تعريف: |
الله التواب
تفريغ نصي الفاضلة غفران محمد علي
بسم الله الرحمن الرحيم (( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ )). من سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )) . الآية (25) من سورة الشورى حديثنا يتناول أحدا أسماء الله الحسنى التي جاءت في القران الكريم وهو أسم الله ( التواب ) التواب صيغة مبالغة من تَابَ – يَتُوْبُ – فهو تواب تواب إما كثير التوبة على الشخص لتكرر ذنوبه وكثرتها وإما كثير التوبة بلحاظ عدد من يتوب عليهم فهو تواب هذه الصيغة جاءت في القران الكريم أحد عشر مرة (11 مرة ) وغالبا كانت مقرونه بالرحيم (( فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) )). من سورة البقرة في هذا الموضع انه هو التواب الرحيم وفي قصة الثلاثة اللذين خلفوا أيضا ينهي الآية المباركة (( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) )). من سورة التوبة نعم في بعض الموارد جاءت منفردة كما في سورة النصر إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3) ومن العجيب أن هذا الفعل كما هو فعل الله عز وجل هو فعل الأنسان تقول تاب العبد ومن تاب الى الله ((فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) )). من سورة الفرقان أو هل من تائب يتوب فيتوب الله عليه فهو يتوب والله ايضا يتوب (( تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ )).الآية71من سورة التوبة وإن كان هناك فرقٌ في المعنى بين توبة العبدِ وتوبة الله عز وجل وكان هناك أيضا فرقاً في أسم الفاعل فلا يقال عاداً للعبد أنه تواب ولا يقال لله أنه تائب الله تواب لايوجد لدينا تعبير ان الله تائب كما انه لايوجد عندنا تعبير ان العبد تواب نعم ورد في الأدعية فكم اتوب وكم أعود أما ان لي ان استحي من ربي ولكن لايطلق على العبدِ بأنه تواب كما لا يسمى الله عز وجل بأسم التائب وكما ذكرنا المعنى فيهما يختلف كما سيتبين بعدُ قليل في بعض الآيات وجدنا أنهما اجتمعا قد جيء بصيغة الفعل منسوباً إلى العباد وجيء بصيغة الفعل منسوباً الى الله عز وجل ففي الآية 118 من سورة التوبة جاء ذكر أولئك الثلاثة (( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) . تاب عليهم وهم أيضاً ليتبوا القضية معروفه نشيرُ إليها أجمالاً ان ثلاثة من المسلمين وهم كعب ابن مالك, مرارة ابن الربيع وهلال ابن أُمية في اليوم الثالث من شهر رمضان من سنة 9 للهجرة لما أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتعبئة لغزوة تبوك الروم في السنه 9للهجرة بدأُ يتحرشون بالمسلمين وحشدوا جيشا ضخم على منطقة تبوك . منطقة تبوك تقع داخل حدود بلاد المسلمين وهذا نوع من التحرش والتحدي فالنبيُ صلى الله عليه وآله أمر بالتعبئة ان كُل مسلم يخرُج ادا كان قادراً على حمل السلاح وأبقى في المدينة عليً لكي يحافظ على الحُكم الإسلامي من انحرافات المُنافقين الوقت كان جداً حرج شهرُ رمضان وكان ذلك الشهر في تلك السنة قائظاُ شديد الحرارة والمسافة بين توبك والمدينة مسافة بعيدة وخلفهم أيضا قتال ولذا لك سماه الله عز وجل هذه الغزوة والمعركة ساعة العسرة ((قَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (117) )). من سورة التوبة . قسم من المُسلمين منهم منافقين هؤلاء لا يتحزمُ بهم يخذلون في الشدة وقسم آخر من المُسلمين كانُ مُستقيماً ولكن في هذه المرة لم يستجيبوا لنداء هم هؤلاء الثلاثة لم يكونوا مُنافقين ولكن قِيل أن الأول كعب ابن ربيع قد اشترا بستاناً قيمته قريبه من مئة ألف درهم وقيمته في ذاك الزمن كبيرة جداً فلو أفترضنا ان الشاة كانت قيمتها درهمان يعني بستان يعادل قيمة 50الف شاة يعني مايعادل في وقتنا الحالي 50 مليون ريال فبستان ضخم وجميل ومرتب فقال أنا بدلاً ان أذهب في هذه الأجواء الحارة والتعب أجلس في البستان أتنعم فيه. الاخر مرار ابن الربيع قيل أنه كان متزوجاً حديث العهد بالزواج فقال انا أجلس مع زوجتي , وهلال بن أمية كان يقول أنا اذهب للحرب لعلي أموت فحُب الحياة جعله يبقى في المدينة. ذهب النبي صلى الله علية وآله الى تبوك فوجئ الروم بقدوم النبي صلى الله عليه وآله في هذا الشهر رمضان وشدة الأجواء الحارة قدم بزي القتال والاستعداد للحرب فور وصوله تبدأ الحرب, لما راء الروم استعدا النبي صلى الله عليه وآله القتالي للحرب انسحبوا, صارت معركه محتدمة بين المسلمون وبين الروم المسيحيون , رجع النبي صلى الله عليه وآله وثبت ان الجيش الأسلامي قادر على الردع في أي وقت لروم وغير الروم . كانت هذه قضية مهمه جداً فرجع الى المدينة فجاء المُعذرون من أهل المدينة هذا يقول رجلي كذا والأخر يقول كذا وكذا وهكذا , المنافقون لم يعتني بهم النبي صلى الله عليه وآله فقط هؤلاء الثلاثة لم يكن متوقع منهم, لإدلك لما حضروا لنبي أعرض عنهم ولا يُكلمهم وأمر المُسلمين ان لا يكلموهم وان يقاطعوهم , فيحضرون في المسجد لا أحد يعطيهم أهمية في السوق وفي الطريق وهنا وهناك فضاقت عليهم الأرضِ بما رحبت , بل حتى في بيوتهم زوجاتهم لما سمعوا ان النبي أمر بعدم الكلام معهم جاءوا الى النبي قالوا نحن ماذا تكليفنا نعطهم الطعام نُكلمهم قال : لا , هل هذا أمر عام قال: نعم هذا أمر عام , أعدوا لهم الطعام أطعموهم ولكن لا تكلموهم ولا تقربوهم ولا يقربونكم وقال لهم : لا يأتون إليكم النساء وضاقت عليهم أنفسهم حتى , خمسون يوما مرت عليهم كأنها خمسون سنة . وحين أذاً جددوا التوبة عرفوا خطأهم واستغفروا ربهم الى الحد الذي قالوا بينهم حسب ما نقل بعض المُفسرين انهم قالوا: ياجماعة نحنُ لابد أن نلتزم بكلام النبي فلا نُكلم بعضنا بعضاً أما قال النبي لا تكلموهم ,نحنُ الثلاثة كل منا لا يكلم الأخر. ندموا أشد الندم على ما صدر منهم ولما علم الله منهم دالك تاب الله عليهم ونزلت الآية المباركة, وقيل انهم لما رجعوا للمدينة اعتزلوا في أطرافها ,كعب ابن مالك قال لنبي يا رسول الله هذا البستان الذي لهاني واقعدني عن الجهاد في سبيل الله كله صدقة في سبيل الله اتبرع به قاله : لا ابقي منه شيئاً لنفسك ولعيالك , قال النصف قال : لا النصف ايضاً كثير أبقي لأهلك , قال : اداً الثلث , قال الثلث خيراً. ومنه جاء سنة الاستحباب ان يوصي الأنسان عند موته بثلث أمواله في أفعال الخير, فهؤلاء يقول القران فتاب عليهم الله ليتوبُ الله هو التواب الرحيم . اداً عندنا توبتان :1- توبه تنسب الى العبد , 2- توبة تنسب الى الله عز وجل التوبة التي تُنسب الى العبد ؛ حاصلوها الإقلاع عن الذنب على أفضل الوجود ,لان الإقلاع عن الذنب يقولون على ثلاثة أشكال , الشكل الاول يقلعُ عن الذنب ولا يعترفُ بذنبه السابق , ( يقول: أنا لم أفعل ولم أعمل الأن هو لن يعمل الذنب , وحين يُسأل هل أذنبت يقول: لا , مثال : الطفل الذي يكسر الكأس وتسأله هل كسرت الكأس يقول : لا لم أكسر وهو يعلم قبل غيره أنه هو من كسر الكأس , هذه ردت فعل طبيعية لدفاع عند أي أنسان كأن يأتي أحدهم ويرفع يده في وجهك وانت لا اراديا تفع يدك على وجهك لدفاع , فحالة لم أفعل لم أعمل حالة دفاع طبيعية عند أي أنسان الا ان يُهذب نفسه بالأخلاق فيعتبر أنه ادا اذنب يعترف بذنبه والأعتراف به فضيله. فالشكل الأول قسم من الناس يقلع عن الذنب الذي ارتكبه فحينما تسأله يجب أنا لم أفعل ولم أعمل شيء هذا شيء غيرُ حسن, وقرب منه يقول أنا عملت أنا فعلت الذنب لكن ظروفي كانت ظروف قاسية مثال: لما تسأل البنت لما انحرفت في طريق الفساد تقول أنا ظروفي صعبة قاسية لم أحتمل ... لماذا فغيرك من العشرات الالف لديهن ظروف أسوا بكثير من ظروفك ولم تنحرف. مثال أخر: أنت أيها الشاب لما لم تكن أمين في عملك سرقت يقول: المال فيه أغراء وأنا لم أتمكن أن أواجه هذا الأغراء معذور قلت له : يوجد من هم أكثر أغراء منك مؤتمن على خزائن بنُك مع ذلك لا يسرقون فهذا يقول أنا عملت هذا ولكن يقدم عذراً كأنما يقول أنا معذور في فعلي وهو غيرُ معذور يبحث عن أي عذر كذلك ابن ذي الجوشن استخرج له أعذار بعد قتل الأمام الحسين عليه السلام حينما سألوه لما قتلت ابن بنت رسول الله فقال : أمرنا أُمرائنا بدالك أن لم نفعل بأمر أمرائنا وسلاطيننا كُنا كالحمير, تعمل بأمر أُمرائك ولا تفعل بأمر الله عز وجل ربك الذي أمرك بطاعة الحُسين عليه السلام وأن تتبع سبيله , يقدم عذرا عن فعل هذا الذنب وهذه الجريمة , أحيناُ العذر لا يقل قبحاً عن الذنب نفسه ,فهذا قسم من الناس هكذا . القسم الثالث هو حقيقة التوبة : يعترف بذنبه ويقول لا عُذر عندي أنا مُقلع عن هذا الذنب يقول: أنا عملت هذا فعلتُ دالك الذنب وبدون عذر وحجة لدي وأنا مُقلع عنه , ولا حُجة لي فيما جرى علي فيه قضائُك وألزمني حُكمك وبلائك وكذا لك نقرا في دُعاء كُميل ( وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ وَاَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري ) , أنا فعلت, أذنبت, أسرفت وأتيتُ مُعتذر, أنا نادمُ ومنكسرُ مستقيل كُل هذا موجوداً عندي هذه هي حقيقة التوبة التي فتح الله سبحانه وتعالى بابها للناس . ان الأنسان يعترفُ بالذنب الذي أرتكبه فهذا أعظمُ شيء حقِيقة حنُ لدينا كنز من الكُنوز التي ينبغي ان نُقدرها أعظم شيء صنعه أئمةُ أهل البيت عليهم السلام أنهم جاءوا بهذا الأنسان المُذنب العاصي وأجلسوه على كُرسي الاعتراف هو بنفسه يعترف من غير أن يجبر على دالك. فبذلاُ أن يقول انا لا لم أفعل شيء , أنا فعلت لأنه كان كذا وكذا , يحضره هذا الدعاء يُجلسه يقول له أنت أذنبت ( أَنا يارَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الخَلاءِ وَلَمْ اُراقِبْكَ فِي المَلاءِ، أَنا صاحِبُ الدَّواهِي العُظْمى، أَنا الَّذِي عَلى سَيِّدِهِ اجْترى، أَنا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماء، أَنا الَّذِي أَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِي الجَلِيلِ الرُّشا، أَنا الَّذِي حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْها أَسْعى، أَنا الَّذِي أَمْهَلْتَنِي فَما ارْعَوَيْتُ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَما اسْتَحْيَيْتُ، وَعَمِلْتُ بِالمَعاصِي فَتَعَدَّيْتُ، وَأَسْقَطْتَنِي مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ، فَبِحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِي وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ أّغْفَلْتَنِي، وَمِنْ عُقُوباتِ المَعاصِي جَنَّبْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِي.) من دعاء أبي حمزة الثمالي . أنا أنا هذه مقام الاعتراف الذي يجعل الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام يجعل الأنسان جالس اختياراً من نفسة الجُلوس على كُرسي الاعتراف , لا يحتاج الى ان يعمل له تعذيب بالسجن والضرب , لا هو بنفسه يحضر يبكي يتخضع يترقق ثم يعترف بذنبه هذا أعظمُ شيء صنعته هذه المدرسة. فهذه اداُ التوبة من العبد تعني الإقلاع عن الذنب مع الاعتراف بما سبق وعدم التبرير باي مبرر وعدم الاعتذار بأي عُذر وطلب العفو من الله عز وجل . أما التوبة من الله عز وجل على العباد (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ ).من سورة التوبة . هذه لها معنيان المعنى الأول : ان الله سُبحانه وتعالى يرحم هذا العبد بفتحه باب التوبة له في مُقابل باب العدل . ما معنى باب التوبة مُقابل باب العدل ؟ مثال ( أنه لو كان عندك موظف تقول له هذه مجموعة من الأشياء والمهمات عندك من الأن الى شهر تنجزها وأنت في فترة اختبار وامتحان إدا اديتها بشكل جيد لك مُكافئة , إدا أسأت الأداء لها لا تبقى معي فأنت مفصول والميدان أمامك كل ما تريد موفر لك . ادا هذا الموظف خلال هذا الشهر اليوم الأول نام اليوم الثاني تأخر اليوم الثالث أعتذر اليوم الرابع تكاسل واتى اخر الشهر ربع العمل الذي اعطيته لم ينجزه . هُنا العدل ماذا يقول ؟ يقول لك هذا بناء على الاتفاق الذي بينك وبينه تفصله وتطرده , لماذا؟ أنه أنت وفرت له كل الأسباب والأساليب لنجاح وهو بتقصيره واسرافه وسوء فعله ترك كل هذه الأمور اداُ فُصل , لو فُصل هذا الأنسان لم يكُن فصله مخالفاً للعدل. الله سُبحانه وتعالى لا يفعل هذا مع العِبادِ مع أنه عدلٌ , يقول للإنسان أيُها الأنسان أعطيتك صحة و مال , سخرتُ لك كُل شيء , كما ذكرت لكُم في بحث سابق ( الحديث عن صفة الله الخلاق ) , سخر لك هذا البدن, سخر لك السماء, سخر لك الأرض, الماء وكل شيء (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ).الآية 34من سورة أبراهيم . النتيجة نُريد منك مجموعة أعمال بسيطة لا تُكلفك شيء. صلاة لا تكلفك كلها خلال اليوم 24 ساعة. ساعة واحده فقط لو تجمع صلاتك كلها لتؤديها خلال وقت لا يكمل ساعة واحده 17 ركعة تنجزها خلال وقت لا يتجاوز ساعة واحده ادا كل ركعه دقيقة واحده ف17 ركعة تُكلف 17 دقيقة وادا كل ركعة دقيقتان يصبح الضعف وادا هو نصف ساعة ليس أكثر. ساعة واحده فقط من 24 ساعة في يومك يُريدك لصلاة , ومره واحده فالعُمر يُريك في الحج ,ومن 12 شهر, شهر وأحد يريدك فيه وهو شهر رمضان هذا المقدار وأعطينا كُل شيء ادا فعلت هذا لك جنةُ عرضها السماوات والأرض . وادا أسأت هُناك بالمقابل مغفرة , توبة وتجاوز, كذا وكذا ...... , الله لو عامل الأنسان بعدلهِ , لم يفعل عمل جيد , ما كان جائراً ما كان ظالماً صح أم لا ؟ هذا مُقتضى العدالةِ هذا؛ لكن مع دالك الله عدلٌ لا يجور لكنهُ لا يعاملنا بالعدل لكنهُ يُعاملنا بطريقة أخرى . يقول: أنت أذنبت ذنب لا مشكلة عندك 7 ساعات ادا قُلت أستغفر الله الذي لا آلة الا هو الحيُ القيُوم ثلاث مرات لا يُكتب هذا الذنب, مثلا نظرة مُحرمه عملتُها والتفتت بعد 5 دقائق قُل أستغفرُ الله الذي لا آله هو الحيُ القيُوم ثلاثُ مرات لا يُسجل عليك هذا الذنب, تأخرت أنت ساعة, ثلاث , سبع ساعات ويوم, يومان بعد شهر أنت تُستغفر ربك أيضاً هذا يُمسح الذي سجل. نويت تُعمل عمل صالح يُكتب لك ثوابُ النية, نوية تعمل عمل سيئ لا يُسجل عليك , عملت عملاً حسناً يُسجل لك عشرة, عملت عملاً سيئاً يُسجل لك واحد قابل للمحو خلال سبع ساعات قبل ان يُحسب عليك , وبعد دالك إلى ما شاء الله يُمحى عنك. ففتح الله لك هذا الباب قال لك أكثر من هذا حتى لو ارتكبت كُل ذنباُ فقط الشُرك لا ترتكبهُ أن الله يغفرُ كُل الذنوب ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ) الآية 48 من سورة النساء. فباب التوبة مفتوح لك ما دُمت تستطيع أن تعقل وأن تتحرك وأن تُدرك فمجالُ التوبِ لك مفتوح , ففتح الله عز وجل باب القبُولِ والتوبةِ لي الناس نقرا في مُناجاة التائبين للأمام زين العابدين عليه السلام "إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت ﴿ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... ﴾ فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه". إلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ، وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي، وَبِعِلْمِكَ بِي ارْفَقْ بِي. يا قابل السحرةِ أقبلني . الله فتح الباب هذا ما اغلقه وهذا من معاني توبةِ الله عز وجل أنه فتح لهم 1- مجال التراجع 2- عند ما يأتي الأنسان لكي يتوب لا يتمننهُ الله, مثال : رأيت أنت زوجتك تخطأ في حقك أو أنت تخطأ في حق زوجنك لما تريد أن تعتذر تجي لك تقولك أنا أسفه لم أدري هذا حدث اسمح لي أنت تبدأ تمن عليها ما تدري أنتِ ماذا فعلتي حجم ماذا انا تألمت كم خسرت كم رحت كم جيت كذا وكذا .. الى غير دالك , أنت أقبل خلاص , الله سُبحان وتعالى لا يصنعُ هذا بمن يأتي من عبادهِ تائباً وأنما يفرحُ بتوبةِ عبده كما في الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وآلهِ قال: ( لله بتوبةِ عبده أشد فرحاً من الضال الواجد ومن العقيم الوالد ومن الظمآن الوارد ). الله يفرح بتوبة عبدهِ المُذنب أكثر من داك الذي يُعبر عنه الأمام الباقر عليه السلام في رواية أخرى من رجلاً في ليلةً ظلما في ليلةً جردا فقد أبله وعليها طعامه وشرابه ومتاعه ففقدها ثم وجدها , كثر ماذا يرتاح !. هذا رجل في ظلام بر لا يوجد أحد معه سوا ابله عليها جميع متاعه فقدها في ليلة ظلما ضاع منهُ كُل شيء ثم وجدها ففرح بها كثيرا و رتاح , الله أشد فرحاً من هذا الشخص ادا تاب عبده المؤمن, ومن العقيم الولد فد واحد منقطع عنه الولد 20 سنه ينتظر أولاد لا يوجد مره واحده راي الله رزقهُ مولوداً كثر ماذا هذا الفرح مثل الظمآن الواردُ للماء البارد, هذا الله يفرح بهذا الأنسان لا يتممنه ليس مثل ( لماذا انت فعلت ولماذا انت تجرأت علي و و ), هذا يعطينا درساُ أيها الأخوة. يعطينا درس أنه ادا أنسان تنصل لنا من خطاه ليس بالضرورة أنه تقرره وتخبره انت تعلم ماذا فعلت وانت كذا وكذا . !! خلاص أنتهى الحدث, جاء واعتذر أما أن تقبل وأما لا تقبل منه تقل انا لا أقبل وهذا شيء سيء كذا لك ايضاً. لماذا شيء سيء ؟
لأنه عامل الناس كما تُحب ان يُعاملك الله به.الله سُبحانه وتعالى ادا جاء له العبد المُذنب وتنصل اليه من ذنبه يقول له مع السلامة كما لم تقبل من أخيك نحن أيضاً لا نقبل من عندك , فأما ما تقبل من عنده أو أقبل بقبول حسن لا تمن عليه تجعل موقفه أصعب من الأعتذار ويتمنى ويقول يا ليت لم اعتذرت من هذا الأنسان , الله سبحانه وتعالى فرحٌ راضاً بتوبةِ عبدهِ أشدُ فرحاً . ( نحن بينا في حديث سابق عن صفات الله الجلالِة ان الله عز وجل ليس محلاً للانفعالات ليس محلاً لتأثر لا يوجد شيء يؤثر فيه ). نحنُ البشر, أنا ادا فرحت انبسطت اساريري ويظهر علي الفرح والسرور, ادا غضبت يظهر علي الغضب على وجهي الغضب على عيني ادا فرحت ادا سُررت غير ما ادا غضبت وأنا أكون محل لهذه التأثرات " تقدر من واحد تشوفه تقول هذا فرحان وداك حزين أو غضبان " , لكن بالنسبة لله عز وجل لا تأتي عليه الحوادث ولا تأثرُ فيه هذه الأشياء وأنما هذه التعابير في الروايات والأدعية وما شابه دالك حتى نحنُ نفهم رضا الله وعدم رضا الله عز وجل , كيف يخاطبونه ؟ كيف يفهموننا ؟ لازم يفهموننا بلغة وكلام قريب إلينا, لكن ادا جمعناه مع ما ذكرناه من صفات الله الجلالِة ليس بجسم لا تحل فيه التأثرات لا يتغير لا ينفعل هنا تتعادل المسألة . فالله ادا يفتح باب التوبة , لماذا يفتح باب التوبة ؟ لان الله خلق الناس لرحمة الا من رحم ربُك ولذلك خلقهم يعني خلقهم لرحمة, ما خلق الله ولا واحد من العباد للعداب في الأصل الي فعلا يذهب للعذاب حقيقةً هذا شقي حقيقةً هذا خاسر حقيقةً هذا أنسان لا يستحق, لماذا!! لانه وفر له كُل الطرق لنجاة ومع ذلك ركلها برجله. سمع أحدهم الحسن البصري وهو ليس من ضمن ثقافة مدرسة أهل البيت يقول : العجب كُل العجب كيف نجا من نجا كيف هؤلاء الي ذهبوا الى الجنة ونجوا من العذاب كيف نجوا فنقل أحدهم دالك الى الأمام زين العابدين عليه السلام فقال : لا تقول هكذا بل قل العجب كُل العجب كيف هل من هلك مع سعة رحمة الله وقبول التوبة , ادا رحمة الله وسعة كُل شيء (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) ويقول ( فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ). من سورة البقرة ,( إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3), من سورة النصر مع ذلك واحد يهلك ويذهب لنار جهنم , هذا حقيقة شقي. هذا المعنى الذي يشيراليه خطبة النبي صلى الله عليه وآلهِ فأن الشقي من حُرم غُفران الله في هذا الشهر العظيم أللهم أرحمنا برحمتك وأعتق رقابنا من النار بفضلك ,أللهم عاملنا بفضلك ولا تُعاملنا بعدلك ياتواب يارحيم . الله خلق العباد ِلرحمه الله رباهم للجنة الله أطعمهم لكي يُنعم عليهم وهو بهم رحيم وهو عليهم وهو عليهم كريم. ينقلون قصة في الكُتب الأخلاقية عن دا النون النبي يونس عليه السلام من خروجه من قومه مُغاضباً الى عودته لهم قرابة شهر سبعة أيام في الطريق سبعة أيام في بطن الحوت سبعة أيام بعد ما أخرجه الحوت تحت شجرة اليقطين وسبعة أيام في الطريق الى قومه راجعاً هذا كان نبي الله يونس قد دعاء على قومه قال يارب هؤولاء لا يُفيد فيهم فأهلكهم أنزل عليهم العذاب فيقولون انه لما أخُرج من بطن الحوت كان مُنهك ومتعب وجائع وعطشان سبعة أيام مسجون في ذلك المكان (وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146). من سورة الصافات. هذه الشجرة كان يستظل بها ويأكُل منها فحصلت عنده قوه من جه وأيضا حصل له أستأناس بهذه الشجرة وحده في ذلك المكان بعد سبعة أيام الله سبحانه وتعالى جفف هذه الشجرة , شجرة اليقطين فلما يُونس شجرة القطين جفت حزن , لما أصبحت يابسه كثيراً تأذى فأوحى الله اليه يا يُونس حزنة على شجرة اليقطين قال له نعم هي كانت أُنس إلي ونافعه إلي , قال يا يُونس شجرة يقطين أنت لم تخلُقها ولا أنبتها ولا سقيتها حزنت عليها لما ماتت , أنا هؤلاء الخلائق أنا خلقتهم هالعباد أنا ربيتُهم وأطعمتُهم وسقيتهم ورعيتُهم وحميتُهم لماذا تقول لي هكذا ؟ أهلك هؤلاء أبعث عليهم العذاب أنا بالخلق رحيم وعليهم كريم هؤلاء مذ رأوا العذاب أنه أقبل إليهم ضجوا الى الله سُبحانه وتعالى بالتوسل والاستغاثة لذلك قال : ( إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98). من سورة يونس . فالله خلق الخلق لرحمته , خلق الخلق لمحبته , خلق الخلق لجنته , ولدالك فتح لهم باب التوبة ليتوبوا وهو التواب الرحيم . فلنجدد توبةً في هذا الشهر الكريم ونستغفرُ الله عز وجل أللهم أنك تواب كريم فتُب علينا وأنك غفور رحيم فغفر لنا يا قابل السحرة أقبلنا , الله سُبحانه وتعالى في مثل هذا الشهر يقبل التوبة أكثر من سائر الشهُور وهو التواب في كُل حال , نسأل الله سُبحانه وتعالى أن يتقبل توبتنا وان يمحو حوبتنا. ادا قبل الله سبحانه وتعالى توبة الأنسان يُمسح ماكان منه ويُغفر له مهما كان ذنبهُ كبير, هل يوجد ذنب أكبر من ذنب الخروج على الأمام المعصوم ؟؟ لا يوجد بغاة هؤلاء يعاملون الحر ابن يزيد الرياحي كان قد أرتكب هذا الذنب اولاً لكن الأمام الحسين عليه السلام قال له أن تُبت تاب الله عليك جاء الى كربلاء في اليوم الثاني وحاصر الأمام الحسين عليه السلام قال له : أنا مأمور بأن أخُذك الى الكوفة أسير , قال له الأمام الحسين الموت أدنى لك من ذلك |