الموسوعة الحسينية تحتفي بالعلامة آل سيف
عبّر العلامة الشيخ فوزي آل سيف عن كبير اعجابه بدائرة المعارف الحسينية التي استطاعت أن تفوق الموسوعات المعرفية كيفاً وكمّا.
جاء ذلك في الحفل الذي أقامه راعي الموسوعة الحسينية ومؤلفها المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، يوم الإثنين 17/11/2014م، بحضور شخصيات علمية وعلمائية وجامعية من العراق وافغانستان والجزائر وايران وباكستان، تكريما للعلامة الشيخ آل سيف الذي يعد من خطباء المنبر الحسيني القلائل في المنطقة الشرقية الذين جمعوا بين الدراسة الحوزوية والخطابة والتأليف والتدريس والتنظير في مجالات الحياة المختلفة، وعموم الشؤون الدينية والإجتماعية.
في بداية الحفل أشار المحقق الكرباسي إلى الدور الكبير الذي يضطلع به الخطيب الحسيني لتوعية الأمة بوصفه لسان حالها والناطق باسم القيادة الدينية المتمثلة بالمرجعية الدينية، مثنياً على الضيف القادم من القطيف العلامة الشيخ فوزي السيف بوصفه من الأعلام الذين وظفوا طاقاتهم العلمية والكتابية في المنبر الحسيني من أجل بيان الحق والحقيقة للأمة.
وفي معرض الحديث عن الخطيب والخطباء، نوّه الباحث في دائرة المعارف الحسينية الدكتور نضير الخزرجي إلى شروحات المحقق الكرباسي التي ثبّتها في باب معجم خطباء المنبر الحسيني، والتمايزات القائمة بين الخطباء حسب البلدان والحواضر العلمية، مؤكداً على أهمية التطوير في المنبر الحسيني وأهمية زيادة القراءات المتنوعة للخطيب وملاحقة آخر التطورات حتى تكون قريبة من المتلقين بجميع طبقاتهم المجتمعية والعلمية.
وللإنشاد والإنشاء كان حضورهما في حفل التكريم حيث أنشد السيد جعفر الموسوي مجموعة من أبيات الولاء، ثم تلاه الأديب الجزائري الدكتور عبد العزيز شبّين بقصيدة فائية من بحر الكامل، بعنوان كوكب القطيف جاء في أوّلها:
مِن آلِ سيفٍ لمْ أرَ السَّيْفا ... ورأيتُ فيه القلبَ والحَرْفا
أرضَ القطيفِ كواكبٌ بزَغَتْ ... ألقتْ إلينا الودَّ واللُّطفا
ثم يضيف:
مَن يأتِ مشرعةَ الحسينِ يجدْ ... ريًّا فلا حَسْواً ولا رَشْفا
إنّا ظماءٌ في مشاربهم ... لم نبغِ عن أصدافهم صَرفا
ثم يختم بقوله:
لِفتى القطيف وكربلا هِمَمٌ ... تأبى الخنوعَ وتطلبُ الحَتْفا
وفي كلمة قصيرة شكر العلامة آل سيف المركز الحسيني للدراسات الذي استضاف حفل التكريم، معتبراً أن آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي هو قامة علمية كبيرة، قلّما أنجبت الأمة مثله.
والمفيد ذكره أن العلامة آل سيف وهو من أساتذة الحوزة العلمية بالقطيف كان قد تعرض في مجلسه ليوم التاسع من المحرم 3/11/2014م في مدينة صفوى شرق السعودية إلى الموسوعة الحسينية بشيء من التفصيل، معتبراً: (إن الموسوعة الحسينية عديمة النظير، وهي من الإنجازات العلمية على مستوى التاريخ، وحسب معلوماتي، لا أعلم بموسوعة، لا عند السنة ولا عند الشيعة، تبلغ هذا المبلغ ولا نصفه، وفي الحقيقة فإن هذا العمل الكبير يبين سعة أفق علمائنا، والموسوعة الحسينية هي ليست كباقي الموسوعات في عشرات المجلدات ربما مائة مجلد، والتي تشرف عليها الحكومات والمؤسسات الكبرى المدعومة ماليا ويعمل فيها العشرات من أصحاب الشأن، بل هي بقلم رجل يعمل لوحده، واستطاع منذ عام 1987م أن يخط 900 مجلد طُبع منها 90 مجلداً).
وأضاف الشيخ فوزي السيف الذي كان يحاضر في مسجد الرسول الأعظم: ( إن مثل هذه الأعمال العلمية والمعرفية هي أعمال جبارة وكبيرة تستحق الثناء والتشجيع، وحبذا لو سعى كل مؤمن الى رفدها ودعها، بل هي من مسؤولية كل إنسان من خطيب ومثقف وعالم وقارئ دعم الموسوعة الحسينية حتى يطلع العالم على تفاصيل النهضة الحسينية).
على صعيد ذي صلة، أقام الشباب المسلم (موكب السبطين) في لندن مجلساً حسينياً باللغة الانكليزية للأيام العشرة من محرم الحرام أحياه الخطيب الحسيني فضيلة السيد مهدي المدرسي، وفي اليوم التاسع منه سبق المجلس محاضرة للمهندس محمد رضا الخزرجي تمحورت حول الجزء الأول من معجم أنصار الحسين غير الهاشميين الذي صدر حديثا، عرض فيها للفتيان والفتيات معالم من دائرة المعارف الحسينية، ومشاهد من واقعة الطف بالاستناد إلى ما توصل إليه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي ولاسيما فيما يتعلق بصحابة النبي الأكرم محمد الذين بقوا أحياءً الى عام 61ه.
والمفيد ذكره أن المركز الحسيني للدراسات بلندن دأب بين الفينة والأخرى على تكريم أعلام الأمة الذين لهم حضورهم المشهود.