صحابة النبي في المدرستين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 4/9/1435 هـ
تعريف:

صحابة النبي في المدرستين


تفريغ نصي الفاضلة حنان الحداد

بسم الله الرحمن الرحيم


(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا)
حديثنا يتناول موضوع صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله في بحث في  البداية بتعريف المصطلح الصحابه وبعض المعلومات العامه ..مدرسة الخلفاء وموقف المدرستين مدرسة أهل البيت عليهم السلام من صحابة النبي صلى الله عليه وآله..
ان يكون لنا إطلالة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين كانوا أكثر انسجاما مع اهل بيته عليهم السلام وغابت في الغالب سيرهم ولم يسلط الضوء عليها…
الناظر الآن إلى أجواء الثقافة الإسلامية عند المسلمين يجد أسماء حاضرة من الصحابة بشكل كبير ومفصل ..بينما تتراجع أسماء أخرى إلى حد إنها لاتذكر اصلا او انها اذا ذكرت تذكر ذكرا خجولا..
فأين هؤلاء الأصحاب الذين كان لهم أدوار مهمة وجاء ذكرهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله …اين أبي أيوب الأنصاري؟!...اين الهيثم ابن التيهان؟!...اين خزيمة بن ثابت ؟!...اين مصعب بن عمير؟!... اين المقداد ابن الأسود؟!...اين ..أين ...هؤلاء الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله قامات شاهقة بمواقفهم..فإذا بنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله لانجد لهؤلاء ذكرا الا شيئا بسيطا…
واذا بنالانجد لهم ذكرا اصلا بالثقافة الإسلامية العامة الرائجة لقد تراجع دورهم واختفى اسمهم لصالح أسماء أخرى …
وهذا اول اغراض البحث عن صحابة الرسول صلى الله عليه وآله ..ان تلك الفئة من الصحابة المكرمين الذين سبقوا إلى الإيمان وسبقوا في المواقف والجهاد وغابت أسمائهم وآثارهم.. نحاول ان نتعرف عليهم وان نُعرف بهم هذاغرض من الأغراض …
غرض اخر لمثل هذا البحث إننا نحاول تصحيح فكرة خاطئة تم التركيز عليها على مدى قرون من الزمان حتى أصبحت كأنها حقيقة لا ريب فيها ...تلك الفكره ان أهل البيت عليهم السلام إلى الشيعة والصحابةلغير الشيعة …شيعة أهل البيت عليهم السلام لاعلاقة لهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله...هذا اذا لم يدع كذبا ان من مبادئ اهل البيت "عليهم السلام" شتم الصحابة وسبهم في الحد الأدنى ...هناك دعوة كاذبة و خاطئة  من ان شيعة أهل البيت عليهم السلام ارتباطهم بالمعصومين لا ربط لهم بالصحابة وان باقي المسلمين هم الذين يحترمون الصحابة وهم الذين يتعلقون بهم وهم الذين يأخذون عنهم ..هذه الفكره خاطئة …
الحق هو أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا اقساما…
بعض هؤلاء من أصحاب الأسماء كانوا مفضلين لدى مدرسة الخلفاء لما تذهب سترى عدد من الأسماء أربعين خمسين أقل أكثر ..هذه الأسماء هي التي تردد باعتبارها الصحابة تقدر تختصرها أيضا إلى عشرة وهؤلاء هم المفضلين في تلك المدرسة …وهناك أيضا أسماء مفضلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله في مدرسة اهل البيت عليهم السلام.. يعتقد بهم علماء هذه المدرسة.. ويثني عليهم أئمة هذه المدرسة.. وتذكر بالخير افعالهم من قبل شخصيات شيعة أهل البيت عليهم السلام...ليست القضية في الأمة انقسمت إلى جماعة مرتبطين بأهل البيت عليهم السلام ولا شأن لهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وجماعة أخرى ارتبطت بصحابة النبي صلى الله عليه وآله ولا شأن لهم بأهل البيت عليهم السلام…كلا ..
شيعة أهل البيت عليهم السلام يوجد لديهم صحابة مفضلون وبعض الصحابة الآخرون لايتمتعون في هذه المدرسة الخلفاء لايتمتعون في هذه المدرسة بنفس الاحترام الذي يحصل عليه الصحابةالمفضلون عندها …ابو ذر الغفاري عل سبيل المثال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله الخُلص الذين يُعلي أهل البيت عليهم السلام شأنهم لكن لا يحتل نفس هذا الموقع عند أتباع المدرسة الأخرى وعلى هذا المعدل امثلة اخرى كثيرة ..فلهذا ينبغي تصحيح هذه الفكرة …لاياتي شخص يزعم ربح الصحابة ولم يخسر أهل البيت عليهم السلام كما يقول  ...هذه مغالطة ..الصحابة أقسام ..
هناك قسم مفضل لدى أتباع مدرسة الخلفاء وهناك قسم مفضل لدى أتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام…
وهذا الأمر هو الذي يجعل بعض هؤلاء الصحابة هنا و هناك لا يلقى نفس التبجيل والاحترام الذي يلقاة في المدرسة الأخرى ...هذا يفرض علينا ويدعونا أيضا لندرس هذا الموضوع  ….ماذا يعني مصطلح الصحابة؟!.ماهو؟!...
هو ليس موجود بالقران الكريم هذا المصطلح بهذا المعنى الذي يراد الحديث عنه كلفظ ورد صفات في القرآن صفات السابقين ..المهاجرين ...الأنصار ...المجاهدين...الذين اتبعوه في ساعة العسر …الذين معه( اي مع الرسول صلى الله عليه وآله) لكن هذا التعبير صحابة النبي صلى الله عليه وآله او الصحابة لا يوجد في كتابة عزوجل ….
هي من الألفاظ التي نُحتت فيما بعد وصنعت فيما بعد …هذا بخلاف مصطلح أهل البيت عليهم السلام ..الذي جاء مصطلح  بنفس اللفظ ورد بالقران الكريم (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت )...
(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
لذلك يحتاج هذا اللفظ لتفسير ويترتب عليه أثر تشريعي وتفضيل وغير ذلك..نظرا لأنه مصطلح قرآني قد جاء من الوحي اما اذا مصطلح آخر نحن البشر وجدناه ونحن من صنعناه …فهذا لا يترتب عليه بالضرورة آثار شرعية ..
لكن هذا المصطلح موجود الآن صحابة النبي صلى الله عليه وآله او الصحابه …أُلفت كتب على هذا الأساس :
-الإصابة في معرفة الصحابة
-الاستيعاب في تمييز الأصحاب
ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة
وأمثال ذلك..هذا المصطلح أيضا يخلق أزمة في حدوده ..في اصله لم يأتي من خلال الوحي في حدوده حتى نرتب آثار عليه …مثلا مصطلح أهل البيت عليهم السلام..من الآثار المترتبة عليه أنه اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا هذه الآية بالتالي تدل على العصمة …
اذا لابد أن نبحث من هم أهل البيت ؟!...
في مصطلح الصحابة في الأصل لا يوجدهذا المصطلح بنفس اللفظ وهذه عقده والعقدة الثانية هي في حدوده من هم الصحابة ؟لانه سيترتب عليها آثار في المدرستين …
مثلا قسم من الرجاليين وأهل الحديث بل المتكلمين ذكروا ان الصحابة صحابة  النبي صلى الله عليه وآله كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وهو مسلم ولايختلف في هذا الحال فترة طويله ام فترة قصيرة ...صغيرا كان أم كبيرا ...رجلا كان ام امرأة ،ولو لساعة من الزمان .مثال كان مع الجيش مثلا الذي شكله النبي صلى الله عليه وآله جاء وصلى خلف رسول الله صل الله عليه بهذا المقدار هذا يكون صحابي ….
هذا الأمر وهو المشهور لان قسم آخر من المتكلمين والرجالين بل من الفقهاء حتى التابعين لمدرسة الخلفاء رأوا أن هذا التعريف َسُيوقعهم في مشاكل ..سيقال ان الصحابة هم أفضل البشر..هم خير البشر هم كلهم من الجنة ..هم أيضا لو عمل شخص منهم لي عمل من الأعمال وكان على خلاف القرآن الكريم ..لنقول  ان القرآن يخصص لأن ليس من المعقول ان الصحابي يأتي بفعل بخلاف القرآن لابد عنده علم ليس موجود عند الاخرين لذلك عمل ذلك العمل
ليكن مثلا .. ان الانسان يجب عليه أن يقصر خلال قطع مسافة من مكه إلى عرفات مسافة شرعية بل من يذهب إلى الحج يعتبر مسافر لا يوجدعندهم اقامة ...الواجب على الانسان يقصر في صلاته عند قطعه مسافه ..تاريخيا صحابي من الصحابه صلى تماما هذا خلاف آية التقصير...أنه ليس من المعقول أن صحابي يخالف آية بالقران الكريم…
فلابد أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيءيخصص هذه الآية بمعنى التقصير للسفر الى اي مكان ماعدا ما بين مكة وعرفات حتى وان كانت مسافة شرعية ...على هذا المعدل…
كم عددهم الصحابة ؟…!
كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وهو مؤمن به ولو ساعة من النهار كم الصحابة ؟...خمسمئة..؟ألف ...؟الفان ...؟البعض ابتدأ الأمر وقال ألف وخمسمئة هم الذين كانوا في زمان الخندق ….صعد الرقم إلى فتح مكه ..أصبح عشرة آلاف …استمرت الأيام.. كل شخص رأى النبي صلى الله عليه وآله بمكه وأسلم ..اي أحد من أطراف المدينة أسلم و رأى النبي صلى الله عليه وآله...سمع او لم يسمع.. جلس معه ام لا.. تربى على يديه ام لم يتربى على يدي..ه اتعظ ام لم يتعظ ...لا يوجد هذه الخصائص في جميع الصحابة كان الأساس يرتكز على رؤية النبي صلى الله عليه وآله من بعد الإسلام ...
حتى  صعد الرقم لعدد الصحابة إلى ماقاله أبو زرعه الرازي وهذا مهم كلامه… لانه واحد من المنظرين في قضية الصحابة وهو أستاذ الإمام مسلم صاحب الصحيح (عنده تصريحات ملفته)  ابو زرعة الرازي...ان صحابة النبي "صلى الله عليه وآله"حينما توفي وصل عددهم إلى أكثر من مئة وأربعة عشر ألف انسان ….
هؤلاء كلهم يدخلون الجنة قطعا ...هؤلاء كلهم أفضل البشر .. لأن الصحابة أفضل الناس في الأمة وهذه الامه أفضل الأمم ….فإذا هؤلاء الصحابة المئة وأربعة عشر ألف هم أفضل البشرية وهم فيما بينهم يتفاوتون ...الافضل بينهم الخلفاء الأربعة ثم الافضل تكملة العشرة المبشرين بالجنة ثم يستمر في هذا الأمر.. إذاً صارعندنا هذا المصطلح مصطلح الصحابة في تحديده يوجد اختلاف هل هو ساعة يحصل ام بدقائق عشر …
بعض الناس قالوا نعم لان  باللغة اي شخص يصاحب شخص لخمس دقائق يقال صاحبه كذا…(مثلا حينما تركب سيارة من بلد إلى آخر تكون صاحب بالسيارة لمن معك )فأنت صاحب له وهو صاحب لك …لو ان شخصا جاء إلى المدينة المنورة ورأى  الرسول صلى الله عليه وآله بهذا المقدار أيضا أصبح صحابي …اذا تقريبا كل مجتمع المدينة هم من الصحابة بالتالي حتى المرأة لو صادفت النبي صلى الله عليه وآله وهي تمر…رجل يوما من الايام دخل المسجد ورأى النبي صلى الله عليه وآله يخطب او يصلي فهو صحابي بذلك...الغلام الصغير يوما من الايام رأى النبي صلى الله عليه وآله في الطريق فهو صحابي ….وعلى هذا المعدل.
المهم هؤلاء جاءوا وقالوا ان دائرة الصحابة دائرة واسعة وصلت كما قال ابو زرعه الرازي إلى مئة واربعة عشر ألف انسان هؤلاء العدد الكبير بهذا التعريف والعرض العريض  ...هل يترتب علينا نحن المسلمين شيء اتجاههم او لا ..
هنا أيضا يأتي موضع اختلاف بين المدرستين بين مدرسة الخلفاء وبين مدرسة أهل البيت عليهم السلام….مدرسة الخلفاء لعل المشهور بينهم الآن النقاط التالية
النقطه الأولى: كما ذكرنا من حيث الفضيلة يقولون ان صحابة النبي صلى الله عليه وآله هم أفضل الناس أفضل البشر لأنهم أفضل من في الامه والأمه خير الأمم وأفضل الأمم فيصبحون هؤلاء أفضل البشر على الإطلاق …
اي واحد من الصحابة من رأى النبي صلى الله عليه وآله ولو لخمس دقائق يصبح أفضل من كل العلماء الذين جاءوا في ما بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا ...لا يوجد عالم ..لا يوجد فقيه..لايوجد متقي ...لا يوجد ورع ...يصل إلى مرتبة ذلك الشخص الذي رأى النبي صلى الله عليه وآله لخمس دقائق…
مروان بن الحكم ابوه سفيان…الوليد بن عقبة  فلان ..فلان ...هم أفضل الناس قاطبة العلماء والفقهاء والخيرين والاتقياء والورعين ليس فقط في زمانهم من بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله بل إلى ان تقوم الساعه لن يأتي أحد أفضل منهم هذا في جهة التفضيل…
يترتب على هذا أيضا لابد أن يكونوا من اهل الجنة قطعا ...كل من يؤمن من مدرسة الصحابة و مدرسة الخلفاء في رأيها المشهور بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله المئة وأربعة عشر ألف انسان كلهم يدخلون الجنة قطعا ..شاء من شاء وابى من أبى …
أيضا مما يذكر في هذا الاتجاه في مدرسةالخلفاء تحريم انتقادهم وذكر اي شيء يشير إلى نقيصة فيهم ان شاء الله سنتعرف عن هذا الأمر متى صار بمعنى ..متى تم بلورة تحريم الانتقاد والمنع من الخوض في تقييم اشخاص الصحابة ..هذا لم يكن موجود قديما صار في وقت متأخر وبدأ يدخل في كتب العقيدة ...وصل الأمر في زمان أبي زرعة الرازي إلى أنه يقول اذا رايت رجلا ينتقص أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله"إنه زنديق(اي كافر)
ويترتب عليه عقوبات ..وفي بعض الكلمات ولا يجوز للسلطان ان يعفو عنه….من ضمن ذلك ان روايتهم يجب الأخذ بها عن النبي صلى الله عليه وآله من دون النظر إلى أحوالهم وهو مايصطلح عليه بإسم  (عدالة الصحابة)
لماذا اضطروا إلى هذا الكلام أيضا هذا الحديث سوف يأتي (لماذا؟)...اضطرت مدرسة الخلفاء إلى القول بعدالة الصحابه أجمعين …
ان كل أصحاب  النبي صلى الله عليه وآله مئة واربعة عشر ألف انسان..لايتعمدون الخطأ يجب أن نؤمن بعدالتهم وان لايخدش في احد منهم وهم على خلاف سائر الناس …اي واحد اذا نقل الخبر لابد أن تتيقن من ذلك تتحقق تتبين هذا انسان صادق ام لا ..دقيق ام غير دقيق عادل او لا ..هذه الحالة العقلائية  موجوده لاسيما في الأمور الخطيرة ..لو جاء شخص ونقل خبر خطير لابد قبل ان نقدم على اي شي أن نرى هذا الشخص ثقة ام لا عادل ام غير عادل صادق ام غير صادق ..هذا في كل مكان موجود ماعدا الصحابة لان الصحابة عدول قد زكاهم الله جميعا في الوحي وغير ذلك هذا يعبر عنه بعنوان (عدالة جميع الصحابة)فلابد لو ان شخصا روي وكان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وحققنا بالسند وصلنا إلى الصحابة النبي صلى الله عليه وآله لايجب ان نتحقق من صحابة النبي صلى الله عليه وآله لانهم جميعهم صادقون…
بل حتى لو قال عن صحابة الرسول صلى الله عليه وآله لا يحتاج ان يذكر اسمه لأن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ثقات عدول فلايجب ان نسأله من هو هذا الصحابي؟…
هذا أيضا من مفردات نظريتهم ومااشرنا إليه من ان عمل الاصحاب مخصص للكتاب أيضا
سيأتي حديث عن هذه النقطة ان شاء الله هذا مختصر لفكرة موقف مدرسة الخلفاء عن صحابة الرسول صلى الله عليه وآله …
ذكرنا في البداية لماذا نتحدث عن هذا الموضوع…من ضمن الأسباب لأن هناك فئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله تم اغفالها وعدم الحديث عنها …يساهم في التجهيل عن دورها الكبير وأهمية مواقفها…أيضا لتنفيذ فكرة ان شيعة أهل البيت عليهم السلام لديهم صحابة مفضلون كما لمدرسة الخلفاء صحابة مميزون ومفضلون…عدد الصحابة نظرللتعريف الذي ذكرناه أصبح واسع جدا سيخلق لهذه المدرسة مشكلة في ان الآثار التي ذكرناها من عدالتهم جميعا كما في مدرسة الخلفاء وان جميعهم في الجنة وأنهم أفضل البشر على الإطلاق وان عملهم مخصص لكتاب الله عزوجل هذا سيجعلناأمام أسئلة حائرة ..
الحل هو: أنه لا يكون نقاش في مسألة الصحابة اي نقاش فهو غير جائز...اي حديث عن مواقفهم ..لا احد يسأل او يتكلم لا تسمع لاتفكر هذا الطريق غير مسموح به عند هذه المدرسة ….اما مدرسة اهل البيت عليهم السلام يحترم أصحاب هذه المدرسة الشيعة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الذين احسنوا الصحبه وقاموا بواجبها …ويميزون بينهم في الدرجات على حسب مقدارصحبتهم والإلتزام بلوازمها ...لاسواء بين شاب لقي النبي صلى الله عليه وآله في طريقة خمس دقائق وبين عمار بن ياسر الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله في اول دعوته إلى الإسلام إلى ن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله آخذا منه متربى على يديه سامعا له تابعا لخطواته لا يمكن للعقل السليم ان يساوي الاثنين ….
لا يمكن للعقل السليم ان يقول ان صحبة النبي صلى الله عليه وآله بمجرد تحققها ولو بدقائق..كأنها تصب محلولا كيمياويا تحول نحاس هذا الانسان إلى ذهب أحمر و إلى  إكسير أصفر هذا ليس ممكن لا يمكن أن يحدث هذا …
هذا خلاف السنن الكونيه هذا خلاف فألهمها فجورها وتقواها *قد أفلح من زكاها *وقدخاب من دساها* كيف تعطلت وتوقفت فألهمها فجورها وتقواها *قد أفلح من زكاها*وقد خاب من دساها* لما تتحق هذه الايه على الجميع كيف تتوقف لما تأتي  على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله تعطلت عن العمل ..
نعم تميز مدرسة أهل البيت عليهم السلام أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فيعلون منزلة أولئك الأصحاب الذين جاء ذكرهم في دعاء الإمام زين العابدين عليه الاستنجاء منه في الصلاة على من صدق الرسل واتباع الانبياء  وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله...بعد ان أثنى على جميع الرسل والتابعين لهم ثم يأتي لذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله(اللهم وأصحاب محمد صلى الله عليه وآله. خاصه الذين أحسنوا الصحبة والذين ابلوا اللبلاء الحسن في نصره وكانفوه واسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته( اذا كان لهم فخرذلك  لانهم سمعوا من رسول الله ماتأثروا به وتأدبوا به )وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته)
سيكون لنا حديث في مصعب بن عمير رضوان الله عليه فاتح المدينه هذا الرجل المجهول الذي فتح المدينه كان أنعم فتى في قريش رخاء ورفاهية وإذا به يصبح أمره يشد جلد كبش على وسطه …..ترك الأموال وترك الأهل هدده ابوه بالطرد وحرمه من المال أخرجه من المنزل …
ومع ذلك اصر على الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وآله…في الحديث عن أدوار هؤلاء و صفاتهم  يقول عليه السلام فلاتنسى اللهم ماتركو لك وفيك وارضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك …وكانوا مع رسولك دعاة إليك وأشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم …هؤلاء لهم مميزات هناتعمل الايات ..تعمل التعاليم لم تتعطل…هؤلاءافلحوا لانهم زكوا انفسهم هؤلاءافلحوا لانهم جاهدوا في الله حق جهاده …
هؤلاء وصلوا الى هذه المنازل لانهم لم يوادوا من حاد الله ورسوله ….فلاسواء بينهم وبين غيرهم حتى مِن مَن كان مع النبي صلى الله عليه وآله هذاواحد من الأمور التي مدرسة اهل البيت عليهم السلام تقفه كموقف اتجاه أصحاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
الثاني :ان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله..من عرف عنه ومنه الصدق والاستقامة يقبلون روايته (اي الشيعة) ويعملون بها و يعتبرونها حجة شرعية لانه قد وصل إليهم من النبي صلى الله عليه وآله بواسطه هذا الانسان الصادق... بواسطة أبي ذر ….بواسطة عمار ...بواسطة المقداد ...بواسطة سلمان ..هؤلاء يقبلون روايتهم يأخذون عنهم يتعبدون الله بما أوصله هؤلاء الأصحاب إليهم …
لايترددون ابدا في مثل هذا الأمر وأيضا فإنهم فوق كل ذلك يحرصون ...على إعلاء شأن هؤلاء ..لأجل ان هؤلاء تأثروا برسول الله صلى الله عليه وآله واخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله مااخذوا منه …
بالنسبة إلى غير هؤلاء  الغير مستقيمين غير الثقات غير الذين أحسنواالصحبة لا يمكن ان يقفوا منهم نفس هذا الموقف هل يعادونهم اويخالفونهم لاياخذون عنهم فهم لاياخذون عنهم …ولكن قد تكون هناك ظروف أيضا لايذكرونهم بسوء اذا ترتب على ذلك محاذير أسوء …لو حصلت الفتنة مثلا في المجتمع لو جّر الأمر إلى إزهاق النفوس …
لو جّر الأمر إلى الاحتراب بين المسلمين ..لايظهرون نقدهم لولئك لاسيما اذا كان فيه شحنة نفسية …الانتقاد العلمي والكلام الموضوعي هذا لا مانع للتمييز بين أصحاب الحقوق وبين فاقديها ولكن قديكون شخص يمثل إلى فريق من المسلمين منزلة معينه..وفي الحديث عنه بما لايليق يكون هناك احتمال إسالة الدماء و إزهاق النفوس وخراب البيوت …
هنا لا ريب ان هؤلاء حكماء فلا يقدمون على مثل هذا الأمر ...اما اصل التمييز بين هؤلاء الأصحاب وإنزال كل واحد في  منزلته التي يستحقها بحسب عمله لابحسب مصادفته لان كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سنه واحده في مكه او في المدينة …
لان الصدفة لعبت دورا اجتمعت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله لخمس دقائق أو نصف ساعة فصار قطعا من اهل الجنة وقطعا من سيد البشر وقطعا عادل ..وقطعا.. وقطعا…
ليس كذلك الأمريميزون بين من احسن العمل بينما من سعى فب نصر رسول الله صلى الله عليه وآله في صفين في الجمل كان مع أمير المؤمنين سلام الله عليه مئات وقال بعضهم وصلوا الى أربعة آلاف من صحابة رسول الله لكن هؤلاء انفسهم أيضا اذا لم يستقيموا على ولاية امير المؤمنين سلام الله عليه ليس بنافع لهم ...فيمايعتقدوا شيعة اهل البيت عليهم السلام ليس بنافع لهم لابكونهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله في زمن معين ..
بل أيضا ولابكونهم مع الإمام علي في معركة واحده لابد أن يكون خطه العام خط مستقيما في سبيل الدين الذين كانوا في زمان الإمام الحسن عليه السلام الإمام  الحسين عليه السلام ..لانساوي بينهم ابدا وبين بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله من الذين بقوا بالمدينه ولم يجدوا في انفسهم حركة باتجاه نصر الإمام الحسين عليه السلام...وبين بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الذين كانوا في كربلاء …
واستشهدوا في كربلاء ...مثل أنس بن الحارث الكاهلي هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله..أدرك النبي صلى الله عليه وآله..ثم سار في ركاب أمير المؤمنين سلام الله عليه واستمر إلى أن صارت أيام كربلاء ..واستشهد في كربلاء …
مسلم بن عوسجه الاسدي على بعض الأقوال على أنه كان قد أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله..ورأى ..لان في بعض الأحيان قسم  من المسلمين يسلم في وقت وجود النبي صلى الله عليه وآله..لكن لايتيسر له ان يأتي إلى المدينه او ان يلتقي برسول الله صلى الله عليه وآله…
او يأخذ عنه ...بناء على هذا القول مسلم بن عوسجه ممن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وكان معه بعد النبي صلى الله عليه وآله مع أمير المؤمنين سلام الله عليه وبعد أمير المؤمنين سلام الله عليه الإمام الحسين عليه السلام واستشهد في كربلاء..
والبعض يقول حتى حبيب بن مظاهر كان كذلك على قول من الأقوال…المهم ليس عنوان الصحبة بذاتها ولكن العنوان كما يقول الإمام زين العابدين عليه السلام(الذين أحسنوا الصحبة وكانفوا النبي صلى الله عليه وآله وساعدوه وفارقوا الأهل والأولاد والأموال في سبيل نصرته …)وهذا هو  الذي فعله بعض من شهد كربلاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وبعض آخر لم يكونوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله…
لكننا نعتقد بهؤلاء أفضل بكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين لم يحسنوا الصحبه …ألم ينقل عن الإمام الحسين عليه السلام (اللهم اني لااعلم أصحاب خيرا من أصحابي ولا اهل بيت ابر من اهل بيتي )لان هؤلاء حفظوا النبي صلى الله عليه وآله في ذريته حفظوه في عترته …وحفظوه في الجهاد من أجل رسالته ...ومن أجل دينه..
فحازوا هذا الشرف العظيم والمرتبة الكبيرة  وجاهدوا مع الحسين عليه السلام إلى ان أخذهم ريب المنون والى ان ذهبوا إلى لقاء بارئهم…اشخاص في عمر التسعين سنة…
مسلم بن عوسجة الاسدي ..قد ذرف على التسعين (اي قريب عمره من التسعين  )وعادة الانسان في مثل هذا الوقت كلما امتد به الزمان صار أكثر حرصا على الحياة والبقاء مع ذلك حملوا السيوف وجاهدوا بين يدي أبي عبدالله  الحسين عليه السلام...فازوا بنصر ابن بنت رسول صلى الله عليه وآله طوبى لهم هذه النصرة …

مرات العرض: 3433
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 54637.16 KB
تشغيل:

كما كتب على الذين من قبلكم
أبو طالب بطل الصحابة في مكة