الإمام الخوئي زعيم الحوزة العلمية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 26/9/1434 هـ
تعريف:

الإمامْ الخُوئي زعيمْ الحَوزة العلميّة

 

كتابة الأخت الفاضلة سلمى آل حمودْ

 

رُوي عنْ سيّدنا ومَولانا الإمامْ أميرْ المُؤمنينْ عليّه السّلام: (يَا كُمَيْل بْن زِيادٍ، هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ).

 يتناول حديثُنا أحدْ أعلامْ الطائفة وهُو سيّدُها وزَعيم الحَوّزة العلميّة آية الله العُظمى آية الله السيّد أبي القاسمْ المُوسوي الخُوئي رَحمة الله عليّه والمُتوفى سنة 1413 هـ عن عمر يصلْ إلى 96 عاماً.

 المَذاهبْ المُتعددة ومحَاولة إقصَاء المَذهبْ الشيعي.

 نبتدأْ حَديثُنا بمُقدمة لمَعْرفة دَور هذا العَالم الجَليل والبحرْ الخضمْ بسُؤال: ما هو سرْ قوّة التشيّع وبقائه على الرُّغم منْ توجه التحديات إليه منْ تصفيَة وإقصاء ومُعاداة منْ قبلْ الحَاكمين طيلة سَنوات التاريخْ الإسلاميْ، فماهي أسرارْ قوّة هذا المَذهب ولمَاذا بقي؟

  نجدْ على سبيل المثالْ أنّ هناك  قسماً من مذاهب المُسلمين كانتْ في صَدارة صَفحة التاريخْ وكان الحُكام يدعمُونها ويقوونَها ولا يَعترفون بشرعيّة غيرُها إذ أنّه في ذلك الوقت كان مَذهب أهلُ البيتْ عليّهم السلام منفياً ومَطروداً وعلى الحاشية.

 وعندما سيطرَ الأتراك العُثمانيونْ على أجزاء واسعَة من عَالمنا الإسلامي، أشاعوا المَذهب الحَنفي وكرسُوه كمذهبْ في القضَاء والأحْوال الشخصيّة في مُعاملات الدولة بحيثْ أنّه لا يَجري هُناك جانبٌ رَسمي إلا وطبق المَذهب الحَنفي. الأوقاف أيضاً ينبغي أن تجري عَلى هذه المُساعدات المَادية ضمنْ الأطرْ الدينية و ينبغي أن الأوقاف ينبغي أنْ تجريْ عَلى هذه المُساعدات المادية ضمن الأطر الدينية وينبغي أنْ تسريْ ضمنَ هذا المَسار فمن الطبيعي أنْ ينتعشْ هذا المَذهب ويتقدم، فبُنيتْ المَدارس وعيّنوا القضاة ونشروا الكتبْ إلى أصْبَحتْ تهفوا إليه أفئدة الطلاب

 فعلى سَيبل المثالْ: كانْ المَذهبْ الرّسمي الشائع في مصْر وأيام الأيوبيين والمماليك بالتحديدْ هو المذهب الشافعي.

 أمَا المَذهب الماَلكي فكان في زمَان الحُكم العَباسي تقريباً كان هو المَذهب الغالبْ ولو استثنينا فترة المَتوكل ومنْ بَعده لكان هُو المَذهب العَامْ والذي كانت نيّة الخُلفاء إجبار الناس عَلى المَذهب به ولا يَقتصرْ فقطْ على إشاعته ودعمه.

 وأمّا المَذهبْ الحَنبلي فقدْ كان في العُصور الحَديثة وهو المذهب الرّسمي المُعترف به فيْ كثير من البلاد العَربية الخليجية وكذلك في فترات التاريخ العربي القديمَة.

 أمّا مَذهب التشيع فقدْ كانْ مقصيْا ومنسيا بل في كثيرْ منْ الحَالات كانتْ توّجه له سهَام العداء والتعدي ومُحاولات الاستئصال والاجتثاث. ولو استثنينا فترَة منْ الزّمان آنذاك لكانتْ فترة الصفويَة إذْ لمْ تكنْ لم تكنْ هذه الفئة مؤيّدة منْ قبل عُلماء المَذهب فعلى العَكسْ من ذلك، فكان لهذه الفئة توّجه مُخالف للتشيعْ أيضاً. ونضيف إلى ذلك الاستثناء أيضاً فترة البُويهيين إذْ كانوا لا يتخذونْ مَذهب أهل البيتْ علّيهم السّلامْ مذهباً رسمياً بصورة علنيّة ولمْ يدعموه لكنّهمْ فسَحوا المَجال له كمَا فسَحوا المَجال لغيره.

 لقَدْ كانتْ المُحصّلة العَامة في التاريخْ لمَذهب أهل البيتْ عليهم السلامْ مُحصّلة عداء ومُواجهة ومُحاولة حَذف واستئصال. وقدْ كانتْ تعلم الجهَات الرّسميّة أنّها عملتْ هذا الأمر لما كانَ في مذهبْ أهل البيتْ عليهم السلامْ قدرة مُقاومة وتحدّي يُمكنْ أن يُنهي بقيّة المَذاهبْ كما انتهت مذاهب منْ السُّنة.

ونحنُ لا نتصورْ بأنّ المَذاهب للسنة آنذاك كانت مُقتصرة على المَذاهبْ الأربعة! بلْ كان هُناك عشراتْ من أئمة المَذاهب إذْ كَانوا يظنونْ أنفسَهم أعلمْ منْ أئمة المَذاهب الأربَعة من السُنة، كالمذهبْ الأوزاعي والمَذهب الطبري والمَذهب الثوّري لكنْ رُفعت اليّد السُّلطانية عن دَعمها فارتفعتْ حتى المَدارس الكلاميّة عنها.

 المعتزلة وهم أصْحابْ التّوَجه الآخر وإلى جَانبهمْ الأشاعرة إذ كانوا فيْ فترة من الفتراتْ يتميّزونْ ببروزْ واضحْ وكانْ لهمْ اعتماداً كبيراً على العَقل وهمْ يتميّزونْ بقُربْ أفكارهمْ العَقائدية العامة من التشيع لتحكيمهُم أدلة العقل. لكنْ لا وجودْ لهؤلاء المعتزلة في وقتنا وكما قال العَرب: (نافخ ضرمَة نار) على الرّغمْ منْ أنّها تُعتبر في وَقتْ من الأوقات موَازية للأشاعرة فيْ ذلك الزمانْ كمذهباً كلامياً عقلانياً.

 أسبابْ قوّة وبقاء المَذهب الشيعيْ.

لنبدأ هذا الجانبْ بالسؤالْ عن السّر الموجود في مذهبْ التشيع، وما الذي يجْعله غيُر مَدعوم كمَذهب بل كان مُحارب من جميعْ الجوانبْ ومع ذلكْ بقي وانتشر. أحدْ النقاط الرئيسيّة والتي تُعتبر نقطة قوة مُهمّة للتشيع وهي اعتماد هذا المَذهبْ على الجَانب العلمي والبُرّهاني فيْ عقائده وأحكامه، وفي الواقع تُعتبرْ هذه النقطة هي نُقطة التفاضلْ القصْوى أيّ أنّ الأعلمْ هو الأكثرْ إتباعا والأعلم هُو لأكبرْ تقديراً. يكونْ الأعلمْ في المقدمة دائماً بغضْ النظرْ عن كوّنه سيّداً أو غيرُ سيّد، عربي أو غيرُ عربي.

  وقدْ نلاحظْ في بَعض المَذاهب، أنّ الإنسانْ قد يتميّز لأنّه قرَشياً فيعتبرونْ أنّ هذه ميَّزة كونه عَربي إذْ يُضاف إلى هذه الميزة في نظرهمْ تكافئ النسب والذي تُطلق زيجَات على ضوئه. ففي بعض المذاهب يكون الأعجمي غيرُ مُكافئاً للعربيّة فنجدْ أنّه لوكان أحدَهمْ أعجمي وتزوّج بعربية فبإمكانه رفع قضيّة وفسخْ النكاح لأنهم غيرُ متكافئان فهذا أعجمي وتلك عربيّة على حدْ اعتبارهم.

 أمّا التشيّع فلديّه القيمَة الكُبرى والعُظمى إذ أنّ اعتماده على العلم، فلو كان الرّجُل أعجمياً أو باكستانياً أو تركياً ولكنّه أعلم المَوجودينْ فيقلده العرب ويتبعونَه ولو كانوا عرب قحاً كابرا عن كابر. فلمَاذا يحدث ذلك التقليدْ؟ لك لأن لديّه هذه الميّزة وهي وجودْ العلمْ لديّه وهذا الأمر جَعل شيعة أهل البيتْ عليهم السلامْ يَعتمدون على حَوزات العلمْ ومَدارسْ العلمْ باعتبارهَا مرتكزاً رئيسياً للمذهب إذْ أصبَح الانتماء للحوزة العلميّة قويْ وذلك لاعتماد المَذهب على العلم، فلا يُوجَد مالْاً منْ خلالهَا يُعتمد عليّه ولا يُوجد سُلطات سيَاسية تتبناه حتى من خلالها يُعتمد عليها.

 فكانْ يعتمدْ المذهبْ الشيعيْ عَلى وجُود بُرهان ودليلْ وقوة علميّة لذلك نجدْ أنّ للحوزة العلمية عمليّة كُبرى في مذهب أهل البيتْ عليهم السلامْ وموقعيه أكبر بكثيرْ منْ مَوقعيه المَدرسة الدينية في سائر ْالمذاهب الأخرى إذْ كان هُناك فرقاً ملحوظاً بين مَوقعها الديني بالقياس إلى مَوقع الحَوزة العلميّة في مذهبْ التشيع عند الشيعة فكان للحوزة العلميّة قداستها واحترامها وأغلبْ أتباعها كانوا أكثرْ نظراً لهذا الجانبْ الذي فيها.

 سيرَة الإمامْ السيّدْ الخوئي رَحمَه الله.

 في الواقعْ، لقدْ اطلعتْ على سيَر العُلماء واطلعت على الإمامْ السيّدْ الخوئي ولم أعْهَد أحداً منْ تاريخ التشيّع منْ عُلماء الطائفة قدْ حَصَل على هذا التوفيقْ بأنْ يَدرُس عَلى مُستوى البَحث الخارج مدة مَا يقُارب 70 سنة بالتمام والكمالْ وكذلك درستْ ولم أرَ ولعله يُوجدْ ولكنّي لم أعثر عَليها، ولكن على الرّغم منْ كثرة المُطالعة في هذا الجانبْ، فإني لم ارَ شخصيةً منْ علُماء الطَائفة قدْ درَس بَحث الخارجْ ورُبما هُناك من دَرَس تخصصي ولكنّه دَرَسه لمدة 70 سنة! فأنا لم ارَ أنتج منْ هذا المُدرس فقد بحثَ وأوضحَ الدرس إذْ أصبَح منه إنتاج كثيرٌ ومُبارك لذلك نحنُ نرى أنّ ما يُذكر في حَياته أنه دَرَس 7 دورات أصولية كاملة وشرع في 8 لكن حالته الصحيّة لم تسعفه بذلك.

على سَبيلْ المثال، نجدْ كتاب (كفاية الأصُول) للأخوند الخرسَاني وهذا الكتاب بحُدود 450 صفحة بحَسب بعضْ الطبعاتْ. فيقولْ صَاحب الكفاية في هذا المَوضوع ويوضحُه ويأتي بأدلته ثم يأتي بأدلة منْ يُوافْق الاخوند في ذلك ثمَّ يأتيْ بأدلة المُعارضين له، ويبدأ بعدَ ذلك بنقدْ هذه الأدلة وتبيانْ صحتها أيّ هل هي صَحيحة أمْ لا وهل هي سليمة أم لا؟ ثم يَختار رأي مُعين إما من الإثنين وإما أنْ يكون رأيٌ جديدْ، ثمّ يَستدل عليّه.

 الحضور على مُستوى مراهقة الاجتهاد فمنهُم منْ يَكون مُجتهدا فيكونْ هُناك مَجالٌ للأخذْ والرد هذا الكتاب هو مُحور الدراسات الأصولية وقليلٌ من العُلماء الذين درسوا هذا الكتابْ ثلاث دورات أصولية فلماذا ذلك؟ لأنّه عادةً إذا دَرَس العالمْ فإنّه يَبدأ في إنضاج مَبانيه وأفكاره الخاصّة إلى أنْ يتم الكتاب كاملاً، ثمّ يأتي إليه مَرّة ثانية فيدرسُه ويُرْكز هذه المباني ويثبتها وربما يُغير بعض هذه المباني، ثمّ يأتي المرّة الثالثة ويصبحْ أمراً إضافياً. لكنْ أنْ يأتيْ شخصاً يقوم بدراسة الكتاب 7 مرات من أوله إلى آخره فهذا ليس لنا عَهدٌ فيه إلا قليل في زمانْ عَهد الأخوند الخرسانيْ وهو صَاحب الكتاب نفسُه، فكانتْ دَوُراته الأصولية مُختصرة على مدى ثلاث سَنوات ثمّ يُتم الدّرسْ السيّد الخوئي إذْ أنّ بعضْ دوراته استغرقتْ 8 سنوات وبعضها 9 سنوات وكان بعض دوراته أقل ومع ذلك وخلال 70 سنة تقريباً فإنّ هذه الدورات السبع استغرقت اغلب حَياته. فكان يَدرُس هذا الكتاب ويعيده وينتج أفكاراً جَديدة، ولهَذا فقدْ كان لديّه ابتكارات كثيرة في مَجال علم الأصول.

 هُناك مَقالٌ باللغة الفارسية قدْ كتبَها المَرجعْ الدينيْ (الشيخ إسحاق الفياضْ) حَول ابتكاراتْ السيّد الخوئي في الفقه والأصول فكانتْ تلك الابتكارات جداً جَميلة ورائعة، ويتعرض فيها إلى أنّ الأفكار التي قدَمها السيّد الخوئي والتي كان مُبتكراً فيهَا مُجدداً كان مُخالفاً لمَن سَبقه وهي التي ثبتتْ مَا بَعدها وهذا يدلْ على مَدى قوّة ذكاءْ السيّد وقدرَته وإحاطته بناءً على تكرارْ تدريسه. فذلك كان مثالاً يدلْ على توفيقه منْ النّاحية العلميّة   ولأجل هذا سَعى أعداء الحَوزات العلميّة لتحطيمها واستئصالها بالذات البَعثيون فيْ العرَاق لمَّا جاء دورهُم من 70 ميلاديْ وبَعدها قاموا ببذلْ عملاً جَاداً وقوياً على تحطيم الحَوزة العلميّة بدعوى أنهم إيرانيون وأجانب! فقاموا باغتيال وقتل بعضْ القادة الدينيينْ والعُلماء الكبَار وأقْدَموا على إرعابْ وتهديد لهم مثل مرجعيّة السيّد الحَكيم وقتلْ أولاده فيْ ما بعدْ، وما إلى ذلك منْ أمثال هَذه المؤامراتْ التيْ تهدف الى اجتثاث الحَوزة العلميّة.

في الوقت ذاته عَرَف شيعة أهلُ البيتْ والعُلماء دَوُر وأهميّة الحَوزة العلميّة فهي بمثابة الحَبل السرّي للمذهب وبمَثابة المُغذي الدائمْ الذي يَحفظ حَياة المَذهبْ لأنها تزدهرْ بالعلمْ وتزخرْ بالعُلماء لهذا كان بَعضْ عُلماء الطائفة يجدْ نفسَه وقفاً للتعليمْ والتدريسْ وحفظ الحَوزة وعدمْ الانشغال بأيْ شيء ما عدَاهَا.

رسَالة الإمامْ الخوئيْ في حياته

رسَالة السيّدْ الإمامْ الخوئيْ في الحَياة هي أنْ يَحفظْ الحَوزة وأنْ يَعلّمْ عدداً من الموالينْ قدرْ مَا يَستطيعْ وأنْ يُركز على خط العمقْ العلميْ فيْ هذه الحَوزة العلميّة فتغمَده الله بواسع رحمته بإذنْ الله تعالى. كانْ يرَى منْ خلالْ قراءتنا لحَياته أنّ الحَوزة العلميّة هي أهم منْ سَائر المَشاريعْ الاجتماعية وأهمْ منْ سَائر المَشاريع السياسيّة لأنّ فيهَا بناءً للعُلماء ولا يقتصرْ ذلك لجيلْ دُون جيلْ ولا لمنطقة دُون مَنطقة بلْ هذا لكُل المَناطق ولكلْ الأجيال.

 لذلك سَعى لتكريسْ الحَوزة العلميّة فوَقفْ نفسَه وحَياته عليّها ولمْ يُفكرْ فيْ شيء آخر كتفكيرُه بالحَوزة العلميّة وتركيزَها وُجُودا وعُمقاً علميّاً، لذلك نلاحظْ أنّه وفقَ بذلكْ توفيقاً كَبيراً وفق العناية الإلهية بحَيث  كان السَيّد الخوئي كمَا يقولْ بعضُ تلامذته: أنه قام بتدريسْ (بحث الخارجْ) وعمره 25 سنة واسْتمَر في هذا الدّرْس دونْ توقفْ أو تعطيلْ أو ترَاخيْ إلى أنْ صَار عُمْره 93 سَنة ولكنّه بعدَ السنواتْ الثلاثة الأخيرة أصبَحَ مُتعباً و لا يستطيعْ الذهابْ إلى حَلقة الدّرس، فكانْ قرابَة 70 سنة متتالية وهُو عَلى كُرسيّه في (بحث الخارج) فكان يُدرّس ويُعلم وهذا ماقرأناه عن هذا المرجعْ الجليلْ.

يقولْ الشيخْ الفياضْ أنّه في كُل دَورة وجودْ مَا يُقارب 400 طَالبْ فبعضُها أقلْ وبعضَها أكثرْ لاسيمَا في الدّورات الأولى قدْ يَكون أقلْ منْ هذا ولكنْ بالمُعدل العَام هو يرى ذلك.  ولوْ فرَضنا هذا المقدارْ كمُعدل عامْ، وهذا بعيد فإننا نتحدثْ عن سَبعُ دَوْراتْ وفيْ كل دورة 400 طالب أيّ بما يُقاربْ 2400 طالبْ علم مُجتهد أو قريبْ الاجتهاد قد حَضرَ درْسه. و لو أزحنَا المُكرراتْ إذْ أنّ بعضْ طلابْ العلم يُعجبهم التكرارْ في حُضور الدورات ذاتها لأزحنا 800 وبنينا مُسبقاً على أنّ عَددْ 400 منْ البدَاية هُو عددٌ كثيرْ، وحتى إنْ بنينا عَلى  أنهم كانوا قرابة 1000 طالبْ مُجتهدْ أو قريباً للاجتهاد فهذا يُعتبر شيئاً كثيراً جداً ولذلك الذي يَدل على سعَة تلامذته أنّنا لا نجدْ شخصاً وصَاحب دَرجة اجتهادية خلال هذه الفترَة الزمنيّة إلا وقد حَضرَ النجفْ وهمْ غالباً لا يكونون إلا منْ تلامذة السيّد الخوئي إما بالفترة الطويلة أو القصيرة فعَلى مُستوى هذا الأمر كانْ على مستوى كبيرْ منْ التوفيق إذ كان قريباً منْ 70 سنة وهو على كرسيْ بحث الخارج والتخصصْ العاليْ في الأصُول والفقه أيضاً.

 فيْ الفقه ذكرُوا كتابْ (المَكاسبْ) وهُو فقهٌ في ْالمُعاملات للشيخ الأنصَاري رَحمة الله تعالى عليّه. ففي العَادة نجدْ أنّ كثيرٌ منْ العُلماَء لا يصلونْ إلى إكمال هذا الكتاب لأنه طويلٌ ومفصلْ وعميق جداً  إذْ يَمْضُون فيه حوالي 15 أو 20 سنة ولم يَصلوا إلى النّصف، لذلك ليسَ كل مُجتهدينا بَاحثوا (كتابْ المَكاسبْ) من أوله إلى آخره إذْ أنّ السيد الخوئي بَاحث فيْ مُستوى الخَارجْ والتخصُص العَالي لأنّ هَذا الكتابْ يُعدْ ضمنَ فقه المُعاملات فأنشأ دورتين أيّ بدأ من أوله إلى آخره ثم بدأ من أوله إلى آخره لمُستوى آخرْ وجَماعة أخرى بدَوُرة جَديدَة ولذلك نرَى اختلافاً في الدّورَة الأوُلى فقدْ يكونْ قدْ قالْ أمراً في الدّورَة الثانية قاله بشكلْ مُختصرْ لأنْ هَذه تختلفْ عنْ تلك بدَرَجة أو بأخْرَى فكَانْ عند هَذا التوفيقْ الكبيرْ فيْ التدريسْ.

 الفقه فقه العبَادَات وغيرُها أكثرْ أبوابْ الفقه فيْ العُرْوة الوُثقى بَحْثها السيّد الخوئيْ رَحْمة الله تعَالى عليّه لذلكْ فإن الكُتبْ التيْ نشرْهَا تلامذته بَعدَ سَمَاعَهم منْه وكتابتهُم لهَا وإمْضَاءُه لهُمْ قريبْ منْ 40 مُجلدْ في الفقه الاستدلاليْ فيْ دَرَجة البَحث الخارْج العَالي والتخصصيْ.

 فيْ هَذا المَجَالْ كانْ مُوفقاً توفيقاً يندرْ حُصُول مثلُه أنْ يَكونْ لهُ تلامذة وبَعضْ تلامذته الآن هُم مَراجعْ التقليدْ الذين تدورْ عليّهم رَحَى المَرّجعيّة.الآنْ أراءْ السيّد الخُوئي فيْ أي حَوزة علميّة منْ الحَوزات لا يُمكن أنْ يتمْ بَحْث الخارجْ بشكلْ مُستوعبْ إلا إذا تمّ التطرّق إلى آراء السيّد الخوئي رحمة الله عليه.

 أما بالمُوافقة أو المُخالفة يَعْني ليس رأياً يُمكنْ أنْ يُتجاهلْ عنه معَ أن كثيرْ منْ عُلمائنا كان لديّهم بُحوث وكتاباتْ وآراء لكنْ قد لا يَكُونْ الفقيه الذيْ يَبحثْ الخارجْ مُضطراً لأنْ يأتيْ لآرائهم لكنْ بالنسبَة لسيّد الخُوئي فيمَا نعلمْ خصُوصَاً فيْ هذه الفترَة وبَعدَ وَفاته يَندرْ أنْ لا يؤتى بآراء السيّد الخوئي فيْ بُحوثهم وكونْ آراءه مُتقدمة.

 إعادة الاعتبارْ إلى علم الرجالْ.

 رجَال الحَديث: هُو علم كان مُتعارفا عليّه في ما سَبق وبالخُصوصْ في القرْن السابع والثامن الهجْري ، و ألفتْ فيه كُتبٌ كبيرة ومَوسُوعات فيْ الفتراتْ الأخيرَة منذ حَوالي 300 سَنة في هذا الاتجاه. و ضعُف الاهتمام به فيما بعدْ، فلماذا يحتاج لبحث تخصُّصي بعد هذا الضُعف؟ لأنّه كانْ كثيراً منْ العُلماء يبنونْ على حُجيّة الخبَر المَوثوق وليس على حُجية خبرْ الثقة وذلك يَحتاج لبحْث خاص لتبيانْ معناه.

 فأعادَ السيّد الخوئي رحمَه الله الاهتمام بعلمْ الرّجال والحَديث وقال بأنّ طريقُنا الأساسي لمَعرفة صحَة الرُوايات هو رجَال السندْ فإذا لمْ نعرفْ رجال السّند إذاً لم نعْرفهم ولمْ نعرف وثاقتهمْ.

 لنفرض على سبيلْ المثالْ: أنّ الرُواية قدْ جاءتْ عن أبي بَصيرْ والمُتعارف عليّه أنّه هناكْ ستة منْ الرجَال يحملونْ هذا الاسم فواحدٌ منهُم يُعدْ ثقة والآخرْ ليس بثقة أو أنّ أحدُهم مَجهول والأخر مَعروفْ. أبو بَصيرْ هو الذي يَروي عنْ الإمَام يَحتاج له تمييزْ ويوجَدْ لدينا علم يُسمى علمْ تمييز المُشتركات وهذا أيضاً هو أحدْ البُحوث في علمْ الرجاَل. كذلك علم الدرَاية، فقد أعادَ السيّد الاهتمام بهَذا العلمْ وكانت أحدْ نتائجه  أنّه أشرَف عَلى عَدد من طلابه كلجنة وأنتجَ مُعجماً لرجَال الحَديث في 25 مجلداً مَطبُوعاً حتى غدا الآن وفي وقتنا الحَالي يُعدْ محَل اعتمادْ كبيرْ منْ قبل العُلماء فخدَمَ بذلك العلمْ خدمَةً كبرى.

 فوفق الله عزّ وجلْ هذا السيّد في أمرْ حفظ الحَوزة العلميّة في النجف الأشرَف طيلة مرجعيته العَامة. كما سَاهم في حفظها قبل مرجعيته العَامة وتكرّستْ هذه الحَوزة العلميّة على الرّغم من كل الظروفْ الصّعبة التي أحاطتها بل مُحاولات الاحاطة بها واجتثاثها كحَوزة كبرى بل هي الحوزة الكبرى في عاَلم التشيع وصَار هذا الخط العلمي العَميق الذي بدأها عُلمائنا الأقدمون له منْ يَرعاه ويتبناه ويَأخذه بعَارضة قويّة ويَحميه، و كان ذلك هو أحدْ جُهود السيد الخوئي رحمه الله.

 وفيْ تلك الفترة حَدثت أحداثٌ كَثيرة وكانَ منْ ضمْنها فتنة الشيوعيين إذ حَدثت فتنة البَعثين إذ كان هدَفهمْ مُعارَضة هَؤلاء وتهَجُّمهم على مرجعيّة الحكيم وحَدَث في ذلك الوقتْ أيضاً الثورة الإسَلامية ومَجيء الإمَام الخمَيني إلى النّجف كلهَا حَدثت في تلك الفترة وكانَ السّيد رحمة الله تعالى عليه يتفاعلْ بشكل لا يؤدي إلى إفسَاد مُخططه في التعليمْ والتدريس وبناء العُلماء والمُجتهدين وحفظ الحَوزة العلمية.

 وكان يَرى أنّ هَذه هي المُهمّة الكُبرى على الرُّغم من أنّ حالته الصحيّة لم تكن تساعدُه أبداً إذْ كان يُعاني من ثقل الحركة منذُ منتصف 70 وكان يَحتاجْ  لمَن يُعينه على الحَركة ومع ذلك ومع كبرْ سنّه والوَضع الصحيّ، إلا أنّه كان يَذهب إلى الدّرْس إلى أنْ وصَل عُمُره إلى 93 سَنة وكان مستمراً على ذلك فرَحمَة الله تعَالى عليّه الذي خدَم الحَوزة العلميّة فقهاً وأصُولاً وعلم رجالاً وعقائداً.

 البحوث العقائديّة للسيّدْ الخوئيْ رحمهُ الله تعالى.

لدى السيّدْ الخوئيْ رحمهُ الله تعالى بُحوث عَقائدية سَامقة، فكانَ لديّه مَشروع في حَياة الطبطبائي وهي أنْ يُكمل تفسيرْ القرآن وقيلْ أنّه بَعدَ أنْ رَأى كتابْ الميزان للسيّد الطبطبائي عدَلَ عنْ هذه الفكرَة باعتبارْ أنّهُ في هذا الكتابْ الغنى والكفاية وذلك بعد أنْ استخرج الجزء الأول واسمه البيانْ في تفسيرْ القرآن والذي خدَم الطائفة خدمَة جليلة وعظمية فرَحمَة الله تعالى عليه. ولكنْ السُلطة البعثية لمْ تحترمْ هذا الوُجود العلميْ الكبيرْ و الذي لْو كانْ في مكان آخر لكانَ في أعلى دَرَجات التكريمْ.

وكان أحدْ تلامذته العظامْ هو  الشهيدْ الصّدر رَحمَهُ الله وتلامذته المَراجع المُعاصرون الآن ويَفتخرُون بتلمَذتهم عليّه ويَرونْ أنّ ذلك منْ نعَم الله عليّهم أنّهم صَاروا في زمنْ وُفقوا  فيْ الدرَاسة على يدْ هذا السيّد الجليل.

 أحداث الإنتفاضة الشعبانيّة.

حدثتْ الانتفاضة الشعبانية سَنة 91 ميلادي وانهزمَ الجيشْ العرَاقي الصدامْ أمام قواتْ التحَاُلف والأمريكان مما  أعطى فُرصَة للانتفاضة. ثمّ أنّ هذا الجَيش بدأ بالتفكك والتلاشي، فأصبَحَ لدى الناس الثائرون والعراقيون تحديداً   فرْصة للثورة على النظامْ البَعثي والعرَاقي فصَارَت المدن والمناطق تُعلنْ بأنّها لا تريد حُكم البَعثيين.

 ثمّ أنّ الخبثاء الأمريكيين رأوا بأنّ سُقوط صدام ضمْن هذه الظرُوف يعني أنّ العرَاقْ سيُصبحْ مُستقلاً تحْت قيادَة أبناء هذا الشعبْ وبالتحديدْ تحتَ قيادَة أتباع أهلْ البيْت، وهم بالطبعْ لا يُريدون ذلك! فأعطوا صدام إشارات أنّ الَممنوع عليك هو تحْليق طائراتك الحَربيّة فقط، وأما سَائر الأمُور فليس لنا دخلٌ فيها معنى ذلك: ( أنْ لا تقصف قوَّاتنا ولا تعُود لسيرَتك في الكويتْ ولكن إنْ رَغبت في تصْفية الحسَاب مع الناس فأعمل على ذلك فهَؤلاء كالنمُور الجَريحة، ثمّ بدأت الأمُور الفظيعة في تخريبْ الأماكنْ المُقدسة وتهديم كرْبلاء وهذا ما حدث في البناء فكيف بالبشر؟! وهكذا هو الحَال في النجف الأشرف فقد فرَّ البعثيونْ راجعين و قواتْ الجَيش التابعة لنظام المُخابرَات العرَاقية وبزخم جديدْ.

هنا انفلَتَ النظامْ والأمن بشكل عامْ، فلمْ يستطيعْ الجَيش حَسْم المَعرَكة و لمْ يرغبْ الثوار بالتخلّي عنْ فعْلهم، فعمّتْ الفوضى التْي بسَببها سُرقت المُمتلكات العَامَة وتمّ الاعتداء على المُمتلكات الخاصّة، فالنظام يُخرّب تصّفية الحسَابات الشخصيّة وهذا بالإضافة إلى القتلْ المُتبادلْ الذي حَدَث وما إلى ذلك.

 هنا نجدْ أنّ السيّد الخُوئي وانطلاقاً منْ مَسلكه فيْ ولاية الفقيه المَحدُودة والتي على أثرها حَفظ النظامْ العَام والقيام بمَا لا يرْضى الشارع بتعطيله، فأصدَر عدَّة بيانات في ما يخُص تعيين لجنة إدارة الأوضاع لمَنع التعدّي على المُمتلكات العَامة والخاصّة للوقُوف أمَام الاستهتار والانهيار الاجتماعي و للقيام بانتشال ورَفع الجُثث إذْ أنّ بَعْض الجُثث كانتْ تبقى فيْ الطُرقات لعدَّة أيامْ فشكَّل هذه اللجنة  فبَدأت أعمَالها ولكنْ حَتى بهَذا المقدارْ لمْ يكنْ النظام راض عنْ السيّد الخوئي وتدَخله في الشأن العَام وكان يُريد اقتلاع الحَوزة في الأصلْ.

 مَظلوميّة السيّدْ الخوئي رَحمهُ الله تعَالى.

 بعدْ سَيطَرة المُقتحمينْ على النّجفْ الأشرَف، اقتحَمُوا بيتْ السيّد الخُوئي رَحمَه الله بصُورة مُهينة من كافة الجهَات إذ كان المقتحمينْ من الحَرَس الجمهُوري وقوات النظام كمَا يذكر بعض أحفاده، وتعَدّوا بصورة  شنيعة وأخذوا السيّد الخوئي بشكلٌ مُهين حيثُ كان شيخاً بعُمر 95 سنة آنذاك وكان زعيمْ المُسلمين وزعيمْ الطائفة ثمّ يأتون عناصر المُخابرة ويجبرونَه على الرُكوب في سيّارتهم العَسكرية التي لمْ تكن مُعدة لحَالته الصحيّة ومن أينْ؟ كانْ منْ النّجف إلى بَغداد أيّ ساعتانْ في الطريق ولمْ يرأفوا بحالته الصحيّة الحَرجة التيْ كانَ عليّها

 و بالفعْل ذهَبوا به إلى بَغداد وتعرَّض إلى الإيذاء والإذلالْ وَهذا شأنهُمْ إذْ أنّهمْ اذلوا من هُمْ أكبرُ منهم شأناً وهُم أئمتنا عليّهم السّلام فكل (إناءْ يَنضَح بمَا فيه) إذْ أنّ حَالة الانتقام وعدَمْ احترام العلمْ والإنسَان وهي حالةٌ مَوجودة ٌ لدينا في هذه الأيام.

وأُجبرَ  السيّدْ الخوئيْ على الظُهور معْ المَقبور صدام حسين فيْ مُقابلة وفي تلك الأثناء كان السيّد بين أمرينْ إما أنْ يتحدَث بكلام صَحيح وتكون بذلك النهَاية أو يتحَدّث بكلام يُعجبْ الظالمينْ فيُصبحْ نوعاً من تشويه ُصورة الزعامة والمَرجعية ولكنّه كانْ بينْ مَحذورين رَحمة الله عليّه.

 حتى أن بعَض أبناءه  و بعد ما انفصَل عنْ ابنه عند وصُوله بغدادْ لأكثرْ منْ يَوم ثمّ التقيا بعدَ ذلك فسأله ابنه هل أكلتْ أو شربت شيئاً  فقال له بأنّه شربَ عصيراً من البُرتقال، ولكنّ ابنه سأله بكيف تشرب ذلك؟ ألا تخَاف بأن يضعوا فيه سُماً فقال السيّد رَحمَه الله بأنّه لمْ يُذق شيئاً منذُ 48 سَاعة.

 وفسر البَعضْ بأنّه مَات بالسُّم رُجُوعا لهذه الحَادثة وبَعض القرائن، ولكنّ البَعضْ الآخر  يقول بأنّ هذا الأمْر لم يكن شيئاً استثنائيا ثُمّ  أرجعَ إلى بيته فيْ الكُوفة بعد ذلك ثمّ حَدَث بعْدها وبفترة قريبة وقليلة من الحَادثة وهي في صَلاة الظهرْ من أيام شهرُ صَفر إذ أنّه كبّر تكبيرَة الإحرام ثمّ إنّه لمْ يُكمل بَعدها فسَقط إلى الخلفْ وصَعَدت رُوحه إلى بَارئها رَاضية مَرضيّة بَمَا قدّمت وبمَا أخرَت رَحمَة الله تعالى عليّه رَحمَة الأبرارْ بمَا قدمّ وبمَا أخرْ فهَذا باق ما بقي الدّهر إذ أنّ العُلمَاء بَاقون ما بقي الدّهر وانطفأ ذكرُ ذاك الذي خزن الأموَال  والسّلاح وهو عدوّه المقبور.

 ونحنُ نجدْ الآن ذكرْ  السيّد الخوئي َرحمه الله فيْ كلْ مَحفل من مَحَافل العلمْ للطائفة ولابُد أنْ يُذكر علمُه وفضله وتناقش مبَانيه وكأنه حاضرٌ، فالعُلماء بَاقون مَا بقي الدّهر، فأعيانهم مَفقودة ولكنْ آثارهم في القلوبْ والعقولْ مَوجودة وهذا منْ مصَاديق أميرْ المُؤمنين عليّه السّلام.

 بعد ذلك، فإنّ  أهل السيّد الخوئي  رحمه الله قدْ أخبَرُوا النّاس بذلك وكان التشييع في اليوم التالي منْ جاَمعة النّجف الدينيّة السّاعة التاسعة صباحاً فانتشر الخبر، وإذا بمُدير أمنْ المُخابراتْ البَعثيّة في النّجف يأتي في الليل وفي وقتْ المغرب إلى بيتْ السيد الخوئي ويقول جاءتني أوامر منْ بَغداد تصرّ على دَفن السيّد الخوئي سَريعاً في الليل ولا يكونْ هناك تشييعْ فلابُد منْ دفنه مباشرة! فحَاولوا التفاوض مَعه لكي يتمْ التأجيل والوصيّة مع التجهيز إذْ لابد من القيام بها ولكنّه رَفض ذلك وأصرّ على الدفن ليلاً وصَار بينه وبين أبناء السيّد المَرحوم لغط بعدها  ثمّ توصلوا لدفنه السَّاعة الثانية فجراً وبالفعل تم نقله بسَيارات عسْكرية وعَدد من سياَرات تحملْ الرّكاب فيما يُقاربْ 33 شخص من قاموا بتشييعْ السيّد الخوئي رحمَه الله.

وهذا تعبيرْ عنْ المَظلومية التي تحدُث لمثل هَؤلاء العُلماء وعندَما يَكونوا في مَكان ومعَ مثل هذه النوّعيات منْ البشرْ وقد دُفن عندْ حَرم الإمامْ عليّه السّلام بالقرْب منْ مَسجد الخضرَاء.

 

مرات العرض: 3412
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2575) حجم الملف: 18902.39 KB
تشغيل:

الإمام الخميني (ونجعلهم الوارثين)
زين الدين: قديس يخاطب الشباب