مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان‎
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 9/1/1436 هـ
تعريف:


مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان

تفریغ نصي فاضلة مؤمنة

نفتتح هذا الحديث بروايتين إحداهما :عن النبي المصطفى صلوات الله عليه والأخرى عن امير المؤمنين فقد روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله :"خير أعمال امتي إنتظار الفرج " وعن سيدنا ومولانا امير المؤمنين سلام الله عليه :" أفضل الأعمال إنتظار الفرج "

هناك بحث في موضوع أفضل وأنه في كثير من الأحاديث وردمثلاً إن افضل العبادة كذا افضل الأعمال كذا ..فكيف يمكن الترتيب بين هذه الخصال التي عبر عنها بإنها الأفضل

هذا بحث الآن لانتحدث عنه إذا شاء الله نشير اليه في وقت آخر . لأننا في يوم مضى نقلنا حديثاً ان افضل العبادة العفاف .هنا افضل الأعمال الإنتظار

فربما يتساءل الإنسان ايهما الأفضل ؟! وغير هذا ايضاً من الخصال يوجد وهناك طرق متعددة للجمع بين هذه الروايات الآن ليس هذا محط حديثنا ..

أي فرج وأي انتظار ؟

حديثنا في معنى إجمالي لإنتظار الفرج بحسب هاتين الروايتين وبعد ذلك مسؤوليتنا تجاه هذا المفهوم ..الرواية تعنون هذا العنوان :

"إنتظار الفرج" الفرج تارةً ينظر إليه بإعتبار انه اسم جنس وأخرى ينظر إليه بأنه اسم معهود لفرج معين تارة تقول الفرج : إنتظار الفرج يعني إنتظار فرج أي نوع من انواع الفرج هذا يسمونه اسم جنس

ومرةً اخرى لا ، إنتظار الفرج ذاك الفرج اللي في ذهنك ، ذاك الفرج الذي تحدثنا عنه ، يظهر ان موقع هذا الإنتظار وكون الكلام عن النبي وامير المؤمنين عليهم السلام وهما متقدمان جداً عن قضية الإنتظار للفرج الخاص ، يظهر من ذلك ان فيه عمومية ، يعني ان أفضل الأعمال ان يكون الإنسان منتظراً لفرج الله في كل شئ ، قدامك وضع سياسي بين ان تتوقع ان الأمور تغلق وتضيق وتتأزم ،وبين ان تتوقع وتأمل ان الله سبحانه وتعالى يفرج الأمور ويفتح المغاليق

أفضل الأعمال ان تنتظر الإنفراج ،ان تأمل في الشيئ الحسن ،ان تتفائل بالمستقبل ،ان يكون لك امل وحسن ظن بالله عز وجل بإنه سيصنع في المستقبل الشئ الحسن بالنسبة لك انت في حالة مرض معين كفاك الله وإيانا بين ان تتوقع وتحتمل وتنتظر سوء الحالة وانه تنتهي والعياذ بالله إلى الوفاة ، وبين ان تنتظر الفرج بمعنى ان تتحسن صحتك وان الله يمن عليك ، ان يكون لك امل بفتح من الله عز وجل ،هذا إنتظار الفرج على مستوى الصحة ، وذاك إنتظار الفرج على مستوى السياسة

والطالب يدخل في دراسة بين ان يتوقع بأن اوضاعه ستسير من سيئ إلى اسوأ من الناحية العلميه وبين ان يتفائل بعطاء الله ،وبين ان يأمل بنصر الله وعون الله عز وجل ، وبين ان ينتظر فرج الله في إزاحة الصعوبة وفي تسهيل الأمر ،هنا انت تنتظر في الحالة الثانية فرج من الله ، انت على امل وثقة وحسن ظن بالله عز وجل

يظهر ان هذا الأمر مطلوب على كل المستويات ، حالتك الشخصية ،وضعك المادي ،وضعك الصحي ،وضعك التعليمي، حوائج عندك بين ان تتوقع راح تنسد الأبواب قدامك وبين ان تأمل في عطاء الله ونصر الله وقضاء حاجتك .

انتظر فرج الله ،انتظر إنفراجة الأمر ،كن ذا امل بعطاء الله عز وجل هذا إنتظار الفرج بالمعنى العام . والظاهر والله العالم ان هذه الروايات تشير بشكل عام إلى هذا المعنى وتشير بالضمن إلى اجل المصاديق إنتظار فرج البشرية على اثر قدوم فرج قائم آل محمد "عج" إذا كان الإنسان في حوائجه الشخصية ، في صحته وتجارته وتعاليمه واولاده واسرته وتجارته مأمور بإن ينتظر ويتوقع ويترقب الفرج فهو في امر يرتبط بمستقبل البشرية كلها وظهور الدين على الأديان كلها من باب اولى ان ينتظر الفرج وان يترقب النصر وان يكون صاحب امل بإن الله سيفرج الأمور هذه الأرض المملوءة فساداً سوف تتغير ،هذه الطواغيت المتحكمة سوف تتبدل، هذا الإنسان المضطهد سيرفع إضطهاده فيكون إنتظار الفرج الخاص المتعلق بالإمام الحجة "عج" من أجلى مصاديق إنتظار الفرج

يعني عندنا حالة إنتظار عند الإنسان وترقب لإن تنفرج الأمور عنده في افضل أشكالها ، ان يكون متفائلاً ذا أمل . وفيما يرتبط بأمر قضية الإصلاح الكوني والبشري وايضاً صاحب امل بل هذا الأمر هو من اجلى واوضح مصاديق إنتظار الإنفراج ،إنتظار الإصلاح ، إنتظار الضياء من وسط الظلام ،إنتظار فرج الإمام الحجة "عج"

هو الإنتظار الخاص المرتبط بالإمام الحجة ، هو امل وهو اعتراض على الواقع القائم ، هو ايضاً إحساس بالرقابة ، رقابة الإمام هو ان ينتظر الإنسان فرج الإمام وفي عقيدته ان الإمام حي واحساس بالرقابة وبالتالي يفترض هذا الإنسان صاحب الأمل المعترض على الواقع الحاضر ومترقب لوضع افضل والشاعر بالمراقبة من إمامه وقادته وزعيمه ان يتحمل مسؤولياته المختلفة وان يقدم عمل افضل لهذا المجتمع ،هذا المفهوم يحمل الإنسان عدد من المسؤوليات

المفهوم الخاص إنتظار الفرج الخاص بالإمام الحجة يحمل الإنسان عدد من المسؤوليات نشير إليها بإختصار:

المسؤولية الأولى : هي مسؤولية المعرفة

معرفة الإمام ومعرفة القائد هذا الأمر يرتقي إلى مستوى العقائد الدينية الأولية فإن من الإشكاليات الكبيرة في عالم المسلمين اليوم هي كيف يتعاملون حول الحديث المعروف بين فرق المسلمين جميعاً عن رسول الله" ص" القائل :((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية)) من مات ليس في عنقه بيعةً لإمام حق مات ميتةً جاهليةً وإلا غير مقصود إمام الكفر وإمام الفسق لاريب كيف تطبق هذه على غير مدرسة الإمامية ؟

لايمكن تطبيق هذا الحديث ونظائره الا على طبق مدرسة الإمامية إنهم يعرفون إماماً يبايعون إماماً من الله عز وجل منصوصاً عليه فيه مقاييس الإمامة بصيغتها الكبرى . نعم فيه فذ إشكالية وهي قضية حياته وبقاءه وقد حلها علماؤنا في علم الكلام وانتهوا من امرها  اما غير الإمامية فماذا يصنعون ؟! هل يوالون عالم الدين الكبير او يوالون الحاكم ؟يوالي الحاكم المخلوع او الخالع ؟!

بالأمس كان هذا رئيس منتخب واليوم الرئيس المخلوع ايهما الإمام ؟الخالع ام المخلوع الغالب او المغلوب ؟المنتخب او المسير هل هذا اوذاك ؟ دع عنك الصفات التي ينبغي ان تتوفر اولا تتوفر . فأول امر قضية المعرفة ولذلك امر الإنسان خصوصاً في زمان الغيبة ان يجهد في امر المعرفة

فالحديث عن زرارة ان الإمام الصادق صلوات الله عليه حدثه عن زمان الغيبة فقال له : إذا كان ذلك الزمان فإدعوا بهذا الدعاء المعروف والذي يردده المؤمنون ((اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ،اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك ،اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )) والترتيب في الأعلى اولاً يعرف الله عز وجل ومن ثم يعرف النبي ثم من النبي يعرف الإمام ومن الإمام يعرف الإهتداء إلى الدين الحق وإلا لو تخلف في إحدى هذه الحلقات يتحقق ضللت عن ديني سواءً جهل الله او جهل النبي او جهل الإمام .

هنا يقول لك احياناً تحدث مشاكل في قضية المعرفة وبالفعل كيف نحدد هذه الشخصية مع كثرة المتطلعين إليها فذ منصب إستثنائي هذه فيه اموال فيه زعامة فيه سيطرة على الجمهور فهو محط رئاسة الدين والدنيا فهو محط إذاً للطمع من قبل الطامحين ماذا نفعل في هذه الحالة؟!

لقد رأينا في الأزمنة السابقة وإلى يومنا هذا من يتطلع إلى هذا الأمر ماذا نصنع؟

المعرفة والادعاءات الكاذبة :

جاءت لنا رسالة واتساب اليوم ظهر اليماني اليوم ظهر الباكستاني وكأنه هناك صيحة في الروايات ماذا نصنع لهذا الحديث إذا كان ذلك الزمان وصار إدعاء ؟ زرارة يسأل الإمام عليه السلام قال كيف نصنع إذا كان ذلك ؟ قال: إذا إدعاها مدعً فسألوه عن اشياء يجيب فيها مثله مثلاً اسأله انا زوجتي حامل ام لا إذا كانت حامل ذكرً ام انثى ؟! متى تضع ؟! طبعاً مهم الا يكون لديه إتصال بالملفات الطبية فهذه أمور لايطلع عليها إلا من يكون على إرتباط خاص بالإمام والإمام له ارتباط خاص برسول الله "ص" هذه الآن الشخصيات التي تطرح بإعتبار انها ممثلة عن الإمام المهدي" عج " تمثيلاً خاصاً

سوف يرى علم معرفة ليتكلم ليسأل ليجيب لكن هناك تغييب كامل مثل هؤلاء افضل طريقة لهم ماصنعه ابو سهل ابن علي النوبختي ، ابو سهل النوبختي واحد من كبار علماءشيعة اهل البيت ، كان في نهاية الغيبة الصغرى للإمام ، متكلم وحاذق وذكي حينما انتهت الغيبة الصغرى وذهبوا السفراء الخاصين وجاء دور النيابة العامة الآن من يأتي هو وإما من كان من الفقهاء عنده تخصص في هذه الدرجة وعنده صفات عملية في الدرجة الأخرى وفالصفة الأخرى هذا هو نائب عام ليس لديه اي اتصال خاص ايضاً .

جاء في ذلك الزمان ايضاً واحد من الأدعياء وبدأ يعلن انه انا عندي اتصال بالإمام الحجة اتصال خاص ، وانا سفير خاص ونائب خاص على من ركز ؟  ذهب الى ابو سهل النوبختي لإنه رجل ذو شخصية إجتماعية مهمة عند الشيعة ومتكلم عالم إذا استمال هذا إلى جانبه فقد ربح شيئاً كثيراً ابوسهل النوبختي يعرف هذا يتكلم بالهراء فأراد ان يسخر منه قال له: انت عندك إتصال خاص بالإمام المهدي "عج" قال له : بلى

قال له عادة من عنده اتصال بالمهدي صلوات الله عليه نسأله عن اشياء غيره لايقدر عليها هما يقدرون ! قال نعم سل؟ قال له : انا إنسان احب النساء ، احب الجواري ولكن الآن صار عمري ٦٠ سنة ولحيتي صارت بيضاء فهولاء الجواري والنساء لايحبون واحدً بهذا المنظر والشكل فأنا لااستطيع اسبوعياً ان اصبغ لحيتي بالحناء يومين يصبح لونها احمر ونصفها ابيض فأنت بما انك عندك اتصال خاص بالحجة إما تضع يدك على لحيتي لتصبح سوداء لكي لااحتاج اسبوعياً اذهب اذهب للعطار واشتري حناء من عنده وهذا امر سهل ماطلبت منك شيئا كبيرا

كنا نطلب مثلاً من السفراء اشياءً كبيرة ويقضوها لنا هذه لحيةً بيضاء اريدها سوداء فقال له : اتسخر بي؟! قال له: مثلك من يسخر به

انت إذا فعلاً عندك قدرة استثنائية واتصال خاص المفترض اننا اشياء غير مطلعين عليها كما يقول الحديث :(( سلوه عن اشياء لايطلع عليها مثله)) إلا ذاك اللي عنده إتصال خاص وهذا هو اللذي يفشل الدعوات المزيفة انت عندك اتصال خاص تفضل نحن نريد منك بياناً على هذا الأمر قضية اللذي غيرك لايدري عنها سائر الناس لايعرفون بها قضايا مغيبة تفضل اجب عنها انا عندي تجارة كيف ستصبح ؟ عندي إمرأة حامل كيف سيكون وامثال ذلك من المغيبات فأول امر :

*امر مسؤولية المعرفة تعرف الإمام عج هذه اول المسؤوليات واعظم المسؤوليات التي يفرضها مفهوم الإنتظار

الإنتظار لفرج إمام ذلك الإمام محدد وواضح لايوجد هناك خطوط ولاذبذبات مخالفة لايوجد نيابات كاذبة انت المفترض عليك ان تتعرف عليه هذا واحد

*المسؤولية الأخرى : مسؤولية الإرتباط وتوثيق العلاقة مع الإمام "عج" إحدى المعضلات انك تتعامل مع إمام غير حاضر امامك والإنسان عادةً يميل إلى المجسدات حتى لما يتحدثون علماء الإجتماع مااللذي يجعل الناس مع وجود فطرة بوجود إله في قلوبهم يذهبون ويصنعون اصناماً واوثاناً ونصب يقولون تعامل الإنسان مع الشيئ المجسد الخارجي اسهل واسرع من تعامله مع المجردات فيريد يفعل شيئ فيقول هذا يمثل إلى الله عز وجل .

تعامل الإنسان مع الشيئ الحاضر الموجود امامه اسهل وايسر من تعامله مع شيئ غائب غير مجسد هذا أحد الإمتحانات للإنسان المؤمن لابد ان يضاعف إرتباطه وعلاقته حتى يتغلب على هذه الحالة .العامل السلبي وهو ميل الإنسان إلى المجسدات وإبتعاده عن المجردات وغير المرئيات مع ان نعتقد ان الإمام الحجة غيبته ليست غيبة وجود وإنما غيبة عنوان !

يعني من الممكن ان الإنسان يتعامل مع شخص هو هذا الإمام الحجة لاكن لايعرفه انه الإمام الحجة عج الإمام الحجة ليس مثل الجن مغيب ولامن الملائكة لايرى ليس كذلك إنما لانعرفه قد يكون نراه في مكان ما ، يحضر الموسم في الحج ولكن لانعرف ان هذا هو الإمام ففي مقابل هذا وضعت مجموعة من الأشياء حتى تعوض هذا البعد بتقوية العلاقة والإرتباط من أدعية وزيارات منها على سبيل المثال ( دعاء الندبة ) اللذي يستحب ان يقرأ في ايام الجمع وايام الأعياد وربما يتساءل انه هل هذا الدعاء له سند معتبر ام لا ؟! هذا سؤال يطرح عادةً بعض الباحثين يرى ان هناك عدة طرق يمكن من خلالها تقوية مثل هذا الدعاء :

*الطريق الأول : ان من رواه هو من المتشددين في امر السند وهو السيد "ابن طاووس" رحمه الله من علماء القرن السابع الهجري انت الآن اذا تعلم ان الإذاعة الفلانية لاتديع خبر الا وتشدد فيه تماماً تتصل تراسلها وتحاول ان تتفحص فيه عادةً تصدق هذه الإذاعة في اخبارها لماذا؟ لأنها تحاول ان تتشدد وتتأكد في توثيق الأخبار عندنا علماء تاريخياً كانوا من المتشددين في امر الأسانيد بل السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه هو استاذ العلامة الحلي وهو ممن أسس هذا النظام للأحاديث “تربيع الأحاديث” تسمى ان قبل هذه الفترة كان عند الشيعة الحديث اما صحيح او غير صحيح والصحيح جداً واسع

جاء السيد ابن طاووس ورتبه بترتيب معين لأربعة اقسام وكان يعد فيه من المتشددين في امر السند  إذا مثل هذا الذي هو متشدد في امر الأسانيد مع ذلك رواه هذا الدعاء واعتمد عليه فهذا يعطينا قرينة إلى ان هذا الدعاء يمكن نسبته إلى المعصوم هذا واحد.

 الامر الثاني: علماء الطائفة استدلوا واستشهدوا ببعض فقرات هذا الدعاء على مسائل فقهية لاسيما في باب المعاملات ، في باب الإشتراط الإبتدائي اخدوا فقرة من هذا الدعاء ؛( بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية فشرطوا لك ذلك ) قالوا هذا يكون دليلاً وشاهداً على المسلك الفقهي الفلاني معنى ذلك : انه يعتمده كرواية عن المعصوم والا لم يكون رواية عن المعصوم لايكون دليلاً

الامر الثالث : بناء الدعاء ككل وألفاظه تفصيلاً يشير إلى انه صادر من تلك المشكاة المعصومية اول يبذأ في تاريخ الأنبياء، رسالتهم ، اغراضهم ، ثم بعد ذلك ينتهي بالأمر إلى نبينا المصطفى محمد صلوات الله عليه وسلامه .

وبعده يذكر الحدث اللذي حصل بعد وفاة رسول الله " ص"من إنقلاب الحزب القرشي على ولاية أمير المؤمنين بعد ذلك مظالم اهل البيت ذكر عدد كبير من الروايات المعتبرة في حق أمير المؤمنين هذا البناء بما فيه ومافيه من الفاظ يشير إلى هذا المعنى هذا واحد من الأدعية التي توثق العلاقة مع الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف لاسيما في الفقرات الأخيرة

اترانا نحف بك وانت تؤم الملأ وقد ملئت الأرض عدلاً واذقت اعدائك عذاباً وهوانا...إلى آخره.

هذا واحد من الأدعية التي يستحب ان يدعوا بها الإنسان وهي مما تقوي علاقة الإنسان بالإمام يستحب قرائته صباحاً بعد صلاة الفجر ((اللهم رب النور العظيم، والكرسي الرفيع ، والبحر المسجور.... وفيه مبايعة للحجة "عج"

وفي الرواية ان من قرأه اربعين صباحاً يمكن ان يكون من أنصار الإمام الحجة وقد كان بعض اساتذتنا أطال الله في اعمارهم يأمر بقرائته قبل ان يبدأ في بحث الفقه اللذي يبحثه لتأكيد هذا المعنى فإذاً الأمر الثاني بعد المعرفة تقوية العلاقة والإرتباط بالإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف

المسؤولية الثالثة  : السعي من اجل تحقيق المجتمع اللذي اراده صاحب العصر والزمان "عج"

ماذا يريد الإمام ؟

إنتظار الفرج معناه ان يتهيأ الإنسان الآن لوقيل لفلاح انه في شهر واحد انقليزي سينزل المطر في هذه المنطقة يتهيأ ينتظر المطر ماذا يفعل هذا الفلاح هل يضع يده على خده وينظر السماء اولا يقلب الأرض ويحرثها يأتي بالبذر ويجهزه حتى إذا اقترب الموعد نثر البدر فيأتي المطر وتنبت هذه المزرعة هذا هو الإنتظار للمطر الحقيقي ، كذلك بالنسبة إلى الإنسان المؤمن ينتظر الفرج يهيأ نفسه ومجتمعه من اجل لوقدم الإمام الحجة "عج" يكون مستعداً في ذلك

ماهو المجتمع اللذي يريده الإمام ؟ مجتمع كأنهم بنيان مرصوص الدعاء في الصف اللذين نعتهم في كتابك فقلت :((صفاً كأنهم بنيان مرصوص))على طاعتك وطاعة رسولك الصف المرصوص هل نحن نهيأها نشتغل في مجتمعنا على أساس صفاً مرصوصاً؟

إذا الإنسان اشتغل على هذا نعم هذا ينتظر اما إذا كان حتى إذا جائته رسالة فيها ذم لشخص او تيار او جهةً بسرعة ينشرها لغيره وفي هذه من المخالفات الشرعية الكثير فيها إذاء مؤمن فيها إغتياب مؤمن واحياناً الإفتراء عليه فضلاً عن الآثار الأخرى التي المجتمع من امثال هذه الرسائل عندما تنتقل تتضعضع قوته وتتراجع تلاحمه لابد ان ننشغل في توعية الناس بدلاً من تفريقهم لأن مجتمع الإمام الحجة مجتمع الوعي هناك بعض التعبيرات الواردة في زمان الإمام الحجة وهذه تحتاج إلى تتبع حتى تبين ملامح هذا المجتمع

إذا قام الحجة وضع يده رؤؤس شيعته فصاروا علماء هذا ليس امراً غيبياً وإنما صارت هيمنته على الناس وبث فيهم برامج فتحولوا إلى اناس واعيين فاهمين عارفين

لابد ان نبث الوعي في المجتمع وانت تستطيع لديك مجال من الوقت ، لديك مجال خبرة إدارية ،لديك مجال إنفاق مالي اشتغل في جمعية قائمة او انت استحدث جمعية تغطي جانباً من جوانب الخلئ والفراغ في المجتمع فيحتاج الإنسان أيضاً لكي يحقق مفهوم الإنتظار ويقوم بمسؤوليته ان يتحرك لتحقيق ذلك المجتمع المجتمع الذي يدعوا إليه ويكون فيه الإمام الحجة "عج"

هناك بعض الأمور لاينبغي الإنشغال بها بالرغم من انها مع الأسف الشديد عند قسم من الناس مشغلة وتستهلك من الأوقات من اوقاتهم ما شاء الله واحد من الأمور التي هي مشغله لقسم من الناس

التفتيش عن رؤية الإمام

اولاًيدخل لك في هذا البحر الخضم هناك رؤية ام لا بعد ذلك حدثت رؤية ماهي الطرق لذلك وبين وميز فعلاً من رأيته هو الإمام اولا اشتغل على هذا الأساس خير لك من الإنشغال في هذا الأمر تطبيق إرادات الإمام وأوامر الإمام

اوامر الإمام واضحة ، رؤية الإمام غير واضحة

لاتستطيع ان تتيقن وتقسم ان هذا من رأيت هو الإمام ممكن يكون وممكن لا ورؤية الإمام ممكنة وثابتة وواضح هذا الأمر ولكن بالنسبة لك انت هل يحدث اولا قد لايكون بهذا الوضوح

لاكن ان تعرف ان صلاة الجماعة من الأمور التي يؤكد عليها صاحب العصر والزمان ويؤكد عليها آباؤه الكرام هذا لاشك فيه ولاريب لماذا لايلتزم الإنسان به فيحقق إرادة سيده ومولاه في امر يقيني ان واحد يخرج خمس امواله وحقه الشرعي هذا مايحتاج له كلام بإعتبار فتوى العلماء عليه اللذين يقلدهم الإنسان لابه خفاء ولاضبابية إذا كان يقلد مرجعاً من المراجع المعاصرين المعروفين فبدل ماينشغل الإنسان بذلك الأمر فليطبق هذه ، ينشغل في آداء واجبه في القيام بما هو يقيني لااقول ان هذا شيئ غير سوي انما اقول هذا اولى ان يتخلص الإنسان إلى تطبيق أرادات إمام زمانه ، هذا خير له واولى من التفتيش في ذلك الإتجاه

هل يشهر المهدي السيف ولا يغمده ؟

امر آخر الإنشغال الزائد عن الحد في تطبيق الحوادث الواقعة على خريطة الروايات الموجودة في تراثنا الديني هذا إذا سلمت تلك الروايات من حيث الأسانيد ووصلت إلينا بطريق صحيح الإنشغال بالتطبيقات اكثر مما ينبغي ليس امراً حسناً ولامستحسناً لاسيما مع إمكانية التخالف بين التطبيقات فيما بينها من سنة إلى سنة أخرى قبل عشرين سنة يقول لك مثلاً ولد شخص كذا وهذه علامات السفياني موجودة عليه، بعد ذلك طاغية العراق طبق عليه انه هو السفياني ،الآن جاءت جماعات التكفيرين طبق عليهم عنوان السفياني ، حدث قصف على التكفيرين بعضهم قال هذا خسف البيداء اللذي الآن يتحدث عنه في الروايات إذا انقضت هذه الأمور كما هي منقضية بالفعل وذهبت وانتهت ايامها ولم يخرج الإمام "عج" انت هنا تعرض نفسك للشك ، وانت تعرض غيرك للتشكيك فلاينبغي الإنشغال اكثر من المعدل بهذا الأمر

هناك امور لاينبغي تصديقها هذا لاينبغي الإكثار منه والإنشغال به عملاً وهذه امور لاينبغي تصديقها وهي :ماجاء في الكتب وعند بعض المتحدثين من ان الإمام الحجة إذا خرج فإنه يشهر السيف ولايغمده ، يقتل ، يسفك الدماء حتى تسيل إلى الركب بل يبقر بطون الحبالى

ويستشهدون حتى على ذلك ببعض الروايات

هناك بعض الروايات كلها غير نقية السند وهذه مشكلة ان الإنسان عندما يذهب إلى المصادر الأصلية من غير تخصص ومن غير سفينةً منجية

هناك روايات إذا قام القائم بما يسير هل يسير بسيرة رسول الله؟! قيل لا يسير بالذبح والسيف يقول حتى انه يبقر بطون الحبالى وحتى يقول الناس هذا ليس من آل محمد لوكان من آل محمد لكان فيه رحمة لكنه لايرحم هذه روايات غير صحيحة وافكار باطلة اولاً لأن اسانيدها ساقطة من الناحية السندية

تنتهي إلى شخصين كلاهما مردودا الرواية ، محمد بن علي الكوفي، وعلي ابن ابي حمزة البطائني كلاهما كذابان

حتى لوفرضنا روايات صحيحة لايمكن قبولها لإن الإمام المهدي "عج" إنما يألتي لكي يرفع الفساد ، إذا اتى وبقر بطون الحبالى فأي فسادً هذا ؟ إذا تسيل الدماء إلى الركب أي شناعةً اعظم من هذا ؟ إذا لايسير بسيرة رسول الله يسير بسيرة من ؟! الحجاج الثقفي؟!

في مقابل هذا توجد روايات صحيحة تامة لاغبار عليها منها ماورد في صحيحة محمد ابن مسلم الثقفي عن الإمام الباقر عليه السلام انه سأل :

إذا قام القائم "عج" بأي سيرة يسير في الناس قال : يسير بسيرة ماسار به رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يظهر الإسلام

سيرة النبي ماهي ؟ وماأرسلناك إلا رحمةً للعالمين " سيرة اللهم اهدي قومي فإنهم لايعلمون ، سيرة فبمارحمة من الله لنت لهم سيرة استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم لامايسيل دماؤكم ويسفك دماؤكم

هناك رواية ايضاً صحيحة صحيحة حماد ابن عثمان عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: ان قائمنا اهل البيت إذا قام لبس ثياب علياً وسار بسيرة علي

سيرة علي ماهي ؟ ينظر للقاتل امامه ويعلم انه قاتله ومع ذلك لايعاقبه. ولما ذاك يضربه يقول ضربة بضربة ليس اكثر من هذا  عندنا من أئمة اهل البيت يمكن ان يقول بإنني لااسير بسيرة رسول الله وأخالف هذه السيرة عظمة هؤلاء انهم إمتداد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللنبي ولهدايته صلوات الله عليه فخرهم هو هذا

فأولاً هذه الروايات التي تقول بالذبح ، بالسيف ، وبالقتل ، وبإسالة هذه الدماء وبما شابه ذلك أسانيدها ساقطة وثانياً هي ايضاً مخالفة للضرورة الدينية القاضية بأن الإمام إنما يأتي ليرفع الفساد لاليطبق الفساد وقاضية ايضاً بإن الأئمة في اعتقادنا هم امتداد لرسول الله صلى الله عليه وآله فخرهم هو هذا

إذا واحد سيتميز بينهم اكثر فإنما لشدة إتصاله ومشابهته ومشاكلته لرسول الله حتى لو هو غير معصوم ، قيمته هو في قربه اكثر مشابهته ،مشاكلته كما كان علي الأكبر صلوات الله عليه

مرات العرض: 3411
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2584) حجم الملف: 22041.81 KB
تشغيل:

الأسرة بين العفاف  والخيانة الزوجية
الأوقاف وتحقيق القضية الحسينية