قال تعالى ( ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
هذه الآية القرآنية المباركة هي دعوة لكل صاحب دعوة أن يأتي بالدليل والبرهان وأن لا يكتفي بمجرد الادعاء .
أنت تدعي أن الإسلام هو أفضل الأديان هذه دعوة لابد أن تأتي ببرهان على ذلك ، فإذا أتيت به تكون صادقاً .
أنت تقول أن مذهب أهل البيت عليهم السلام هو المذهب الأحق بالإتباع هذه أيضا دعوة نحتاج إلى برهان نحتاج إلى استدلال ولذلك نعتقد أن المناقشات العقائدية سواء كانت على مستوى الأديان إسلام ، يهودية ، نصرانية ، بل حتى بعض النحل غير الإلهي بودية ماشابه ذلك أو على مستوى المذاهب في داخل الدين الواحد في الإسلام توجد مذاهب و معقدات واتجاهات سيبقى أمر المناقشات إن في صورة مناظرة ، أو في صورة كتاب ورد ، أو في صورة شبه وإيضاح هذه ستبقى ولن يأتي ذلك اليوم إلا ما شاء الله الذي تنتهي في هذه الأمور لا تتوقع أنه يمر على البشرية زمان ما تناقش فيه على مستوى الأديان والمذاهب لذلك عندما نسمع مثلا بعض الأشخاص يقولون إلى متى ونحن في الأمة الإسلامية نعيش في هذه النقاشات والأختلافات والأستدلالات لماذا نشغل انفسنا بهذه الكتب والكتب المضادة يجب أن نترك هذه الأمور و نذهب الى الصناعة و الزراعة والتكنولوجيا وغيره .
هذه دعوات تتجاوز الواقع ، يعني لا واقعية لها .
الواقع يقول : مادام الإنسان ينهج منهج ديناً بشكل خاص فهو يطالب نفسه قبل غيره بالأدلة على ذلك .. لماذا أنت تتبع الإسلام ؟ الإنسان يسأل نفسه لماذا أنت تنتهج منهج أهل البيت فضلاً عن غيره يسأله نفس السؤال لماذا أخترت منهج الإسلام ديناً ومذهب أهل البيت مذهباً في حال إن هناك مذاهب أخرى ؟ لماذا اخترت هذا المذهب .
هذا من جهة الإنسان نفسه ومن جهة غيره أيضاً هو يريد أن يبرهن على أن سائر الأديان خاطئة..
أنت كمسلم تريد في أثناء دعوتك للمسيحية أن تثبت أن المسيحية ليست على حق (المعاصرة لأقل ) وأن اليهودية ليست كذلك وأن المذهب الفلانية ليس كذلك ، فأنت تخاطب نفسك أولاً لتثبت عقائدك و تخاطب غيرك أيضاً لكي إما تدعوه لمنهاجك ودينك أو على الأقل تبطل دعوته إياك .
فهذه الفكرة التي يقول بعضها الى متى والمسلمون يتناقشون ، الشيعة مع السنة والمعتزلة والاشاعرة وأهل الحديث وفي داخل المدرسة الواحدة فلاناً وفلان لماذا لانتفرغ للمستقبل و للعلم وللتكنولوجيا وللصناعة ونشاهد الغرب كيف وصلوا لكذا وكذا ، هذا الكلام لا واقعية له لم يكن هذا في زمن من الازمان ولا هو هكذا ولن يكون في المستقبل هكذا
في زمان رسول الله محمد كان القرآن الكريم يناقش الوثنين من جهة واليهود من جهة أخرى والنصارى من جهة ثالثة بل في بعض الروايات الموجودة في مصادر الأمامية أن جماعة من الثانوية يعني الذين يؤمنون بألهين في الكون إله الخير و إله الشر ايضاً جاءوا الى مناقشة رسول الله صلى الله عليه وآله من زمان رسول الله وهذا الكلام نفسه كان قبل أربعمائة أو خمسمائة سنة وهو اليوم موجود وسيبقى كذلك .
نعم الذي ينبغي أن يقال هو كما قاله القرآن الكريم عندك دعوة عندك نحلة ،، برهن ببرهان عليه ولابد أن يكون البرهان قوي وقاطع ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) هذا طلب معقول وصحيح وممكن.
أدب الحوار ، أدب النقاش ، أدب المحاورة ايضاً مطلوب لاتكن سباب في الكلام .
لا تتهجم لا تستبدل الدليل القوي بالسباب والشتائم لا تصير مثل ذاك صاحب منهاج السنة بدل ما يروح يناقش حجج العلامة الحلى رضوان الله تعالى عليه
كان يبدأ كلامه قال الرافضي ابن المنجس كذا وكذا هذا مو أدب حوار مو أدب مناقشة ، اسمه الحسن ابن يوسف ابن المطهر الحلي الملقب بالعلامة .
الشاهد بالطلب بأن يتوقف الناس عن المناقشة هذا طلب محال غير ممكن ولا حدث و غير حادث في المستقبل مادام الإنسان عنده عقيدة وهو مطالبه بأدلتها لنفسه و لغيره .
نعم يطلب أن على كل نقاش يطلب ببرهان ليس بالقوة و لا بالقمع و لا بالتدمير و لا بالسيف ولا بالحرب كما قالوا
تَلَوا باطِلاً وَجَلَوا صارِماً
وَقالوا صَدَقنا فَقُلتُم نَعَم
انتهى النقاش عند هذا الكلام
لابد أن يكون الانتهاء الى البرهان و الدليل و الحجة المقبولة ، بعد ذلك لابد أن يكون ضمن نطاق اخلاقي تفرضه قوانين الحوار والنقاش ويكون مصداق من مصاديق الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن ..
هذا ما وجدناه في ما صنعه أحد أعلام الطائفة الكبار الذي هو بقدر عظمته كمؤلفاً وبقدر عظمة ومؤلفه وكتابه وهو في نفس المقدار مجهول وغير معروف في الساحة الشيعية وهو المرحوم آية الله المير حامد حسين النقوي الهندي .. ( معجزة الهندهذا ) في ما صنع من كتابه المعروف بكتاب عبقات الانوار في اثبات إمامة الأئمة الأطهار عليهم السلام
المتوفي سنة ١٣٠٦ هـ وعمره فقط ٦٠ سنة وللاسف لم يعمر هذا الرجل .
كتابه قيل فيه كما عن السيد محسن أمين العاملي صاحب كتاب أعيان الشيعة كتاب ترجمه إليه العلماء والآداب والشعراء والحكام من الزمن القديم الى الايام المتأخرة في الطبعة القديمة ٤٥ مجلد يذكر هذا العالم يقول إن هذا الكتاب عقبات الأنوار الذي لم يؤلف مثله لا في السلف ولا في الخلف وبعضهم قال لا أعلم كتاب ألف منذ صدر الاسلام الى يوم الناس هذا يعني أيامه هو لا اعلم كتاب عبقات الانوار لمير حامد حسين النقوي الهندي ..
لنأخذ مقدمات عن موضوع الشيعة في الهند ثم عن سيرته ثم عن الكتاب ..
نبدأ أنه من الهند من لاكنوا ، والقارة الهندية يوجد بها كم مجتمع بشري من شيعة أهل البيت أكثر من أي بلد آخر في الدنيا .
الآن احنا مثلا إذا نعدد أين يوجد الشيعة اعدادهم كثير واضح في القارة الهندية التي كانت معروفة سابقا بالهند ثم انشقت عنها باكستان ومن باكستان اصبحت أول باكستان الغربية والشرقية بعد ذلك اطلق عليها بنغلادش فصارت بدل ماهي دولة واحدة صارت ثلاث دول إذا حسبنا الهند كبلد واحد فإن أقل ما قيل من التقديرات أن عدد الشيعة في الهند يصل إلى 70,000,000 من شيعة أهل البيت وأكثر ما قيل 90,000,000 يعني بين حدي السبعين والتسعين مليون وهذا لانعلم بوجوده هذا العدد في أي بلد من بلدان العالم من شيعة أهل البيت البعض يأتي ويقلل ويقول المجموع كله أربعين مليون أو عشرين مليون أو ثلاثين مليون أو البعض يزيد يوصلها إلى 100,000,000 هذا ما ينفع لماذا ؟ لوهم عند كلا الفريقين ، يتصور إذا صاروا قليل معناه الحق مو معاهم لنفترض 1,000,000 أو نص 1,000,000 هل هذا يعني أن مدام 1,000,000 إذن هم على باطل لكن إذا صاروا 50,000,000 بيصير على حق .. كلا ، الكثرة والقلة لا تدل على حقاً وإلا كان الحق عند البوذيين لأن أكثر سكان الكرة الأرضية في الصين وهم بوذيون في الأكثر أو أكثر أصح المناهج هم الهندوسية باعتبار أن الهند أكثرها هندوس لا الكثرة و القلة لا تدل على حق ولا على باطل ولكن هذه تقديرات .
في هذه المجموعة في الهند توجد حوزات علمية عريقة ، كتب كثيرة ، علماء دين لا يتصور البعض أنه فقط نحن العرب مميزون ، وأما الهنود فلا أحد يفهم وأما غير العرب فلا أحد يفهم أو نحن الإيرانيون أصحاب الفكر المتوقد وأما الهنود هؤلاء على قد حالهم لا ليس الأمر كذلك .
مثل ما عندك عالم هناك عالم ، مثل ما عندك حوزة هناك حوزة مثل ماعندك أذكياء هناك أيضا أذكياء وهذه سنة الله في البشر فكرة أن بعض العناصر وبعض الشعوب وبعض الأقوام اختارها الله بذكاء خاص و بميزان خاص هذه فكرة باطلة كما قولهم
( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم)
فكما تجد في منطقتك العربية وفي الفارسية وفي غيرها أيضاً تجد في تلك البلاد من يعتنق المذهب الحق ومن يدافع عنه ومن يؤلف فيه ومن يحتج به عليك وعليي يوم القيامة.
أنا العربي ابن العربي بل السيد ابن السيد القرشي يوم القيامة يأتون بنا لجنب واحد من الهند من أفغانستان من باكستان ممن عامل في سبيل الله أفضل مما عملت وأحسن إلى هذا الدين أكثرعملت وذلك يكون حجة علي .
فهذه البلاد كما قلنا أولاً في هذا المجموع من شيعة أهل البيت التي يعد أكبر تواجد شيعي في العالم يوجد فيها حوزات علمية وعلماء وكتب ومكتبات و التزام إلى غير ذلك بل يوجد فيها في بعض الفترات التي امتدت حوالي 350 سنة دول شيعية كاملة في جنوب الهند من سنة 900 هجرية إلى حوالي سنة 1230 بل بعدها كان هناك دول متعدد المملكة عادل شاهيه والقطب شاهيه ومملكة أوده وغيرها ممالك شيعية تنهج منهج أهل البيت وتنشر فقه أهل البيت وتعتمد هذا الفقه في أحكامها وحكوماتتها .
في هذه البيئة وبالذات أيام مملكة أوده ولد المير حامد حسين سيد من أبناء رسول الله ينتسبون إلى الإمام محمد الجواد عليه السلام والإمام الهادي عليه السلام تقوى ونقوي هذه نسبتهم هناك فهذا السيد الجليل وجد في تلك الأجواء ، الحاكم في تلك المملكة مملكة أوده إستدعى أحد العلماء الفقهاء وكان يدرس في النجف الاشرف ويسمى السيد علي دردار النقوي كان عالماً كبيراً وفقيهاً وقال نحن عندنا مملكة شيعية في هذه المنطقة في الهند ونحتاج الى احكام ونحتاج الى علماء الى شريعة الى قضاء وجاء هذا السيد و منها بدأ في الحوزات و بدأ في التدريس و بدأ في وضع القوانين و نشر الأحكام إلى غيرها .
والد مؤلف كتاب عبقات الانوار هو من تلاميذ هذا السيد والده سيد محمد قولي النقوي عاش في تلك الأجواء وتتربى على ذلك العالم الجليل وهو بدوره أنجب ولد اسمه مير حامد حسين، وهذا درس على يد والده العلم وتخصص فيه و برع من العجيب أو من الطريف أن مير حامد حسين لم يخرج لي طلب العلمي الشرعي من الهند لا ذهب الى النجف ولا ذهب الى قم و لا الى غيرها وإنما دراسته كلها كانت في بلادهم وهناك ايضاً اصبح فقيهاً مجتهداً وهذا يبين لنا أن طالب العلم حتى لو تتطلبت ظروفه أن يعيش في بلده ولا يتمكن من الذهاب إلى بلد من بلدان الحوزات الرئيسية والمركزية يمكن بجديته أن يبلغ الدرجات العاليات من العلم إذا كان عنده إصرار وتصميم وعنده برنامج يستطيع أن يصل .
هذا مير حامد لم يذهب الى قم ومن هناك بلغ الاجتهاد والفقاهة ، في تلك الفترة خوفاً من انتشار مايسمونه بالمد الشيعي الى جوار مملكة أوده أحد علماء الحنفية يسمى مولوي عبدالعزيزالدهلوي من دلهي عالم ، حنفي ، خشية على المسلمين من أن يتأثر أهل البيت فجاء بكتاب سماه التحفة الاثنى عشرية ، اسم هذا الكتاب اسم لطيف لكن في داخله كلها رد على شيعة أهل البيت وفيه ما يزعم من إبطال إمامة أمير المؤمنين وإمامة المعصومين عليهم السلام و أنه علي ابن أبي طالب حاله حال بقية الخلفاء لاقضية وصية ولاغير ذلك .
اسمه ماذا ؟ التحفة الاثنى عشرية هذا مثل ما ما جاء في القرآن ظاهرة فيه الرحمة وباطنة من قبله فجاء بهذا الكتاب ونشره في تلك المنطقة للرد على أفكار الشيعة وعقائدهم .
طبعاً خلق موج حتى وصل إلى الأفق العربي الألوسي في بغداد جاء بالكتاب وترجمة إلى العربية و عمل مختصر التحفة الاثنى عشرية ونشر أيضاً في وسطي أهل العراق من غير الشيعة اختصار لذلك الكتاب رد على أصل الكتاب من قبل علماء ومن ضمن هذا السيد الذي قلنا عن السيد علي دردار إلا أن العمل الضخم الاستثنائي هو ماقام به مير حامد حسين رحمه الله الذي كما قلتا مثل صاحب الاعيان الذي هو عارف بالشخصيات والعارف بالكتب مؤلف في هذا الباب الذي يقول لم يعمل مثله لا في السلف ولا في الخلف يعني لا في السابقين ولا في اللاحقين والعلامة الأميني يقول في حق هذا الكتاب وقد استشهد به كثيراً جداً في كتابه الغدير وصاحب المستدرك ماذا بقول فيه والميرزا الكبير الشيرازي المجدد صاحب ثورة التمباك يرسل رسالة الى المؤلف ماله يبجده فيها أعظم التبجيل ويقدر الكتابة أعظم التقدير و يأمر أن يطبع هذا الكتاب ولو من سهم الإمام عليه السلام ويندب الشيعة لقراءته والاطلاع عليه .
هذا العمل الضخم الذي عمل به من هو ؟
السيد مير حامد اللكنوي النقوي ،، ماذا فعل هذا ؟ كان عنده تتبع غريب للكتب التي يمكن أن يستفاد منها كمصادر ؟ ماذا كان يفعل ؟ هذا نذكره ليكون حجة علينا في هذا الزمان ، هذا المير حامد حسين إذا عرف أن في اليمن كتاب أو كتب ممكن أن تفيده في الرد على هذا الكتاب يسافر إلى اليمن قم و النجف لم يذهب لهم للدراسة ، لكن من أجل أن يحصل على هذا الكتاب يذهب الى اليمن في ذلك الوقت التي كانت الاسفار أنتم تعلمون كيف كانت ، أكثر من هذا نقل بعض مترجميه إنه عرف أن عدد من الكتب القديمة التي تنفعه في بحثه بعضها في مكة المكرمة وبعضها في مكاتب شخصية لاشخاص وبعضها في مكاتب عامة فكان إن جاء إلى الحج وراح يأجر نفسه خادم ، حمال ، طباخ أي إلى صاحب المكتبة هذي الغرض من ذلك ماذا ؟ أنه يحصل على هذا الكتاب
يذكرون في مكة المكرمة كان يعمل عند أهلها ممن يمتلكون المكتبات من أجل الحصول على هذه الكتب كان يشغل نفسه ويؤجر نفسه ، ايضاً يذكرون أنه رأى أن في مصر بعض الكتب هكذا فذهب الى مصر ، اليمن ذهب الى اليمن حتى لقد ذكر بعض الباحثين أنه بعد مافرغ من مصر و أخذ مايحتاج إليه من الكتب
وكان في السفينة وجالس يقرأ الكتب وكان كثير القراءة كما سنشير إليه بعد ، كان يقرأ الكتاب جاءت ريح شديدة وطيرت هذا الكتاب البحر فما كان منه إلا أن ألقى بنفسه في البحر الهائج والناس يقولون له ياعاقل هو لما يلتفت لكلامهم الى إن استطاع الحصول على الكتاب على الرغم من اتلاف جزء منه بسبب الماء ولكن المقدار الذي يفيده استفاده منه . بهذا المقدار كان حاضر أن يبحث عن الكتاب والمصدر ، فكان يخاطر بنفسه من أجل هذا الأمر حتى تعرف أن المذهب و أن هذا المنهج لم يصل إلينا بسهولة .
كيف كان يطالع الكتب مير حامد حسين ؟
قالوا : كان يطالع وهو جالس الى أن يكل و يتعب فيقف ويظل يطالع الى أن يكل ويتعب يتضجع على الجهة اليمنى نفس الشيء ثم الجهة اليسرى وهكذا ينام على الخلف ويضع الكتاب على صدره حتى قالوا أنه عندما توفي وجدوا أثراً هكذا من الخط (الحز ) على صدره فلما سألوا ابناءوه ماهذا الذي على صدره … ضربه قالوا لا هذا من كثر ماكان يضع الكتاب على صدره خصوصا تلك الازمنة كانت الكتب حجمها بالكيلوات ، كتب ثقيلة وهذا بالساعات كان يضع على صدره وعلى مدى أيام كان يطالع فيها ويبحث وينقب عنها بهذا الشكل استطاع أن يؤلف هذا الكتاب ..
هذا الكتاب ماذا يحتوي ؟
كتاب التحفة الاثنى عشرية صاحبه المؤلف يقول الشيعة عدهم ست أيات وأثنى عشر حديث فقط
ست آيات يستدلون بها على أمامة علي عليه السلام و على أهل البيت وأثنى عشر حديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله
الآية الاولى آية الولاية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)
الآية الثانية آية التطهير ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
الآية الثالثة آية المودة في القربة
الآية الرابعة آية المباهلة
الآية الخامسة آية الإنذار ( أنما أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)
الآية السادسة ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )
يقول الشيعة عندهم هذه الآيات يستدلون بها على إمامة علي ابن ابي طالب عليه السلام وعدهم ضعف هذا المقدار أحاديث
حديث الغدير
حديث المنزلة
حديث الولاية
حديث مدينة العلم
حديث الأشباه والتشبيه ( من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ؛ فلينظر إلى علي بن أبي طالب)
حديث الطير
حديث مدينة العلم
حديث المناصبه ( من ناصب علي فهو كافر )
وحديث النور ( كنت أنا وعلي من نور واحد بين يدي الله عز وجل )
حديث خيبر ( لأعطينَّ الراية غداً رجُلا يحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسوله)
وحديث الحق ( اللهم أدر الحق معه حيث مادار )
وحديث المقاتلة ( النبي يقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل )
وحديث الثقلين ..
قال هذه كل الأحاديث التي يستدل بها الإمامية على إمامة علي بن ابي طالب وقال أنا يعني المؤلف حاضر ابطلها كلها أما الآيات فلاتدل على ذلك
هي الآيات صحيحة ولكن لاتدل على مايذهب له الشيعة الإمامية وإما الأحاديث فمنها ماهو ضعيف السند ومنها من لا دلالات له فيه .
المير حامد حسين النقوي ماذا فعل ؟
أول عمل عملها كما ينقل بعض الباحثين عمل أمر عجيب
هذا الكتاب ليس كتاب المؤلف هذا الكتاب لعالم من أفغانستان اسمه نصر الله الكابوي واسمعه الصواقع
فأنت إذا لست أمين مع مذهبك بتكون أمين مع غيرك من المذاهب اذا أنت أخذت كتاب غيرك بأدلته وطريقته حتى إشارة بالخطأ ما أشرت مثل وقد ذكربعض هذا مثلا فلان كاتب حتى يرفع العتب
فقط غيرت اسم المؤلف و اسم الكتاب
كيف هذا يحدث .
وهذا أمر عجيب في ذلك الزمان .. الأمر الآن سهل تستطيع أن تكتب كلمة في محرك البحث وتستطيع معرفة من أين جاءت هذه العبارة وكم رقم الصفحة ومن هو المأخذ من الثاني لكن ذلك الزمان وذاك المؤلف في افغانستان وهذا الكلام في الهند أين هذا وأين ذلك ؟
أولاً أنت يارجل كن أمين مع جماعتك وأصحابك بعدها بدأ وضع لكل آية من الآيات مجلد كامل فيها
فمجلد كامل لذلك الزمان الذي تقارب مابين خمسة وستة مجلدات في هذه الازمنة ، للاسف بحثه للقرآن لم يطبع لايزال الكتاب مخطوطاً
جاء في البحث في الاحاديث كتب أثنى عشر مجلد لكل حديث من الأحاديث مجلد كامل بحث فيه طرقه المختلفة وأسانيده المختلفة على رأي رجاليه مدرسة الخلفاء يقول هذا الحديث رواه فلان عن فلان هذا صحيح بتصحيح البخاري مثلاً ، هذا صحيح بتصحيح الترمذي ، هذا صحيح بتصحيح رجاله من قبل فلان من الرجاليين من مدرسة الخلفاء ليكن أبلغ في البرهان ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
اذا قال هذا الحديث على رأي علماءنا الأمامية ذاك يقول مااعترف برأي علماءكم الأمامية لازم يجيبها على رأي علماءه هو فجاء ببحث رجالي و تتبع لكل راوي و لكل حديث و أظهر أن هذه الأحاديث أحاديث تامة السند على رأي مصادرهم وعلماءهم وبدأ يبحث في معانيها و دلا لاتها ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) ذاك الخصم بقول مولاه معناه حبيب معناه صديق ماترتبط بالولاية السياسية ولا بالولاية على الخلق .
( من كنت مولاه فعلي مولاه) يعني من كنت صديقه يعني علي بن ابي طالب صديقه فبدأ يحلل هذه الكلمات من خلال بحث لغوي مستوعب من خلال أمهات المصادر اللغوية التي لايملك الإنسان إلا أن يدعن لها ولذلك مثل المجدد محمد حسن الشيرازي والذي كان في زمان المؤلف كان ومن تلامذة الشيخ الانصاري و ذلك بعد أن أطرأ فيه أو بالغ فيه على الاصح على الكتاب أو الكاتب قال هكذا وهكذا وليكن و إلا اذا كنت ترغب بالتأليف ونصرت أهل البيت فلابد أن يكون بهذه الطريقة من الأتقان والتتبع الذي قام به مير حامد حسين رحمة الله عليه ..
فاستوعب بحثه هذا الاحاديث كلها والآيات المباركة كلها و كتب في كل منها مجلد كامل ، الكتابة الاصلية هي بالفارسية والآن يعرب فقد عرب منه تقريبا ثلاثون مجلد باقي النصف الآخر ليكتمل فيصبح بعدد فوق الستين من المجلدات كلها في إثبات منهج آل محمد فهذه كان من جهده .
أحد اعلامنا الكرام آية الله السيد أحمد الميلاني من الفقهاء في قم اختصر الكتاب وعربه بعنوان خلاصة عبقات الأنوار في اثنا عشر مجلد الآن مطبوع والغير مختصر يتوقع أن يتجاوز ستين مجلد من العلم المتقن والذي يمدحها كثير من المراجع الشيعة يمكن واحد يقيم هذا الكتاب ويقول هذا كتاب جيد لكن هناك أحد هو اساس شغله مع الأدلة والبراهين مثل العلامة الأميني رضوان الله عليه مثل صاحب اعيان الشيعة مثل صاحب المستدرك وهو من المؤلفين ومع ذلك يقولون إن هذا الكتاب عقبات الانوار لم يؤلف مثله لا في السلف و لا في الخلف فجزاء الله هذا العالم الجليل أعظم الجزاء و أحسن الجزاء ووفقنا لأن نقتدي به في هذا الجانب ، جانب الانتصار الى مذهب أهل البيت عليهم السلام بمقدار مايستطيع الإنسان ومايكون عليه حجة في يوم القيامة .
قد إنسان لايستطيع أن يعمل كما صنع مير حامد حسين
لا عنده عقليته ولا عنده قدرته ولك بإمكانه إن يفعل أشياء كثر فهذا يحاسب بمقدار قدرته وذلك يحاسب بمقدار قدرته .. نسأل الله أن يوفقنا لذلك .
مسألة الأخذ والرد و الحوار والنقاش لايخلوا منها مكان في أيام السلم بل في أيام الحرب في أيام القتال ذاك يريد إن يحطمك نفسياً و يبطل حجتك فيضعف موقفك المعنوي حتى في الحرب ايضاً كذلك .
لذلك تجدون الحروب الاعلمية من إشد الحروب في زمان أهل الييت عليهم السلام كان اعادائهم يحاولون إسقاط منهجهم وذلك بجلب علماء بجلب شبه وكذا من أجل الإطاحة ببراهين أهل البيت عليهم السلام بل حتى في كربلاء وجدنا مناظرات بين بعض اصحاب الإمام الحسين عليه السلام وبين بعض الذين كانوا في معسكر عمر ابن سعد .
برير ابن خضير يتناقش مع اشخاص يقول لواحد أنت يافلان عمرك الماضي كان في غير الصلاح الآن أنت عندك فرصه تغير حالك وتأتي الى منهاج أهل البيت عليهم السلام وتنصر الامام الحسين وتكفر عما سبق
فيقول له ذاك نحن الطيبون جماعة عمر ابن سعد وبني أمية … اذا أنتم الطيبون نحن من نكون ؟ معنا الحسين ابن ابي طالب من الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهذا نجده في كل موضع من المواضع التي يصير فيها كلام كان أولئك يحاولوا أن يهزموا اصحاب الحسين عليهم السلام بكلام ولو باطل
لما ذهب جماعة منهم حبيب ومنهم زهير و منهم ابو الفضل العباس للقوم لكي يطلبوا منهم ينتظروا ويوقفوا القتال مادام وقت صلاة الظهر صار فطلبوا منهم إيقاف القتال بطلب من الامام الحسين عليه السلام فقال الحصين بن نمير التميمي كان رئيس الشرطة في عهد يزيد وهو الذي خلف مسرف ابن عقبة المري في إباحة المدينة المنورة لما أبيحت وبعد ذلك ذهبوا الى مكة النائب بعد مسرف هو الحصين بن نمير التميمي وهو ومسرف يقولان نحن لا نعمل عمل اتقرب الى الله به من قتل أهل المدينة و أن ابيح النساء هذا قربه الى الله .
هذا الرجل لما سمع أنهم طلبوا من الجيش الأموي إن ينتظروا الإمام الحسين واصحابه لكي يصلوا الصلاة .
فقال وماتنفعهم الصلاة صلوا فإن صلاتكم لا تقبل هنا ثأر حبيب بن مظاهر وزهير ابن القين لا تقبل صلاة ابن بنت رسول الله وتقبل صلاتك ياخمار .
التحم اصحاب الامام الحسين عليه السلام مع أولئك وقتلوا ، وقسم منهم قتلوا عندما وقفوا يدرؤون السهام عن الحسين عليه السلام وهو يصلي لربه حتى قال سعيد بن عبدالله الحنفي وقد وقف عند الحسين عليه السلام وهو يصد عنه السهام لكي لاتصل للامام تارة بيده وأخرى بسيف وتارة بدرعه حتى نزفت دماؤه ما انتهى الامام من الصلاة وقد وقع على الارض وهو يلفظ أنفاسه فقال للحسين عليه السلام أوفيت لك قال بلى انت أمامي في الجنة بلغ رسول الله عنا السلام وقل له نحن في الأثر.