كيف تكون سنة المعصومين سنة المصطفى 17
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/9/1442 هـ
تعريف:


17/ كيف تكون سنة المعصومين سنة النبي المصطفى

 كتابة الفاضلة تراتيل

قال تعالى ﴿   ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ  ﴾‏ فاطر :32

حديثنا بأذن الله تعالى يتناول موضوع ان سنة المعصومين وحديثهم هي نفسها سنة رسول الله صلى الله عليه واله , وقد يستفاد هذا المعنى تارة من نصوص مباشرة كالحديث المشهور عند الامامية عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :  " حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث علي بن ابي طالب وحديث علي هو حديث رسول الله صلى الله عليه و آله "

 وهذا المعنى من المعاني المتواترة اجمالا ومعنويا ومعنى ذلك ان هناك روايات كثيرة قد تختلف تعبيراتها والفاظها ولكن هذا المعني فيها متفق كنتيجة حيث ان احاديثهم عليهم السلام كحديث رسول الله صلى الله عليه واله في اكثر من جهة 

احدى تلك هذه الجهات في قيمتها القانونية والفقهية او ما يطلق عليها عند الفقهاء و الاصوليين في المنجزية والمعذرية او في الحجية بمعنى انه اذا جاء خبر معتبر عن احد المعصومين عليهم السلام بشأن واجب من الواجبات فان هذا الخبر المعتبر الذي يوجب على الانسان فعل شيء يساوي ما قاله النبي في تنجيز الفعل وفي تنجيز وجوبه على هذا المكلف , تماما مثل لو قال النبي كلاما , فلو اوجب عدد الركعات- كما ذكرنا في اول بحوثنا هذه – او في الحج وما شابه ذلك وقد ورد الينا خبر معتبر فان هذا الخبر المعتبر ينجز الواجب علينا فيجعله واصلا الينا وحينئذ فان تركناه فإننا نكون محاسبون عليه يوم القيامة ولا عذر لنا بتركه كونه كلام النبي وليس كلام الله – من أمثال أصحاب التوجهات الحداثية التي تتوهم انها تتبع القران فالحجاب في رايهم ليس واجبا لأنه حسب مدعاهم انه ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه واله بشكل صريح ولم  يرد في القران بشكل واشح حسب رأيهم ( قل للمؤمنات يدنين عليهن من جلابيبهن)

وهذا الكلام غير صحيح , فقد ورد في مصادر مدرسة الخلفاء عن النبي صلى الله عليه واله انه اذا بلغت الفتاة المحيض لا يصلح ان يرى منها الا  وجهها وكفييها , وقد ورد اشباه هذا الحديث من  مصادر الامامية  وما دام قد ورد هذا في حديث رسول الله فقد اصبح منجز وواجب , ونفس هذا الكلام اذا جاء الخبر عن واحد من اهل البيت عليهم السلام فانه كذلك فمثلا وردنا " متى شككت فخذ بالأكثر" في عدد ركعات الصلاة فاذا شككت بين الثلاث والاربع فابني على الأكثر ثم تأتي بركعة احتياط منفصلة كما ذكر ذلك العلماء مستفيدين من روايات اهل البيت عليهم السلام فلا يصح ان تبني على الأقل ولا يحق لك ذلك فقد ورد عن المعصوم " متى شككت فخذ بالأكثر " لذا يجب عليك ان تلتزم بهذا تماما كما لو جاء في حديث رسول الله وتماما كما لو جاءت ايه من آيات الكتاب المجيد 

ونفس هذا الكلام يكون في قضية الاعتذار فمثلا لو كان هناك امر من الأمور اباحه الشرع لي وقال لي بحسب ما ورد من اخبار اهل البيت عليهم السلام مثلا انه لا يصح منك الصوم في السفر ثم آتي  انا المسلم ولم اصم في نهار شهر رمضان باعتبار انني مسافر  ثم في يوم القيامة جئت وسألت لماذا لم تصوم ؟ هنا استطيع القول بان لدي شيء يعذرني ويبعد عني العقوبة وهو الحديث الوارد عن اهل البيت عليهم السلام 

فهذا المعنى من ان حديث المعصوم عليه السلام هو كحديث رسول الله في قيمته القانونية والفقهية أي انه حجة للإنسان وعليه , حجة في يوم القيامة بحيث يستطيع عندما لا يفعل شيء بناء على الخبر المعتبر عن المعصوم ان يبرزه كاعتذار عندما يسأل لماذا لم تفعل هذا الفعل , فبعضه بشكل مباشر اذن حديث رسول الله صلى الله عليه واله كقول الله عز وجل 

من الأشياء الطريفة التي يركز عليها المعصومين والتي ذكرناها في الليالي الفائتة من ان الائمة عليهم السلام كانوا يتعمدوا ان لا يذكروا سندا الى رسول الله  الا قليلا ويكونون متعمدين في ذلك فمثلا قليلا اذا جاء عن  الامام الباقر يروي عن ابيه السجاد عن سيد الشهداء عن علي عليه السلام عن رسول الله لان ذلك يمضي الفكرة الخاطئة بان المعصومين هم مجرد رواة  وفقهاء ينقلون كلاما عن رسول الله وعلماء حالهم حال أبو حنيفة النعمان وغيره وهذا غير صحيح ولا يريدون ان يقروا بهذه الفكرة الخاطئة فهم معصومين وائمه و قولهم وحديثهم  هم حجة  كحديث رسول الله وعلمهم علم رسول الله فمن الطرائف التي تنقل ان احد الفقهاء من مدرسة الخلفاء في ذلك الزمان اسمه سالم بن ابي حفصة لما استشهد امامنا الباقر عليه السلام وقال لهم : انا ادخل على الامام الصادق لأعزيه بابيه , فدخل على الامام وكان معه جماعه فاراد سالم ان يعظم من شأن الامام الباقر فقال: انا لله وانا اليه راجعون , ذهب والله من كان يقول قال رسول الله وما كان يسأل ما كان بينه وبين رسول الله – أي سنده الى رسول الله متصل وهو ثقه فهم يعتقدون انه سمع من جابر عن الرسول فلو حتى انه حذف الواسطة التي بينه وبين الرسول فانه يعتبر سند متصل اليه وهذا يعتبر مدح – فسكت الامام هنيئة ثم قال الامام الصادق : قال الله عز وجل ان احدكم يتصدق بتمر فأربيها لهم كما يربى احدكم فلوه – أي صغير الخيل – فضل سالم هنا متحير و خرج الى أصحابه يقول لهم انا من أقول ذهب من كان يقول قال رسول الله فلا يُسال فاذا بجعفر ابن محمد يقول قال الله تعالى أي نقل الحديث القدسي عن الله عزو جل -فالأمام الصادق أراد ان يبلغه اننا نحن سلسلة واحده و ذرية واحده نأخذ علمنا من رسول الله ورسول الله يأخذ من ربه ونحن لا نروى الرواية هكذا 

نحن عندنا أصول العلم التي اورثنا إياها رسول الله صلى الله عليه واله . القران الكريم يقول: " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " فاطر:32   

 من هؤلاء الذين اصطفينا ؟ 

هناك خلاف بين المفسرين بين من هم فبعضهم قال هي الامة الإسلامية  وهناك اقسام ظالم لنفسه و مقتصد وسابق للخيرات بأذن الله 

في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام ان هذه الآية نزلت في ذرية رسول الله صلى الله عليه واله فكأنما العترة النبوية ورثت علم الكتاب ولكن العترة على درجات فالدرجة الدنيا هم من ذرية النبي ولكن ظلموا انفسهم بقلة الاخذ من الكتاب ولتقريب المعنى مثل الذي لديه برنامج لصحته مثلا حيث يجعل صحته ممتازة مائة بالمائة لو اتبع هذا البرنامج ولكنه يتركه ويأخذ برنامج اخر يعطيه صحة بنسبة ستين بالمائة فعندما يأخذ برنامج يضمن له الصحة بنسبة الستين بالمائة والحال انه قادر على اخد الصحة كاملة فانه يعتبر ظالم لنفسه 

و الحقيقة ان هناك اشخاص في العترة النبوية من لم يكونوا بالكامل على سيرة ابائهم واجدادهم مع ان الكتاب بين هذه الذرية لكنهم عطفوا انظارهم عنه 

ولكن بعضهم اخذوا الكتاب مقتصدين – من القصد و العمد – أي متعمدين وهادفين حيث اخذوا الكتاب فطبقوه بقدر ما يستطيع فمثلا زيد بن الحسين . او مثل أبو محمد بن الامام الهادي فقد اخد العلم والمعرفة وطبقها وهو ممدوح جدا و أيضا مثل الحسين بن الامام الهادي وكذلك علي بن الامام جعفر الصادق وغيرهم 

وهناك قسم ثالث وهو فوق هذان القسمان ( سابق بالخيرات) هذا يكون ارتباطه ارتباط بالله عزو جل فهو بأمر الله كان سابقا بالخيرات وبأذن الله كان سابقا لله وهذا هو الفضل الكبير 

من هم بالقسم الأول قد يكون لهم فضل ما ,ومن في القسم الثاني فهم لهم فضل ولكن الفضل الكبير فهو لمن كان في القسم الثالث حيث سبقوا الناس جميعا بالخيرات  ( واوحينا اليهم فعل الخيرات ) 

الآية المباركة بناء على هذا تشير الى موقع المعصومين عليهم السلام وارتباطهم بالله ارتباطهم بالعلم والعمل و الامامة ارتباط خاص , لدينا روايات مباشرة في ان القيمة القانونية والفقهية في مجال الحجية معذرية و منجزية ما هو لدى الائمة المعصومين عليه ا لسلام هو ما كان عند رسول الله صلى الله عليه واله وقد يستشهد لهذا المعنى بما ورد في القران الكريم وفي احاديث الامامة 

جاء في الحديث ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) فاستثنى منه قضية النبوة , ما هو الباقي الذي سيكون فيه الامام علي عليه السلام من رسول الله ؟ فعندما نرجع للقران نجد ان :  )واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري  كي نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا )طه:27-34   موضوع الوزارة والقيادة والخلافة والامامة على الناس بعد غياب موسى هي من وظائف موسى وهي نفسها تنتقل الى امير المؤمنين عليه السلام 

هل يمكن لإمام وحجة ان لا يكون عالما بالبرنامج والخريطة التي كان يسير عليها سابقوه؟

لا يمكن ذلك ابدا لأنه خلاف الغرض , فالنبي عندما يضع  برنامج و نظرية و خريطة للناس ليسيروا عليها فاذا قام النبي بتعين وتوليه شخص ليكون من بعده و هذا الشخص المعين لا يعلم بهذا البرنامج وهذه الخريطة وهذا العلم فانه لا يستطيع ان يكمل المشوار, هنا يكون ذلك النبي قد عمل ما يخالف هدفه بتعين هذا الشخص وتوليته 

يقول العلماء ان نفس ادلة الامامة يقتضي ان يكون هناك وراثة للعلم والمعرفة , ولذا نلاحظ إصرار المعصومين عليهم السلام على بيان ان حديثهم هو املاء رسول الله وقد ذكرنا سابقا عدة احاديث تشير الى ان علم رسول الله صلى الله عليه وآله قد دونه علي امير المؤمنين عليه السلام من املاء رسول الله وبكتابة النبي وان هذا بقى الى فترات متأخرة 

نحن نجد استشهاد الامام الباقر والصادق عليهم السلام بكلام رسول الله فمثلا  الامام الصادق مرارا كان يقول " كذبوا ما وجدنا هذا في كتاب علي بن ابي طالب " ومنها عندما سئل  عن رواية يقول بعضهم انها مروية عن علي بن ابي طالب تنص على جواز المسح على الخف فقال عليه السلام : كذبوا ما وجدنا هذا في كتاب علي بن ابي طالب " , فكتاب علي موجود عن اهل البيت المعصومين لكن هذا الحديث غير موجود فيه  . هذا الكتاب هو املاء رسول الله كما في الخبر عن الحكم بن العتيبة الذي هو من فقهاء مدرسة الخلفاء و هو ليس معاندا فهو يأتي للأمام الباقر ويساله عما ابهم عليه فجاء وسأل الامام عن مسألة اختلفا عليها فقال الامام الباقر للأمام الصادق : قم يأبني وآتني بالكتاب الفلاني من المكان الفلاني فجاء بكتاب مدروج- ملفوف- عظيم فلما بسطة أشار الى ما سأل عن الحكم بن العتيبة وقال : هذا املاء رسول الله صلى الله عليه و آله بخط علي بن ابي طالب , بعض الأحيان  يبين الائمه هذا الامر للناس حتى يتضح للناس ان الاحاديث والروايات لا يأتي بها اهل البيت باجتهاد شخصي او بآراء و انما هي أصول علم يتوارثونها عن رسول الله كابر عن كابر 

الانسان يحتاج الى الكثير من الأمور الشرعية  في حين ان القران الكريم كما باقي الدساتير لا مجال فيها لتفصيل كل الاحكام  كما ان هذه الاحكام والمسائل تتجدد و هنا يأتي دور النبي والامام . فالنبي يبين عند من ستكون هذه الاحكام , من سيكون اماما وقائدا للناس 

وان ثقّف الناس بالثقافة العامة بالخطب والمواعظ في الجمعة و العيد و عند الحرب و عند حصول مشكله ولكن هذا المقدار ليس كاف للناس جميعا للعمل به وانما هو محتاج الى ان يودع علمه عند شخص خاص هو الذي سيقول :" علمني رسول الله الف باب من العلم ينفتح من كل باب الف باب " ويقول ما لا يستطيع غيره ان يقوله : " سلوني قبل ان تفقدوني , سلوني عن طرق السماء فانا اعرف بطرق السماء من طرق الأرض " وقال: "سلوني فما من اية نزلت في ليل او نهار الا عرفتها وماذا تريد وماذا تعني 

وقال :" سلوني فما من راية تضل مائة او تهدي مائه الا وعرفتها " كل ذلك بأخبار رسول الله صلى الله عليه واله فعلي عليه السلام اديب رسول الله وتربيته والعلم الذي لدي امير المؤمنين هو علم رسول الله صلى الله عليه واله 

ولذلك تجد الفرق الكبير بين معاصري رسول الله من الاصحاب وبين امير المؤمنين , فبعض الاصحاب لا يعرف هل للجدة ميراث ام لا و كم ميراثها؟ منهم من يعجز عن حل القضايا فيحتاج الى جمع صحابة رسول الله ليساندوه في إيجاد حل للإشكالات والمسائل المطروحة عليه , ومن الاصحاب من يقول: لولا علي , ومن الاصحاب من يتحير في كلمة من كلمات القرآن و من اسهل الكلام ولكن علي كما ينقل غير الامامية هو اعلمكم علي واقضاكم علي , فسنة المعصومين عليهم السلام هي سنة رسول الله اورثها إياهم 

ويشير الى هذا المعنى ما نقله الشيخ  الكليني رحمة الله في كتابه الكافي عن ابي جعفر عليه السلام – لاحظوا ان هناك عدد كبير من هذه المسائل كانت في زمان الامام الباقر والصادق – لإنها اول طرح هذه المسائل وبداية تكوّن الاتجاهات الفقهية , البعض كان ينظر للائمة  عليهم السلام كالباقر والصادق كفقهاء كسائر الفقهاء لذا الائمة كانوا يريدون ان يفهموا الناس بانهم ليسوا كذلك 

قال أبو جعفر عليه السلام منتقدا الاتجاهات الأخرى المعرضة عن اهل البيت :" يمصّون الثماد و يدعون النهر العظيم " الثماد هو البقايا -كالبقايا المتبقية في ا لساقية من الماء عندما ينقطع عنها الماء – فالأمام ينعى عليهم ويعاتبهم ويخطاهم 

فقيل له وما النهر العظيم فقال: رسول الله والعلم الذي أعطاه الله فان الله جمع لمحمد صلى الله عليه وآله سنن النبيين من ادم الى الخاتم – صحف إبراهيم وصحف نوح وزبور داوود و توراة موسى و انجيل عيسى , وهذه دائما تتكرر في كلمات اهل البيت بانها عندهم ,  البعض قد يتساءل كيف يكون ذلك ؟ والجواب هو ان القران حاوي كل ما حوته هذه الصحف والدساتير والكتب بل واسلم منها واصح منها ( وعلمه عندهم ) فهذه الكتب بما تحويه هي أشياء بسيطة مقارنة بالقران الكريم 

فاذا كان عندهم علم الكتاب فما شأن تلك , قلنا بان الله جمع للنبي الاكرم سنن النبيين من ادم وهلم جرا فقيل له: وما هي سنن النبيين ؟ فقال  :علم النبيين بأسره , وان رسول الله صلى الله عليه واله صيّر كل ذلك عند امير المؤمنين عليه السلام لذلك لا غرابه عندما يقول امير المؤمنين " ينفتح لي من كل باب الف باب " وانه علّمه الف باب من العلم وامثال ذلك من الروايات التي تشير الى هذا المعنى 

فكونه امام وحجة الله على خلقة فانه يقتضي ان يكون عنده ما يحتاج اليه الخلق من أمور دينهم وهذا يعني انه بتعليم رسول الله صلى الله عليه واله يكون عنده ما عند رسول الله فرسول الله كان المعلم الامام علي هو التلميذ وهكذا تجري المسائلة الى باقي المعصومين عليهم السلام 

لا ينقل التاريخ -سواء تاريخ الامامية او غيرهم – ان  احد الائمه سئل عن امر من أمور الدين فقال لا علم لدي , واذا وجدت شيء نقل فانه لم ينقل بشكل صحيح , فالجميع يعلم ان الائمة اهل علم , نعم الفريق الاخر لا يرون امامتهم و  انهم معصومين و انهم منصوبين من قبل الله ولكن لا يقولون انهم لا يمتلكون علم عظيم 

التاريخ امامهم و اعدائهم كانوا يتحينوا لهم الفرص لإبعادهم عن الناس فبعضهم هجروه وبعضهم سجنوه وبعضهم قتلوه وبعضهم يحاولون ان يحرجوهم امام الناس لتقليل شائنهم امام الناس فكانوا يجهزوا لهم أسئلة صعاب وشداد لإحراج الامام فمثلا كان هناك حوار مع ابي حنيفة النعمان وبين الامام :فكان الامام يرد على سؤاله ويفصّل في الإجابة فيقول انتم الاحناف تقولون كذا و اهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا عن رسول الله صلى الله عليه واله 

فلما فرغ سأل الخليفة أبا حنيفة فقال : قد علمنا ان اعلم الناس من علم باختلاف الناس فالأمام الصادق والكاظم هم الاعلم 

متى استطاعوا ان يتلقوا العلم في الاطار الطبيعي ؟ مع ملاحظة ان بعض الائمة تولى الخلافة دون العاشرة من العمر وهذا يدل على انه اخد العلم بأذن الله وليس بالطريقة الطبيعية  ( فمنهم سابق بالخيرات ) ومن الخيرات العلوم الدينية وعلوم الشريعة التي حصلوا عليها بأذن الله وذلك هو الفوز الكبير 

يستلزم ان يكون الامام عالما بكل الشريعة بتفاصيلها وهذا لا يمكن ان يكون الا باذن الله وهذا وغيره يشير الى انها أصول علم توارثوها من رسول الله ووصلت اليهم تبعا لمهمتهم في الامامة ولوظيفتهم في هداية الناس وارشادهم 


 

مرات العرض: 3404
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 53918.65 KB
تشغيل:

عن بحار الانوار والعلامة المجلسي 16
كيف تكون سنة المعصومين سنة النبي المصطفى 17