لماذا يعشقون عليًا ع
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 21/9/1433 هـ
تعريف:

                                        لماذا يعشقون عليا  ؟؟

كتابة الاخت الفاضلة ياسمين السيهاتي

روي ان رجلا جاء بعد شهادة امير المؤمنين على عليه السلام فوقف على بيت امير المؤمنين فقال:
(رحمك الله يا أبا الحسن فقد كنت أول القوم اسلاما وأقدمهم ايمانا وأحوطهم على الإسلام وأقربهم لرسول الله واكثرهم سوابق وأعظمهم مناقب فقمت بالأمر حين   قعدوا ونطقت اذ تتعتعوا ومضيت لأمر رسول الله اذ تخلفوا 
القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ الحق منه والضعيف الدليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ الحق له
كنت للمؤمنين أبا رحيما وعلى الكافرين عذابا صبا اليما) قيل انه بعد ذلك انصرف ذلك الرجل فسئل الامام الحسن عنه فقال هو الخضر عليه السلام.
ماذا يعشق الناس في علي ابن ابي طالب؟   ولماذا يضحون بمصالحهم وأموالهم ومستقبلهم في كثير من الأحيان بل ودمائهم في سبيل ان يقولو: أشهد أن عليا ولي الله.
ما هو ذلك السر في علي دون غيره من الناس؟ وأي جاذبية ومغناطيس يجذب هذه الجموع البشرية الى شخصيته فيملأها اعجابا واكبارا وحبا واحتراما؟
لماذا لا نجد لغيره هذا الحضور؟ ولماذا لا يكون لنظرائه من حيث الزمان من صحابة رسول الله او غيرهم من الناس هذا المقدار من الاعجاب والاحترام والعشق والاتباع حتى ليفضل الناس الموت معه على الحياة مع غيره.
أي سر هو في علي وأي شيء هو فيه حتى صار هو محور هذا العشق العالمي وليس الشيعي؟

المسيحيون وأمير المؤمنين :
لو تركنا تلك الفئة التي تتضرر بعدل علي وتفضح بنور على ونظرنا الى أهل الرأي واهل المعرفة الذين لم تلوث فطرتهم وسرائرهم لوجدنا انهم ينساقون حبا واحتراما واكبارا لأمير المؤمنين عليه السلام وليقتصر هذا على شيعة اهل البيت فقط بل اننا نجد ان الذين كتبوا في علي ابن ابي طالب من المسيحين نثرا وشعرا شيئا ليس بالقليل.
هذا عبدالمسيح الانطاكي شاعر مسيحي ينشئ ملحمة شعرية من خمسة الاف بيتا من الشعر الراقي في رسول الله واهل البيت عليهم السلام وأكثرها في علي ابن ابي طالب.
وهذا بولس سلامة الذي ينشئ ملحمته المعروفة عيد الغدير في ألف بيت من الشعر الرائق البديع الجميل وقد اشتهر على الالسن أيضا منه قوله:
فاذا لم يكن علي نبيا فقد كان خلقه نبويا
انا من يعشق البطولة والالهام والخلاق الرضيا
جلجل الحب في فؤاد المسيحي حتى عد من فرط حبه علويا
لا تقل شيعة هواة على انما في قلب كل منصف شيعيا
ياسماء اشهدي وياارض قري واخشعي انني ذكرت عليا
 ماذا يدعو هذا الشاعر وهو المسيحي دينا وغير المسلم عقيدة على الأقل بحسب الظاهر الى كل هذه العشق والى كل هذا الحب والى كل هذا الاعجاب بهذه الشخصية؟

غير شيعته أشد اعجابا
مالذي يدعو أشخاصا أخرى بحسب التصنيف المذهبي ليسوا من مدرسة اهل البيت بحسب النظر الفقهي كابن ابي الحديد المعتزلي شارح نهج البلاغة في أربعة وعشرين مجلدا من الشروح المفيدة والقيمة وفيها اطلالة جيدة على التاريخ والادب يكتب مقدمة تمتلئ بالإعجاب والاكبار والحب لعلي بن ابي طالب عليه السلام يقول:
ماذا أقول في رجل ترجع اليه كل منقبة وتعود اليه كل فضيلة وتدعي كل فرقة من الفرق انه مؤسسها وصاحبها ورائدها.
ما أقول في رجل ان جئت اليه في ميدان القتال تصورت انه لا يعرف شيئا غير القتل والقتال واسالة الدم حتى إذا جنه الليل خضع لربه ونادى إلهه ووقع على الأرض من شدة الخشوع كالخشبة اليابسة تبتلا وخشوعا وخضوعا.
ينشئ هذا قصيدة من غرر القصائد المعروفة:
يابرق ان جئت الغري فقل له أعلمت من بك مودع
فيك ابن عمران الكليم وبعده موسى يقفيه وأحمد يتبع
بل فيك جبريل واسرافيل وميكال واسرافيل والملا المقدس اجمع
بل فيك نور الله جل جلاله لذوي البصائر يستشف فيلمع
فيك الامام المرتضى فيك الوصي المجتبى فيك البطين الانزع
الضارب الهام للبهم الكماة يقنع
والسمهرية تستقيم وتنحني فكأنها بين الاضالع أضلع
ياقالع الباب الذي عن هزه عجزت  اكف أربعون وأربع
ومبدد الابطال حين تألبوا ومفرق الأحزاب حين تجمعوا
مالذي يدعو هذا الرجل الى ان ينشئ مثل هذا الشعر الراقي والفخم العالي في حق أمير المؤمنين وهو بحسب التصنيف المذهبي ليس امامه الأول لأن ابن ابي الحديد معتزلي محسوب على اهل السنة وان كان عنده مع الاشاعر منهم شيئا من التمايز لكنه يمتلأ عشقا واعجابا وحبا في علي ابن ابي طالب عليه السلام.
وهكذا إذا جئت الى بعض الشعراء القريبين من عصرنا كعبدالباقي العمري الموصلي المتوفى قبل 150 سنة وهو رجل حنفي غير شيعي لكن عندما تقرأ قصائده وبالذات في علي ابن ابي طالب تجد ان هذا يذوب حبا وعشقا في علي بن ابي طالب:

انت العلي الذي فوق العلى رفعا
ببطن مكة وسط البيت  اذ وضعا
وانت حيدرة الغاب الذي اسد البرج السماوي عنه خاسئا رجعا
وانت انت الذي لله ما وصل
وانت انت لله ما قطع
..  الخ قصيدته وهي طويلة ومفصلة فيها ذكر لأمير المؤمنين رائع وشعر رائق.
مالذي يدعو هؤلاء ثم من يدعو وماذا يدعو هذه المجاميع البشرية طول التاريخ الى ان تتخذ البلاء جلبابا تحملا لحب علي الى ان تقاوم السلطات حتى تتمنهج بمنهج على ابن ابي طالب.
أن تقبع في الفقر أحيانا وفي البلاء أحيانا وفي المشاكل أحيانا وكل ذلك عندها هين في محبة علي ابن ابي طالب.
ونحن نجد هذا الامر بوضوح ونسأل الله ان يثبتنا واياكم على محبته وولايته وان يحشرنا معه.
لكن السؤال: ما لذي يدعو كل هؤلاء الى هذا الولاء بالنسبة لهذا الشخص العظيم؟
 فطر الانسان على الاعجاب بالتميز حتى لو اختلف دينا أو مذهبا مع المتميز مثلا انت عندما تسمع عن عالم كبير من العلماء يحصل عندك اعجاب به وتقديرا له بالرغم من أنك لا ترتبط معه بحسب ولا نسب بل وربما حتى لادين يجمعكما.
لكنك تجد هذا العالم المتميز في فنه لاسيما إذا كان امرا مفيدا للبشرية تعجب بهذا الانسان تحترم هذا الانسان تقدر هذا الانسان الا إذا انمسخت فطرة الانسان الأولى، أحيانا تمسخ فطر الناس مثلا يقول لك: لا يهم ذلك الطرف ما يكون مادام مختلفا معك إذا كان مختلفا معك في المذهب فلا يساوي   شيئا إذا كان مختلفا معك في الدين لا يسوى شيئا.
الفطرة السوية الإنسانية العادية مالم تغير ولم تزيف تعجب بالتميز في البشر، انسان لديه قدرة علمية استثنائية، يستشعر الانسان السليم الفطرة شيئا من الاحترام لهذا الشخص. 
إذا امتلك شخص صفات نفسية عادية ولنفترض كان حنونا كان رحيما وكان رؤوفا يمسح الام الناس ويكفكف دموع اليتامى ويعين الفقراء هذه الصفات النفسية من الحنان والرحمة والعطف والرحمة والعطف حالات يقدرها الانسان السوي حتى لو لم يرتبط معه بشي،
 انت تسمع ان شخصا في افريقيا مثلا يقوم بهذا الدور من الحنان والرحمة والعطف والمحبة للناس.. تقدر هذا العمل، تحترم هذا العامل. ربما لا تعرف دينه ولا مذهبه ولا أصله ولا فصله.. ولكنك تعرف ان هذه الصفة صفة إنسانية عالية ينبغي ان تحترم. هذا إذا كان يمتلك صفة واحدة انت تعجب به وتقدره وتحترمه فكيف إذا كان جمع صفتين جمع العلم مثلا الى جانب الرحمة جمع الشجاعة لجانب العطاء الى جانب الحلم الى جانب سائر الصفات عندئذ يعظم هذا الانسان في ذهن وعقل الناظر اليه،
علي أمير المؤمنين عليه السلام جمع ما تفرق من الصفات في الناس فاجتمعت في واحد.
بمعنى إذا كنا نقدر شخصا لعلمه الديني ونقدر شخصا اخر لأخلاقه الطيبة ونقدر شخصا ثالثا لعبادته وخضوعه لله ونقدر شخصا رابعا لعلمه الديني وآخرا لشجاعته في الميدان فان هذه الصفات واضعافها قد اجتمعت في امير المؤمنين عليه السلام كل تلك الصفات وامثالها تركزت واجتمعت في هذا الامام العظيم ولذلك فان من ينظر اليه من أي زاوية النظر سوف يعجب به ذلك البطل الشجاع الذي يقدر القوة يحترمه لشجاعته حتى لقد ذكر ابن ابي الحديد المعتزلي في مقدمته ذلك قال:
(ولقد نقل ان شجعان الصين وأطراف تلك البلاد المغول وماشابه يرسمون صورة يتيمنون فيها بالنصر وهي صورة علي بن ابي طالب عليه السلام ,
قد لا يعرفون عن علي علمه الإلهي ولا يعرفون عنه ادارته السياسية الرائعة ولكن باعتبارهم محاربون ومقاتلون واشداء وشجعان يحترمون جانب القوة والشجاعة والجرأة في الميدان وكان على عليه السلام أعظم الناس في هذا الجانب.
ذلك الذي يريد تبتلا وخضوعا ورقة لله عزوجل سيعجب بأمير المؤمنين عليه السلام
عندما يسمع عنه كما نقل عن غير واحد من  الرواة انه في جوف الليل كان يذهب لنخيلات بني النجار ثم هناك يذهب لمناجاة الله عزوجل :
(إلهي أفكر في ذنبي فتعظم علي  بليتي ثم أفكر في عفوك فيهون علي ذنبي إلهي ويلي ان وجدت سيئة في كتابي انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فويحه من مأخوذة لا تنجيه عشيرته ولاتنفعه قبيلته ثم يقول آ آه من نار نزاعة للشوى اه اه من نار تنضج الاكباد والكلى)
 إذا سمعها هذا الناسك  اذا سمعها هذا العابد إذا سمعها هذا المتهجد لاريب انه يمتلئ اعجاب واكبار لهذه الروح الخاضعة لله عز وجل وهكذا في سائر الموارد.
 لذلك اجتمع الناس على حب علي كل من جهته يقدر الامام عليه السلام حتى وان لم يكن ينتمي الى دينه كما هو الحال في المسيحين او لم ينتمي لمذهبه كما هو الحال في اتباع المدرسة الأخرى جمع علي عليه السلام كل هذه الصفات حتى لقد قال الصفي الحلي الشاعر ولنعم ما قال:
             جمعت في صفاتك الاضداد                   فلهذا عزت لك الامداد
غريب ان الانسان يجمع صفات متضادة كل صفة تعاند الصفة الأخرى وتقاومها. الامام علي عليه السلام جمع هذه الاضداد يقول:
حاكم زاهد، الزاهد لا يكون حاكما لان الزاهد مجاله الطبيعي هو في الصوامع في الانصراف عن الحياة هو في الانكفاء عن أمور الدنيا فلا يتيسر له ان يكون حاكما للبلاد لكن عليا جمع هاتين الصفتين المتعاندتين حاكم زاهد حليم شجاع، الحلم لا يتفق مع الشجاعة، الشجاعة تحتاج لحزم وضرب وقوة وقسوة، ان تأتي لكي تحارب شخص هذا يحتاج لقلب شديد وذراع باطش ولايعرف معنى للتسامح لكن الامام عليه السلام كان حليما للغاية وكان شجاعا للغاية أيضا،
                            حليم شجاع فاتك             ناسك فقير جواد       
الفقير عادة لا يكون جوادا اما لأنه لا يملك ما يعطي واما لحرصه على ان يجمع الأشياء له ولكن علي عليه السلام بهذا المعنى كان جوادا وكان ذلك لا يملك المال الكثير كما يملك أبناء الدنيا ومع ذلك كان سخيا كبيرا وجوادا كريما.
                  شيم ما جمعن في رجل قط         ولاحاز مثلهن العباد  
               خلق يخجل النسيم من اللطف          وبأس يذوب منه الجماد                   اذن سر تعلق الناس سر عشق الناس سر حب الناس لعلي عليه السلام ليس دينيا فقط.              
انت تتعلق بعلي بن ابي طالب ربما بالدرجة الأولى لأنه وصي رسول الله ولأنه الدليل على خير سبيل ولأنه هو الذي اوصى به رسول الله ان يكون قائدا للامة لكن ذلك المسيحي لا يعرف هذا المعنى ولا يعتقد به لأنه مسيحي وذلك الذي جاء في طرف مدرسة الخلافة أيضا: لا يؤمن كما تؤمن بهذا المعنى ولكنهم يرون جهات من العظمة والنبوغ والسمو تجعلهم يأتون متعشقين لعلي بن ابي طالب عليه السلام
وهنا يأتي دورنا أن نعرض عليا عليه السلام عرضا يليق بشأنه وحجمه. علي ذو حجم انساني كبير وذو صفات عالمية لو اطلع عليها سائر البشر لاعتقدوا به واقبلوا عليه وتأثروا به كما رأينا ولكن المشكلة أحيانا اننا نحول عليا صغير بحجمنا، نتصور ان عليا عليه السلام امام جماعة في مسجدنا الصغير وان علي ابن ابي طالب هو مثلنا صغير الحجم صغير الأفق قصير المدى.
ولذلك لا يستطيع ان يتعرف عليه سائر الناس، ينبغي ان نفكر أولا في تعميق ولائنا لأمير المؤمنين عليه السلام بالنسبة لنا، لعوائلنا. لنسلنا، لأجيالنا هذه مسؤوليتنا الأولى ثم بعد ذلك نسعى لعرض امير المؤمنين عليه السلام بالمستوى الذي يتشرف به العالم بالمستوى الذي يعرفه العالم.
إذا عرضنا عليا ضمن نظرة طائفية ضيقة أو ضمن حالة متشنجة او ضمن رؤية محدودة لم يستطع ان يتعرف عليه سائر الناس.
علي عليه السلام هو على مستوى البشر لأنه بعد النبي خير البشر.
كما ورد في الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله الانصاري: (علي خير البشر فمن ابى فقد كفر).
طبعا هنا ليس بهذا المعنى الذي يتبادر بهذا المعنى الذي يتبادر الى الذهن (على بعد النبي خير البشر)
وإذا وصل شخص لهذا المعنى ووصلت له الحجة ومع ذلك رفض تفضيل النبي 
بطبيعة الحال لا يكون مصدقا برسول الله (ص) نحن هنا مثلا: بين امرين بين ان نقول ان كل من لا يعتقد بعلي بن ابي طالب انه كافر وهذا خطأ وبين وان نقول ان مسؤوليتنا ان نبشر بفضل علي وان ننشر فضل علي ثم بعد ذلك لو انسان ثبت له ان رسول الله قد قال هذا الكلام وتحدث به وجرى على لسانه، ثم جحد ذلك ورفض ذلك بطبيعة الحال يكون آن ئذ فقد رد كلام رسول الله صلى الله عليه واله.
علي كان مجمع الفضائل فلنعرضه من خلال هذه الفضائل في نفس الوقت الذي يكون في الشدة والشجاعة والقوة بحيث يواجه فارس يليل عمرو بن عبد ود العامري وتكون ضربته إياه أفضل من عبادة الثقلين كما ورد في الحديث تعال وانظر اليه مع الايتام ومع الفقراء في رحمته وحنانه نأخذ هذين المشهدين كمثال على سمو امير المؤمنين، سمو ذاته بعد سمو معانيه.

من أبيات الأزرية
جاءت قريش لغزو المدينة المنورة واحتاط النبي والمسلمون في أن حفروا خندقا لكيلا يقتحم الكفار المدينة ويهاجمون المسلمين فقفز عمرو بن عبد ود العامري وكان يعد في الميادين بمعادلة ألف فارس فقفز للجهة الأخرى ولم ينفع المسلمين ان تحصنوا بالخندق وبدأ يصرخ فيهم: (الا تقولون ان الله اعد لكم الجنة واعد لنا النار فهلم حتى اجهزكم للجنة)
من الذي يريد منكم ان يذهب للجنة سريعا، فهذا بالإضافة للتحدي العسكري كان في محاولة تشكيك أيضا عقائدي في الناس.
 الازري رحمه الله يسجل هذه اللحظة يقول:
وابتدأ المصطفى يحدث عما يؤجر الصابرون في اخراها
قائلا ان للجليل جنانا ليس غير المجاهدين يراها
من لعمر وقد ضمنت له على الله من جنانه اعلاها
وإذا هم فانثنوا عن جوابه كل المسلمين سكتوا والنبي يقول: من ينهض لعمرو وانا أضمن له على الله الجنة فسكتوا بأجمعهم لأنهم يعرفون من هو عمرو بن عبد ود
وعلي يقوم قائلا: انا يا رسول الله اجلسه أعاد الكلام مرة أخرى من لعمرو قال عليه السلام انا يا رسول الله اجلسه والمرة الثالثة قام
وإذا هم بفارس علوي ترجف الأرض خيفة اذ يطاها
فانتظى مشرفيه فتلقى ساق عمرو بضربة فبراها
والى الحشر رنة السيف تعلو يغمر الخافقين رجع صداها
هذه من علاه احدى المعالي وعلى هذه فقس ما سواها

 هذا حاله في الميدان حتى قال فيه رسول الله ضربة على يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
لماذا لأنه لولا تلك الضربة كان المسلمون قد انهزموا وإذا انهزم المسلمون فلا عبادة حتى يكون أفضل اواقل فضلا.
  انتهت الرسالة لكن الله عزوجل قيض لهذا الدين ساعدا كساعد على عليه السلام وقائدا كقيادة رسول الله صلى الله عليه واله.
فحفظ للناس عبادتهم وحفظ لله رسالته. هذا بالنسبة لوضعه في الميدان وفي الحرب والشدة، وفي القوة.
 نفسه هذا علي سلام الله عليه عندما يكون مع الايتام.
هذا علي سلام الله عليه في ساحة الميدان هذه شدته هذه قوته
كان في ليلة الهرير في صفين،
ليلة الهرير سميت بذلك لان الحرب استمرت فيها في الليل وكانت العادة في تلك الأزمنة ان يتوقف القتال مع غروب الشمس نظرا لان الظلام يخيم فيختلط العسكران فلا يعرف من لهذا ومن لذاك فكانت بشكل طبيعي الحرب تقف لكن تلك الليلة تواصل القتال وسميت بليلة الهرير وعلى عليه السلام يضرب ضربات فرادى وكان بعض أصحابه يقول كنا نعرف مكان على بتكبيراته مع كل ضربة مع كل تكبيرة رأس يطير ونحن نحسب لعلي كم قتل بتكبيراته حتى عجزنا عن الحساب والعد لكثرة من قتلهم امير المؤمنين عليه السلام.
هذا في ميدان الحرب هذه الجرأة وهذه الشجاعة
هذا القلب القوي هذا الساعد المتين ولكن هلم اليه في جهة اليتامى الذين يتأوه لحالهم يقول:
ما ان تألمت في شيء على أحد                        كما تألمت للأيتام في الصغر
قد مات والدهم من كان يكلأهم              في النائبات وفي الاسفار والحضر
يعس في الليل على شوارع الكوفة وينظر إذا كان هناك حاجة لبيت من البيوت

حتى سمع بكاء أطفال لا ينقطع طرق ذلك الباب خرجت له امرأة: امة الله لماذا يبكي الأطفال؟
قالت: يبكون من الجوع لا يملكون ما يأكلون، اين ابوهم يا امة الله؟ وهي لا تعرف من هو هذا الرجل قالت: ان ابوهم قتل مع امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ولاعائل لهم فلما سمع الامام بذلك سالت دموعه على خده يقول قنبر:
ورجع يهم مسرعا الى بيت المال وأرى دموع عينيه تترقرق على خده وهو يمشي الى ان وصل لذلك المكان اخذ كيس دقيق وشيئا كثيرا من السمن وسائر الأمور ووضعها على كتفيه.
قلت: يا امير المؤمنين أعطني بعضها احملها عنك فقال: لا ياقنبر انا صاحب العيال
وانا احملها إليهم , انصرف ياقنبر ,
انصرف قنبر وجاء الامام عليه السلام على كتفه أكياس الدقيق وسائر الأمور وطرق الباب مرة أخرى.
امة الله أتأذنين لي بالدخول؟
قالت: ادخل بارك الله فيك.. وهي الى الان لا تعلم من هذا الرجل،
لما دخل الامام عليه السلام رأى قدرا فيه ماء على النار، قال لها أمة الله: انت تسكتين الأطفال وانا اخبز لهم خبزا أو تخبزين وانا اسكت الأطفال.
قالت: ياعبدالله انا ارفق بأولادي اعرف كيف اسكتهم..
ان شئت فافعل ما بدى لك.
فبدأ امير المؤمنين يخبز الدقيق ويضع العجين في النار حتى إذا صار خبزا 
جاء الى الأطفال يقبلهم ويعطيهم ذلك الخبز ويبكي على انهم كانوا بلا عائل وبلا والد.
لماذا؟؟  لان هذا المنظر عند على منظر مؤلم فأراد ان يخفف عليهم هذا الموقف بأن اعطاهم ذلك الخبز.. وبأن مسح دمعاتهم كم من اليتامى ينتظرون هذه الليلة مجيئه على ابن ابي طالب..
كم من الأطفال ينتظرون ان يمر علي على بيوتهم حتى يلاعبهم ويداعبهم ويعطيهم ارزاقهم.
 
 فسلام من الله ورحمة عليك ياأمير المؤمنين ..


       

مرات العرض: 3453
المدة: 00:54:29
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2588) حجم الملف: 18.7 MB
تشغيل:

 الإمام علي وإدارة الانسان
الإمام علي وعطاء بلا حدود