لماذا نلتزم بمنهج الامام علي عليه السلام
تحرير الاخت الفاضلة تراتيل
قال مولانا ورسولنا (صلى الله عليه وآله ) : "ستكون بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن ابي طالب فانه اول من امن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب الدين " صدق مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
لماذا ننتهج منهاج علي بن ابي طالب سلام الله عليه ؟ ولماذا ننتمي لخطه ونحبه كل هذا الحب بالرغم ما يجره علينا حبه من المصائب الدنيوية ومن المشاكل من اهل الزمان؟؟ ومع ذلك نزداد حبا وولاء
لماذا لا نكون كهؤلاء الذين يقولون نحن ربحنا صحبة رسول الله و أيضا نوالي اهل البيت ؟ لماذا لا نوالي علي ومعاوية في نفس الوقت؟؟ لماذا لا نسير على نهجة ونهج غيره ؟ ولماذا نراه الامام المفروض الطاعة من الله دون سواه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله
اليس الأولى ان الانسان يجمع بدل ان يفرق ؟؟ اليس الأنسب ان نعتمد كل الاصحاب الذين كانوا في زمان رسول الله ونراهم أئمة الدين والنجوم التي بأي منها اقتدى الانسان اهتدى ؟ لماذا علي ؟
قبل ان نجيب على السؤال يجدر ان نشير الى ان الضدين لا يجتمعان في المسار وان المنهجين المختلفين لا يلتقيان , فعندما يكون علي في جبهة مقاتلا ويكون معاوية في الجبهة الثانية مقاتلا فلا يمكن في نظر العقل ان تاتي وتقول : انا اوالي هذا واوالي هذا , فهذا لا يمكن الا بمقدار من التبسيط المخل بالأمور العقلية , اما اذا قاتل احدهما الاخر ولو وصل اليه لقتله متقربا الى الله بدمه فهذا لا يمكن في نظر أصحاب العقول ان تجمع بين هاتين الجبهتين في عملك العبادي الذي تعتقد انه يوصلك الى رضوان الله وجنته , وطالما انه لا يمكن الجمع اذن لابد من الاختيار ولكن ما لذي يدعوك الى ان تختار منهج علي وتدافع عنه وتنتمي اليه
هناك عدة أسباب ينظر اليها اتباع امير المؤمنين عليه السلام في اتباعهم لإمامهم :
الامر الالزامي الواصل من الله في القران الكريم وفي احاديث رسول الله , هذا يدعو الموالين لعلي لا يرضون به بدلا و يبغون عنه متحولا وانما يصرون على السير في خطة و ينتمون اليه ولو كلفهم هذا من أموالهم و حريتهم وسائر امورهم الشيء الكثير . قال الله تعالى في محكم تنزيله ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )المائدة 55
(انما) في اللغة تدل على القصر والحصر أي انما الولي هو الله و رسول الله والمتصدق بخاتمه وهو راكع كما قاله المفسرون والمحدثون فيما يشبه الاجماع في نزول هذه الآية في حق علي عليه السلام وهذا مما جعل شيعة اهل البيت يتخذون هذا شعار في كل شيء ويشهدون به ( اشهد ان عليا ولي الله ) فالقران الذي بيّن ان علي هو نفس رسول الله في اية المباهلة , وانه هو من اولي الامر في قوله ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) النساء 59
فهذا يأخذ باعناق اتباع اهل البيت الى هذه الاتجاه وهو خط امير المؤمنين , تماما مثلما المغناطيس الذي يشير الى جهة الشمال بشكل طبيعي . القران لم يترك مجال لنا لنختار غير ذلك فانت تستطيع ان تختار لونا تصبغ به بيتك و تستطيع ان تختار شركة البناء التي تريدها ان تبني بيتك ولكن للجنة طريق عيّنه الله فقال ان هذا الطريق يمر عبر الله و عبر الرسول وعبر المتصدق بخاتمه في صلاته وهو ولي الله امير المؤمنين . نحن لا يهمنا الاخرون ولسنا حكّام حتى نقول اين يذهب هذا وأين مصير ذاك من يدخل الجنة ام الى غير الجنة هذا ليس شأننا , وانما شأننا ان نبحث عن الصراط المستقيم المؤدي للجنة وهو علي ابن ابي طالب فلا طريق لنا ولا سبيل عندنا الا ان نلتزم بهذا المنهج اذا اردنا ان نصل للجنة
اما بالنسبة لوصية الدين واوامر الدين التي جاءت في القران و التي جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه واله لا تترك لنا مجالا غير الانتماء الى علي بن ابي طالب و حب علي بن ابي طالب , انظر ما قال رسول الله وكم قال وفي أي المناسبات قال . وانا اعتقد ان رسول الله قام بأكثر مما كان ينبغي منه في قضية الولاية والامامة بمئات المرات, فالرسول بلّغ و بلّغ و بلّغ و بلّغ الى مئات المرات . لو انك اردت ان تُعْلم الناس بان فلانا هو وصيك على اموالك ووصيك في إدارة بيتك ماذا كنت تحتاج بإجماع المسلمين ؟ انت تحتاج الى ان تكتب هذا الشيء وتشهد عليه شاهدين هذا يكفي لكي يثبت ان فلان وصي , لا يحتاج الى تكرار القول عدة مرات ولا تحتاج الى ان تشهد اهل البلد على ذلك
ولكن رسول الله لكي يخبر الناس ان علي وصيه وخليفته من بعده قال وفعل مئات المرات اكثر من هذا الذي ذكرناه فهو من حيث الزمان ذكر الرسول امر ولاية علي منذ ان كان عمر علي بن ابي طالب احد عشر عاما من العمر في قضية الانذار في يوم الدار والتي تعرضنا الى ذكرها سابقا حيث قلنا ان رسول الله قام بهم وقال : ايكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي و وصيتي وخليفتي من بعدي؟ " وضل يتكلم الى ان انتقل الى المدينة ولم يترك مناسبة من المناسبات عامة ولا خاصة الا واكّد على هذا الامر أي الامامة الى ان جاءت حجة الوداع و جمع هذه الجموع لكي يخبرهم عن هذه القضية
لم يكن النبي يحتاج الى تكرار ذلك بل يكفي لمرة واحده ولم يكن يحتاج الى ان يقولها لكل هذه الافراد كما قال لابي ذر " يا أبا ذر لو سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا اخر فاسلك ما سلكه علي بن ابي طالب" (3)
لم يكن محتاج لقول وتكرار ذلك على عمار بن ياسر عندما قال له :" اخر شرابك ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية"
و لا يحتاج الى ان يقول ( انا مدينة العلم وعلي بابها ), ( انا مدينة الفقة وعلي بابها ), ( انا مدينة الحكمة وعلي بابها )
لا يحتاج ان يقول : " انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي وحدي"
ولا يحتاج الى ان يفسر اية المباهلة " وانفسنا وانفسكم " على ان النفس هنا هي علي بن ابي طالب
ولا يحتاج الى ان يقول " لينتهين بني وليعة او لابعثن عليهم رجل مني كنفسي فلينتهينا او ليفتح الله على يدية "
ولا يحتاج في غدير خم الى ان يقول: " الست أولى بالمؤمنين من انفسهم ,قالوا بلى , قال : "فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر معه الحق أينما دار "
لا يحتاج الى ان يقول : ان القران مع علي مقترنان وان الحق مع علي رفيقان وانهم لا يفترقان ابدا "
لو كان ليكتفي بما هو كافا لقالها مره واحده واشهد عليها اثنين و تنتهي القضية , لكن يتبين ان هناك أهمية استثنائية للقضية لكي يبين هذا البيان الشافي الكافي بشكل متكرر في ظروف مختلفة على جموع مختلفة في مدى زمني يمتد الى ثلاثين سنة
نُقِل عن النبي صلى الله عليه واله : " ستكون من بعدي فتنة القاعد فيها خير من النائم " لكن القعود ليس موقفا , اين نذهب ما هو المقياس ؟؟
والنائم فيها خير من القاعد " ثم ماذا يا رسول الله هل يضل المجتمع كله نائما ؟؟ ماذا نفعل يا رسول الله ؟؟
قال : فاذا كان كذلك فالزموا علي بن ابي طالب فانه اول من امن بي وأول من يصافحني يوم القيامة "
شيعة اهل البيت مع هذه الوصايا القرآنية والنبوية لا يستطيعون الا اتباع علي بن ابي طالب , لقد كانت هناك محاورة جميلة بين عالمين جليلين اشير فيها الى هذه المقطع الامام سيد عبد الحسين شرف الدين والبشري شيخ الازهر
قال شيخ الازهر : لماذا انتم شيعة اهل البيت منكفؤون عن بقية المسلمين ؟ لماذا لا تعتقدون نفس عقائدهم و تاخذون منهجهم فيلتم الشمل بذلك وتتحد الامة ونتخلص من التفرقة
فكان جواب السيد عبدا لحسين شرف الدين هو سيد الأجوبة حيث قال : ان ما وصل الينا من القران الكريم من الأدلة ومن احاديث رسول الله من البراهين يلوي اعناقنا الى علي واهل بيته و لا نستطيع غير ذلك , فان اردت المناظرة و النقاش العلمي فهاك ادلتنا و براهيننا وان لم تأتي الينا فاقبلنا كما نحن , نحن نعتقد ان الطريق الى الجنة يمرّ عبر ولاية امير المؤمنين علي عليه السلام ومنهاج اهل البيت فهذا ما هدانا له القران واحاديث الرسول "... ولِنِعْمَ ما قال
ان من كان معاصر لعلي بن ابي طالب حتى الخلفاء منهم كانوا يرون ان علي عليه السلام افضل منهم واعلم منهم و متقدم عليهم ولقد نقل المؤرخون والمحدثون كلمات كثيره في هذا الاتجاه ومن أراد ان يتعمق فليراجع كتاب " الامام علي على لسان الخلفاء " شفع فيه مؤلفه ما قاله الخلفاء في علي من الخليفة الأول الى أيام العباسيين سنكتفي ببعضه من اجل الاستشهاد فقط
الخليفة الأول قال مهنئا لعلي بن ابي طالب في غدير خم " بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمه " وفي نقل اخر (ومولى كل مؤمن ومؤمنه) وهذا الحديث له مصادر كثيره راجع كتاب الغدير وراجع عبقات الانوار
وقد قال الخليفة الأول أيضا على اثر قضية وهي ان رجلا بعد ما قبض رسول الله جاء من طرف الروم متحديا بمسائل , فقال من صار خليفة نبيكم فأشاروا الى ابي بكر فجاء اليه وقال : عندي مسائل , فسأل فقال له: اخبرني عن ثلاثة أشياء عما لا يعلمه الله و عما ليس لله وعما ليس عند الله , فقال أبو بكر : هذه مسائل زنادقة وهمّوا به يطردوه , فأخذه احدهم الى علي بن ابي طالب ابي الحسن سلام الله عليه ,فقال: عندي مسائل لا يعرفها الا نبي او وصي نبي , فقال له الامام علي قل , فطرح عليه تلك المسائل , فقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب: هذه مساله بسيطة , فما لا يعلمه الله فهذا ردا على قول اليهود الذين قالوا عزير ابن الله فقال الله ردا عليهم انه لا يعلم لله ولدا , واما قولك عما ليس لله فالله ليس له صاحبه ولا ولد , واما ما ليس عند الله فانه عند الله ظلم لاحد , فقال الرجل : هذا وصي رسول الله حقا "
وهنا قال أبو بكر من فوق المنبر : اقيلوني فلست بخيركم وعليٌ فيكم وسجل هذه الكلمات الكثير من المؤرخين وكذلك سجلها علي بن ابي طالب في الخطبة الشقشقية حيث قال: فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ - أي يا أيها الخليفة اذا كنت تتخلى عنها في حياتك كيف تسلمها لغيرك بعد وفاتك – وهناك كلمات من هذا النوع كثيره للخليفة الأول
اما الخليفة الثاني فقد قال في حق علي عليه السلام في اكثر من سبعين موضع حيث قال : لولا علي لهلك عمر أي ان علي هو الملجأ في الشدائد والحصن عندما تكون المشاكل
بالإضافة الى مقولته في الغدير وكذلك مقولته في الشورى عندما كان يستعرض الافراد طلحة والزبير و عثمان الى ان وصل الى علي فقال : و اما انت يا أبا الحسن, لله ابوك لو وليتهم لحملتهم على المحجة البيضاء, لولا دعابة فيك – أي تقود الناس الى الصراط المستقيم لولا دعابة فيك , فالدعابة للمؤمن ميزة ومنقبه فان المؤمن دعب لعب والمنافق قطب غضب " فهل المؤمن دائما غضبان و معصّب و حموش يأخذ الدنيا في سلمها بالعرض كما يقولون بل لا بد ان يكون المؤمن هشاً بشاً الفاً مألوفا دعباُ حتى تتحقق منه صفات الايمان .
اذا كان هذا الكلام صحيح وعلي يمتلك المؤهلات وهم يعلمون ويعترفون بذلك فلماذا حجبوا علي عن الخلافة ؟
سأنقل لك حوار بين الخليفة الثاني وبين ابن عباس في نهج البلاغة ينقله ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة وابن ابي الحديد ليس شيعي وانما هو من مذهب اهل السنة , يقول ابن العباس :" رأني بن ابي الخطاب فسألني من اين جئت ؟ قلت من المسجد , قال كيف خلفت ابن عمك اعني عظيمكم علي بن ابي طالب ؟ قال: خلفته يمتح في الغرب على نخيلات وهو يقرأ القران -كان يستخرج الابار من الأرض ويزرع ثم يوقف هذا النخل قربة لله تعالى فكان يزرع ويستفيد بلسانه بقراءة القران - فقال لي : عليك بماء البدن ان كتمتني : هل بقى في نفسه من امر الخلافة في شيء ؟ قلت : نعم . قال عمر: أ يزعم ان رسول الله نصّ عليه ؟ قلت : بلى ولقد سألت ابي فقال : صدق علي . فقال عمر : كان من رسول الله ذروا من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا – أي ان هناك كلام من رسول الله بهذا الخصوص متفرقات ولكن هذا الكلام ليس نهائي و ليس قاطع للحجة – ونحن نقول ان هذه القضية تحدّث بخصوصها الرسول عن علي بن ابي طالب منذ ان كان عمر علي بن ابي طالب احد عشر سنة الى ان توفي رسول الله ففي كل المواقف الفردية و الاجتماعية في السلم والحرب في المدينة في الغزوات أي ان هذا ليس ذروا من قول
الخليفة لم ينكر ان النبي كان يتحدث في هذا الامر ولكن كان يقول ان كلام رسول الله ليس كلام نهائي ولا يقطع حجة
وقال عمر: ولقد كان يربع في امره وقت ما ولقد أراد مرة ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك – يقصد في رزية الخميس حين قال عمر : ان الرجل ليهجر- ولقد منعته من ذلك اشفاقا وحيطة على الإسلام – فعمر يرى ان لو تولى الخلافة علي سيختل الوضع الإسلامي بالكامل لذا اشفاقا من عمر على الإسلام منعت النبي من التصريح باسمة – لا ورب البنيه – أي ورب الكعبة – لا تجتمع عليه قريش ابدا ولو وليها لانتقضت عليه العرب من اقطارها فعلم رسول الله اني علمت من نفسه فأبى الله الا امضاء ما حتم .
فهذا ما نقله ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة في الجزء التاسع , هذا الكلام يحتاج الى نقاش مفصّل ولكن لا يوجد وقت لدينا الان
قول عمر لا نتقضت العرب سؤال الان عندما تولى الخليفة الأول هل بقيت او ارتدت العرب ؟؟؟
اذا لم يوجد ردّه ولم يوجد مشاكل فلماذا جُيّشت الجيوش باسم حروب الرده , اذا كان الوضع هادئ ولم تنتقض العرب فماذا تقولون في الحروب والقتال الذي حصل في خلافته ؟ ولماذا قال الخليفة الأولى : لو منعوني عقال بعير كانوا يعطونه لرسول الله لقاتلتهم عليه .
وطالما ان فيه حروب وقتال اذن نفس الكلام انتقضت العرب حتى على الخليفة الأول
فرسول الله صرح ولمح في كثير من المواضع لكي يقطع حجة المحتجين وعذر المعتذرين لكن هذا كان نوع من الاجتهاد من الخليفة عمر , فهو يرى ان مصلحة الإسلام لا تناسب علي بن ابي طالب وانه هو ابصر بمصلحة الإسلام من الرسول ,, فلم يكن كلام عمر على ان علي لم يكن عنده اهليه وقابلية او انه ليس هو الأفضل بل مع وجود هذه المميزات فيه الا ان هؤلاء اجتهدوا في انهم رأوا ان قريش لا يمكن ان تستجيب لعلي بن ابي طالب
ان من عاصر الامام من الخلفاء والصحابة كانوا يروا ان علي أولى افضل ومتقدم عليهم
ان علي كان مجمع المناقب والفضائل : كما قال الشاعر
جمعت في صفاتك الاضداد فلهذا عزت لك الانداد (1)
فهو في نفس الوقت الذي هو زاهد فهو يحكم , وفي نفس الوقت هو المقاتل الشديد الذي عادة ما يكون المقاتل به قسوة وقوة وجرأة لكن اذا ذهب الى اليتامى تجده يذوب رقة وحنان
خلق يخجل النسيم من اللطف وباس يذوب منه الجماد
لهذا سجل القران الكريم لعلي عليه السلام صدقاته و نفقاته و مبراته وعطاءته فاذا تصدق سرا وعلانية و ليلا ونهار فيرفع القران راية قائلا ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 274 واذا تصدق بخاتمه قال القرا ن ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) المائدة 55 فأمير المؤمنين علي حري بهذه الفضائل والمناقب
هذا هو علي بن ابي طالب سلام الله عليه الذي نتشرف بالانتماء الى منهجه ونُصرّ على السير على خطه
نسأل الله تعالى ان يحشرنا معه على حوضه وان نكون تحت لوائه المرفرف الذي يرفعه يوم القيامة نسأل الله في ذلك اليوم الذي قال الله عنه ( يوم نأتي كل أناس بأمامهم ) ان يكون امامنا علي بن ابي طالب وان نسير خلفه وضمن ركبه انه على كل شيء قدير
..........................
ابيات من قصيدة الشاعر صفي الدين الحلي في مدح امير المؤمنين
|