موسى الصدر نهضة مجتمع
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 22/9/1434 هـ
تعريف:

الإمَامْ السيّد مُوسى الصّدر: نهْضة مُجتمعْ

 

 تدقييق الأخت الفاضلة سلمى آل حمود 

قالَ الله العَظيم فيْ مُحكمْ كتابه الكريمْ بسْم الله الرّحمَن الرّحيمْ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) صَدق الله العليْ العظيم وصَدق رسُولنا الكريم والأئمة المَيامينْ من آله وسلم تسليماً كثيرا.

 يَتناولْ حَديثنا فيْ هَذه المُحاضرَة أحدْ أهمْ الشخصيّات التيْ أثرَت فيْ مَسار المُوالينْ لأهلْ البَيْت صَلوات الله عليهّم تأثيراً كبيراً والتيْ غيرَت منْ خلال مَشروعَها النهْضويْ مُستقبلهم إلى حَد كبيرْ وكانتْ تلك الشخصيّة هيَ شخصيّة الإمامْ الشهيدْ السيّد مُوسى الصّدر رَحمَة الله عليّه، والمُتوفي شهيداً في تاريخْ غيرُ مَعلوم على وَجه الدقة إذْ أنّ تاريخْ اخفائه كان سنَة 1978م ولكنْ تاريخُ الشهَادة الدقيقْ لمْ يُعرفْ حَتى الآنْ .

شخصيّة الإمامْ السيّدْ مُوسى الصّدر.

   لنبدأ بالحَديثْ عن شخصيته إلى أنْ نصلْ إلى القسمْ الأكبرْ منْ الحَديث عنْ مَشرُوعه المُهمْ. جاءْ السيّد مُوسَى ابنْ السيّد صدر الدينْ الصّدر منْ أسرَة لبنَانيه جَنوبيّه عامليّه و لكنهُ ولدَ في إيرانْ فيْ مَدينة قمْ وذلك لأنّ والده السيّد صَدر الدينْ الصدرْ. كانَ مُقيماً في قمْ وكانْ يُعد أحد أرْكان الحَوزة العلميّة قبل أنْ تنعقدْ الزعَامة فنشأ فيْ تلك المَدينة ودَرسَ فيهَا العلمْ فيْ خطينْ مُتوازيين وهما خطْ التعلّم الحَديث الرّسميْ وخطْ التعليمْ الحَوْزوي، لذلكْ فإنه بعدَ إنهَائه الثانويّة فيْ المَدارس الرسميّة ألتحقَ بجَامعَة طهرانْ في كليّته الحُقوق وتخصصْ في فرعْ الاقتصادْ ونالَ الإجَازة فيه وكانَ كمَا يُقال (العمامة الأولى التي تجلسْ على مَقاعدْ  الدراسَة في الجَامعة بهَذا الزيْ وهذه الكيفيّة. وعَلى المُستوى الآخر بالنسبة للدرَاسة الحَوزوية فإنّه دَرسَ عند السيّد البرُوجردي وسَافر إلى النجف لعدَة سنواتْ، فدَرَس فيهَا على يدْ السيّد مُحسن الحَكيم والسيّد أبو القاسمْ الخوئي رَحمَه الله ثمّ عادَ إلى قمْ وقامَ بدَورْ تثقيفْ توُعَوي مُهم ضمْن توُجيهَات المرْجعيّة السيّد البروجردي عندمَا أسسَ المُجلة الدينيّة الشائعَة والذائعَة الصيتْ باللغة الفارسيّة التي كان اسمُها (مكتبْ إسلام) يعنيْ المدرَسة الإسلامية .

 بعدَ فترة من الزمنْ و في سَنة 1955م، إذْ أننا سنستخدمْ في خصوصْ السيّد مُوسى رَحمه الله  التاريخ الميلاديْ وذلك لارتباط عددْ منْ الأحداث بهَذا التاريخْ وغيرُها من القضايا في 1955 م. ذهبَ السيّدْ إلى لبنانْ إلى جَبل عاملْ لزيارَه مَنطقة آباءه وأعمامه في الجَنوب وكان الزعيمْ الدينيْ حينهَا في المَنطقة في صُور الإمامْ عبدْ الحُسينْ السيّد شرَف الدين صَاحب (المُراجعات) وغيرُهم منْ الكتبْ النافعَة نظراً لمَا كانْ به السيّد مُوسى منْ مَعرفه مُعاصرَه جيّده بالمذاهبْ الاقتصادية و السياسيّة وثقافته العَامة الحَديثة فقدْ التفّ حله و شببَ المَنطقة لأنهم يرَونْ ع أنّه عَالم دينْ يَتكلمْ ضمنْ ما هُو سَائدْ منْ مُختلف النظرياتْ ويَتحدث مَعهم في شؤون سياسيهَ واقتصَاديه و اجتمَاعيّه فالتفوا حَوله السيّد شرَف الدينَ إذْ شجَع أيضاً الفئة الشابَة على أنْ تستفيدْ منْ بَقائه في لبنانْ. وكأن التدبير الإلهيْ كانَ يُعينْ له مُستقبله فما هيَ إلا حُدود السنتينْ والسيّد مُوسى رَجع بَعدها إلى قمْ  ثمّ توفي السيّد شرَف الدينْ بعدَ سَنتينْ فأهل (صُور) على أثر ما رأوه منْ السيّد مُوسى وخلطته مَعهم ومَعرفتهُم بمُستواه العلمي النافعْ، فطلبوا من السيّد البروجردي إذْ كانَ بمَثابة أستاذه بالإضافة إلى إنّه المَرْجع وطلبُوا منه أنْ يَبعث السيّد مُوسى الصّدر ليحلْ محَل شرَف الدينْ ويأخذ دَور العَالم الدينيْ هُناك إلى مَنطقة (صُور)فهُناك أستجَاب السيّد مُوسى رَحمَه الله وجاء إلى لبنانْ، وكانتْ العَادة أنّه عندما يأتي العالمْ إلى منطقه أو " بلده" أو مدينه، فإنّه يَحصُر اهتمامُه فيهَا إذْ يُصلي فيهَا ويتعرّف على أهلها ويتعامل مَعهم .

 قام السيّد مُوسى الصّدر رحمَه الله عندما جاء إلى هذه المَنطقة بنمَط مُختلف فقدْ كانْ يَحملْ على عاتقه همْ أتباع أهل البيتْ في كُل أرضْ منْ لبنان كطرابلسْ والبقاعْ شمالاً إلى الجَنوب صُور والنبطيّة ومرجعيونْ وغيرها مروراً بالوَسَط فيْ بيروتْ. ز كل هذه المناطقْ كانتْ تفكر كيفيّة نهضة المُوالونْ وأتباعْ أهل البيتْ عليهُم السلام لأنّ السيّد رأى أنّ الشيعَة في لبنانْ أكثريّة عدديّه أيّ بمَعني أنّهم أكثرْ منْ المُسلمينْ منْ ناحيه العَدد وهمْ أكثرْ منْ الطوائفْ الإسلاميّة الأخرَى من ناحيَه العددْ ولكنْ وَضعهُم التعليميْ كانَ غيرُ جيدْ ووضعُهم الاقتصاديْ كان سيئاً و حُقوقهم السياسيّة كانتْ مُؤجله وشبه مُلغاه، وكانتْ التنمية فيْ مناطقهُم  مَعدومَة و لا عناية منهُمْ بهَذه الفئة ومطالبهَا لا عَلى المُستوى البشريْ  ولا عَلى المُستوى الاقتصاديْ ولا يُوجدْ لديّهمْ  قوة اقتصاديّة فرَأى السيّد  كلْ هذه الصُور وهذا ما جَعَلهُ أنْ يَصْنع برْنامجاً مُفصلاً من أجلْ إنهاضْ هذا المُجتمع التابعْ لأهلْ البيتْ عليّهم السّلام، فقامَ بأعمالْ كثيرة و سَنشير إلى بَعضهَا كنمَاذج لهذا المَشروعْ .

مشروع الامام مُوسى الصّدرْ في لبنانْ.

الخطوة الأولى:

أولاً، رأى أنّ التنمية البشريَة وبناءْ الكفاءات هُو الخطوة الأولى لإنهَاضْ المُجتمع فباستطاعة أيّ إنسانْ أنْ ُيعمّر بناءً أو يصْنع بناياتْ كبيرَة ولكنْ لا ينفعُه ذلك إذْ لمْ يتَعلمْ ولمْ يَتطور و لمْ يمتلك صَنعه ولمْ يمتلك مهْنه وهَذا لا يَنفع بُوجودْ البناء الضخمْ، لذلك نظرَ إلى أنّ كثيراً منْ شبابْ الشيعة غيرُ مُتعلمينْ إذْ أنّ التعليمْ في لبنانْ يَحتاجْ إلى أموَال لاسُيما في المَراحل الجَامعية ولمْ يكنْ كما هو الحَالْ في بَعضْ الأمَاكن وهو أنّ التعليمْ مَجاني منْ الصفوف ألأولى إلى التخرّج منْ الجامعَة. كانْ التعليمْ لديّهمْ يَستهلك أموالاً كثيرة وأكثرْ الشيعَة في لبنان في ذلك الوقتْ كانُوا في مَناطق زراعيّه و كانوا فلاحينْ ولمْ تكنْ لديّهم القُدرة على إعْطاء هذه الأمْوال إلى التعليمْ العَالي، لذلك نجدْ قسماً كبيراً منْ هؤلاء كانوا يدْرسون الدُروس الأولى فيْ الابتدائية أو المُتوسطة ثمّ تضطرُهم ضُغوطْ الحياة إلى أنْ يَعْملوا أعمالاً عَضلية حَتى يُدبرُوا مَعيشتهم ويُساعدْوا أهاليهمْ في الحقلْ والبناءْ وتكسيرْ الطرُق وغيرُ ذلك. فحَضرَ وأسسَ الكليّة المهَنية العالميّة  وكانتْ تستقبلْ حتى هؤلاء ثانوية ومَا شابهها إذْ تُعطي هذا الإنسَان تعليمْ لمُدة منْ الزّمن و تعْطيه مهْنه على أسَاس علميْ وهو وجُود هذه المهنْ وكونْ شباب الشيعَة فيْ ذلك الوقتْ وفي كثيرْ منْ الأحيانْ لا يعيبوه ولا يستكفون منه ولا يرَون أنفسَهم فوق العَمل ومنْ جهَة العَمل فهُو مُقدس وشرَيف ومنْ جهَة  أخرى فإنّهمْ حَصَلوا على مهْنة وحَصَلوا على تعليمْ مهَني ومنْ جهة أخرى أصْبَحَ لديّهم هذه القابليّة النفسيّة للعَمل والقابليّة للجُهد، واستطاعتْ هذه الكليّة أن تخرّج جيلٌ عريضْ جداً من الشباب ذوي المهَن وأنْ ينشُروا ذلك في لبنان كلها. إضَافة إلى ذلكْ، فإنهَا حسّنت منْ وَضعهم الاقتصاديْ ووجّهتهم  إلى الاتجاه السليمْ. وكمَا نعلمْ فإنّ المُجتمع إذا كانْ الشباب عنده فيْ شيء منْ الاكتفاءْ الاقتصَادي ويُؤثر على توْجهاته السياسيّة وتديّنه في كثيرْ منْ الأحيانْ.

الخطوة الثانية:

في الجهَة ألأخرَى، نجدهُ قدْ فتحَ مدرسَة عالية للتمريضْ للفتياتْ المُسلمات فالتحقتْ بهَا الفتيات ممّن كنّ فيْ السابقْ ومع وجُودْ هذه المؤسسات التعليميّة  يجلسنْ فيْ  البُيوت أو رُبما عملنَ معْ أمهَاتهن في الحُقول وغيرُها فاكتسبنَ بذلك مهْنه وخبرَه وكان من يريدْ أنْ يتابع دَراسته يستطيع ذلكْ.  فالخطوة ألأولى و بالإضافة إلى العَديدْ منْ المَدارس إذْ لا نستطيعْ أن نتعرّض إليها الآن. كان هذا الأمرْ الأولْ في إطار بناءْ الكفاءة البشريّة و أما العَمل الثاني الذي قام به فهُو تشكيلْ مؤسّسة سياسية ودينية للنطق باسمْ الشيعَة ومُخاطبه الجهَات منْ خلالْ هَذه المُؤسسة، فلمّا جَاء السيّد مُوسى رَحمَة الله عليّه رَأى هذه الكثرة العدديّة المَوجُودة في جانبْ أتباع أهلْ البيتْ و يُرافقهَا إهمَال منْ الدّولة الحَاكمة وتقصيرْ في الخدماتْ وعَدم  وجُودْ تمثيلْ سيَاسيْ عَادل فيْ المَناصبْ السياسيّة.

المشروع السياسي للشيعة : لبنانْ هُو بلدْ الطوائفْ إذْ كان فيهَا 17 طائفة و كان فيْ كل طائفة مُؤسسة. فالمَسيحيونْ كانْ لديّهم مُؤسّسة تنطق باسمهمْ وتمَثلهم رَسمياً، وكانْ للدّروز مُؤسّسة تنطقُ باسمهمْ وتتخاطبْ معَ الدّولة، و المُسلمون السُّنه أيضاً كانَ لديّهم مُؤسسة ولكنْ كانْ الشيعة همْ فقط منْ لمْ تكنْ لديّهم جهَة تمثلهُم ولكن بَعض العُلماء كان عندهُم نشاطاتٌ مَشكوره ولكنْ ذلك الزّمان كانْ زمانْ المُؤسسات السياسيّة الرّسمية التي تعمل على أصُول حديثة، فقام بإنجازات كثيرة  بَعد 8 سَنوات منْ وُصوله إلى لبنانْ وبَعد أن أجرى دراسَات وحَركه الكفاءاتْ المُؤمنة بهذا التوجه أن اعطونا دراساتْ و إحْصاءاتْ عن المشاريعْ المُنفذة في المَناطق الشيعية ونظرياتهَا في سَائر المَناطق إذْ بُنيتْ المُستشفيات الكثيرَة و المَدارسْ والجَاَمعات وكانتْ البنية التحتية للشوارعْ المُعبدة وخدماتْ الهَاتف والكهرباء وما شابه ذلك كانت في منطقة الجنوب وهي تُعدْ  منْ أخصبْ المَناطق ولكن كان فيها الإهمَال  واضحاً على قدم وساقْ كالإهمال الرّسمي وجاءوا افيها بإحصائيات مذهلة إذْ ميّزَ هذا الزّمان هو الإحْصائياتْ أحيانا وفي كثيرْ من الأحيانْ نتكلم عنْ مظلوميةّ الشيعَة وحرمانهُم إذ يُقال أنّه لديّكمْ شعورٌ مُضاعف بالمَظلومية و إلا فإننا نجدْ أنّ مَناطقكم تسمو بالبناياتْ الجميلة والشوارع النظيفة وغيرُ ذلك! إلا أنّ هذه كلها لا تُعبرْ عنْ الحرمَان من عَدَمه مُقارنةً بالميزانية التي تُصْرف هُنا ونقارنهَا بعَددْ الجامعات وكم نسبة الطلابْ إذْ نجدْ حجمْ القوة الطلابية في بَعض المَناطق مثلاً والتي تحتاجْ إلى مَقاعدْ جَامعية مما يقارب 400 ألف إنسانْ ولمْ يكنْ عندَهم حَتى كليّة في مَنطقه أخرَى إذْ كانْ عددْ الطلابْ والحَاجة إلى المَقاعد عشر هذه أي 35 ألفْ أو 36ألف وتوجد جَامعه. فإذا صَارتْ الإحصاءات مُوثقه ذلك الوَقت فلا أحدْ يَستطيعْ أنْ يَقول أنّ هُناك مُبالغة أو شعوراً متفاقماً بالمَسؤولية.

 كانْ السيّد مُوسى معَ الفريقْ الذي كانْ مَعه عَمل على هذا الأساسْ و استطاعْ بحَسب الإحْصاءات إذْ كانتْ الدولة من عدد سكان، قضاء صُور، وقضاء نبطية، وقضاء مرجعيون، ومنْ نسْبة السُّنه وعددْ الشيعة في هذه الأماكنْ فبعْضها أكثر 95%ولكنْ مع ذلك فإننا لا نجدْ جَامعة، و لا نجدْ مُستشفى! فعلى هَذا المُستوى صَمّموا لهَا فكراً وإحصَائيةً مُرتبة ثم دعُي إلى مُؤتمراً صحفياً و دُعيت إليّه كلْ وسَائل الصّحافة منْ مجلات وجرَائد ووكالاتْ وإذاعاتْ وتلفزيوناتْ إذْ أنّه السيّد مُوسَى الصّدر زعيمْ الشيعَة الجَديد يدعُو إلى مُؤتمرْ( بيروتْ) و في أفخمْ الفنادقْ إذْ كان عملْ السيّد مُوسى منْ النّوعْ الثقيل ومن المُمكنْ على سبيل المثالْ اذا أرادَ أحداً أمثالنا يرْغَبْ بعمَل شيء مُعينْ، فإنّه يجمَعْ له عَشرة أشخاصْ فيْ مَجلسْ مُعينْ ويُلقي عليّهم خطاباً وينتهى المَوضوعْ  و لكنّه لا يُؤثر التأثيرْ المَطلوب عندما يكونْ على مُستوى العَالمْ ويُدْعى إلى مُؤتمَر بهَذه المَقاييس ويعْرض أيضاً حَجْم المَظلوميّة والتقصيرْ والإهمَال الرّسمي اتجاه المَناطق الشيعية جَنوب لبنانْ، فذُهل الناسْ بذلك الفعل وكان مُوثقاً بوثائق منْ مَصَادرها الرسميّة لكنّها كانت مُختفية فذُهل الحَاضرُون منْ هذا التقصيرْ في هذه المنْطقة بالنسْبة لهَذه الفئة منْ الناسْ وهذا الشّعبْ.

 في تلك الفترَة، أعلنَ السيّد مُوسى رَحمَه الله عليّه وقال نحْن نريدْ تشكيل مَجلساً يهتمُ بمثل هذه الأمُور. وكانْ ذلك الخطابْ مُوجهاً إلى الدّولة وبعضْ الوزرَاء والنّواب على إنّه إنْ سَلمَت نياتهم فسيكون عملهُم مَحدوُد والسيّدْ يقول: بأننا نريدْ أن نؤسسْ مُؤسسة تهْتم بمثل هذه القضايا وكذلك فإنّه طلبَ مُناقشة لهذا المَوضوع فيْ مَجلس النّواب اللبنانيْ حَتى يكون ذلك بشكل رسميْ، ثمّ قال: نحنُ لسْنا جنداً لأحدْ ولا نريدْ مُواجهة أحد، فكمَا لكل طائفة من الطوائف جهَة و لجنة تنظيم لأمورها وشؤونها نُريدْ ذلكْ أيضاً وإذا بفئة عند المُسلمين السّنه تقبل ذلك ولا يعني ذلك أنّهُم ضد الدروز ولكنْ هذه تصنيفات لكل فئه تتابع المنطقة والفئه التي تتبعها. فقال السيّدْ: سَيكون ضمْن برنامَجُنا تدعيمْ أواصرْ الوحدة بينَ طبقاتْ المُجتمع اللبناني ونجدْ أنفسنا مَعنيين بهذا الأمر و نريد أن نتابع هذه القضايا وكما طالبَ النواب بالبحْث في هذا المَجلس ثم زوّد كلْ من النّواب بمُختلف اتجاهاتهم بهَذه الوثائق وطرَح المَشروع الشيعيْ الأعلى ببرْنامجه الذي قدّمه إلى المَجلس فحَاز بالمُوافقة بإجماعْ النّواب واعتُمد رسميّاً في الدّولة. و هذا العملْ المُهم الذي قام به السيّد مُوسى الصّدر رَحمَه الله إذْ أصْبح يَستطيع أنْ يتخاطبْ معَ الجهَات الرّسميّة ويراقبْ ذلك و أصبَحَ لديّه ممثلين في كلْ منطقة  سَواءً في الجهَة الدينية أو المَدنية والعُمرانية وظلْ يعْملْ منذ ذاك الوقتْ إلى يَومنا هذا فيْ هذه الخطوة الثانية التي قام بهَا وهي خطوة مُهمة.

 في مواجهة اسرائيل

الخطوة الثالثة هي خُطوةٌ مهمّة إذْ رأى السيّدْ أنّ إحدى المَشاكلْ المَوجُودة فيْ الجَنوب هيْ الاجتياحَاتْ الإسرائيلية والاعتداءاتْ الإسرائيلية ولا سيمَا معَ وجُود الفلسطينيينْ الذين كانوا في جَنوب لبنانْ وإلى الأن علىْ بَوابة (صُور) وكانْ مَوجودْ مُخيم (عين الحلوة) وهو مُخيم يُوجدْ فيه عددٌ كبيرْ من القاطنين فيه والسّاكنينْ وكانْ أكثرْ الحركاتْ فيْ ذاك الوقتْ هي الحَركات الفلسطينية وكانتْ تتسللْ من جَنوب لبنان لتضْرب مَواقع الإسرائيليينْ، وكانْ الإسرائيليينْ لا يرون أمامهم إلا هؤلاء الشيعَة المُحاذين للمَناطقْ الإسرائيلية فتقُصف قرَاهم وتخرّبْ مَزارعُهم وتقدم الحُدود إلى الخلف وتضُمها إليهم وتتلف مَحاصيلهم ورُبما قتلتْ قسمٌ منهُم و لمْ يكُنْ لديهُم منْ أحد ليُدافعْ عنهم. وفيْ اليومْ العاشر من مُحرم، أعلنَ السيّد مُوسى الصّدر بأنّه: لمَاذا نبقَى تحْت رَحمَة الإسرائيليون؟ و لماذا تنتظرون الجيش اللبناني حتى يأتيْ ليُدافعْ عنكم؟ بلْ لا يأتي! و لو هاجم أحداً منهم بيتك وأخذ يسْرق أموالك لنْ تترَكه إلى أنْ ينتهي من عمله بلْ  ستتصل إلى الشرطة وإذا لم تأتوا فستدافعْ أنتَ عنْ نفسكْ فإنْ وصلَتْ الشرْطة وسَاعدتك فهذا جيدْ و نحْنُ كذلك بالنسْبة إلى الإسرائيليين فهذا لا يصْلح وهُو أنْ ننتظرْ الجَيش اللبناني الذي استنجَدنا به كثيراً ولا يأتيْ، بلْ نحنُ منْ ندافعْ عن أراضينا وندافعْ عنْ مزارعُنا فإنْ اعتدوا عليّنا نعتدي عليّهم ونقاومهُم وإذا قتلوا منا نقتلُ منْهُم لا نبقى هكذا  مَكْتوفي الأيّدي. و بناءً على ذلك، فقدْ أعلنَ عن تشكيل حَركة عَسْكريه سمّاها أفواجُ المُقاومَة اللبنانيّة

نحنُ هُنا في صَدد مُقامة إسرائيلْ، فعندمَا يُهاجمُوننا ويُقاتلوننا ويَسْرقوا مَحاصيلنا ويُدمروا مَزارعنا ويَقتلوا أبنائنا، وبالفعل أعلنَ عنْ هذا التشكيلْ وأيُّ أحداً من المؤمنين أرادَ أنْ يلتزمْ بهَذه الشرُوط المَعينة، فيجبْ أنْ يكونْ لديّه التزام و أنْ يكون على مُستوى أخلاقيْ مُعين وأنْ يكونْ مؤمناً بهَذه القضيّة والقانونْ. المعنى منْ ذلك، بأنّ المَوضُوع اختيارياً فيستطيعْ أي أحد من الناس أن يأتي وحياه الله وبالفعْل فقدْ جاء مَجاميع كبيرة من الشباب الشيعيْ وانضَموا إلى التشكيل الجَديدْ.

كل هذه الأمورْ وغيرُها أثارتْ مُعارضاتْ ضد السيّد مُوسى بالذات منْ ناحية الحَرَكات والأحزابْ اليسارية منْ قوميين بعثيين وغيرُهُم حَتى أنّ بَعضْ الحَركات الفلسطينية كانتْ تستثمر حَالة الخنق المَوجودة عند الشباب إذْ كانوا مَحرومين ولكنْ كانتْ توجههُا في الاتجاه المُحدد لديها. وكانتْ خدْمَة الأحزابْ عندما تقتربْ للشباب الشيعيْ يُواجهونها بحالة رفض ومقُامه ناقمة وتوجه إلى الاتجاه الذي تريدُه إذْ كانت في تلك الأحزاب والحَركاتْ اليساريّة  جزءاً كبيراً منْ الأفرادْ و الجُنودْ والعَناصرْ منْ شبابْ الشيعَة، وعندَما جَاء السيّد مُوسَى وبَدأ في حَركته وفيْ بناءْ نشاطه إذْ بدَأ في عَمله السياسيْ وبدأ بتشكيلْ ذلك الاتجاه العَسكريْ. رأى هؤلاء الشبابْ بأنّنا نأتي ضمْن قيادة نزيهة نظيفَة كالسيّد مُوسَى أفضَل منْ القياداتْ و هَذه الأحزابْ اليَساريّة التي فوْقنا، ثُمّ يستثمرون جُهودُنا، فالأفضلْ أنْ نذهبْ ونعمَلْ معَ قائدْ مُخلص نثق به وهذا السيّدْ نعملْ مَعَه فيْ بَلدنا وفيْ مَنطقتنا ومعَ أهلنا وجَنوبَنا وإلى مَزارعْ آبائنا وإلى إخوَاننا وأقاربُنا وهؤلاءْ، وكلْ ذلك بجُهودنا والأولى أنْ نبذل كلْ ذلك فيما ينفعُنا، إلى أنْ أصَبَحَ هناك عددٌ كبيرْ من هؤلاءْ الذينْ انتموا إلى التوجّه للسيّد مُوسَى بَعدَما بدأتْ الحَركاتْ والاتجاهاتْ المختلفة في الحَربْ الأهليّة اللبنانية سنة 1975.

الحَربْ الأهليّة  اللبنانيّة سنة 1975.

 كانْ كل فريق منْهُم  يُريد أنْ يترُك الحَرب عَلى الأرضْ ليُحققْ انتصَاراتْ، فالمَسيحيونْ يَعتقدونْ أنّ لديّهم أسلحة! وكذلكْ إسرائيلْ وأمْريكا فكانوا يعتقدونْ بمَقدرَتهم  على اكتساحْ الْمُسلمين! وبالتالي تصبحْ لبنانْ لهُم.

وكانْ المُسلمونْ فيْ الطرَفْ الآخرْ ولا داعمْ لهمْ، ولكنْ الايجابيّة التيْ كانتْ لصَالحهُم هيْ أنّهُم اتجاهاتٌ مُسالمَة وقالوا: هذه مرحَلتُنا الآنْ، فلماذا تكونْ الاتجاهاتْ مدعُومة لدى المَسيحينْ فقط! بلْ نحنُ نستطيعْ أنْ نكسبهم منْ قبل ما لدينا منْ قدرة عَددية ومنْ خلال مَعونة الحُكوماتْ والأنظمَة، فهلْ ندْخل فيْ المَعركة؟

كانْ السَيّد مُوسى الصّدرْ وعَددْ منْ العُقلاء منْ الطَائفة السُّنية والمَسيحينْ يَرونْ أنّ الحَربْ دمَار إلى البلدْ كله وأنّه لن يكونْ هُناك منتصرْ في الحرب إلا الخرابْ، لا يسحقْ المسيحينْ المُسلمين ، ولا يسحقْ المُسلمينْ المسحيينْ ولكنّ الطريقْ الطبيعي هُو التعايش فضلاً عنْ أنّ القوة قوة مُتكاملة وأنّ هذا ليس هُو الطريقْ الصّحيح. لذلك، فقدْ أعلن السيّد مُوسى عن اعتكاف في الكليّة المهنية العالميّة هوَ ومَجموعة من زعماء الطوائف  الذين انضموا إليه احتجاجاً على إرادة بعضْ السياسيينْ لعزمهم على الحربْ، فرأى أنّ هذه الطريقَة لا تُفيدْ ولا تَنفع، فبدأ يتحرّك منْ خلالْ السفرَات وبدأ بعَملْ الاتصالات العَربية تحديداً من أجل إيقافْ الحَرب.

 فقامَ بزيارة كل البلدان العربية التي لها دور في لبنانْ، فجاء إلى السعودية و ذهب إلى الأردن، و ذهبَ إلى مصرْ و ذهبَ إلى الجزائرْ وكانَ آخر الأمرْ هو ذهابه  إلى ليبيا وكانْ ذلك باقتراح رئيس الجزائر باعتبار أنّ هذا المعتوه القذافي لديه جَماعة فيْ لبنان وهؤلاء عَلى طريقَته وكانواْ يُريدونْ أنْ تعلوا الحَرب، فكانَ من المُناسبْ أنْ تكونَ له زيارة لإطفاء هذه الثائرَة فذهبَ السيّد مُوسى الصّدر في يوم 16 منْ شهرُ رَمضان سنة 1978م إلى ليبيا لأجلْ تحريكْ هذه القضيةَ ومَنع نشُوبْ هذه الحَربْ وإنهاءْ هذه الحَالة من التشنج المَوجودة ولكنْ ذاك المَقبور القذافيْ هو من ينبغيْ أنْ  يتحير الإنسانْ فيه! فهلْ كانْ عنده جُنون عَظمة أو كانْ مُجرماً أو عندَه ماذا؟ فخير الناسْ كانَ النبيُّ المَعلوم صلوات الله عليّه وعلى آله علوم!

 سَفر السيّدْ مُوسى رحمه الله إلى ليبيا.

 وصَل السيّد مُوسى ومَعَه 3 منْ مُرافقيه إلى ليبيا، وكانتْ العَادَة أنّه يتصل إلى المَجلسْ الشيعيْ ويُخبرهُم أنّه وصَل إلى الفندق الفلانيْ وهذه أرقامي وفيْ اليوم الثانيْ يقومْ بمُتابعة  القضيّة وهكذا كسائرْ سفراته، ولكنْ هذه الأمُورْ لمْ تحصلْ منذُ وصوله في اليومْ الأولْ فالتمَسوا له عذراً وقالوا لعلّهُ متعبْ من السفر ولكنّه لم يتصل في اليوم الثاني، و احتملوا أن يكونْ برنامجه مزدحمْ وضيق لأنّه كان من المفترضْ أنْ يكونْ لديّه لقاء مع رئيسْ الدولة والمَسؤولين، وكذلك لمْ يتلقوا منه اتصالاً في اليوم الثالث. وفي اليوم الرابعْ بدأ الجَماعة بالقلقْ قلقاً جدياً "أنه ما كو أي خبر" لا سيمَا أنّ الحُكومة الليبية في وقتها لمْ تعلن عنْ أيّ خبر لوُصول السيّد إلى ليبيا ، لا لوصوله ولا عنْ استقباله ولا مُقابلته لأحد، ولا إنّه شخصٌ مهم  ولديه مُهمة مثلاً، وكأنه غيرُ مَوجودْ في هذا البلد أصلاً.

بدَأ المَجلسْ الشيعيْ والجهَات اللبنانية  بعدَ أربعَة أيامْ بالتحرّك والسؤالْ عنْ مَصيره " شنو اللي صَار؟" إذْ أنّ هؤلاء زعَموا بأنه سَافر إلى ايطاليا وأضافوا بأنّهم لا يعلمون عنه شيء! فسَألوهمْ على أي طائرة تمّ سفَره إلى ايطاليا وفي أي يوم؟ فأعطوهُم أسْماء مُعينة، فذهبَوا إلى السلطات الإيطاليّة وأعطوهم قائمة بأسماء المُسافرين إليهمْ ولكنْ لمْ يوجد فيهم أيُّ اسم مُرتبط بالسيّد! فسلموهمْ قائمة بمَن دخلَ ايطاليا خلال اليومْ الفلانيْ ولمْ يكنْ فيها هذه الأسماء! فعلموا أنّ هناك قضية أخرى غيرُ هذه القضية، فربما اُخفي أو غُيبَ أو قُتل.

 اختفاء السيّدْ مُوسى رَحمه الله فيْ ليبيا.

واختلفتْ الرواياتْ في نفسْ الوقت بين من قال أنه خلالْ الأيام الأولى من مقابلة للمعتوه حدَث شيئاً من التشنج في الجلسة فقام القذافي المعتوه ليضرب السيّد، وأمسَك السيد بيده لكنّ المعتوه أخذ مسدسه وأطلق عليه، وبين من يقول أنّه أمر رئيس المخابرات لأخذه وتعذيبه إلى أنْ أستشهد، و بين من يقول بأنّه غيب فترة من الزّمن ولكنْ لم يُعثر عليهّ إلى الآن، ولكنْ لا يَضرهُ بعدَ أن كان الكلمَة الطيبة التيْ بذرَها في لبنان وغرستْ في لبنان فإذا به قدْ ثمر كل ذلك العطاء، واليوم نجدْ شيعة أهلْ البيتْ في لبنانْ وإنْ لمْ يكونوا الرقم الأولْ فهُم في الأرقام المُهمة بعَد أن كانُوا على الهَامش في ذلك الزمَانْ وفيْ ذلك الوقتْ الذيْ لمْ يكن لهم لا صَوت ولا صَدى ولا تمْثيل ولا أهميّة ولا أمرٌ ولا نهيٌ ولا يَسمَع بهمْ أحدْ ولكنّهُمْ  اليوم اصْبحوا يشكلوا رقماً فائقاً ومُهماً ونافع  على السّاحة وقد أثبتت الأحداث ذلك.

الذينْ جاؤوا بعْد السيّد مُوسَى بمُختلف المَشاريعْ بنُوا الطوابقْ العُليا ولكنّ الأساسْ الأولْ هُو ما قد بنَاه السيّد وكانْ بناءٌ مُحكمْ ومُتقنْ، لذلكْ تحمَل كلْ هَذه الطوابقْ العليا التي بُنيت لها والإنجازاتْ التيْ حَدثت بعدَ هذا إلى أنْ يُخفى قبرُه فهُو ليسَ بَأول واحدْ منْ هذه الذريّة الطاهرة ومنْ هذه الصّفوة الطيبة من أبناء محمد صَلى اللهُ عليّه، وهذه فاطمة الزهرَاء عليّها السلامْ قد أخفي قبرها من يومْ أن رحلتْ إلى بارئها شهيدَة لكنْ هلْ تغيرَ مكانها؟ هلْ تغيرَت مَنزلتها؟ أو نقصَت قيمَتها؟ لا والله هي أعظمْ وأعظمْ بلْ بني لها في كل قلبْ مَؤمن قبراً يثيرُ الشجا والحُزن إذْ لا يضُر الشهيد الصّدر ولا أن يُعذب في السجنْ وذلك جَده مُوسى بن جعفرْ عليّه السلامْ الذي بقيَ فيْ السّجنْ فترَة طويلة يُعاني مَرارة السجنْ ولكنْ ها هُو اليومْ أنتَ تنظُر إلى العَتبة الكاظميّة مَنارة نورْ وإشعاعُ هُدىً. فهذه الليالي تضُج بالتسبيحْ والتحميدْ والدُّعاء والمُنَاجاة لله وتُحول ذاك الإنسانْ المَسجون والإنسانْ العَابد إلى محجّة يَحج إليها الناسْ أربعَة وعشرين سَاعة وآياتُ القرآن تتلى ليلاً ونهاراً في حضرته الشريفة ولا يضره أنه سُجن في فترَة من الزّمان "ليش تروح الزهراء"  أرواحنا لها الفداءْ أخفيَ قبرَها وأمير المؤمنين عليه السلامْ هو منْ أخفي قبرُها.

أنا لا أسْتبعد أبداً في دورات الزّمان بأنْ يأتيْ يوم ليُشاد قبراً فيه الشهيد الصّدر ويتحَول إلى مَنارة في تلك الصّحراء ولا أستبعدْ ذلك فهذا فأميرُ المُؤمنينْ أُعلنَ مرقدهُ بعْدَ مائة عام! حيثُ استشهد في سَنة 40 واكتُشف إلى العَامة ، ولكنّه كان معروفاً لدى أهلُ البيتْ والمُقربينَ منهُم لكنْ اكتُشف عام 140 في عهدْ هارون الرشيد إذْ كانْ قرنٌ كاملٌ منَ الزّمان مخفياً ولكنّه عندمَا ظهرْ ظهرَ  كما نراه اليومْ، فأنا لا أستبعدْ أنْ يظهر قبرالسيّدْ ونسأل الله أن يكونْ في أيامنا، إنّ الله العظيمْ الذي كتبَ مقتل هذا المُجرم في يومْ اعتقال السيد، فقد سافرَ السيّد في يوم 16 وفي 22 يؤسَ منه بعْد 34 سنة قتلَ هذا المُجرم بعدَ أن أهُين إهَانة ما بعْدها إهانة وبَعد أن كانَ يتنقلْ كالفئرانْ منْ مَجاري تصريفْ المياه إلى المُستنقعاتْ فبعدَ ذلك قُتل شرُ قتلة وتلك سُنة الحياة. وصَلى الله على سيّدنا ونبينَا أبي القاسمْ محمد وعلى آله الطيبينْ الطَاهرينْ.

مرات العرض: 6595
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 18440.48 KB
تشغيل:

نهج البلاغة منهاج حياة
الامام علي وحقوق الضعفاء