السيد مهدي الأعرجي وشعره الرثائي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 5/2/1443 هـ
تعريف:

السيد مهدي الاعرجي و شعره الرثائي

كتابة الفاضلة هديل الزبيدي

حديثنا بإذن الله يتناول شيئا من سيرة أحد شعراء الحسين وهو في نفس الوقت من خطباء منبر الامام الحسين وهو المرحوم السيد مهدي ابن السيد راضي الأعرجي الحسيني المتوفى سنة ١٣٥٩ هجرية قبل أن نبدأ في ذكر شيء من سيرته وشعره نشير الى قضية مهمة فيها عظة لنا المتكلم والسامعين ان شاء الله.

تلاحظون هذه المدة تحدثنا عن شعراء انشدوا في الامام الحسين عليه السلام بعضهم علماء وبعضهم اشتهروا في الشعر لا ريب أن هؤلاء كانت لهم حياة أخرى غيرها ، لا ريب أنهم يسكنون بيوتا بعض هذه البيوت من طابق واحد وبعضها من اثنين وبعضها من ثلاث طوابق ، بعضهم خصوصا ممن أدركوا هذه الوسائل الحديثة كانوا يستعملون أنواعا معينة من السيارات ووسائل التنقل ، وقسما منهم كان لهم محل معين يخيطون فيه ثيابهم وأمثال ذلك ، لكن هل رأينا أحدا يتحدث عن هذه الأمور في تراجمهم في تاريخهم ، نحن نلاحظ ان قسما غير قليل من أبناء الدنيا كل حرصهم على هذه الأمور وهي لا تذكر بعدهم في شيء ، يدخل في نزاع مع اخوته واخواته وجيرانه على مساحة ارضه مع انها لا تذكر بعده كان يمتلك من الأراضي مثلا ٥٠٠ متر او ٥٥٠ متر هل رأيتم أحد يذكر ذلك في سيرة أحد؟ كان يسكن في بيت من طوابق متعددة هل رأيتم أحد يذكر في سيرته هذا المعنى ؟ ما يحرص عليه قسم من الناس ويتقاتلون عليه ويتقاطع الاخ مع اخيه والاخت مع أخيها وابن العم مع ابن عمه وأمثال ذلك ، هذه التي تصنع المشاحنات بمجرد ان يموت الانسان لا تذكر لا يبقى منها شيء ، المال المآل طرق الحياة كلها لا تذكر تنسى إلا من يبحث البحث التفصيلي وقد لا يجد هذه المعلومات ، فما يحرص عليه قسم من الناس هو الذي لا يذكر ، وما يزهد فيه قسم من الناس هو الذي يبقى ، صبر الإنسان يبقى الصبر غالبا مزهود فيه ، حلم هذا الإنسان عادة مزهود فيه بل ربما ينتقد بعض الناس كيف  ما رد الكلام ولا واجه ، يعني أن الحلم الذي هو سيد الاخلاق عند قسم من الناس يصير كأنه ضعف أو يرد او ياخذ حقه بيديه ولسانه ، أما الذي يبقى هو الذكر ، الذكر بماذا ؟ ليس بهذه الأشياء كم ثوب عنده او اي نوع قماش يلبس ولا بأي من موديلات السيارات كان يركب وإنما ذكره بصفاته وأخلاقه وعلمه وحلمه وعبادته وعطائه ونفعه للناس هذا الذي يذكر وكما قال ابن دريد :

وإنما المرء حديث بعده   فكن حديثا حسنا لمن وعى 

انت اخر امرك مجرد كلمات تذكر كان فلان كذا وكذا هذا الذي يبقى، وماهو ؟

الآن نحن نتحدث عن هؤلاء بقي عنهم ذكرهم في خدمتهم للامام الحسين عليه السلام في علمهم في عطائهم في نفعهم اذا الانسان يريد ان يبقى ذكره ولا يندثر فليذهب وراء ما يبقيه ( لايذهب كما يحصل لبعض الناس وراء ما لا يسأل أحد عنه) 

هذا الشاعر السيد الحسيني سيد مهدي الاعرجي رضوان  الله تعالى عليه كما ذكرنا المتوفى سنة ١٣٥٩ هجرية ، كان له بالإضافة إلى شعره الذي سوف نأتي على ذكره صفات مميزة واحد منها لو نتعلم منه جميعا ان شاء الله وانصح نفسي اولا ، لو انا المتكلم اتعلم منه كان عنده الرضا العجيب ، فإنه كان مبتلى بمرض في الأعصاب يؤدي به إلا أنه في نفس المكان ترتخي اعصابه ويصاب بغفوة وهو منبري وخطيب وكلما حاولوا بالعلاج لم ينفعه شيء ، و عاش أكثر حياته متعايشا مع هذا المرض وصابرا عليه وراضيا حتى مما يقال في شأنه ان احدهم كان قد تهجم عليه وذهب ليعتذر منه قال له يا فلان أنا والدي اسمه السيد راضي وانا ايضا راضي وانا راضي بن راضي لاتعتذر الي وانا لا احمل عليك شيئا أبدا وهذه صفته الثانية التي يذكرها السيد جواد شبر رحمة الله عليه مؤلف كتاب (أدب الطف أو شعراء الحسين) يقول انا عاصرته وأدركته ولم اجد شخصا مثله لا يحمل حقدا على أحد في قلبه فكأنه قطرة سلسبيل نظيفة نقية لا يحمل على أحد ، بالمقارنة مع شخص اخر دائما متشنج ومتوتر ويرى فوارق بينه وبين غيره إذا زيد قال كلمة تعجبه او لا تعجبه ينتقدها ويتكلم عليها ، مثل ما رأينا في  بعض الدول في شهر محرم وهو موسم  يجمع القلوب كيف صار في بعض الحالات من صناعة التشنج والتوتر انا لا يعجبني زيد اتكلم عليه ، انت لا يعجبك عمر وتتكلم عليه ولا يعجبني اتجاهك المرجعي او الاجتماعي فاغتاظ منك ، للاسف حالة التحاقد بين الناس هي الحالة العادية ، وحالة الاسترخاء والمحبة حالة انه لا يشعر اتجاهه 

هذا تعبير سيد جواد شبر عنه كان لا يحمل حقدا على احد حتى العاصي لا احقد عليه بل أشفق عليه واتمنى له الخير بان يهتدي إلى طريق الله عز وجل ، أما أئمة الكفر فقاتلوا أئمة الكفر ، لكن احد من الناس خاطئ عاصي  احمل في نفسي حقدا عليه لأنه قال كلاما غير مناسب انتقد حكما شرعيا او عالما من علماء الدين او انتقد شيئا عزيزا على قلوبنا فاحقد عليه بل يجب أشفق عليه ، هذا إنسان أخطأ الطريق ، لو استطعت ان ابذل جهدا في هدايته الى الطريق الصحيح لفعلت ذلك هذا ما يذكر من صفات هذا السيد الجليل السيد مهدي السيد راضي الأعرجي الحسيني هو من احفاد الامام الحسين عليه السلام ينتسب الى علي الأعرج الذي هو حفيد الإمام زين العابدين عليه السلام  بيت الاعرجي ينتمون الى السادة الاعرجيون لذلك هم حسينيون ، هذا العالم والخطيب في نفس الوقت كان عنده ميزات كثيرة فيما يرتبط بالشعر الهادف نحو ربط الناس بآل محمد . 

وله ميزة ميزته على سائر الشعراء انه تقريبا عنده مراث و قصائد في رثاء ومدح العترة المعصومة من النبي محمد صلى الله عليه وآله إلى الإمام العسكري صلوات الله وسلامه عليه وكلها تقرأ في منابر المؤمنين وفي مناسبات اهل البيت عليهم السلام قيل انه انشأ و نظم الشعر وعمره ١٤ عاما واول ما افتتح مشواره في الشعر بقصيدة رثاء الامام الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه قال فيها:

قضى الزكي فنوحوا يا محبيه      

وابكوا عليه فذ الملائكة تبكيه 

ولعله والله العالم هذه البداية من أولي الامام الحسن المجتبى كريم أهل البيت عليهم السلام جعل الإمام الحسن يعطيه ما عنده وأفاض عليه من تيار الشعر وشلال النظم بحيث اكثر من الشعر وكان الكثير من شعره جيدا وقويا فهو يمتلك حالة المباشرة في وصف المصيبة مما يجعل النفوس تتفاعل معها ، عنده ايضا في وصف امير المؤمنين عليه السلام ، في فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، في رسول الله في الامام الكاظم القصيدة المشهورة التي تقرأ عادة في رثاء الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه :

«لَهفِي وَهَل يُجدِي أسى لَهفِي على        موسى بنِ جَعفر عِلَّةِ الإيجادِ

ما زالَ يُنقَلُ في السُّجونِ مُعانياً           عضَّ القُيودِ ومُثقَلَ الأصفادِ

إلى آخر كلامه وفي الامام الجواد عليه السلام و ايضا في سائر الائمة وهذه الصفة لانجدها بهذا المقدار عند باقي شعراء الامام الحسين عليه السلام والرضوان ، وكان متفوقا في جهة التشطير والتخميس (التشطير) ان يأتي الشاعر ياخذ بيت معين فيقسمه قسمين ويضيف شطرا من عنده و شطرا على الآخر ، يضيف بنفس حجم الشعر الأصلي (التخميس) ان يضيف ثلاثة اشطر فيصبح البيت كله من خمسة وعلى نفس الوزن مثلا :

بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا     وخلفوني بأرض الطف حيرانا 

فيأتي الشاعر الذي يريد تخميس هذا البيت ويضيف في البداية 

من منشد لي عن قوم هنا نزلوا  ، ثم يضيف شطرا آخر وشطرا ثالث وبعد ذلك يقول بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا     لما رأى السبط أصحاب الوفى قتلوا 

نادى ابا الفضل اين الفارس البطل        واين من دون الارواح قد بذلوا 

بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا      وخلفوني بأرض الطف حيرانا 

هذه الثلاث أشهر في البداية تسمى التخميس لان هي ثلاثة واصل البيت شطرين يصبح المجموع خمسة ، هذا طبعا في الشعر ليس التخميس في الحكم الشرعي يعني إعطاء الخمس من مكاسب الإنسان ما يزيد على مؤنته السنوية فيخرج خمس ذلك في سبيل الله نصفه للسادة الفقراء من أهل البيت عليهم السلام ونصفه الاخر تحت إدارة المرجعية تصرفه في شؤون المؤمنين وفي تبليغ الدين  .

واشتهر هذا العالم والسيد والخطيب بهذا الأمر شهرة كبيرة حتى انه خمس قصيدتين كبيرتين طويلتين وفي مستوى عالي ، القصيدة الاولى ( قصيدة السيد جعفر الحلي ) معروفة يبدأها ما يقرأ من الرثاء :

وجه الصباح علي ليل مظلم         وربيع أيامي علي محرم 

والليل يشهد لي بأني ساهر       ان طاب الى الناس الرقاد فهوموا   

    عادة هذه الأبيات تقرأ في الليالي  العشرة الاولى من محرم وهي قصيدة طويلة حوالي ٧٥ بيت  قسمها الآخر في شهادة ابي الفضل العباس تقرأ عادة التي مطلعها :

عبست وجوه القوم خوف الموت        والعباس فيهم ضاحكا متبسم 

قلب اليمين على الشمال وغاص         في الأوساط يحصد في الرؤوس ويحطم 

وثنى أبو الفضل الفوارس نكصا         فرأوا أشد ثباتهم أن يهزموا

إلى آخره يأتي على المصيبة :

وهوى بجنب العلقمي فليته               للشاربين به يداف العلقم 

ومشى لمصرعه الحسين وطرفه            بين الخيام و بينهم  متقسم    

هذه القصيدة ٧٥ بيت هو خمسها يعني اضاف ثلاث اشطر على نفس القافية والوزن والموضوع وهذا من اصعب الامور لان انت ملزم بتفكير الشاعر الاول و بموضوعه وقافيته وبوزنه  ولذلك يفرق الأمر من شخص متمكن في التخميس وبين آخر مبتدأ هذه قصيدة من القصائد المشهورة التي خمسها السيد مهدي الاعرجي .

القصيدة الثانية  (قصيدة حيدر الحلي) وهو سيد الشعراء في موضوع الحسين عليه السلام فلما يأتي أحد لتخميس قصيدته يحتاج أن يموت مرتقيا الى نفس مستوى هذا الشاعر و الا يبين للقارئ الفارق الكبير بين الأصل وبين الاشطر الإضافية وهذه القصيدة هي :

إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم      فلا مشت بيه في طرق العلا قدم    

لابد أن أتداوى بالقنا فلقد               صبرت حتى فؤادي كله ألم 

إلى آخر قصيدته وهي من غرر قصائد السيد حيدر الحلي وهو سيد شعراء الحسين كما ذكر ذلك في ترجمته ، وخمسها بالكامل كان مشهودا هذا العالم السيد الخطيب بجانب التخميس لعل الانسان يقول انا لست من اهل الشعر والتخميس الشعري لا التخميس الحكمي والمالي فلا استطيع الاقتداء به بهذا الجانب وبالتالي الحديث عنه هو عبارة عن حديث معلومات الجواب لا ، دعونا نقتدي به إذا لم نستطع في هذا الجانب الشعري والأدبي والبلاغي لانها مواهب ، ليس كل إنسان يستطيعها لكننا نستطيع أن نقتدي به وهذا ما دعانا الى ذكرها في البداية في امور : الأمر الأول كما ذكرنا أن نحرص على التنافس فيما يبقى من الذكر الحسن لا في الكماليات التي تنتهي وتذهب ولا احد يلتفت اليها مثل نوع السيارة ولونها او حجم البيت هذه الأمور التي ليست ذات أهمية في بقاء ذكر الإنسان وإنما نذهب الى ما تبقى من الصفات الحسنة ومن أفعال الخير ومن خدمة الناس ومن عطاء الدين والمجتمع .

والأمر الثاني ما ذكرناه من الصبر على البلاء على المصائب ، قد يبتلى الإنسان ببلاء من البلاءات في صحته وأولاده وزوجه ورزقه يبتلى ويبتلى ، بين ان يكون جازع أينما يجلس يتشكى حتى الذي يجالسه ولو ١٠ ايام يحفظها منه ، او أن الإنسان يصبر على ذلك ويحتسب ذلك لك عند الله سبحانه وتعالى ، قالوا انه استمر معه هذا المرض مرض الاعصاب فترة طويلة من الزمان وهو على هذه الحالة وهو رجل عالم وخطيب وشاعر وصاحب منزلة اجتماعية مهمة لكن ابتلاءه في هذا المرض العصبي فصبر عليه ومات هو لا يزال عنده ولا بأس أن يتعالج منه لكن لا يفقد شخصيته لانه قد ابتلي بمرض أو مال او ابن او ما شابه ذلك .

تجلد الإنسان وتصبره هذا مهم وقضية ابتعاده عن الحقد والنظرة السيئة للاشخاص ، اعمار قلبه بالمحبة والرضا عن الآخرين هذا كان من صفات هذا العالم الجليل والسيد النبيل رضوان الله عليه ، كان من أساتذته السيد رضا الهندي وهو أحد شعراء أهل البيت تحدثنا عنهم في محاضرات سابقة وقلنا إنه بالإضافة الى كونه شاعرا من شعراء أهل البيت المحلقين كان فقيها مجتهدا قد أرسله السيد أبو الحسن الأصفهاني رضوان الله تعالى عليهما كوكيل عام إلى منطقة الفيصلية في أطراف المشخاب وقام بشؤونها خير قيام ،هذا من أساتذة هذا السيد الاعرجي لاسيما في أمور اللغة والأدب وما يرتبط بها .

نعود الى موضوع التخميس في شعر هذا العالم الجليل له الكثير من التخاميس على ابيات الشعر مما هو مشهور عنه تخميسه لأبيات سيدة النساء  فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، عندنا بعض الشعر ينسب الى أهل البيت وبعض الشعر محقق انه عن اهل البيت مثلا بيت الشعر المشهور :

إن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي يا سيوف خذيني 

هذا كثير من الناس ربما يتصورون أنه قول الحسين عليه السلام والحالة أنه ليس قوله  وإنما هو شعر للشيخ محسن أبو الحب الكربلائي ، سنشير إليه إذا سنحت لنا الفرصة وهو من الشعراء الذين كان لهم في نفس الوقت تفوق في الشعر كان على ابتلاء عظيم في صحتهم فصبروا على ذلك ، الشيخ محسن أبو الحب له قصيدة :

{{إن كنت مشفقة علي دعيني ما زال لومك في الهوى يغريني }} 

ثم يأتي إلى قضية كربلاء ويتمثل موقف الحسين عليه السلام فيقول:

 و بعزة قعساء خاطب نفسه يا نفس لا تهن بنصر الدين    

إن كان دين محمد  لم  يستقم الا بقتلي يا سيوف خذيني

هذي رجالي في رضاك ذبائح ما بين منحور وبين طعين

رأسي و أرأس اخوتي مع نسوتي تهدى لرجس في الظلال مبين

هذا الشعر والقصيدة لهذا الشاعر وتمثل موقف الحسين عليه السلام ، يعني كأن الإمام الحسين يقول هذا الكلام تلك العزة المتعالية القعساء الطامحة خاطب نفسه بهذا الخطاب قال كذا وكذا .. هذه كلها ألفاظ هذا الشاعر ولكن تمثل لموقف الحسين عليه السلام ، هذا النوع من الشعر الذي يتمثل به موقف الحسين ليس للحسين ليس للمعصوم ، لكن يوجد بعض الكلمات لا هي شعر صادر عن المعصوم الفرق ماذا ؟ ان الشعر الصادر عن المعصوم إذا صح نسبته إليه يصبح أحد مصادر التشريع ايضا مثل ما نحن نستفيد من الحديث المنثور عنهم نستفيد أيضا من الشعر المنقول عنهم وهذا بالفعل الذي حدث مثلا 

عندما جاءت الزهراء عليها السلام وقالت :

ماذا عن من شم تربة احمد الا يشم مدى الزمان غواليا 

صبت علي مصائب لو أنها صبت على الايام صرنا لياليا 

حتى غير الشيعة استدلوا بها على جواز الندبة والنياحة تصور مثلا احمد ابن حنبل إمام المذهب الحنبلي ، والحنابلة عندهم ومن تلاهم حساسية تجاه قضية النياحة وتجاه ذكر الميت بالندبة والشعر،لكن عندما يأتي الى هذا الموقع ينقله ويقول وقد نقل أن فاطمة انت تاتي الى قبر رسول الله و تأخذ قبضة من التراب وتقول هذه الأبيات :ماذا عن من ..

وهذا يشير الى جواز ذكر الميت بما فيه من الصفات الحسنة وان النياحة التي ذمت وتكلم فيها لا سيما من النساء ناظر الى أن النياحة بالباطل والكذب مثلا شخص لا شيء وترفعه الى عنان السماء ، فهذه الأبيات من الأبيات التي نقلت بطرق صحيحة بل يدعى بها التواتر عن فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وقد خمس بعضها السيد الاعرجي يقول :

أهوت على قبر النبي محمد شوقا تشم تراب اشرف مرقد وتقول والهة بصوت مكمد 

ماذا على من شم تربة احمد الا يشم مدى الزمان غواليا  

ابدت لي الايام بغيا ضغنها وعلي أججت المصائب حزنها 

قسما بمن شرع الفروض وسنها 

صبت علي مصائب لو أنها صبت على الايام صرنا لياليا  

ومن تخميساته في مصيبة الإمام الحسين عليه السلام يقول :

مرت بهم زينب لما نووا سفرا مع العدا فأطالت منهم النظرا 

ومذ رأت صنوها في الترب منعفرا همت لتقضي من توديعه وطرا 

وقد أبى سوط شمر أن تودعه إذا دنت منه سوط الشمر أرجعها 

ورمح زجر متى تبكيه قنعها فلم تودع محاميها و مفزعها 

ففارقته ولكن رأسه معها وغاب عنها ولكن قلبها معه  

مرات العرض: 3423
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 44507.6 KB
تشغيل:

السيد رضا الهندي وشعره الحسيني
الملا عطية الجمري وشعره الحسيني