خالد بن سعيد بن العاص الأموي نسبا العلوي ولاء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/9/1435 هـ
تعريف:

خالد بن سعيد الأموي نسبًا العلوي نهجًا
كتابة مكية عبد الله
تصحيح أم علي الشافعي


قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم: (إن اللهَ فالقُ الحبِ والنوى يخرجُ الحيَ من الميتِ ومخرجُ الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول شخصية أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يوصل إلينا رسالة مهمة في الحياة وهي أن الإنسان يستطيع أن يتجاوز تأثير العائلة السلبي وتأثير البيئة السلبي لكي ينطلق في رحاب الإيمان والتكامل ويوجه أيضا في حياته رسالة حاصلها أن الإنسان مسؤول عن عمله وأنه (لاتزر وازرةٌ وزر أخرى ) وبالتالي فإيمان الإنسان لا يفسده كفر أقاربه وإخلاص الإنسان لا يعكره نفاق من حوله وإنما ينبغي أن ينظر لعمله وإلى صفاته وإلى إيمانه .
      لعلك تقول أن هذا الأمر من الأمور الواضحة غير أننا نجد في المجتمع حالات لاتزال متأثره بالفكرة الأخرى فترى مثلا المرأة الشابة المتدينة المؤمنة تؤاخد بجريرة أن أحد إخوانها منحرف فبذلك تتعطل في أمر الزواج لفترات طويلة
وكأن ذلك الخاطب سيتزوج أخاها المنحرف ولا يتزوجها وهكذا لو كان أحد أبويها وأحيانا بعض خالاتها أو عماتها   عليهم كلاما ربما أحيانا لم يثبت ولكن هذه الفتاة مثلاً تعطل في زواجها لفترات طويلة لأن بعض أقاربها عليه علامة استفهام.
شخصيتنا لهذا اليوم مولود  في بيئة أموية حاقدة على الرسالة معادية لها ومع ذلك ارتقى بعمله واختياره إلى أسمى الدرجات وأعلاها تلك الشخصية هي شخصية خالد بن سعيد بن العاص الأموي والده ابن أمية من رؤؤس الكفر الذين قضوا ولم يؤمنوا طرفة عين وكان محاربًا ومعارضًا لرسول الله صلى الله عليه وآله إلى آخر أيامه بيئة هذا الشخص أسرته عائلته بنو عمومته المفروض أنهم كلهم ضمن الإطار الأموي ولكنه أصبح كما عبر عنه بعض علمائنا وهو السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي قال هذا نجيب بني أمية أصبح هاشمي الولاء وعلوي الانتماء واستمر على هذا  الأمر إلى آخر حياته دافعًا ضريبة هذا الانتماء فلنكن معه منذ البدايات عندما أسلم وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله
_خالد بن سعيد بن العاص في ذلك الوقت المبكر عندما أعلن رسول الله دعوته في مكة رأى في المنام ؛أن هناك ناراً عظيمة مسجرة تلتهب وأن والده يقذفه فيها بينما يسحبه رسول الله صلى الله عليه وآله عنها هذه  الرؤيا من حيث هي رؤيه لا تشكل شيئا مهما ، فالرؤى والأحلام منها ما هو علامات ومنها ماهو أضغاث أحلام ومنها ما هو تصورات عن مشاكل وقضايا يومية وبالتالي لايعتمد عليها في أمر العقائد كما قلنا ذلك مراراً بل نعتقد أن هذه الطريقة من الاعتماد على الأحلام والرؤى والمنامات في أمور العقيدة أمر خطر لأنه منهج باطل فللإنسان المؤمن أن يأتي ويقول رأيت رؤيه في المنام أن عليا هو أمير المؤمنين عليه السلام ويأتي شخص آخر ويقول رأيت في المنام أن معاوية هو على الحق ويأتي  ثالث ليقول لاهذا ولا ذاك بل شخص ثالث على الحق رأيت ذلك في المنام. المنامات ليست حجةٌ في العقائد بل ليست حجه في المسائل الفقهية بل ليست حجة حتى في المستحبات والمكروهات فكيف بالعقائد التي تعين مسار الإنسان ؟
نقول هذا لأن هناك  بادرة في هذا الزمان ظهرت في الأفق الشيعي يدعون أنهم يمثلون الإمام المهدي وأنهم على علاقةٍ خاصةٍ به .
  ماهو دليلكم على ذلك ؟  سوف ترى مناما وهم يعلمون أو لا يعلمون بأن الإنسان إذا انشغل فكره بشي قبل النوم عادة يأتي في الرؤيا جرب هذا الأمر الليلة فكر في أي فكرة تشغل بالك قبل النوم ففي العادة بعد أن تغمض عينيك فإنّ اللاوعي وبعد أن يذهب الوعي  يبدأ يتحرك فيأتي بالصور التي اهتم بها الإنسان ، فالذي لديه مشكله الزواج يرى نفسه متزوج تلك الليلة وقد يغتسل إذا استيقظ صباحًا مثلا  وذلك الذي لديه مشكلة مالية يرى أن موضوعه المالي والقرض الذي ينتظره قد سُدد والبيت الذي ينتظره أنهى بناءه وعلى هذا المعدل . فعادةً الإنسان حين يفكر في هكذا أمور و بالذات قبل النوم تأتيه بحركة اللاوعي المستيقظ حين النوم بعدما نام الوعي ويأتي هذا الأمر في صورة ولهذا يتلاعبون بهذه الطريقة فيقول لك هذه الليلة سوف ترى أن شخصًا نورانيا يأتي إليك ويقول لك كذا وكذا  فهو صنع لك الصورة فقط بقي اللاوعي يخرجها حال النوم فالمنامات ليست حجة ابدًا لا على مسألة فقهية شرعية مثل الليلة يستحب الغسل أو لا يستحب الغسل فأنام وأرى رؤيا أن أحد يقول لي أن الغسل مستحب لا حجه في ذلك لأنه الحكم الشرعي يحتاج إلى مثبت فضلا عن الواجب أصوم في السفر أو لا أصوم هذا أيضا لايثبت بالأحلام ولا بالمنامات فضلاً عن العقائد التي أمرها أمر أخطر كصفات الله وقضايا النبوة وقضايا الإمامة وقضايا المعاد قضايا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف هذا كله لا يثبت بموضوع المنامات وإنما نحن نحذر من الاعتماد على هذه الطريقة لأنها لا تزيد الإنسان المؤمن إلا ضلالًا.
نعم هي في بعض الحالات القليلة تكون مبشرات  لكن لا تُعتمد كأدلة في العقائد ولا في الواجبات والمحرمات ولا في المستحبات حتى... لذلك هذا الرجل خالد بن سعيد بن العاص لما رأى الرؤية لم يعتمد عليها إنما قام في الصباح وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له  يامحمد إلى من تدعو وإلى ماتدعو ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله إني أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلا  الله وإني رسول الله وأن تترك ما أنت عليه من عباده أحجار لاتضر ولاتنفع ولاتنطق ولاتسمع ولاتدفع عن نفسها الضر فكيف تدفع عن غيرها وإنما أدعو إلى مكارم الأخلاق وأدعو إلى عبادة الله عز وجل وبدأ يفصل له هذه الأصول الدينية .
فلما سمع خالد بن سعيد ورأى هذه الدعوة إلى مكارم الأخلاق وإلى الفطرة وإلى عبادة إله يرزق ويمنع ويخلق وينشئ ويميت ويحيى وفي المقابل يمنع النبي عن عبادة هذه الأحجار والأصنام والأوثان،
قال : ابسط يدك فإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وآله وانطلق بعد ذلك مؤمنا .
وأوصلوا لوالده خبر ما كان ومنهم بعض إخوته الذين لم يسلموا أن خالدًا قد أسلم وآمن بمحمد بن عبدالله ، وبعد ذلك دعا خالد زوجته واسمها أمينه بنت خلف الخزاعي فأسلمت أيضا وفي وقت مبكر لأن خالد أسلم في بعض الروايات خامس خمسة وفي بعضها سادس سته لكن هذا الشخص مغفولٌ ومجهول لاسيما بالنسبةِ إلى الأطراف التي لا يعجبها أن تتحدث كثيراً عن أتباع أمير المؤمنين علي عليه السلام مع أنه يعتبر في المقدمة  سواء كان الخامس أو كان السادس فيعد من السابقين ولكن هنا لايوجد أحد يوظف سبق إسلامه توظيف سياسي في بعض الأماكن الأخرى  على أنه أول من أسلم من الرجال وأول من أسلم من الشيوخ وأول واحد من العجزه حتى يستفاد من هذا السبق المدعى في قضية الفضيلة والتقديم للخلافة وماشابه ذلك فلما أخبر أبوه عنه ويكني بأبي أحيحه استدعاه وهورجل متزوج يعني ذلك أنه كان كبير في السن .
فلما دعاه إليه قال له :أنت أسلمت بمحمد ؟
قال : بلى ،  وقال لأني وجدته يدعو إلى الله وحده لا شريك له ورأيت دعوته دعوة صادقة وصحيحة، فقام إليه ووبخه وشتمه وأخذ عصا خيزرانة وكسرها على رأسه هكذا تقول الرواية فكسرها على رأسه (طبعاً بما أنه مؤدب بآداب الإسلام لا يمكن أن يرد هذا الأمر على أبيه فهذا أبوه وإن كان كافراً) وقال أغرب عن وجهي والله لأمنعنك القوت .قال : فإن الله يرزق من يشاء وخرج من عند أبيه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بما جرى .
فنصحه النبي صلى الله عليه وآله بأن يهاجر مع المهاجرين إلى الحبشة مع الدفعة التي هاجرت مع جعفربن أبي طالب .
    سافر إلى الحبشة مهاجرا ومعه زوجته وهناك كانوا في  حرية في عبادتهم وبقي في أرض الحبشة ، و أكثر الذين هاجروا إلى الحبشة رجعوا مبكراً إلا القليل منهم  وإلا فإنّ الأكثرية الكاثره من المهاجرين إلى الحبشة لم ترجع إلا بعد فترات من وصول النبي إلى المدينة فلم يشهدوا مثلا بدرًا ، ولم يشهدوا أحد ، وقسم منهم لم يشهد الخندق وقسم منهم لم يشهدوا خيبر هذا الرجل تأخر فلم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزواته إلا غزوة حنين وفتح مكة ،  ورجع من الحبشة واستقر مع رسول الله صلى الله عليه وآله بقي مع النبي التصق برسول الله صلى الله عليه وآله .
    وأكبر فيه النبي هذا الإخلاص الذي كان يحمله بالرغم من أن بيئته كانت بيئة سيئة ، وكان أيضا من جملة تأثيراته أنه أثر على بعض إخوانه ومنهم أخوه أبان بن سعيد بن العاص الذي صار مسلمًا أيضًا وصار من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام بتأثير الأخ خالد وهذا أبان هو الذي حكم هذه المنطقة البحرين والقطيف وماوالاها من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وبسببه تعرف أهل هذه المنطقة على ولاية أمير المؤمنين في وقت مبكر و بعبارة أخرى واحد أموي لكنه تغلب على هذه البيئة ،تجاوزها أصبح علوي الانتماء هاشمي الولاء ذاب حباً في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فلما بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله جزى الله النبي خير الجزاء عن هذه الأمة انتخب هذا الشخص الذي جاء والي من قبله إلى هذه المنطقة فعلم الناس الإسلام في صورته العلوية في نسخته العلوية فلم يتعرف أهل هذه المنطقة (البحرين والقطيف والأحساء ومن والاها) لم يتعرفوا على الإسلام إلا في الصورة الأصلية ونسخته العلوية . فأبان بن سعيد كانت تأثيرات أخيه خالد بن سعيد واضحةً فيه في هذا الاتجاه.
      بعد مدة رجع خالد بن سعيد كما قلت من الحبشة إلى المدينة بقى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ من النبي المصطفى ولاء أهل البيت تعرف على أحقانية أمير المؤمنين عليه السلام .
  والنبي ولاه بعض الولايات منها ما كان من صدقاته على مذحج (مذحج قبيلة من القبائل اليمنية التي تذكر في موضوع مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة هؤلاء الذين يفترض يناصرون مسلم بن عقيل فيما بعد في زمان ذهاب مسلم ابن عقيل إلى الكوفة )
    أيضا عينه رسول الله صلى الله عليه وآله واليا على صنعاء لعله إلى ذلك الوقت لم يجد النبي من أبناء تلك المنطقة من هو في كفاءة هذا الرجل لاسيما في ولائه لأهل البيت عليهم السلام ولذلك تجد أيضا آثار التشيع لأمير المؤمنين عليه السلام في اليمن من وقت مبكر أي من تلك السنوات انتخب النبي لمثل هذه المنطقة القطيف والأحساء والبحرين وما والاها أبان وأنتخب لمنطقة اليمن خالد ولذلك غرس هؤلاء بذور التشيع لأمير المؤمنين عليه السلام منذ ذلك الوقت كما قلنا ربما أيضا النبي لم يجد من أهل تلك المنطقة من كان في كفاءة خالد ووجود هذه الميزات عنده فبقي هناك إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله رجع خالد بن سعيد من الحبشة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله في أبان هذا الحدث لما سمع أن النبي موعوك ومتمرض رجع فشهد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة .
ولما توفي النبي أولا اعترض على الخليفة الأول في جملة اثني عشر شخصاً منهم أبو ذر الغفاري منهم عمار بن ياسر منهم سلمان الفارسي منهم بريده الأسلمي خزيمة بن ثابت ،ابن الهيثم ،ابن التيهان ، منهم سهل بن الحنيف الأنصاري ومنهم أبو أيوب الأنصاري هؤلاء اعترضوا ومنهم خالد ابن سعيد بن العاص بشكل واضح هذا كان أول متكلم مع الخليفة الأول قال له يا أبا بكر لقد ارتقيت مرتقى ليس لك فاتق الله وأنت تعلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأن رسول الله قد أوصى إليه وبدأ يتكلم معه ويحاجه وهو في المسجد على المنبر بحسب الرواية التي نقلها لنا الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في كتابه (الخصال) في باب اثنى عشركما ذكرنا أن هذا الكتاب كتاب الخصال للشيخ الصدوق يأتي بحسب الأرقام .
مثلاً الخصلة الواحدة يأتي فيها بصفات الله الواحد الأحد خصلة اثنين كذا خصلة ثلاثة فيمر كل عدد من الأعداد ماجاء من الروايات المرتبطة بهذا العدد مثلاً لما يصل إلى الرقم اثنى عشر في باب الخصال  يأتي بهذا الحديث أنه كان عدة الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه على منبر رسول الله اثني عشر من الأصحاب يعدهم ثم ينقل ما ذكروا وأيضا هذا منقول في كتاب(الاحتجاج) للشيخ الطبرسي من أوائل الذين احتجوا على الخليفة فيما يرتبط باعتلاء هذا المنصب كان خالدا بن سعيد .
ولما سمع الإمام أمير المؤمنين احتجاجه قال له : ياخالد شكر الله سعيك فلقد أديت ماعليك (أي أنت تكلمت وأكثر من هذا ليس مطلوب منك ) المطلوب هو توضيح الحق وذلك لأن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كانوا يفكرون في تصعيد الأمر إلى ما بعد قضية الكلام وتوضيح الحقائق في اليوم الثاني لما حضروا إلى المسجد الرواية هكذا تقول قام أحد الأصحاب من أتباع الخليفة الأول وقال : إن قام أحد وتكلم كما تكلم بالأمس ضربناه بالسيف ، فقام نفسه خالداً أيضاً وقال: إن سيفك في يدك وسيوفنا في أيدينا . إذا يراد التصعيد إلى هذا المقدار نحن أيضا نقاوم الأمر لكنه عمل بكلام أمير المؤمنين عليه السلام فيما سبق له في أنه أنت أديت الذي عليك فشكرا الله لك سعيك.
الخطوة الثانية التي قام بها أنه رفض العمل والاستمرار في ولاية صنعاء وفي تولي صدقات مذحج أوصل إلى الخليفة الأول أنه أنا لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله يظهر أن موقف الخليفة الأول لخالد بن سعيد كان موقفا ملاينًا إلى حد ما، إما لمعرفته بموقفه الديني باعتبار متقدم وسابق في الإسلام وبالتالي هو والخليفة الأول ليس بينهما فرق كبير في قضية الإسلام والترتيب ،  أو لأنه يعتبر من الناحية الاجتماعية وهذا كان موجود عند العرب الخليفة الأول من قبيلة ليست تلك القبيلة من ناحية الترتيب الاجتماعي ليست توازي قبيلة خالد بن سعيد فربما أيضا كان يلاحظ هذا الأمر ولهذا ما كان يريد فيما رأينا من الروايات المذكورة في التاريخ وكتب الحديث لم يكن يريد التصعيد معه فقال له لما سلم عليه ووصل إليه الخبر أنا أيضًا لا أؤمن لأحد أخوة أبان أيضا نفس الشي فأرسل إليهم أبو بكر لاأجد خيراً منكم للعمل في هذه الأعمال فرفض خالد أن يرجع للعمل وبقي غير مبايع مدة ثلاثة أشهر لم يبايع الخليفة الأول إلى
أن رأى فيما بعد أن مواقف أمير المؤمنين علي عليه السلام لاتمثل باتجاه التصعيد ، وسمع منه قوله: فوالله لأسالمن ماسلمت أمور المسلمين . وأمثال ذلك فهو أيضا فعل كما فعل أمير المؤمنين من عدم التصعيد، وعرض عليه أن يبايع فجاء أيضا وبايع الخليفة الأول سيما وهو يرى أمير المؤمنين عليه السلام ليس في وارد التصعيد مع الخلافة الجديدة.
بعد هذا كأنما أراد الخليفة الأول  أن يرطب الأمور أو لأي سبب من الأسباب عقد له لواء لقيادة الجيش الذاهب إلى بلاد الشام كان الخليفة الأول يجهز جيشًا لغزو الشام فجعل قائد  هذا الجيش خالد بن سعيد فعقد الخليفة الأول لخالد بن سعيد الأموي نسبا العلوي مذهبًا وانتماءً قال له أنت تصير قائد الجيش الذاهب إلى الشام .
استقبل خالد هذا الأمر بالتالي هذا عمل من الأعمال الجهادية وهو الذي سيكون القائد أيضا ويفترض أنه سوف ينشر رقعة الإسلام في ذلك الاتجاه، بعد يومين جاء الخليفه الثاني إلى أبي بكر وقال له يا أبا بكر أنت عقدت لواء لخالد بن سعيد وقد قال ما قال في المسجد،  تردد الخليفة الأول في  الأمر فمازال به حتى أقنعه أن يسحب لواءه فأرسل الخليفة الأول إليه واحد يقال له أبو أروى الدوسي جاء إلى خالد بن سعيد وقال له : الخليفة يقول لك رد إلينا لواءنا فأعطاه أياه، وقال له قل له ماسرتنا ولايتكم ولاساءنا عزلكم .
فتأثر الخليفة الأول وقال له بالله عليك لاتذكر فلان بحرف ولأن في تتمه كلام خالد بن سعيد فيه إشاره إلى أن هذا القرار ليس قرارك أنت وأنما قرار غيرك وأنا أعرفه فأقسم عليه الخليفة الأول أن لايذكر فلان بحرف ، مثل هذا الإنسان على أقل شي بما أنه انعزلت انكفء ، ولكنه ليس من هذا النوع فأتباع أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته والمتمسكين بولايته تاريخيا وفي سائر العصور بالنسبة إليهم إن قضية الإسلام هي قضية مهمه وليست قضية إما أنا أكون والي أو لا أذهب إلى مكان أما الطرف الآخر أما أكون وإلا فليكن مايكون عنده شعار(يعرب بجاهلية خير من دعا)
أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن هكذا يقول فسكت و في الحلق شجى وفي العين قذى أرى تراثي نهبا حتى هذا أتركه لكن الإسلام وهذا الشعار الديني يجب أن يبقى ثابت بعدما عزل عن الولاية عزل عن القيادة العسكرية مع أنه مؤهل مع أنه عنده خبرة قوية عين أشخاص آخرون فخرج أيضا خالد ابن سعيد في ذلك الجيش كجندي عادي وهو يبحث على عمل من الأعمال التي يعتقد فيها أن فيها رضا الله سبحانه وتعالى ليصل الدين إلى أماكن جديده أكون قائد فيها أو أكون مقود ليس لديه مشكلة في هذا الجانب على الإطلاق ولذلك خرج مع الجيش الذاهب إلى الشام الذي يفترض أن يكون قائدا لهذا الجيش ولكنه عزل لولايته لأمير المؤمنين عليه السلام لتمسكه به لاعتراضه على الخليفة لأنه يرى أن عليا هو المؤهل قال (لا أبايع إلا عليا) أول الأمر إلا أنه فيما بعد كما قلنا بعد ثلاثة أشهر تغيرت الأمور وربما يكون بإشارة من أمير المؤمنين نحن لانعلم_ فذهب مع ذلك الجيش الذي ذهب إلى الشام في منطقة مرج الصفر. والتي هي الآن  بحسب الجغرافيا قريبه من مرج عذراء الذي كان مدفون فيها شهيد الإسلام حجر بن عدي الكندي وسبحان الله أيضا هذا من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام قضى شهيداً في ذلك المكان عمره خمسون سنه .
خالد بن سعيد بن العاص الأموي وحجر بن عدي الكندي قتله معاوية بن أبي سفيان على ولاية أهل البيت عليهم السلام هذه المنطقة منطقة مرج عذراء تحتضن حجر بن عدي ومعه عدد ممن قتل معه  سبعة أشخاص الذين قتلوا فيما بعد في زمان معاوية بن أبي سفيان بأوامره المباشرة ، قتلوا صبرا قبل هذا التاريخ بأوائل سنه 13 هـ  هذا الرجل قضى شهيداً في تلك المنطقة حاملاً هداية الإسلام وذاهبًا في ذلك الجيش الذي أرسل لفتح تلك المنطقة ونشر الإسلام فيها وهذا هو دأب أتباع أهل البيت عليهم السلام الشهادة هي طريقتهم ، القتال في سبيل الدين هو منهجهم ، ربما غيرهم يهربون من النزال يفرون من القتال لاتجد إلا النادر ممن يقدم في الهبوات ويترث نفسه في اللجات وأما هؤلاء فهم يتبعون سيدهم أمير المؤمنين عليه السلام .

مرات العرض: 3412
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2549) حجم الملف: 48968.28 KB
تشغيل:

حذيفة بن اليمان راصد الخط المنحرف
بلال بن رباح الحبشي مؤذن الرسول