المر يرجع بشكل اساسي الى تربية صفية بنت عبدالمطلب لأنه تحت يدها وابويها غير موجود قتل منذ مدة طويلة  فالتربية التي تلاقاها الزبير في اول الامر هي تربية صفية والى ان توفي رسول الله اول سف شهر في نصر علي عليه السلام كان سيف زير ضمن الاطار هذا اول سيف شهر لدفاع عن حق امير المؤمنين كان سيف الزبير وهذا يعني انه مازال من اهل البيت من جهة الاب قريب من خديجة ومن جهة الام ابن عمة النبي وابن عمة الامام علي في ما بعد تغيرت هذه الامور هي توفيت ايام الخليفة الثاني وصار له اختيارات اخرى وصارت له شخصية في ذاك الاتجاه من زمان الخليفة الثالث اتخذ اتجاه مغاير خصوصا لما كبر ابنه عبدالله حيث ان امه اسماء بنت ابي بكر تزوجها وهو في عمر كبير وهذا لم يتعرض لنفس التربية التي تحثه على ولا اهل البيت عليهم السلام حيث لم تكن لديه صفيه بنت عبدالمطلب التي تداريه من عمر صغير تلصقه بهذه الاسرة , فكانت الى زمن النبي صل الله عليه واله وسلم ضمن هذا الاطار تربي ابناؤها عليه وعندما توفي رسول الله صل الله عليه واله وسلم رثته بقصائد كثيرة وهي كانت شاعرة مجيدة حتى انها في سن التاسعة رثت ابها عبدالمطلب بشعر قوي وهي في زمان وفاة النبي كان عمرها 56 أو 57 لا ريب ان شعرها كان شعراَ ناضجاً وقد نقلت عنها قصائد كثيرة في رثاء النبي صل الله عليه واله وسلم منها ما هو متداول في قولها لرسول الله راثيه:
انا فقدناك فقد الارض وابلها
واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان بعدك انباءٌ وهنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

مرات العرض: 3441
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2571) حجم الملف: 27946.99 KB
تشغيل:

زينب بنت جحش وزيد بن حارثة
سيرة حياة أم المؤمنين  ميمونة بنت الحارث