الامام علي وحقوق الضعفاء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 21/9/1434 هـ
تعريف:

الإمام علي وحقوق  الضعفاء

 

تفريغ الفاضلة فاطمة الخويلدي

قال سيدنا ومولانا  أمير المؤمنين  علي إبن أبي طالب عليه السلام  ( الله الله  في الأيتام  لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم  الله الله في جيرانكم ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله  يوصينا بهم حتى ظننا إنه  سيورثهم  وعليكم بصلاح ذات البين  فإنها أفضل من عامة  الصلاة  والصيام ) صدق سيدنا ومولانا  أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه

  في آخر ساعات حياته صلوات الله عليه  كانت له وصية للحسنين  وجميع ولده ومن بلغهم هذا الكتاب والوصية   يلحظ الإنسان مقدار إهتمام  أمير المؤمنين عليه السلام  بإن ينظر المؤمن إلى الإسلام في جوانبه العبادية والإجتماعية نظرة صحيحة وكاملة  لذلك فكما أوصى بالصلا وقال ( الله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ) وقال أيضاً الله الله في القرآن  فإنه كتاب ربكم ) أيضاً أوصى بالأيتام   وأيضاً أوصى بالجيران وأصى أيضاً بصلاح ذات البين  والسعي نحو علاقة سليمة بين أبناء المجتمع أن يوصي الإمام عليه السلام بالجار واليتيم  والعلاقات الإجتماعية الصحيحة إلى جانيب التوصي بالقرآن الكريم   وهو دستور الأمة وبالصلاة وهي عمود الدين هذا يعني أن هذه المناحية الإجتماعية  لها أهمية خاصة وهي تكمل أضلاع المثلث  الإسلامي في عقيدة الإسلام في ديانة الأسلام  نحن نجد ثلاثة أضلاع ضلع العلاقات وضلع العقائد وضلع التشريعات  والأحكام العبادية وضلع الأخلاق والأمور الإجتماعية ويتصور قسم  من الناس  في سوء فهم   منهم  إن الدين يتبنى هذه الأمور  العبادية ولذلك يتم التركيز عليها دون سواها سأضرب لك مثالاً حتى يتبين لك كيف  أن كثيرٌ  من الناس يجعلون مقياس التدين  هو العبادة لو

 أن شخصاً في المجتمع   لم يكن يصلي ولم يكن يصوم فإن الناس بسهولة إنه غير متدين إذا سألوا الناس عنه  أنت تجيب  بفمٍ  ملئان هذا غير متدين لأنه لا يصلي   لأنه لا يصوم فهو غير متدين لكن لو فرضنا إن هذا الإنسان يصلي ويحضر الجماعة  ويكون في المآتم وربما يكون قد ذهب للحج  المستحب مرات  لكنه يظلم الناس يأخذ أموالهم يستغل غفلة كثير من الناس يضطهد  من تحت يده يظلم يأخذ الأموال فيأتي شخصٌ يسأل عن هذا الإنسان فلان كيف هو  هل هو متدينٌ قليل من الناس يقول لا غير متدين   لماذا لأنه يراه يذهب إلى الصلاة ويذهب للحج هذا  يعني إننا نعتبر من يقوم بالعبادات متديناً حتى  وإن كان ظالماً حتى وإن كان  سارقاً حتى

 وإن كان عابثا بحقوق غيره نعتبره متديناً  لأنه يصلي لأنه يصوم  لأنه يحج بل بعض الأحيان يكون هذا الإنسان  في هذه القضاية العبادية وأشباهها متشدداً جداُ ولكن في تلك القضاية  مفرطاً جداً ولكن ومع ذلك  لا يجد أن هناك تناقضاً  أو تضاداً  أو تخالفاً هو يرى نفسه متديناً  بل ربما  الآخرون أيضاً يرونه كذلك  ومن هنا أيها الأخوة أيتها الأخوات  تنشأ بيننا مشاكل كثيرة  في وسط من يوصفون بالمتدينين في من يرتادون المساجد في من يكونون من أهل الحجات المستحبة والزيارات   المستحبة مع

 إن المفروض هذه تنهى عن الفحشاء زيارتهم للإمام  الحسين  المفروض أن   تعلمه كيف يرفض الظلم لأن الحسين قتل مظلوماً   مجيئه للمسجد وصلاته الجماعة  ينبغي أن تعلمه محاربة السرقة لأن السرقة من المنكر  من الحرام المفروض هكذا ولكن على أثر الفصل بين الجانبين يحصل هذا  أنا أورد لك مثال من قصة واقعية وهي ترتبط بنحوٍ من الأنحاء بما نحن فيه  نسوقها حتى نشير إلى أن هذا الفصل بين ما يتصوره الإنسان  عبادياً وبين ما هو إجتماعيٌ وحقوق الناس  لا صحة له ولا ينبغي أن يكون  ولذلك فإن  أمير المؤمنين عليه السلام كما أوصى بالعبادات أوصى  أيضاً  بالقضاية الإجتماعية إتصلت إمرأة منذ عدة أشهر وقالت أنا عندي مسألة

  أو مشكلة أنظر ماذا ستسميها  وأنا أقولها لك حتى أنبؤك عما يحصل في المجتمع تقول أنا إمرأة قاربت على الأربعين من العمر ثمانية وثلاثين سنة سبعة وثلاثين سنة

   لم يأتني نصيب إنشغلت بتربية أخواتي الصغيرات ذهبن للخارج تخرجن تزوجن أنا كنت بمثابة  المعين لهن  والأم وتأخر بي الأمر إلى  مثل هذا العمر  بعد ذلك أنا أيضاً   أشتاق للولد أشتاق  للحياة الزوجية فتقدم أحد أهل البلد للزواج على إني الزوجة الثانية وأنا أعلم ماذا تعاني الزوجة  الثانية حينما تأتي لأنهم يتصورن إن هذه خاطفة الرجال وتعال إسمع ما يقال عنها  ربما لو ترتكب الفاحشة لكان أسهل لها  من الزواج برجلٍ متزوج   فتقول بالتالي قلت أنا أيضاً  أخذ نصيبي في هذه الحياة المرأة تحب  أن تكون أماً   فتقول تقدم هذا الرجل سألنا عنه قالوا متدين محافظ على الصلاة إنسان تمام قلنا الحمد لله هذا رزق الله ساقه إنتهت الإجرائات   جائت  مرحلة العقد فقال لي أنا الآن ليس  معي سيولة  نقدية  ليس معي ولكن أنا انتظر أن أحصل من العمل الذي أعمل به  مالٌ جيداً  الآن أنتي سجلي بالإستلام  أنك إستلمتي  المهر أخواني عارضوا هذه القضية  ولكن أنا قلت

لا  هذا نصيبي حتى لو لم يعطني بعدين  وربحت زوج وحياة زوجية أنا أقبل هذا وغير معترضة    إنتهى هذا الموضوع عقدنا  بعدها بفترة كان مقرر أن نتزوج  في تاريخ  فقال لي  دعينا نقدمه قلت له هذا جيد فقال لي ولكن لا حاجة للحفلة  ليس لها داعي وبالتالي أنت زوجة ثانية  فقلت له أنت بالنسبة لك زوجة  ثانية ولكن بالنسبة لي فهذه فرحتي  لماذا أحرم منها فضغط علي إلى أن ألغيت  هذا الجانب أيضاً لما تزوجنا بعد ذلك تقول رأيت الرجل جداً عنده  تدقيق في المسائل بين قوسين الدينية  فأول شيئ سألني من تقلدين  قلت له فلان فقال لي لازم تغيري تقليدك أنا أقلد فلان  لازم تغيري تقليدك لمرجعي لأن مرجعك لا يصح تقليده ولازم تغيري تقليدك لمرجعي الذي يصح تقليده  وإلا تذهبين  للنار لأن وضوئك  غير صحيح فصلاتك غير صحيحة  إذن تذهبين للنار عندنا روايات تقول ( من تزوج إمرأةً وفي نيته أن لا يعطي المرأة مهرها هو عند الله زانٍ  إذا عنده نية لا يدفع المهر هذا عند الله زناً )هذا ليس فيه مشكلة لا يذهب به إلى  النار ولكن هي تقلد مرجع آخر غير مرجعه على طول تذهب إلى النار  تقول يا ويلي ويا سواد ليلي إذا النقاب ينفتح قليلاً لازم تضيقين النقاب فقط العين تخرج  ملي متر  تحت الجفن غير مسموح

 أن  يخرج  قلت له ولكن   أنا مرجعي يجوز حتى كشف الوجه  قال  لا هذا دين وهذا حرام ولا يجوز وإلى آخره قلت أنا  أمشي  هذا من أجل    أن تستمر الحياة   بعدها بمدة قال لي الآن  أنا نفس المشكلة ليس معي سيولة  فما أستطيع أن أتأجر شقة وأنت  الحمد لله مدرسة الآن  إستأجري شقة  إلى أن الله يفتحها علينا قلت له أنا للتو متوظفة قال  أنا سمعت الوالد الله يرحمه لما توفي كان عنده ميراث جيد خذي من ذاك وإستأجري سقة  إستأجرت الشقة بنفس العلة ليس معي سيولة  أثثي الشقة الثلاجة والغسالة والتلفزيون  إلى آخره وأنا كل هذا  مخفيته عن أهلي وعن أخواني بس اقول  عسى ولعلى يكون صادق ويخرج من  الأزمة المالية ويرتب الوضع بعدها بمدة تقول حتى ربطة الخبز  بريال واحد  ما كان يأتي للبيت أنا لازم أشتري وبعدها بمدة طلب مني أن أقترض له قرض  لأن أنتي موظفة حكومية  وتسجليه عليك وأنا إن شاء الله أسدده  هنا قلت  إلى هنا وكفى بعد لا استطيع أن اتحمل أكثر من ذلك   إلى هذا المقدار  أنا لا أستطيع   الآن أنا صرفت  أكثر من مئة وعشرين ألف ريال  خلال ثمانية أشهر بدل أن أحصل مهر أنا دفعت المهر بدل  ما أحصل شقة أنا دفعت الشقة أثاث أنا دفعت الأثاث حتى ربطة الخبز  أنا أجيبها من نقودي  إلى البيت وأنت لا تأتي بشيئ  الآن تريد مني أن  أخذ قرضاً على ظهري   قلت له لا استطيع ذلك فقال إذن  أطلقك قلت له أهلاً وسهلاً حياة هكذا لا تنفع  فقال هل تتصورين إني اطلقك هكذا لازم تدفعي  فلوس وإلا أجعلك معلقة

 لا أنتي زوجة وتأخذين حقوقك ولا أنتي مطلقة  وتذهبين في حال سبيلك    تبقين معلقة  تقول أنا الآن صار لي عدة أشهر وأنا بهذه الوضعية  بعدها تقول أنا صحيح  كنت ساذجة ولكن  هذا إنسان يقولون عنه   متدين يخاف الله  يصلي يذهب للمأتم تقول  لا  وعنده حماس شديد  لازم تغيري تقليدك لأن التقليد مهم  تذهبين إلى  نار  جهنم  لكن الذي يأخذ مئة وعشرين ألف ريال  هذا لا يذهب إلى نار جهنم أبداً هذا يذهب إلى الجنة هذا الذي يخدع الناس لا يذهب إلى نار جهنم من الذي يذهب إلى نار جهنم ذاك الذي اذا لم يعمل المستحبات  أذا طلعت المرأة ملي متر من عينها تذهب لنار جهنم أما هو يكذب  يأخذ أموالها يلعب  عليها عند الله هو زانٍ  لأنه لا يريد أن يدفع مهرها هذا لا يذهب إلى نار جهنم  هذا نتيجة ماذا ؟

نتيجة إنه  نحن نأتي ونفكك بين الموضوع  العبادي وبين سائر الأحكام  الأخرى إذا رأيت إنساناً  يظلم من تحت يده بسهولة ينطبق عليه إنه غير متدين  كما ينطبق على ذلك الذي لا يصلي الصلاة  ولا يلتزم بما أتى به القرآن هذا حكم شرعي وذاك حكم شرعي هذا أتى  به رسول الله وذاك أتى به رسول الله  بل هذا أكثر لأن يوجد قاعدة عند العلماء شائعة  وهي أن حقوق الله تعالى  على العباد مبنية على المسامحة ولكن حقوق العباد على العباد  مبنية على المسائلة  والمشاححة  مطالبة بشح وبدقة وبتتبع  حقوق الله صلاة الصلاة عند الله هو يستطيع أن يغفر  أو يتجاوز شفاعة النبي أيضاً يمكن أن تشمل أي شيئ من الأشياء  نحن في وقت من الأوقات تحدثنا عن مسائل العفو الألهي  كثيرة جداً لكن هذه في دائرة حجك صومك صلاتك  لكن لما تكون في دائرة العباد لا تمشي هذه إلا أن يرضى صاحب الحق لماذا؟

 لأن الله سبحانه وتعالى في الحديث عندنا ( آل الله على نفسه يعني حلف وأقسم آل الله على نفسه أن لا يجوز عبدٌ بمظلمة  عبدٍ  آخر إلا أن يرضى ذلك المظلوم  لا يمكن أن يمشي ويجوز الصلاة مع أهميتها  ليس معنى هذا أن يقول شخص إذا كان كذلك إذن لا نصلي والله يغفر لنا لا الصلاة عمود الدين ولكن   آخر أمرها القرار في يد الله عزوجل لكن حقوق الناس آخر أمرها في يد صاحب  الحق في الشخص نفسه في المظلوم الذي ظلم أو أخذ ماله أو أعتدي عليه وأخذ حقه

 ذاك الصوب   وهذا ما يوجهنا إليه أمير المؤمنين عليه السلام (الله الله في الأيتام  هؤلاء فئات ضعيفة إجتماعية الله الله في جيرانكم) في احاديث أخرى عن نبي الله محمد صلى الله عليه وآله كما  جاء في بعض الكتب( إني أحرج عليكم حق الضعيفين  اليتيم  والمرأة ) أمره حرج أمره صعب لا تتصور الامر سهل لا

   ولا تصوره على أن الأمر سهل  عندي يتيم أنا  أستثمره أو أظلمه أو أخذ ماله ( إنما يأكلون في بطونهم ناراً ) عندي إمرأة زوجة مثل هذه الحالة  التي نقلناها قبل قليل  وأنا أضطهدها أو أظلمها وكذا  لا يمكن أن الله سبحانه وتعالى  يتغاظى إلا أن يتغاظى صاحب الحق  أمير المؤمزين عليه السلام  يبين لنا في كثيرٍ من مواضع سيرته  إهتمامه بهذه  الفئات الإجتماعية  كلاماً ووصرة وسيرة عمليةً أيضاً تعرفون لعلكم القصة المشهورة عنه عندما خرج ذات يوم

من المسجد فرأى إمرأة على قارعة الطريق تبكي  أتى لها أمة الله مما تبكين عادة الناس اذا الإنسان يرى إمرأة تبكي ترى مواقف الناس مختلفة هؤلاء المنحرفين  يقولون هذا شيى طيب دعنا نخدعها نلعب عليها ونمشي  معها ولذلك عندنا مشاكل هنا في البلد  نسب هروب الفتيات نسب عالية  يحصلوا لهم مثل هؤلاء الشباب المنحرفين  ويستغلون نقطة الضعف  أو مثل هذه الحالة يقول واحد أنا مالي وهذه    الشغلة اعور رأسي أصد وأمشي   امير  المؤمنين عليه السلام  أتى إليها  أمة الله لماذا تبكين قالت زوجي طردني وأقسم  أن يضربني إن عدت للمنزل قال سبحان الله لما؟قالت  زوجي أمرني بشراء  تمر بدرهمين  أتيت إلى التمار أخذت منه التمر زوجي رآه فقال لي هذا لا يصلح رديه  له  لا نريده هذا رجعت إلى  التمار قال لا أرده  مثل ما نحن الآن في بعض الأشياء يكتب  على  البضاعة لا  ترد

 ولا تبدل وكأنها آية منزلة   مع إنه عندنا  الثابت أولاً  فسخ المعاملة من الناحية الفقهية   له موارد كثيرة تفسخ المعاملة الآن ليس محل فسخها لو فرضنا إن المورد ليس من موارد الفسخ   لا معاملة تامة  ليس فيها عيوب   تفرق المتبايعان  لزم البيع مع ذلك يستحب للمتبايعين  لو إستقال احدهما  البيعة يستحب للآخر أن يقيله يعني واحد خلص البيعة  أخذ المال  المعاملة قانونية ليس فيها عيب    هي تامة  بعدين هذا الذي إشترى لما رجع تذكر مثلاً إن عنده إلتزام مالي هو لم يكن ملتفت له غداً  مطلوب بمبلغ أو حصل عنده حادث  إبنه يحتاج إلى مستشفى أو إلى أموال  أتى وقال خذ سلعتك حتى  ولو بنزول قليل من المال ورجع لي المبلغ الذي أعطيتك إياه هنا يستحب للبائع وإن كان  من الناحية الفقهية البيع  تاماً ولازماً يستحب للبائع أن يلاحظ حال  أخيه المؤمن وأن يردها له وأن  لا يقتطع  منه شيئ هذا هو المستحب لاسيما إذا كانت السلعة لم تستخدم  ولم  تعمل ولم يتلف منها شيئ  فهذا مستحب قسم من الناس في السوق هذا ليس عندهم  أنت أخذت تورطت بعد

 لا تبديل ولا إسترداد ولا غير ذلك قالت   فلما رفض البائع أن يرجع التمر رجعت للمنزل  وأخبرت زوجي  وزوجي قال لي   لا تدخيلن البيت حتى ترجعي التمر  فماذا أفعل أنا الآن فقال لها عليٌ  هلمي بنا نذهب إلى المنزل  ذهب معاها إلى بيت زوجها خرج شاب مرهق يعني لابس ملابس شبابية  فقال له أمير الظؤمنين يا عبدالله زوجتك

 في الطريق وهذا غير مناسب  فقال له  وما شأنك أنت لماذا تتدخل بيننا لا نريد أحداً  أن يتدخل بيننا هذه الكلمة  الباطلة الفاسدة التي  لا معنى لها في المشاكل الزوجية  الزوج غالباً يأتي  ويضطهد زوجته لما ترفع أمرها إلى أهلها  يقول لا نريد أحداً بأن يتدخل بيننا  لا تدخلي أحد  طيب أنت حل المشكلة بالحسنى ولا أحد يتدخل رأيتم أنتم الآن  في الشوارع أحد يمشي ويقول من لديه مشكلة  نحن حاضرين نحلها أو بيوت قائمة على اساس الوئام والمحبة والعشرة الطيبة يوجد أحد يطلع اسراره هنا وهناك لا يوجد أحد لكن هذا لما يكون عاجز عن حل المشكلة  أو يريد أن يحلها بشكل ظالم في  هالمدة سمعت   واحد  زوجته اتصلت وهو ايضاً إتصل زوجته تقول يقول لي  بالصراحة  أنت خشمك مرتفع  لازم أكسره أنا هي متربية بشكل معين  مستواها  العلمي متجاوز  مستوى زوجها فهي تثق بنفسها  إلى مقدار معين     بالتالي لازم أكسر خشمك بالطيب  لو بالغصب  طيب هذا إذا إنسان لا يستطيع  أن يحل مشكلته لازم يستشير  غيره  القرآن يقول إلى هذا الحد  ( فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها  إن يريد إصلاحاً يوفق الله بينهما )

فقال للإمام وما شأنك أنت ولما تتدخل بيننا والله لأحرقنها  لتدخلك بيننا  هنا بعد  علي إبن ابي طالب  عليه السلام لم يتحمل( قال له ويحك آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر  وتقول لي تحرقها  لتدخلي بينكما  لإن لم تدخلها ضربتك بسيفي هذا  الذي ما ضربت به أحد إلا ودخل النار وأنا أبو  الحسن علي إبن أبي طالب )  لما سمع هكذا إرتعد بعد   هو هكذا ( أسدٌ علي وفي الحروب نعامة) على هذه المسكينة يحرقها لما  صار أمام علي إبن ابي طالب وقع على رجلي الإمام يقبلهما أعف عني يا أمير المؤمنين أرض عني والله لأكونن أرضاً تطأني قال له لا آمرك بهذ  فقط أصلح  أمرك بهذ المقدار إما تحرقها  أو تكون أرضاً  تطئك   فقال لها يا هذه أرضي زوجك هو يتبين إنه عصبي المزاج  لاحظي أمره لاحظي جهته تعاملي معه على هذا الاساس لا تستثيريه في أمرٍ من الأمور فأصلح بينهما

 أمير المؤمنين سلام الله عليه لا ريب إن مثل هذا كان من الصلين كان من  المؤمنين لكن يجد عادي إنه يرمي زوجته بالشارع ويضطهدها يظلمها  أمير المؤمنين عليه السلام يجد إن هذه نقطة ضعف غير صحيحة فيوصي أمير المؤمنين بهذه الوصية   الإمام صلوات الله  وسلامه عليه يلاحظ هذه الجهات مثال آخر في مجتمعنا  ما يرتبط  بالعلاقة مع من هم تحت أيدينا من الخدم من العاملين من الموظفين خذوا نموذج  قنبر   ونموذج فضة كلاهما كان خادماً في بيت الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام    ولكن نظراً لانهما رأيا في مخدومهما  ومخدومتهما  الزهراء سلام الله عليهما   أعلى درجات المناقب هما أيضاً تأثرا  بهذه الروحية 

 نحن في كثير من الأحيان ولا أريد أن أبرئ أن  قسم من العمال أو قسم من  الموظفين أو قسم من الخدم لا يحسنون الصنع ولكن في كثيرٍ من الأحيان نحن نلاحظ  ضمن دائرتنا أن رب هذا العمل أو المسؤل عن هذا الخادم  أو المسؤلة عن هذه العاملة أريد منه عمل  أربعة وعشرين ساعة في اليوم سبعة أيام  في الأسبوع من دون توقف  في أي وقت  أجلس أريد شغلي جاهز ليل ليس له راحة نهار  ليس له إستراحة   ليس له عطة  وإذا أتى آخر الشهر تنظر التسويف في الراتب  الإنقاص في الراتب على  أدنى شيئ عقوبة  بحجم من الأجر وكأنه هذا الشيئ  يكون مصداقاً لقوله عزوجل ( ويلٌ للمطففين اللذي إذا إكتالوا  على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) إذا يريد  شغل من الطرف الآخر تراه يستوعبه أكثر  مما يمكن وإذا أراد أن يعطيه أجره تراه أقل مما يمكن  وبالضغط أيضاً وغير ذلك ومن الشائع في بعض الأماكن أنا أجيب لي عامل أو عاملة  وأشغله  أخليه عملية إستثمار  وأشغله في كل مكان وآخر الشهر خمسة  آلاف  ريال هذا من الناحية الشرعية غير جائز  هذا من الناحية الشرعية  فقهاً غير جائزاً ولا  يحل أخذ الأجر هذا من قبل رب العمل  ولكن هذا يحصل  هو إنسان مؤمن متدين من صلاة الجماعة إلى غير ذلك   ولكن لا يعتبر هذا إستثاء  طيب هذا الذي أوجب الإفطار في السفر نفسه هو الذي لا يجوز لك أن تحول هذا العامل  إلى مشروع إستثماري  نفس الحكم لماذا هناك تدقق فيه وتسأل وتدقق  الساعة الثانية عشر إلا ربع  وصلت إلى البيت وهناك أبداً تنام هادئ البال قرير العين  من دون أن يطرف فيك شيئ هذا حكم وهذا حكم نحن نحتاج أن نلاحظ  الدين في كل جهاته كما كان علياً صلوات الله وسلامه عليه ولا سيما بالنسبة  للضعفاء بالنسبة   للفئات الإجتماعية  اللفئات بين  أيدينا  زوجتي من هذا النوع لازم ألاحظ هذا العامل

 أو العاملة من هذا النوع  لازم الاحظ اليتيم والفقير من هذا النوع لازم ألاحظ هذا   حتى نقتفي  أثر علياً ونقتدي بعليٍ سلام الله عليه  قصته المعروفة التي ينقلها  قمبر عندما كان يعث في الليل يدور وإذا به يسمع صوت أطفالاً يبكون  في بيتٍ من البيوت طرق الباب خرجت إمرأة  أمة الله لماذا الأطفال يبكون ؟ فقالت يبكون من الجوع يا عبدالله جوعاً  فترقرقت  دموع عليٌ عليه السلام  في عينيه جوع يبكي أطفال  في دولة علي إبن أبي طالب  أين أبوهم قالت  قتل مع علي إبن أبي طالب فبكى الإمام عليه السلام   أليس هو القائل  (  ما إن تألمت أو تأوهت في شيئٍ  على أحدٍ  كما تأوهت  للأيتام في الصغر  قد كان والدهم من كان يكفلهم في النائبات وفي الأسفار والحضر )

 يقول  قنبر فعاد الإمام  من فوره إلى بيت المال أخذ كيس سمنٍ وكيس دقيقٍ  وما يشبه ذلك مما يحتاجه البيت  ووضعه على كتفيه قلت له يا إمير المؤمنين

  أنا أحمله عنك أو أعطني واحداً أحمله عنك ثقيل فقال لي  لا ياقنبر أنا أحق بالحمل منك صاحب العيال أحق  بالحمل  من غيره وهؤلاء عيالي أطفالي وأنا الذي يجب  أن أحمل لهم يقول أتى إلى بيت المرأة طرق الباب  من جديد فتحت الباب  وقال أمة الله تخبزين أنت وأنا أسكت الأطفال  أو تسكتين الأطفال وأنا أخبز  قالت أنا أعرف بولدي يعني أنا أسكتهم فأنت إذا شئت أن تخبز فأخبز وأنا  أسكتهم فأمير المؤمنين عجن  العجينة ثم بعد ذلك أوضعه في التنور  وأنضجه ثم بعد ذلك أتى بالخبز  ليلقمه الأطفال الأيتام  بيده  واحداً بعد واحد هذه   الليلة هؤلا  الأيتام ماذا ينتظرون  بعد ذلك  أمير المؤمنين تصابى لهم   يعني جلس على الأرض يدع هذا يصعد على كتفه و ذاك على ظهره إلى غير ذلك  إلى  أن ضحكوا كثيراً خرج الإمام فقال له قنبر سيدي رأيتك تطعم الأطفال الخبز وهذه عادتك ورأيتك  تلعقهم العسل وهذا دأبك ولكن رأيت منك شيئاُ  غريباً هذه الليلة  إنك تصابيت لهم وجلست على الأرض حتى صعدوا على ظهرك وكتفيك هذا شيئٌ جديد  قال بلى  يا قنبر أتينا والأطفال جوعة  يبكون فاحببت إن أخرج وهم شبعة يضحكون   حتى يحسوا بأن هذه الحياة بها خيرةحتى  لا يحسوا بالألم والإكتئاب

مرات العرض: 3461
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2561) حجم الملف: 18609.91 KB
تشغيل:

موسى الصدر نهضة مجتمع
العلامة الطباطبائي بين الفلسفة والقرآن