ألقاب الامام الحسن مدخل لفهم دوره
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/3/1435 هـ
تعريف:

ألقاب الإمام الحسن مدخل لفهم دوره


تفريغ نصي الفاضلة أم قاسم

( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )
صدق سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
نعزي سيدنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والزهراء بذكرى استشهاد الامام الحسن المجتبى عليه السلام
ونسأل الله تعالى أن يزيدنا به وبهم ولاء ومعرفة وأن ينفعنا بشفاعتهم يوم القيامة إنه على كل شيء قدير  ،

ونتحدث في هذه الليلة في بعض ما يرتبط بخصائص الإمام وصفاته ودوره في هذه الأمة ،
ألقاب الإمام وصفاته هي من المداخل التي يمكن بواسطتها التعرف على ادوار الامام وعلى أعماله في فترة حياته ، ربما يكون هذا من أسباب الاهتمام بتحديد ألقاب الأئمة عليهم السلام .
هناك في كتابة السيرة للمعصومين يُبحث عادة ماهي كنية الإمام والكنية هي ما صُدر بأب او ابن أو ما شابه ، فيقال كنية الامام الحسن أبو محمد وكنية الامام الحسين ابو عبد الله وكنية الامام زين العابدين أبو الحسن وأيضاً هناك بحث في كتابة السيرة حول ألقاب المعصومين ، فمن ألقاب الامام الحسين (الشهيد) والامام الحسن من ألقابه مثلاً ( الزكي والسبط والسيد ) .
ويحدث كلام من أين جاءت هذه الألقاب ، والغالب أنها تأتي من خلال مصدر معصومي مثل تلقيب الامام الحسن بالزكي وتلقيبه بالسبط وبالسيد يأتي ضمن هذا السياق ،
من خلال التعرف على الألقاب وعلى الصفات التي حملها المعصوم
ممكن لنا ان نجد مدخلاً للتعرف على دوره وفاعليته في تاريخ حياته فلنأخذ بعض هذه الأمثلة من الألقاب ومن الصفات .
ذكرنا أن من ألقاب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام المشهورة والتي نُص عليها في أكثر المصادر وهذا شائع الآن يقال ( الحسن الزكي ) مع أنه يحمل صفاتاً كثيرة إلا أنه هناك تخصيصاً وتنصيصاً على بعض الخصائص والصفات .
عنوان الزكي يمكن أن يكشف لنا جانباً من حياة الإمام الحسن عليه السلام ، الزكي هو ذلك الشيء الذي فيه بركة ولا تشوبه شائبة  ولا يغيره شيء ، شيء زكي خالص ومبارك أيضاً ، أطلق هذا اللقب على الامام الحسن عليه السلام ، عندما ينظر الانسان إلى تاريخ الإمام وبالذات في السنوات العشر التي تلت استشهاد أبيه عليهما السلام بل قبلها بقليل يجد أن هناك حزمة من الاتهامات ومن الصفات السيئة التي نسبت لساحة قدس هذا الامام العظيم والغرض منها تلويث هذا الانسان الزكي ، لتخريب هذا الصفاء وانتقاص هذا الانسان المبارك فيأتي هذا اللقب ليدفع كل تلك الاتهامات وكل تلك السهام المعنوية من ذلك مثلاً ما حرّره الأميون وكتّابهم من أن الامام الحسن عليه السلام كان عثماني الهوى أي لا يقبل تصرفات أبيه أمير المؤمنين وإنما يقدم عليها ولاء الطرف الآخر ولا سيما بني أمية وينقلون في ذلك كذباً وزوراً بعض الكلمات التي تشير لهذا المعنى حتى لا يطول الواحد في رد هذا ، المعصومون وعلماء الطائفة نصوا على أن الإمام الزكي يعني مبرء صاف ، هذا اللباس الوسخ من التهم لا يركب عليه ولا يناسبه ولم يفصل على مقداره ، هو زكي .
في الموقف السياسي عندما يتهم يعطيك إياها كلافتة وتفصيلاً عندما يتحدث المؤرخون من أن الامام الحسن المجتبى عليه السلام كان عضد أبيه في كل مواقفه وكان السابق الى كل خير في المعارك على سبيل المثال أول معركة هي معركة الجمل نادى الإمام  كان مندوب أبيه في التعبئة والتجسيد وفِي عزل الولاة المخالفين للإمام ،كان الإمام أمير المؤمنين في المدينة بدأ يحشد لمعركة الجمل بعد أن ثاروا في البصرة ،
الكوفة كان عليها أبو موسى الأشعري من قِبل الخلافة السابقة وكان يخذّل الناس عن علي عليه السلام وكان يقول هذه فتنة القاعد فيها خير من القائم والنائم فيها خير من القاعد الزموا بيوتكم لا تخرجوا للقتال ،
فالامام أمير المؤمنين عليه السلام أرسل ابنه الحسن ومعه بعض أصحابه إلى الكوفة وهناك عُزل أبو موسى الأشعري وخطب الحسن وفِي بعض الروايات الحسين وتحدث في تعبئة الناس في اتجاه نصرة أمير المؤمنين عليه السلام والقيام للحرب حتى إذا صارت الحرب مباشرةً كان الحسن والحسين يتقدمان غيرهما من شجعان العرب ، واذا كانت العادة في كثير من الأحيان أن الخلفاء والملوك والسلاطين يقدمون الناس ويتأخرون ويقدمون ابناء الناس ويتأخرون فقد كان ابناء علي عليه السلام في المقدمة والى حد أن أمير المؤمنين عليه السلام خشي عليهما أن يُقتلا لكثرة ما كان يخرجان ، مهما يخرج فارس للميدان ويصيح هل من فارس بعث الحسن والحسين عليهما السلام
إلى أن قال أمير المؤمنين عليه السلام للناس امسكوا عني هذين الغلامين لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وآله ،
يعني هم مو جايين عشان ياخذوا مهمة الجيش كله !؟
بل ينقلون هذا المعنى أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أرسل ابنه محمد بن الحنفية ومعه مجموعة للقضاء على الجمل باعتبار انه صار محور فإذا سقط ينهزم الجمع
فذهب محمد بن الحنفية ومعه جماعة وكان أنصار الجمل قد استداروا حوله في شكل حلقات دائرية متتابعة فحاولوا أن يقتحموا لم يصنعوا شيئاً حتى أرسل الامام امير المؤمنين ولديه الحسنين فلم يرجعا حتى طعنا في لبة الجمل  فلما رجع الحسن والحسين عليهما السلام إلى موقع أبيهما
كان محمد بن الحنفية فارساً شجاعاً من الفرسان المعدودين في المواقع كأنما تأثر أنه كيف أنه لم يستطع أن ينفذ المهمة التي أوكلها إليه ابوه أمير المؤمنين عليه السلام فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام اليه وقال  :يا محمد إنك ابن علي وأنهما ابنا النبي ، هذا تطييب خاطر وإلا فنحن نعتقد أن علياً عليه السلام هو نفس النبي وهو بنص القرآن كذلك ،
ولكن لكي لا يصير عنده احباط فهم من جهة يرتبطون بعلي ومن جهة برسول الله وأنت لا تتصل برسول الله ذلك الاتصال ، فالذي يعمل هذه الامور وهذا الأقدام والعمل ثم اذا جاءته الخلافة لا يتوقف ،يعني بعد ان خطب في الليل وقال : أيها الناس إنه قد لحق بالله رجل يقصد أمير المؤمنين لم يسبقه الأولون بعمل ولا يلحقه الآخرون بعمل لا في السابق كان أحداً متقدماً عليه ولا في اللاحق أحد سيتقدم عليه ،
بعدما خطب هذه الخطبة في اليوم التالي أعد العدة للجيش لمقاتلة معاوية وعدم المهادنة معه هذا بالتفصيل يكفي عنه ذلك الشعار الذي قاله اللقب ، ان هذه التهمة السياسيةالتي كانت تريد ان تضرب شخصية الامام الحسن وتلوث هذا العنصر المقدس هذه تهمة باطلة لانه زكي ، الامام الحسن الزكي
اذا تجي لمسائل شخصية التي تعرض لها الامام الحسن من قبل الحالة الأموية والحالة الزبيرية ونحن أشرنا في وقت من الاوقات الى أن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام تعرض لثلاثة اقلام مسمومة هي التي صاغت تاريخ المسلمين جميعاً  : اصحاب التوجه الأموي ، أصحاب التوجه الزبيري وأصحاب التوجه العباسي
هؤلاء كتبوا تاريخ المسلمين ،من كان لديهم توجهات أموية ويمولون من بني أمية كتبوا التاريخ ومن كان لديهم توجهات زبيرية كتبوا التاريخ والأنساب فيما بعد من جاء من العباسيين أيضاً تحدثوا وكتبوا ،
هؤلاء الثلاثة كانت عندهم مضادة واضحة مع الإمام الحسن عليه السلام  ، الأمويون باعتبار معركتهم معه ومع ابيه ، الزبيريون باعتبار الحسن من بني هاشم وهم معركتهم كانت فيما بعد بعد شهادة الامام الحسين عليه السلام بل قبلها من ايّام معركة الجمل بدأ الافتراق بين الخط الزبيري والخط العلوي وتقوى بشكل أكبر عندما استشهد الامام الحسين عليه السلام وصارت المواجهة بين خط المختار الثقفي وبين مصعب بن الزبير وعبد الله بن الزبير أيهما يسيطر على وضع الكوفة وسائر البلاد
وتاريخ المسلمين ، والقسم الثالث العباسيون وهم الأسوأ  لان الثورات ضد العباسيين أكثرها كانت من احفاد الامام الحسن عليه السلام ، ثورة محمد ذو النفس الزكية واخويه كانت ضد العباسيين وهم من احفاد الامام الحسن عليه السلام ،
لمواجهة الثائرين يواجهون بالقتال في الميدان ويواجهونهم بالتشويه
وكانوا يركزون على إسقاط شخصية الامام الحسن سلام الله عليه .لذلك وجدت سيلاً وكماً هائلاً من التهم والأكاذيب فيما يرتبط بشخصية الامام وبالمقابل نجد ان لقب الزكي ينفي كل هذه التهم والكلمات ، الامام الحسن هو الامام الزكي الذي لا تشوبه شائبة ولا يختلط بصفائه كدر  وهذا نستفيده من اللقب
نحن نعتقد ان الأئمة ازكياء ولكن هذا اللقب للامام الحسن عليه السلام يشير الى هذا المعنى الذي ذكرناه .

أيضاً من صفات الامام الحسن والتي تشير الى جهة من جهات دوره أنه عرف بالجود والسخاء والكرم ،
كريم أهل البيت هو الامام الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه وينقل في ذلك شيء كثير جداً من الروايات وقصص العطاء والهبة
هذه القضية احيانا تتعامل معها ضمن دائرة محدودة فنقول كان هناك أناس محتاجون يأتون للإمام الحسن فيقضي حاجاتهم وهذا الامر يصنعه كثير من الناس ، هذا الامر في تقديرنا كثير من التجار الاخيار وكثير من العلماء إذا جاءه طالب مساعدة يساعده ،
نحن نعتقد أنه بالنسبة للإمام الحسن عليه السلام كان هناك بُعد آخر أكبر أهمية وأعظم أثراً ، ذلك البعد ما هو ؟ أن قضية إعطاء المال والسخاء كانت بمثابة ضمان اجتماعي للمؤمنين حتى لا تتغير أديانهم ومواقفهم ، كيف ؟
المعلوم أن معاوية بن أبي سفيان لما جاء الى الحكم اتخذ مجموعة من الخطوات لم يفِ بما تعهد به وهذه كانت صفة مذمومة عربياً ودينياً وبالإضافة الى ذلك سعى في جهة أخرى وهي أنه كان يخطط لإضعاف الموالين لأهل البيت من الناحية الاقتصادية .
ومعلوم أن المجتمع المحتاج اقتصادياً الضعيف من الناحية المادية من الممكن أن تحدث فيه حالات انهيار في الولاء ، تغير في الانتماء او على الأقل الانسان سينشغل بقوت رزقه ولا يعتني بشيء آخر لذلك نعتقد أن المجتمع القوي الغني المتمكن مادياً الثري اقتصادياً أنفع للدين والإسلام من ذلك المجتمع الضعيف والمحتاج .
معاوية جاء وأراد أن يصنع هذا فعمم تعميماً عاماً انظروا إلى من عرفتموه يوالي هؤلاء القوم يعني علي بن أبي طالب وأهل البيت  فاقطعوا عطاءه وامحوا اسمه من الديوان .
في ذلك الوقت الديوان أكثر من الضمان الاجتماعي ، الآن الدول المتقدمة وصلت إلى أن تصنع ضماناً اجتماعياً لابنائها
في ذلك الوقت كانت قضية بيت المال شيء أكثر من الضمان ، أي أموال تأتي لا بد ان تقسم بين الناس ،
لذلك ورد عندنا أن الامام علي عليه السلام كان اذا جاءه الفيء والأموال من مختلف الأماكن لا يلبث ان يأتي ويقسمها ثم يدعوا الناس ويعطيهم لكل حسب سهمه ونصيبه فإذا فرغ من كل ذلك كنس بيت المال وصلى فيه ركعتين وانهى هذا التوزيع ، المفروض أن اَي مال يأتي لخزينة الدولة وبيت مال المسلمين يعطى للمحتاجين ويعطى لعامة المسلمين فإذا رفع اسم إنسان ذلك الوقت اَي مقدار صغيراً او كبيراً  لا يستحق فيه ذلك الانسان اَي شيء .
معاوية بن ابي سفيان صنع هذا بالنسبة لشيعة أهل البيت ، اَي واحد تعرفوه منهم اسقطوا اسمه ،
فيما بعد صار مثل مرسوم إلحاقي : من اتهمتموه من هؤلاء القوم مو متأكدين لكن من المحتمل كبعض الميول لأهل البيت اسقطوا عطاءه هذا الامر بلا ريب كان يؤثر تأثيراً سلبياً  كبيراً على عامة المؤمنين والموالين لأهل البيت عليهم السلام ، هنا يأتي موضوع الكرم والجود والسخاء الذي قام به الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كان أمراً واسعاً وعلى مستوى هؤلاء الاتباع بل احتاط الامام
فكان الامام الحسن بنفسه هذا الامر وطلب من ضمن شروط الصلح بينه وبين معاوية ان يسوق اليه في كل عام الف الف درهم يعني مليون درهم
الغرض ليس ان يصرفها على نفسه ويتجمل بها وإنما كان ينظر للمستقبل ويرى توجهاً من قبل الدولة الأموية لاضعاف اتباع أهل البيت فكان يحتاط لنفسه بالاضافة الى ما كان يأتي اليه من هنا وهناك لذلك ما جاء أحد الا واعطاه عطاء كبيراً
وهذه القصة التي تنقل احيانا عن الامام الحسين وأحياناً أخرى انها حصلت للامام الحسن وهي ان رجلاً جاء اليه وانشده شعراً وقال :
ما خاب من رجاك 
ومن حرك من دونك الباب الحلقة
أنت جواد وأنت معتمد
أبوك قد كان قاتل الفسقة .
أنا بالتالي جاي ومتأمل عطاءك وما اعتقد الذي يجي اليك يخيب فناوله الامام الحسن بناءاً على هذه الرواية صرة فيها ٥٠٠ خمسمائة وقال :
خذها واني اليك معتذر
واعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصاً
امست سمانا عليك مندفقا
لكن ريب الزمان
والكف مني قليلة النفقة .
وهكذا قصص كثيرة في هذا الاتجاه المنقول منها شيء قليل بالقياس الى ما كان يقع في الخارج والواقع فعندما نتحدث عن كرم الامام الحسن عليه السلام وجوده لا ينبغي أن نفكر أن الامر كان من ضمن دائرة بسيطة شخصية محدودة وإنما كان هو اشبه بمثابة أغناء ذوي الحاجة من المؤمنين حتى لا تضطرهم ظروف الحاجة هذه والفقر الذي فرض عليهم من قبل الخلافة لا تضطرهم يكونوا اذلاء او يغيروا عقائدهم لأجل الحصول على المال ،
هذا مدخل من المداخل عندما نتحدث عن جود الامام الحسن وعن سخائه وعن كرمه .
عندما يتم الحديث عن حلم الامام الحسن عليه السلام ، الحلم درجات ودوائره أيضاً تتعدد من الدائرة الصغيرة فالأوسع والأوسع .
◦ يعني تارة إنسان يعتدي عليي يقول كلام مو زين فأنا أعفو عنه اتركه ما ارد عليه ما اعاقبه احلم عنه هذه دائرة صغيرة دائرة شخصية وهذا يحصل من كثير من الناس وقد حصل للامام الحسن المجتبى عليه السلام ، جاءه رجل الظاهر من الذين ضللوا من الإعلام الأموي فالقضية كانت في المدينة لما علم الشامي ان هذا هو الحسن بن علي بن أبي طالب اقبل عليه يسهل ويشتمه ، الامام الحسن ظل ينظر اليه مبتسماً ويستمع ثم بعد أن أنهى ذلك الكلام التفت إليه وقال : أظنك غريباً لست من أهل المدينة فَلَو جئتنا لآويناك ولو استسعدتنا طلبت المساعدة واستعنتنا لأعناك وعندنا منزل كبير وجاهاً عريضاً  تفضل ،
من جهة يسبه ويشتمه ومن جهة اخرى ذاك يقول له تفضل
ذاك يقول ما تعرفني فأنا اعطيك العذر في هذا الامر
رأى الرجل أن ذلك الموقف لا يمكن إلا أن يكون من مواقف الأنبياء أو أبناء الأنبياء فأقبل عليه وقال : الله اعلم حيث يجعل رسالته إني دخلت هذه البلدة اَي المدينة وما كان أحد أبغض إليّ منك ومن أبيك والآن اعود وما على الارض أحد أحب الي منك ومن ابيك  ، هذا الحلم في الدائرة الشخصية
نحن نعتقد أن الامام الحسن المجتبى عليه السلام مارس دور اعظم وأكبر ضمن إطار الحلم ، ذلك الدور انه لم استدرج الى مواجهة بينه وبين الحاكمين تنتهي به الى ان يعاقب أو يُقتل وهذا عادة السلطات الجائرة تصنع فخاخاً للقيادات الكبيرة في هذا الأمر يعني  تستفزه تستثيره تقول كلام ضده ضد والده ، ضد جماعته حتى يرد في مقابل ذلك رد عنيف حتى تجد مبرراً لسجنه على سبيل المثال أو لعقوبته او لقتله
وهذا صاير في تاريخ المسلمين حصلت حالات من هذا النوع انه يستفز هذا الانسان فلا يصبر ولا يتحلم ولا يتمسك بموقفه وإنما ينطلق في الرد بغير حساب وذلك سلطان ظالم يبطش بالتالي يصفي هذا من الوجود .
هنا يتبين الحلم وأثره في حفظ هذه الشخصية القيادية بل في حفظ عموم المؤمنين ، الإمام الحسن المجتبى عليه السلام نحن نعتقد أن دوراً مهماً من ادواره في الحلم في هذا الاتجاه وكان هناك استفزازات من قِبل معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة من قِبل آخرين ضمن الدائرة الأموية لاستفزاز الامام الحسن عليه السلام واستخراجه من طوره فإذا خرج من طوره أمكن تصفيته والقضاء عليه ، الامام الحسن تمسك بجانب الحلم اذا أراد ان يرد في موقع من المواقع يرد بالمقدار الذي هو يريد وبالنحو الذي يريد ، في بعض المواقع يرى انه غير مناسب فيسكت عندنا حالات مختلفة مثلاً في مجلس خاص يدعى الامام الحسن عليه السلام الى مجلس معاوية ويظهر أن معاوية جاء الى المدينة وجمع حوله عمرو بن العاص والمغيرة وآخرين فلما استدعي الامام الحسن عليه السلام رأى أن الجلسة ليست عادية فقال له معاوية : هؤلاء جلسوا وطلبوا أن تحضر حتى يقرروك ان أباك قد كان ظالماً لعثمان وخرج إلى حرب الجمل ظالماً وغير ذلك ،
فبدأوا يتكلمون كل واحد يتكلم بكلام فالإمام الحسن عليه السلام بكل هدوء بدأ يجيب واحداً واحداً بحجج قوية يطول المقام لو أردنا أن نأتي بها إلى أن وصل إلى نفس معاوية فقال إذا هذا الكلام منك فذلك أسوأ لك تتحمل مسئوليته لأنه في مجلسك وعلى بساطك .
وإذا أنت قالوه عن غير امرك فهذا ضعف وخور فالإنسان خليفة وحاكم وسلطان وجماعة تحت يده يشتمون ويسبون ويكذبون هذا ضعف منك
المهم الحديث مفصل -
هنا تجد الامام رد بشكل مناسب في مواضع اخرى امتنع عن الرد ، ظروف ثانية لم يتكلم ، هذه جهة الحلم التي من خلالها  الامام حفظ موقع القيادة الدينية وحفظ موقع المؤمنين الذين اتبعوه ،
الملخص الذي اريد ان انتهي اليه أن من مداخل معرفة أهل البيت وأدوارهم معرفة ألقابهم وصفاتهم هذه المعرفة ينظر اليها ضمن اطار فردي وشخصي فنقول مثلاً الامام الحسن تصدق على هذا واعطى ذاك وعفا عن هذا وحلم عن ذاك وتارة اخرى ننظر اليها ضمن اطار اجتماعي اكبر وأوسع يستفاد منها ان الامام عليه السلام كان يقوم بدور اجتماعي  كبير
وهذه الصفة تكشف عن ذلك الدور وتعطي عنواناً له ، اذا  رأينا كلمة ( الزكي ) هذا يعني ان هذا اللقب وهذه الصفة رد على كل مكتوبات التاريخ الأموي والزبيري والعباسي الذي ينتقص من الامام الحسن ،
 واذا رأينا كلاماً عن سخاء الامام الحسن عليه السلام وجوده وكرمه فإننا ينبغي ان ننظر اضافة الى ذلك ان الامام عليه السلام كان يريد انهاض المجتمع الشيعي الموالي لأهل البيت وانقاذه من حالة الفقر والحاجة الذي فرضها عليه الحكم الأموي ،
اذا سمعنا أن الامام الحسن كان حليماً عمن يتعدى عليه وكان صبوراً فهذا يعني ان القضية بالاضافةالى الجهات الشخصية كانت تأخذ طابعاً اجتماعياً لصيانة اتباعه وأوليائه حتى لا يُلقوا في معركة ومواجهة غير محسوبة ويستدرجون إلى أمر لم يكونوا قرروه ، هذه من المداخل الطيبة التي يمكن ان نتعرف من خلالها على شخصية الامام الحسن عليه السلام .
الامام ابو محمد الحسن بعد ابيه سنة ٤٠ للهجرة نهض بأمور الإمامة لمدة عشر سنوات كانت من السنوات العصيبة وشديدة التأزيم على اتباع أهل البيت عليهم السلام ، لكن الامام الحسن مشى فيها بمخطط سليم وصحيح حتى ان الامام الحسين بعد شهادة أخيه الحسن لم يغير في خطة أخيه الامام الحسن شيئاً وإنما سار على طبقها وهذا يحتاج الى حديث اكثر تفصيلاً من هذا المقدار
لما وصل عام ٥٠ هجرية معاوية بن ابي سفيان رأى أن في هذا السباق الذي مشى فيه لم يستطع ان يحقق ما أراد باعتبار انه كان يريد ان يشوه سمعة الامام الحسن ويسقطه فلم يحدث هذا ، أراد أن يلغي وجود أمير المؤمنين من خلال الشتم واللعن على المنابر زاد الناس تعلقاً بأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، الامام الحسن لا توجد حجة عليه لكي يسجن يعتقل يعاقب يقتل بحسب الظاهر لم يصنع شيئاً واستطاع أن يستقطب قلوب الناس اليه ، إذن معاوية الى هذا المقدار الذي مشى فيه رأى أنه خاسر لم يستطع أن يحقق ما أراد وخصوصاً أن في ذهنه أن يولي ابنه يزيد ولاية العهد ليكون خليفة المسلمين بعده ،
لكي يولي ابنه ولاية العهد لابد أن يتخلص من المنافسين خصوصاً أن في ضمن بنود الصلح والمهادنة أن الحكم يكون لمعاوية فإذا مات معاوية يكون الحكم للامام الحسن بن علي فإن مات الحسن في هذه الأثناء يكون الحكم لأخيه الحسين ، يعني لا توصل النوبة أبداً ليزيد ،
معاوية لم يجد إلا أن يفكر في اغتيال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من جهة أنه في هذا السباق لم ينتصر ومن جهة اخرى أنه مع وجود الامام الحسن لا يمكن أن يرشح مثل يزيد بن معاوية لولاية العهد والحسن بن علي على قيد الحياة ففكر في اغتيال الامام  سلام الله عليه ،
كيف يصير لهذا الامر ؟؟
الامام الحسن المجتبى تزوج عدة نساء ، واحدة منهن جعدة بنت الأشعث نحن لا نملك تاريخاً مفصلاً عنها لكي نعرف سابقياتها لكن يعتقد أن هذه المرأة هي ككثير من النساء اللاتي لا يمكن أن يصمدن لهذا الإغراء العظيم ، عندنا رجال أسوأ من جعدة تعطيه راتب خمسة الاف في الشهر يبيع اخوانه المؤمنين
رأينا أناس في العراق عشان مائة دولار يقتل الناس ويفجر مسجد كامل ، مائة دولار يعني ٣٧٥ ريال يفجر مكان اجتماع ناس ابرياء ، وبعضهم أحمق لدرجة يفجر نفسه معهم ،
فهناك ناس لا يصمدون امام الاغراء المالي ،
اذا كان رجل يفترض فيه الحكمة مع ذلك لا يصمد ،
كثير من الذين خرجوا ضد الحسين لأن عبيد الله بن زياد قال وقد زاد يزيد بن معاوية في عطائكم مائة درهم ، يطلع عشان يقتل الامام الحسين عليه السلام :
وذلك الأحمق يقول :
املأ ركابي فضة أو ذهبا
إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أماً وأبا

مرات العرض: 3727
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2562) حجم الملف: 58955.92 KB
تشغيل:

الرحمة النبوية وقسوة البشر
فاطمة : الزهراء العالمة والمباركة الحانية