الحياة الشخصية : أولاد النبي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/9/1432 هـ
تعريف:

17 الحياة الشخصية : اولاد النبي


تفريغ نصي الفاضلة شريفة الفلفل  


روى شيخنا الصدوق اعلى الله مقامه في كتابه الخصال عن ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : ( ولد لرسول الله (ص) من خديجة القاسم وعبدالله وهو الطيب والطاهر ورقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة  وقد تزوجها علي بن ابي طالب وولد له ابراهيم من ماريه صدق سيدنا ومولانا  جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه
حديثنا يتناول جانب من الحياة الشخصية لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو أولاده صلوات الله وسلامه عليه
وعندما نقول أولاده يشمل دلك الذكور والاناث لأن الولد والاولاد في اللغة العربية يشمل الجنسين كما جاء في القران الكريم ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين .
الابناء يقابلها البنات ولكن الاولاد في اللغة لا تقابل بالبنات وانما تشمل كلا الجنسين البنين والبنات .
اولاد رسول الله (ص) من خديجة سبعة ثلاثة ذكور واربع من اناث
نشير الى ان الفترة التي قضاها رسول الله مع خديجة بنت خويلد تعتبر ضعف الفترة من الناحية الزوجية التي قضاها مع زوجاته التسع الباقيات , النبي قضى مع خديجة سلام الله عليها خمسة وعشرين سنة منذ ان كان عمره الشريف 25 سنة الى ان بلغ عمره 50 سنة كان مع خديجة وحدها لم يتزوج عليها زوجة اخرى لم يضم اليها احدا سواها خمسة عشر قبل البعثة وعشر سنوات بعد بعثته صلوات الله عليه وسلم
وهذا محل تأمل حقيقة مدى حبه لخديجة وانسجامه معها انه خلال 25 سنة لم يضم اليها أي امرأه اخرى فيما في فترة السنوات الثلاثة عشر بعد وفاة خديجة تزوج عشر  زوجات ومع ذلك لم تسد هذه الزوجات العشر مقام خديجة الواحدة تلك 25 سنة وهؤلاء 10 زوجات في 13 سنة
رزق منها الأولاد ولم يرزق منهن اولاد باستثناء ماريه القبطية  الذي رزق منها ابراهيم وفي هذا محل تأمل في الأمر الأول الفترة الطويلة السنوات الخمسة والعشرون وكونه رزق منها الأولاد وانه لم يضم اليها احد من جهة مقابل نساء عشر في ثلاثة عشر سنة ولم يرزق من غير ماريه فيهن أي احد
الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام كما اوردها الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي في كتابه الخصال
نحن ذكرنا سابقا عن موضوع الخصال  الروايات التي جاء فيها اعداد ذكرها في كتاب الخصال فهذا في باب الثمانية ثمانية اولاد لرسول لله سبعة من خديجة وواحد من ماريه وهو ابراهيم عليه السلام
بالنسبة لذكور ولد للنبي محمد صلى الله عليه واله القاسم وولد له الطيب والطاهر فهم ثلاثة عبدالله احد الاثنين بعض الروايات تقول عبدالله اسمه ولقب بالطيب وبعض الروايات تقول عبدالله اسمه ويلقب بالطاهر فهناك اذا ثلاثة اولاد ذكور من خديجة وهؤلاء جميعا قضوا وهم صغار الروايات جميعها لا  تتجاوز ان يكون احد من اولاد رسول الله قد تجاوز الخمس سنوات  قالوا القاسم بقي سنتين ثم توفى عبدالله لحقه بعد ذلك بأشهر والطيب او الطاهر بقي في بعض الروايات الى سن الرابعة ثم توفي
لا توجد عندنا رواية  قوية تشير الى ان اولاد النبي الذكور قد بقي الى سنوات متأخرة وانما اقصى ما قيل خمس سنوات بالنسبة للطيب او الطاهر اما البقية لم يكن هكذا
على مستوى الاناث النبي صلى الله عليه واله وسلم ولد اليه فاطمة سلام الله عليها بعد البعثة بخمس سنوات وهذا محل اتفاق في مدرسة الامامية وولد له ثلاث بنات على الرأي المشهور الراجح قبل البعثة وهن زينب وام كلثوم ورقية هؤلاء كن قبل البعثة موجودات وتزوجن ايضا قبل بعثة رسول الله (ص) هذا على الرأي المشهور وسنشير الى الرأي الاخر
فاطمة واضح انه تزوجها امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ضمن اختيار رباني وقد رد رسول الله صلى الله عليه واله من تقدم اليها من الصحابة منتظر التزويج الالهي والوحي الرباني في قضية زواج علي بن ابي طالب بها .
وأما الثلاث الباقيات فزينب  تزوجها ابو العاص ابن الربيع وهو ينتمي نسبه الاعلى الى بني أمية وهذا وارد في رواية الامام الصادق. ورقية وأم كلثوم تزوجتا قبل البعثة ببني عمهما عتبة وعتيبة ابناء ابي لهب وهذا كان قبل البعثة  فلما بعث رسول الله واتخذ أبو لهب موقف الانكار على النبي وبالغت زوجته أم جميل وهي من بني امية والتي لقبها القران الكريم بحمالة الحطب وكانت عدائية اتجاه النبي صلى الله عليه واله فضغطت حتى طلقت ام كلثوم ورقية من ابنيها عتبة وعتيبة نكاية بالنبي وتوريط له فيما بعد الرواية تقول انه تزوجهما الخليفة عثمان بن عفان هذه الرواية المشهورة .
هناك رأي آخر ذهب اليه بعض الامامية يقول هذا الرأي ان رقية وأم كلثوم لم تكونا بنات النبي من خديجة وانما هما ربائب النبي أي تربيتا في بيته لكنهن ليس بنات له
هنا اختلفوا على قسمين :
قسم يقول انهن بنات خديجة من زوج سابق على رسول الله .
الرأي الاخر يقول هن بنات اخت خديجة فلما توفيت تلك الاخت ضمتهما اليها وتربين في بيتها .
نحن نعتقد الأول المشهور هو الرأي الصحيح انهن بنات رسول الله من خديجة .
النظرية الثانية فيما نعلم من اوائل من ذكرها وبينها احد علمائنا المتقدمين يقال له ابو القاسم الكوفي وهو لديه كتاب من الكتب التي هي في صدد الاحتجاج والمناظرة في ظرف ايام التشنج ظاهرا العقدي بين الطرفين حتى ان اسم الكتاب كان اسم حاد اسمه الاستغاثة في بدع الثلاثة في هذا الكتاب  هو يرد على ما نسب من فضائل ومناقب الخلفاء الثلاثة الاول لما جيء الى موضوع الخليفة عثمان بن عفان  اتباع مدرسة الخليفة عثمان اعطوه وسام بالمجان وهو انه ذو النورين وهذا اللقب غير وارد لا في حديث رسول الله ولا غيره ولا احد من بنات النبي كانت تسمى بالنور لا رقية ولا ام كلثوم ولا فاطمة ولا زينب  هؤلاء بالذات باعتبار ان الخليفة الثالث كانت اجوائه اجواء بني امية وسيطر الخط الأموي على مقاليد الخلافة ورفع قميصه باعتباره انه هو المطالب بثأره  وفيما  بعد الروايات التي وضعت من قبل بهذا الخط نكاية لعلي بن ابي طالب صارت الى الخلفاء فمن جملة ما ذكروا  قالوا اذا كان علي بن ابي طالب عنده بنت واحدة من بنات النبي وعند صاحبنا بدل البنت اثنتين  أي عنده نورين , جاء ابو القاسم الكوفي وهو في صدد الجدال المذهبي والعقدي قال ان النبي ليس عنده بنات غير فاطمة انتم تقولون ان هذا تزوج اثنتين واصبحت له منقبة بزواجه من ابنتين من بنات النبي , النبي لم يكن عنده بنات غير فاطمة الزهراء عليها السلام   فاذا هذه الحجة سقطت .
احيانا المشكلة ان بعض الحقائق التاريخية بناء على دخولها من ضمن الصراعات العقدية تضيع , (وكأنه يقول ان انا اعترفت بالحقيقة التاريخية انت سوف تغلبني   فمن الافضل ان اقول ليس موجود اصلا)
وهذا مع الاسف موجود بين المدرستين في مدرسة الخلفاء ايضا وجدنا بعض القضايا انكار كليا في حدوثها حتى لا يصير احتجاج بها بعدها اصبحت محل النقاش البعض الذي كان ارتى هذا بدأ يعضدها بقرائن يطرحها كنظرية واحد علمائنا المعاصرين وهو محقق جليل وهو السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله واحد من المحققين الجيدين في التاريخ وكتابه الصحيح من سيرة النبي الأعظم الآن مطبوعة في اكثر من ثلاثين مجلد من الكتب الرائعة في سيرة النبي (ص)  وان كان لا يعني هذا اننا نوافق كل ما يذكره ولكن اجمالا كتاب محقق ونظريات بديعة قام بها هذا العالم الجليل من جملة المواقف التي نختلف معه فيها هذا المورد فهو يذهب بنفس ما ذهب اليه ابو القاسم الكوفي نحن نعتقد كلا ان هذه البنات بنات رسول الله وكونهن بنات رسول الله وزواج الخليفة الثالث لهن لا يعطي منقبة اضافية ولا منزلية استثنائية لمن تزوج بهن
لان هؤلاء البنات ليس لهن ميزة يعني نحن لا نعتقد كون الشخص ابن للنبي او أخ للنبي أو عم للنبي او زوجة للنبي مجرد انتساب يجعله في اعلى الدرجات كلا نرى هذا شرف ومسؤولية , اذا احسن العمل فيه اوتي ثوابه مرتين واذا اساء في هذا ( من يأتي منكن بفاحشة  مبينة  فيضاعف لها العذاب ضعفين ) بنت النبي ليس مجرد انها نسلت من النبي في تصبح افضل من غيرها هذا فيه شرف وفيه مسؤوليه فاذا ارتقت به ارتقت واذا بقت على مستوى عادي تبقى على مستوى عادي نحن نعتقد ان بنات النبي الثلاث بنات مؤمنات طيبات عاملات ولكن لا يوجد قياس بينهن وبين فاطمة الزهراء , ولو ان بلال الحبشي او صهيب الرومي تقدم لخطبة زينب او ام كلثوم او رقية لزوجه رسول الله وليس فقط الخليفة الثالث لان الرسول (ص) صادق في اعتقاده بما جاء به هو جاء بمبدأ المسلم كفوء للمسلمة ولو تقدم بلال لخطبة ام كلثوم او رقية ورفض النبي خطبته بالتالي هذا يخالف ما جاء به .
في قضية فاطمة الامر مختلف تقدم كبار الصحابة لخطبتها وقدموا في زعمهم اموال كثيرة فقال اني انتظر فيها امر السماء وهذه استثناء . وقضية من السماء ليس شيء نادر فالرسول تزوج زينب بنت جحش من السماء ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ) فهو تزويج سماوي مع الفرق بين فاطمة وبين زينب بنت جحش .
نحن لا نعتقد حتى اذا تزوج  احد بنت لرسول الله على اثر  هذا الزواج سوف يكون له منزلة عالية وضخمة فليس له داعي انت يا ابو القاسم الكوفي ان تدفع هذا الموضوع في هذا الاتجاه .
الذي يشير الى ما ذكرناه من رأي المشهور من ان هذه بنات رسول الله من خديجة اولا الروايات ومنها هذه الرواية التي نقلها الشيخ الصدوق عن الامام الصادق في قوله:  ولد لرسول الله من خديجة وعدد الاولاد ثم قال ورقية وام كلثوم وزينب وفاطمة .
فهذا اثبات واضح للإمام الصادق عليه السلام وصريح
رواية اخرى عن رسول الله (ص) ان النبي جاء ذات يوم المدينة المنورة ودخل بيته بعد ان توفيت خديجة لأنها توفيت قبل الهجرة فرأى احدى نسائه تصايح فاطمة ابنته وفاطمة متأذية متألمة فجاء اليها فقال لها بنيه ما الخبر فقالت له ان فلانة تصايحني وتقول هل تظنين ان  لامك علينا فضلا , فالتفت الرسول  اليها وقال لها : مه يا فلانة ان الله بارك في خديجة الولود الودود وقد وهبني الله منها من الولد القاسم وعبدالله والطاهر ورقية وام كلثوم وزينب وفاطمة وانت مما اعقم الله رحمك ) هذه فيها اشارة واضحة وصريحة ان النبي رزق من خديجة البنات الأربع .
توجد لدينا روايات بشكل غير مباشر تتحدث في الموضوع مثل الرواية التي تقول ان النبي خرج في اصحابه وتذكر مناقب الحسنين عليهم السلام فقال هل ادلكم على خير الناس ابا واما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة لما وصل الى خلا وخالة قال الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهم زينب بنت رسول الله زينب مما ذكر تزوجها ابو العاص بن الربيع اسلمت في البداية قبله وهاجرت ثم هو اسلم فردها عليه رسول الله بذلك النكاح طبعا ام كلثوم ورقية بعد ان طلقتا من ابناء ابي لهب بقيا الى ان تزوج الخليفة عثمان احداهما في مصادر مدرسة الامامية ولم يدخل بها وتوفيت عنده فتزوج الثانية عندما اراد الرسول الخروج الى احد . الروايات الي في هذا الاتجاه عند مصادر الامامية تشير الى عدم وجود علاقة منسجمة بين هذا الزوج وبين زوجته طبعا الخط الأموي قلبها وسواها بين فاطمة وعلي وفسر الآية (الذين يؤذون النبي ) قالوا ان هذا علي بن ابي طالب يعاند فاطمة الزهراء عليها السلام
من الاشارات على ان هذه البنات لرسول الله ما يستفاد من الآية ( قل لأزواجك وبناتك  ونساء المؤمنين ) هنا بعض العلماء يقولون هنا فيها اشارة ان القران يقول قل لبناتك وليس بنت واحدة
وهنا ليس المقصود بنات المؤمنين وبناء على ذلك ذكرهم بعد ذلك .  بالإضافة بعض الروايات
الاخر مثل ما ورد في وصية فاطمة  عليها السلام لأمير المؤمنين  حين وفاتها حينما قالت موصية وتزوج من بعدي ببنت أختي امامة وهي بنت اختها زينب هذه الرواية فيها اشارة
الى ان زينب هي بنت رسول الله وهي اخت فاطمة وايضا من الممكن ان تكون اختها من امها ولذلك نقول هذه الاشارة ليس لها نص او دليل لهذا ذهب مجموعة من العلماء الكبار من القدماء مثل الشيخ الكوليني في الكافي في اول الحديث عن رسول الله موجز يعطي عن شخصيته ويقول ولد للرسول من الذكور كذا وكذا ومن الاناث يعدد زينب وام كلثوم ورقية وفاطمة

ذهب الى ذلك علم الهدى السيد الشريف المرتضى والشيخ المفيد والشيخ المجلسي في البحار ومن المعاصرين ايضا ذهب اليه جمهرة مثل صاحب الجواهر الشيخ محمد حسن النجفي اعلى الله مقامه مثل السيد الامين العاملي صاحب الاعيان مثل اية الله العظمى المرحوم السيد الشيرازي تغمده الله برحمته ايضا في كتاباته التاريخية ذهب الشيخ السبحاني من العلماء المعاصرين في كتابه سيد المرسلين وغيرهم  من العلماء ذهبوا الى ان بنات النبي كن اربع من خديجة والفترة التاريخية الخمسة والعشرين سنة تساعد على هذا المعنى .
فإذا ما ذهب اليه المشهور من ان خديجة انجبت لرسول الله سبعة اولاد ثلاثة من الذكور واربع من الاناث هو القول الاحرى بالاتباع .
ماريه القبطية  انجبت  لرسول الله بعد الهجرة  في المدينة ابراهيم لان رسول الله تزوجها في المدينة حيث انها اهديت له بعد ان هاجر للمدينة .
ابراهيم عليه السلام كان قريب من العمر من الامام الحسين عليه السلام .
ولكن هل يصح اطلاق ابناء رسول الله على الامام الحسن والحسين ام لا ؟
طبعا ليسوا ابناء لصلبه هذا واضح ولكن هم اولاد رسول الله , مدرسة الامامية قالت نعم نحن عندما نزور الامام الحسن عليه السلام نقول السلام عليك يا بن  رسول الله , في السيرة التاريخية ايضا كان كنية الامام بابن  رسول الله هذا كان شائعا أي احد يأتي ليسأل الامام الحسن او الامام الحسين كان يقول يا بن رسول الله  ماذا تقول في كذا , ماذا فعلت في كذا , على ما حزمت امرك , ليس فقط الامامين الحسن والحسين بل حتى الابناء المتأخرة كالإمام الصادق والباقر والكاظم والرضا وهكذا .
وهذا يصح عند مدرسة الامامية  بلا خلاف . عند اتباع مدرسة الخلافة بالذات الخط الأموي خاضوا حربا شديدة وعنيفة لنفي ان يكون الحسنان ابناء رسول الله وتبعهم بعد ذلك العباسيون في اثناء حربهم مع الثورات العلوية التي كانت تقوم في وجههم من ابناء الحسن وابناء الحسين وكانوا يريدون ان ينفون هذه الصفة وكانوا يقولون لهم انتم ابناء علي بن ابي طالب مثل ما نحن ابناء العباس بن عبد المطلب انتم ابناء علي بن ابي طالب لستم ابناء رسول الله , الامويون شيدوا هذه السنة الخبيثة واشتغلوا عليها بشكل كبير وعاقبوا من يقول بأنهم ابناء رسول الله والغرض كان غرض سياسي . الامويون والعباسيون ليس هدفهم الدين انا اقول ان قسم كبير لما ترى ثقافة معينة يشيعها الطاغوت والحاكم الظالم هذا ليس محروق قلبه على الدين وعلى هذه الفكرة هذا يريد ان يشيد اساس سياسي ولا يستطيع ان يشيد اساس سياسي الا اذا قال هذه المقولة أي انهم اذا كانوا ابناء رسول الله فهم احق منكم بالخلافة والحكم فلذلك هم يقولوا انهم ليسوا ابناء رسول الله .
الحجاج الثقفي اشتغل على هذا بشكل كبير حتى ينقل انه في ما قبل يوم العيد ينقله الشعبي احد جلسائه وفي نفس الوقت عنده معارف دينية وادبية , التفت الى الشعبي فقال له أنا اريد اضحي في يوم العيد برجل من اصحاب ابي تراب بدل ان اضحي بأضحية اضحي بواحد من هؤلاء فقال ففزعت انا من قوله وحاولت ان اثنيه عن قوله فما قبل في اليوم التالي جيء بفقيه  عظيم اسمه يحيى بن  يعمر العدواني فلما اقبل عليه قال له الحجاج : انت زعيم أهل العراق قال له لا انما انا فقيه من فقهاء العراق لا ادعي الزعامة فقال له : ألست انت الذي تقول ان الحسن والحسين ابناء رسول الله قال نعم اقوله وأقوله الى اليوم أي لا أنكره فقال له : والله لأن لم تأتني بها مجلية واضحة  من كتاب الله أخذت الذي فيه عيناك لا تقل قال رسول الله وما قال رسول الله هذه الأحاديث انا لا اعترف بها اريد من كتاب الله وقيل ان الحجاج كان حافظا لكتاب الله ( حفظ القران اذا ما ادى العمل به يكون لعنة على حافظه, حفظ القران له قيمة اذا وعظ حافظه وحامله نحن لا نقول ان حفظ القران ليس حسن وانما لابد ان يكون واعظ لحافظه
فكم من قارئ للقران والقران يلعنه )
فيقول قال له لا اريد ان تأتي بأية المباهلة (قل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناؤكم )
اريدك ان تستشهد بأية اخرى
فقال له يحيى آتيك بها واضحة من كتاب الله ولا آتيك بأية ابناءنا وابناؤكم
يقول الشعبي انا تعجبت انا حافظ للقران وتاليه اين توجد ايه واضحة في القران الكريم تغير ابناءنا وابناؤكم تدل على نسب هؤلاء لرسول الله فخشيت عليه
فقال يحيى بن يعمر يا حجاج اقرأ ومن ذريته  فقال  له ذرية من ؟ قال ابراهيم فقال اقرأ ما بعدها ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين و الآية التي بعدها ماذا ؟ اقرأ يا حجاج قال زكريا ويحيى وعيسى فقال له قف هنا , عيسى من كان ابوه ؟ قال له ليس له اب فقال له كيف اصبح من ذرية ابراهيم أليس من طريق امه يقول فسكت الحجاج قال يا عجب ما بين ابراهيم وبين مريم سنوات وقرون ومع ذلك قال القران الكريم  هذا من ذرية ابراهيم ولا ينسب اليه الا من طريق امه مع هذه المسافة البعيدة مئات السنوات أترى ان مريم اقرب  الى ابراهيم من فاطمة الى محمد صلى الله عليه واله وسلم
هناك نسب من خلال الام مع وجود الفاصلة الزمنية الكبيرة بنص من القران هنا النسب من خلال الام وليس هناك فاصلة بين فاطمة وابيها , كيف تقبل بالقران هذا ولا تقبل هنا ؟
اطرق الحجاج برأسه وهو قال  له اذا لم تأتني بها اخذت الذي فيها عيناك وان أتيت بها اعطيتك عشرة آلاف درهم
فقال له خذ هذه العشرة ألاف درهم لا بارك الله لك فيها .
مع ان هناك غير الادلة الحديثية ادلة قرآنية  كثيرة ولكن كانوا يريدون ان يعارضوا في هذا الاتجاه في نسب ونسبة الحسنين عليهم السلام ومن بعدهم الى الرسول بينما هم بهذا المعنى ابناء رسول الله وعندنا لكل نبي عترة من صلبه وعترة من صلب علي بن ابي طالب ومن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم .
هناك ايضا ابناء رسول الله الاصلين الصلبين وبين ابناء رسول الله بهذا التنزيل القرآني هناك شيء من التكامل بل من الفداء عندنا في الرواية في المصادر الامامية ان ابراهيم ابن رسول الله (ص) وكان قريب العمر الى الحسين أجلسهما الرسول صلى الله عليه واله وسلم على فخديه الحسين على فخده الايمن وابراهيم على فخده الايسر وإذا بالأمين جبرائيل عليه السلام ينزل هذا ابراهيم لا بد ان يكون فداء للحسين عليه السلام فقال جبرائيل  يا محمد ربك يقرأ عليك السلام ويقول لابد من ابتلائك بأحدهما أي احدهما  لابد أن يقبض فقال له فمن تختار فقال رسول الله (ص) اما ابراهيم فإن قبض فإن حزنه في قلبي  واما الحسن فإن قبض فإن امه فاطمة تتألم وتحزن وذلك يحزنني وان أباه علي يتألم ويحزن وذلك يحزنني وانا ايضا جده احزن يعني ثلاثة احزان تتراكم على قلبي وحزن فاطمة على رأسها فأنا لا استطيع ان أتحمل فإن شاء ربي فليقبض ابراهيم فأصبح ابراهيم فداء للحسين عليه السلام فلذلك العلاقة التي تربط اتباع مدرسة الامامية بإبراهيم ابن رسول الله بالإضافة الى مقامه الاصلي انه كان قربان من قرابين شهيد كربلاء وصاحب كربلاء .

مرات العرض: 3422
المدة: 00:52:12
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2604) حجم الملف: 17.9 MB
تشغيل:

سيرة حياة أبي طالب عم النبي
فاطمة بنت أسد  أم الأئمة