الشهيد الثاني مداد العلماء ودماء الشهداء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 16/9/1446 هـ
تعريف:

الشهيد الثاني مداد العلماء ودماء الشهداء

الفاضلة امجاد حسن

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا رسول الله صلى الله عليك وعلى ابن عمك أمير المؤمنين وإمام المتقين صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم، يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم: (ولا تحسبن الذين كتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم. عطروا مجالسكم بذكر محمد وآل محمد، اللهم صل علة محمد وآل محمد. حديثنا بإذن الله تعالى يتناول أحد أعظم الطائفة الذي جمع بين مداد العلماء ودماء الشهداء وهو الشهيد الثاني الشيخ زين الدين ابن علي الجبعي العاملي المتوفى سنة 966 هجرية هذا العالم الجليل اشتهر بلقب الشهيد الثاني تمييزا له عن الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي العاملي رضوان الله تعالى عليه الذي توفي قبله بمدة من الزمان أيضا مقتولا على دوافع طائفية وله تاريخ وسيرة وعلم وكتب لعل الله يوفق أن نتناول شيئا من حياته أي الشهيد الأول، الآن حديثنا هو عن الشهيد الثاني رضوان الله تعالى عليه. أولا: موضوع الشهادة بالذات عند علماء الإمامية ليس شيئا استثنائيا وذلك لأنهم متى رأوا أن الدين يحتاج إلى وقفة فيها دماؤهم وقفوا كذلك في الغالب مع أن الشيعة أهل البيت عليهم السلام اتخذوا من التقية والحكمة وإدارة الأمور بالرفق ما أمكن منهاجا عاما في حياتهم إلا أن تعدي أعدائهم كان كبيرا إلى الدرجة التي لم ينفع فيها في مواضع كثيرة ممارسة التقية والتمسك بالحكمة ولذلك فإن عدد شهداء الفضيل كما سماهم العلامة الأميني صاحب الغدير رحمه الله في كتابه المشهور حيث ترجم لمئة وثلاثين عالما بين شيخ وبين هاشمي من خصوص العلماء الذين قتلوا قتلا وأورد سيرهم وحياتهم كتابه شهداء الفضيلة للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي صاحب كتاب الغدير فقضية الشهادة عند علماء أهل البيت عليهم السلام خط ممتد اقتدوا فيه بأئمتهم صلوات الله وسلامه عليهم حين يحتاج الدين إلى ذلك لكن اشتهر من بين هؤلاء الشهيد الأول كما ذكرنا واشتهر أيضا الشهيد الثاني وهو الذي نتحدث عنه حتى إذا أطلق لقب الشهيد انصرف إلى الأول وإذا قيد بالثاني يتبادر إلى الذهن هذا الشهيد الشيخ زين الدين الجبعي العاملي صاحب كتاب مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام وعدد من الكتب النافعة. خل نمشي مع حياته من البداية ففيها من العبر ومن الدروس ما فيه كفاية. البداية كانت عندما كان صغير السن وقد كان ذكيا وحسن الحافظة كما التفت إليه والده علي الجبعي العاملي وهو شيخ كبير وهو أستاذ ولده أيضا بس في البداية جعله في ما يسمى بالكتاب وما شابه ذلك وقد حفظ القرآن الكريم وعمره نحو عشر سنين وهذا أمر في العادة قليل يحصل لنوادر من الناس أن تكون له حافظة بهذا المقدار وفي نفس الوقت رح يصير أيضا له عقلية جبارة لأنه قد يحصل أن كثير قدرة الحفظ عنده جيد ولكن القدرة العلمية والتحليلية والاستدلالية لا تكون كذلك وهذا متوفر قدرة الحافظة عنده قوية لكن أن يجمع بين الأمرين هذا قلائل من الناس الشاهد أن والده جاء به إلى المعلم ليعلم في السنوات الأولى وقال له هذا ابني وعنده ذكاء وعنده حافظة جيدة فأنت اشتغل عليه في تحفيظ القرآن وإذا خالف في شيء ارتكب خطأ قصر في درسه خبرني أنت لتعاقبه أخبرني عن ذلك وأنا أعرف ماذا أصنع معه هذا المنهج وين وين منهج بعض الناس ليجيب ابنه إلى المعلم أو إلى المدرسة إن شاء الله الزمان ماكو ويقول هاكم خذوه لحم ورجعوه لنا عظم أو أنه إذا كذا لا يردك إلا الخيرزانة هذا العالم والد الشهيد يعرف قدرة هذا الابن ويعرف كيف يدير هذه القدرة لأن أحيانا بعض الأساليب التربوية الخاطئة تعطي أثرا معاكسا تجد قسم من أبنائنا ما يصدق يخلص السنة حتى يلقي بالكتب في أعلى السماء كأنه منتقم منها ليش خلوها عليه طول هالمدة؟ هذه العلاقة المتوترة والمتشنجة بالدرس والكتاب والعلم هذه تنبئ عن أن هناك أسلوبا تربويا غير صحيح لا يرغب في العلم ولا يشجع على التحصيل ولا يجعل التفاهم عشقا لهذا الولد وإنما يشكله نوع من العداوة متى يخلص الدرس حتى يروح يرتاح؟ متى يخلص المدرسة حتى يشتغل؟ طيب وعلى هذا المعدل هذا يبين أن هناك أساليب تربوية خاطئة حتى بعض الأساليب التي تطلب من الطالب أن يجيب الدرجة الكاملة قبل مدة نشروا في بعض الوسائل الإخبارية في مصر أن فتاة انتحرت قبل حصولها على نتائج نهائية مال الثانوية راحت وانتحرت وماتت ليش كتبت رسالة أنه خايفة من والدها ومن والدتها والدها يعاقبها والدتها تهزئها وتسخر منها إذا ما جابت العلامة الكاملة وما تفوقت فهي أنهت حياتها بهذه الطريقة بعد ما ماتت طلعت النتائج كانت متفوقة الآن ما الذي ينفع والديها من تفوق هذه الميتة في الدرجات؟ هذا أسلوب تربوي خاطئ أن يكون الولد ذكراً كان أو أنثى تحت رهبات وخوف الوالدين إذا ما تجيب درجة كاملة كذا وكذا نصنع فيك هذا منهج تربوي خاطئ بعض المعلمين أيضا يمارسون هذا الدور الخاطئ وهذه التربية الخاطئة أكو قسم من المعلمين لا الحمد لله كما يقولون تخليه على الجرح يطيب يحتضن الطالب حتى الطالب غير الراغب يجعله بأسلوبه راغباً في العلم حتى الطالب المتعثر يقدر يرفعه من عثرته جيد هذا المدرس هو الذي يجب أن يتصدر أماكن التدريس وأكو آخرون الذين بهذه الطريقة بالتهديد بالإرعاب بالتخويف بالتحدي بالانتقام بعض المدرسين يريدون أن ينتقم من هذا لماذا لم يقعد راحة لماذا لم يحترمه لماذا لم يأدبه فهو يأدبه بالدرجات الناقصة حاصل أن والد الشهيد الثاني لما أعطاه للمعلم ذاك الوقت تعليم القرآن واللغة وما شابه ذلك في وقت مبكر أنت جوا إذا حفظ القرآن وقد أكمل تسع سنوات وداخل في العاشرة هذا من متى لازم يكون بدأ الدراسة والدرس احنا واحد عمره تسع سنوات يعني في ثاني ثالث ابتدائي بالكاد خط له السطرين طيب وهذا يحفظ القرآن الكريم ويعرف قسطا وافرا من علوم اللغة وما شابه فهذا كان في بدايته بهذا النحو ثم أخذ يدرس العلم الديني على يد والده وعلى آخرين أيضا ممن كانوا في هذا المستوى وكما كان وكما ذكرنا في غيره فإنه لما اتجه إلى طلب العلم الديني أخذ يدرس على علماء من غير مذهب الإمامية أيضا، فسافر إلى القدس وسافر إلى دمشق الشام وهو من جباع، جباع منطقة في الجنوب وهي منطقة تعتبر شبه مصيف لأنه صاير فوق الجبل وبارد في وقت الصيف وبعض الناس يذهبون ليصيفون فيها منطقة جباع أو جبع أو جباع الآن قال لها جباع فمن تلك المنطقة يطلع يروح إلى دمشق إلى سوريا من تلك المنطقة يروح إلى القدس إلى فلسطين من تلك المنطقة ينزل إلى صيدة، صيدة كانت ولا تزال مع أنها في الجنوب إلا أن يبدو أن النسبة الكبيرة فيها هم من غير أتباع الإمامية، بعد صيدة الجنوب الغالب عليه هو أنهم ينتمون إلى مذهب أهل البيت، لكن صيدة التي هي البلد الأكبر وواجهة الجنوب لم تكن كذلك، فكانت مجمع للفقهاء والعلماء من مذاهب مدرسة الخلفاء. الشهيد الثاني في شبابه كان يأتي إلى صيدة يسافر إلى دمشق كما ذكرنا إلى القدس لكي يأخذ علوم مذاهب مدرسة الخلفاء من الشافعية والحنفية والمالكية من أفواه أصحابها المتخصصين لما ذكرنا من الأسباب في ليال مضت حتى لا يصيروا جهل بهذه المذاهب ولا يأخذوا كلام عن المذاهب من أيدي خصومهم أو من المعادين لهم لا يدرس المذهب المالكي على يد فقه مالكي وليس على شافعي أيضا يدرس المذهب الشافعي على عالم شافعي وليس على عالم حنفي لأن يدر بين المذاهب أكو بعض المشاكل فيأخذ كل مذهب من أربابه ومن المتبحرين فيه وهذا مكن الشهيد الثاني رحمه الله من أن يجمع ثروة علمية هائلة بالإضافة إلى علمه بمذهب أهل البيت صار أكثر خبرة من كثير من علماء تلك المذاهب بمذهبهم فتصور أنه هم عنده تبحر في مذهب الإمامية وفي سائر المذاهب. وأما في مذهب الإمامية فأنا ما أريد أخذ لك في التفاصيل شيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله من كبار العلماء عندنا عند الإمامية يعين ثلاثة علماء هم أعلم الطائفة الشيعية بفقهها ثلاثة علماء واحد منهم يذكر الشهيد الثاني من بعد زمان الغيبة إلى زمان الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله يعني بحدوث سنة ألف ومائتين وشيء ألف ومائتين وعشرة وعشرين يقول من زمان شيخ الطائفة سنة أربعمية وستين متوفى إلى زمانه هو يعني حوالي ثمانمائة سنة أعلم علماء الشيعة ثلاثة واحد منهم هذا الشهيد الثاني. هذا الشهيد الثاني استشهد عمره خمسة وخمسين سنة يعني ما عمر قتل في هذا العمر هذا واحد يقول عنه والآخر أحد مراجع التقليد توفي قريبا رحمة الله عليه السيد محمد صادق الروحاني رضوان الله تعالى عليه كان عالما جليلا هذا أيضا نقل عنه أنه يذكر ثلاثة من أعلم علماء الطائفة يذكر واحد منهم الشهيد الثاني فكان بهذه المنزلة في الطائفة أعلم علماء الطائفة بناء على كلام هذين الفقيهين ومعرفته بالفقه الآخر أيضا بنفس المقدار كما سيأتي بعد قليل هذا مع أنه في ذلك رسالة إلى طلاب العلم الديني بل إلى المثقف المؤمن وإلى سائر الناس أن الإنسان يستطيع الانتصار على ظروفه وليس من الصحيح أن يتعلل بالظروف الآن لما تقول إلى واحد مثلا لماذا لا تحاول أن تحفظ المسائل الشرعية المرتبطة بك المسائل العقائدية القريبة منك يقول تدري الدنيا ومشاغلها واحد لا يتمكن حتى يحك رأسه يقوم بهذا الشكل وهو يحك رأسه ويقول لا يتمكن حك رأسه طيب لا يتمكن حك رأسه من صوب البيت ومن صوب مطالبه ومن صوب الكد على العيال والعمل دعني أعطيك هذا النموذج شهيد الثاني رحمه الله تعالى كان في بعض يومه يذهب لجمع الحطب للتدفئة وللطبخ لأهل بيته لازم هو نفسه يروح يدور حطب يقطع في تلك الأحراش من أجل أن تلك المنطقة في الشتاء الثلج بعد ما يكون لا يوجد مزح حتى يتدفوا ويبقوا على قيد الحياة كان لابد أن يجمع كل فترة هذا المقدار هو بنفسه يجمع الحطب من الأحراش والغابات وهذه الأماكن من أجل التدفئة والطبخ بعد كان عنده مزرعة الذي من خلالها يعيش يزرع فيها ويحرسها في جوف الليل يذكرون في تاريخه كان له كرم وبستان يحرسه جانبا من الليل يعني هم حارس ليل حسب التعبير إلى المزرعة مالته هم مزارع أيضا يزرع فيها لكي يمر حياته ومعاشه وأيضا يجمع الأحطاب والأخشاب وكذا الشجر من أجل أن يستدفئ أهله وعائلته ويطبخون وفوق هذا كله أيضا هم لازم يدرس فقه المذاهب الأخرى ويبرع في مذهب أهل البيت. أنا حقيقة أتعجب كيف أن إنسان يستطيع كل هالأمور يسويها وأليس هذا حجة أليس هذا حجة على أمثالنا من الأمثال يعني أنا المتكلم من المقصرين التي تتوفر عندهم كل الأمور الرفاهية والحياتية وتختصر لهم الوقت ومع ذلك هذا مثلي وأمثالي لا ينتج شيئا ولا ينتفع به في شيء وهذا كما يصدق على طلاب العلم الديني يصدق أيضا على طلاب العلم الدنيوي تجد قسم من الناس أيضا هكذا الأموال المتوفرة عنده والمكيف وسائل التواصل وإلى آخره ومع ذلك آخر الأمر بالكاد يأتي بنتيجة حسنة هذا ليس حجة على هذا الشخص فهكذا كان هذا العالم بل العالم من المعارف وهذا البحر الخضم من الذكاء ومن القوة العلمية ومن الاستيعاب. المهم بعد هذه الفترة اشتهر وعلى صيته أخذ الناس يعرفون أن هذا عالم جليل طلاب العلم صاروا يقصدون مكانه من أجل أن يدرسوا عليه ومن أن يأخذوا منه العلم بل وصل الأمر إلى بلاد الآستان أسطنبول في ذاك الوقت لبنان كانت تابعة للدولة العثمانية وصل لهم خبر أنه أكو عالم كبير يفتهم للمذاهب الأربعة ويحيط بها وعند معرفة بفقه الشيعة الإمامية وهو لا يزال في بدايات عمره فطلب عن طريق الوالي أن يسافر الشهيد الثاني شيخ زين الدين إلى أسطنبول إلى الآستانة وكان ذاك الوقت فترة حكم الأتراك قد يكون في زمان سليمان القانوني لأنهم لم يحددوا التاريخ بشكل دقيق وقد يكون في أيام سلفه السلطان سليم الأول أو من بعده مراد الثاني. ذاك الوقت طبعاً كانت الأجواء الطائفية متشنجة جداً وذلك على أثر الاشتباك الذي كان بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية في إيران ومعارك طاحنة كانت بينهم لا سيما بين سليمان القانوني وبين الصفويين هذولا يرفعون شعار الشيعة وذولهم يرفعون شعار السنة والكل يأكل بهذا الشعار بس هذا أثر وللأسف يعني أحياناً المعارك تصير بين الدول والقادة لمصالح معينة وتكون الضحية هي المجتمعات ففي تلك الفترة كما قلنا كان الوضع الطائفي متشنج جداً على أثر ذلك دعي في هذه الأثناء الشهيد الثاني إلى اسطنبول راح نزل على قاضي القضاة يسمى قاضي زادة الرومي القضاة يعني أكبر قامة علمية في الدولة العثمانية. فلما جاء الشهيد الثاني في البداية لم يحفل به لكن بعد شوية صار بعض المباحثات العلمية رأى هذا القاضي أن هذا الشهيد إحاطته بمذهب الحنفية اللي هو المذهب الرسمي للدولة العثمانية إذا هي مو أفضل من إحاطة ذلك القاضي مو أقل منه رجل متضلع في المذهب الحنفي ألقى عليه بعض المسائل في المذهب الشافعي شاف الرجل لا محلق في الفضاء وين ووين يوصله في المذهب المالكي أيضا كذلك في المذهب الحنبلي كذلك فأعجب به إعجابا كبيرا وقل أنت تبقى في ضيافتي إلى أن السلطان يستقبلك وحتى بعد ما يستقبلك أنا أحب أن أستضيفك وطلب منه في هذه الفترة أن يدون له رسالة من المسائل التي يرتئيها مناسبة فدون له الشهيد الثاني في خلال عدة أيام رسالة في عشرة علوم أساسيات الفقه أساسيات الأصول أساسيات العقائد أساسيات البلاغة أساسيات كذا رسالة خلال عدة أيام مدام هو ينتظر الإذن عليه من السلطان إلى أن صار وقت دخوله على السلطان العثماني. فجاء معه هذا القاضي قاضي القضاة وامتدحه كثيرا قال هذا يذكرني بأبي حنيفة النعمان وأنه هذا تبحر في علم الأحناف كذا وكذا وأنا امتحنته امتحان مباشر وأنا اقترح عليك يا أيها السلطان أن تنتفع به هذا نافع جدا فالسلطان عرض على الشهيد الثاني كما نقلوا أن يبقى معهم في تركيا في أسطنبول وأن يدير بعض المدارس التابعة للدولة مدارس دينية تابعة للدولة مدارس الدينية تابعة للدولة ما دام قاضي القضاة ترشحه بهذا المستوى. الشهيد الثاني اعتذر قال: أنا عندي أهل وعندي عيال وجلبهم من تلك الأماكن وهم معتمدون في معيشتهم علي وضع ما يسمح إلي أن أبقى في هذا المكان بعيد عنهم فقال لا إذا كان كذلك احنا نعفيك منا لكن بشرط أن تتولى التدريس في أكبر مدرسة تابعة للخلافة العثمانية في بعلبك وهي المدرسة النورية. تعتذر ما تجي تركيا ما يخالف خليك في بلدك وهي تابعة لنا وهذا بعنوان احنا طلبنا من عندك وأنت لازم تستجيب في هذا، فقبل الشهيد الثاني على مضض، وربما أيضا كان شيئا حسنا راح وبقي في بعلبك وأخذ يدرس في هذه المدرسة النورية وكان يدرس الفقه على المذاهب الأربع لمن أراد ومذهب البيت محمد لمن أحب فبرز أيضا صار اجتماع الناس عنده حتى غير المعتقدين به ما دام يعطينا بحوث معمقة في فقه المذاهب الأربعة وينفعنا حتى لو احنا ما نعترف بمذهبه هم ما عندنا مشكلة ومدرس قدير ويدرسنا على وفق مذاهبنا. ازدهرت المدرسة صار هناك خبر في كل لبنان يتموج على أن هذا العالم الذي كان من منطقة جباع في الجنوب أصبح بقرار السلطان رئيس المدرسين في هذه المدرسة في شمال لبنان في بعلبك وهو فلان ابن فلان ابن منطقة جباع كان في منطقة صيد قاضي اسمه ابن معروف سبحان الله يعني بعض الناس يسوي شيء من أجل أن يشتهر فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بإخمال ذكره وهذا واحد من الأشخاص لأنه سعى في قتل الشهيد الثاني من أجل أن يكون هو المبرز أنا شخصيا دورت على ترجمة إلى هذا، كتب كتبت حوله، كتب كتبها هو، ترجمت إلى ما وجد في إكثرها الا حوالي ثلاثة أسطر بس، وكأنما يعاقب الإنسان على خلاف ما يريد إذا جاء من غير الطريق الصحيح. أنت تجي تعرقل إلى فلان ليش وياك في العمل تقول أنا أعرقل إله حتى هو يطيح وأنا أصير مكانه، ما تجيك.. لا تتوقع تجيك لأن الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر عادل طيب الباغي تدور عليه الدوائر وبعض الأشياء تؤخر إلى القيامة بعضها تعجل مثل الباغي الباغي يعجل في هذه الدنيا هذا الرجل لما شاف الشهيد الثاني راح إلى الآستانة وبقي موضع الحفاوة والتكريم والسلطان استقبله وكان يريد أن يبقي في الآستانة ليدير المدارس وبعدين ما أدري قاضي القضاة كذا وكذا تحدث عنه أكرمه وبعدين رجعوه إلى المدرسة النورية ليكون رئيس المدرسين فيها أخذ الحسد والغيرة تدب فيه نعوذ بالله من هذا الأمر ترى العلم أيها الأخوة وهذا تعلمونه بفضل الله العلم وسيلة وأداة تماما مثل المسدس العلم مثل المسدس من يتقن القتال بالمسدس اذا ما يكون عنده ضوابط دينية واخلاقية يدمر المجتمع يقتل البريء زين العلم مثل سائر المهن والادوات اذا من ضم اليه الحلم لذلك انت تشوف حلم بالمعنين بمعنى العقل لان العقل يقال له حلم وبمعنى الممارسة ممارسة الحلم والتغاضي عن السيئات وعدم الانفعال كلاهما حلم الا لا خير في علم لا يكون معه حلم يعني عقل ويعني سيطرة على العواطف والغرائز فالعلم دكتور ما شاء الله لكن مع ذلك ما عنده حلم ما عنده تقوى من الممكن ان يفسد حياة انسان يعطيه تقييم في ادنى الدرجات لطالبه وذاك اشطر من الدكتور نفسه ربما هذا عنده علم ولكن ما عنده حلم ما عنده تقوى عالم دين ممكن ايضا كذلك من الممكن ان يعرف هذا الحديث صحيح ذاك الحديث ضعيف هذه الرواية يرد عليها كذا تلك الرواية يرد عليها كذا دليلكم فيه هذا الاشكال كل هذه الادوات بيده لكن اذا ما انضم اليه حلم تقوى هذا يدمره هو قبل ما يدمر غيره ليش يدمره هو لانه احيانا لما يجي انسان عادي يتكلم على رجل مؤمن على عالم خير يمكن يرجع في ما بينه وبين نفسه ليش انا ليش اعتديت على هذا ليش تكلمت كلام متمام يمكن الله يعاقبني لكن اذا كان من هالنوع يقول لا هذا يستاهل هذا مخرب للدين لازم انا كان اكثر بعد اسوي فيه فهو ارتكب الجناية والجريمة وبررها لنفسه ايضا بتبرير خاطئ وهي مشاكل اللي احنا نشوفها فيه قسم من المتدينين ومن العلماء ومن اهل القضايا الدينية يسوي الشغل غلاط ويسوي فوقه ايضا تبرير الى يقول يستاهل هذا فاسق هذا صاحب خط ما ادري كذا منحرف لازم اسوي فيها شكل طيب فهذا ايضا اخذه الحسد والغل الآن فبدأ يقول هذا شون يروح الى هناك انا في المركز انا في صيدة طيب المفروض كان السلطان يرسل الي انا وانا اقول له هذا روح يريدونك ديسا هذا ما صار لا اقل هو نفسه كان لازم هو في قرية وانا في المركز في مركز المدينة وانا وكيل عن السلطة العثمانية كان المفروض هو يجي ويستأذني وياخذ توجيهاتي طيب ويروح الى هناك هذا وذاك ما سواه ايضا قبل تدريس في فلان مكان بدون ما يرجع الي وعلى هذا المعدال الانسان الحاسد يجد من الاسباب الحقيقية والاسباب الباطلة ما يبرر له ما يعمل به فهل اثناء زاد ان اثنين تحاكما الى الشهيد الثاني شيخ زين الدين في قضية من القضايا فحكم لاحدهما حسب موازين الشرعي على الاخر قال له انت تكلم شنو عندك انت تكلم شنو عندك لما استمع منهما القضيتين قال لاحدهما الحق وياك مو يا هذا اللي حكم عليه كقسم من الناس يجي يسألك عن مسألة اذا تعطيها كما يريد يقول ايه والله هذا العالم اللي يفهم ما في غيره احد يفهم واذا قلت له لا انت غلطان كان لازم يسوي هات شكل يهدك ويروح الى المسجد اللي بجنبك ونفس الكلام يسأل امام المسجد قضية كذا لو كذا اذا جاوبه بما يريد يقول هذا العالم مو ذاك العالم مو ذاك واش فهم اصلا واذا ذاك قال له لا الحق عليك يروح الى عالم ثالث وعلى المعدل وما تنتهي والانسان في قسم منه كنود عنيد يريد الخير كله له بمبررا وغير مبرر فهذا اللي حكم عليه راح الى قاضي صيداء ابن معروف هذا غير المعروف الذي لم يصنع المعروف فقال له انا اتحاكمت الى هذا الرجل زين الدين وقال كذا وكذا وحكم علي وانا مظلوم قال بعد هذي فوق فكتب كتابا الى الاستان الى اسطنبول انه برز عندنا في احدى القرى رجل من الرافضة يعيب على اهل السنة ويقدح في ائمة المذاهب الاربعة ويدعي فتح الباب الاجباب الاجتهاد ويقول انه مجتهد كما كان اولئك مجتهدون وقد افسد اهل المنطقة وقام يحط عليه باشراع العود كما يقولون كتب الرسالة ودزها الى اسطنبول السلطان يظهر ادركته جهة عقل هل هو سليم سليم مع انه يذكرون عليه كان كثير يعني كثير الشرب زين حتى لقب بذلك فهل هو وصلت الرسالة الى له الى اللي بعده الله العالم فلما وصلت الرسالة الى السلطان ادركته جهة عقل فقال رسلوه الى رسلوا هذا حتى نستنطقه ونشوف شيء يقول نشوف شنو امره فارسل السلطان الى واليه في لبنان ان اكو شخص اسم كذا وكذا ومنطقة كذا وكذا رافقه وجيبه اياك الى اسطنبول حتى يعرض علينا مقالته ونتخذ الاجراء المناسب فيه اجا هذا الرسول وصل الى منطقة جباء سأل عن الشهيد الثاني قال له له الايام ايام حج راح شهيد الثاني الى الحج من مدة الان وهو في طريق مكة ويمكن تدركه قبل ان يحج هذا امراح بسرعة يطوي الليل والنهار لتنفيذ هالمهمة شايف قسم من المهمات اشلون وصل على شهيد الثاني وقد احرم للحج قال لازم تجي وياه قال انا احرمت للحج قال انا مامور لازم ترجع اياه قال زين ما رأيك انا احججك على حسابي واخلي ايدي بايدك وما افارقك ولا تفارقني الى ان نخلص الحج الحج كل خمسة ايام ستة ايام ومسافة الرجوع فهذا اولا انت بتربح حجه على قولهم بالمجان والمهمة اللي انت بتسويها ما ما بتتخلف عنه وانا اربح ايضا انه حجيت وايدي بايدك فلما امن منه قبل بذلك وبالفعل حج معه لما قضى المناسك قضياء المناسك كلها رجع متجهين الى اسطنبول في الطريق واحد لاحظ انه هذا ماسك بايدي وين ما يروح وين ما يقوم فقال له شنو الموضوع قال له هذا عالم من علماء الرافضة والدولة العثمانية طلبت مني احضاره اليهم في اسطنبول هذا الطفيلي قدم اقتراحا اسوأ من وجهه فقال له انت الان من صدقك تريد تودي هناك قال له ايه بعد انا مأمور قال له لا هذول انت علماء الرافضة ما تدري شلون عدهم خداع وعدهم لسان معسول وعدهم كلام يمكن يغلب يقلب القضية عليك وانت تروح فيها اذا شنو اسوي قال احسن شي تقتله وتودي راسه الى هناك ما يحتاج تودي هذا الجاهل تبع ذلك الاحمق وكان ضحية ذلك عالما من عالم من علماء الاسلام بمستوى الشهد الثاني رحمه الله اللي كلاهما لا يسويان شيئا امامه وما كان هذا مأمور بان يقتله اساسا وانما قال له جيبه حتى نشوف ماذا يقول وننظر في امره واحد هذا ايضا متطفل وترى قسم من الناس يعني يواجهونا في الحياة هالشكل ها يعني من الممكن انت تواجه نفس هذا بينك وبين زوجتك لا سمح الله ولا قدر شوية خلاف يجي واحد طفيلة في الاثناء واش لك بها طلقها مئة مرأة احسن منها وافضل منها تقدر ترجعها وكلهم يتمنونك شو عندك مخلي هوياك صير رجال فعلا هذا المسكين يروح يصير يلبس جلد النمر على قولهم لازم اثبت رجولتي يلا انت طالق يتبع هذا طفيليا ليس من اهل المعرفة ولا يدري عن النتائج ما يدري هذا اذا طلق زوجته عنده اولاد راح يتشردون عند بيت راح ينهدم هو نفسه راح تتنكد عيشته فيسلم امر حياته وقانون حياته من اجل واحد طفيلي قدم اقتراحا له ينبغي للانسان الا يكون مثل هذا الانسان قدم اقتراح انظر في عواقبه قدر الامكان اذا اكو فرجة امل جهة ايجابية شيء حسن يقول ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن اما تيجي تقوله روح طلقها وقلع تقلعها اخوك وياك في شراكة عشرين سنة ثلاثين سنة يجي واحد يقول لك ولا متى انت تبقى ويا اخوك الشكل ذاك فلان طلع عن اخوه وصار في السماء من حيث المال فيقطع ما بينكما من صلة وبعدين هم هو يروح يمسح لحيته اذا عنده لحية او شاربه اذا عنده شارب ولا كأنما وانت توقع في الخسارة حذاري حذار ان الانسان يقدم اقتراحات هكذا سلبية في لحظة من اللحظات لا يدرس نتائجها لا يدرس اثارها ما يعرف اش راح تسوي ولو كان يتصورها شيء بسيط اذا كنت مستشارا شيء اخر اذا كنت مستشار ايضا ما وجدت طريقا للاصلاح ولأم الشمل والاحسان فافعل لا تنصح بتخريب العلاقات وبالقطيع وما شابه ذلك لا تنصح بالتصعيد لا تصير نار فوق ذاك الحطب قدر الامكان اذا اكو نار صير الماء فوقها قد يحتاج ذاك منك الى كلمة انه تقوله تحمل شوية الحياة فيها اشك الامور اصبر غيرك هم صبر امرأة تشتكي الى امرأة انا والله صبرت عشر سنين عليه وعلى مشاكله وعلى كذا هذه تقول لها ايه زي ما تسوي لا قولي لها اصبري والدتك صبرت والدك صبر من حولك ايضا بقيت بيوتهم من حولك بقيت اسرهم بالصبر بالاستمرار بتحمل مو كل الحياة هي حلوة ونظرة واحلام وردية قدر الامكان الانسان لازم يكون ايجابي في اقتراحاتي الحاصل هذا الجاهل استمع الى نصيحة ذلك الاحمق فقتله شال راسه وراح الى الاستنبول قالوا له هذا شنو قال هذا العالم الرافضي اللي قلته الي انا اجيبه بس انا شفت انه يعني هذا يمكن يجي ويخدعكم وكذا ويقول كلام مطيب وتنقلب عليه زين فاثرت ان اقتله واجيب راسه القاضي قاعد قال له انت تعترف انه انت قتلته ما حدوياك قال له لا وانه انت ما كنت يعني غافل متعمد في ذلك قاله بلى اخذ منه اقراره امام الحاضرين قال له انت الان قاتل رجل مسلم قتلا عمديا من غير مبرر لا هو انت مأمور من قبل السلطان حتى يقول لك انا السلطان قتلته بناء على كذا وكذا لا هو مستوجب حد القتل وقد قد قضت بذلك محكمة شرعية فانت قاتل لرجل مسلم قتلا عمديا حقك ان تقتل قطع رأسه الباغي هكذا ينتهي بالانسان الباغي اسرع عاقبة للباغي وعلى الباغي شوفت فضل لو ان هذا الانسان ادركته لحظة تعقل قال انا ليش اقتله وليش امد ايدي على ما ليس لي بحق هم ياخذون يروحون ارادوا ان يقتلوه هم يقتلون ارادوا ان يعفوا عنه يعفون عنه ارادوا ان يستنطقوا خلي يستنطقوا فذهب هذا الشهيد وهو ملء الدنيا علما كما قلت لكم علمائنا يقول اعلم علماء الشيعة وايضا لانه كان من العالمين جدا بمذاهب مدرسة الخلفاء السلطان اصدر امره ان يكون برأس المدرسين في المدرسة النورية في بعلبك راح الشكل شهيدا راضيا الى ربه وخسرت الامة مثل هذه القامة العلمية الان كتبه مطبوعة في تسع وعشرين مجلد منها كتاب مسالك الافهام في شرح شرائع الاسلام اللي هو عند العلماء كما سمع بذلك منهم يقول هذا جمع اهم الادلة في كل مسألة وبدقة متناهية بحيث لا يستغنى عن مراجعته من قبل طلاب العلم والفقهاء فرحمه الله رحمة واسعة ذهب الى ربه شهيدا وجمع بين مداد العلماء ودماء الشهداء في يوم القيامة الرواية الموجودة أن مداد العلماء يرجح ربما في بعض الأحيان وبعض الظروف وضمن شروط معينة يتقدم ايضا دماء الشهداء اذا توقف حفظ الاسلام على تلك الدماء هذا جمع بين المنزلتين جمع بين الامرين واقتدى في ذلك بأئمته الطاهرين سلام الله عليهم وفي طليعتهم مولانا الحسين سلام الله عليه الذي أعطى الذي ملكت يداه. نسألك اللهم وندعوك باسمك العظيم الأعظم العز الأجل الأكرم يا الله يا الله يا الله يا الله اغفر لنا ذنوبنا كفر عنا سيئاتنا آمنا في أوطاننا لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تفرق بيننا وبين محمد وآله طرف تعي فضل اللهم إخواني السامعين فردا فردا وقضي حوائجهم شف اللهم مرضاهم لا سيما المرضى المنظورين ومن أوصينا بالدعاء لهم وتقبل اللهم أمل المؤسسين بأحسن القبول إلى أرواح موتاهم وموت السامعين نهدي ثواب الفاتحة تسبقها الصلوات
مرات العرض: 4805
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 139583.88 KB
تشغيل:

المحقق الحلي وشرائع الاسلام
الحر العاملي ووسائل الشيعة