الإمام الحسن ع وسياسته
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/9/1433 هـ
تعريف:

الإمام الحسن وسياسته عليه السلام

تفريغ نصي الفاضلة تراتيل

قال مولانا ورسولنا (صلى الله عليه وآله ) : "الحسن والحسين امامان قاما او قعدا " وقال :" الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة " صدق سيدنا ومولانا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
نبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله ولأمير المؤمنين ولفاطمة الزهراء و للائمة المعصومين ثم لجميع المؤمنين ولادة سبط الرسول الأول والامام الثاني والمعصوم الرابع ابي محمد الحسن بن علي الزكي صلوات الله وسلامه عليه , و نسال الله الذي عرفنا اياهم في الدنيا ان يجمعنا بهم في الاخرة, ونتبرك بذكر شيء من خصائص هذا الامام العظيم
اول ما يأتي من الالقاب للامام هو انه امام , فأي امامة نتحدث عنها تلك التي كان يتبوأ عرشها الحسن بن علي سلام الله عليه . يُعَرِّف الامام الرضا عليه السلام الامامة في خطبة طويلة  له مبين فيها خصائص الامام ودورة , و مما يذكر فيها هذه الجملة ( الإمامة اس الإسلام السامي وفرعه النامي ) الامامة هي نفس الوقت اس و جذر و فرع وغصن  وهذا من التقابل العجيب فلو انت تصورت شجرة لوجدت ان الأصل له اتجاه ودور وللفرع  اتجاه ودور اخر ولا يمكن ان يجتمعا في واحد فالجذر بالنسبة للشجرة يتجه الى باطن الأرض ودورة وعمله انه يثبت الشجرة ويَرْكزها في الأرض , في حين ان الفرع يتجه الى السماء ودور هذا الغصن هوانه يحمل الزهرة التي تحمل الثمرة و الأوراق , فاين الغصن واتجاهه ودورة وأين الجذر واتجاهه ودوره هذا لا يجتمع في الحالة العادية لكننا نجده اجتمع في كلام الامام الرضا عليه السلام في تعريفه للإمامة . فالإمامة تثبيت للعقيدة فهي تتعمق في باطن النفوس وفي نفس الوقت هي تحمل ثمار العلم والهداية والإرشاد للناس جميعا , هي بهذا الحجم الذي يشار اليه في حديث رسول الله  كما ينقله الفريقان ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته جاهليه ) ومع شيء من التأمل هنا في هذا الحديث,  يتوجه الحديث الى الانسان المسلم  الذي يفترض انه موحد لله و مؤمن بالنبوة ويمارس العبادة ولكن مشكلته هي انه لا يعرف امام زمانه فليس أي امام هو المقصود بل هو المعين من قبل الله الذي تبرأ ذمة الانسان عند اتباع ارشاداته وهدايته
تلك التي يتحدث عنها الامام الرضا عليه السلام هي نفسها التي اذا لم يتعرف الانسان عليها ولو كان موحدا و تابعا للنبي و لو كان عابدا فبمقتضى هذا الحديث والاحاديث الأخرى على شاكلته  ( من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميته جاهليه ) ومرة أخرى ( من مات لا يعرف امام زمانه مات ميته جاهلية ) هذه الامامة بهذه المقاييس هي التي يتحدث عنها الامام الرضا عليه السلام والرسول صلى الله عليه واله . فهذه اول صفة ومنصب للإمام الحسن عليه السلام
هذه الامامة هي امر ولطف رباني لا تتأثر بالأمور الخارجية فمثلا امام الجماعة في أي مكان لو لم يصلي خلفه جماعة فانه لا يسمى بإمام جماعه حتى لو كان عالم من افضل العلماء واحسنهم فهو يسمى بعالم جليل كبير ولكنه ليس امام جماعة لأنه لا جماعة تصلي خلفه وهكذا فإمامة الجماعة لا تتحقق الا بجماعة تتبعه أي مسماه بهذا الاسم مرتبطة بوجود الجماعة المتبعة ولكن الامامة الكبرى التي يتحدث عنها الامام الرضا والرسول هذه لا ترتبط بالجماعة واتباعهم له.
فقد يكون الامام المعين من قبل الله عز وجل سجين كالإمام الكاظم وهو امام ,ويكون ايضا الامام حاكما وهو امام كأمير المؤمنين فلا تتأثر فهو امام على كل حال ( قاما او قعدا ) انتصرا او في الظاهر انكسرا, اتبعهما جماعة او لم يتبعهما جماعة أي انهما امامان على كل الفروض والاحوال .
وهنا نحن نتعجب من قسم من الطائفيين الذين لا يفهمون معنى الامامة عند الشيعة عندما يقولون :ها قد سلم الامام الحسن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان !!
لا يملك الامام الحسن تسليم الامامة الى معاوية ولا الى غيره فهو لا يملك تسليم الامامة الى احد حتى لو كان ابنه الا اذا كان معين من قبل الله عز وجل , ذلك خارج تخصصا فلا يمتلك أي ميزة تؤهله لهذا المنصب فحتى لو كان ذلك الشخص الاخر عالما ورعا تقيا وظن الناس انه هو الامام فهو ليس امام طالما ان الله لم يعينه اماما فلا تذهب الامامة اليه.
عندنا الامامة بعد الامام الحسن للحسين ثم لأبناء الحسين فهذا علي الأكبر الشهيد لم يكن شأنه سهل وقليل, قال فيه الحسين عليه السلام  بانه اشبه الخلق خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله  لكنه لم يكن مقدرا له أن يكون اماما مع انه من قريش ومن نسل رسول الله ومن نسل الحسين عليه السلام
هذا علي بن الامام جعفر الصادق كان من اعاظم الناس عالما فقيها  لكنه ليس امام , وقد عاش الى زمن الامام الجواد وكان عمره يقارب السبعين ولكنه ليس امام  في حين ان الامام الجواد كان عمره في ذلك الوقت سته عشر سنه وهو امام لأنه منصب من قبل الله , فيأتي علي بن جعفر الصادق ذلك الكهل العالم الفقيه لكي يقرب حذاء الامام الجواد اليه فهذا امام وذاك ليس امام
أيضا السيد محمد بن الامام  الهادي من اعاظم اهل البيت له مزار يزار في مدينة بلد وهو ممن ترضي عنهم وكان له شأن كبير وعظيم وهو اكبر أبناء الامام الهادي عليه السلام ومنزلته في العلم والعمل منزلة عالية ومع ذلك لم يكن امام بل جاء الحسن العسكري وهو الأصغر عمرا من اخيه السيد محمد واصبح هو الامام , فالعسكري اصبح امام وذاك ليس امام اذن الامامة ليس بالمقاييس البشرية فالإمامة لطف الهي يهبه الله لمن يشاء , ولا يشاء الله شيء خلاف الحكمة , فلو علم الله أحدا في البشر افضل من علي بن ابي طالب لكان هو الامام ولو علم الله ان أحدا في البشر افضل من الحسن بن علي لكان هو الامام , لكن الائمة المعصومين هم افضل البشر لذا كتب الله لهم الامامة واوجب على الناس اتباعهم والاقتداء بهم
لذلك قضية الامامة قضية محورية اصلية اساسية لان الامامة هي خارطة طريق الانسان
فلو كان شخص موحد مؤمن بالنبوة للنبي محمد و مطبق للأحكام الشرعية لكنه مات ولم يعرف امام زمانه فانه لا توحيده ولا ايمانه بالنبوة و لا عبادته سينفعونه لان خطة العام هو خط غير صحيح , نحن لا ننصب محكمة ونقرر من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار فهذا ليس شأننا فالله هو الحكم بين العباد ونحن فقط بصدد شرح حديث رسول الله ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته جاهليه ), فليس كل امام هو الامام المقصود , المقصود هو الامام المنصب من قبل الله
الامام الحسن المجتبى عليه السلام كان واحد في الطليعة من الائمة فهو ثاني الائمة بعد امير المؤمنين
وبالرغم من يأتي و يأخذ مكان امير المؤمنين يحتاج الى بذل جهد عظيم ليحل محله , علي بن ابي طالب ملئ السمع والبصر ملئ المحراب والمنبر ملئ المعركة والميدان , فاذا جاء احد يريد ان يكون مكانه فانه يحتاج ان يتمتع الى صفات كثيره حتى يحل محله لان الناس اعتادوا على مقاس علي بن ابي طالب وهو مقاس ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير كما يقول رسول الله , فاذا جاء احدهم ومارس دور الامامة بكفاءة فانه يتبين انه اقنع الناس و اخذ موقع امير المؤمنين الذي هو في ذرى القمة العالية
الامام الحسن جاء في فترة من الزمان كل الظروف كانت معاكسه له ومع ذلك كما نعتقد هو ادار الصراع بأفضل ما يمكن ان يقود قائد جماعته فقط يحتاج الانسان ان يتأمل قليلا ويتفكر في اعمال الامام الحسن عليه السلام
لنأخذ مفردتين مما هي مشهورة عن الامام الحسن عليه السلام ونخرجها من الاطار الفردي المحدود الى الاطار الفردي والسياسي لنرى تأثيرها , فلقد اشتهر الامام الحسن عليه السلام بصفات كثيرة منها الحلم والكرم
الحــــلــــم
كان حليما وهناك فهمان لقضية الحلم . فمرة نفهم بان الامام الحسن انسان متسامح بحيث اذا أحدا شتمه فانه لا يرد عليه واذا احد اعتدى عليه فانه يحلم عنه و يغفر له وهذا واقعا موجود في الامام الحسن و أيضا هذه الصفة موجوده في كثير من الناس فالحلم من الاخلاق الحسنه بل الحلم سيد الاخلاق كما قال رسول الله صلى الله عليه واله ( الحلم سيد الاخلاق ) ولكن هناك اعتقاد يقول ان الامام الحسن عليه السلام اذا كان حليما مع المؤمنين الجاهلين الذين لا يعرفون مقامة فهذا معروف معناه ومقصدة ولكن اذا يعني ان يكون حليما مع من حكام زمانه الذين كانوا على خط المواجهة الدائمة معه !
هنا الحلم له معنى اخر وهو ان القائد العاقل المفكر والزعيم الذي يقود جماعة كبيرة من الناس لا يستسلم للاستفزاز ولا تثيره التحرشات التي تقوده الى أمور لم يكن قد اختارها. أحيانا سلطة معينه لديها القدرة كسلطة النار والحديد والمال وفي الطرف الاخر يوجد جماعة لا قدرة عندهم ولا قوة عندهم تعادلها , هنا السلطات لتصفية الطرف المقابل تستثيرهم تدريجيا بالكلام او التصرفات والاعمال حتى يتحركوا للمواجهة , اذا استثير الطرف الأقل قدرة وقام بالتحرك والمواجهة فان الطرف الأكثر قوة يقوم بالمواجهة بالحديد والنار وينهون حياته
هنا تأتي قضية الحلم والعقل في إدارة الصراع فلا يستدرج الزعيم والقائد والمجتمع كله الى معركة لم يكن قد خطط لها حتى لا يقطع راسة . هنا يتبين مدى ذكاء وتعقل القائد في ان يمارس العنف و المواجهة او الحلم والتعقل وهذا ما قام به الامام الحسن عليه السلام في مواجهة المخطط الاموي
فالمخطط الأموي بعد ان سيطر على الوضع العام فكر في طريقة لتصفية الوجودات الشيعية من أصحاب الامام الرئيسيين و الامام الحسن نفسه أيضا فكانوا يفكرون كيف يستدرجونهم الى منازلة غير محسوبة من قبلهم حتى يصفون حياتهم وهذا الخطة يمارسها السياسيون
الامام الحسن عليه السلام في مقابل ذلك مارس الحلم , والحلم هنا ليس معناه الجبن وانه لا يرد , فالإمام الحسن في مجالس كثيره كان في مواجهة معاوية والمغيرة بن شعبة وعمر بن العاص وانصارهم وغيرهم حيث كان يرد عليهم ردا قويا لكن لم يكن يُستدرج الى مُنازلة لم يكن يريدها ولم يكن يستفز الى صراع عنيف مسلح هو لا يمتلك جنود واتباع لأنها ستكون الغلبة للطرف الاخر .
هنا يتبين ان حلم الامام الحسن هو صفة أدت الى حماية هذه المجموعة البشرية التي تتبعه من ان تستدرج الى الفناء في مواجهة غير متكافئة تؤدي الى القضاء عليها
الحلم له اكثر من معنى يجمعها عقل الانسان فالحلم يعني العقل الراجح ويتجلى هذا في صورة ممارسات كآن لا يرد على الاستفزاز الا بما يختار هو وبما تملي عليه أخلاقه . فحلم الامام الحسن هو تعقل وبصيرة وتفكير على مستوى بعيد فهو لا يريد ان تكون القضية انتقام لنفسه فيخسر شيعته كالأضاحي لذا الامام الحسن لم يكن ليختار هذا الخيار ابدا .
حلم الامام نحن نفهمه لا بما هو صورة فردية مقابلة اعتداء أخلاقي وشتم باللسان وتنتهي القضية هو يبدأ من هنا ليصل الى كل الكيان التابع له لكل الكيان الشيعي الذي يقوده الا يستفز ولا يستدرج ولا يدفع الى معركة ليس مستعد لها وهذا ربما لا يتفهمه حتى بعض القريبين من الامام الحسن عليه السلام فلقد قال بعضهم نحن أناس لدينا قوة فلماذا نعطي الدنيه في ديننا  حتى بعض المقربين كحجر بن عدي الكندي وقيس بن سعد بن عبادة وهم مخلصون جدا وشجعان ولكن اين نظرة الامام الحسن الثاقبة الاستراتيجية وبين حماس هؤلاء الاصحاب المؤمنين المجاهدين لكنهم لا يمتلكون نفس الرؤيا الثاقبة التي يمتلكها الامام الحسن
أيضا الامام الحسين عليه السلام طبّق نفس خطة الامام الحسن بحذافيرها , فالإمام الحسن عمل لمدة عشر سنوات من سنة أربعين هجريه من بعد استشهاد امير المؤمنين الى سنة خمسين شهادة الامام الحسن عليه السلام .

العطــــــاء والكــــــرم
بعد شهادة الامام الحسن تولى الامام الحسين الامامة من سنة خمسين حتى سنة ستين وكانت الظروف هي نفسها والخطة الاموية هي نفسها التي واجهها الامام الحسن واجهها الامام الحسين بخطة وضع أسسها الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه . فحافظ على هذا الكيان الذي كان يراد له التفتيت و حول مواطن الضعف الى مواضع قوة , الافقار الاموي الذي كان يمارسه الاموين من مراسيم سلطانية  – هذا ما يذكره الحسن المدائني في كتاب الاحداث  هذا الكتاب الذي اتلف وهو يكشف عن صورة الوضع الإسلامي في ذلك الوقت وقد نقل قسم منه أبو الحديد المعتزلي في ذلك الوقت لأنه حتى ذلك الوقت كان موجودا عنده في ذلك الوقت – يقول : في سنة احد وأربعين اصدر معاوية مجموعة من المراسيم  احدها ينص على ان من اتهموه بموالاة هؤلاء القوم فاقطعوا عطاءه ورزقة و امحو اسمة من الديوان  ,فاذا كان هذا يحصل الان ويشتكي بعضهم من حرمان اقتصادي و التميز فان هذا كانت له أصول قانونية  في الحالة الاموية فقد كان هناك افقار مقنن اي اسقاط مقنن فلا يوجد لشيعة امير المؤمنين عطاء ولا ضمان كما هو حق لباقي المسلمين
الامام الحسن عليه السلام واجهه هذه السياسة المقننة في الافقار و واجهه سياسة الاستفزاز والاستدراج الى حرب غير محسوبة , فالإفقار ومنه الاجتماعي التي كان يمارسها الحكم الاموي كان في مقابلها تقوية البناء الشيعي الذي قام به الامام الحسن  فقد كان أي شخص من الشيعة يحتاج أي شيء فانه يتوجه الى الامام الحسن, وقد اعد لذلك العدة .
فمن شروط الامام الحسن في وثيقة الصلح ان يعطيه معاوية سنويا الف الف دينار أي مليون , هل الامام الحسن يبحث عن المال؟ الموارد الاقتصادية لأهل البيت هي موارد كبيرة جدا و لا حاجة للائمة عليهم السلام للمال فنلاحظ ان عطائهم كبير وهم يديرون ميزانية شعبيه 
الامام كان يقول لعمر بن سعد اذا كنت خائف على مكانك و ارضك و بيتك في الكوفة فانا اعطيك ضيعتي البُسريه التي غلتها ستون الف دينار ذهب  في السنه , فهذا غلتها و انتاجها وليس قيمة الأرض والاملاك
الائمة ليسوا فقراء بل يعطون  وعطائهم ليس بالشكل الذي نراه اليوم بإعطاء فقير صدقة بل هي بصورة اغناء في مقابل افقار و إعطاء في مقابل منع و تقوية في مقابل اضعاف , السلطة الاموية كانت تسعى لإضعاف من كان من شيعة علي بن ابي طالب بالحرمان المقنن رسميا وفي المقابل الامام الحسن والحسين كانوا يحاولون انعاش هذه الوجودات بإعطاء المال
اشتراط الامام الحسن على معاوية في البداية أي يعطي مالا كما اشترط ان يمتنع من سب امير المؤمنين عليه السلام مع ان المال لا قيمة له عند اهل البيت فالمال الغرض منه هي هذه الجهة
عرف الامام الحسن بالكرم وهذا يشير الى دورة الأساس الذي قام به  فاذا عرف عن احد الائمة شيء اكثر من غيره فهذا يدل على دوره , فمثلا عرف عن الامام الصادق كثرة الحديث بصدق وهذا لا يعني ان باقي الائمة ليسوا صادقين بل لان الامام الصادق دورة هكذا لذا عرف به وهكذا باقي الائمة والالقاب التي تطلق عليهم
فالإمام الحسن عندما وصف بالكرم فليس باعتباره حالة فردية فقط وانما باعتباره سياسة مواجهه لسياسة اضعاف وافقار كان يمارسها الحكم الاموي لهذه المجموعة لذلك لم تكون حالة الافقار عامه بل موجهه لفئة معينة حتى لا يتمكنوا في الأمور فضلا عن عدم توظيفهم في وظائف رسمية او مرموقة اضف الى الحقوق العامة  انه لا تسجل أسمائهم في الديوان ولا يعطوا من الغنائم
فعرف الامام الحسن بالكرم لكثرة ما يعطي هذه الفئات المحتاجة .  ورد انه جاء للإمام الحسن عليه السلام رجل من أصحابه ومعه هدية قدمها اليه , فشكره الامام الحسن وقال له : ايما تريد ؟ اعطيك قيمتها عشرين ضعفا او اعلمك مسألة من العلم تذهب الى فلان المعادي لنا اهل البيت وتقولها له؟ ,فكان الرجل عاقل  فقال :سيدي مساله من العلم منك خير من الدنيا وما فيها . فعلمة الامام تلك المسألة ثم ذهب الى الرجل المعادي والقاها عليه فسكت المعادي ولم يستطع الإجابة لكون الحجة قوية فرجع الرجل الى الامام الحسن وابلغه بان الرجل لم ينبس بحرف
فتبسم الامام الحسن وقال أتدرى من سررت ؟ لقد سررت الله في عرشه و سررت جدي محمده و سررت امي فاطمة امي وابي علي و لقد و الله سررتني . وهذه عشرين ضعف خذها لك أيضا
هذا العطاء معرفة و تبليغ وارشاد وإعطاء مادي أيضا
جاء رجل الى الامام الحسن فاراد ان يتكلم فأشار له الامام الحسن عليه السلام بانه لا داعي للكلام فقال : كم باقي عندنا فقيل له: خمسة الالاف فقال الامام ءاتيني بها  , فجاء بها اليها فالقاها اليه.  فقال الرجل : سيدي هلا تركتني انشر مدحتي وأقول حاجتي
فقال له الامام :

 نحن أناس نوالنا خضل    يرتع فيه الرجاء والامل
تجود قبل السؤال انفسنا   خوفا على ماء وجه من يسل
لو عرف البحر فضل نائلنا    لغاض من بعد فيضه خجل

هذا شيء عن حسن الحسن وعن اخلاق الحسن الحسنه ولو اريد مدّ الكلام لطال المقام ولكن نحن نذكر هذا توسلا وتبركا بهؤلاء الصفوة بهؤلاء العترة الى الله عز وجل

مرات العرض: 3524
المدة: 00:56:29
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2585) حجم الملف: 19.4 MB
تشغيل:

ثلاث بطاقات في ميلاد الامام الحسن ع
معرفة الله في كلمات الإمام علي