الأسرة بين العفاف والخيانة الزوجية
التاريخ: 8/1/1436 هـ
تعريف:


الأسرة بين العفاف والخيانة

تفريغ نصي الفاضل محمد سنبل

تصحيح الفاضلة ليلى الشافعي

 

   العفاف أحد المفاهيم الذي ترتقي منزلته ليس فقط بالقياس إلى سائر المفاهيم الأخلاقية بل وأيضًا بالقياس إلى العبادات فكما جاء في الحديث عن أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه أنه قال : ( أفضل العبادة العفاف ) قد يكون مفهومًا جدًا أن يقاس العفاف كمفهومًا أخلاقيًا إلى سائر المفاهيم الأخلاقية ولكن أن يقاس إلى العبادات   ليجعله أفضل العبادة وبحسب ظاهر هذا الحديث يقاس للصلاة للصيام للحج للاعتكاف وسائر العبادات الأخرى ليكون الأفضل هذا شيء غير طبيعيًا ولكنه لإرادة بيان أهمية هذا المفهوم وتطبيقاته . كذلك في الحديث أيضًا

( وأفضل العفاف عفاف البطن والفرج ) وهذا أيضاً يبين لنا هذا المنزلة ويحدد جهة العفة ليس فقط هذا الجانب يبين لنا أهمية هذا الموضوع ، وإنما في داخل الأمر الأخلاقي جُعل بحسب الروايات جُعلت مفاتيح للانحراف وجُعل مفاتيح للاستقامة في بعض الروايات ( أن الخبائث جُعلت في منزل وجُعل باب الخبائث  شرب الخمر) والعياذ بالله ( فإن شارب الخمر تمر عليه ساعة لا يعرف فيها ربه وتمر عليه ساعة ينكح فيها أمه) في تلك الساعة التي يكون فيها ثملًا لا يعرف ربًا ولا عقيدة ولا إلهًا ولا آخرة وفي تلك الساعة أيضًا لا يعرف شيء اسمه الحلال والحرام وهذا من المحارم أو غير ذلك في المقابل جُعل العفاف أيضًا بوابة للتوقي من الانحرافات الأخلاقية المرتبطة بالأسرة والقضايا الجنسية . فالعفاف يمنع من التحرش ، العفاف يمنع من الشذوذ الجنسي ، العفاف يمنع من الزنا فهو مفتاح لمنع هذه التجاوزات الأخلاقية في نفس الوقت جُعل العفاف مطلوبًا من الطرفين أيضًا في المجتمع ففي الروايات عندنا : (عفوا تعف نساؤكم )

   وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( تزوجوا من آل فلان فإنهم عفوا فعفت نساؤهم)

   هذا الأمر ليس أمرًا غيبيًا فالربط بين عفة الرجال وعفة النساء ليس أمرًا غيبيًا  وإنما هو أمر طبيعي اجتماعي . فإن الإنسان إذا تربى في أسرته ووجد الرجال فيها يعفون والنساء يعففن يتربى ضمن هذا الإطار وفي هذه البيئة هو أيضًا سوف يمثل هذا الأخلاقيات وعكسه والعياذ بالله ما إذا كان في وسط أب متهتك أو أم خائنة أو أخت منحرفة فإنه من الطبيعي أن تكرر الأخت أو الأخ نفس هذه الأخلاقيات ، إذن موضوع العفاف عندما يقاس في ضمن المفاهيم نجد الأحاديث ترفع منزلتهم فوق المرتبة الأخلاقية إلى حد أن تجعله من جملة العبادات بل أفضل العبادات . بالنسبة إلى الموضوع الاجتماعي تطالب أيضًا الرجل كما تطالب المرأة بأن يكون العفاف لباسًا لهما وأنه هناك علاقة متبادلة تأثرًا وتأثيرًا بين عفة الرجال وعفة النساء وبالعكس . بلغت هذا المرتبة مرتبة المرأة العفيفة وأيضًا الرجل العفيف لأننا ذكرنا أنه مطلوب من الشخصيتين . إنه نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعل المرأة تتحلى بالعفاف مما ينبغي أن يكنز لعظم قيمته وأهمية وجوده فإنه عندما نزلت الآيه المباركة

( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )

   قال نهى الله تعالى  عن كنز الذهب والفضة وتوعد الكانزين بالعذاب لكن هل علمتم عما ينبغي أن يكنز؟ قالوا : ما ينبغي أن يكنز ؟ قال : المرأة الصالحة التي تحفظ زوجها في نفسها وفي ماله . ينبغي أن يتعامل مع هذه المرأة ككنز  لقيمتها .

  كيف يبني الإسلام بيئة العفاف  في المجتمع ؟

     جاء الدين بتشريعات وتعاليم كي يجعل المجتمع المسلم يسير قدر الإمكان على المنهاج الأخلاقي والذي يُعتبر العفاف في العلاقة بين الجنسين في قمتة وأقصاه جاء بعدد من التشريعات . واحد من ذلك أكد الدين على أن الإنسان المؤمن ينبغي له أن يقطع التفكير في الحرام حتى مجرد التفكير ذلك لأن التفكير في الحرام يلوث داخل الإنسان ، صفاء نفسه ، بياض قلبه كما سيأتي في حديث مروي عن الإمام الصادق عليه السلام تعلمون أن النية والهمة إذا كان لعمل صالح جوزي الإنسان عليه ، فأنت حين تهم بعمل  صالح ، تنوي فعل الخير ، تنوي فعلاً عباديًا هذه الليلة ، تنوي مساعدة اجتماعية ، غداً تنوي تعليمًا تدريبًا غير ذلك مجرد هذه النية تُسجل لك درجات حتى لو لم تفعل ذلك . فلو ذهبت الليلة وأنت تهم بعمل عبادي صلاة الليل مثلًا ولكن غلبك النوم فنمت لا تنال ثواب صلاة الليل بالكامل لكن تنال نية الصلاة لأنه نية المؤمن خير من عمله على أحد التفاسير فيها من أنه خير هنا تبعيضيًا وليس تفضيليًا .

   يعني نيه المؤمن هي من جملة الخيرات التي يعملها الإنسان خيرًا من خيراته لا أنها أحسن من عمله كما هو الرأي الأخر في توجيه الحديث . فالنية الصالحة يثاب عليها الإنسان لكن النية السيئة لا يُعاقب عليها . فلو أن إنسانًا نوى شرًا كأن يكيد لزيد من الناس فلان إنسان لامع وأنا سأحفر له لأوقعه، هذا النية وإن كانت سيئة إلا أنه لا يُسجل فيها على الإنسان ذنب وإلا لو كان الله  يُسجل علينا بالنيات السيئة ذنوبًا لكان الأمر صعبًا جدًا ، فهو مع عدم التسجيل وذنوبنا كثيرة فكيف لو يُسجل علينا بالنيات غير الحسنة . فمن منن الله على الإنسان ومن كرمه عليه أنه يكتب له ثوابًا على النية الحسنة ولا يسجل عليه عقابًا على النية السيئة .

    ومع ذلك نُهى عن نية السوء نهيًا أخلاقيًا لما يحصل من الظلمة في نفس الإنسان ومن فقدان الصفاء . ففي الحديث المُعتبر عن الإمام الصادق سلام الله تعالى عليه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال اجتمع الحواريون إلى عيسى بن مريم عليه السلام ( نحن نلاحظ بالذات في أحاديث الإمام الصادق عليه السلام استشهاد بأحاديث الأنبياء السابقين وهذا فيه إشعار بوحدة الأصول الأخلاقية والعقائدية في الغالب وأنه ليس معنى نسخ الرسالة أن لا نسمع منه ولا نأخذ به فيركز على هذا التواصل والامتداد ووحدة هذه الأصول وفيها أيضًا جانب تدعيم للكلام ،فأنا إذا أسمع أن هذا الكلام قاله النبي عيسى وموسى ورسول الله والإمام الفلاني فقوته في النفس تكون أكثر) اجتمع الحواريون إلى عيسى بن مريم فقالوا : يا مُعلم الخير أرشدنا . قال لهم : إن موسى نبي الله أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلًا أن تزنوا . لماذا ؟ فإنه من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد تزاويقه بالدخان وإن لم يحترق البيت . فلو أن عندك بيت مرتب جميل نظيف مزوق وأشعلت فيه حطب وفحم وما شابه ذلك ولو البيت لم يحترق ولكن هذا الدخان أفسد هذا الجمال وهذا البهاء وهذا التزويق الموجود في البيت كذلك نيه السوء، نيه الانحراف ، نيه الزنا والخيانة ، والعياذ بالله تفسد قلب الإنسان وتفسد صفاءه هذا ما يقوله الإمام الصادق عليه السلام وأسوأ من ذلك عندما يقوم الإنسان بأعمال سيئة ويزعم أنه بعمل آخر سيكفر عن ذنبه يقول أنا أعمل فلان عمل وبعدها أذهب للحج وتمحى عني الذنوب  أنا أعمل فلان عمل غير حسن بعدها أصوم أتصدق أزور غير ذلك هذه كفارة لتلك ، هذا نوع من خداع النفس .

     في الحديث عن أبي حمزة الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين السجاد فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني مبتلى بالنساء فأزني يومًا وأصوم يومًا فيكون ذاك كفارة لذاك . فقال علي بن الحسين عليه السلام : أنه ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يُطاع فلا يُعصى فلا تزني ولا تصوم . (الله يحب من الإنسان أن لا يعصيه فلا يعمل مستحبات من عمرة و ما سواها ). فاجتذبه الإمام إليه وأخده بيده فقال : تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة !

   فأول الأمر الإسلام يربي هذا الإنسان على مستوى النية ، الهم  الداخلي أن لا يفكر في الخيانة أن لا يفكر في الحرام ، أن يفكر تفكيرًا عفيفًا لا يفكر بأن يسرق مال الغير هذه عفة اليد، أن لا يفكر أن يأكل الحرام هذه عفة

بطن ، أن لا يفكر أن يزني هذه عفة فرج ، وهكذا بالنسبة إلى سائر الجوارح هذا أمر أول ، والأمر الآخر فيما يرتبط بالعلاقات  بين الجنسين  فرض مزيجًا من الحجاب على النساء وغض البصر على الرجال متعادلين متوازيين الغالب أن الناس يتحدثون فقط عن الحجاب ، فأين غض البصر؟

 ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )

   كما أنه ينبغي ويجب على المرأة أن تتحجب حتى لا تصير العلاقة بينها وبين غيرها من الرجال علاقة جسد وعلاقة شهوة وعلاقة إثارة كذلك أيضاً من جهة الرجل يغض من بصره يعني لا يصير نظره نظر  شهواني  ولو التفتت المرأة إلى دور الحجاب وأهميتة وفهمت ما الذي تعطيهم الرسائل في الحجاب لما صار النقاش حول الخرقة نفسها كم طولها وكم عرضها وبهذا الشكل أم بذاك الشكل وإنما صار الحديث عن رسالة المرأة المحجبة بحجابها ماذا تقول وأي رساله توصل إلى الناس .

أمينة السلمي وقصة الحجاب :

   من أجمل ما رأيت ما تحدثت به إحدى الداعيات الأمريكيات المسلمات توفيت في ألفين وعشرة معروفه باسمها الجديد أمينة السلمي موجود لها ترجمه وموجود لها بالإنترنت كثير من المقاطع وبعضها مترجم وقد عاشت حياة إنسانة مسلمة متحدية بإيمانها .

    كانت في البداية داعية مسيحية ساقها حُسن حظها إلى أن تكون مع طلاب مسلمين سنة خمسة وسبعين ميلادي في أحد الصفوف ففكرت أن تدعوهم للمسيحية صارت نقاشات هادئة بينهم وبينها ، فاقترح أحدهم عليها أن تقرأ القرآن ، فقرأت القرآن بترجمته . هذه القوة الهائلة الموجودة في القرآن الكريم جذبتها إليها وأصبحت مسلمة .

   وهي متزوجة لما علم زوجها قال أنا لا أستطيع أن أعيش معها . عندها طفلان حكمت المحكمة عليها إن بقيتِ على الإسلام يُسحب الطفلان منك ، (على خلاف القانون أيضًا ) أو ترجعي وتأخدي أبناءك .

   تقول فقط أعطوني مهلة عشرين دقيقة فقط كي أقول نعم أو لا ومرت علي هذه كدهور لأنه تحدي كبير أن تحرم أم من أطفالها ، تقول آخر الأمر حزمت أمري وقلت مع أن هذا الأمر ليس مما تطيقه أم لكن الله سيقويني عليه  فقلت لهم إني باقية على إسلامي فليكن ما يكون .

   فاختارت هذا الطريق وبعد ذلك بدأت تلقي المحاضرات يعني من سنة حوالي ثمانية وسبعين وتسع وسبعين إلى أن توفيت في ألفين وعشرة من جملة الاشياء التي تحدثت عنها تحدثت حول موضوع الحجاب تقول هذا الحجاب ليس مجرد قطعة قماش وتقول أكثر النساء المسلمات أو كثير منهن لا يدركن هذا الأمر . فالقرآن الكريم يقول

( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) انتِ بهذا تعرفين شخصيتك ، فأنا لست لعبة ولست محلًا لعلاقات خائنة أنا امرأة ذات التزام ، أنا امرأة عندي العلاقة علاقة  جادة ، أنا معروفة بالتدين بالإيمان  فإذا تريد أن تتعامل معي بهذه الطريقة فأهلًا وسهلًا . كل هذا من دون أن تنطق أنها تلبس الحجاب . الحجاب هو تبليغ سيار دائم من دون أن تنطق المرأة بشيء هذا إذا عرفت معنى الحجاب إذا التزمت بمؤدياته .

   القرآن الكريم في تعليله لهذا الأمر يقول : ( إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) فهذا يصنع البيئة الطاهرة هذا يصنع البيئة الزكية . وفي آيةٍ أخرى (أزكى ) يستعمل لفظة الأزكى البيئة الزكية البيئة الطاهرة البيئة النزيهة المفروض هذا الحجاب يُعطي رسالة  لمن حول هذا المرأة ممن يتعاملون معها لعلك تقول هناك نساء محجبات ومع ذلك غير ملتزمات هؤلاء لا يفهمن دور الحجاب المفروض في الحجاب هو هذا .

   وفي نفس الوقت الذي يكون فيه هذا من جهة الرجل  فهو أيضًا من جهة المرأة لكي تصنع هذه البيئة في محيطها . فيقول للرجل أيضًاً غض من بصرك ، فهذا الذي يقول أنا رأيت فلانة وكان شعرها ظاهر من تحت النقاب لابد أن ندينه هو : أنت كيف رأيت هذا الأمر الذي يحتاج إلى تدقيق وتعمق ، وأين القرآن الذي يقول لك غض من بصرك لو غضضت من بصرك لما استطعت أن ترى ما خفي منها فأنت المدان وليست هي المدانة. وأمر آخر يحاول أن يصنع في هذا العلاقة جو من الجدية والهدفية والحجاب الذي يُبعد الحالة الشهوية والحيوانية ضمن هذا الإطار الملتزم والهادف الذي يُحرم الاختلاط والاختلاء المؤدي إلى الحرام ، فأنا حين أختلي بامرأة إذا كان يؤدي ذلك إلى الحرام على المعروف من فتوى الفقهاء المعاصرين الخلوة التي يحتمل أن تؤدي إلى الحرام ولا يؤمن فيها من ذلك ممنوعة حتى  مقدماتها أيضًا ، ونحن رأينا في الحالة الاجتماعية أيضًا هذا الأمر واضح . فالمشاركات على النت و المداخلات وغير ذلك إذا ما كانت ضمن إطار  جاد ضمن إطار هادف وضمن إطار ملتزم كثيرًا ما كانت تنتهي بعلاقات بعيدة عن العفاف وبعيدة عن الالتزام . فالدين يقول حتى هذه إذا كانت تؤدي إلى الحرام هذا غير جائز ولا يصح أن يتناوله الإنسان بل ربما صارت مثل هذه المقدمات فرصة . الآن عندنا شكاوى كثيرة في موضوع الابتزاز . امرأة تدخل مع  رجل على خط كتابة أو محادثه أو غير ذلك يسجل هذه الأمور ومن ثم يقوم بابتزازها بأن ينشر ويهدد وربما ضغط عليها فأثر فيها إلى ما هو أسوأ من ذلك إلى أن تنتهي المسألة . من بعد قضية البيئة بيئة العفاف الاجتماعي الى محاولة صيانة الأسرة من الخيانة ومن تجاوز حدود العفاف .

   أحياناً يحصل أن ينتهي الإنسان إلى خيانةّ مع كونه متزوجًا امرأة أو رجل ومع ذلك يقوم بالخيانة في هذا الجانب الجنسي أحيانًا ذلك يكون راجعًا إلى حالات نفسية عند هذا الشخص بعض الناس يحبون أن يشعروا بأنهم لا يزالون مطلوبين ، لا يزالون محبوبين ، ما انقضى عنهم الزمان . فانا الآن عمري خمسين سنة مثلاً لا زلت مطلوب لا أزال محبوب والدليل على ذلك أن أدخل في مغامرة من تلك المغامرات غير المشروعة . أو المرأة والعياذ بالله تريد أن تشعر نفسها بأنها لاتزال أيضاً لا تفقد شيئاً كثيرا  وبالتالي تستطيع أن تجتذب تستطيع أن تستقطب هي لا تزال مطلوبة هي لا تزال مرغوبة وتزلق بهذا الاتجاه أحيانًا غير الموضوع النفسي الشلل الباطلة والشلل الفاسدة الأصدقاء غير الطيبين الذين يزينون للإنسان الهوى والشهوة فيقول له : لماذا ترتعد ؟ لماذا أنت جبان تخاف من زوجتك ؟ كن ذئبًا  . أنا أغيب ثلاثة أيام وأذهب للمكان الفلاني ولا تتجرأ ترفع راسها لتقول أين كنت؟ وأنت لا تقدر أن تسهر ليلة معنا . كن قويًا خلي عندك إرادة خلي عندك قوة  لا تخضع مع أن هذا انهيار وليس شجاعة. فالشجاعة هي تقوى الله والشجاعة هي الغلبة على الشهوات والغلبة على النفس ، الشجاعة هي أن تحافظ على هذه الأمانة وهذا البناء الأسري الذي عندك .

   حتى لو تضحي من جهتك كما صنع نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله حيث يخاطبه القرآن الكريم يقول له : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) يعني لماذا توقع نفسك  في الحرج من أجل أن تحمي هذا البناء ، من أجل أن تسترضي هذا الزوجة ، من أجل أن تحافظ على  علاقة جيدة معها . فليس مطلوب منك هذا الأمر ( وحين يقول له ليس مطلوب منك كحكم شرعي ولكن أخلاقياً يختلف الأمر فهذه هي أخلاقيات النبي التي تجعله ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )

  حرم على نفسه مثلاً أكله معينه في رواية أو شخصية معينة من النساء في رواية أخرى، نحن الآن ليس بصدد الحديث عن أي الروايتين صحيحة ولكن على سبيل الإجمال أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضحى بشيء لم يكن مطلوب منه التضحية به من أجل أن يحافظ على أسرته. تبتغي مرضات أزواجك تحرم عليك شيء ليس حرام عليك، تمتنع عن شيء أنت غير ممنوع عنه من أجل غرض وحيد فقط وهو أن تحافظ على هذا البناء وعلى هذه الأسرة المسؤول عنها. هذه هي المرجلة هذه هي البطولة هذه هي الشهامة عند الإنسان ، أما إذا صار الإنسان عبدًا ذليلًا لشهواته فأي رجولة فيه ، وأي شجاعة في هذا الإنسان وأين منه الذئب هذا ؟ فأحيانًا هذا الشلل ، هذه العلاقات الفاسدة ، تكون واحد من الأسباب الداعية إلى الخيانات سواء كانت للرجل أو المرأة . وإغراء النساء الفاسدات لنساء أخريات أيضًا موجود في قسم من المجتمعات يعني ترغبها وتمنيها فإذا كان وضعها المادي غير كبير تحاول من خلال هذا تغريها بالمال ، حياتها الجنسية بوضع معين تحاول من خلال هذا تغريها وترشدها إليه ، وبالتالي تنزلق في ذلك الاتجاه . وأحيانًا نفس الحياة الجنسية الباردة التي لا يلتفت فيها أحد الطرفين أو كلاهما إلى مقتضيات هذه الحياة قد تكون دافعًا تجاه الخيانة. في الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام  وهو حديث مُعتبر جاء رجل إلى الإمام الكاظم عليه السلام وهو الحسين بن الجهم قال : رأيت أبا الحسن ( أبا الحسن يطلق على متعددين أبو الحسن موسى بن جعفر ، أبو الحسن علي بن موسى الرضا ،أبو الحسن علي الهادي، في الروايات هكذا إذا قالوا أبو الحسن يعني الإمام الكاظم أبو الحسن الثاني يعني الإمام الرضا الإمام أبو الحسن الثالث الإمام الهادي أما الإمام أمير المؤمنين قليل عندنا في روايتنا التعبير عنه بأبي الحسن ) يقول رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب خضب لحيته ، قلت : جُعلت فداك اختضبت قال : نعم إن التهيئة مما تزيد في عفة النساء ولقد ترك نساء العفة بترك أزواجهن التهيئة . يعني بعض الأزواج يريد زوجته كالقمر من حيث النظافة والزينة والترتيب لكنه هو غير مُخاطب بشيء .

   جاءني أحد المؤمنين ذات يوم إلى المسجد وعنده رسالة من أخته قال لي : اقرأ هذه الرسالة ورد عليها . قرأت هذه الرسالة أربع صفحات تقريبًا حاصلها تقول : أنا متزوجة عندي أولاد و صار لي عشرين سنة متزوجة والآن أريد الطلاق من الزوج لا أستطيع أن أبقى معه يومًا آخر . ما السبب ؟ تقول : زوجي قاذورة هذا بنص الرسالة زوجي قاذورة إذا أقبل من باب البيت أشم رائحة زفرة منه أشم رائحة الوسخ أما إذا قرب فمه من وجهي فذاك العذاب الأكبر أكاد أتقيأ ، لأنه لايعرف طريق الاستحمام مع أنني أرتب له الثياب وأكويها لكنه لايعرف . فهذا الثوب يبقى عليه بالأسبوعين ، والحمام لا يعرف طريقه إلا مع الضرورات وعلى هذا المعدل فأنا لا استطيع أن أبقى على هذا الحال .

   ( ترك نساء العفة بترك أزواجهن التهيئة ) أنت أيها الرجل تريدها من أنظف ما يكون أنت أيضًا مخاطب . وأحيانًا تنعكس المسألة الزوج لا يشم من رائحتها غير البصل والثوم والفلفل الأسود لا شيء آخر ، مع أن الدولاب مليء من الملابس وغيرها . هذا أحيانا ينتج نفور وفي بعض الأحيان تسهل طريقة هذا الانسان إلى علاقات آثمة ، إلى علاقات غير مشروعة ، هذه العلاقات الجنسية الباردة ، هذه الحياة الكئيبة بهذا المعنى تنتهي في بعض الأحيان إلى هذه النتائج الخطرة مع الأسف وفوق كل ذلك وأهم  من كل ذلك قلة المراقبة لله عز وجل يعني يوجد عندنا أناس قد تكون زوجته لا تتهيأ أو امرأة زوجها لا يتهيأ أو عنده حالات نفسيه كذائية شعور بأنه مطلوب أو عنده أصحاب سيئون ومع ذلك يراقب الله سبحانه وتعالى فيرتدع عن الحرام . فيرى أن هذا الطريق طريق فيه نار جهنم . عندنا في الأحاديث ما هو عجيب . عن ابن مسعود وهو واحد من الأصحاب الطيبين سألت رسول الله صلى الله عليه وآله : أي الذنب أعظم ؟ فقال أن تجعل لله ندًا . قلت : إن هذا لعظيم ثم أي شيء أعظم ؟ قال : أن تقتل ابنك مخافة الفقر . ثم قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك . وهذا يشير إلى ما جاء به القرآن الكريم

( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) زوجة جارك هذا لا يعني خصوصية زوجة الجار هنا وإنما باعتبارها هي الأقرب عادة . فلو أن أحدًا مثلًا يذهب لبلد آخر ويزني هذا أصعب من أن يزاني ويراود حليلة الجار . هذا أسهل وأيسر وإلا لا خصوصية لها هنا  يعني لو زنيت مع غير حليلة جارك هذا ما فيه مشكلة بينما معه حليلة الجار  مشكلة ؟! كلا . وهذا يشير إلى ما جاء به القرآن الكريم ثلاثة أمور قرآنية مرتبة هي التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله .

ما هو أسوأ عمل يرتكبه إنسان  ؟

   حديث آخر عن الامام الصادق عليه السلام عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - قال : لن يعمل ابن آدم عملاً أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيًا  أو إماما و هدم القبلة التي جعلها الله قبلة لعبادة أو أفرغ ماءه في امرأة حرام .

يعني شمر بن ذي الجوشن وعمله في قتل الحسين عليه السلام يساوي أن يزني الإنسان بامرأة لا تحل له . خصوصاً مع أن الله أطلق له مجال الحلال بشكل واسع مع ذلك اختار الحرام . هذا الزاني هنا كمن يقتل الإمام كما أن يقتل الحسين كمن يقتل النبي كمن يهدم الكعبة هذا الذي يلعن قاتل الحسين وهو والعياذ بالله ممن يمارس الزنا والخيانة والفجور هذا يلعن من يفعل مثل فعله  يرتكب مثل ذنبه ولا يفرق بينهما الحال في شدة الذنب وعظم الخطيئة لذلك ينبغي أن يلتفت الإنسان إلى ما يمنع هذه الأمور كلها  وهو أن يتقصى موارد العفاف .

مرات العرض: 3404
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2592) حجم الملف: 20692.51 KB
تشغيل:

وزنوا بالقسطاس المستقيم
مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان‎